النوع الثامن عشر (ما أوله العين)

(عبا) ﴿قل ما يعبؤ بكم ربي﴾ (1) ما يبالي بكم ربي، ولم يعتد بكم لولا دعاؤكم أي عبادتكم، وقيل: لولا دعائكم إياه إذا مسكم الضر رغبة إليه وخضوعا، وفي هذا دلالة على أن الدعاء من الله تعالى بمكان، وقيل: معناه ما يصنع بكم ربي لولا دعاؤه إياكم إلى الاسلام.

(عتا) ﴿عتوا﴾ (2) تكبروا أو تجبروا، والعاتي: الشديد الدخول في الفساد وعن المبرد: الذي لا يقبل موعظة، و ﴿عتت عن أمر ربها﴾ (3) يعني عتا أهلها عن أمر ربهم أي تكبروا، والريح ﴿عاتية﴾ (4) و عتيا بمعنى واحد.

وقوله: ﴿بلغت من الكبر عتيا﴾ (5) أي يبسا في المفاصل، والعتي: اليبس في المفاصل.

(عثا) ﴿تعثوا﴾ (6) العثي، والمعثوا، والعثوا: أشد الفساد ﴿ولا تعثوا في الأرض﴾ (7) لا تفسدوا.

(عدا) ﴿العداوة﴾ (8) تباعد القلوب بالنيات، و ﴿عدوا﴾ (9) اعتداء، ومنه: ﴿فيسبوا الله عدوا بغير علم﴾ (10) و ﴿يعدون في السبت﴾ (11) يتعدون ويتجاوزون ما أمروا به، و ﴿عدوان﴾ (12) تعد وظلم، وقوله: ﴿فلا عدوان إلا على الظالمين﴾ (13) أي فلا جزاء ظلم ظالم إلا على الظالمين، و ﴿عاد﴾ (14) في قوله: ﴿غير باغ ولا عاد﴾ (15) أي لا يعدوا شبعه، وعن ابن عرفة: غير متعمد ما حد له ﴿فأولئك هم العادون﴾ (16) أي هم الكاملون في العدوان، والمتناهون فيه، وقوله: ﴿إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم﴾ (17) أي سبب إلى معاصي الله، و ﴿بالعدوة﴾ (18) بكسر العين وضمها شاطئ الوادي، و ﴿الدنيا﴾ (19) و ﴿القصوى﴾ (20) تأنيث الأدنى والأقصى.

(عرا) ﴿اعتراك بعض آلهتنا بسوء﴾ (21) قصدك بسوء من عراه يعروه إذا أصابه، و ﴿بالعراء﴾ (22) فضاء لا يتوارى فيه بشجر ولا غيره، ويقال: العراء: وجه الأرض، و ﴿بالعروة الوثقى﴾ (23) بالعقل الوثيق، وهي ستورة للمتمسك المحق من النظر الصحيح والرأي القويم.

(عزا) ﴿عن اليمين وعن الشمال عزين﴾ (24) جماعات متفرقين فرقة فرقة، جمع عزة، وأصلها عزوة لأن كل فرقة تعزى إلى غير ما تعزى إليه الأخرى، وكانوا يحدقون بالنبي صلى الله عليه وآله يستمعون إلى كلامه ويستهزؤن، ويقولون: إن دخل هؤلاء الجنة كما يقول محمد دخلناها قبلهم.

(عشا) ﴿بالعشي والأبكار﴾ (25) العشي من بعد زوال الشمس إلى غروبها.

وصلاة العشاء: صلاة الظهر والعصر، أو الغروب إلى ذهاب صدر الليل ﴿ومن يعش عن ذكر الرحمن﴾ (26) أي يظلم بصره عنه كأن عليه غشاوة، يقال: عشوت إلى النار أعشو فأنا عاش إذا استدللت ببصر ضعيف، ومن قرأ يعش بفتح الشين معناه أي يعمى عنه، يقال: عشى الرجل، فهو أعشى، إذا لم يبصر بالليل، وقيل معنى ﴿يعش عن ذكر الرحمن﴾ (27) يعرض عنه.

(عصا) ﴿وعصى ادم ربه فغوى﴾ (28) أي خالف ما أمر به ربه، والمعصية مخالفة الأمر سواء كان الأمر واجبا أو مندوبا ﴿فغوى﴾ (29) أي خاب من الثواب الذي كان يستحقه على فعل المأمور به، أو خاب مما كان يطمع فيه بأكل الشجرة من الخلود و ﴿فنادوا صاحبهم﴾ (30) وهو قداد بن سالف (31) أو حمير ثمود ﴿فتعاطى فعقر﴾ (32) أي فأجرئ على تعاطي الأمر العظيم غير مبال به، فأحدث العقر بالناقة، أو فتعاطى السيف فعقرها، وعن الليث (33) تعاطيه: جريئة.

(عفا) ﴿خذ العفو﴾ (34) أي الميسور من أخلاق الناس، ولا تستقصي عليهم، و ﴿عفا الله عنك﴾ (35) أي محا عنك ذنوبك، ومثله: ﴿عفونا عنكم﴾ (36) وقوله: ﴿ماذا ينفقون قل العفو﴾ (37) أي ماذا يتصدقون ويعطون ﴿قل العفو﴾ (38) أي يعطون عفوا أموالهم فيتصدقون مما فضل من أقواتهم، وأقوات عيالهم، وقوله: ﴿فمن عفي له من أخيه شئ﴾ (39) من العفو كأنه قيل: ﴿فمن عفي﴾ (40) له عن جنايته من جهة أخيه، يعني ولي الدم ﴿شئ﴾ (41) ﴿فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان﴾ (42) أي فالأمر اتباع، والمراد به وصيته، العافي: بأن يطالب بالدية ﴿بالمعروف﴾ (43) والمعفو عنه بأن يؤديها إليه ﴿بإحسان﴾ (44) وقوله: ﴿حتى عفوا﴾ (45) أي كثروا عددا، يقال، عفا النبات إذا كثر.

(علا) ﴿العلى﴾ (46) جمع العياء، و ﴿عليون﴾ (47) في أعلى الأمكنة، وعن مجاهد: السماء السابعة، وقوله: ﴿تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا﴾ (48) فتلك: تعظيم للدار وتفخيم لها أي تلك التي بلغك صفتها علق الوعد بترك إرادة العلو والفساد كما علق الوعيد بالركون في قوله: ﴿ولا تركنوا إلى الذين ظلموا﴾ (49) وروى عن علي عليه السلام أنه قال: ان الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها، وعن الفضيل (50) انه قرأها ثم قال: ذهبت الأماني ههنا.

(عمى) ﴿ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى﴾ (51) أي أعمى القلب عن الحق فهو أشد عمى في الآخرة، و ﴿قوما عمين﴾ (52) أي عمي القلوب غير مستبصرين.

(عنا) ﴿عنت الوجوه﴾ (53) أي خضعت وذلت.


1. الطلاق: 8.

2. القلم: 6.

3. مريم: 7.

4. البقرة: 60، الأعراف: 73، هود: 84، الشعراء: 183، العنكبوت: 36.

5. البقرة: 60، الأعراف: 73، هود: 84، الشعراء: 183، العنكبوت: 36.

6. المائدة: 15، 67، 94، الممتحنة: 4.

7. الأنعام: 6.

8. الأنعام: 6.

9. الأعراف: 162.

10. البقرة: 193، القصص: 28.

11. الأعراف: 162.

12. الأنعام: 145، سبق تفسيرها أيضا صفحة 11.

13. الأنعام: 145، سبق تفسيرها أيضا صفحة 11.

14. المؤمنون: 7، المعارج: 31.

15. التغابن: 14.

16. الأنفال: 42.

17. الأنفال: 42.

18. الأنفال: 42.

19. هود 54.

20. الصافات: 145، القلم: 49.

21. البقرة: 256، لقمان: 22.

22. المعارج: 37.

23. آل عمران: 41، المؤمن: 55.

24. الزخرف: 36.

25. الزخرف: 36.

26. طه: 121.

27. طه: 121.

28. القمر: 29.

29. السالف الذكر صفحة 40.

30. القمر: 29.

31. الليث بن المظفر بن نصر بن يسار الخراساني كان كاتبا للبرامكة بارعا في الكتابة والأدب بصيرا بالشعر والغريب والنحو عاشر الخليل فوجده بحرا فأغناه وأحب الخليل أن يهدي إليه هدية تشبهه فصنف كتاب " العين " وأهداه إليه فوقع منه موقعا عظيما وعوضه مائة ألف درهم واعتذر إليه فأكب عليه ليله ونهاره حتى حفظ نصفه وأحرقت الكتاب ابنة عمه لغيرة داخلتها من جارية اشتراها فكتب الليث نصف كتاب العين من حفظه، وجمع أدباء زمانه على أن يمثلوا النصف الباقي فعملوا له ما هو الموجود بأيدي الناس.

32. الأعراف: 198.

33. التوبة: 44.

34. البقرة: 52.

35. البقرة: 219.

36. البقرة: 219.

37. البقرة: 178.

38. البقرة: 178.

39. البقرة: 178.

40. البقرة: 178.

41. البقرة: 178.

42. البقرة: 178.

43. الأعراف: 94.

44. طه: 4، 75.

45. المطففين: 19.

46. القصص: 83.

47. هود: 114.

48. الفضيل بن يسار النهدي عربي صميم جليل القدر ثقة في أصحابنا روى عن الباقر والصادق عليهما السلام، ومات في أيام أبي عبد الله عليه السلام، وقد أجمعت العصابة على صدقه والاقرار له بالفقه.

49. اسرى: 72.

50. الأعراف: 63.

51. طه: 111.

52. المؤمنون: 41.

53. الاعلى: 5.