النوع التاسع (ما أوله ذال)

(ذرا) ﴿تذروه الرياح﴾ (1) تطيره، وتفرقه، وذرته الريح صفته ﴿ذرءكم﴾ (2) خلقكم، وكذلك ﴿ذرأنا لجهنم﴾ (3) أي خلقنا، و ﴿يذرؤكم﴾ (4) يخلقكم، و ﴿ذريته﴾ (5) الأولاد، وأولاد الأولاد.

قال بعض النحويين أصله ذرورة على وزن فعلولة فلما كثر التضعيف أبدلت الراء الأخيرة ياء فصارت ذروية (6) فأدغمت الواو في الياء (7) فصارت ذرية، وقيل ذرية (8) فعولة من ذرأ الله الخلق فأبدلت الهمزة باء كما أبدلت في نبئ.

و ﴿ذرية من حملنا مع نوح﴾ (9) نصب على الاختصاص، وقيل على البداء.

المعنى: قلنا لهم لا تتخذوا من دوني وكيلا يا ذرية من حملنا مع نوح، ومن ذرية من حمل مع نوح عزير، وعيسى، كان المراد لا تجعلوهم أربابا ﴿والذاريات ذروا﴾ (10) الرياح (ذكا) ﴿ذكيتم﴾ (11) قطعتم الأوداج، وأنهرتم (12) دمه، وذكرتم اسم الله عليه إذا ذبحتموه.

وأصل الذكاة في اللغة تمام الشئ يقال: ذكيت النار إذا أتممت إشعالها و ﴿إلا ما ذكيتم﴾ (13) إلا ما أدركتم دبحه على التمام.


1. الأعراف: 178.

2. الشورى: 11.

3. الأنعام: 84، العنكبوت: 27. اسرى: 62، مريم: 51 الصافات: 77.

4. ثم قلبت الواو ياء.

5. ثم كسر ما قبل الياء.

6. الذرية: أصلها ذريئة بالهمزة فخففت همزتها وألزمت التخفيف ووزنها فعيلة.

7. اسرى: 17.

8. الذاريات: 1.

9. المائدة: 4.

10. أنهرتم: أسلمتم.

11. المائدة: 4.

12. البقرة 243.

13. سيبويه: عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسي البيضاوي العراقي البصري الملقب بسيبويه النحوي توفي في البيضاء، وقيل في شيراز، وقيل في طريقه إلى خراسان سنة 180 وقيل توفي بالبصرة سنة 186 وقيل سنة 188، وقال ابن الجوزي مات بساوة سنة 194 للهجرة، وكان عمره 32 سنة، وقيل نيف على الأربعين.