تفسير سورة تبارك

1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء " تبارك الذي بيده الملك " في المكتوبة قبل ان ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح وفى أمانه يوم القيامة حتى يدخل الجنة.

2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة تبارك فكأنما أحيى ليلة القدر.

3 - وعن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: وددت ان تبارك الملك في قلب كل مؤمن.

وروى ابن أبي الزبير عن جابر وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا ينام حتى يقرء " ألم تنزيل " " وتبارك الذي بيده الملك ".

4 - وعن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن سورة من كتاب الله ما هي الا ثلثون آية شفعت لرجل فأخرجته يوم القيامة من النار وأدخلته الجنة، وهي سورة تبارك.

5 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن ابن محبوب عن ابن محبوب عن جميل عن عن سدير عن أبي جعفر عليهم السلام قال سورة الملك هي المانعة تمنع من عذاب القبر، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك ومن قراها في ليلة فقد أكثر وأطاب ولم يكتب بها من الغافلين، وانى لا ركع بها بعد عشاء الآخرة وانا جالس، وان والدي عليه السلام كان يقرءها في يومه وليلته، ومن قراها إذا دخل عليه ناكر ونكير من قبل رجليه قالت رجلاه: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل، قد كان هذا العبد يقوم على فيقرء سورة الملك في كل يوم وليلة، وإذا اتياه من قبل جوفه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد أوعاني سورة الملك، و إذا اتياه من قبل لسانه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل، قد كان هذا العبد يقرأ بي في كل يوم وليلة سورة الملك.

6 - في روضة الكافي ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل خلق الحياة قبل الموت.

7 - في الكافي باسناده إلى موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: الحياة والموت خلقان خلق الله، فإذا جاء الموت فدخل في الانسان لم يدخل في شئ الا وخرجت منه الحياة.

8 - في تفسير علي بن إبراهيم الذي خلق الموت والحياة قال: قدرهما و معناه: قدر الحياة، ثم الموت.

9 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن علي الناصر عن أبيه عن محمد بن علي عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السلام قال: قيل للصادق عليه السلام صف لنا الموت، قال: للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه (1) وينقطع التعب والألم كله عنه، وللكافر كلسع الأفاعي ولذع العقارب أو أشد، قيل: فان قوما يقولون إنه أصعب من نشر بالمناشير (2) وقرض بالمقاريض ورضخ بالأحجار وتدوير قطب الأرحية في الأحداق؟قال: كذلك على بعض الكافرين والفاجرين بالله عز وجل، الا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد فذلكم الذي هو أشد من هذا الا ان من عذاب الآخرة (3) فإنه أشد من عذاب الدنيا، قيل: فما بالنا نرى كافرا يسهل عليه النزع فينطفى وهو يحدث ويضحك ويتكلم، وفى المؤمنين أيضا من يكون كذلك، وفى المؤمنين والكافرين من يقاسى عند سكرة الموت هذه الشدائد؟فقال: ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو عاجل ثوابه، وما كان من شديدة فتمحيصه من ذنوبه ليرد الآخرة نقيا نظيفا مستحقا للثواب الأبد لا مانع له دونه، وما كان من سهولة هناك على الكافر فليوف اجر حسناته في الدنيا ليرد الآخرة وليس له الا ما يوجب عليه العذاب، وما كان من شدة على الكافر هناك فهو ابتداء عذاب الله بعد حسناته، ذلكم بأن الله عدل لا يجور.

10 - في اعتقادات الامامية للصدوق (ره) قيل لعلي بن الحسين عليهما السلام: ما الموت؟قال: الموت للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة وفك قيود وأغلال ثقيلة، و الاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روايح.

وأوطأ المراكب وآنس المنازل، وللكافر كخلع ثياب فاخرة والنقل عن منازل أنيسة والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها، وأوحش المنازل وأعظم العذاب.

11 - وقيل لمحمد بن علي الباقر عليه السلام: ما الموت؟قال: هو النوم الذي يأتيكم في كل ليلة، الا انه طويل مدته لا ينتبه منه إلى يوم القيامة.

12 - في مجمع البيان قال أبو قتادة سالت النبي صلى الله عليه وآله فيما أمر الله عن قوله: أيكم أحسن عملا ما عنى به؟فقال يقول: أيكم أحسن عقلا، ثم قال صلى الله عليه وآله: أتمكم عقلا وأشدكم لله خوفا وأحسنكم فيما أمر الله عز وجل به ونهى عنه نظرا، وإن كان أقلكم تطوعا.

13 - وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله تلا " تبارك الذي بيده الملك " إلى قوله " أحسن عملا " قال: أيكم أحسن عقلا.

وأورع عن محارم الله، وأسرع في طاعة الله.

14 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه واما قوله عز وجل " ليبلوكم أيكم أحسن عملا " فإنه عز وجل خلق خلقه ليبلوكم بتكليف طاعته وعبادته لا على سبيل الامتحان والتجربة لأنه لم يزل عليما بكل شئ.

15 - في تفسير علي بن إبراهيم الذي خلق سبع سماوات طباقا قال: بعضها طبق لبعض ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت قال: يعنى من فساد ثم ارجع البصر قال: انظر في ملكوت السماوات والأرض ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير أي منقطع قوله: ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح قال بالنجوم

16 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى الإمام محمد بن علي الباقر عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها قال صلى الله عليه وآله بعد ان ذكر عليا وأولاده عليهم السلام: الا ان أعدائهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا وهي تفور، و لها زفير كلما دخلت أمة لعنت أختها.

17 - في تفسير علي بن إبراهيم تكاد تميز من الغيظ قال: أعداء الله كلما القى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ ان أنتم الا في ضلال كبير.

(4)

18 - في كتاب علل الشرائع باسناده إلى علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام انه سأله رجل فقال: لأي شئ بعث الله الأنبياء والرسل إلى الناس؟فقال: لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، ولئلا يقولوا ما جاءنا من بشير ونذير، وليكون حجة الله عليهم، الا تسمع الله عز وجل يقول حكاية عن خزنة جهنم واحتجاجهم على أهل النار بالأنبياء والرسل: " ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ ان أنتم الا في ضلال كبير "

19 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الزراق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام وذكر حديثا يقول فيه عليه السلام: وانزل في تبارك " كلما القى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ ان أنتم الا في ضلال كبير "، فهؤلاء مشركون.

20 - في مجمع البيان وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير وفى الحديث عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الرجل ليكون من أهل الجهاد ومن أهل الصلاة والصيام وممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وما يجزى يوم القيامة الا على قدر عقله.

21 - وعن أنس بن مالك قال: اثنى قوم على رجل عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كيف عقله؟قالوا: يا رسول الله نخبرك عن اجتهاده في العبادة وأصناف الخير و تسألنا عن عقله؟فقال: ان الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر، وانما يرتفع العباد غدا في الدرجات وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم.

22 - في أصول الكافي باسناده إلى الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام قال: هبط جبرئيل على آدم عليه السلام فقال: يا آدم انى أمرت ان أخيرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنين، فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث؟فقال: العقل والحياء والدين فقال آدم عليه السلام: انى قد اخترت العقل، فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه، فقالا: يا جبرئيل أمرنا ان نكون مع العقل حيث كان، قال: فشأنكما وعرج.

23 - أحمد بن إدريس عن أحمد بن عبد الجبار عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال قلت: ما العقل؟قال: ما عبد به الرحمان واكتسب به الجنان، قال: قلت: فالذي كان في معاوية؟فقال: تلك النكراء تلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل وليست بالعقل.

24 - وباسناده إلى إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من كان عاقلا كان له دين، ومن كان له دين دخل الجنة.

25 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى " في ضلال كبير " الا ان أولياء هم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير.

26 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال قال سليمان بن داود عليهما السلام: أوتينا ما أوتي الناس وما لم يؤتوا، وعلمنا ما يعلم الناس وما لم يعلموا، فلم نجد شيئا أفضل من خشية الله في المغيب والمشهد، والقصد في الغنى و (الفقرظ) وكلمة الحق في الرضا والغضب، والتضرع إلى الله تعالى على كل حال.

قال عز من قائل: وهو اللطيف الخبير.

27 - في أصول الكافي باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام حديث طويل وفيه فقال: يا فتح انما قلنا: اللطيف للخلق اللطيف لعلمه بالشئ اللطيف، أولا ترى وفقك الله وثبتك إلى اثر صنعه في النبات اللطيف ومن الخلق اللطيف ومن الحيوان الصغار ومن البعوض والجرجس (5) وما هو أصغر منها ما لا يكاد تستبينه العيون، بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الأنثى، والحدث المولود من القديم، فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتدائه للسفاد والهرب من الموت والجمع لما يصلحه وما في لجج البحار وما في لحاء الأشجار (6) والمفاوز والقفار وافهام بعضها عن بعض منطقها وما يفهم به أولادها عنها ونقلها الغذاء إليها، ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة، وبياض مع حمرة، وانه ما لا يكاد عيوننا تستبينه لدمامة خلقها (7) لا تراه عيوننا وتلمسه أيدينا، علمنا أن خالق هذا الخلق لطيف لطف بخلق ما سميناه بلا علاج ولا أداة ولا آلة، وان كل صانع شئ فمن شئ صنع، والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لامن شئ.

28 - علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: اعلم علمك الله الخير وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: واما الخبير فالذي لا يعزب عنه شئ، ولا يفوته ليس للتجربة ولا للاعتبار بالأشياء، فعند التجربة والاعتبار علمان ولولا هما ما علم، لان من كان كذلك كان جاهلا، والله لم يزل خبيرا بما يخلق والخبير من الناس المستخبر عن جهل المتعلم فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.

29 - علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: أفمن يمشى مكبا على وجهه أهدى أم من يمشى سويا على صراط مستقيم قال: إن الله ضرب مثل من حاد عن ولاية على كمن يمشى على وجهه، لا يهتدى لامره، وجعل من تبعه سويا على صراط مستقيم، والصراط المستقيم أمير المؤمنين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

30 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سعد بن الخفاف عن أبي جعفر عليه السلام قال: القلوب أربعة قلت فيه نفاق وايمان; وقلب منكوس وقلب مطبوع، و قلب أزهر أنور قلت: ما الأزهر؟قال: فيه كهيئة السراج فاما المطبوع فقلب المنافق واما الأزهر فقلب المؤمن، ان أعطاه الله عز وجل شكر وان ابتلاه صبر، واما المنكوس فقلب المشرك، ثم قرأ هذه الآية " أفمن يمشى مكبا على وجهه أهدى أم من يمشى سويا على صراط مستقيم ".

31 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمان عن منصور عن حريز بن عبد الله عن الفضيل قال: دخلت مع أبي جعفر عليه السلام المسجد الحرام وهو متكئ على فنظر إلى الناس ونحن على باب بنى شيبة فقال: يا فضيل هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، لا يعرفون حقا ولا يدينون دينا، يا فضيل انظر إليهم مكبين على وجوههم لعنهم الله من خلق مسخور بهم مكبين على وجوههم (8) ثم تلا هذه الآية: " أفمن يمشى مكبا على وجهه أهدى أم من يمشى سويا على صراط مستقيم " يعنى والله عليا والأوصياء عليهم السلام، ثم تلا هذه الآية فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون أمير المؤمنين عليه السلام يا فضيل لم يسم بهذا الاسم غير علي عليه السلام الا مفتر كذاب إلى يوم الناس هذا، أما والله يا فضيل ما لله عز ذكره حاج غيركم ولا يغفر الذنوب الا لكم، ولا يتقبل الله الا منكم.

32 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن خالد عن القاسم بن محمد عن جميل بن صالح عن يوسف بن أبي سعيد قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ذات يوم فقال لي: إذا كان يوم القيامة وجمع الله تبارك وتعالى الخلائق كان نوح عليه السلام أول من يدعى به فيقال له: هل بلغت؟فيقول: نعم فيقال له: من يشهد لك؟فيقول: محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله قال: فيخرج نوح فيتخطأ الناس حتى يجيئ إلى محمد صلى الله عليه وآله وهو على كثيب المسك ومعه علي عليه السلام وهو قول الله عز وجل: " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

33 - في مجمع البيان وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالأسانيد الصحيحة عن الأعمش قال: لما رأوا ما لعلي بن أبي طالب عند الله من الزلفى سيئت وجوه الذين كفروا وعن أبي جعفر عليه السلام فلما رأوا مكان علي عليه السلام من النبي صلى الله عليه وآله سيئت وجوه الذين كفروا يعنى الذين كذبوا بفضله.

34 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا " قال: إذا كان يوم القيامة ونظر أعداء أمير المؤمنين عليه السلام إليه والى ما أعطاه الله من الكرامة والمنزلة الشريفة العظيمة وبيده لواء الحمد وهو على الحوض يسقى ويمنع تسود وجود أعدائه فيقال لهم: " هذا الذي كنتم به تدعون " أي هذا الذي كنتم به تدعون منزلته وموضعه واسمه.

35 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن إسماعيل بن سهل عن القاسم بن عروة عن أبي السفاتج عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون " قال: هذه نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه الذي عملوا ما عملوا، يرون أمير المؤمنين في أغبط الأماكن فتسئ وجوههم، ويقال له: " هذا الذي كنتم به تدعون " الذي انتحلتم اسمه.

36 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: فستعلمون من هو في ضلال مبين يا معشر المكذبين أنبأتكم رسالة ربى في ولاية علي عليه السلام والأئمة من بعده، من هو في ضلال مبين " كذا أنزلت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

37 - علي بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم بن معاوية البجلي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: قل أرأيتم ان أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين قال: إن أرأيتم ان أصبح امامكم غائبا فمن يأتيكم بامام مثله.

38 - حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن أحمد عن القاسم بن العلا قال: حدثنا إسماعيل بن علي الفزاري عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب قال: سئل الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: " قل أرأيتم ان أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين " فقال عليه السلام: ماءكم أبوابكم الأئمة والأئمة أبواب الله " فمن يأتيكم بماء معين " أي يأتيكم بعلم الامام.

39 - في عيون الأخبار من الاخبار المنثورة باسناده إلى الحسن بن محبوب عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: لابد من فتنة صماء صيلم (9) تسقط فيها كل بطانة و وليجة (10) وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدى يبكى عليه أهل السماء وأهل الأرض وكل حرى وحران (11) وكل حزين لهفان، ثم قال: بابى وأمي سمى شبيهي وشبيه موسى بن عمران عليه السلام، عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس، كم من حرى مؤمنة وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين، كأني بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب، يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين.

40 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم عن معاوية بن وهب البجلي وأبى قتادة عن محمد بن حفص عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام قال: قلت له: ما تأويل قول الله عز وجل: " قل أرأيتم ان أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين "؟فقال: إذا فقدتم امامكم فلم تروه فماذا تصنعون.

41 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " قل أرأيتم ان أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين " فقال: هذه نزلت في الإمام القائم يقول: إن أصبح امامكم غائبا عنكم لا تدرون أين هو؟فمن يأتيكم بامام ظاهر يأتيكم باخبار السماوات والأرض وحلال الله وحرامه، ثم قال عليه السلام: والله ما جاء تأويل هذه الآية ولابد ان يجيئ تأويلها.


1- المناشير جمع المنشار: آلة ذات أسنان ينشر بها الخشب ونحوه

2- كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا لكن في العيون وما في الاخبار " الا من عذاب الآخرة... اه "

3- كذا في الأصل وفى المصدر بعد قوله " كبير " أي في عذاب شديد.

4- الجرجس - بكسر المعجمتين -: البعوض الصغار فهو من قبيل عطف الخاص على العام

5- لجة البحر: معظمه. واللحاء - بالكسر والمد -: قشر الشجر.

6- الدميم: الحقير، يقال: رجل دميم وبه دمامة إذا كان قصير الجثة حقير الجثمان.

7- قوله (ع) " مسخور بهم " أي مسخرون كالبهايم، مستعمرون للأجانب ولا يدرون ما بهم ولا يشعرون " مكبين على وجوههم " أي يعثرون كل ساعة على وجوههم وهو كناية عن شدة تحيرهم وترددهم وغفلتهم وعدم ثباتهم.

8- الصماء: الداهية الشديدة والصيلم: الامر الشديد

9- بطانة الرجل ووليجته خاصته

10- أي امرأة حزينة ورجل: حزين.

11- الهدبة خمل الثوب.