النوع الثامن (ما أوله دال)

(دحا) ﴿دحاها﴾ (1) بسطها.

(درا) ﴿فادارأتم﴾ (2) أصله تدارأتم أي تدافعتم واختلفتم في القتل أي ألقى بعضكم إلى بعض، فأدغمت التاء في الدال لأنهما من مخرج واحد فلما أدغمت سكنت فاجتلب لها ألف وصل للابتداء، وكذلك ﴿اداركوا﴾ (3) و ﴿اثاقلتم﴾ (4) و ﴿اطيرنا﴾ (5) وما أشبهه، و ﴿فادرؤا عن أنفسكم﴾ (6) أي ادفعوا عنها، و ﴿يدرؤن﴾ (7) يدفعون ﴿ولا أدريكم به﴾ (8) أي ولا أعلمكم به.

(دعا) ﴿أدعياءكم﴾ (9) من تبنيتموه، ولا يكون الرجل الواحد دعيا لرجل وابنا له لأن الابن هو المعروف في النسب.

والدعي: اللاصق في التسمية لا غير، ولا يجتمع في الشئ أصيل وغير أصيل، و ﴿تدعو من أدبر﴾ (10) قال المبرد (11) تعذب وأنكر قول ثعلب (12) تنادي لأنه كان يرى أنها لا تتكلم.

قال الخليل (13) قال أعرابي لآخر: دعاك الله، أي عذبك.

وقال ثعلب: أماتك، واحتج بقول ابن عباس: نار جهنم تناديهم يوم القيامة بلسان فصيح، و ﴿دعويهم فيها سبحانك اللهم﴾ (14) أي قولهم وكلامهم، عن ابن عباس كلما اشتهى أهل الجنة شيئا قالوا سبحانك اللهم فيجيئهم كلما يشتهون فإذا طعموا قالوا: ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ (15) والدعوى: الدعاء والادعاء أيضا.

ودعا: استغاث، و ﴿ادعوني أستجب لكم﴾ (16) و ﴿تدع مثقلة إلى حملها﴾ (17) ﴿وادعوا شهداءكم﴾ (18) كان الكل بمعنى السؤال، و ﴿دعوة الحق﴾ (19) شهادة أن لا إله إلا الله، ﴿يوم يدع الداع﴾ (20) عني إسرافيل، و ﴿إلى شئ نكر﴾ (21) أي منكر فضيع، و ﴿لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا﴾ (22) عن مجاهد (23) أمروا أن يدعوه في لين وتواضع، وقيل دعاءه إياكم الأمر والنهي أ لا تراه يقول: ﴿قد يعلم الله المعوقين﴾ (24) الآية ﴿ولهم ما يدعون﴾ (25) يتمنون، وادعي علي: أي اقترح، ومنه ﴿كنتم به تدعون﴾ (26).

(دفا) ﴿دف﴾ (27) ما استدفئ به من الأكسية والأخبئة وغير ذلك، وعن ابن عباس الدف نسل كل دابة.

وعن الأموي (28) نتاج الإبل والانتفاع بها.

(دلا) ﴿فدليهما بغرور﴾ (29) قيل قربهما إلى المعصية.

وقيل من الجنة إلى الأرض وقيل أطعمهما.

وعن الأزهري: أصله العطشان يدلي في البئر فلا يجد ماء فيكون مدلا بالغرور فوضعت التدلية موضع الأطماع فيما لا يجدي نفعا.

وقيل جرأهما والأصل دللهما من الدل.

وهي الجرأة والدالة مثلها وقيل أضلهما و ﴿فأدلى دلوه﴾ (30) أرسلها ليملأها ودلا بها أخرجها و ﴿فتدلى﴾ (31) تعلق عليه في الهواء وهو مثل في القرب و ﴿تدلوا بها إلى الحكام﴾ (32) أي تلقوه حكومة الأموال إلى الحكام. والادلاء الالقاء.

(دنا) ﴿في أدنى الأرض﴾ (33) قيل في أطراف الشام أي في أدنى أرض العرب وقيل هي أرض الجزيرة وهي أدنى أرض الروم إلى فارس و ﴿عرض هذا الأدنى﴾ (34) حطام الشئ والأدنى يعني الدنيا وهي من الدنو بمعنى القرب لأنه عاجل قريب و ﴿يدنين عليهن من جلابيبهن﴾ (35) يرخينها ويغطين بها وجوههن وأعطافهن.

وقوله ﴿ثم دنا﴾ (36) يعني جبرئيل عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله ﴿فتدلى﴾ (37) فتعلق عليه في الهواء، وهو مثل في القرب كما سبق،


1. الأعراف: 37.

2. التوبة: 39.

3. النمل: 47.

4. آل عمران: 168.

5. الرعد: 24.

6. يونس: 16.

7. الأحزاب: 4.

8. المعارج: 17.

9. المبرد: أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي الثمالي البصري النحوي اللغوي، توفي في بغداد سنة 285 للهجرة.

10. ثعلب: أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد النحوي الشيباني، ولد سنة 204 للهجرة توفي في بغداد سنة 291 للهجرة.

11. الخليل: خليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي، ويقال الفرهودي الأزدي اليحمدي البصري اللغوي العروضي النحوي توفي سنة 175 وقيل 170 وقيل 160 للهجرة وله أربع وسبعون سنة.

12. يونس: 10.

13. يونس: 10.

14. المؤمن: 60.

15. الفاطر: 18.

16. البقرة: 23.

17. الرعد: 15.

18. القمر: 6.

19. القمر: 6.

20. النور 63.

21. مجاهد: أبو الحجاج مجاهد بن جبر المخزومي مولاهم المقري المفسر الحافظ ولد سنة 21 للهجرة وتوفي في مكة سنة 102 وقيل سنة 103 للهجرة.

22. الأحزاب 18.

23. يس: 57.

24. الملك: 27.

25. النحل: 5.

26. الأموي: عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله أبو الحسين بن أبي ربيع القرشي الأموي العثماني الإشبيلي: ولد في رمضان سنة 599 وتوفي سنة 688 للهجرة.

27. الأعراف: 21.

28. يوسف: 19.

29. النجم: 8.

30. البقرة: 188.

31. الروم: 3.

32. الأعراف: 168.

33. الأحزاب: 59.

34. النجم: 8.

35. النجم: 8.

36. الكهف: 46.

37. المؤمنون: 80، الملك: 24.