تفسير سورة القدر
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن سيف بن عميرة عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام من قرء انا أنزلناه في ليلة القدر فجهر بها صوته كان كالشاهر سيفه في سبيل الله عز وجل، ومن قرأها سرا كان كالمتشحط بدمه في سبيل الله، ومن قرءها عشر مرات محى الله عنه ألف ذنب من ذنوبه.
2 - وفى أصول الكافي مثله الا ان في آخره ومن قرأها عشر مرات مرت له (1) على محو ألف ذنب من ذنوبه.
3 - وباسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ " انا أنزلناه في ليلة القدر " في فريضة من فرايض الله نادى مناد: يا عبد الله غفر الله لك ما مضى فاستأنف العمل.
4 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله من قرأها اعطى من الاجر كمن صام رمضان وأحيى ليلة القدر.
5 - في مهج الدعوات لابن طاوس رحمه الله انه قيل للصادق عليه السلام: بما احترست من المنصور عند دخولك عليه؟فقال: بالله وبقراءة انا أنزلناه، ثم قلت: يا الله يا الله سبعا انى أتشفع إليك بمحمد وآله صلى الله عليه وآله من أن تقلبه لي فمن ابتلى بذلك فليصنع مثل صنعي ولولا أننا نقرأها ونأمر بقرائتها شيعتنا لتخطفهم الناس ولكن هي والله لهم كهف.
6 - في كتاب طب الأئمة باسناده إلى أبى حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: شكا رجل من همدان إلى أمير المؤمنين وجع الظهر وانه يسهر الليل، فقال: ضع يدك على الموضع الذي تشتكي منه واقرأ ثلثا " وما كان لنفس ان تموت الا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين " واقرأ سبع مرات انا أنزلناه في ليلة القدر إلى آخرها فإنك تعافى من العلة إن شاء الله تعالى.
7 - وباسناده إلى بكر بن محمد الأزدي عن أبي عبد الله عليه السلام وأوصى أصحابه وأولياءه من كانت به علة فليأخذ قلة جديدة (2) وليجعل فيه الماء، وليسقى الماء بنفسه، وليقرأ على الماء سورة انا أنزلناه على الترتيل ثلاثين مرة ثم يشرب من ذلك الماء وليتوض وليمسح به.
وكلما انقص زاد فيه، فإنه لا يظهر ذلك ثلاثة أيام الا ويعافيه الله من ذلك الداء.
8 - في أصول الكافي باسناده إلى بكر بن محمد الأزدي عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في العوذة قالت: تأخذ قلة جديدة فيجعل فيها ماء ثم تقرأ عليها انا أنزلناه في ليلة القدر ثلاثين مرة، ثم تعلق ويشرب منها ويتوضأ ويزاد فيها ماء انشاء الله تعالى.
9 - في تهذيب الأحكام أبو الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان ليلة القدر وفيها يفرق كل أمر حكيم نادى مناد، تلك الليلة من بطنان العرش: ان الله تعالى قد غفر لمن اتى قبر الحسين عليه السلام في هذه الليلة.
10 - محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن يحيى قال: كنت بفيد (3) فمشيت مع علي بن بلال إلى قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: فقال لي علي بن بلال: قال لي صاحب هذا القبر عن الرضا عليه السلام: من اتى قبر أخيه المؤمن من أي ناحية يضع يده وقرأ انا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات امن من الفزع الأكبر.
11 - الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال: مررت مع أبي جعفر عليه السلام بالبقيع، فمررنا بقبر رجل من أهل الكوفة من الشيعة فقلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك هذا قبر رجل من الشيعة؟قال: فوقف عليه ثم قال اللهم ارحم غربته، وصل وحدته، وآنس وحشته، واسكن إليه من رحمتك رحمة يستغنى بها عن رحمة من سواك، والحقة من كان يتولاه، ثم قرأ انا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات.
12 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال الرضا عليه السلام: ما من عبد زار قبر مؤمن فقرأ عنده " انا أنزلناه في ليلة القدر " سبع مرات الا غفر الله له ولصاحب القبر.
13 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه فإذا كانت ليلة القدر يأمر الله تبارك وتعالى جبرئيل عليه السلام فيهبط في كبكبة من الملائكة ومعهم لواء اخضر، فيركن اللواء على ظهر الكعبة وله ستمأة جناح، منها جناحان لا ينشرهما الا في ليلة القدر فيجاوزان المشرق والمغرب ويثبت جبرئيل الملائكة في هذه الأمة فيسلمون على كل قاعد وقائم ومصل وذاكر ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر نادى جبرئيل: معشر الملائكة الرحيل الرحيل فيقولون: يا جبرئيل ما صنع الله تعالى في حوائج المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وآله فيقول: ان الله عز وجل نظر إليهم هذه الليلة فعفى عنهم وغفر لهم الا أربعة: فقيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: من هذه الأربعة؟قال: رجل مات مدمن خمر، وعاق لوالديه، وقاطع رحم، وشاجن، قيل: يا رسول الله وما الشاجن؟قال: الصارمة (4).
14 - في مجمع البيان روى عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إذا كانت ليلة القدر تنزل الملائكة الذين هم سكان سدرة المنتهى ومنهم جبرئيل، فينزل جبرئيل ومعه ألوية ينصب لواء منها على قبري، ولواء على بيت المقدس، ولواء في المسجد الحرام، ولواء على طور سيناء، ولا يدع فيها مؤمنا ولا مؤمنة الا سلم عليه الا مدمن الخمر وآكل لحم الخنزير والمتضمخ بالزعفران.
(5)
15 - وعنه صلى الله عليه وآله قال: إن الشيطان لا يخرج في هذه الليلة حتى يضئ فجرها: ولا يستطيع فيها ان ينال أحدا بخبل (6) أو داء أو ضرب من ضروب الفساد، و لا ينفذ فيه سحر ساحر.
16 - وذكر عطاء عن ابن عباس قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وآله رجل من بني إسرائيل انه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله الف شهر، فعجب من ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله عجبا شديدا وتمنى أن يكون ذلك في أمته، فقال: يا رب جعلت أمتي اقصر الناس أعمارا وأقلها أعمالا، فأعطاه الله ليلة القدر وقال: " ليلة القدر خير من الف شهر " الذي حمل الإسرائيلي السلاح في سبيل الله لك ولامتك من بعدك إلى يوم القيامة في كل رمضان.
17 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه، من قرء: " قل هو الله أحد " من قبل ان تطلع الشمس ومثلها " انا أنزلناه " ومثلها آية الكرسي منع ماله مما يخاف، من قرء " قل هو الله أحد " و " انا أنزلناه " قبل ان تطلع الشمس لم يصبه في ذلك اليوم ذنب وان جهد إبليس، إذا أراد أحدكم حاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اللهم بارك لامتي في بكورها يوم الخميس، وليقرأ إذا خرج من بيته الآيات الآخرة من آل عمران وآية الكرسي وانا أنزلناه وأم الكتاب، فان فيها قضاء الحوائج للدنيا والآخرة، إذا كسا الله مؤمنا ثوبا جديدا فليتوض وليصل ركعتين يقرأ فيهما أم الكتاب وآية الكرسي وقل هو الله أحد وانا أنزلناه في ليلة القدر، وليحمد الله الذي ستر عورته وزينه في الناس، وليكثر من قول: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، فإنه لا يعصى الله فيه، وله بكل سلك فيه ملك يقدس له و يستغفر له ويترحم عليه.
18 - في الكافي علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن غير واحد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ انا أنزلناه ثنتين وثلثين مرة في اناء جديد ورش بثوبه الجديد إذا ألبسه لم يزل يأكل في سعة وما بقي.
19 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى حكيمة عمة أبى محمد الحسن عليه السلام انها قالت امرني أبو محمد عليه السلام بالمبيت عنده ليلة ولد القائم عليه السلام، فكنت مع نرجس أم القائم عليه السلام فلم أزل ارقبها إلى وقت طلوع الفجر وهي نائمة بين يدي لا تقلب جنبا عن جنب إلى جنب، حتى إذا كان آخر الليل وقت الفجر وثبت فزعة فضممتها إلى صدري وسميت عليها فصاح إلى أبو محمد عليه السلام وقال: اقرأي عليها انا أنزلناه في ليلة القدر، فأقبلت اقرأ عليها وقلت لها: ما حالك؟قالت: ظهر بي الامر الذي أخبرك به مولاي، فأقبلت اقرأ عليها كما امرني فأجابني الجنين من بطنها يقرأ مثل ما اقرأ وسلم على قالت حكيمة: ففزعت لما سمعت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
20 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله اختار من الليالي ليلة القدر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
21 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن ربه جل جلاله أنه قال: اقرأ " انا أنزلناه " فإنها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة.
22 - وباسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبي عبد الله قال: من نام (7) في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم لم يحج تلك السنة وهي ليلة ثلث وعشرين من شهر رمضان، لان فيها تكتب وفد الحاج، وفيها يكتب الأرزاق والآجال، وما يكون من السنة إلى السنة، قال: قلت: فمن لم يكتب في ليلة القدر لم يستطع الحج؟فقال: لا، قلت: كيف يكون هذا؟قال: لست في خصومتكم من شئ هكذا الامر.
23 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى المفضل بن عمر قال ذكر أبو عبد الله عليه السلام انا أنزلناه في ليلة القدر قال: ما أبين فضلها على المشهود قال: قلت: و أي شئ فضلها؟قال: نزلت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فيها، قلت: في ليلة القدر التي نرتجيها في شهر رمضان؟قال: نعم هي ليلة قدرت فيها السماوات والأرض، و قدرت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فيها.
24 - في الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن عبدوس عن محمد بن زاوية عن أبي علي بن راشد قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: جعلت فداك انك كتبت إلى محمد بن الفرج تعلمه ان أفضل ما يقرء في الفرائض بانا أنزلناه وقل هو الله أحد، وان صدري ليضيق بقراءتهما في الفجر، فقال عليه السلام: لا يضيقن صدرك بهما فان الفضل والله فيهما.
25 - سهل بن زياد عن منصور بن العباس عن إسماعيل بن سهل قال: كتبت إلى أبى جعفر عليه السلام انى قد لزمني دين فادح (8) فكتب إلى أكثر من الاستغفار ورطب لسانك بقراءة انا أنزلناه.
26 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن سليمان عن أحمد بن الفضل أبى عمر الحذاء قال: سائت حالي فكتبت إلى أبى جعفر عليه السلام، فكتب إلى أدم قراءة " انا أرسلنا نوحا إلى قومه " قال: فقرأتها حولا فلم أر شيئا فكتبت إليه اخبره بسوء حالي وانى قد قرأت " انا أرسلنا نوحا إلى قومه " حولا كما أمرتني ولم أر شيئا؟قال: فكتب إلى قد وفى لك الحول فانتقل منها إلى قراءة انا أنزلناه قال: ففعلت فما كان الا يسيرا حتى بعث إلى أبى داود فقضى عنى ديني واجري على وعلى عيالي، ووجهني إلى البصرة في وكالة بباب كلاء (9) واجري على خمسمأة درهم، وكتبت من البصرة على يدي علي بن مهزيار إلى أبى الحسن صلوات الله عليه، انى كنت سألت أباك عن كذا وشكوت كذا وانى قد نلت الذي أحببت، فأحببت أن تخبرني يا مولاي كيف اصنع في قراءة " انا أنزلناه " اقتصر عليها وحدها في فرائضي وغيرها أم اقرأ معها غيرها؟أم لها حد أعمل به؟فوقع عليه السلام وقرأت التوقيع: لا تدع من القرآن قصيره وطويله ويجزيك من قراءة " انا أنزلناه " يومك وليلتك مأة مرة.
27 - علي بن محمد رفعه قال: الختم على طين قبر الحسين عليه السلام ان يقرأ عليه " انا أنزلناه في ليلة القدر ".
28 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمر الشامي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات ولا ارض فغرة الشهور شهر الله عز ذكره، وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر، ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان، فاستقبل الشهر بالقرآن.
29 - وباسناده إلى المسمعي انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يوصى ولده: إذا دخل شهر رمضان فاجهدوا أنفسكم فان فيه تقسم الأرزاق وتكتب الآجال، وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون إليه، وفيه ليلة، العمل فيها خير من العمل في الف شهر.
30 - وباسناده إلى أبى الورد عن أبي جعفر عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر جمعة من شعبان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس انه قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، وهو شهر رمضان الحديث.
31 - وباسناده إلى عبد الله بن عبد الله عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما حضر شهر رمضان وذلك في ثلاث بقين من شعبان قال لبلال: ناد في الناس، فجمع الناس ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس ان هذا الشهر قد خصكم الله به وحضركم وهو سيد الشهور ليلة فيه خير من الف شهر الحديث.
32 - في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: الغسل في سبعة عشر موطنا ليلة سبع وعشرة من شهر رمضان إلى قوله: وليلة ثلاث وعشرين يرجى فيها ليلة القدر.
33 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن ليلة القدر؟قال: التمسها ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين من رمضان.
34 - عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله انه ذكر شهر رمضان فقال رجل: فيه ليلة القدر يا رسول الله؟قال: نعم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
35 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نصر عن حماد عن الحلبي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا كان الرجل على عمل فليدم عليه سنة ثم يتحول عنه ان شاء إلى غيره، وذلك أن ليلة القدر تكون فيها في عامة ذلك ما شاء الله أن يكون
36 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن أبي عبد الله ومحمد ابن الحسن عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثاني عليه السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام قال: لابن العباس ان ليلة القدر في كل سنة، و انه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، ولذلك الامر ولاة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ابن عباس: من هم؟قال: انا واحد عشر من صلبي.
37 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي أبى عليه السلام: قلت لابن عباس: أنشدك هل في حكم الله جل ذكره اختلاف؟قال: فقال: لا فقلت: ما ترى في رجل ضرب رجلا أصابعه بالسيف حتى سقطت، ثم ذهب واتى رجل آخر فأطار كفه فأتى به إليك و أنت قاض كيف أنت صانع؟قال: أقول لهذا القاطع: اعطه دية كفه.
وأقول لهذا المقطوع: صالحه على ما شئت وابعث به إلى ذوي عدل، قلت.
جاء الاختلاف في حكم الله عز ذكره ونقضت القول الأول، أبى الله عز ذكره ان يحدث في خلفه شيئا من الحدود وليس تفسيره في الأرض، اقطع قاطع الكف أصلا ثم اعطه دية الأصابع هذا حكم الله ليلة ينزل فيها امره ان جحدتها بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله فأدخلك الله النار كما أعمى بصرك يوم جحدتها علي بن أبي طالب، قال: فلذلك عمى بصرى؟قال: وما علمك بذلك فوالله ان عمى بصره الا من صفقة جناح الملك، قال فاستضحكت ثم تركته يوم ذلك لسخافة عقله، ثم لقيته فقلت.
يا بن عباس ما تكلمت بصدق مثل أمس.
قال لك علي بن أبي طالب: ان ليلة القدر في كل سنة وانه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، وان لذلك الامر ولاة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: من هم؟فقال: انا واحد عشر من صلبي أئمة محدثون، فقلت: لا أراها كانت الا مع رسول الله صلى الله عليه وآله فتبدا لك الملك الذي يحدثه، فقال: كذبت يا عبد الله رأت عيناي الذي حدثك به على ولم تره عيناه ولكن وعا قلبه ووقر في سمعه ثم صفقك بجناحه فعميت، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
38 - محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: " انا أنزلناه في ليلة القدر " صدق الله عز وجل انزل القرآن في ليلة القدر إلى أن قال: ثم قال في بعض كتابه: " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة " في انا أنزلناه في ليلة القدر، وقال في بعض كتابه " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين " يقول في الآية الأولى ان محمدا حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر الله عز وجل: مضت ليلة القدر مع رسول الله صلى الله عليه وآله فهذه فتنة أصابتهم خاصة، وبها ارتدوا على أعقابهم، لأنهم ان قالوا لم تذهب فلابد أن يكون لله عز وجل فيها أمر وإذا أقروا بالامر لم يكن له من صاحب بد.
39 - في مجمع البيان جاءت الرواية عن أبي ذر أنه قال: قلت يا رسول الله ليلة القدر هي شئ يكون على عهد الأنبياء ينزل فيها فإذا قبضوا دفعت؟قال: لا بل هي إلى يوم القيامة.
40 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضيل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران انه سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: " انا أنزلناه في ليلة مباركة " قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر، الحديث وسيأتي بتمامه إن شاء الله تعالى.
41 - محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن السياري عن بعض أصحابنا عن داود بن فرقد قال: حدثني يعقوب قال: سمعت رجلا يسأل أبا عبد الله عليه السلام عن ليلة القدر؟فقال: اخبرني عن ليلة القدر كانت أو تكون في كل عام؟فقال أبو عبد الله عليه السلام: لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن.
42 - أحمد بن محمد عن علي بن الحسين عن محمد بن الوليد ومحمد بن أحمد ابن يونس بن يعقوب عن علي بن عيسى القماط عن عمه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أرى رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه بنى أمية يصعدون على منبره من بعده ويضلون الناس عن الصراط القهقرى، فأصبح كئيبا حزينا قال: فهبط عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا رسول الله مالي أراك كئيبا حزينا؟قال: يا جبرئيل انى رأيت بنى أمية في ليلتي هذه يصعدون منبرى من بعدى يضلون الناس عن الصراط القهقرى، فقال: والذي بعثك بالحق نبيا انى ما اطلعت عليه، فعرج إلى السماء فلم يلبث أن نزل بآي من القرآن يؤنسه بها قال: " أفرأيت ان متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون " وانزل عليه انا أنزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر جعل الله تعالى ليلة القدر لنبيه عليه السلام خيرا من ألف شهر ملك بنى أمية.
43 - في روضة الكافي سهل بن زياد عن محمد بن عبد الحميد عن يونس عن علي بن عيسى القماط عن عمه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: هبط جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول الله كئيب حزين فقال: يا رسول الله مالي أراك كئيبا حزينا؟فقال: انى رأيت الليلة رؤيا قال: وما الذي رأيت؟قال: رأيت بنى أمية يصعدون المنابر وينزلون منها؟قال: والذي بعثك بالحق نبيا ما علمت بشئ من هذا و صعد جبرئيل إلى السماء ثم أهبطه الله جل ذكره بآي من القرآن يعزيه (10) بها قوله: " أفرأيت ان متعناهم سنين * ثم جائهم ما كانوا يوعدون * ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون " وأنزل الله جل ذكره " انا أنزلناه في ليلة القدر * وما ادراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من الف شهر " للقوم فجعل الله ليلة القدر لرسوله خير من ألف شهر.
44 - في سند الصحيفة السجادية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أبى حدثني عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله أخذته نعسة وهو على منبره فرأى في منامه رجالا ينزون على منبره نزو القردة (11) يردون الناس على أعقابهم القهقرى فاستوى رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا والحزن يعرف في وجهه، فأتاه جبرئيل عليه السلام بهذه الآية " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا " يعنى بنى أمية قال: يا جبرئيل أعلى عهدي يكونون وفى زمني؟قال: لا ولكن تدور رحى الاسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشرا، ثم تدور رحى الاسلام على رأس خمس وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمسا، ثم لابد من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها ثم ملك الفراعنة، قال: وأنزل الله تعالى في ذلك " انا أنزلناه في ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر " يملكها بنو أمية ليس فيها ليلة القدر، قال: فاطلع الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله ان بنى أمية تملك سلطان هذه الأمة، وملكها طول هذه المدة، فلو طاولتهم الجبال لطالوا عليها حتى يأذن الله تعالى بزوال ملكهم، وهم في ذلك يستشعرون عداوتنا أهل البيت وبغضنا أخبر الله نبيه بما يلقى أهل بيت محمد وأهل مودتهم وشيعتهم منهم في أيامهم وملكهم.
45 - في مجمع البيان وذكر عطاء عن ابن عباس قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله رجل من بني إسرائيل انه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر فعجب من ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله عجبا شديدا وتمنى أن يكون ذلك في أمته، فقال: يا رب جعلت أمتي أقصر الناس أعمارا وأقلها أعمالا، فأعطاه الله ليلة القدر وقال: " ليلة القدر خير من ألف شهر " الذي حمل الإسرائيلي السلاح في سبيل الله لك ولامتك من بعدك إلى يوم القيامة في كل رمضان.
46 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي ره عن الحسن بن علي عليهما السلام حديث طويل يقول فيه لمعاوية ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إذا بلغ ولد الوزغ ثلاثين رجلا أخذوا مال الله بينهم دولا، وعباده خولا وكتابه دخلا (12) فإذا بلغوا ثلاثمائة وعشرا حقت اللعنة عليهم ولهم، فإذا بلغوا أربعمائة، وخمسة وسبعين كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة (13) فأقبل الحكم بن أبي العاص وهم في ذلك الذكر والكلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: احفظوا أصواتكم فان الوزغ تسمع، وذلك حين رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله ومن يملك بعده منهم هذه الأمة يعنى في المقام، فساء ذلك وشق عليه، فأنزل الله عز وجل (14) في كتابه " ليلة القدر خير من الف شهر " فاشهد لكم واشهد عليكم ما سلطانكم بعد قتل على الألف شهر التي اجلها الله عز وجل في كتابه.
47 - في الكافي أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن علامة ليلة القدر؟فقال: علامتها أن تطيب ريحها، وإن كانت في برد دفئت (15) وإن كانت في حر بردت فطابت.
48 - في مجمع البيان وروى الحسن عن النبي صلى الله عليه وآله قال في ليلة القدر: انها ليلة سمحة لا حارة ولا باردة، تطلع الشمس في صبيحتها ليس لها شعاع.
49 - في أصول الكافي وعن أبي جعفر عليه السلام قال: لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الدنيا إلى قوله: قال: وقال رجل لأبي جعفر عليه السلام: يا بن رسول الله لا تغضب قال: ولا اغضب، قال: أرأيت قولك في ليلة القدر إلى قوله: قال السائل: يا بن رسول الله كيف اعرف ان ليلة القدر تكون في كل سنة؟قال: اتى شهر رمضان فاقرأ سورة الدخان في كل ليلة مأة مرة، فإذا أتت ليلة ثلاث وعشرين فإنك ناظر إلى تصديق الذي سألت عنه.
50 - محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: انا أنزلناه في ليلة القدر صدق الله عز وجل انزل القرآن في ليلة القدر الحديث ستسمع تمامه إن شاء الله.
51 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن محمد عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما قبض أمير المؤمنين عليه السلام: قام الحسن بن علي في مسجد الكوفة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: أيها الناس انه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الأولون و لا يدركه الآخرون، والله لقد قبض في ليلة التي قبض فيها وصى موسى يوشع بن نون، والليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم، والليلة التي نزل فيها القرآن، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
52 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
53 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله عن محمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثم نزل في طول عشرين سنة، ثم قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: انزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
54 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمرو الشامي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض فغرة الشهور شهر الله عز ذكره وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر، ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان، فاستقبل الشهر بالقرآن.
55 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم ابن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أنزلت التورية في ست مضت من شهر رمضان، ونزل الإنجيل في اثنى عشر ليلة مضت من.
شهر رمضان، ونزل الزبور في ليلة ثماني عشر مضت من شهر رمضان، ونزل القرآن في ليلة القدر.
56 - وباسناده إلى حمران انه سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: " انا أنزلناه في ليلة مباركة " قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر فلم ينزل القرآن الا في ليلة القدر.
57 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن ليلة القدر؟قال: التمسها ليلة إحدى وعشرين أو ليلة ثلاث وعشرين.
58 - أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن علي بن أبي حمزة الثمالي قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له أبو بصير: جعلت فداك الليلة التي يرجى فيها ما يرجى؟فقال: في إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين قال: فإن لم أقو على كلتيهما فقال: ما أيسر ليلتين فيما تطلب، قلت: فربما رأينا الهلال عندنا وجاءنا من يخبرنا بخلاف ذلك من أرض أخرى، فقال: ما أيسر أربع ليال تطلبها فيها قلت: جعلت فداك ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجهني (16) فقال: ان ذلك ليقال، فقلت: جعلت فداك ان سليمان بن خالد روى في تسع عشرة يكتب وفد الحاج فقال لي: يا أبا محمد وفد الحاج يكتب في ليلة القدر والمنايا والبلايا والأرزاق وما يكون إلى مثلها في قابل فاطلبها في ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وصل في كل واحدة منهما مأة ركعة واحيهما ان استطعت إلى النور (17) واغتسل فيهما قال: قلت: فإن لم أقدر على ذلك وانا قائم؟قال: فصل وأنت جالس، قال: قلت: فإن لم أستطع قال: فعلى فراشك لا عليك أن تكتحل أول الليل بشئ من النوم، ان أبواب السماء تفتح في رمضان وتصفد (18) الشياطين، وتقبل أعمال المؤمنين، نعم الشهر رمضان، كان يسمى على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله المرزوق.
59 - وباسناده إلى حمران انه سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: " انا أنزلناه في ليلة مباركة " قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر.
60 - محمد بن يحيى عن أحمد محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل: وغسل ليلة إحدى وعشرين وغسل ليلة ثلاث وعشرين سنة لا تتركها، فإنه يرجى في إحديهن ليلة القدر.
61 - محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن إسحاق بن عمار قال: سمعته يقول وناس يسألونه، يقولون: الأرزاق تقسم ليلة النصف من شعبان؟قال: فقال: لا والله ما ذلك الا في ليلة تسعة عشر من شهر رمضان، واحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، فان في تسعة عشر يلتقى الجمعان، وفى ليلة إحدى وعشرين يفرق كل أمر حكيم، وفى ليلة ثلاث وعشرين يمضى ما أراد الله تعالى من ذلك، وهي ليلة القدر التي قال الله تعالى " خير من ألف شهر " قال: قلت: ما معنى قوله: يلتقى الجمعان؟قال: يجمع الله فيها ما أراد من تقديمه وتأخيره وارادته وقضائه، قال: قلت: فما معنى يمضيه في ثلاث وعشرين؟قال: إنه يفرقه في ليلة إحدى وعشرين امضاؤه، ويكون له فيه البداء، فإذا كانت ليلة ثلاث و عشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذي لا يبدو له فيه تبارك وتعالى.
62 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ابن بكير عن زرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: التقدير في ليلة القدر تسعة عشر والابرام في ليلة إحدى وعشرين، والامضاء في ليلة ثلاث وعشرين.
63 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن فضال عن أبي جميلة عن رفاعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ليلة القدر هي أول السنة وهي آخرها (19).
64 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن ربيع المسلى وزياد ابن أبي الحلال ذكراه عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في تسعة عشر من شهر رمضان التقدير، وفى ليلة إحدى وعشرين القضاء، وفى ليلة ثلاث وعشرين ابرام ما يكون في السنة إلى مثلها لله جل ثناؤه وسيفعل ما يشاء في خلقه.
65 - أحمد بن محمد عن علي بن الحسين عن محمد بن عيسى عن أيوب بن يقطين أو غيره منهم عليهم السلام دعاء العشر الأواخر تقول في الليلة الأولى إلى أن قال: و تقول في الليلة الثالثة يا رب ليلة القدر وجاعلها خيرا من ألف شهر ورب الليل و النهار، الدعاء.
66 - في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن حمران عن سفيان بن السمط قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الليالي التي يرجى فيها من شهر رمضان؟فقال: تسع عشرة واحدى وعشرين وثلاث وعشرين، قلت: فان أخذت انسانا الفترة أو علة ما المعتمد عليه من ذلك؟فقال: ثلاث وعشرين.
67 - وفى رواية عبد الله بن بكير عن زرارة عن أحدهما عليه السلام قال: سألته عن الليالي التي يستحب فيها الغسل في شهر رمضان؟فقال: ليلة تسع عشرة وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وقال: ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة الجهني وحديثه أنه قال لرسول صلى الله عليه وآله: ان منزلي ناء عن المدينة، فمرني بليلة ادخل فيها فأمره بليلة ثلاث وعشرين قال: مصنف هذا الكتاب رحمه الله: واسم الجهني عبد الله بن أنيس الأنصاري.
انتهى.
68 - في أصول الكافي عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: يا بن رسول الله كيف اعرف ان ليلة القدر تكون في كل سنة؟قال: إذا اتى شهر رمضان فاقرء سورة الدخان في كل ليلة مأة مرة، فإذا أتت ليلة ثلاث وعشرين فإنك ناظر إلى تصديق الذي سألت عنه.
69 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من نام في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم لم يحج تلك السنة، وهي ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، الحديث وستقف عليه بتمامه إن شاء الله.
70 - في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن زرارة عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن ليلة القدر؟قال: في ليلتين ليلة ثلاث وعشرين واحدى وعشرين، فقلت: أفرد لي إحديهما فقال: وما عليك ان تعمل في ليلتين هي إحديهما.
71 - وعن شهاب بن عبد ربه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام اخبرني بليلة القدر فقال: ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين.
72 - وعن حماد بن عثمان عن حسان بن أبي على قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ليلة القدر، قال: اطلبها في تسع عشرة واحدى وعشرين وثلاث وعشرين
73 - وقيل إنها ليلة سبع وعشرين عن أبي بن كعب وعايشة وروى عن ابن عباس وابن عمر قال ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تحروها ليلة سبع وعشرين.
74 - وعن زربن حبيش قال: قلت لأبي يا أبا المنذر من أين علمت أنها ليلة سبع وعشرين؟قال: بالآية التي أنبأ بها رسول الله صلى الله عليه وآله قال: تطلع الشمس غداتئذ كأنها طشت ليس لها شعاع.
75 - وروى عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: التمسوها في العشر الأواخر في تسع بقين أو سبع بقين أو خمسين بقين أو ثلاث بقين أو آخر ليلة.
76 - وروى أنها ليلة الفرقان في صبيحتها التقى الجمعان وروى مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وآله قال: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان.
77 - قال أبو سعيد الخدري: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها، ورأيتني اسجد في ماء وطين فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر قال: فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وآله انصرف وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة إحدى وعشرين أورده البخاري في الصحيح.
78 - وعن علي عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وآله كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان.
79 - عن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله: انى رأيت في النوم كان ليلة القدر هي ليلة سابعة تبقى؟فقال صلى الله عليه وآله: أرى رؤياكم قد تواطأت على ثلاث وعشرين، فمن كان منكم يريد أن يقوم من الشهر شيئا فليقم ثلاث وعشرين وعن عمر بن الخطاب أنه قال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: قد علمتم ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال في ليلة القدر: اطلبوها في العشر الأواخر وترا.
80 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أتدري ما معنى ليلة القدر؟فقلت: لا يا رسول الله، فقال: ان الله تبارك وتعالى قدر فيها ما هو كائن إلى يوم القيامة، فكان فيما قدر عز وجل ولايتك وولاية الأئمة من ولدك إلى يوم القيامة.
81 - وباسناده إلى المفضل بن عمر قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام " انا أنزلناه في ليلة القدر " قال: ما أبين فضلها على الشهور، قال قلت: وأي شئ فضلها؟قال نزلت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فيها، قلت في ليلة القدر التي ترتجيها في شهر رمضان؟قال نعم هي ليلة القدر قدرت فيها السماوات والأرض، وقدرت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فيها.
82 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي قال سليمان للرضا: ألا تخبرني عن " انا أنزلناه في ليلة القدر " في أي شئ نزلت؟قال: يا سليمان ليلة القدر يقدر الله عز وجل فيها ما يكون من السنة إلى السنة، من حياة أو موت أو خير أو شر أو رزق، فما قدره في تلك الليلة فهو من المحتوم، قال سليمان: الآن فهمت جعلت فداك.
83 - وفى باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من الرضا عليه السلام فان قيل: فلم جعل الصوم في شهر رمضان دون ساير الشهور؟قيل: لان شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن وفيه فرق بين الحق و الباطل كما قال الله عز وجل: شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى والفرقان وفيه نبئ محمد صلى الله عليه وآله وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفيها يفرق كل أمر حكيم، وهو رأس السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة أو رزق أو أجل ولذلك سميت ليلة القدر.
84 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران انه سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: " انا أنزلناه في ليلة مباركة " قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر، فلم ينزل القرآن الا في ليلة القدر، قال الله تعالى: " فيها يفرق كل أمر حكيم " قال: يقدر في ليلة القدر كل شئ يكون في تلك السنة (الليلة خ ل) إلى مثلها من قابل، خير وشر وطاعة ومعصية ومولود وأجل ورزق، فما قدر في تلك السنة وقضى فهو المحتوم ولله تعالى فيه المشية، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وستقف على تمامه إن شاء الله تعالى عند قوله عز وجل: " ليلة القدر خير من الف شهر.
"
85 - أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: وسأل عن ليلة القدر؟فقال: تنزل فيها الملائكة والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون في أمر السنة وما وما يصيب العباد، وأمره عنده موقوف وفيه المشية، فيقدم ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء و يمحو ويثبت وعنده أم الكتاب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
86 - في تفسير علي بن إبراهيم أبى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان ليلة القدر نزلت الملائكة و الروح والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون من قضاء الله تبارك وتعالى في تلك السنة، فإذا أراد الله ان يقدم شيئا أو يؤخره أو ينقص أمر الملك أن يمحو ما شاء، ثم أثبت الذي أراد قلت: وكل شئ هو عنده ومثبت في كتاب؟قال: نعم قلت: فأي شئ يكون بعده؟قال: سبحان الله ثم يحدث الله أيضا ما يشاء تبارك وتعالى.
87 - أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: " ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها " قال: إن عند الله كتبا موقوفة يقدم منها ما يشاء ويؤخر، فإذا كان ليلة القدر أنزل الله فيها كل شئ يكون إلى مثلها، فذلك قوله عز وجل: " ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها " إذا أنزله وكتبه كتاب السماوات، وهو الذي لا يؤخره.
88 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من نام في الليلة التي يفرق كل أمر حكيم لم يحج تلك السنة، وهي ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان.
لان فيها يكتب وفد الحاج و فيها تكتب الأرزاق والآجال وما يكون من السنة إلى السنة قال: قلت: فمن لم يكتب في ليلة القدر لم يستطع الحج؟فقال: لا، فقلت: كيف يكون هذا؟قال: لست في خصومتكم في شئ، هذا الامر.
89 - في أصول الكافي محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: قال أبو عبد الله: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: " انا أنزلناه في ليلة القدر " صدق الله عز وجل أنزل القرآن في ليلة القدر " وما ادراك ما ليلة القدر " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا أدرى قال الله عز وجل ليلة القدر خير من الف شهر ليس فيها ليلة القدر.
90 - في الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحاق بن عمار عن المسمعي انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يوصى ولده إذا دخل شهر رمضان فاجهدوا أنفسكم فان فيه تقسم الأرزاق وتكتب الآجال، وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون إليه، وفيه ليلة، العمل فيها خير من العمل في الف شهر.
91 - وباسناده إلى أبى الورد عن أبي جعفر عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله الناس في آخر جمعة من شعبان، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من الف شهر، وهو شهر رمضان، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
92 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد الله عليه السلام قالوا: قال له بعض أصحابنا - قال: ولا اعلمه الا سعيد السمان - كيف تكون ليلة القدر خير من الف شهر؟قال: العمل فيها خير من العمل في الف شهر ليس فيها ليلة القدر.
93 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: " ليلة القدر خير من ألف شهر " أي شئ عنى بذلك؟فقال: العمل الصالح فيها من الصلاة والزكاة وأنواع الخير خير من العمل في الف شهر ليس فيها ليلة القدر، ولولا ما يضاعف الله تبارك وتعالى للمؤمنين ما بلغوا ولكن الله يضاعف لهم الحسنات.
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
94 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " ليلة القدر خير من ألف شهر " قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وآله كأن قرودا تصعد منبره فغمه ذلك، فأنزل الله سورة القدر " انا أنزلناه في ليلة القدر * وما ادراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من الف شهر " تملكه بنو أمية ليس فيها ليلة القدر.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم فيما نقلنا عن الكافي وعن سند الصحيفة السجادية، وعن مجمع البيان، وعن كتاب الاحتجاج لبيان سبب النزول ما فيه بيان لقوله عز وجل: " ليلة القدر خير من ألف شهر " فليراجع فهو مسطور سابقا على هذا الترتيب.
95 - في أصول الكافي وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي عليه السلام كثيرا ما يقول: اجتمع التيمي والعدي عند رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقرأ " انا أنزلناه " بتخشع وبكاء، فيقولان: ما أشد دقتك لهذه السورة؟فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله لما رأت عيني ووعى قلبي ولما يرى قلب هذا من بعدى، فيقولان: وما الذي رأيت؟قال: فيكتب لهما في التراب تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر قال: ثم يقول هل بقي شئ بعد قوله عز وجل: " كل أمر "؟فيقولان: لا فيقول: هل تعلمان من المنزل إليه بذلك؟فيقولان: أنت يا رسول الله، فيقول نعم فيقول هل تكون ليلة القدر من بعدى؟فيقولان: نعم قال فيقول: فهل ينزل ذلك الامر فيها؟فيقولان نعم قال: فيقول: إلى من؟فيقولان: لا ندري فيأخذ برأسي ويقول إن لم تدريا فادريا، هو هذا من بعدى، قال: فإن كان ليعرفان تلك الليلة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله من شدة ما يداخلهما من الرعب.
96 - محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: وذكر كلاما طويلا بين الياس والباقر عليهما السلام وفى أثنائه قال الياس للباقر عليه السلام: ما سألتك عن امرك وبي منه جهالة غير انى أحببت أن يكون هذا الحديث قوة لأصحابك وسأخبرك بآية أنت تعرفها ان خاصموا بها فلجوا (20) قال: فقال له أبى ان شئت أخبرتك بها! قال: قد شئت قال: إن شيعتنا ان قالوا لأهل الخلاف لنا: ان الله عز وجل يقول لرسوله صلى الله عليه وآله انا أنزلناه في ليلة القدر إلى آخرها فهل كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعلم من العلم شيئا لا يعلمه في تلك الليلة أو يأتيه به جبرئيل عليه السلام في غيرها؟فإنهم سيقولون: لا فقل لهم: فهل كان لما علم بد من أن يظهر؟فيقولون: لا، فقل لهم: فهل كان فيما أظهر رسول الله صلى الله عليه وآله من علم الله عز ذكره اختلاف؟فان قالوا: لا فقل لهم فمن حكم بحكم الله فيه اختلاف فهل خالف رسول الله صلى الله عليه وآله؟فيقولون: نعم، فان قالوا: لا، فقد نقضوا أول كلامهم، فقل لهم: ما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم، فان قالوا: من الراسخون في العلم؟فقل: من لا يختلف في علمه فان قالوا: فمن هو ذاك؟فقل: كان رسول الله صلى الله عليه وآله صاحب ذلك، فهل بلغ أولا؟فان قالوا: قد بلغ فقل: فهل مات صلى الله عليه وآله والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف؟فان قالوا: لا فقل: ان خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله مؤيد ولا يستخلف رسول الله صلى الله عليه وآله الا من يحكم بحكمه، والا من يكون مثله الا النبوة، و إن كان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع من أصلاب الرجال ممن يكون بعده، فان قالوا لك: فان علم رسول الله صلى الله عليه وآله كان من القرآن، فقل: " حم والكتاب المبين، انا أنزلناه في ليلة القدر " إلى قوله: " انا كنا مرسلين " فان قالوا لك لا يرسل الله عز وجل الا إلى نبي فقل: هذا الامر الحكيم الذي يفرق فيه هو من الملائكة والروح التي تنزل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى أرض، فان قالوا: من سماء إلى سماء فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية، فان قالوا: من سماء إلى أرض وأهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك، فقل: فهل لهم بد من سيد يتحاكمون إليه؟فان قالوا: فان الخليفة هو حكمهم، فقل: " الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " إلى قوله " خالدون " ولعمري ما في الأرض ولا في السماء ولى لله عز ذكره الا وهو مؤيد، ومن أيد لم يخط وما في الأرض عدو لله عز ذكره الا وهو مخذول ومن خذل لم يصب، كما أن الامر لابد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض، كذلك لابد من وال، فان قالوا: لا نعرف هذا فقل: قولوا: ما أحببتم، أبى الله عز وجل بعد محمد أن يترك العباد ولا حجة عليهم (21)
97 - وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: قال الله عز وجل: في ليلة القدر: " فيها يفرق كل أمر حكيم " يقول: ينزل فيها كل أمر حكيم، والمحكم ليس بشيئين انما هو شئ واحد فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عز وجل و من حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنه مصيب قد حكم بحكم الطاغوت، انه لينزل في ليلة القدر إلى ولى الامر تفسير الأمور سنة سنة، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا و كذا، وفى أمر الناس بكذا وكذا، وانه ليحدث لولى الامر سوى ذلك كل يوم علم الله عز ذكره الخاص والمكنون العجيب المخزون، مثل ما ينزل في تلك الليلة من الامر، ثم قرأ: " ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفذت كلمات الله ان الله عزيز حكيم.
"
98 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليه يقول: " انا أنزلناه في ليلة القدر " صدق الله عز وجل أنزل القرآن في ليلة القدر: و ما ادراك ما ليلة القدر " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا أدرى قال الله عز وجل: " ليلة القدر خير من الف شهر " ليس فيها ليلة القدر قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: وهل تدرى لم هي خير من الف شهر؟قال لا قال: لأنها تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر وإذا اذن الله عز وجل بشئ فقد رضيه إلى قوله ثم قال في بعض كتابه " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة " في " انا أنزلناه في ليلة القدر " وقال في بعض كتابه: " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين " يقول في الآية الأولى: ان محمد حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر الله عز وجل: مضت ليلة القدر مع رسول الله صلى الله عليه وآله فهذه فتنة أصابتهم خاصة وبها ارتدوا على أعقابهم، لأنهم ان قالوا: لم تذهب فلا بد أن يكون لله عز وجل فيها أمر، وإذا أقروا بالامر لم يكن له من صاحب بد.
99 - وعن أبي جعفر عليه السلام قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة انا أنزلناه تفلحوا، فوالله انها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وانها لسيدة دينكم، وانها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا " بحم والكتاب، انا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين " فإنها لولاة الامر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.
100 - وعن أبي جعفر عليه السلام قال: لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الله الدنيا، ولقد خلق فيها أول نبي يكون وأول وصى يكون، ولقد قضى أن يكون في كل سنة يهبط فيها بتفسير الأمور إلى مثلها من السنة المقبلة، من جحد ذلك فقد رد على الله عز وجل علمه لأنه لا يقوم الأنبياء والرسل والمحدثون الا أن تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة من الحجة التي يأتيهم بها جبرئيل عليه السلام قلت: والمحدثون أيضا يأتيهم جبرئيل أو غيره من الملائكة عليهم السلام، قال: اما الأنبياء والرسل صلى الله عليهم فلا شك ولابد لمن سواهم من أول يوم خلقت فيه الأرض إلى آخر فناء الدنيا أن تكون على وجه الأرض حجة ينزل ذلك في تلك الليلة إلى من أحب من عباده، وأيم الله لقد نزل الروح والملائكة بالامر في ليلة القدر على آدم، وأيم الله ما مات آدم الا وله وصى وكل من بعد آدم من الأنبياء قد اتاه الامر فيها، ووضع لوصيه من بعده، وأيم الله إن كان النبي ليؤمر فيما يأتيه من الامر في تلك الليلة من آدم إلى محمد صلى الله عليه وآله ان أوص إلى فلان، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: فضل ايمان المؤمن بحمله " انا أنزلناه " وبتفسيرها على من ليس مثله في الايمان بها، كفضل الانسان على البهائم وان الله عز وجل ليدفع بالمؤمنين بها على الجاحدين لها في الدنيا لكمال عذاب الآخرة لمن علم أنه لا يتوب منهم ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين، ولا اعلم أن في هذا الزمان جهاد الا الحج والعمرة والجوار.
101 - قال: وقال رجل لأبي جعفر عليه السلام: يا بن رسول الله لا تغضب على قال: لماذا؟قال: لما أريد ان أسئلك عنه، قال: قل، قال: ولا تغضب؟قال ولا اغضب قال: أريت قولك في ليلة القدر: وتنزل الملائكة والروح فيها إلى الأوصياء يأتونهم بأمر لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله قد علمه، أو يأتونهم بأمر كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعلمه وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله مات وليس شئ من علمه الا وعلي عليه السلام له واع؟قال أبو جعفر عليه السلام: مالي ولك أيها الرجل ومن أدخلك على؟قال: أدخلني عليك القضاء لطلب الدين قال: فافهم ما أقول لك ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما اسرى به لم يهبط حتى اعلمه الله جل ذكره ما قد كان وما سيكون، وكان كثير من علمه ذلك جملا يأتي تفسيرها في ليلة القدر، وكذلك كان علي بن أبي طالب عليه السلام قد علم جمل العلم وباقي تفسيره في ليالي القدر كما كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله قال السائل: أو ما كان في الجمل تفسير قال بلى ولكنه انما يأتي بالامر من الله تعالى في ليالي القدر إلى النبي صلى الله عليه وآله و إلى الأوصياء افعل كذا وكذا، لأمر قد كانوا علموه، أمروا كيف يعملون فيه؟قلت: فسر لي هذا، قال: لم يمت رسول الله صلى الله عليه وآله الا حافظا لجملة العلم وتفسيره قلت: فالذي كان يأتيه في ليالي القدر علم ما هو؟قال: الامر واليسر فيما كان قد علم، قال السائل: فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوى ما علموا؟قال: هذا مما قد أمروا بكتمانه، ولا يعلم تفسير ما سئلت عنه الا الله عز وجل، قال السائل: فهل يعلم، الأوصياء ما لم يعلم الأنبياء؟قال: لا وكيف يعلم وصى غير علم ما أوصى الله إليه؟قال السائل: فهل يسعنا ان نقول إن أحدا من الوصاة يعلم ما لم يعلم الاخر؟قال: لا لم يمت نبي الا وعلمه في جوف وصيه، وانما تنزل الملائكة والروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد، قال السائل: وما كان علموا ذلك الحكم؟قال: بلى قد علموه ولكنهم لا يستطيعون امضاء شئ منه حتى يؤمروا في ليالي القدر: يصنعون إلى السنة المقبلة، قال السائل: يا أبا جعفر لا أستطيع انكار هذا.
قال أبو جعفر عليه السلام: من أنكره فليس منا في شئ، قال السائل: يا أبا جعفر أرأيت النبي صلى الله عليه وآله هل كان يأتيه في ليالي القدر شئ لم يكن علمه؟قال: لا يحل لك ان تسأل عن هذا، اما علم ما كان وما سيكون فليس يموت نبي ولا وصى الا والوصي الذي بعده يعلمه اما هذا العلم الذي تسأل عنه، فان الله عز وعلا أبى ان يطلع الأوصياء عليه الا أنفسهم.
102 - وقال: أبو جعفر عليه السلام: لما ترون من بعثه الله عز وجل: للشقاء على أهل الضلالة من أجناد الشياطين وأرواحهم أكثر مما ترون مع خليفة الله الذي بعثه للعدل والثواب من الملائكة، قيل: يا أبا جعفر وكيف يكون شئ أكثر من الملائكة قال كما شاء الله عز وجل، قال السائل: يا أبا جعفر انى لو حدثت بعض الشيعة بهذا الحديث لانكروه؟قال: وكيف ينكروه قال: يقولون إن الملائكة عليهم السلام أكثر من الشياطين؟قال صدقت افهم عنى ما أقول، انه ليس من يوم ولا ليلة الا وجميع الجن والشياطين يزورون أئمة الضلال وتزور امام الهدى عددهم من الملائكة حتى إذا أتت ليلة القدر، فهبط فيها من الملائكة إلى ولى الامر خلق الله - أو قال قبض الله - عز وجل من الشياطين بعددهم ثم زاروا ولى الضلالة فأتوه بالإفك والكذب حتى لعله يصبح، فيقول: رأيت كذا وكذا، فلو سأل ولى الامر عن ذلك لقال: رأيت شيطانا أخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيرا ويعلمه الضلالة التي هو عليها، وأيم الله ان من صدق بليلة القدر ليعلم انها لنا خاصة، لقول رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام حين دنا موته: هذا وليكم من بعدى، فان أطعتموه رشدتم ولكن من لا يؤمن بما في ليلة القدر منكر.
ومن آمن بليلة القدر ممن على غير رأينا فإنه لا يسعه في الصدق الا أن يقول إنها لنا، ومن لم يقل فإنه كاذب، ان الله عز وجل أعظم من أن ينزل الامر مع الروح والملائكة إلى كافر فاسق، فان قال: إنه ينزل إلى الخليفة الذي هو عليها فليس قولهم ذلك بشئ وان قالوا: إنه ليس ينزل إلى أحد فلا يكون ينزل شئ إلى غير شئ، وان قالوا: وسيقولون ليس هذا بشئ فقد ضلوا ضلالا بعيدا.
وفى الحديث كلام يسير حذفناه لعدم مسيس الحاجة إليه
103 - محمد بن الحسن عن محمد بن أسلم عن علي بن أبي حمزة عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: مامن ملك يهبطه الله في أمر ما يهبطه الا بدأ بالامام فعرض ذلك عليه وان مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الامر.
104 - علي بن محمد عن عبد الله بن إسحاق العلوي عن محمد بن زيد الرزامي عن محمد بن سليمان الديلمي عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفيه قلت: جعلت فداك الروح ليس هو جبرئيل؟قال: الروح أعظم من جبرئيل، ان جبرئيل عليه السلام من الملائكة وان الروح هو خلق أعظم من الملائكة عليهم السلام، أليس يقول الله تبارك وتعالى تنزل الملائكة والروح قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم فيما نقلنا عن كتاب معاني الأخبار في بيان معنى ليلة القدر، ثم ما نقلناه عن عيون الأخبار، وعن الكافي، وعن تفسير علي بن إبراهيم، وعن كتاب علل الشرايع، ما فيه بيان لقوله عز وجل: " تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر " فليراجع وهو مسطور سابقا بهذا الترتيب.
105 - في بصائر الدرجات إبراهيم بن هاشم عن أبي عمير الهمداني عن يونس عن داود بن فرقد عن أبي المهاجر عن أبي الهذيل عن أبي جعفر قال: قال يا أبا هذيل انا لا نخفى علينا ليلة القدر، ان الملائكة يطوفون بنا فيها.
106 - أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد بن النضر بن سويد عن الحسن بن موسى عن سعيد بن يسار قال: كنت عند المعلى بن خنيس إذ جاء رسول أبى عبد الله عليه السلام فقلت له: سله عن ليلة القدر.
فلما رجع قلت: سألته؟قال: نعم فأخبرني بما أردت وما لم أرد فقال: ان الله يقضى فيها مقادير تلك السنة ثم يقذف به إلى الأرض فقلت: إلى من؟قال: إلى من ترى يا عاجز - أو يا ضعيف -.
107 - عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن نطفة الامام من الجنة، وإذا وقع من بطن أمه إلى الأرض وقع وهو واضع يده على الأرض رافع رأسه إلى السماء، قلت جعلت فداك ولم ذاك؟قال: لان مناديا يناديه من جو السماء من بطنان العرش من الأفق الاعلى: يا فلان بن فلان ثبت فإنك صوتي من خلقي وعيبة علمي لك ولمن تولاك أوجبت رحمتي، ومنحت جناني وأحللت جواري، ثم وعزتي وجلالي لأصلين من عاداك أشد عذابي وان أوسعت عليهم في دنياي من سعة رزقي، قال: فإذا انقضى صوت المنادى اجابه هو: شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، فإذا قالها أعطاه العلم الأول والعلم الاخر، واستحق زيادة الروح في ليلة القدر.
108 - الحسن بن أحمد بن محمد عن أبيه عن الحسن بن عباس بن جريش انه عرضه على أبى جعفر عليه السلام فأقر به.
قال: وقال أبو عبد الله عليه السلام: ان القلب الذي يعاين ما ينزل في ليلة القدر لعظيم الشأن، قيل: وكيف ذاك يا أبا عبد الله؟قال: يشق والله بطن ذلك الرجل ثم يؤخذ قلبه ويكتب عليه بمداد النور ذلك العلم، ثم يكون القلب مصحفا للبصر ويكون الاذن واعية للبصر، ويكون اللسان مترجما للاذن، إذا أراد ذلك الرجل علم شئ نظر ببصره وقلبه فكأنه تنظر في كتاب، فقلت له بعد ذلك، فكيف العلم في غيرها أيشق القلب فيه أم لا؟قال: لا يشق ولكن الله يلهم ذلك الرجل بالقذف في القلب حتى يخيل إلى الاذن انه تكلم بما شاء الله من علمه والله واسع عليم.
109 - عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن عبد الله عن يونس عن عمرو بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أرأيت من لم يقر بما يأتكم في ليلة القدر كما ذكرت ولم يجحده؟قال: إذا قامت عليه الحجة ممن يثق به في علمنا فلم يثق به فهو كافر، واما من لم يسمع ذلك فهو في عذر حتى يسمع، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين.
110 - وفيه بعدان قال الحسن بن أحمد عن أحمد بن محمد عن العباس بن جريش عن أبي جعفر عليه السلام: وبهذا الاسناد قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله هبط جبرئيل ومعه الملائكة والروح الذي كانوا يهبطون في ليلة القدر، قال: ففتح لأمير المؤمنين عليه السلام بصره، فرآهم في منتهى السماوات إلى الأرض يغسلون النبي صلى الله عليه وآله معه ويصلون عليه ويحفرون له والله ما حفر له غيرهم حتى إذا وضع في قبره نزلوا فوضعوه، فتكلم وفتح لأمير المؤمنين عليه السلام فسمعه يوصيهم، فبكى وسمعهم يقولون لا يألونه جهدا وانما هو صاحبنا بعدك الا انه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه، قال.
فلما مات أمير المؤمنين رأى الحسن و الحسين عليهما السلام مثل الذي كان رأى ورأيا النبي صلى الله عليه وآله أيضا يعين الملائكة مثل الذي صنعه بالنبي حتى إذا مات الحسن رأى منه الحسين مثل ذلك، ورأى النبي وعليا يعينان الملائكة حتى إذا مات الحسين رأى علي بن الحسين منه مثل ذلك، ورأى النبي صلى الله عليه وآله وعليا والحسن يعينون الملائكة حتى إذا مات علي بن الحسين عليه السلام رأى محمد بن علي عليه السلام مثل ذلك، ورأى النبي صلى الله عليه وآله وعليا والحسن والحسين عليه السلام يعينون الملائكة حتى إذا محمد بن علي عليه السلام رأى جعفر مثل ذلك ورأى النبي صلى الله عليه وآله وعليا والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهم السلام يعينون الملائكة حتى إذا مات جعفر ورأى موسى عليه السلام مثل ذلك وهكذا يجرى إلى آخرنا.
111 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: قال علي عليه السلام في صبيحة أول ليلة القدر التي كانت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله: سلوني فوالله لا تسألوني عن شئ الا أخبرتكم بما يكون إلى ثلاثمأة وستين يوما من الذر فما دونها وما فوقها، ثم لأخبرتكم بشئ من ذلك لا بتكلف ولا برأي ولا بادعاء في علم الا من علم الله تبارك وتعالى وتعليمه، والله لا يسألني أهل التوراة ولا أهل الإنجيل ولا أهل الزبور ولا أهل الفرقان الا فرقت بين أهل كل كتاب بحكم ما في كتابهم.
112 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام انه سئل أرأيت ما تعلمونه في ليلة القدر هل تمضى تلك السنة وبقى منه شئ لم تتكلموا به؟قال: لا والذي نفسي بيده لو أنه فيما علمنا في تلك الليلة ان انصتوا لأعدائكم فنصتنا فالنصت أشد من الكلام.
113 - أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد قال: سألته عن قول الله عز وجل: " انا أنزلناه في ليلة القدر * وما ادراك ما ليلة القدر " قال: ينزل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من موت أو مولود، قلت له: إلى من؟قال: إلى من عسى أن يكون، ان الناس في تلك الليلة في صلاة دعاء ومسألة، وصاحب هذا الامر في شغل نزول الملائكة إليه بأمور السنة من غروب الشمس إلى طلوعها من كل أمر سلام هي له إلى أن يطلع الفجر.
114 - في الصحيفة السجادية في دعائه عليه السلام إذا دخل شهر رمضان: ثم فضل ليلة واحدة من لياليه على ليالي على ليالي ألف شهر وسماها ليلة القدر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام دائم البركة إلى طلوع الفجر على ما يشاء من عباده بما أحكم من قضائه.
115 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى جعفر الثاني عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: " انا أنزلناه في ليلة القدر " صدق الله عز وجل انزل القرآن في ليلة القدر إلى أن قال: سلام هي حتى مطلع الفجر يقول تسلم عليك يا محمد ملائكتي وروحي بسلامي من أول ما يهبطون إلى مطلع الفجر.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم في أوائل ما نقلنا في بيان هذه السورة مما أخذنا من كتاب جعفر بن محمد الدوريستي، ثم ما أخذنا من مجمع البيان بعده بلا فصل، ما يصلح أن يكون بيانا لقوله عز وجل: " سلام هي حتى مطلع الفجر ".
1- القلة: الحب العظيم. وقيل: الكوز الصغير، ضد.
2- فيد: منزل بطريق مكة.
3- كذا في الأصل ومصدر الحديث مخطوط لم أظفر عليه.
4- التضمخ: التلطخ بالطيب ونحوه والاكثار منه.
5- الخبل - بالتحريك -: فساد الأعضاء. الجنون.
6- كذا في الأصل وفى المصدر " من لم يكتب له.. اه " مكان " من نام... اه ".
7- فدحه الدين: أثقله.
8- الكلاء - ككتان -: موضع بالبصرة ويقال لكل ساحل نهر.
9- أي يسليه بها.
10- نزى بمعنى وثب.
11- الخول: العبيد والإماء. والدخل: العيب والغش والفساد، قال الطريحي (ره) وحقيقته أن يدخلوا في الدين أمور لم تجر بها السنة.
12- لاك لوكا - اللقمة -: مضغها أهون المضغ وأدارها في فمه.
13- وفى المصدر زيادة وهي قوله: " فأنزل الله في كتابه: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن يعنى بنى أمية، وأنزل أيضا في كتابه.. اه ".
14- أي سخنت
15- سيأتي حديث الجهني تحت رقم 67.
16- قال الفيض (ره): النور كناية عن انفجار الصبح بالفلق.
17- الصفد: القيد والشد.
18- قال المجلسي (ره). قال الوالد العلامة: الظاهر أن الأولية باعتبار التقدير أي أول السنة التي يقدر فيها الأمور لليلة القدر، والاخرية باعتبار المجاورة، فان ما قدر في السنة الماضية انتهى إليها كما ورد ان أول السنة التي يحل فيها الأكل والشرب يوم الفطر، أو أن عملها يكتب في آخر السنة الأولى، وأول السنة الثانية كصلاة الصبح في أول الوقت، أو يكون أول السنة باعتبار تقدير ما يكون في السنة الآتية وآخر السنة المقدر فيها الأمور.
19- أي ظفروا.
20- لهذا الحديث وكذا الأحاديث الآتية المنقولة عن أصول الكافي شرح طويل عن المجلسي (ره) راجع ج 7 من كتاب بحار الأنوار صفحة 201 - 206 ط كمباني.
21- الجنة - بضم الجيم -: الستر.