النوع الأول (ما أوله همزة)

(أبا) ﴿ملة أبيكم إبراهيم﴾ (1) جعل إبراهيم أبا للأمة كلها، لأن العرب من ولد إسماعيل عليه السلام، وأكثر العجم من ولد إسحاق، ولأنه أبو رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو أب لأمته، فالأمة في حكم الولد، ومثله قوله: ﴿آبائك إبراهيم إسماعيل﴾ (2) أضيف الأب إليه لأنه من نسلهما، واصل الأب أبو بالتحريك لأن جمعه آباء مثل: قفا وأقفاء.

والعرب تجعل العم أبا والخالة اما، قال تعالى: ﴿ورفع أبويه على العرش﴾ (3) يعني أباه وخالته، وكانت أمه راحيل قد ماتت.

(أتى) ﴿فأتت أكلها ضعفين﴾ (4) أي أعطت ثمرتها ضعفي غيرها من الأرضين.

﴿وآتوا الزكاة﴾ (5) أعطوها يقال آتيته أي أعطيته، وأتيته بغير مد أي جئته، ويقال أيضا آتاه بالمد أي أتى به، قال تعالى: ﴿آتنا غداءنا﴾ (6) أي ائتنا به.

﴿واتوهم ما أنفقوا﴾ (7) أي وأعطوا أزواجهن ما أنفقوا أي ادفعوا إليهن من المهر، وآتاهم تقواهم أي جاز لهم.

﴿أتى أمر الله﴾ (8) أي جاء أمر الله وعدا فلا تستعجلوا وقوعا، فإن العرب تقول: آتاك الأمر، وهو متوقع.

﴿فأتى الله بنيانهم من القواعد﴾ (9) أي أتى مكرهم من أصله، وهو تمثيل لاستئصالهم، والمعنى إنهم سووا حيلا ليمكروا الله بها فجعل الله هلاكهم في تلك الحيل كحال قوم بنوا بنيانا وعمدوه بالأساطين وأتى البنيان من الأساطين بأن ضعفت فسقط عليهم أعلى السقف وهلكوا.

في تفسير أراد صرح نمرود.

﴿واتوا به متشابها﴾ (10) أي يشبه بعضه بعضا فجائز أن يشبهه في اللون والخلقة، ويختلف بالطعم، وجائز أن يشبه بالنبل والجودة.

فلا يكون فيه ما ينفي ولا ما يفضله غيره.

(أخا) ﴿يا أخت هارون﴾ (11) شبيهة هارون في الزهد والصلاح، وكان رجلا عظيم الذكر في زمانه، وقيل كان لمريم أخ يقال له هارون ﴿أخا عاد﴾ (12) هو هود عليه السلام و ﴿أخاهم هودا﴾ (13) لأنهم يجتمعون إلى أب واحد، ومنه يا أخا العرب للواحد منهم و ﴿إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين﴾ (14) يريد المشاكلة لأن الاخوة إذا كانت في غير الولادة كانت المشاكلة والاجتماع في الفعل كقولك: هذا الثوب أخو هذا الثوب أي يشبهه، قال تعالى: ﴿وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها﴾ (15) أي من التي تشبهها وتواخيها.

(إذا) الأذى هو ما يكره ويغتم به ﴿قل هو أذى﴾ (16) أي الحيض مستقذر يؤذي من قربه نفرة منه، و ﴿أذى من رأسه﴾ (17) كجراحة وقمل، و ﴿لن يضركم إلا أذى﴾ (18) أي الاضرار يسير كطعن وتهديد و ﴿كالذين آذوا موسى﴾ (19) قيل هو اتهامهم إياه بقتل هارون، وقد كانا صعدا الجبل فمات هارون فحملته الملائكة، ومروا به على بني إسرائيل ميتا حتى عرفوا انه قد مات، وقيل رموه بعيب في جسده من برص أو أدرة فأطلعهم الله على أنه برئ ﴿آذوهما﴾ (20) قيل إن أذاهما التغيير والتوبيخ، قيل إن الآية نزلت قبل آية الحبس، وكان الأذى أولا ثم الحبس ثم الجلد والرجم، و ﴿يؤذون الله ورسوله﴾ (21) أي قالوا اتخذ الله ولدا، وقيل يؤذون أوليائه ﴿فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله﴾ (22) أي فإذا أصابه أذى من الكفار في الله أي في ذات الله، وبسبب دين الله رجع عن الدين، وهو المراد بفتنة الناس يعني بصرفهم ما مسه من أذاهم عن الايمان، كما أن عذاب الله يصرف المؤمنين عن الكفر.

(أسا) ﴿فلا تأس على القوم الفاسقين﴾ (23) أي لا تحزن، وأسوة أي إيتمام واتباع.

(آلاء) ﴿آلاء الله﴾ (24) أي نعم الله واحدها إلى بالحركات الثلاث، وألى إذا حلف، قال تعالى: ﴿للذين يؤلون من نسائهم﴾ (25) وإلا، ولازمة الال الحلف والعهد.

وآلاء الله عز وجل، والآل الجوار ﴿ولا يأتل أولوا الفضل﴾ (26) يفتعل من الآلية أي يحلف، ويقال أيضا يفعل من قولهم ما آلوت جهدا أي ما قصرت و ﴿لا يألونكم خبالا﴾ (27) لا يقصرون لكم في الفساد.

(أنا) ﴿غير ناظرين أناه﴾ (28) أي بلوغ وقته أي إدراكه ونضجه يقال: أنى يأنى كعلم يعلم وان يأين كباع يبيع إذ انتهى بمنزلة حان يحين ﴿ألم يأن للذين آمنوا﴾ (29) أي ألم يأت وقت ذلك، من أنى الأمر إذا جاء أناه أي وقته، والمعنى ألم يحن للمؤمنين أن تلين قلوبهم ﴿وبين حميم آن﴾ (30) أي ساخن منتهى الحر.

من قولهم: انى الماء إذا سخن وانتهى حره، وعين آنية قد انتهى حرها، و ﴿آناء الليل﴾ (31) ساعاته واحدها أنى وإني وأنى.

(أوا) ﴿تؤي إليك﴾ (32) تضم، و ﴿آوى إليه أخاه﴾ (33) أي ضم إليه أخاه بنيامين، و ﴿آوى إلى ركن شديد﴾ (34) أي انضم إلى عشيرة منيعة.

(آياء) آيات: علامات وعجائب، وآية من القرآن كلام متصل إلى انقطاعه.

وقيل جماعة حروف، من قولهم: خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم (35) وقوله تعالى: ﴿وجعلنا ابن مريم وأمه آية﴾ (36) ولم يقل آيتين لأن قصتهما واحدة، وعن الأزهري (37): لأن الآية فيهما معا وهي الولادة بغير فحل.

قال تعالى: ﴿لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين﴾ (38).


1. يوسف: 100.

2. البقرة 265.

3. الكهف: 63.

4. الممتحنة: 10.

5. النحل: 1.

6. النحل: 26.

7. البقرة: 48.

8. البقرة: 25.

9. مريم: 48.

10. الأحقاف 31.

11. الأعراف: 64.

12. اسرى: 64.

13. الزخرف: 48.

14. البقرة: 222.

15. البقرة: 196.

16. آل عمران: 111.

17. الأحزاب: 69.

18. النساء: 16.

19. الأحزاب: 57.

20. العنكبوت: 10.

21. المائدة: 27.

22. الأعراف: 68، 73.

23. البقرة " 26.

24. النور: 22.

25. آل عمران: 118.

26. الأحزاب: 53.

27. الحديد: 16.

28. الرحمن: 44.

29. طه: 130.

30. الأحزاب: 51.

31. يوسف: 69.

32. المؤمنون: 51.

33. قال الشاعر: - خرجنا من النبعيين لاحي مثلنا * بآيتنا نزجي اللقاح المطافلا. - أي بجماعتنا ولم يدعوا وراءهم شيئا.

34. هود: 80.

35. الأزهري: محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة اللغوي، له التهذيب في عشر مجلدات، ولد بسنة 282 للهجرة وتوفى سنة 370.

36. يوسف: 7.

37. الأنبياء: 104.

38. أي بتفتيشها قبل وعاء أخيه لنفي التهمة. يوسف: 76.