النوع السابع ما أوله خاء

(خبا) خبت النار تخبو إذا سكنت، قال تعالى: ﴿كلما خبت زدناهم سعيرا﴾ (1) و ﴿الخب﴾ (2) المخبو سماه بالمصدر، وهو النبات للأرض، والمطر للسماء، وغيرهما مما خبأه الله تعالى من غيوبه، وقرئ ﴿الخب﴾ (3) بتخفيف الهمزة بالحزف.

(خزا) ﴿أخزيته﴾ (4) أهلكته وقيل باعدته من الخير من قوله تعالى ﴿لا يخزي الله النبي﴾ (5) و ﴿مخزي الكافرين﴾ (6) يهلكهم، ويقال: أخزاه الله، أي مقته.

(خسا) ﴿اخسؤا فيها﴾ (7) أي ابعدوا وهو ابعاد بمكروه، و ﴿خاسئين﴾ (8) باعدين ومبعدين، يقال: أخسأت الكلب وخسأ الكلب، و ﴿خاسئا وهو حسير﴾ (9) مبعدا وهو كليل.

(خشا) الخشية: الخوف، قال تعالى: ﴿من خشية ربهم مشفقون﴾ (10) والخشية: الكراهة، قال تعالى: ﴿فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ﴾ (11) أي كرهنا وقيل خشينا علمنا، والخشية العلم ومنه قول جرير (12): - ولقد خشيت بأن من تبع الهدى * سكن الجنان مع النبي محمد ?

(خطا) ﴿خاطئين﴾ (13) قال أبو عبيدة: خطئ، وأخطاء بمعنى واحد، وقال غيره: خطأ في الدين، والخطأ في كل شئ إذا سلك سبيل خطأ عامدا أو غير عامد.

ويقال خطأ: تعمد، وأخطاء: لم يتعمد، و ﴿خطأ كبيرا﴾ (14) إثما عظيما، يقال: خطي إذا أثم، وأخطاء: إذا فاته الصواب، ويقال: ان الخطأ: العدول عن الصواب بعمد بخلاف أخطأ، فإنه العدول عن الصواب بسهو، فالخطأ: ما فيه إثم، والإخطاء: ما لا إثم فيه.

وخطأ الرجل خطأ: إذا أتى بالذنب متعمدا فهو خاطي بالهمز، قال تعالى ﴿لا يأكله إلا الخاطئون﴾ (15) و ﴿الخاطئة﴾ (16) مقدور الخطو ما بين قدمي الخاطي.

والخطوة: المرة من الخطو: واتبع خطواته ووطئ، على عقبه: في معنى اقتدى به واستن بسنته، و ﴿خطوات الشيطان﴾ (17) قيل أعماله، وقيل خطاياه (18) وقرئ بضم الطاء وسكونها.

(خفا) ﴿أخفيها﴾ (19) أسترها، أو أظهرها وهو من الأضداد، والخفية الاسم من الاستخفاء: قال تعالى: ﴿تضرعا وخفية﴾ (20) وقرئ بكسر الخاء، وخفى الشئ خفاء إذا استتر: قال تعالى: ﴿لا تخفى منكم خافية﴾ (21) وقرئ بالياء لأنه تأنيث غير حقيقي، وأخفى الشئ إذا كتمه، قال تعالى: ﴿فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين﴾ (22).

(خلا) ﴿تخلت﴾ تففلت من الخلوة، وخلا الرجل إلى الرجل إذا اجتمعا في خلوة، قال تعالى ﴿وإذا خلا بعضهم إلى بعض﴾ (23)، ﴿وإذا خلو إلى شياطينهم﴾ (24) ﴿وقد خلت القرون﴾ (25) أي مضت، و ﴿خلت من قبلكم سنن﴾ (26).

(خوا) الخاوي، الساقط من خوى النجم إذا سقط أو خالية: من خوى المنزل إذا خلا من أهله، وكل مرتفع أظللك من سقف أو بيت أو ظلة أو كرم فهو عرش، فقوله: ﴿على عروشها﴾ (27) في قوله: ﴿خاوية على عروشها﴾ (28) تعلق بخاوية، فالمعنى انها ساقطة بأن سقطت سقوفها على الأرض، ثم سقطت حيطانها عليها، وإن كان خبرا بعد خبر، فالمعنى هي خاوية وهي مظلة على عروشها، على معنى ان العروش سقطت على الأرض وبقيت الحيطان مشرفة عليها.


1. النحل: 25.

2. آل عمران: 192.

3. التحريم: 8.

4. التوبة: 2.

5. المؤمنون، 109.

6. البقرة: 65.

7. الملك: 4.

8. المؤمنون: 58.

9. الكهف: 81.

10. جرير: أبو حزرة جرير بن عطية بن الخطفي التميمي اليربوعي أحد فحول الشعراء الاسلاميين وبلغاء المداحين الهجائين له ديوان مطبوع. ولد باليمامة سنة 42 ومات فيها 110 للهجرة.

11. يوسف: 97، القصص: 8.

12. اسرى: 31.

13. الحاقة: 37.

14. الحاقة: 9، العلق: 16.

15. النور: 21، البقرة: 168، 208، الأنعام: 142.

16. وقيلى خطراته التي تخطر بالبال.

17. طه: 15.

18. الأنعام: 63.

19. الحاقة 18.

20. سجدة: 17.

21. الانشقاق: 4.

22. البقرة 76.

23. البقرة 14.

24. الأحقاف: 17.

25. آل عمران 137.

26. البقرة: 259، الكهف: 43، الحج: 45.

27. النازعات: 30.

28. البقرة: 72.