تفسير سورة التوحيد

1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من مضى به يوم واحد فصلى فيه خمس صلوات ولم يقرء بقل هو الله أحد قيل له: يا عبد الله لست من المصلين.

2 - في مجمع البيان في حديث أبي من قرأها فكأنما قرء ثلث القرآن، وأعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.

3 - وعن انس بن مالك قال: سأل النبي صلى الله عليه وآله رجلا من أصحابه فقال: يا فلان هل تزوجت؟قال: لا وليس عندي ما أتزوج به قال: أليس معك " قل هو الله أحد "؟قال: بلى، قال ربع القرآن، قال: أليس معك: " قل يا أيها الكافرون "؟قال: بلى قال: ربع القرآن قال: أليس معك " إذا زلزلت "؟قال: بلى قال: ربع القرآن، ثم قال: تزوج تزوج تزوج.

4 - وفى الحديث انه كان يقال لسورتي " قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد " المقشقشتان (1).

5 - في عيون الأخبار باسناده إلى عبد العزيز بن المهتدى قال: سألت الرضا عليه السلام عن التوحيد فقال: كل من قرأ " قل هو الله " وامر بها فقد عرف التوحيد قلت: كيف يقرأها؟قال: كما يقرء الناس، وزاد فيه: كذلك الله ربى، كذلك الله ربى، كذلك الله ربى.

6 - وفى باب ذكر أخلاق الرضا عليه السلام ووصف عبادته وكان إذا قرأ " قل هو الله أحد " قال: هو أحد، فإذا فرغ منها قال: كذلك الله ربنا ثلاثا.

7 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام رأيت الخضر عليه السلام في المنام قبل بدر بليلة فقلت له: علمني شيئا انصر به على الأعداء، فقال: قل: يا هو يا من لا هو الا هو، فلما أصبحت قصصتها على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي: يا علي علمت الاسم الأعظم، فكان على لساني يوم بدر.

وان أمير المؤمنين عليه السلام قرأ قل هو الله أحد لما فرغ قال: يا هو يا من لا هو الا هو اغفر لي وانصرني على القوم الكافرين.

8 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من مضت له جمعة ولم يقرأ فيها بقل هو الله أحد ثم مات مات على دين أبى لهب.

9 - وباسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من اصابه مرض أو شدة ولم يقرأ في مرضة أو شدته بقل هو الله أحد ثم مات في مرضه أو في تلك الشدة التي نزلت به فهو من أهل النار.

10 - وباسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع ان يقرأ في دبر الفريضة بقل هو الله أحد فإنه من قرأها جمع الله له خير الدنيا والاخر وغفر له ولوالديه.

11 - وباسناده عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من قرأ قل هو الله أحد مأة مرة حين يأخذ مضجعه غفر الله له ذنوب خمسين سنة.

12 - وباسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: إن النبي صلى الله عليه وآله صلى على سعد بن معاذ فقال: لقد وافى من الملائكة تسعون ألف ملك، وفيهم جبرئيل عليه السلام يصلون عليه فقلت له: يا جبرئيل بما استحق صلاتك عليه؟فقال: بقراءة قل هو الله أحد أحد قائما وقاعدا وراكبا وماشيا وذاهبا وجائيا.

13 - وباسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من آوى إلى فراشه فقرأ قل هو الله أحد إحدى عشر مرة حفظ في داره وفى دويرات حوله.

14 - وباسناده عن عبد الله بن حي قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: من قرأ قل هو الله أحد عشرة مرة في دبر الفجر لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب وان رغم أنف الشيطان.

15 - وباسناده عن إبراهيم بن مهزم عن رجل سمع أبا الحسن عليه السلام يقول: من قرأ قل هو الله أحد بينه وبين جبار منعه الله منه بقراءته بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، فإذا فعل ذلك رزقه الله خيره ومنعه شره.

16 - وباسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أوتر بالمعوذتين وقل هو الله أحد قيل له: يا عبد الله أبشر فقد قبل الله وترك.

17 - وباسناده إلى سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من مضت به ثلاثة أيام لم يقرأ فيها قل هو الله أحد فقد خذل ونزع ربقة الايمان من عنقه، فان مات في هذه الثلاثة أيام كان كافرا بالله العظيم.

18 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عمرو بن حصين ان النبي صلى الله عليه وآله بعث سرية و استعمل عليها عليا عليه السلام فلما رجعوا سألهم فقالوا: كل خير غير أنه قرأ بنا في كل الصلاة بقل هو الله أحد، فقال: يا علي لم فعلت هذا؟فقال: لحبي لقل هو الله أحد، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما أحببتها حتى أحببك الله عز وجل.

19 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرا قل هو الله أحد مرة واحدة فكأنما قرأ ثلث القرآن، وثلث التوراة، وثلث الإنجيل، وثلث الزبور.

20 - في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين وتعدادها قال عليه السلام: واما الحادية والستون فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يا علي مثلك مثل قل هو الله أحد من أحبك بقلبه فكأنما قرا ثلث القرآن، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه فكأنما قرا ثلثي القرآن، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بيده فكأنما قرا القرآن كله

21 - وفيه عن أمير المؤمنين عليه السلام من قرأ قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه وكل الله به خمسين الف ملك يحرسونه ليلته.

22 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبي الدنيا المغربي قال: حدثني علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ قل هو الله أحد مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن قراها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله.

23 - في صحيفة الرضا وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من مر على المقابر وقرا قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة ثم وهب اجره للأموات اعطى من الاجر بعدد الأموات.

24 - في أصول الكافي باسناده إلى بكر بن محمد عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال هذه الكلمات عند كل صلاة مكتوبة حفظ في نفسه وداره وماله وولده: أجير نفسي ومالي وولدي وأهلي وداري وكل ما هو منى بالله الواحد الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأجير نفسي ومالي وولدي وكل ما هو منى برب الفلق من شر ما خلق إلى آخرها، وبرب الناس إلى آخرها، وبآية الكرسي إلى آخرها.

25 - وباسناده إلى محمد بن الفضيل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يكره ان يقرأ قل هو الله أحد بنفس واحد.

26 - وباسناده إلى صالح بن سليمان الجعفري عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول ما من أحد في حد الصبي يتعهد في كل ليلة قراءة قل هو الله وقل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس كل واحد ثلاث مرات، وقل هو الله أحد مأة مرة، فإن لم يقدر فخمسين الا صرف الله عز وجل عنه كل لمم أو عرض من اعراض الصبيان، والعطاش (2) وفساد المعدة وبدور الدم ابدا ما تعوهد بهذا حتى يبلغه الشيب، فان تعهد نفسه بذلك أو تعوهد (3) كان محفوظا إلى يوم يقبض الله عز وجل نفسه.

27 - وباسناده إلى المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا مفضل احتجز من الناس كلهم ببسم الله الرحمن الرحيم وبقل هو الله أحد، اقرأها عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك ومن فوقك ومن تحتك، وإذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرات واعقد بيدك اليسرى، ثم لا تفارقها حتى تخرج من عنده.

28 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ذكر السورة من الكتاب يدعو بها في الصلاة مثل قل هو الله أحد، فقال: إذا كنت تدعو بها فلا بأس.

29 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن أبي هارون المكفوف قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الحمد سبع آيات، وقل هو الله أحد ثلاث آيات، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

30 - أبو داود عن علي بن مهزيار باسناده عن صفوان الجمال قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: صلاة الأوابين الخمسون كلها بقل هو الله أحد.

31 - وباسناده إلى مثنى الحناط عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من صلى أربع ركعات بمأتي مرة قل هو الله أحد في كل ركعة خمسون مرة لم ينفتل و بينه وبين الله ذنب الا غفر له.

32 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن البرقي عن سعدان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من صلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة قل هو الله أحد خمسين مرة لم ينفتل وبينه وبين الله ذنب.

33 - محمد بن يحيى باسناده رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من صلى ركعتين بقل هو الله أحد في كل ركعة ستين مرة، انفتل وليس بينه وبين الله ذنب

34 - علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: من صلى المغرب وبعدها أربع ركعات ولم يتكلم حتى يصلى عشر ركعات يقرا في كل ركعة بالحمد وقل هو الله أحد كانت عدل عشر ركعات.

35 - احمد عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن أبي عمر بن بزيع قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام (4) وهو يأكل خلا وزيتا في قصعة سوداء مكتوب في وسطها بصفرة قل هو الله أحد.

36 - علي بن محمد رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان النصف من شعبان فصل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وقل هو الله مأة مرة.

37 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال أمير المؤمنين عليه السلام: من أحب ان يخرج من الدنيا وقد تخلص من الذنوب كما يتخلص الذهب الذي لا كدر فيه ولا يطلبه أحد بمظلمة فليقل في دبر الصلوات الخمس نسبة الرب تبارك وتعالى (5) اثنى عشر مرة ثم يبسط يده ويقول: اللهم إني أسئلك باسمك المكنون المخزون الطهر الطاهر المبارك و أسئلك باسمك العظيم وسلطانك القديم ان تصلى على محمد وآله محمد، يا واهب العطايا يا مطلق الأسارى يا فكاك الرقاب من النار أسئلك ان تصلى على محمد وآل محمد، وان تعتق رقبتي من النار، وان تخرجني من الدنيا آمنا وأن تدخلني الجنة سالما، وان تجعل دعائي أوله فلاحا وأوسطه نجاحا وآخره صلاحا انك أنت علام الغيوب ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: هذا من المغيبات مما علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وأمرني ان أعلم الحسن والحسين عليهما السلام.

38 - في مصباح الكفعمي روى أن النبي صلى الله عليه وآله لذعته عقرب وهو في الصلاة فلما فرغ قال لعن الله العقرب ما تدع مصليا ولا غيره الا لذعته وتناول نعله فقتله بها، ثم دعا بماء وملح فجعل يمسح ذلك عليها ويقرأ التوحيد والمعوذتين.

39 - في كتاب طب الأئمة عليهم السلام باسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: شكوت إليه وجع أضراسي وانه يسهر بي الليل، قال: فقال: يا أبا بصير إذا أحسست بذلك فضع يدك عليه واقرأ سورة الحمد وقل هو الله أحد ثم اقرأ " وترى الجبال جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شئ انه خبير بما يفعلون " فإنه يسكن ثم لا يعود.

40 - وباسناده إلى عمر بن يزيد الصيقل عن الصادق عليه السلام قال شكى إليه رجل من أوليائه الفراغ فقال: كتب له أم القرآن وسورة الاخلاص والمعوذتين ثم تكتب أسفل ذلك أعوذ بوجه الله العظيم وبعزته التي لا ترام وبقدرته التي لا يمتنع منها شئ من شر هذا الوجع ومن شر ما فيه، ثم نشر به على الريق بماء المطر، تبرأ بإذن الله تعالى.

41 - وباسناده إلى سلمة بن محرز قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من لم تبرئه سورة الحمد وقل هو الله أحد لم يبرأه شئ، وكل علة تبريها هاتين السورتين

42 - في مجمع البيان وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أيعجز أحدكم ان يقرء ثلث القرآن في ليلة؟قلت: يا رسول الله ومن يطيق ذلك؟قال: اقرأوا قل هو الله أحد.

43 - وعن انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ قل هو الله أحد مرة بورك عليه، ومن قرأها مرتين بورك عليه وعلى أهله، فان قراها ثلاث مرات بورك عليه وعلى أهله وعلى جميع جيرانه، فان قرأها اثنتي عشرة مرة بنى له اثنى عشر قصرا في الجنة وتقول الحفظة: انطلقوا بنا ننظر إلى قصر أخينا، فان قراها مأة مرة كفر عنه ذنوب خمس وعشرين سنة ما خلا الدماء والأموال، فان قرأها أربعمأة مرة كفرت عنه ذنوب أربعمأة سنة، فان قرأها الف مرة لم يمت حتى يرى مكانه من الجنة أو يرى له.

44 - وعن سهل بن سعد الساعدي قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فشكى إليه الفقر وضيق المعاش، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا دخلت بيتك فسلم إن كان فيه أحد; وان لم يكن فيه أحد فسلم واقرأ قل هو الله أحد مرة واحدة ففعل الرجل فأفاض الله عليه رزقا حتى أفاض على جيرانه.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد ذكرنا طرفا من الاخبار في أوائل ما ذكرنا في سورة الجحد، فيه بيان لهذه السورة وفضل قرائتها فليراجع.

45 - في مجمع البيان وروى في الحديث لكل شئ نسبة ونسبة الله سورة الاخلاص.

46 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد قال: سئل علي بن الحسين صلوات الله عليه عن التوحيد فقال: ان الله عز وجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون، فأنزل الله تعالى: قل هو الله أحد والآيات من سورة الحديد إلى قوله " عليم بذات الصدور " فمن رام وراء ذلك فقد هلك.

47 - أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن أبى أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: انسب لنا ربك، فلبث ثلاثا يجيبهم ثم نزلت قل هو الله أحد إلى آخرها.

48 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) قال أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام: سأل عبد الله بن صوريا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: اخبرني عن ربك ما هو؟فنزلت قل هو الله أحد إلى آخرها فقال ابن صوريا: صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

49 - في الخرايج والجرايح قال أبو هاشم: قلت في نفسي اشتهى ان اعلم ما يقول أبو محمد عليه السلام في القرآن أهو مخلوق أم غير مخلوق؟فاقبل على وقال: أو ما بلغك ما روى عن أبي عبد الله عليه السلام لما نزلت قل هو الله أحد خلق الله أربعة آلاف جناح، فما كانت تمر بملاء من الملائكة الا خشعوا لها، وقال: هذه نسبة الرب تبارك وتعالى.

50 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: نسبة الله عز وجل قل هو الله.

51 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل ذكرته بتمامه أول الاسراء مسندا وفيه يقول أبو عبد الله عليه السلام حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن الله جل جلاله أنه قال له: اقرأ قل هو الله أحد كما أنزلت فإنها نسبتي ونعتي.

52 - وباسناده إلى إسحاق بن عمار عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام حديث طويل ذكرنا بتمامه أول الاسراء أيضا وفيه يقول عليه السلام حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن الله جل جلاله: ثم أمره ان يقرأ نسبة ربه تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم " قل هو الله أحد الله الصمد " ثم أمسك عنه القول فقال رسول الله صلى الله عليه وآله قل هو الله أحد الله الصمد فقال: قل: " لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " فامسك عنه القول فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كذلك الله ربى، كذلك الله ربى، كذلك الله ربى.

53 - في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن عبيد قال: دخلت على الرضا عليه السلام فقال لي: قل للعباسي يكف عن الكلام في التوحيد وغيره، ويكلم الناس بما يعرفون، ويكف عما ينكرون.

وإذا سألوك عن التوحيد فقل كما قال الله عز وجل: " قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد " وإذا سألوك عن الكيفية قل كما قال الله عز وجل: " ليس كمثله شئ " وإذا سألوك عن السمع فقل كما قال الله عز وجل " هو السميع العليم " كلم الناس بما يعرفون.

54 - في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من الرضا عليه السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ، قال قائل: فلم وجب عليهم الاقرار والمعرفة بان الله واحد أحد؟قيل: لعلل، منها انه لو لم يجب عليهم الاقرار والمعرفة لجاز أن يتوهموا مدبرين أو أكثر من ذلك، وإذا جاز ذلك لم يهتدوا إلى الصانع لهم من غيره، لان كل انسان منهم لا يدرى لعله انما يعبد غير الذي خلقه، و يطيع غير الذي أمره، فلا يكون على حقيقة من صانعهم وخالقهم، ولا يثبت عندهم أمر آمر ولا نهى ناه إذا لا يعرف الامر بعينه ولا الناهي من غيره.

ومنها انه لو جاز أن يكون اثنين لم يكن أحد الشريكين أولى بان يعبد ويطاع من الاخر، وفى إجازة ان يطاع ذلك الشريك إجازة ان لا يطاع الله، وفى إجازة ان لا يطاع الله عز وجل كفر بالله وبجميع كتبه ورسله، واثبات كل باطل، وترك كل حق وتحليل كل حرام وتحريم كل حلال، والدخول في كل معصية والخروج من كل طاعة.

وإباحة كل فساد وابطال كل حق.

ومنها انه لو جاز أن يكون أكثر من واحد لجاز لإبليس ان يدعى انه ذلك الاخر حتى يضاد الله تعالى في جميع حكمه، ويصرف العباد إلى نفسه، فيكون في ذلك أعظم الكفر وأشد النفاق.

55 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى البختري وهب بن وهب عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي الباقر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: " قل هو الله أحد " قال: قل أي أظهر ما أوحينا إليك ونبأناك بتأليف الحروف التي قرأناها لك ليهتدى به من القى السمع وهو شهيد، و " هو " اسم مكنى ومشار إلى غائب فالهاء تنبيه عن معنى ثابت، والواو إشارة إلى الغايب عن الحواس، كما أن قولك " هذا " إشارة إلى الشاهد عند الحواس، وذلك أن الكفار نبهوا عن آلهتهم بحرف إشارة الشاهد المدرك، فقالوا: هذه آلهتنا المحسوسة المدركة بالابصار، فأشر أنت يا محمد إلى الهك الذي تدعو إليه حتى نراه وندركه ولا نأله فيه.

فأنزل الله تبارك وتعالى " قل هو الله أحد " فالهاء تثبيت للثابت، والواو إشارة إلى الغايب عن درك الابصار، ولمس الحواس; وانه تعالى عن ذلك بل هو مدرك الابصار ومبدع الحواس

56 - وفيه وقال أمير المؤمنين عليه السلام: الله معناه المعبود الذي يأله فيه الخلق ويؤله إليه، والله هو المستور عن درك الابصار والمحجوب عن الأوهام والخطرات.

57 - قال الباقر عليه السلام: معناه المعبود الذي اله الخلق عن درك مائيته والإحاطة بكيفيته، ويقول العرب: اله الرجل إذا تحير في الشئ فلم يحط به علما، ووله: إذا فزع إلى شئ مما يحذره ويخافه، فالإله هو المستور عن حواس الخلق.

58 - وفيه كلام للرضا عليه السلام في التوحيد وفيه أحد لا بتأويل عدد.

59 - قال الباقر عليه السلام: الاحد الفرد المتفرد والاحد والواحد بمعنى واحد، وهو المتفرد الذي لا نظير له، والتوحيد الاقرار بالوحدة وهو الانفراد، والواحد المتباين الذي لا ينبعث من شئ، ولا يتحد بشئ، ومن ثم قالوا: إن بناء العدد من الواحد وليس الواحد من العدد، لان العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين، فمعنى قوله: " الله أحد " أي المعبود الذي يأله الخلق عن ادراكه والإحاطة بكيفيته، فرد بالإلهية متعال عن صفات خلقه.

60 - وباسناده إلى المقدام بن شريح بن هاني عن أبيه قال: إن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين أتقول: ان الله واحد؟قال: فحمل الناس عليه وقالوا: يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب؟فقال أمير المؤمنين عليه السلام: دعوه فان الذي يريده الاعرابي هو الذي نريده، من القوم، ثم قال: يا أعرابي: ان القول في أن الله واحد على أربعة أقسام فوجهان منها لا يجوزان على الله عز وجل، ووجهان يثبتان فيه، فاما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الاعداد، فهذا لا يجوز لان مالا ثاني له لا يدخل في باب الاعداد، ألا ترى انه كفر من قال: ثالث ثلاثة، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز عليه لأنه تشبيه وجل ربنا عن ذلك وتعالى، واما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو واحد ليس له في الأشياء شبيه كذلك ربنا، و قول القائل انه ربنا عز وجل إحدى المعنى يعنى به انه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربنا عز وجل.

61 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن المختار بن محمد المختار الهمداني ومحمد بن الحسن عن عبد الله الحسن العلوي جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: وهو اللطيف الخبير السميع البصير الواحد الاحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، لو كان كما يقول المشبهة لم يعرف الخالق من المخلوق ولا المنشئ من المنشأ لكنه المنشئ فرق بين من جسمه وصوره وانشأه إذ كان لا يشبهه شئ ولا يشبه هو شيئا، قلت: أجل جعلني الله فداك لكنك قلت: الاحد الصمد، وقلت: لا يشبهه شئ والله واحد والانسان واحد، أليس قد تشابهت الوحدانية؟قال: يا فتح أحلت (6) ثبتك الله انما التشبيه في المعاني، فاما في الأسماء فهي واحدة وهي دلالة على المسمى، وذلك أن الانسان وان قيل واحد فإنه يخبر انه جثة واحدة وليس باثنين، والانسان نفسه ليس بواحد لان أعضاءه مختلفة وألوانه مختلفة ومن ألوانه مختلفة غير واحد، و هو أجزاء مجزاة ليست بسواء، دمه غير لحمه ولحمه غير دمه، وعصبه غير عروقه و شعره غير بشره وسواده غير بياضه، وكذلك ساير جميع الخلق، فالانسان واحد في الاسم ولا واحد في المعنى، والله جل جلاله هو واحد لا واحد غيره لا اختلاف فيه و لا تفاوت ولا زيادة ولا نقصان، فاما الانسان المخلوق المصنوع المؤلف من اجزاء مختلفة وجواهر شتى غير أنه بالاجتماع شئ واحد، قلت: جعلت فداك فرجت عنى فرج الله عنك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

62 - في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: من صفة القديم انه واحد أحد صمد أحدى المعنى ليس بمعاني كثيرة مختلفة.

63 - في نهج البلاغة الاحد لا بتأويل عدد.

64 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: " قل هو الله أحد " ما معنى الاحد؟قال: المجمع عليه بالوحدانية.

اما سمعته يقول: " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله " بعد ذلك له شريك وصاحبة؟65 - في مجمع البيان وعن عبد خير قال: سأل رجل عليا عليه السلام عن تفسير هذه السورة فقال: هو الله أحد بلا تأويل عدد، الصمد بلا تبعيض بدد.

66 - في أصول الكافي علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد ولقبه شباب الصيرفي عن داود بن القاسم الجعفري قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام ما الصمد؟قال: السيد المصمود إليه (7) في القليل والكثير.

67 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن الحسن بن السرى عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن شئ من التوحيد؟فقال: ان الله تبارك وتعالى أسماؤه التي يدعى بها، وتعالى في علو كنهه، واحد توحد بالتوحيد في توحده (8) ثم اجراه على خلقه فهو واحد صمد قدوس، يعبده كل شئ ويصمد إليه كل شئ، ووسع كل شئ علما فهذا هو المعنى الصحيح (9) في تأويل الصمد لا ما ذهب إليه المشبهة ولو كان تأويل الصمد في صفة الله عز وجل المصمت لكان مخالفا لقوله عز وجل: " ليس كمثله شئ " لان ذلك من صفة الأجسام المصمتة التي لا أجواف لها، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فاما ما جاء في الاخبار من ذلك فالعالم عليه السلام أعلم بما قال " انتهى ".

68 - في كتاب التوحيد قال الباقر عليه السلام: حدثني أبي زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام أنه قال الصمد الذي لا جوف له، والصمد الذي لا ينام، والصمد الذي لم يزل ولا يزال.

قال الباقر عليه السلام: كان محمد بن الحنفية (رضي الله عنه) قال: الصمد القائم بنفسه الغنى عن غيره، وقال غيره: الصمد المتعالى عن الكون والفساد، والصمد الذي لا يوصف بالتغاير.

قال الباقر عليه السلام: الصمد السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر وناه.

قال: وسئل علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام عن الصمد؟فقال: الصمد الذي لا شريك له، ولا يؤده حفظ شئ ولا يعزب عنه شئ.

69 - قال وهب بن وهب القرشي: قال زين العابدين عليه السلام: الصمد الذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون، والصمد الذي أبدع الأشياء فخلقها اضدادا واشكالا وأزواجا وتفرد بالوحدة بلا ضد ولا شكل ولا مثل ولا ند.

70 - قال وهب بن وهب القرشي: وحدثني الصادق جعفر بن محمد عن أبيه الباقر عن آبائه عليهم السلام ان أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن علي عليه السلام يسئلونه عن الصمد فكتب إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فلا تخوضوا في القرآن و لا تجادلوا فيه ولا تتكلموا فيه بغير علم فقد سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من قال في القرآن بغير علم فليتبوء مقعده من النار، وان الله سبحانه قد فسر الصمد فقال: الله أحد الله الصمد، ثم فسره فقال: " لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " وستسمع تمام هذا الخبر عند قوله " لم يلد " الخ إن شاء الله تعالى.

71 - قال وهب بن وهب القرشي سمعت الصادق عليه السلام يقول: قدم وفد من أهل فلسطين على الباقر عليه السلام فسئلوه عن مسائل فأجابهم، ثم سئلوه عن الصمد؟فقال: تفسيره فيه الصمد خمسة أحرف، فالألف دليل على انيته، وهو قوله عز وجل: " شهد الله انه لا إله إلا هو " وذلك تنبيه وإشارة إلى الغايب عن درك الحواس، واللام دليل على إلهيته بأنه هو الله، والألف واللام مدغمان لا يظهران على اللسان، ولا يقعان في السمع، ويظهران في الكتابة ودليلان على أن إلهيته لطيفة خافية لا يدرك بالحواس، ولا يقع في لسان واصف، ولا اذن سامع، لان تفسير الاله هو الذي اله الخلق عن درك ماهيته وكيفيته بحس أو بوهم، لابل هو مبدع الأوهام وخالق الحواس، وانما يظهر ذلك عند الكتابة، فهو دليل على أن الله سبحانه أظهر ربوبيته في ابداع الخلق وتركيب أرواحهم اللطيفة في أجسادهم الكثيفة، فإذا نظر عبد إلى نفسه لم ير روحه، كما أن لام الصمد لاتبين ولا تدخل في حاسة من الحواس الخمس، فإذا نظر إلى الكتابة ظهر له ما خفى ولطف، فمتى تفكر العبد في ماهية الباري وكيفيته اله فيه وتحير ولم تحط فكرته بشئ يتصور له، لأنه عز وجل خالق الصور، فإذا نظر إلى خلقه ثبت له انه عز وجل خالقهم ومركب أرواحهم في أجسادهم، واما الصاد فدليل على أنه عز وجل صادق وقوله صدق وكلامه صدق; ودعا عباده إلى اتباع الصدق بالصدق ووعد بالصدق دار الصدق، واما الميم فدليل على ملكه وانه الملك الحق لم يزل ولا يزال ولا يزول ملكه; واما الدال فدليل على دوام ملكه وانه عز وجل دائم تعالى عن الكون و الزوال، بل هو الله عز وجل مكون الكائنات الذي كان بتكوينه كل كائن.

ثم قال عليه السلام: لو وجدت لعلمي الذي اتاني الله عز وجل حملة لنشرت التوحيد والدين والاسلام والشرايع من الصمد، وكيف بي بذلك ولم يجد جدي أمير المؤمنين عليه السلام حملة لعلمه حتى كان يتنفس الصعداء (10) ويقول على المنبر: سلوني قبل ان تفقدوني، فان بين الجوانح منى علما جما، هاه هاه، لا أجد من يحمله، الا وانى عليكم من الله الحجة البالغة " فلا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور " ثم قال الباقر عليه السلام: الحمد لله الذي من علينا ووفقنا لعبادته الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وجنبنا عبادة الأوثان حمدا سرمدا وشكرا واصبا.

72 - وباسناده إلى الربيع بن مسلم قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام وسئل عن الصمد فقال: الصمد الذي لا جوف له.

73 - وباسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن اليهود سألوا رسول الله فقالوا: انسب لنا ربك فلبث ثلاثا لا يجيبهم، ثم نزلت هذه السورة إلى آخرها، فقلت: ما الصمد؟فقال: الذي ليس بمجوف.

74 - أبى رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن الحلبي وزرارة عن أبي عبد الله عليه السلم قال: إن الله تبارك وتعالى أحد صمد ليس له جوف، وانما الروح خلق من خلقه نصر وتأييد وقوة يجعله الله في قلوب الرسل والمؤمنين.

75 - وباسناده إلى هارون بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: في حديث طويل: والله نور لا ظلام فيه وصمد لا مدخل فيه.

76 - وفيه قال وهب بن وهب القرشي: وحدثني الصادق جعفر بن محمد عن أبيه الباقر عن أبيه عليهم السلام ان أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن علي عليهما السلام يسألونه عن الصمد، فكتب إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فلا تخوضوا في القرآن ولا تجادلوا فيه ولا تتكلموا فيه بغير علم فقد سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من قال في القرآن بغير علم فليتبوء مقعده من النار، وان الله سبحانه قد فسر الصمد فقال: الله أحد الله الصمد ثم فسره قال: لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد لم يلد لم يخرج منه شئ كثيف كالولد وساير الأشياء الكثيفة التي تخرج من المخلوقين، ولا شئ لطيف كالنفس ولا يتشعب من البداوات (11) كالسنة والنوم، والخطرة والهم و الحزن والبهجة، والضحك والبكاء والخوف والرجاء، والرغبة والسأمة، والجوع والشبع، تعالى ان يخرج منه شئ وان يتولد منه شئ كثيف أو لطيف، و " لم يولد " لم يتولد من شئ ولم يخرج من شئ كما تخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها كالشئ من الشئ والدابة من الدابة، والنبات من الأرض، والماء من إلينا بيع، و الأثمار من الأشجار، ولا كما تخرج الأشياء اللطيفة من مراكزها كالبصر من العين، والسمع من الاذن، والشم من الانف، والذوق من الفم، والكلام من اللسان، و المعرفة والتميز من القلب، وكالنار من الحجر، لابل هو الله الصمد الذي لا من شئ ولا في شئ ولا على شئ، مبدع الأشياء وخالقها، ومنشئ الأشياء بقدرته، يتلاشى ما خلق للفناء بمشيته ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه، فذلكم الذي لم يلد ولم يولد، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ولم يكن له كفوا أحد.

77 - وفيه متصل بآخر ما نقلنا من جواب الباقر عليه السلام لأهل فلسطين أعني قوله واصبا وقوله عز وجل " لم يلد ولم يولد " يقول: لم يلد عز وجل فيكون له ولد يرثه في ملكه، ولم يولد فيكون له والد يشركه في ربوبيته وملكه ولم يكن له كفوا أحد فيعازه في سلطانه.

78 - وفيه خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: الذي لم يولد فيكون في العز مشاركا، و لم يلد فيكون موروثا مالكا.

79 - وباسناده إلى مفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الحمد لله الذي لم يلد فيولد ولم يولد فيشارك.

80 - وفيه خطبة لعلى عليه السلام أيضا وفيها: تعالى عن أن يكون له كفو فيشبه به.

81 - وباسناده إلى يعقوب السراج عن أبي عبد الله عليه السلام يقول: الحمد لله الذي لم يلد فيولد ولم يولد فيشارك.

82 - وباسناده إلى يعقوب السراج عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في حديث لم يلد لان الولد يشبه أباه، ولم يولد فيشبه من كان قبله، ولم يكن له من خلقه كفوا أحدا، تعالى عن صفة من سواه علوا كبيرا.

83 - وباسناده إلى حماد بن عمرو النصيبي قال: سألت جعفر بن محمد عليهما السلام عن التوحيد؟فقال: واحد صمد أزلي صمدي لاظل له يمسكه، وهو يمسك الأشياء بأظلتها، لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك، ولم يكن له كفوا أحد.

84 - وباسناده إلى ابن أبي عمير عن موسى بن جعفر عليهما السلام أنه قال: واعلم أن الله تبارك وتعالى واحد أحد صمد لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك.

85 - في مجمع البيان وعن عبد خير قال: سأل رجل عليا عليه السلام عن تفسير هذه السورة، فقال: هو الله أحد بلا تأويل عدد، الصمد بلا تبعيض بدد، لم يلد فيكون موروثا هالكا، ولم يولد فيكون الها مشاركا ولم يكن له من خلقه كفوا أحد

86 - في نهج البلاغة لم يولد سبحانه فيكون في العز مشاركا، ولم يلد فيكون مورثا هالكا.

87 - وفيه لم يلد فيكون مولودا، ولم يولد فيصير محدودا، أجل عن اتخاذ الأبناء

88 - وفيه ولا كفو له فيكافيه.

89 - في أصول الكافي باسناده إلى حماد بن عمرو النصيبي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول عليه السلام في آخره لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك، ولم يكن له كفوا أحدا.

90 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " لم يلد " أي لم يحدث، وقوله: " ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " قال: لا له كفو ولا شبه ولا شريك ولا ظهير ولا معين.


1- اللمم: ضرب من الجنون. والعطاش - بالضم -: داء لا يروى صاحبه ولا يتمكن من ترك شرب الماء طويلا.

2- قال المجلسي (ره): كان الترديد من الراوي أو يكون المراد يقرأ عليه إذا لم يمكنه القراءة والأخير أظهر.

3- وفى الوافي " أبى جعفر (ع) " مكان " أبى عبد الله (ع) ".

4- يعنى سورة التوحيد وفى وجه تسميته بذلك بيان للمحدث الكاشاني (ره) في الوافي ذكره في كتاب التوحيد ج 1 صفحة 80 فراجع ان شئت.

5- أي أتيت بالمحال.

6- أي المقصود إليه.

7- للمجلسي (ره) لهذا الكلام بيان طويل راجع المصدر ج 1: 123.

8- هذا من كلام الكليني (ره).

9- الصعداء: التنفس الطويل من هم أو تعب.

10- البداوات: الآراء المختلفة، ولعله أراد به الحالات المختلفة.

11- مر الحديث بمعناه في صفحة 702.