النوع السادس ما أوله حاء

(حرا) ﴿تحروا رشدا﴾ (1) توخوا، وتعمدوا، والتحري والتوخي القصد للشئ (حصا) الإحصاء يكون علما ومعرفة، ويكون اطاقة، وأحصى الشئ إذا عده كله، قال تعالى: ﴿وأحصى كل شئ عددا﴾ (2) ﴿وإن تعدو نعمت الله لا تحصوها﴾ (3).

(حفا) ﴿يسئلونك كأنك حفي عنها﴾ (4) أي يسئلونك منها كأنك حفي بها.

والحفي المستقصي بالسؤال، والحفي العالم بالشئ.

والمعنى كأنك أكثرت السؤال عنها حتى علمتها، يقال: أحفي فلان في المسألة إذا ألح فيها وبالغ، و ﴿فيحفكم﴾ (5) أي يلح عليكم ويجهدكم، يقال: أحفي وألحف وألح واحد، والحفي البار، و ﴿كان بي حفيا﴾ (6) أي بارا معينا.

(حلا) ﴿من حليهم﴾ (7) هو اسم لكل ما تزين به من الذهب والفضة أو متاع حديد وصفر ونحاس ورصاص.

(حمأ) ﴿حمأ﴾ (8) جمع حمأة، وهو الطين الأسود المتغير، وال? ﴿مسنون﴾ (9) المصور، وقيل هو المصبوب المفرغ كأنه أفرغ حتى صار صورة، و ﴿حمئة﴾ (10) بالهمز ذات حمأة، وحامية بلا همز أي حارة، و ﴿حمية الجاهلية﴾ (11) قولهم قد قتل محمد أبناءنا واخواننا ويدخلون علينا في منازلنا لا تتحدث العرب بذلك، وال? ﴿حام﴾ (12) الفحل إذا ركب ولد ولده، ويقال: أنتج من صلبه عشرة ابطن، قالوا: هي ظهره فلا يركب، ولا يمنع من كلأ ولا ماء.

(حوا) ﴿الحوايا﴾ (13) المباعر، ويقاتل: ما تحوي البطن من الأمعاء (14)، ويقال: الحوايا بنات اللبن وهي محتوية أي مستديرة واحدتها: حاوية وحوية وحاوياء.

(حيا) ﴿يستحيون نسائكم﴾ (15) يستفعلون من الحياة أي يبتغوهن ﴿ولكم في القصاص حياة﴾ (16) أي منفعة عن أبي عبيدة (17) وعن ابن عرفة (18) إذا علم القاتل انه يقتل كف عن القتل، ويقال: ليس بفلان حياة، أي لا خير فيه، و ﴿لا يستحيي أن يضرب مثلا﴾ (19) أي لا يترك ضرب المثل ترك من يستحي، والحياء: إنقباض النفس عن القبيح مخافة الذم ﴿ومحياي ومماتي لله﴾ (20) قد يفسران بالخيرات التي تقع في حال الحياة منجزة. والتي تصل إلى الغير بعد الموت كالوصية للفقراء بشئ.

والتحية: بمعنى السلم، و ﴿فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله﴾ (21) أي ثابتة مشروعة بأمره مشروعة من لدنه لأن التسليم طلب سلامة المسلم عليه والتحية طلب حياة المحيى من عند الله ووصفها بالبركة والطيب لأنها دعوة مؤمن لمؤمن يرجى بها من عند الله زيادة الخير.

وطيب الرزق، ومنه قوله عليه السلام: سلم على أهل بيتك يكثر خير بيتك، و ﴿تحية﴾ (22) منصوب بسلموا لأنها في معنى تسليما مثل حمدت شكرا، وقيل معنى حياك الله ملكك: والتحية الملك، وعلى ذلك يصير قوله تعالى: ﴿تحيتهم فيها سلام﴾ (23) وقيل تحية بعضهم لبعض فيها سلام أي سلام مما أصاب أهل النار.

و ﴿على استحياء﴾ (24) في موضع الحال أي مستحية، و ﴿حيوك بما لم يحيك به الله﴾ (25) يقولون في تحيتك السام عليك، والسام الموت، وتحية الله تعالى: ﴿وسلام على عباده الذين اصطفى﴾ (26)


1. إبراهيم: 34.

2. الأعراف: 186.

3. محمد: 37.

4. مريم: 47.

5. الأعراف: 47.

6. ؟؟: 26، 28، 33.

7. ؟؟: 26، 28، 33.

8. الكهف: 86.

9. الفتح: 26.

10. المائدة: 106.

11. الأنعام: 146.

12. قال الشاعر: - وأطوي على الحمض الحوايا كأنها * خيوطة ما رمى تغار وتفتل -.

13. البقرة: 49.

14. البقرة: 179.

15. أبي عبيدة: معمر بن مثنى البصري النحوي اللغوي، كان متبحرا في علم اللغة وأيام العرب وأخبارها توفى سنة 209 للهجرة وقيل سنة 211، وبلغ نحوا من مائة سنة.

16. ابن عرفة: إبراهيم بن محمد بن عرفة ابن سليمان بن المغيرة الأزدي، والواسطي النحوي الغوي الثعلبي، الملقب نفطويه، كان عالما بالعربية واللغة والحديث، وحافظا للقرآن، فقيها مؤرخا، جلس للاقراء أكثر من خمسين سنة، له مصنفات كثيرة. ولد بواسط سنة 244 للهجرة، ومات يوم الأربعاء 12 ربيع الأول سنة 322 للهجرة.

17. البقرة: 26.

18. الأنعام: 163.

19. النور: 61.

20. النور: 61.

21. يونس: 10.

22. القصص: 25.

23. المجادلة: 8.

24. النحل: 59.

25. اسرى: 97.

26. النحل: 25.