النوع الرابع والعشرون (ما أوله الميم)

(محا) ﴿فمحونا اية الليل﴾ (1) أي جعلنا الليل محوا لضوء النهار مظلما، أو ﴿فمحونا اية الليل﴾ (2) التي هي القمر حيث لم نخلق له شعاعا.

(مرا) ﴿فلا تمار فيهم﴾ (3) لا تجادل فيهم أي أصحاب الكهف ﴿إلا مراء ظاهرا﴾ (4) بحجة ودلالة تقص عليهم ما أوحى إليك وهو قوله تعالى ﴿وجاد لهم بالتي هي أحسن﴾ (5) و ﴿أقمارونه﴾ (6) تجادلونه، والتماري في الشئ، والإمراء: الشك فيه قال تعالى ﴿فبأي آلاء ربك تتمارى﴾ (7) أي تشكك أيها الانسان، و ﴿الممترين﴾ (8) الشاكين، و ﴿مرية﴾ (9) شك، و ﴿المروة﴾ (10) حجارة بيضاء براقة يقدح منها النار الواحدة مروة، ومنها سميت المروة بمكة قاله الأصمعي (11) والإمرء: الرجل قال تعالى ﴿أن امرؤ هلك﴾ (12) والامرأة: الأنثى، وقوله ﴿إني وجدت امرأة﴾ (13) هي بلقيس بنت شراحيل، وكان أبوها ملك أرض اليمن كلها، ملكة سبا ابنة الهدهد ابن شرح بن شرحبيل بن ذي سخر من المثامنة من ملوك حمير، وهي التي قص تعالى قصتها مع سليمان بن داود عليه السلام، وروي إنه كان أولوا مشورتها الف قيل تحت كل قيل الف مقاتل، وبلقيس إسمان جعلا اسما واحدا مثل حضرموت، وذلك إن بلقيس لما ملكت الملك بعد أبيها قال بعض حمير لبعض ما سيرة هذه الملكة من سيرة أبيها؟فقالوا: بلقيس، أي بالقياس فسميت بالقيس، ولما وفدت على سليمان عليه السلام قال لها: لا بد لكل امرأة مسلمة من زوج، فقالت: إن كان ولا بد فدو تبع، تعني الملك ذا تبع الأصغر فتزوجها فولدت له أصبع، وأنوف، وشمس الصغرى أم تبع الأقرن، وهو ذو القرنين، وقيل: إن سليمان عليه السلام تزوجها ولم يصح (14) ﴿امرأة فرعون﴾ (15) آسية بنت مزاحم آمنت حين سمعت يتلقف عصا موسى الأفك فعذبها فرعون فأوتد يديها ورجليها بأربعة أوتاد، واستقبل بها الشمس، وأضجعها على ظهرها ووضع رحى على صدرها ولما قالت: ﴿رب ابني لي عندك بيتا في الجنة﴾ (16) أويت بيتها في الجنة يبنى.

(مشا) ﴿امشوا واصبروا﴾ (17) قيل: هو دعاء لهم بالنماء، من قولهم: مشى الرجل وأمشى إذا كثرت ماشيته.

(مطا) ﴿يتمطى﴾ (18) يتبختر.

يقال: جاء المطيطا، وهي مشية يتبخر فيها الانسان، وهي أن يلقي بيديه وبكتفيه، والأصل يتمطط فقلبت إحدى الطائين ياء كما قالوا: يتظنى، وأصله يتظنن، وقيل: ﴿يتمطى﴾ (19) يتبختر فيها ويمد خطاه في مشيته ويقال: يلوي مطاه يتبختر، والمطى: الظهر (20).

(معا) ﴿فقطع أمعاءهم﴾ (21) هي جمع واحدها معاء، وفي الحديث: المؤمن يأكل بمعاء واحد، والكافر في سبعة أمعاء لأن المؤمن لا يأكل إلا من الحلال ويتوقى الشبهة والحرام، والكافر لا يبالي ما أكل ومن أين أكل وكيف أكل.

(مكا) ﴿مكاء﴾ (22) صفير من قولهم: مكاء ممكو إذا صفر، والمكا: صفير كصفير المكاء وهو طائر بالحجاز له صفير.

(ملا) ﴿نملي لهم﴾ (23) نطيل لهم المدة.

و ﴿الملاء من قومه﴾ (24) الذين يملئون العين والقلب وما أشبه هذا، و ﴿بالملأ الأعلى﴾ (25) هم أصحاب القصة المذكورة بعد من الملائكة وآدم وإبليس لأنهم كانوا في السماء، وكان التنافس بينهم، ﴿مليا﴾ (26) حينا، أي عشت حينا.

(منا) ﴿تمنون﴾ (27) من المني وهو الماء الغليظ الذي يكون منه الولد: و ﴿يمنى﴾ (28) أي يدفق في الرحم، وقيل: ﴿تمنى﴾ (29) تقدر وتخلق، ومثله: ﴿أفرأيتم ما تمنون﴾ (30) أي تدفقون في الأرحام: و ﴿الأماني﴾ (31) جمع أمنية وهي التلاوة، قال تعالى: ﴿لا يعلمون الكتاب إلا أماني﴾ (32) وقوله: ﴿إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته﴾ (33) أي إذا تلى ألقى الشيطان في تلاوته ما يوهم من جملة الوحي فيرفع الله ما ألقاه بمحكم كتابه، وقيل: إنما ألقى ذلك بعض الكفار فأضيف ذلك إلى الشيطان، وعن مجاهد قال: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا تأخر عنه الوحي تمنى أن ينزل فيلقي الشيطان في أمنيته بما يوسوس فينسخ الله ذلك ويبطله بما يرشده الله، وقيل قوله: ﴿تلك الغرانيق﴾ (34) إشارة إلى الملائكة أي هم الشفعاء لا الأصنام، و ﴿الأماني﴾ (35) الأكاذيب أيضا، و ﴿الأماني﴾ (36) ما يتمناه الانسان ويشتهيه، و ﴿مناة﴾ (37) اسم صنم كان من حجارة في جوف الكعبة. (38)

(موا) ﴿والله خلق كل دابة من ماء﴾ (39) بتنكير الماء لأن المعنى على ما قيل إن الله خلق كل دابة من نوع من الماء مختصة بتلك الدابة.


1. اسرى: 12.

2. الكهف: 23.

3. الكهف: 23.

4. النحل: 125.

5. النجم: 12.

6. النجم: 55.

7. البقرة: 147، الانعام: 114، يونس: 94 آل عمران: 60.

8. هود: 17، 110. الحج: 55، السجدة: 23، فصلت 54.

9. البقرة 158.

10. الأصمعي: أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك، ابن علي بن أصمع الباهلي البصري، ولد سنة 123 للهجرة. ونشأ بالبصرة فأخذ العربية والحديث والقراءة عن أئمتها، وأكثر الخروج إلى البادية وشافه الأعزاب وساكنهم، وله مؤلفات كثيرة، توفي سنة 216.

11. النساء: 175.

12. النمل: 23.

13. وفي مجمع البحرين: ليس ببعيد.

14. التحريم: 11.

15. التحريم: 11.

16. ص: 2.

17. القيامة: 33.

18. القيامة: 33.

19. وزان عسى والجمع أمطاء.

20. محمد: 15.

21. الأنفال: 35.

22. آل عمران: 178.

23. الأعراف 59، المؤمنون: 33.

24. ص: 69.

25. مريم: 46.

26. الواقعة: 14.

27. القيامة: 37.

28. النجم: 46.

29. الواقعة: 14.

30. الحديد: 14.

31. البقرة: 78.

32. الحج: 52.

33. وهي ليست من القرآن إنما روى أن رسول الله " ص " كان في الصلاة فقرأ سورة النجم في المسجد الحرام وقريش يستمعون لقراءته فلما انتهى إلى قوله تعالى: " أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى " أجرى الله على لسانه: الغرانيق الأولى فان شفاعتهن لترجى، ففرحت قريش وسجدوا. الخ.

34. الواقعة: 14.

35. الواقعة: 14.

36. النجم: 20.

37. النور: 45.

38. القصص: 76.

39. اسرى: 83.