تفسير سورة الإنسان
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قرء هل اتى على الانسان في كل غداة خميس زوجه الله من الحور العين ثمانمأة عذراء وأربعة آلاف ثيب وحوراء من الحور العين، وكان مع محمد صلى الله عليه وآله.
2 - في مجمع البيان وقال أبو جعفر عليه السلام: من قرء سورة هل اتى في كل غداة خميس زوجه الله من الحور العين مأة عذراء وأربعة آلاف ثيب وكان مع محمد صلى الله عليه وآله.
3 - أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة هل اتى كان جزائه على الله الجنة وحريرا.
4 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى علي بن عمر العطار قال: دخلت على أبى الحسن العسكري عليه السلام يوم الثلاثاء فقال لم ارك أمس؟قال: كرهت الحركة في يوم الاثنين قال: يا علي من أحب ان يقيه الله شر يوم الاثنين فليقرء في أول ركعة من صلاة الغداة: " هل اتى على الانسان " ثم قرء أبو الحسن عليه السلام " فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا ".
5 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) في سورة الانسان مكية في قول ابن عباس وضحاك وقال قوم: هي مدنية وهي إحدى وثلاثون آية بلا خلاف يقول علي بن موسى بن طاوس: ومن العجب العجيب أنهم رووا من طريق الفريقين ان المراد بنزول سورة هل اتى على الانسان مولانا عليا وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، وقد ذكرنا في كتابنا هذا بعض روايتهم لذلك، ومن المعلوم ان الحسن والحسين عليهما السلام كانت ولادتهما بالمدينة ومع هذا فكأنهم نسوا ما رووه على اليقين، وأقدموا على القول بأن هذه السورة مكية وهو غلط عند العارفين.
6 - في مجمع البيان حدثنا السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسنى إلى قوله: وباسناده عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله عن ثواب القرآن فأخبرني بثواب سورة سورة على نحو ما نزلت من السماء فأول ما نزل عليه بمكة فاتحة الكتاب ثم اقرأ باسم، إلى أن قال: وأول ما نزل بالمدينة سورة الأنفال ثم البقرة ثم آل عمران ثم الممتحنة ثم النساء ثم إذا زلزلت ثم الحديد ثم سورة محمد ثم الرعد ثم سورة الرحمن ثم هل اتى إلى قوله: فهذا ما انزل بالمدينة.
7 - في أصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن علي بن أسباط عن خلف بن حماد عن ابن مسكان عن مالك الجهني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله: هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فقال: كان مقدرا غير مذكور.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم " هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " قال: لم يكن في العلم ولا في الذكر، وفى حديث آخر كان في العلم ولم يكن في الذكر.
9 - في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله: " لم يكن شيئا مذكورا " قال: كان شيئا ولم يكن مذكورا.
10 - وباسناده عن سعيد الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان مذكورا في العلم ولم يكن مذكورا في الخلق.
11 - وعن عبد الاعلى مولى آل سام عن أبي عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " فقال: كان شيئا ولم يكن مذكورا.
12 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: قل: ما أول نعمة أبلاك الله عز وجل وأنعم عليك بها؟قال: أن خلقني جل ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا، قال: صدقت.
13 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: أمشاج نبتليه قال: ماء الرجل والمرأة اختلطا جميعا.
14 - في نهج البلاغة عالم الغيب من ضمائر المضمرين إلى أن قال عليه السلام: ومحط الأمشاج من مشارب الأصلاب.
15 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن الطيار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا قال: عرفناه اما آخذا واما تاركا.
16 - في أصول الكافي باسناده إلى حمران بن أعين قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله عز وجل: " انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا " قال: اما آخذ فهو شاكر واما تارك فهو كافر.
17 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: " انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا " قال: اما آخذ فشاكر واما تارك فكافر.
18 - في مجمع البيان قد روى الخاص والعام أن الآيات من هذه السورة و هي قوله: ان الأبرار يشربون إلى قوله: وكان سعيكم مشكورا نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وجارية لهم تسمى فضة، وهو المروى عن ابن عباس مجاهد وأبى صالح والقصة طويلة جملتها أنهم قالوا: مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما ووجوه العرب وقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا؟فنذر صوم ثلاثة أيام ان شفاهما الله سبحانه، ونذرت فاطمة عليها السلام وكذلك الفضة فبرءا وليس عندهم شئ، فاستقرض علي عليه السلام ثلاثة أصوع من شعير من يهودي وروى أنه اخذها ليغزل له صوفا، وجاء به إلى فاطمة فطحنت صاعا منها فاختبزته وصلى علي عليه السلام المغرب وقربته إليهم فأتاهم مسكين يدعوهم وسألهم فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء، فلما كان اليوم الثاني أخذت صاعا وطحنته واختبزته وقدمته إلى علي عليه السلام فإذا يتيم بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء، فلما كان اليوم الثالث عمدت الباقي فطحنته واختبزته وقدمته إلى علي عليه السلام فإذا أسير بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء، فلما كان اليوم الرابع وقد قضوا نذورهم اتى على ومعه الحسن والحسين عليهم السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وبهما ضعف فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله ونزل جبرئيل بسورة هل اتى.
19 - وفى رواية عطاء عن ابن عباس ان علي بن أبي طالب عليه السلام آجر نفسه ليقسى نخلا بشئ من شعير ليلة حتى أصبح فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الحريرة (1) فلما تم انضاجه اتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ثم عمل الثلث الثاني فلما تم انضاجه اتى يتيم فسأل فأطعموه، ثم عمل الثلث الثالث فلما تم انضاجه اتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا (2) يومهم ذلك ذكره الواحدي في تفسيره.
20 - وذكر علي بن إبراهيم ان أباه حدثه عن عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان عند فاطمة عليها السلام شعير فجعلوه عصيدة (3) فلما أنضجوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين فقال المسكين: رحمكم الله فقام علي عليه السلام، فأعطاه ثلثا فلم يلبث أن جاء يتيم فقال اليتيم: رحمكم الله فقام علي عليه السلام فأعطاه الثلث، ثم جاء أسير فقال الأسير: رحمكم الله فأعطاه علي عليه السلام الثلث وما ذاقوها، فأنزل الله سبحانه الآيات فيهم، وهي جارية في كل مؤمن فعل ذلك لله عز وجل.
21 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وروى أبو صالح ومجاهد والضحاك والحسن وعطا وقتادة ومقاتل والليث وابن عباس وابن مسعود وابن جبير وعمرو ابن شعيب والحسن بن مهران والنقاش والقشيري والثعلبي والواحدي في تفسيرهم وصاحب أسباب النزول والخطيب المكي في الأربعين وأبو بكر الشيرازي في نزول القرآن في أمير المؤمنين عليه السلام والاشنهى في اعتقاد أهل السنة وأبو بكر محمد بن أحمد بن الفضل النحوي في العروس في الزهد وروى أهل البيت عليهم السلام عن الأصبغ بن نباتة وغيرهم عن الباقر عليه السلام واللفظ له في قوله تعالى: " هل اتى على الانسان حين من الدهر " انه مرض الحسن والحسين عليهما السلام فعادهما رسول الله في جميع أصحابه وقال لعلى: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا عافاهما الله، فقال: أصوم ثلاثة أيام وكذلك قالت فاطمة والحسن والحسين وجاريتهم فضة فبرئا فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام، فانطلق على إلى جار له من اليهود يقال له فنحاص بن الحارا وفي رواية شمعون بن حاريا يستقرضه وكان يعالج الصوف، فأعطاه جزة من صوف (4) وثلاثة أصوع من شعير، وقال: تغزلها ابنة محمد فجاء بذلك فغزلت فاطمة ثلث الصوف ثم طحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي عليه السلام إذا مسكين على الباب يقول: السلام عليكم يا أهل بيت محمد انا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده وقال: فاطم ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين - اما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين - يشكو إلينا جائع حزين * كل امرئ بكسبه رهين فقالت فاطمة: امرك سمعا يا ابن عم وطاعة * ما في من لؤم ولا وضاعة - أطعمه ولا أبالي الساعة * أرجوا إذا أشبعت ذا مجاعة - ان ألحق الأخيار والجماعة * وادخل الخلد ولى شفاعة ودفعت ما كان على الخوان إليه وباتوا جياعا، وأصبحوا صياما ولم يذوقوا الا الماء القراح، فلما أصبحوا غزلت الثلث الثاني وطحنت صاعا من الشعير وعجنته و خبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم وكسر على لقمة إذا يتيم على الباب يقول السلام عليكم أهل بيت محمد، انا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله من موائد الجنة.
فوضع اللقمة من يده وقال: فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالذميم - قد جاءنا الله بذا اليتيم * من يرحم اليوم فهو رحيم - موعده في جنة النعيم * حرمها الله على اللئيم فقالت فاطمة: انى اعطيه ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي - أمسوا جياعا وهم أشبالي ثم دفعت ما كان على الخوان إليه وباتوا جياعا، لا يذوقون الا الماء القراح، فلما أصبحوا غزلت الثلث الباقي وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي عليه السلام إذا أسير من اسراء المشركين على الباب يقول: السلام عليكم أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا فوضع علي عليه السلام اللقمة من يده وقال: فاطم يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسدد - هذا أسير للنبي المهتدى * مكبل في غلة مقيد (5) - يشكوا إلينا الجوع قد تقدد * من يطعم اليوم يجده في غد - عند العلى الواحد الممجد فقالت فاطمة: لم يبق مما كان غير صاع * قد رميت كفى مع الذراع - وما على رأسي من قناع * الأعباء نسجه بصاع - ابناي والله من الجياع * يا رب لا تتركهما ضياع - أبوهما للخير ذو اصطناع * عبل الذراعين شديد الباع (6) وأعطته ما كان على الخوان وباتوا جياعا، وأصبحوا مفطرين وليس عندهم شئ، فرآهم النبي صلى الله عليه وآله جياعا فنزل جبرئيل عليه السلام ومعه صحفة (7) من الذهب مرصعة بالدر والياقوت مملوة من الثريد وعراقا (8) تفوح منها رائحة المسك و الكافور، فجلسوا وأكلوا حتى شبعوا ولم تنقص منها لقمة، وخرج الحسين ومعه قطعة عراق فنادته امرأة يهودية يا أهل بيت الجوع من أين لكم هذا أطعمنيها؟فمد يده الحسين ليطعمها فهبط جبرئيل واخذها من يده ورفع الصحفة إلى السماء، فقال النبي صلى الله عليه وآله: لولا ما أراد الحسين من اطعام الجارية تلك القطعة لتركت تلك الصحفة في أهل بيتي يأكلون منها إلى يوم القيامة، ونزل: يوفون بالنذر وكان الصدقة في ليلة خمس وعشرين من ذي الحجة، ونزلت " هل اتى " في اليوم الخامس و العشرين منه.
22 - وباسناده عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال: كل ما في كتاب الله عز وجل من قوله: " ان الأبرار " فوالله ما أراد به الا علي بن أبي طالب وفاطمة وانا والحسين، لأنا نحن أبرار بآبائنا وأمهاتنا، وقلوبنا عملت بالطاعات والبر، ومبراة من الدنيا وحبها وأطعنا الله في جميع فرائضه، وآمنا بوحدانيته وصدقنا برسوله.
23 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد نزل فيه وفى ولده ان الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا إلى آخر السورة غيري؟قالوا: لا.
24 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام في قوله عز وجل: " يوفون بالنذر " قالا: مرض الحسن والحسين عليهما السلام وهما صبيان صغيران فعادهما رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه رجلان فقال: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا ان الله عافاهما؟فقال: أصوم ثلاثة أيام شكرا لله عز وجل، وكذلك قالت فاطمة عليها السلام وقال الصبيان: ونحن أيضا نصوم ثلاثة أيام، وكذلك قالت جاريتهم فضة، فألبسهما الله عافية فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام، فانطلق علي عليه السلام إلى جار له من اليهود يقال له شمعون يعالج الصوف، فقال: هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك ابنة محمد بثلاثة أصوع من شعير؟قال: نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة عليها السلام فقبلت وأطاعت، ثم عمدت فغزلت ثلث الصوف ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرصا، وصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله المغرب ثم اتى منزله فوضع الخوان وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها علي عليه السلام إذا مسكين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده ثم قال: فاطم ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين - أما ترين البائس المسكين * جاء إلى الباب له حنين - يشكو إلى الله ويستكين * يشكو إلينا جائعا حزين - كل امرئ بكسبه رهين * يفعل الخير يقف سمين موعده في جنة دهين (9) * حرمها الله على الضنين - وصاحب النجل يقف حزين * تهوى به النار إلى سجين - شرابه الحميم والغسلين فأقبلت فاطمة تقول: امرك سمع يا بن عم وطاعة * ما بي من لؤم ولا ضراعة (10) - غذيت باللب وبالبراعة * أرجو إذا أشبعت من مجاعة - ان ألحق الأخيار والجماعة * وادخل الجنة في شفاعة وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين وباتوا جياعا، وأصبحوا صياما لم يذوقوا الا الماء القراح، ثم عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرصا، وصلى علي عليه السلام المغرب مع النبي صلى الله عليه وآله ثم أتى منزله، فلما وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي عليه السلام إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة، فوضع علي عليه السلام اللقمة من يده ثم قال: فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالزنيم (11) - قد جاءنا الله بذا اليتيم * من يرحم اليوم فهو رحيم - موعده في جنة النعيم * حرمها الله على اللئيم - وصاحب البخل يقف ذميم * تهوى به النار إلى الجحيم - شرابه الصديد والحميم فأقبلت فاطمة عليها السلام وهي تقول: فسوف أعطيه ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي - أمسوا جياعا وهم أشبالي * أصغرهما يقتل في القتال - بكربلا يقتل باغتيال * لقاتليه الويل مع وبال - يهوى في النار إلى سفال * كبوله زادت في الأكبال ثم عمدت فأعطته جميع ما على الخوان وباتوا جياعا لم يذوقوا الا الماء القراح، وأصبحوا صياما وعمدت فاطمة عليها السلام فغزلت الثلث الباقي من الصوف وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، لكل واحد قرصا، وصلى علي عليه السلام المغرب مع النبي صلى الله عليه وآله ثم اتى منزله فقرب إليه الخوان وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها علي عليه السلام إذا أسير من اسراء المشركين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعمونا؟فوضع علي عليه السلام اللقمة من يده ثم قال: فاطم يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسدد - قد جاءك الأسير ليس يهتدى * مكبلا في غله مقيد - يشكو إلينا الجوع قد تقدد * من يطعم اليوم يجده في غد - عند العلى الواحد الموحد * ما يزرع الزارع سوف يحصد - فأطعمي من غير من أنكد (12) فأقبلت فاطمة عليها السلام وهي تقول: لم يبق مما كان غير صاع * قد دبرت كفى مع الذراع (13) - شبلاي والله هما جياع * يا رب لا تتركهما ضياع - أبوهما للخير ذو اصطناع * عبل الذراعين طويل الباع - وما على رأسي من قناع * الاعبا نسجتها بصاع وعمدوا إلى ما كان على الخوان فأعطوه وباتوا جياعا وأصبحوا مفطرين، وليس عندهم شئ، قال شعيب في حديثه وأقبل على بالحسن والحسين عليهما السلام نحو رسول الله صلى الله عليه وآله وهما يرتعشان كالفراخ (14) من شدة الجوع، فلما بصر بهم النبي صلى الله عليه وآله قال: يا أبا الحسن شد ما يسوءني ما أرى بكم انطلق إلى ابنتي فاطمة فانطلقوا وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع، وغارت عيناها (15) فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله ضمها إليه وقال: وا غوثا بالله أنتم منذ ثلاث فيما أرى فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد خذ ما هيأ الله لك في أهل بيتك، فقال وما آخذ جبرئيل قال: " هل اتى على الانسان حين من الدهر " حتى بلغ " ان هذا كان لكم جزاء، وكان سعيكم مشكورا " وقال الحسن بن مهران في حديثه: فوثب النبي حتى دخل منزل فاطمة عليها السلام فرأى ما بهم فجمعهم ثم انكب عليهم يبكى و يقول: أنتم منذ ثلاث فيما أرى وأنا غافل عنكم ؟! فهبط جبرئيل عليه السلام بهذه الآيات ان الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا قال: هي عين في دار النبي صلى الله عليه وآله تفجر إلى دور الأنبياء و المؤمنين يوفون بالنذر يعنى عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وجاريتهم ويخافون يوما كان شره مستطيرا يقول عابسا كلوحا (16)
25 - في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على أبى بكر قال: أنشدك بالله أنا صاحب الآية " يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا " أم أنت؟قال: بل أنت.
26 - في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله عز وجل: " يوفون بالنذر " الذي أخذ عليهم من ولايتنا.
27 - علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت قوله: " يوفون بالنذر " قال: يوفون لله بالنذر الذي أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا.
28 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا " قال: المستطير العظيم.
29 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي المغرا عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت: قوله: ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا قال: ليس من الزكاة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
30 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن عليه السلام قال: ينبغي للرجل ان يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته، وتلا هذه الآية " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " قال: الأسير عيال: الرجل ينبغي للرجل إذا زيد في النعمة ان يزيد أسرائه في السعة عليهم، ثم قال: إن فلانا أنعم الله عليه بنعمة فمنعها اسراء وجعلها عند فلان فذهب بها قال معمر: وكان فلان حاضرا.
31 - في كتاب الخصال عن المنكدر باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خيركم من أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى والناس نيام.
32 - عن أحمد بن عمر الحلبي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أي الخصال بالمرء أجمل؟قال: وقار بلا مهانة وسماح بلا طلب مكافاة، وتشاغل بغير متاع الدنيا.
33 - في مجمع البيان " ويطعمون الطعام على حبه " أي على حب الطعام، وفى الحديث عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وآله قال: ما من مسلم أطعم مسلما على جوع الا أطعمه الله من ثمار الجنة، وما من مسلم كسا أخاه على عرى الا كساه الله من خضر الجنة، ومن سقى مسلما على ظمأ سقاه الله من الرحيق.
34 - وفيه وقال أهل التحقيق، القرض الحسن يجمع عشرة أوصاف، إلى قوله: وان يتصدق وهو يحب المال ويرجو الحياة، لقوله صلى الله عليه وآله لما سئل عن أفضل الصدقة ان تعطيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت التراقي قلت: لفلان كذا ولفلان كذا.
35 - في أمالي الصدوق (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعني قوله: عابسا كلوحا: " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا " يقول: على شهواتهم للطعام وايثارهم له مسكينا من مساكين المسلمين، ويتيما من يتامى المسلمين، وأسيرا من أسارى المشركين، ويقولون إذا أطعموهم: انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله باضمارهم، يقولون: لا نريد جزاء تكافوننا به، ولا شكورا تثنون علينا به، ولكنا انما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه.
36 - في كتاب الخصال عن أحمد بن عمران الحلبي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أي الخصال بالمرء أجمل؟قال: وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب مكافاة، و تشاغل بغير متاع الدينا.
37 - في الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبي الحسن علي بن يحيى عن أيوب بن أعين عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يؤتى يوم القيامة برجل فيقال له: احتج فيقول: يا رب خلقتني وهديتني فأوسعت على، فلم أزل أوسع على خلقك وأيسر عليهم لكي تنشر على هذا اليوم رحمتك وتيسره؟فيقول الرب جل ثناؤه وتعالى ذكره: صدق عبدي أدخلوه الجنة.
38 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرون عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: إن موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى لا يطول في الدنيا أملك وذكر حديثا قدسيا طويلا وفيه يقول عز وجل: فاعمل كأنك ترى ثواب عملك لكي يكون أطمع لك في الآخرة لا محالة.
39 - في نهج البلاغة هذا ما أمر به عبد الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ابتغاء وجه الله ليولجني به الجنة، ويعطيني الامنة.
40 - وفيه: وليس رجل فأعلم أحرص على جماعة أمة محمد والفتها منى، ابتغى بذلك حسن الثواب وكريم المآب.
41 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: من صام يوما تطوعا ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة.
42 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى علي بن عمر بن العطار قال: دخلت على أبى الحسن العسكري عليه السلام يوم الثلاثاء فقال: لم أرك أمس؟قال: كرهت الحركة في يوم الاثنين، قال: يا علي من أحب ان يقيه الله شر يوم الاثنين فليقرء في أول ركعة من صلاة الغداة هل اتى على الانسان ثم قرء أبو الحسن عليه السلام فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا.
43 - في أمالي الصدوق (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه أعني قوله وطلب ثوابه قال الله تعالى ذكره: " فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة " في الوجوه وسرورا في القلوب وجزاهم بما صبروا جنة يسكنونها وحريرا يفترشونه ويلبسونه متكئين فيها على الأرائك والأريكة السرير لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا قال ابن عباس: بينا أهل الجنة في الجنة إذا رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان فيقول أهل الجنة: يا رب انك قلت في كتابك " لا يرون فيها شمسا " فيرسل الله جل اسمه إليهم جبرئيل فيقول: ليس هذه بشمس ولكن عليا وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما، ونزلت " هل اتى " فيهم إلى قوله: " وكان سعيكم مشكورا "
44 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا " قال: ذلك في الدنيا قبل القيامة، وذلك أن في القيامة لا يكون غدو وعشى، لان الغدو والعشي انما يكون في الشمس والقمر وليس في جنان الخلد ونيرانها شمس ولا قمر.
45 - حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له وضوئهما من نور عرشه وحرهما من جهنم فإذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما، وعاد إلى النار حرهما.
فلا يكون شمس ولا قمر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
46 - في كتاب الخصال عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: في الشمس أربع خصال: تغير اللون، وتنتن الريح، وتخلق الثياب، وتورث الداء.
47 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن قول الله عز وجل: ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذي يشتهيه من الثمار بفيه وهو متكئ وان الأنواع من الفاكهة ليقلن لولى الله يا ولى الله كلني قبل ان تأكل هذه قبلي.
48 - في مجمع البيان كانت تلك الأكواب قواريرا أي زجاجا قوارير من فضة قال الصادق عليه السلام: ينفذ البصر في فضة الجنة كما ينفذ في الزجاج.
49 - في كتاب الخصال عن أبي صالح عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أعطاني الله تعالى خمسا وأعطى عليا خمسا: أعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل، الحديث.
50 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن مرة عن ثوبان قال يهودي للنبي صلى الله عليه وآله: فما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها؟قال: كبد الحوت قال: فما شرابهم على أثر ذلك؟قال: السلسبيل قال صدقت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
51 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ولدان مخلدون قال: مستورون.
52 - في كتاب معاني الأخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب عن يزيد بن إسحاق عن عباس بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام - وكنت عنده ذات يوم: - اخبرني عن قول الله عز وجل: وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا ما هذا الملك الذي كبر الله عز وجل حتى سماه كبيرا؟قال: إذا ادخل الله أهل الجنة الجنة ارسل رسولا إلى ولى من أوليائه فيجد الحجبة على بابه، فتقول له: قف حتى نستأذن لك، فما يصل إليه رسول ربه الا بإذن، فهو قوله عز وجل: " وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا ".
53 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن قول الله عز وجل: " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا " فقال: يا علي أن الوفد لا يكون الا ركبانا إلى قوله: فقال علي عليه السلام يا رسول الله أخبرنا عن قول الله عز وجل: " غرف مبنية من فوقها غرف " بماذا بنيت يا رسول الله؟فقال يا علي تلك غرف بناها الله عز وجل لأوليائه بالدر والياقوت والزبرجد، سقوفها الذهب محبوكة بالفضة (17) لكل غرفة منها الف باب من ذهب، على كل باب منها ملك موكل به فيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بألوان مختلفة وحشوها الكافور والعنبر وذلك قول الله عز وجل " وفرش مرفوعة " إذا ادخل المؤمن إلى منازله في الجنة ووضع على رأسه تاج الملك والكرامة البس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظومة في الإكليل (18) تحت التاج قال: فألبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة وضروب مختلفة منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الأحمر، فذلك قوله عز وجل: " يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير " فإذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا، فإذا استقر لولى الله عز وجل منازله في الجنان استأذن عليه الموكل بجنانه ليهنئه بكرامة الله عز وجل إياه، فيقول له خدام المؤمن من الوصفاء والوصائف: (19) مكانك فان ولى الله قد اتكى على أريكته وزوجته الحوراء تهيأ له، فأصبر لولي الله قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمة لها تمشى مقبلة وحولها وصائفها وعليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد، وهي من مسك وعنبر، وعلى رأسها تاج الكرامة وعليها نعلان من ذهب مكللتان بالياقوت واللؤلؤ شراكهما ياقوت أحمر، فإذا دنت من ولى الله فهم أن يقوم إليها شوقا فتقول له: يا ولى الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب فلا تقم، انا لك وأنت لي، فيعتنقان مقدار خمسمأة عام من أعوام الدنيا لا يملها ولا تمله، قال: فإذا فتر بعض الفتور من غير ملالة نظر إلى عنقها فإذا عليها قلائد من قصب من ياقوت احمر وسطها لوح صفحته درة مكتوب فيها: أنت يا ولى الله حبيبي وانا الحوراء حبيبتك إليك تناهت نفسي والى تناهت نفسك، ثم يبعث الله إليه ألف ملك يهنونه بالجنة ويزوجونه بالحوراء قال: فينتهون إلى أول باب من جنانه فيقولون للملك الموكل بأبواب جنانه استأذن على ولى الله فان الله بعثنا نهننه، فيقول لهم الملك: حتى أقول للحاجب فيعلمه مكانكم، قال: فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه وبين الحاجب ثلاثة جنان حتى ينتهى إلى أول باب فيقول للحاجب: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين ليهنئوا ولى الله وقد سألوني أن آذن لهم عليه، فيقول الحاجب: انه ليعظم على أن استأذن لاحد على ولى الله وهو مع زوجته الحوراء، قال: وبين الحاجب وبين ولى الله جنتان قال: فيدخل الحاجب إلى القيم فيقول له: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العزة يهنئون ولى الله فاستأذن لهم فيتقدم القيم إلى الخدام فيقول لهم: ان رسل الجبار على باب العرصة وهم الف ملك أرسلهم الله يهنئون ولى الله فأعلموه بمكانهم قال: فيعلمونه فيؤذن للملائكة فيدخلون على ولى الله وهو في الغرفة ولها الف باب وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل.
فإذا اذن للملائكة بالدخول على ولى الله فتح كل ملك بابه الموكل به قال: فيدخل القيم كل ملك من باب من أبواب الغرفة قال: فيبلغونه رسالة الجبار جل وعز وذلك قول الله عز وجل: " والملائكة يدخلون عليهم من كل باب " من أبواب الغرفة " سلام عليكم " إلى آخر الآية قال: وذلك قوله عز وجل: " وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا " يعنى ذلك ولى الله وما هو فيه من الكرامة و النعيم والملك العظيم الكبير، ان الملائكة من رسل الله عز ذكره يستأذنون عليه فلا يدخلون عليه الا باذنه، فذلك الملك العظيم الكبير، قال: والأنهار تجرى من تحت مساكنهم وذلك قول الله عز وجل: " تجرى من تحتهم الأنهار ".
54 - في مجمع البيان " وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا " لا يزول ولا يفنى عن الصادق عليه السلام.
55 - وعن أبي الدرداء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يذكر الناس فذكر الجنة وما فيها من الأزواج والنعيم وفى القوم اعرابي فجثا لركبتيه وقال: يا رسول الله هل في الجنة من سماع؟قال: نعم، يا اعرابي، ان في الجنة نهرا حافتاه الابكار من كل بيضاء يتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط، فذلك أفضل نعيم الجنة.
56 - عن أبي أمامة الباهلي ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما من عبد يدخل الجنة الا ويجلس عن رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين يغنيانه بأحسن صوت سمعه الإنس والجن وليس بمزمار الشيطان ولكن بتحميد الله وتقديسه.
57 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك يا بن رسول الله شوقني فقال: يا أبا محمد ان من أدنى نعيم أهل الجنة أن يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدينا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
58 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فكيف يتنعم أهل الجنة بما فيها من النعيم وما منهم أحد الا و قد افتقد ابنه وأباه أو حميمه أو أمه، فإذا افتقدوهم في الجنة لم يشكوا في مصيرهم إلى النار فما يصنع بالنعيم من يعلم أن حميمه في النار يعذب؟قال عليه السلام: ان أهل العلم قالوا: إنهم ينسون ذكرهم وقال بعضهم انتظروا قدومهم ورجوا ان يكونوا بين الجنة والنار في أصحاب الأعراف.
59 - في مجمع البيان: عاليهم ثياب سندس خضر وروى عن الصادق عليه السلام في معناه تعلوهم الثياب فيلبسونها.
60 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن قول الله عز وجل: " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا " فقال: يا علي أن الوفد لا يكونون الا ركبانا، أولئك رجال اتقوا الله فأحبهم الله عز ذكره، واختصهم ورضى أعمالهم فسماهم المتقين، ثم قال له: يا علي اما والذي فلق الحبة وبرئ النسمة انهم ليخرجون من قبورهم وان الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق العز، عليها رحائل الذهب مكللة بالدر والياقوت، وجلائلها الإستبرق والسندس وخطمها جذل الأرجوان (20) تطير بهم إلى المحشر مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله يزفونهم زفا (21) حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة الأعظم، وعلى باب الجنة شجرة ان الورقة منها ليستظل تحتها ألف رجل من الناس، وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية، قال: فيسقون منها شربة فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد، ويسقط عن ابشارهم (22) الشعر وذلك قول الله عز وجل: وسقاهم ربهم شرابا طهورا من تلك العين المطهرة قال: ثم يصرفون إلى عين أخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون فيها وهي عين الحياة فلا يموتون ابدا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
61 - في أصول الكافي عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: انا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا قال: بولاية على تنزيلا.
قلت: هذا تنزيل؟قال: نعم.
ذا تأويل
62 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: بكرة وأصيلا قال: بالغداة ونصف النهار ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا قال: صلاة الليل.
63 - في مجمع البيان " وسبحه ليلا طويلا " وروى عن الرضا عليه السلام انه سأله أحمد بن محمد عن هذه الآية وقال: ما ذلك التسبيح؟قال: صلاة الليل.
64 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: ان هذه تذكرة قال: الولاية.
65 - في الخرائج والجرائح عن القائم عليه السلام حديث طويل فيه يقول لكامل بن إبراهيم المدني: وجئت تسأل من مقالة المفوضة، كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشية الله عز وجل، فإذا شاء شئنا، والله يقول: وما تشاؤن الا أن يشاء الله.
66 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل يقول عليه السلام ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره وفعلهم فعله وكل ما يأتونه منسوب إليه، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لأنه يتوفى الأنفس على يد من يشاء، ويعطى ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء، وان فعل امنائه فعله، كما قال: وما تشاؤن الا ان يشاء الله.
67 - في نهج البلاغة وان الله يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة.
68 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: يدخل من يشاء في رحمته قال: في ولايتنا، قال: والظالمين أعد لهم عذابا أليما الا ترى ان الله يقول: " وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " قال: إن الله أعز وأمنع من أن يظلم، وأن ينسب نفسه إلى الظلم، ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته، ثم انزل بذلك قرآنا على نبيه فقال: " وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " قلت: هذا تنزيل؟قال نعم.
1- طوى فلان: جاع ولم يأكل شيئا.
2- العصيدة: دقيق يلت بالسمن ويطبخ.
3- الجزة: صوف شاة في السنة
4- الكبل: القيد أو أعظم ما يكون من القيود.
5- يقال: رجل عبل الذرعين أي ضخمهما. والباع: قدر مد اليدين وربما عبر بالباع عن الشرف والفضل والقدرة.
6- الصحفة: قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة ; قال الكسائي: أعظم القصاع الجفته ثم القصعة تشبع العشرة ; ثم الصحفة تشبع الخمسة ثم المئكلة تشبع الرجل أو الثلاثة، ثم الصحفة تشبع الرجل.
7- العراق - بالضم - جمع العرق: العظم الذي اخذ عنه اللحم.
8- قوله عليه السلام " دهين " كناية عن النضارة والطراوة كأنه صب عليه الدهن يقال " قوم مدهنون " عليهم آثار النعم.
9- الضراعة: الذل والاستكانة والضعف.
10- الزنيم: اللئيم الذي يعرف بلؤمه.
11- نكد عيشتهم: اشتد وعسر.
12- الدبر: الجرح.
13- الفراخ جمع الفرخ: ولد الطائر.
14- غارت عينه: دخلت في الرأس وانحسفت.
15- الكلوح بمعنى العبوس.
16- الحبك: الشد والاحكام وتحسين اثر الصنعة في الثوب.
17- الإكليل: تحت التاج وشبه العصابة تزين بالجواهر.
18- الوصفاء جمع الوصيف: الخادم والخادمة.
19- " مكللة " أي محفوفة. وقوله " جلائلها " كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا لكن في تفسير علي بن إبراهيم " جلالها " وهو بالكسر جمع جل بالضم: وهو للدابة كالثوب للانسان نصان به " والإستبرق ": الديباج الغليظ. والسندس: الديباج الرقيق. والخطم، اللجام. والجذل - بالكسر والفتح -: أصل الشجرة يقطع وقد يجعل العود جذلا. والأرجوان معرب ارغوان.
20- أي يذهبون بهم على غاية الكرامة كما يزف العروس زوجها، أو يسرعون بهم.
21- جمع بشرة.
22- العرف: شعر عنق الفرس.