النوع الثامن عشر (ما أوله الغين)

(غرب) ﴿غرابيب سود﴾ (1) مقدم ومؤخر ومعناه: ﴿سود غرابيب﴾ (2) يقال: أسود غربيب الشديد السواد وعن عكرمة (3): هي الجبال الطوال السود، و ﴿المغربين﴾ (4) مغرباء الشتاء والصيف، و ﴿الغربي﴾ (5) المكان الواقع في شرق الغرب وهو المكان الذي وقع فيه ميقات موسى عليه السلام.

(غضب) ﴿المغضوب عليهم﴾ (6) اليهود، و ﴿الضالين﴾ (7) النصارى، وغضب الله تعالى عقابه، قال تعالى: ﴿ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى﴾ (8) ومن زعم أن الله قد زال من شئ إلى شئ وصفه صفة المخلوقين.

(غلب) ﴿حدائق غلبا﴾ (9) يعني ملتفة الشجر أو غلاظ أعناق النخل و ﴿غلبت الروم﴾ (10) أي حين احتربت مع فارس بين أذرعات وبصرى فبلغ الخبر مكة فشق على رسول الله صلى الله عليه وآله والمسلمين لأن فارسا مجوس والروم أهل كتاب وفرح المشركون وقالوا أنتم والنصارى أهل الكتاب ونحن وفارس لا كتاب لنا وقد ظهر اخواننا على اخوانكم ولنظهرن نحن عليكم فنزلت ﴿وهم من بعد غلبهم سيغلبون﴾ (11).

(غيب) ﴿غيابت الجب﴾ (12) وأي في قعره سمي به لغيبوبته عن أعين الناظرين وكل شئ غيب عنك شيئا فهو غيابة، و ﴿يؤمنون بالغيب﴾ (13) يعني الله تعالى لأنه لا يرى، عن ابن الأعرابي: الغيب: ما غاب عن العيون وإن كان محصلا في القلوب وقيل بما أخبر به من أمر الآخرة، و ﴿حافظات للغيب﴾ (14) أي لغيب أزواجهن و ﴿ما من غائبة﴾ (15) أي ما من شئ شديد الغيبوبة والخفاء ﴿إلا في كتاب﴾ (16) و ﴿عالم الغيب والشهادة﴾ (17) أي المعدوم والموجود وقيل: ما غاب عن الخلق وما شاهدوه والسر والعلانية، وعن الباقر عليه السلام: ما لم يكن ثم كان، والغيبة هي أن يقال في الرجل من خلفه ما فيه مما يكرهه لو بلغه فإذا استقبل فتلك المجاهرة فإذا قيل ما ليس فيه فذلك البهت قال تعالى: ﴿ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا﴾ (18) قال بعض الأعلام: ويشمل هذا التعريف لنقصان يتعلق في البدن: كذكر العمش والعور ونحوهما، وفي النسب: كأن يقول: فاسق الأب، خسيس النسب ونحوهما، وفي الخلق: كأن يقول سئ الخلق بخيل ونحوهما، وفعله المتعلق بالدين: كقولك سارق كذاب ونحوهما، وبالدنيا: كقولك قليل الأدب متهاون بالناس ونحوهما، وبالثوب كقولك: واسع الكم طويل الذيل ونحوهما، بل قيل: ان ذلك لا يكون مقصورا على التلفظ به لأنه إنما حرم فيه تفهيم الغير نقصان أخيك فالتعريض به كالتصريح وكذا الإشارة، واليماء، والغمز، والرمز، والكنية، والحركة، وكل ما يفهم المقصود داخل في الغيبة مسا في المعنى الذي حرم التلفظ به ومن ذلك ما روي عن عائشة انها قالت: دخلت علينا امرأة فلما ولت أومأت بيدي أي قصيرة فقال صلى الله عليه وآله: اغتبتها، وعد من ذلك المحاكاة للفعل كأن يمشي متعارجا أو كما يمشي فهو غيبة.


1. عكرمة: مولى ابن عبا س، أبو عبد الله المفسر توفي في المدينة سنة خمس أو سنة ست أو سبع ومائة.

2. الرحمن: 17.

3. القصص: 44.

4. الفاتحة: 7.

5. الفاتحة: 7.

6. طه: 81.

7. عبس: 20.

8. الروم: 2.

9. الروم: 3.

10. يوسف: 10، 15.

11. البقرة: 2.

12. النساء: 33.

13. النمل: 75.

14. النمل: 75.

15. الأنعام: 73، الرعد: 10، السجدة: 6، الحشر: 22، التغابن: 18.

16. الحجرات: 12.

17. سبأ: 51.

18. ق: 41.