النوع الثاني عشر (ما أوله سين)

(سبا) أبو عرب اليمن كلها، وهو سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان، ثم سميت مدينة مأرب بسبا، وهي قرب اليمن بينهما وبين صنعاء مسيرة ثلاث ليال، قال تعالى: ﴿لقد كان لسبأ في مسكنهم﴾ (1) قرئ بالهمز منونا وغير منون على منع الصرف، وسبا بالألف فمن جعله اسما للقبيلة لم يصرفه، ومن جعله اسما للحى أو للأب الأكبر صرفه.

(سجا) ﴿والليل إذا سجى﴾ (2) إذا سكن واستوت ظلمته، ومنه بحر ساج وطرف ساج أي ساكن.

(سدى) سدى: مهمل، قال تعالى: ﴿أيحسب الإنسان أن يترك سدى﴾ (3).

(سرا) ﴿فأسر بأهلك﴾ (4) سر بهم ليلا، يقال: سرى بهم وأسرى، و ﴿سريا﴾ (5) نهرا تشربين منه وتتطهرين، وقيل: السري الشريف الرفيع ويعني عيسى عليه السلام، و ﴿إسرائيل﴾ (6) اسم يعقوب عليه السلام، واسري اسم يقال إنه مضاف إلى إيل، ومعناه بلسانهم صفوة الله، وعن الأخفش (7) انه يهمز ولا يهمز ويقال في لغتهم اسرين بالنون كجبرين واسماعين، وسرا، وأسرى بمعنى واحد وقوله: ﴿أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى﴾ (8) المعنى: انه أسرى به في ليلة من جملة الليالي من مكة إلى الشام مسيرة أربعين ليلة، وقد عرج إلى السماء من بيت المقدس في تلك الليلة وبلغ البيت المعمور وبلغ سدرة المنتهى.

وقيل: الاسراء إلى السماوات في المنام لا بجسده، والحق الذي عليه الجمهور انه أسري بجسده.

(سطا) ﴿يسطون﴾ (9) يتداولونهم بالمكروه ويبطشون بهم من شدة الغيظ.

(سعا) ﴿فاسعوا إلى ذكر الله﴾ (10) بادروا بالنية والجد، ولم يرد العدو والاسراع في المشي، والسعي يكون عدوا ومشيا وقصدا وعملا، ويكون تصرفا في الصلاح والفساد ﴿فلما بلغ معه السعي﴾ (11) أي الحد الذي يقدر فيه على السعي، وقيل: وكان إذ ذاك ابن ثلاثة عشر سنة (12).

(سقا) ﴿سقيها﴾ (13) شربها، و ﴿السقاية﴾ (14) مكيال يكال به، ويشرب فيه و ﴿سقاية الحاج﴾ (15) أي أهل سقاية الحاج، وهذا إنكار تشبيه المسلمين بالمشركين.

و ﴿استسقى موسى لقومه﴾ (16) أي دعا لهم بالسقيا لما عطشوا، و ﴿فأسقيناكموه﴾ (17) تقول لما كان في يدك إلى فيه سقيته، فإذا جعلته له شربا أو عرضته لأن يشرب بفيه قلنا أسقيته، ويقال: سقى وأسقى، بمعنى واحد.

(سلا) ﴿السلوى﴾ (18) طائر يشبه السماني لا واحد له، والفراء يقول سمانات.

(سما) ﴿لم نجعل له من قبل سميا﴾ (19) أي مثيلا ونظيرا مثل ﴿هل تعلم له سميا﴾ (20) لأن كل متشابهين يسمى كل واحد باسم شبيهه، فكل واحد منهما سمى بصاحبه، وقال ابن عباس: لم يسم أحد قبل بيحيى، وفي الخبر عن الصادق عليه السلام وكذلك الحسين عليه السلام لم يكن له من قبل سمى، ولم تبك السماء إلا عليهما أربعين صباحا قيل: له وما كان بكاؤها؟قال: كانت تطلع حمراء وتغيب حمراء، وكان قاتل يحيى عليه السلام ولد زنا، وكان قاتل الحسين عليه السلام ولد زنا، و ﴿بدين إلى أجل مسمى﴾ (21) أي معلوم بالأيام والأشهر لا بالحصاد وقدوم الحاج.

(سوى) ﴿استوى إلى السماء﴾ (22) قصد، وكل من فرغ من شئ وعمد إلى غيره فقد استوى إليه، وعن ابن عباس صعد أمره، وقوله: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ (23) أي استوى من كل شئ فليس شئ أقرب إليه من شئ كذا في الخبر أو استولى كما يقال: استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق، و ﴿ذو مرة فاستوى﴾ (24) يعني جبرئيل عليه السلام استقام على صورته الحقيقية دون الصورة التي كان يتمثل بها كلما هبط بالوحي، وكان يأتيه بصورة الآدميين فأحب رسول الله صلى الله عليه وآله أن يراه في صورته التي جبل عليها فاستوى له ﴿فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها﴾ (25) أي أرجف الأرض بهم، يعني: حركها فسواها عليهم، وقيل: فسوى الأمة بانزال العذاب صغيرها وكبيرها بمعنى ساوى بينهم، و ﴿سواء السبيل﴾ (26) وسط الطريق، وقصد الطريق، ومثله ﴿سواء الصراط﴾ (27) و ﴿سواء للسائلين﴾ (28) تمام، مثله ﴿إلى كلمة سواء﴾ (29) أي ذات استواء لا تختلف فيها الكتب السماوية.

ومثله ﴿صراطا سويا﴾ (30) و ﴿سواء عليهم﴾(31) أي ذو استواه، وقيل اسم وضع موضع مستو، والصراط السوي: الدين المستقيم، وسوى إذا كسر أوله وضم: قصر وإذا فتح: مد كقوله ﴿إلى كلمة سواء﴾ (32) و ﴿مكانا سوى﴾ (33) وسوى أي وسطا بين الموضعين تستوي مسافته على الفريقين ﴿فإذا سويته﴾ (34) أي عدلت خلقته وأكملتها وهيأتها لنفخ الروح فيها ﴿ونفخت فيه من روحي﴾ (35) معناه أحييته وليس ثم نفخ ولا منفوخ فيها وإنما هي تمثيل، و ﴿كل ذلك كان سيئه﴾ (36) السيئة: الخصلة التي تسوء صاحبها عاقبتها، وسيئه بإضافة سئ إلى ضمير كل أي اثمه وذنبه، و ﴿سوأة أخيه﴾ (37) فرج أخيه، و ﴿ثلث ليال سويا﴾ (38) أي وأنت سوى من غير بأس ولا خرس، و ﴿سئ بهم﴾ (39) فعل بهم السوء، و ﴿سوء الحساب﴾ (40) أن يؤخذ العبد بخطاياه كلها لا يغفر له منها شئ، و ﴿سوء الدار﴾ (41) النار تسوء داخلها، والسوء: مصدر الشر، وسوء الفعل قبحه، و ﴿ليسوءا وجوهكم﴾ (42) أي ليجعلوا وجوهكم تبدوا آثار المساءة والكآبة، و ﴿كان عاقبة الذين أساؤا السوآي﴾ (43) والسواى: يعني النار، كما أن عاقبة الذين ﴿أحسنوا الحسنى﴾ (44) والحسنى يعني الجنة ﴿وإن تصبهم سيئة﴾ (45) يعني جدب ﴿ويستعجلونك بالسيئة﴾ (46) أي العقوبة، وأصل السيئة: سيوءه فقلبت الواو ياء وأدغمت، و ﴿مطر السوء﴾ (47) الحجارة.


1. القيامة 36.

2. هود: 81.

3. مريم: 23.

4. آل عمران: 93.

5. الأخفش: أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء البلخي توفي سنة 215 للهجرة.

6. اسرى: 1.

7. الحج: 72.

8. الجمعة 9.

9. الصافات: 102.

10. يقصد إسماعيل عليه السلام.

11. الشمس: 13.

12. يوسف: 70.

13. التوبة 20.

14. البقرة: 60.

15. الحجر: 22.

16. البقرة: 57، الأعراف: 159 طه: 80.

17. مريم: 6.

18. مريم: 65.

19. البقرة: 282.

20. البقرة 29، فصلت: 11.

21. طه: 5.

22. النجم: 5.

23. الشمس: 15.

24. البقرة: 108، المائدة: 13، الممتحنة: 1، القصص: 22، المائدة: 63، 80.

25. ص: 22.

26. فصلت: 10.

27. آل عمران: 64.

28. مريم: 43.

29. البقرة: 6.

30. آل عمران: 64.

31. طه: 58.

32. الحجر: 29.

33. الحجر: 29.

34. اسرى: 38.

35. المائدة: 34.

36. مريم: 9.

37. هود: 77، العنكبوت: 33.

38. الرعد: 20، 23.

39. الرعد: 20، المؤمن: 52.

40. اسرى: 7.

41. الروم: 10.

42. يونس: 26.

43. البقرة: 77، الأعراف: 130، الروم: 36، الشورى: 48.

44. الرعد: 7.

45. الفرقان: 40.

46. البقرة: 102.

47. يوسف: 20.