تفسير سورة البروج

1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء " والسماء ذات البروج " في فرائضه فإنها سورة النبيين كان محشره وموقفه مع النبيين و المرسلين والصالحين.

2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرءها أعطاه الله من الاجر بعدد كل يوم جمعة وكل يوم عرفة يكون في دار الدنيا عشر حسنات.

3 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ولقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وانا عنده عن الأئمة بعده فقال للسائل: والسماء ذات البروج ان عددهم بعدد البروج و رب الليالي والأيام والشهور ان عدتهم كعدة الشهور.

4 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي الصباح الكناني عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان للشمس ثلاثمأة وستين برجا كل برج منها مثل جزيرة من جزاير العرب، وتنزل يوم على برج منها، فإذا غابت انتهت إلى بطنان العرش فلم تزل ساجدة إلى الغد ثم ترد إلى موضع مطلعها، ومعها ملكان يهتفان معها.

5 - في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذا دخل عليه رجل من أهل اليمن إلى قوله عليه السلام: يا أخا أهل اليمن عندكم علم؟فقال اليماني: نعم جعلت فداك ان في اليمن قوما ليسوا كأحد من الناس في علمهم فقال أبو عبد الله عليه السلام: وما يبلغ من علم عالمهم؟قال له اليماني: ان علم عالمهم ليزجر الطير ويقفو الأثر في الساعة الواحدة مسيرة شهر للراكب المجد فقال أبو عبد الله عليه السلام: فان عالم المدينة أعلم من عالم اليمن.

قال اليماني: وما بلغ من علم عالم المدينة؟فقال: ان عالم المدينة ينتهى إلى حيث لا يقفو الأثر ويزجر الطير ويعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس تقطع اثنى عشر برجا واثنى عشر برا واثنى عشر عالما، فقال له اليماني: جعلت فداك ما ظننت ان أحدا يعلم هذا أو يدرى ما كهنه؟قال: ثم قام اليماني وخرج.

6 - في تفسير علي بن إبراهيم واليوم الموعود أي يوم القيامة.

7 - في مجمع البيان " واليوم الموعود " يعنى يوم القيامة في قول جميع المفسرين، وهو الذي تجازى فيه الخلائق ويفصل فيه القضاء.

أقول: وستقف قريبا انشاء الله على حديثين في أن اليوم الموعود يوم القيامة.

8 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: وشاهد ومشهود قال: النبي صلى الله عليه وآله، وأمير المؤمنين عليه السلام.

9 - في كتاب معاني الأخبار سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " وشاهد ومشهود " قال: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة.

10 - وباسناده إلى عبد الرحمان بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة والموعود يوم القيامة.

11 - وباسناده إلى يعقوب بن سعيد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " وشاهد ومشهود " قال: الشاهد يوم عرفة.

12 - وباسناده إلى محمد بن هاشم عمن روى عن أبي جعفر عليه السلام قال: سأله الأبرش الكلبي عن قول الله عز وجل: " وشاهد ومشهود " فقال عليه السلام: ما قيل لك؟فقال: قالوا: شاهد يوم الجمعة ومشهود يوم عرفة، فقال أبو جعفر عليه السلام: ليس كما قيل لك، الشاهد يوم عرفة، والمشهود يوم القيامة، أما تقرء القرآن قال الله عز وجل " ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ".

13 - عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبان عن أبي الجارود عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عز وجل " وشاهد ومشهود " قال: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، والموعود يوم القيامة.

14 - أبى رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن عمران بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى أبى جعفر محمد بن علي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " وشاهد ومشهود " قال: النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام.

15 - في تفسير علي بن إبراهيم " وشاهد ومشهود " قال: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم القيامة.

16 - في مصباح شيخ الطائفة خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الغدير يقول فيها عليه السلام: ان هذا يوم عظيم الشأن إلى قوله عليه السلام: ويوم شاهد ومشهود.

17 - في مجمع البيان " وشاهد ومشهود " فيه أقوال: أحدها ان الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة عن ابن عباس وقتادة وروى ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله إلى قوله.

18 - وثانيها ان الشاهد محمد صلى الله عليه وآله والمشهود يوم عرفة عن ابن عباس وسعيد بن المسيب وهو المروى عن الحسن بن علي عليهما السلام.

19 - وروى أن رجلا دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا رجل يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فسألته عن الشاهد والمشهود فقال: نعم، الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة، فجزته إلى آخر يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله فسألته عن ذلك فقال: اما الشاهد فيوم الجمعة واما المشهود فيوم النحر فجزتهما إلى غلام كأن وجهه الدينار، وهو يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: أخبرني عن شاهد ومشهود فقال: نعم اما الشاهد فمحمد واما المشهود فيوم القيامة، أما سمعت الله سبحانه يقول: " يا أيها النبي انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا " وقال: " ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود " فسألت عن الأول، فقالوا: ابن عباس وسألت عن الثاني فقالوا: ابن عمر، وسألت عن الثالث فقالوا: الحسن بن علي عليهما السلام

20 - وقيل: الشاهد الأيام والليالي والمشهود بنو آدم، وينشد للحسين بن علي عليهما السلام: مضى أمسك الماضي شهيدا معدلا * وخلفت في يوم عليك شهيد - فان أنت بالأمس اقترفت إسائة * فقيد باحسان وأنت حميد - فلا ترج فعل الخير يوما إلى غد * لعل غدا يأتي وأنت فقيد

21 - في الصحيفة السجادية في دعائه عليه السلام عند الصباح والمساء: وهذا يوم حادث جديد، وهو علينا شاهد عتيد، ان أحسنا ودعنا بحمد، وان أسأنا فارقنا بذم.

22 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن إسماعيل القرشي عمن حدثه عن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه وقد ذكر بخت النصر: وملك بعده مهرويه بن بخت نصر ستة عشر سنة وعشرين يوما وأخذ عند ذلك دانيال.

وحفر له جبا في الأرض وطرح فيه دانيال عليه السلام وأصحابه وشيعته من المؤمنين، فألقى عليهم النيران، فلما رأى أن النار ليست تقربهم ولا تحرقهم استودعهم الجب وفيه الأسد والسباع بكل لون من العذاب حتى خلصهم الله عز وجل منه، وهم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه فقال عز وجل: قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود.

23 - في تفسير علي بن إبراهيم " قتل أصحاب الأخدود " قال: كان سببهم ان الذي هيج الحبشة على غزوة اليمن ذو نواس وهو آخر من ملك من حمير، تهود واجتمعت معه حمير على اليهودية وسمى نفسه يوسف، وأقام على ذلك حينا من الدهر، ثم أخبر ان بنجران بقايا قوم على دين النصرانية وكانوا على دين عيسى و على حكم الإنجيل، ورأس ذلك الدين عبد الله بن بريامن، فحمله أهل دينه على أن يسير إليهم ويحملهم على اليهودية ويدخلهم فيها، فسار حتى قدم نجران فجمع من كان بها على دين النصرانية ثم عرض عليهم دين اليهودية والدخول فيها فأبوا عليه، فجادلهم وعرض عليهم وحرص الحرص كله فأبوا عليه وامتنعوا من اليهودية و الدخول فيها واختاروا القتل.

فاتخذ لهم أخدودا وجمع فيه الحطب واشتعل فيه النار فمنهم من أحرق بالنار، ومنهم من قتل بالسيف ومثل بهم كل مثلة، فبلغ عدد من قتل وأحرق بالنار عشرين ألفا وأفلت منهم (1) رجل يدعى دوس ذو ثعلبان على فرس له ركضه، واتبعوه حتى أعجزهم في الرمل، ورجع ذو نواس إلى ضيعة من جنوده فقال الله: " قتل أصحاب الأخدود " إلى قوله: " العزيز الحميد "

24 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن هارون بن الجهم عن مفضل بن صالح عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: بعث الله نبيا حبشيا إلى قومه فقاتلهم فقتل أصحابه وأسروا وخدوا لهم أخدودا من نار، ثم نادوا: من كان من أهل ملتنا فليعتزل، ومن كان على دين هذا النبي فليقتحم النار، فجعلوا يقتحمون النار، و أتت امرأة معها صبي لها فهابت النار، فقال لها صبيها: اقتحمي، قال: فاقتحمت النار وهم أصحاب الأخدود.

25 - في مجمع البيان روى مسلم في الصحيح عن هدية (2) بن خالد عن حماد بن سلمة عن ثابت بن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن صهيب عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: كان ملك فيمن كان قبلكم له ساحر، فلما مرض الساحر قال: انى قد حضر أجلي فادفع إلى غلاما أعلمه السحر، فدفع إليه غلاما وكان يختلف إليه، وبين الساحر والملك راهب، فمر الغلام بالراهب فأعجبه كلامه وأمره، فكان يطيل عنده القعود، فإذا بطأ عن الساحر ضربه وإذا ابطأ عن أهله ضربوه فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: يا بنى إذا استبطأك الساحر فقل حبسني أهلي وإذا استبطأك أهلك فقل: حبسني الساحر، فبينما هو ذات يوم إذا بالناس قد غشيهم دابة عظيمة فظيعة فقال: اليوم أعلم أمر الساحر أفضل أم أمر الراهب، فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك فاقتل هذه الدابة، فرمى فقلتها ومضى الناس، فأخبر بذلك الراهب فقال: يا بنى انك ستبتلى فإذا ابتليت فلا تدل على، قال: وجعل يداوى الناس فيبرئ الأكمه والأبرص، فبينما هو كذلك إذ عمى جليس للملك فأتاه وحمل إليه مالا كثيرا، فقال: اشفني ولك ماهيهنا، فقال: انا لا أشفى أحدا ولكن الله يشفى فان آمنت بالله دعوت الله فشفاك، قال: فآمن فدعا الله فشفاه فذهب فجلس إلى الملك فقال: يا فلان من شافاك؟فقال: ربى قال: انا؟قال: لا، ربى وربك الله، قال: أوان لك ربا غيري؟قال: نعم ربى وربك الله فأخذه فلم يزل به حتى دله على الغلام، فبعث إلى الغلام فقال: لقد بلغ من امرك أن تشفى الأكمه والأبرص قال: ما أشفى أحدا ولكن الله يشفى قال: أو ان لك ربا غيري؟قال: نعم ربى وربك الله فأخذه فلم يزل به حتى دله على الراهب فوضع المنشار عليه فنشر حتى وقع شقتين فقال للغلام: ارجع عن دينك فأبى فأرسل معه نفرا قال اصعدوا به جبل كذا وكذا فان رجع عن دينه والا فدهدهوه (3) منه قال: فعلوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فتدهدهوا أجمعون وجاء إلى الملك فقال: ما صنع أصحابك؟فقال: كفانيهم الله فأرسل به مرة أخرى قال: انطلقوا به فلججوه في البحر، فان رجع والا فأغرقوه فانطلقوا به في قرقور (4) فلما توسطوا به البحر قال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت (5) بهم السفينة وجاء حتى قام بين يدي الملك فقال: ما صنع أصحابك؟فقال: كفانيهم الله، ثم قال: انك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به أجمع الناس ثم اصلبنى على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضعه على كبد القوس، ثم قال: باسم رب الغلام فإنك ستقتلني، قال فجمع الناس وصلبه ثم أخذ سهما من كنانته فوضعه على كبد القوس وقال: باسم رب الغلام ورمى فوقع السهم في صدغه (6) ومات.

فقال الناس: آمنا برب الغلام، فقيل له: أرأيت ما كنت تخاف قد نزل والله بك من الناس، فأمر بالأخدود فخددت على أفواه السكك ثم أضرمها نارا فقال من رجع عن دينه فدعوه، ومن أبى فاقحموه فيها فجعلوا يقتحمونها، وجاءت امرأة بابن لها فقال لها: يا أمه اصبري فإنك على الحق.

قال ابن المسيب كنا عند عمر بن الخطاب إذ ورد عليه انهم احتفروا فوجدوا ذلك الغلام وهو واضع يده على صدغه، فكلما مدت يده عادت إلى صدغه، فكتب عمر: واروه حيث وجدتموه.

26 - وروى سعيد بن جبير قال: لما انهزم أهل اسفندهان قال عمر بن الخطاب: ما هم يهود ولا نصارى ولا لهم كتاب وكانوا مجوسا، فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: بلى قد كان لهم كتاب رفع، وذلك أن ملكا لهم سكر فوقع على ابنته - أو قال: على أخته - فلما افاق قال لها: كيف المخرج مما وقعت فيه؟قال: تجمع أهل مملكتك و تخبرهم انك ترى نكاح البنات وتأمرهم أن يحلوه، فجمعهم فأخبرهم فأبوا ان يتابعوه فخد لهم أخدودا في الأرض وأوقد فيه النيران وعرضهم عليها فمن أبى قبول ذلك قذفه في النار ومن أجاب خلى سبيله، وقال الحسن كان النبي صلى الله عليه وآله إذا ذكر عنده أصحاب الأخدود تعوذ بالله من جهد البلاء.

27 - وروى العياشي باسناده عن جابر بن أبي جعفر عليه السلام قال: ارسل علي عليه السلام إلى أسقف نجران يسأله عن أصحاب الأخدود فأخبره بشئ فقال عليه السلام: ليس كما ذكرت ولكن سأخبرك عنهم ان الله بعث رجلا حبشيا نبيا وهم حبشية فكذبوه فقاتلهم فقتلوا أصحابه وأسروه وأسروا أصحابه، ثم بنوا له جسرا ثم ملاه نارا ثم جمعوا الناس فقالوا: من كان على ديننا وأمرنا فليعتزل، ومن كان على دين هؤلاء فليرم نفسه في النار، فجعل أصحابه يتهافتون في النار، فجاءت امرأة معها صبي لها ابن شهر فلما هجمت هابت ورقت على ابنها فنادى الصبي، لا تهاب وارميني ونفسك في النار، فان هذا والله في الله قليل، فرمت بنفسها في النار وصبيها وكان ممن تكلم في المهد.

28 - وباسناده عن ميثم التمار قال: سمعت أمير المؤمنين وذكر أصحاب الأخدود فقال: كانوا عشرة وعلى مثالهم عشرة يقتلون في هذا السوق.

29 - في كتاب الخصال عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن النيران فقال عليه السلام: أربعة: نار تأكل وتشرب، ونار تأكل ولا تشرب، ونار تشرب ولا تأكل، ونار لا تأكل ولا تشرب.

فالتي تأكل وتشرب فنار ابن آدم وجميع الحيوان، والتي تأكل ولا تشرب فنار الوقود، والتي تشرب ولا تأكل فنار الشجر، والتي لا تأكل ولا تشرب فهي نار القداحة والحباحب.

30 - في روضة الكافي محمد بن سالم بن أبي سلمة عن أحمد بن الريان عن أبيه عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قد كان قبلكم قوم يقتلون ويحرقون وينشرون بالمناشير وتضيق عليهم الأرض برحبها فما يردهم عما هم عليه شئ مما هم فيه من غير ترة وتروا من فعل ذلك بهم ولا اذى، بل ما نقموا منهم الا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، فاسئلوا ربكم درجاتهم واصبروا على نوائب دهركم تدركوا سعيهم.

31 - في جوامع الجامع: ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات أي أحرقوهم وعذبوهم بالنار وهم أصحاب الأخدود فلهم في الآخرة عذاب جهنم بكفرهم ولهم عذاب الحريق وهي نار أخرى عظيمة باحراقهم المؤمنين " ولهم عذاب جهنم " في الآخرة " ولهم عذاب الحريق " في الدنيا لما روى أن النار انقلبت عليهم فأحرقتهم.

32 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله ذا العرش المجيد فهو الله الكريم المجيد حدثني أبي عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالس وعنده جبرئيل إذا حانت من جبرئيل نظرة قبل السماء إلى أن قال: قال جبرئيل عليه السلام: ان هذا إسرافيل صاحب الرب وأقرب خلق الله منه، واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء، فإذا تكلم الرب تبارك وتعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ثم ألقاه إلينا نسعى به في السماوات والأرض.

33 - وفيه قال علي بن إبراهيم في قوله: بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ قال: اللوح المحفوظ، له طرفان، طرف على يمين العرش على جبهة إسرافيل فإذا تكلم الرب جل ذكره بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل، فنظر في اللوح فيوحى بما في اللوح إلى جبرئيل عليه السلام.

34 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى محمد بن يعقوب النهشلي قال: حدثني علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن الله جل جلاله ونقل حديثا طويلا.

وباسناده إلى علي بن بلال عن علي بن موسى الرضا عن موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن محمد بن علي عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عليهم السلام عن اللوح عن القلم قال: يقول الله عز وجل: ولاية علي بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني امن من ناري.

35 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب العقد، كتب ملك الروم إلى عبد الملك: أكلت لحم الجمل الذي هرب عليه أبوك من المدينة لأغزونك بجنود مأة ألف ومأة ألف، فكتب عبد الملك إلى الحجاج ان يبعث إلى زين العابدين عليه السلام ويتوعده ويكتب إليه ما يقول ففعل فقال علي بن الحسين: ان لله لوحا محفوظا يلحظه في كل يوم ثلاثمأة لحظة ليس منها لحظة واحدة الا يحيى فيها و يميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء، وانى لأرجو أن يكفيك منها لحظة واحدة، فكتب بها الحجاج إلى عبد الملك فكتب عبد الملك بذلك إلى ملك الروم، فلما قرأه قال: ما خرج هذا الا من كلام النبوة.


1- كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا والظاهر أنه مصحف " هدبة " بالباء الموحدة روى عنه البخاري ومسلم وترجمه ابن حجر في تهذيب التهذيب وغيره في غيره فراجع.

2- أي دحرجوه.

3- القرقور - بالضم -: السفينة الطويلة.

4- أي فانقلبت.

5- الصدغ - بضم الصاد - ما بين العين والاذن.

6- ثقب الكوكب: أضاء.