تفسير سورة الأعلى

1 - في كتاب ثواب الأعمال وباسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء " سبح اسم ربك الاعلى " في فرائضه أو نوافله قيل له يوم القيامة: ادخل الجنة من أي أبواب الجنة شئت إن شاء الله.

2 - وباسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة ان يقرء في ليلة الجمعة بالجمعة وسبح اسم ربك الاعلى، الحديث.

3 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله من قرءها أعطاه الله عشر حسنات بعدد كل حرف انزل الله على إبراهيم وموسى ومحمد صلوات الله عليهم

4 - وعن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحب هذه السورة سبح اسم ربك الاعلى.

وأول من قال سبحان ربي الأعلى ميكائيل.

5 - عن ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وآله إذا قرء " سبح اسم ربك الاعلى " قال: سبحان ربي الأعلى، وكذلك روى عن علي عليه السلام.

6 - وفيه قال الباقر عليه السلام: إذا قرأت " سبح اسم ربك الاعلى " فقل: سبحان ربي الأعلى وان كنت في الصلاة فقل فيما بينك وبين نفسك.

7 - وروى العياشي باسناده عن ابن أبي حميصة عن علي عليه السلام قال: صليت خلفه عشرين ليلة وليس يقرء الا سبح اسم ربك الاعلى.

وقال: لو تعلمون ما فيها لقرأها الرجل كل يوم عشرين مرة، وان من قرءها فكأنما قرء صحف موسى و إبراهيم الذي وفى.

8 - وفى تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباتة قال: لما تقدم أمير المؤمنين عليه السلام الكوفة صلى بهم أربعين صباحا يقرء بهم سبح اسم ربك الاعلى.

9 - وعن عقبة بن عامر الجهني قال: لما نزلت " فسبح باسم ربك العظيم " قال رسول الله صلى الله عليه وآله اجعلوها في ركوعكم، ولما نزل " سبح اسم ربك الاعلى " قال: اجعلوها في سجودكم.

10 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة، وسبح اسم ربك الاعلى.

11 - في عيون الأخبار في باب ذكر أخلاق الرضا عليه السلام ووصف عبادته، فإذا قرء سبح اسم ربك الاعلى قال سرا: سبحان ربي الأعلى.

12 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: إذا قرأ تم من المسبحات الأخيرة فقولوا: سبحان الله الاعلى.

13 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) وروى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام أنه قال: وان لله ملكا يقال له: حزقائيل له ثمانية عشر الف جناح ما بين الجناح إلى الجناح خمسمأة عام، ثم أوحى الله إليه أيها الملك: طر فطار مقدار عشرين الف عام لم ينل رأس قائمة من قوائم العرش، ثم ضاعف الله له في الجناح والقوة، وأمره ان يطير فطار مقدار ثلثين الف عام لم ينل أيضا، وأوحى الله إليه: أيها الملك لو طرت إلى نفخ الصور مع أجنحتك وقوتك لم تبلغ إلى ساق عرشي، فقال الملك سبحان ربي الأعلى، فأنزل الله عز وجل سبح اسم ربك الاعلى فقال النبي صلى الله عليه وآله: اجعلوها في سجودكم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

14 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين العبدي عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة انه سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن قول الله عز وجل: " سبح اسم ربك الاعلى " فقال: مكتوب على قائمة العرش قبل ان يخلق الله السماوات والأرضين بألفي عام، لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده و رسوله فاشهدوا بهما وان عليا وصى محمد صلى الله عليه وآله.

وفيه " سبح اسم ربك الاعلى " قال: قل سبحان ربي الأعلى الذي خلق فسوى و الذي قدر فهدى قال: قال: قدر الأشياء بالتقدير الأول ثم هدى إليها من يشاء.

15 - في مجمع البيان قرء الكسائي " قدر " بالتخفيف وهو قراءة علي عليه السلام والباقون " قدر " بالتشديد.

16 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: والذي اخرج المرعى قال: أي النبات فجعله بعد اخراجه غثاء احوى قال: يصير هشيما بعد بلوغه ويسود.

قوله: سنقرئك فلا تنسى أي نعلمك فلا تنسى ثم استثنى فقال: الا ما شاء الله لأنه لا يؤمن النسيان اللغوي وهو الترك لان الذي لا ينسى هو الله.

17 - في مجمع البيان " سنقرئك فلا تنسى " قال ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا نزل عليه جبرئيل عليه السلام بالوحي يقرئه مخافة ان ينساه فكان لا يفرغ جبرئيل عليه السلام من آخر الوحي حتى يتكلم هو بأوله، فلما نزلت هذه الآية لم ينس بعد ذلك شيئا قد أفلح من تزكى فان من تطهر من الشرك وقال: لا إله إلا الله إلى قوله: وقيل: أراد صدقة الفطرة وصلاة العيد وروى ذلك مرفوعا ومتى قيل: على هذا القول كيف يصح والسورة مكية ولم يكن هناك صلاة العيد ولا زكاة فطر؟قلنا يحتمل أن يكون أولها بمكة وختمت بالمدينة.

18 - في أصول الكافي علي بن محمد عن أحمد بن الحسين عن علي بن ريان عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان قال: دخلت على أبى الحسن الرضا عليه السلام فقال لي: ما معنى قوله وذكر اسم ربه فصلى فقلت: كلما ذكر اسم ربه قام فصلى، فقال لي لقد كان الله عز وجل كلف هذا شططا! فقلت: جعلت فداك فكيف هو؟فقال: كلما ذكر اسم ربه صلى على محمد وآله.

19 - في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل " قد أفلح من تزكى " قال: من اخرج الفطرة.

قيل له: " وذكر اسم ربه فصلى " قال: خرج إلى الجبانة (1) فصلى.

20 - وروى حماد بن عيسى عن حريز عن أبي بصير وزرارة قالا: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان من اتمام الصوم اعطاء الزكاة يعنى الفطرة، كما أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله من تمام الصلاة، لأنه من صام ولم يؤد الزكاة فلا صوم له إذا تركها متعمدا، ولا صلاة له إذا ترك الصلاة على النبي وآله، ان الله عز وجل قد بدء بها قبل الصوم قال " قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى ".

21 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " قد أفلح من تزكى " قال: زكاة الفطرة، فإذا أخرجها قبل صلاة العيد " وذكر اسم ربه فصلى " قال: صلاة الفطر والأضحى.

22 - في مجمع البيان: بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى وفى الحديث من أحب آخرته أضر بدنياه، ومن أحب دنياه أضر بآخرته.

23 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن عبد الله بن إدريس عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: " بل تؤثرون الحياة الدنيا " قال: ولاية شبوية (2) " والآخرة خير وأبقى " ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ان هذا لفى الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى.

24 - باسناده إلى درست بن أبي منصور عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام وهشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال رأس كل خطيئة حب الدنيا.

25 - وباسناده إلى مسلم بن عبد الله قال: سئل علي بن الحسين عليهما السلام أي الأعمال أفضل عند الله؟قال: ما من عمل بعد معرفة الله عز وجل ومعرفة رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل من بغض الدنيا، فان لذلك شعبا كثيرة وللمعاصي شعب، فأول ما عصى الله به الكبر معصية إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين، ثم الحرص وهي معصية آدم وحوا عليهما السلام حين قال الله عز وجل لهما: " كلا من حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين " فأخذا مالا حاجة بهما إليه، فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة، وذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم مالا حاجة به إليه، ثم الحسد وهي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله، فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب الرياسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة، فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا، فقالت الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة، والدنيا دنيائان دنيا بلاغ ودنيا ملعونة وأمل لا يدرك ورجاء لا ينال.

قال مؤلف هذا الكتاب والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ومفادها لا يخفى على من كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد رزقنا الله وإياكم دوام التفكر في حقيقة أحوال الدارين.

26 - في كتاب الخصال عن عتبة بن عمر الليثي عن أبي ذر رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه قلت: يا رسول الله فما في الدنيا مما أنزل الله عليك شئ مما كان في صحف إبراهيم وموسى؟قال: يا أبا ذر اقرأ " قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى * بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى * ان هذا لفى الصحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى ".

27 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: يا أبا محمد ان الله عز وجل لم يعط الأنبياء شيئا الا وقد أعطاه محمدا، وقال: وقد اعطى محمدا جميع ما اعطى الأنبياء وعندنا الصحف التي قال الله عز وجل: " صحف إبراهيم وموسى " قلت: جعلت فداك: هي الألواح؟قال: نعم.

28 - وباسناده إلى مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الناس ان الله تبارك وتعالى ارسل إليكم الرسول صلى الله عليه وآله إلى أن قال: فجاءهم بنسخة ما في الصحف الأولى، وتصديق الذي بين يديه، وتفصيل الحلال من ريب الحرام، ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم.

29 - وباسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: وقد ذكر المسيح عليه السلام وجرت بعده في الحواريين في المستحفظين، وانما سماهم الله عز وجل المستحفظين لأنهم استحفظوا الاسم الأكبر وهو الكتاب الذي يعلم به علم كل شئ، الذي كان مع الأنبياء عليهم السلام، يقول الله عز وجل: " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك و أنزلنا معهم الكتاب والميزان " الكتاب الاسم الأكبر، وانما عرف مما يدعى الكتاب التوراة والإنجيل والفرقان، فيها كتاب نوح عليه السلام وفيها كتاب صالح وشعيب وإبراهيم فأخبر الله عز وجل: " ان هذا لفى الصحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى " فأين صحف إبراهيم انما صحف إبراهيم الاسم الأكبر، وصحف موسى الاسم الأكبر.

30 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور ثم نزل في طول عشرين سنة، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: نزل صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان.

31 - في الكافي باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أنزلت التوراة في ست مضت من شهر رمضان، ونزل الإنجيل في اثنى عشر ليلة من شهر رمضان، وانزل الزبور في ليلة ثمان عشرة مضت من شهر رمضان، ونزل القرآن في ليلة القدر.

في روضة الكافي أحمد بن محمد بن الكوفي عن علي بن الحسن التيمي عن علي بن أسباط عن علي بن جعفر قال: حدثني معتب أو غيره قال: بعث عبد الله بن الحسن إلى أبى عبد الله عليه السلام يقول لك أبو محمد: انا أشجع منك وأنا أسخى منك و انا أعلم منك فقال لرسوله: اما الشجاعة فوالله ما كان لك موقف يعرف به جبنك من شجاعتك، واما السخي فهو الذي يأخذ الشئ من جهته فيضعه في حقه، واما العلم فقد أعتق أبوك علي بن أبي طالب ألف مملوك فسم لنا خمسة منهم وأنت عالم، فعاد إليه فأعلمه ثم عاد إليه، فقال له: يقول لك انك رجل صحفي فقال له أبو عبد الله عليه السلام قل له: أي والله صحف إبراهيم وموسى وعيسى ورثتها عن آبائي عليهم السلام.

33 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر ابن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: عندنا الصحف التي قال الله: " صحف إبراهيم وموسى " قلت: الصحف هي الألواح؟قال: نعم.

34 - محمد بن عيسى عمن رواه عن محمد قال: حدثني عبد الله بن إبراهيم الأنصاري الهمداني عن أبي خالد القماط عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لنا ولاة من رسول الله صلى الله عليه وآله طهر، وعندنا صحف إبراهيم وموسى ورثناها عن رسول الله صلى الله عليه وآله.

35 - محمد بن عبد الجبار عن الحسين بن أحمد بن الحسن التيمي عن فيض بن المختار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أفضت إليه صحف إبراهيم وموسى فأتمن عليها رسول الله صلى الله عليه وآله عليا، فأتمن عليها على الحسن، وائتمن عليها الحسن الحسين حتى انتهى إلينا.

36 - أحمد بن محمد عن ابن سنان عن عبد الله بن مسكان وشعيب الحذاء عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: عندي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى، قال ضريس أليست هي الألواح؟قال: نعم.

37 - إبراهيم بن هاشم عن البرقي عن ابن سنان وغيره عن بشر عن حمران ابن أعين قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: عندكم التوراة والإنجيل والزبور وما في الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى؟قال: نعم قلت إن هذا لهو العلم الأكبر؟قال: يا حمران ولكن ما يحدث بالليل والنهار علمه عندنا أعظم.

38 - إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن أبي خالد القماط عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: عندنا صحف إبراهيم وموسى ورثناها من رسول الله صلى الله عليه وآله.

39 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال علي عليه السلام لبعض أحبار اليهود وقد ذكر النبي صلى الله عليه وآله ومناقبه: وأعطى سورة بني إسرائيل وبراءة بصحف إبراهيم وصحف موسى عليهما السلام.

40 - في مجمع البيان في تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباتة قال: لما قدم أمير المؤمنين عليه السلام الكوفة صلى بهم أربعين صباحا يقرء بهم " سبح اسم ربك الاعلى " فقال المنافقون: لا والله ما يحسن ابن أبي طالب أن يقرأ القرآن، ولو أحسن ان يقرء لقرأ بنا غير هذه السورة، قال: فبلغه ذلك فقال: ويلهم انى لأعرف ناسخه من منسوخه ومحكمه من متشابهه، وفصله وفصاله وحروفه من معانيه، والله ما من حرف نزل على محمد صلى الله عليه وآله الا انى أعرف فيمن أنزل وفى أي يوم وأي موضع، ويل لهم أما يقرؤن " ان هذا لفى الصحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى " والله عندي ورثتها من رسول الله صلى الله عليه وآله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

في بصائر الدرجات محمد بن عيسى عن أبي محمد الأنصاري عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة المزني عن الأصبغ بن نباتة نحو ما في تفسير العياشي.

41 - في كتاب الخصال عن عتبة بن عمير الليثي عن أبي ذر رحمه الله قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في المسجد جالس وحده فاغتنمت خلوته إلى أن قال: قلت: يا رسول الله كم انزل الله من كتاب؟قال: مأة كتاب وأربعة كتب، انزل الله على شيث خمسين صحيفة، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشرين صحيفة، وانزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، قلت: يا رسول الله وما كانت صحف إبراهيم؟قال: كانت أمثالا كلها، وكان فيها: أيها الملك المبتلى المغرور انى لم أبعثك تجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم فانى لا أردها وإن كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا أن يكون له ساعات: ساعة يناجى فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها صنع الله عز وجل إليه، وساعة يخلو فيها لحظ نفسه من الحلال، فان هذه الساعة عون لتلك الساعات، واستحمام للقلوب وتوديع لها، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، فإنه من حسب كلامه من عمله قل كلامه الا فيما يعنيه، وعلى العاقل أن يكون طالبا لثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو تلذذ في غير محرم، قلت: يا رسول الله فما كانت صحف موسى؟قال: كانت عبرا كلها، عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ولمن أيقن بالنار كيف يضحك؟ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها؟ولمن يؤمن بالقدر كيف ينصب؟ولمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل؟42 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي قال أبو ذر: قلت يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم عليه السلام؟قال: كانت أمثالا كلها: أيها الملك المسلط المبتلى المغرور انى لم أبعثك لتجمع المال بعضه على بعض، وانما بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم فانى لا أردها وإن كانت من كافر أو فاجر فجوره على نفسه، وكان فيها أمثال وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ساعات: ساعة يناجى فيها ربه، وساعة يفكر فيها في صنع الله، وساعة يحاسب نفسه فيما قدم وأخر، وساعة يخلو فيها بحاجته من الحلال ومن المطعم والمشرب، وعلى العاقل أن يكون طاعنا في ثلاث: تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيرا في زمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه الا في ما يعنيه، قلت: يا رسول الله فما كانت صحف موسى عليه السلام؟قال: كانت عبرا كلها: عجبت لمن أيقن بالنار ثم ضحك، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، عجبت لمن أبصر الدنيا وتقلبها بأهلها حالا بعد حال وهو يطمئن إليها؟عجبت لمن أيقن بالحساب ثم لم يعمل قلت: يا رسول الله فهل في أيدينا شئ مما كان في صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام فيما أنزل الله عليك؟قال: اقرأ يا أبا ذر " قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى * بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى * ان هذا لفى الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ".

43 - في مجمع البيان روى عن أبي ذر أنه قال: قلت: يا رسول الله كم الأنبياء قال: مأة الف نبي وأربعة وعشرون ألفا قلت: يا رسول الله كم المرسلون منهم؟قال: ثلاثمأة وثلاثة عشر وبقيتهم أنبياء، قلت: كان آدم نبيا؟قال: نعم كلمه الله و خلقه بيده، يا أبا ذر أربعة من الأنبياء عرب: هو وصالح وشعيب ونبيك، قلت: يا رسول الله كم انزل الله من كتاب؟قال: مأة وأربعة كتب، انزل منها على آدم عشرة صحف، وعلى شيث خمسين صحيفة، وعلى أخنوخ وهو إدريس ثلاثين صحيفة، وهو أول من خط بالقلم، وعلى إبراهيم عشر صحائف، والتوراة و الإنجيل والزبور والفرقان.

44 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى انس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بعثت على اثر ثمانية آلاف نبي منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل.

45 - في تهذيب الأحكام باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أحب ان يصافحه مأتا الف نبي وعشرون الف نبي فليزر قبر الحسين بن علي عليهما السلام في النصف من شعبان، فان أرواح النبيين تستأذن الله في زيارة قبره فيؤذن لهم.


1- الشبوة: العقرب والنسبة إليها شبوية قال الفيض (ره): كأنه شبه الجائر بالعقرب " انتهى " وفى المصدر وكذا المنقول عنه في البحار " ولايتهم " مكان " ولاية شبوية ".

2- الخياشيم جمع الخيشوم: أقصى الانف.