تفسير سورة الزخرف
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أدمن قراءة حم الزخرف آمنه الله في قبره من هوام الأرض وضغطة القبر حتى يقف بين يدي الله عز وجل ثم جاءت حتى تدخله الجنة بأمر الله تبارك وتعالى.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرء سورة الزخرف كان ممن يقال له يوم القيامة: يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ادخلوا الجنة بغير حساب.
3 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأما حم فمعناه الحميد المجيد.
4 - في تفسير علي بن إبراهيم (حم) حرف من الاسم الأعظم وقوله عز وجل: وانه في أم الكتاب لدينا لعلى حكيم يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه مكتوب في الفاتحة في قول الله عز وجل: (اهدنا الصراط المستقيم) قال أبو عبد الله عليه السلام هو أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
5 - في تهذيب الأحكام في الدعاء المنقول بعد صلاة يوم الغدير عن أبي - عبد الله عليه السلام ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الأنام وصراطك المستقيم السوي وحجتك وسبيلك الداعي إليك على بصيرة هو ومن اتبعه سبحان الله عما يشركون بولايته وبما يلحدون باتخاذ الولائج دونه، فاشهد يا الهى انه الإمام الهادي المرشد الرشيد على أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك، فقلت: وانه في أم الكتاب لدينا لعلى حكيم لا أشركه إماما ولا اتخذ من دونه وليجة.
6 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن هاشم رحمه الله قال حدثنا أبي عن جدي عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (اهدنا الصراط المستقيم) قال: هو أمير المؤمنين ومعرفته، والدليل على أنه أمير أمير المؤمنين قوله عز وجل: (وانه في أم الكتاب لدينا لعلى حكيم) وهو أمير المؤمنين (ع) في أم الكتاب في قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم).
7 - في مجمع البيان: ثم تذكروا نعمة ربكم وروى العياشي باسناده عن أبي - عبد الله عليه السلام قال: ذكر النعمة ان تقول: الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا القرآن ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله، وتقول بعده: سبحان الذي سخر لنا هذا إلى آخره.
8 - وروى عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا استوى على بعيره خارجا في سفر كبر ثلاثا وقال: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون) اللهم انا نسئلك في سفرنا هذا البر والتقوى والعمل بما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا وأطوعنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب (3) وسوء المنظر في الأهل والمال، وإذا رجع قال: آئبون تائبون لربنا حامدون أورده مسلم في الصحيح.
9 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: إذا ركبتم الدواب فاذكروا الله تعالى، وقولوا (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون).
10 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل ابن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا؟قال: نعم، قلت: ما هو؟قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال وإن كان فيما أنعم عليه في ماله حق أداه، ومنه قوله عز وجل: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
11 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أسباط ومحمد بن أحمد عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن أسباط عن أبي الحسن عليه السلام حديث طويل نقول فيه عليه السلام وإن خرجت برا فقل الذي قال الله عز وجل: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون) فان أنه ليس من عبد يقولها عند ركوبه فيقع من بعير أو دابة فيصيبه شئ بإذن الله.
12 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل عن الفضل ابن شاذان عن ابن أبي عمير عن صفوان بن يحيى جميعا عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا استويت على راحلتك واستوى بك محملك فقل: الحمد لله الذي هدينا للاسلام ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله، (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين) اللهم أنت الحامل على الظهر والمستعان على الامر، اللهم بلغنا بلاغا يبلغ إلى خير، بلاغا إلى مغفرتك ورضوانك، اللهم لا طير الا طيرك (4) ولا خير الا خيرك ولا حافظ غيرك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
13 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: فان ركبت الظهر فقل (الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون).
14 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن الدهقان عن درست عن إبراهيم ابن عبد الحميد عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا ركب الرجل إلى أن قال: وقال: من قال إذا ركب الدابة: بسم الله لا حول ولا قوة الا بالله (الحمد لله الذي هدينا لهذا وما كنا لنهتدي) الآية (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) حفظت له دابته ونفسه حتى ينزل.
15 - في من لا يحضره الفقيه وسئل سعد بن سعد الرضا عليه السلام عن سجدة الشكر فقال: أرى أصحابنا يسجدون بعد الفريضة سجدة واحدة ويقولون: هي سجدة الشكر، فقال: انما الشكر إذا أنعم الله عز وجل على عبده أن يقول: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين).
16 - وكان الصادق عليه السلام إذا وضع رجله في الركاب يقول: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) ويسبح الله سبعا ويحمد الله سبعا ويهلل سبعا.
17 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: (لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم) إلى قوله (وما كنا مقرنين) قال: فإنه حدثني أبي عن ابن فضال عن الفضل بن صالح عن سعد ابن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال: أمسكت لأمير المؤمنين صلوات الله عليه بالركاب وهو يريد أن يركب، فرفع رأسه ثم تبسم فقلت له: يا أمير المؤمنين رأيتك رفعت رأسك ثم تبسمت؟قال: نعم يا اصبغ أمسكت أنا لرسول الله صلى الله عليه وآله كما أمسكت أنت لي الركاب فرفع رأسه ثم تبسم فسألته عن تبسمه كما سألتني، وسأخبرك كما أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله أمسكت لرسول الله صلى الله عليه وآله بغلته الشهباء فرفع رأسه إلى السماء وتبسم فقلت: يا رسول الله رفعت رأسك إلى السماء وتبسمت لماذا؟فقال: يا علي ليس من أحد يركب فيقرأ آية الكرسي ثم يقول: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الحي القيوم وأتوب إليه اللهم اغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب الا أنت، الا قال السيد الكريم: يا ملائكتي عبدي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري، اشهدوا أنى قد غفرت له ذنوبه.
18 - حدثني أبي عن علي بن أسباط قال: حملت متاعا إلى مكة فكسد على فجئت إلى المدينة فدخلت إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام فقلت: جعلت فداك إني قد حملت متاعا إلى مكة وكسد على وقد أردت مصرا فأركب بحرا أو برا؟فقال: مصر الحتوف يقبض إليها، وهم أقصر الناس أعمارا قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تغسلوا رؤسكم بطينها، ولا تشربوا في فخارها، فإنه يورث الذلة ويذهب بالغيرة، ثم قال: لا عليك أن تأتى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وتصلى فيه ركعتين، وتستخير الله عز وجل مأة مرة ومرة فإذا عزمت على شئ وركبت البر فإذا استويت (5) على راحلتك فقل: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون) فإنه ما ركب أحد ظهرا فقال هذا وسقط الا لم يصبه كسر ولا ونى ولا وهن، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
وقوله عز وجل: أو من ينشؤ في الحلية أي ينشؤ في الذهب وهو في الخصام غير مبين قال إن موسى عليه السلام أعطاه الله عز وجل من القوة ان أرى فرعون صورته على فرس من ذهب رطب عليه ثياب من ذهب رطب فقال فرعون (أو من ينشؤ في الحلية) أي ينشؤ بالذهب (وهو في الخصام غير مبين) قال: لا يبين الكلام ولا يتبين من الناس، ولو كان نبيا لكان خلاف الناس.
19 - في بصائر الدرجات أحمد بن الحسين عن أبيه عن بكر بن صالح عن عبد الله بن إبراهيم بن عبد العزيز بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر الجعفري قال: حدثنا يعقوب بن جعفر قال: كنت مع أبي الحسن عليه السلام بمكة فقال له رجل انك لتفسر من كتاب الله ما لم يسمع، فقال: علينا نزل قبل الناس، ولنا فسر قبل أن يفسر في الناس فنحن نعرف حلاله وحرامه، وناسخه ومنسوخه، ومتفرقه وحضرته وفى أي ليلة نزلت من آية وفيمن نزلت وفيما أنزلت، فنحن حكماء الله في أرضه، وشهداؤه على خلقه، وهو قول الله تبارك وتعالى: ستكتب شهادتهم ويسئلون فالشهادة لنا والمسألة للمشهود عليه، فهذا علم قد أنهيته.
20 - في أصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن إبراهيم الجعفري قال: كتب يحيى بن عبد الله بن الحسن إلى موسى بن جعفر عليه السلام: اما بعد فانى أوصى نفسي بتقوى الله وبها أوصيك فإنها وصية الله في الأولين ووصيته في الآخرين: خبرني من ورد على من أعوان الله على دينه ونشر طاعته بما كان من تحننك (6) مع خذلانك، وقد شاورت في الدعوة للرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله وقد احتجبتها واحتجبها أبوك من قبلك (7) وقديما ادعيتم ما ليس لكم وبسطتم آمالكم إلى ما لم يعطكم الله فاستهويتم وأضللتم وأنا محذرك ما حذرك الله من نفسه، فكتب إليه أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: من موسى بن عبد الله ابن جعفر وعلى مشتركين في التذلل لله وطاعته، إلى يحيى بن عبد الله بن الحسن اما بعد فانى أحذرك الله ونفسي وأعلمك اليم عذابه وشديد عقابه، وتكامل نقماته، وأوصيك ونفسي بتقوى الله فإنها زين الكلام، وتثبيت النعم اتاني كتابك تذكر فيه انى مدع وأبى من قبل وما سمعت ذلك منى و (ستكتب شهادتهم ويسألون).
21 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم عن الصادق عليه السلام حديث طويل وفى آخره قال هشام: قلت: فهل يكون الإمامة في الآخرين بعد الحسن والحسين؟قال: لا انما هي جارية في عقب الحسين عليه السلام كما قال الله عز وجل: وجعلها كلمة باقية في عقبه ثم هي جارية في الأعقاب وأعقاب الأعقاب إلى يوم القيامة.
22 - وباسناده إلى محمد بن قيس عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام أنه قال: فينا نزلت هذه الآية: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) والإمامة في عقب الحسين عليه السلام إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
23 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) قال: في عقب الحسين عليه السلام، فلم يزل هذا الامر منذ أفضى إلى الحسين ينقل من ولد إلى ولد لا يرجع إلى أخ وعم، ولم يتم بعلم أحد منهم الا وله ولد وان عبد الله خرج من الدنيا ولا ولد له ولم يمكث بين ظهراني أصحابه الا شهرا.
24 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي - بصير قال: سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) قال: هي الإمامة جعلها الله عز وجل في عقب الحسين عليه السلام باقية إلى يوم القيامة.
25 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه في خطبة الغدير: معاشر الناس القرآن يعرفكم ان الأئمة من بعده ولده، وعرفتكم أنه منى وأنا منه حيث يقول الله عز وجل: (كلمة باقية في عقبه) وقلت: لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما.
26 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب الأعرج عن أبي هريرة قال: سئلت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قوله: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) قال: جعل الإمامة في عقب الحسين، يخرج من صلبه تسعة من الأئمة منهم مهدى هذه الأمة.
27 - المفضل بن عمر قال: سئلت الصادق عليه السلام عن هذه الآية قال: يعنى بذلك الإمامة جعلها في عقب الحسين إلى يوم القيامة، فقلت: كيف صارت في ولد الحسين عليه السلام دون ولد الحسن عليه السلام؟فقال: ان موسى وهارون كانا نبيين ومرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى، ثم ساق الحديث إلى قوله: هو الحكيم في أفعاله لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون.
28 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وعن أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام عن أبيه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان قاعدا ذات يوم بفناء الكعبة إذ قال له عبد الله بن أمية المخزومي: لو أراد الله أن يبعث إلينا رسولا لبعث أجل من فيما بيننا مالا وأحسنه حالا فهلا نزل هذا القران الذي تزعم أن الله أنزله عليك وانبعثك به رسولا على رجل من القريتين عظيم: إما الوليد بن المغيرة بمكة وإما عروة بن مسعود الثقفي بالطائف، فقال صلى الله عليه وآله: أما قولك لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم الوليد بن المغيرة بمكة أو عروة بالطايف، فان الله ليس يستعظم مال الدنيا كما تستعظم أنت، ولا خطر له عنده كما له عندك، بل لو كانت الدنيا عنده تعدل جناح بعوضة ما سقى كافرا به مخالفا شربة ماء، وليس قسمة رحمة الله إليك بل الله القاسم للرحمات والفاعل لما يشاء في عبيده وإمائه، وليس هو عز وجل ممن يخاف أحدا كما تخافه أنت لما له وحاله، فعرفته بالنبوة لذلك، ولا ممن يطمع في أحد في ماله أو حاله كما تطمع أنت فتخصه بالنبوة لذلك، ولا ممن يحب أحدا محبة الهوى كما تحب فيقدم من لا يستحق التقديم، وانما معاملته بالعدل، فلا يؤثر لافضل مراتب الدين وخلاله الا الأفضل في طاعته والاجد في خدمته، وكذا لا يؤخر في مراتب الدين وجلاله الا أشدهم تباطئا عن طاعته، وإذا كان هذا صفته لم ينظر إلى مال ولا إلى حال، بل هذا المال والحال من تفضله، وليس لاحد اكراهه من عباده عليه ضريبة لازب (8) فلا يقال له: إذا تفضلت بالمال على عبد فلا بد ان تتفضل عليه بالنبوة أيضا لأنه ليس لأحد اكراهه على خلاف مراده، ولا الزامه تفضلا، لأنه تفضل قبله بنعمة الا ترى يا عبد الله كيف أغنى واحدا وقبح صورته، وكيف حسن صورة واحد وأفقره، وكيف شرف واحدا وأفقره، وكيف أغنى واحدا ووضعه. ثم ليس لهذا الغنى أن يقول: هلا أضيف إلى يسارى جمال فلان. ولا للجميل أن يقول: هلا أضيف إلى جمالي مال فلان؟ولا للشريف أن يقول: هلا أضيف إلى شرفي مال فلان؟ولا للوضيع أن يقول: هلا أضيف إلى مالي شرف فلان؟ولكن الحكم الله يقسم كيف يشاء. ويفعل كما يشاء. وهو حكيم في أفعاله محمود في أعماله، وذلك قوله: و قالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم قال الله أهم يقسمون رحمة ربك يا محمد نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا فأحوجنا بعضا إلى بعض أحوج هذا إلى مال ذلك وأحوج ذلك إلى سلعة هذا والى خدمته فترى أجل الملوك وأغنى الأغنياء محتاجا إلى أفقر الفقراء في ضرب من الضروب اما سلعة، معة ليست معه، واما خدمة يصلح لها يتهيأ لذلك الملك أن يستغنى الا به، وإما باب من العلوم والحكم هو فقير إلى أن يستفيدها من هذا الفقير الذي يحتاج إلى مال ذلك الملك الغنى، و ذلك الملك يحتاج إلى علم هذا الفقير أو رأيه أو معرفته، ثم ليس للملك أن يقول: هلا اجتمع إلى مالي علم هذا الفقير؟ولا للفقير أن يقول: هلا اجتمع إلى رأيي ومعرفتي وعلمي وما أتصرف فيه من فنون الحكم مال هذا الملك الغنى ؟.
29 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: لو حلف القانع بتملكه على الدارين لصدقه الله عز وجل بذلك ولابره، لعظم شأن مرتبته في القناعة، ثم كيف لا يقنع العبد بما قسم الله عز وجل له وهو يقول: (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) فمن أذعن وصدقه بما شاء ولما شاء بلا غفلة وأيقن بربوبيته أصاف تولية الأقسام إلى نفسه بلا سبب، ومن قنع بالمقسوم استراح من الهم والكرب والتعب.
30 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله متصل بآخر ما نقلنا عنه أعنى قوله مال هذا الملك الغنى، ثم قال: ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ثم قال: يا محمد ورحمة ربك خير مما يجمعون أي ما يجمعه هؤلاء من أموال الدنيا.
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
31 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: ولولا أن يكون الناس أمة واحدة أي على مذهب واحد لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة و معارج عليها يظهرون قال: المعارج الذي يظهرونها ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا قال: البيت المزخرف بالذهب، قال الصادق عليه السلام: لو فعل الله ذلك لما آمن أحد، ولكنه جعل في المؤمنين أغنياء وفى الكافرين فقراء وجعل في الكافرين أغنياء وفى المؤمنين فقراء ثم امتحنهم بالامر والنهى، والصبر والرضا.
32 - في كتاب علل الشرايع أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: سألت علي بن الحسين عليه السلام عن قول الله عز وجل: (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة) قال: عنى بذلك أمة محمد أن يكونوا على دين واحد كفارا كلهم (لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون) ولو فعل ذلك بأمة محمد صلى الله عليه وآله لحزن المؤمنين وغمهم ذلك ولم يناكحوهم ولم يوارثوهم.
33 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: سألت علي بن الحسين عليهما السلام وذكر كما نقلنا عن كتاب العلل إلى قوله: (ومعارج عليها يظهرون) فإنه ليس في أصول الكافي.
34 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى منصور بن يونس قال قال أبو عبد الله عليه السلام: قال الله عز وجل: لولا أن يجد عبدي المؤمن في نفسه (9) لعصبت الكافر بعصابة من ذهب.
35 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد ابن سنان عن العلا عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن فقراء المؤمنين يتقلبون في رياض الجنة قبل أغنيائهم أربعين خريفا (10)، قال: سأضرب لك مثل ذلك، انما مثل ذلك مثل سفينتين مر بهما على عاشر (11) فنظر في إحديهما فلم ير فيها شيئا فقال: أسربوها (12) ونظر في الأخرى فإذا هي موقرة (13) فقال احبسوها.
36 - وباسناده قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لولا الحاح المؤمنين على الله في طلب الرزق لنقلهم من الحال التي هم فيها إلى حال أضيق منها.
37 - وباسناده إلى سعدان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله عز وجل يلتفت يوم - القيامة إلى فقراء المؤمنين شبيها بالمعتذر إليهم، فيقول: وعزتي وجلالي ما أفقرتكم في الدنيا من هوان بكم على ولترون ما اصنع بكم اليوم فمن زود منكم في دار الدنيا معروفا فخذوا بيده وادخلوه الجنة، قال: فيقول رجل منهم: يا رب ان أهل الدنيا تنافسوا في دنياهم فنكحوا النساء ولبسوا الثياب اللينة، وأكلوا الطعام وسكنوا الدور وركبوا المشهور من الدواب، فأعطني مثل ما أعطيتهم، فيقول تبارك وتعالى: لك ولكل عبد منكم مثل ما أعطيت أهل الدنيا منذ كانت الدنيا إلى انقضت الدنيا سبعون ضعفا.
38 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن إبراهيم بن عقبة عن إسماعيل بن سهل وإسماعيل بن عباد جميعا يرفعانه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: ما كان من ولد آدم مؤمن الا فقيرا ولا كافر الا غنيا حتى جاء إبراهيم عليه السلام فقال: (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) فصير الله في هؤلاء أموالا وحاجة، وفى هؤلاء أموالا وحاجة.
39 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل موسر (14) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله نقى الثوب فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء رجل معسر درن الثوب (15) فجلس إلى جنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أخفت أن يمسك من فقره شئ؟قال: لا، قال: فخفت أن يصيبه من غناك شئ؟قال: لا، قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟قال: لا، قال: فما حملك على ما صنعت؟قال: يا رسول الله ان لي قرينا يزين لي كل قبيح، ويقبح لي كل حسن (16) وقد جعلت له نصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للمعسر، أتقبل؟قال: لا، فقال له الرجل: ولم؟قال: أخاف أن يدخلني ما دخلك.
40 - وباسناده إلى حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال في مناجاة موسى عليه السلام إذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين، وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته.
41 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: طوبى للمساكين بالصبر، وهم الذين يرون ملكوت السماوات والأرض.
42 - وباسناده قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: يا معشر المساكين طيبوا نفسا وأعطوا الله الرضا من قلوبكم يثبكم الله عز وجل على فقركم، فإن لم تفعلوا فلا ثواب لكم.
43 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن إبراهيم الحذاء عن محمد ابن صغير، عن جده شعيب عن مفضل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لولا الحاح هذه الشيعة على الله في طلب الرزق. لنقلهم من الحال التي هم فيها إلى ما هو أضيق.
44 - وباسناده إلى مفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل ليعتذر إلى عبده المؤمن المحوج في الدنيا كما يعتذر الأخ إلى أخيه، فيقول: و عزتي وجلالي ما أحوجتك في الدنيا من هوان كان بك على فارفع هذا السجف (17) فانظر إلى ما عوضتك من الدنيا، فيرفع فيقول: ما ضرني ما منعتني مع ما عوضتني.
45 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن مبارك غلام شعيب قال: سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام يقول: إن الله عز وجل يقول: انى لم أغن الغنى لكرامة به على، ولم أفقر الفقير لهوان به على، وهو مما ابتليت به الأغنياء بالفقراء، ولولا الفقراء لم يستوجب الأغنياء الجنة.
46 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عمن ذكره عن أبي - عبد الله عليه السلام قال: الفقر الموت الأحمر، فقلت لأبي عبد الله عليه السلام: الفقر من الدينار و الدرهم؟فقال: لا، ولكن من الدين.
47 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: من تصدى بالاثم أعشى عن ذكر الله تعالى (18) من ترك الاخذ عن أمر الله بطاعته قيض (19) له شيطان فهو له قرين.
48 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام: ولئن تقمصها دوني الاشقيان ونازعاني فيما ليس لهما بحق وركباها ضلالة واعتقلاها جهالة فلبئس ما عليه وردوا ولبئس ما لأنفسهما مهدا يتلاعنان في دورهما ويتبرأ كل منهما من صاحبه، يقول لقرينه إذا التقيا: يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين فيجيب الأشقى على رثوثة (20) (يا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جائني وكان الشيطان للانسان خذولا) فانا الذكر الذي عنه صد.
49 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم ابن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي - جعفر عليه السلام قال: نزلت هاتين الآيتين هكذا قول الله عز وجل: (حتى إذا جاءنا) يعنى فلانا وفلانا يقول أحدهما لصاحبه حين يراه (يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين) فقال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله: (قل لفلان وفلان واتباعهما لن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد صلوات الله عليه وعليهم حقهم انكم في العذاب مشتركون) ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله: أفأنت تسمع الصم أو تهدى العمى ومن كان في ضلال مبين فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون يعنى من فلان وفلان.
50 - حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن يحيى بن سعيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: فاما نذهبن بك الآية يا محمد صلى الله عليه وآله من مكة إلى المدينة فانا رادوك إليها ومنتقمون منهم بعلى بن أبي طالب عليه السلام.
51 - في مجمع البيان (فاما نذهبن بك) الآية روى أنه صلى الله عليه وآله أرى ما تلقى أمته بعده فما زال منقبضا ولم ينبسط ضاحكا حتى لقى الله تعالى.
52 - وروى جابر بن عبد الله الأنصاري قال: انى لأدناهم من رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع بمنى، حتى قال لألفينكم ترجعون بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفنني في الكتيبة التي تضاربكم، ثم التفت إلى خلفه فقال: أو على أو على ثلاث مرات فرأينا أن جبرئيل عليه السلام غمزه، فأنزل الله على أثر ذلك (فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون بعلى بن أبي طالب).
53 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وآله فاستمسك بالذي أوحى إليك انك على صراط مستقيم قال: إنك على ولاية علي وعلي هو الصراط المستقيم.
54 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون قال أبو جعفر عليه السلام: نحن قومه ونحن المسؤولون.
55 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمان بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: في قوله: (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) قال: إيانا عنى ونحن أهل الذكر ونحن المسؤولون.
56 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) فرسول الله صلى الله عليه وآله الذكر وأهل بيته عليهم السلام المسؤولون وهم أهل الذكر.
57 - أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد عن ربعي عن الفضيل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) قال: الذكر القرآن ونحن قومه ونحن المسؤولون.
58 - محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام ونقل حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: وسمى الله عز وجل القرآن ذكرا وقال: انه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون.
59 - علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن أبان بن عثمان عن أبي بصير قال: سئلت أبا جعفر عليه السلام عن شهادة ولد الزنا تجوز؟فقال: لا، فقلت: ان الحكم بن عتيبة يزعم أنها تجوز؟فقال: اللهم لا تغفر ذنبه، ما قال الله للحكم (انه لذكر لك ولقومك) فليذهب الحكم يمينا وشمالا. فوالله لا يؤخذ العلم الا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل عليه السلام.
60 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له قوله: (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) فقال: الذكر القرآن، ونحن قومه ونحن المسؤولون.
61 - في بصائر الدرجات العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن عمر بن يزيد قال: قال أبو جعفر عليه السلام: في قوله تعالى: (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) قال: الذكر رسول الله، وأهل بيته أهل الذكر وهم المسؤولون.
62 - يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي - جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) قال: انما عنانا بها، نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون.
63 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي الربيع قال: حججت مع أبي جعفر عليه السلام في السنة التي حج فيها هشام ابن عبد الملك وكان معه نافع بن الأزرق مولى عمر بن الخطاب، فنظر نافع إلى أبى جعفر عليه السلام في ركن البيت وقد اجتمع إليه الناس، فقال: يا أمير المؤمنين من هذا الذي تتكافى عليه الناس؟فقال: هذا نبي أهل الكوفة محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليه السلام فقال نافع: لأتينه فلاسئلنه عن مسائل لا يجيبني فيها الا نبي أو وصى نبي أو ابن وصى فقال هشام: فاذهب إليه فاسأله فلعلك أن تخجله فجاء نافع فاتكى على الناس ثم أشرف على أبى جعفر عليه السلام، فقال: يا محمد بن علي انى قرأت التورية والإنجيل والزبور والفرقان وقد عرفت حلالها وحرامها وقد جئتك أسئلك عن مسائل لا يجيبني فيها الا نبي أو وصى أو ابن وصى نبي، فرفع إليه أبو جعفر عليه السلام رأسه فقال له: سل، فقال: أخبرني كم بين عيسى ومحمد من سنة؟فقال أخبرك بقولي أم بقولك؟قال: أخبرني بالقولين جميعا. قال: أما قولي فخمسمأة سنة، وأما قولك فستمأة سنة، قال: فأخبرني عن قول الله عز وجل: واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمان آلهة يعبدون من ذا الذي سأل محمد و كان بينه وبين عيسى خمسمأة سنة؟قال: فتلا أبو جعفر عليه السلام هذه الآية: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا) فكان من الآيات التي أراها الله محمدا حين أسرى به إلى البيت المقدس أن حشر الله له الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين، ثم أمر جبرئيل عليه السلام فأذن شفعا وأقام شفعا، ثم قال في اقامته: حي على خير العمل ثم تقدم محمد صلى الله عليه وآله فصلى بالقوم، فأنزل الله عليه (واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: على ما تشهدون و ما كنتم تعبدون؟فقالوا: نشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وانك رسول الله أخذت على ذلك مواثيقنا وعهودنا، قال نافع: صدقت يا بن رسول الله يا أبا جعفر أنتم والله أوصياء رسول الله وخلفاءه في التورية، وأسماءكم في الإنجيل وفى الزبور وفى القرآن، وأنتم أحق بالامر من غيركم.
في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي وأبى منصور عن أبي ربيع مثله إلى قوله قال نافع: صدقت من غير تغيير وحذف مغير للمعنى.
64 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأما قوله: (واسئل من أرسلنا قبلك من رسلنا) فهذا من براهين نبينا صلى الله عليه وآله التي آتاه الله إياها وأوجب به الحجة على ساير خلقه، لأنه لما ختم به الأنبياء وجعله الله رسولا إلى جميع الأمم وساير الملل خصه بالارتقاء إلى السماء عند المعراج، وجمع له يومئذ الأنبياء، فعلم منهم ما أرسلوا به، وحملوه من عزائم الله وآياته وبراهينه. فأقروا أجمعين بفضله وفضل الأوصياء والحجج في الأرض من بعده، وفضل شيعة وصيه من المؤمنين والمؤمنات الذين سلموا لأهل الفضل فضلهم ولم يستكبروا عن أمرهم وعرف من أطاعهم وعصاهم من أممهم وساير من مضى ومن غبر (21) أو تقدم أو تأخر.
65 - في تفسير علي بن إبراهيم: ولا يكاد يبين قال: لم يبين الكلام.
66 - في نهج البلاغة ولقد دخل موسى بن عمران ومعه أخوه هارون عليهما السلام على فرعون وعليهما مدارع الصوف وبأيديهما العصى فشرطا له إن أسلم بقاء ملكه و دوام عزه، فقال: الا تعجبون من هذين يشرطان لي دوام العز وبقاء الملك وهما مما ترون من حال الفقر والذل فهلا ألقى عليهما أساور من ذهب؟إعظاما للذهب وجمعه، واحتقارا للصوف ولبسه ولو أراد الله سبحانه لأنبيائه حيث بعثهم ان يفتح لهم كنوز الذهبان ومعادن العقيان (22) ومغارس الجنان وأن يحشر معهم طيور السماء ووحوش الأرضين لفعل، ولو فعل لسقط البلاء وبطل الجزاء واضمحلت الانباء (23) ولما وجب للقابلين أجور المبتلين، ولا استحق المؤمنون ثواب المحسنين، ولا لزمت الأسماء معانيها (24) ولكن الله سبحانه جعل رسله أولى قوة في عزائمهم وضعفة فيما ترى الأعين من حالاتهم، مع قناعة تملأ القلوب والعيون غنى، وخصاصة تملأ الابصار والاسماع اذى، ولو كانت الأنبياء عليهم السلام أهل قوة لا ترام وعزة لا تضام، وملك تمد نحوه أعناق الرجال وتشد إليه عقد الرحال لكان ذلك أهون على الخلق في الاعتبار وأبعد لهم من الاستكبار، ولامنوا عن رهبة قاهرة لهم، أو رغبة مائلة بهم، وكانت النيات مشتركة والحسنات مقتسمة، ولكن الله سبحانه أراد أن يكون الاتباع لرسله والتصديق بكتبه والخشوع لوجهه والاستكانة لامره والاستسلام لطاعته أمورا له خاصة لا يشوبها من غيرها شائبة، وكلما كانت البلوى والاختبار أعظم كانت المثوبة والجزاء اجزل.
67 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أحمد بن أبي عبد الله رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: فلما آسفونا انتقمنا منهم قال: إن الله تبارك وتعالى لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون، وهم مخلوقون مدبرون، فجعل رضاءهم لنفسه رضى، وسخطهم لنفسه سخطا، وذلك لأنه جعلهم الدعاة إليه والأدلاء عليه، فلذلك صاروا كذلك وليس ان ذلك يصل إلى الله كما يصل إلى خلقه ولكن هذا معنى ما قال من ذلك، وقد قال أيضا: من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها، وقال أيضا: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) وقال أيضا: (ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله) وكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من الأشياء مما يشاكل ذلك، ولو كان يصل إلى المكون الأسف والضجر وهو الذي أحدثهما وأنشأهما لجاز لقائل أن يقول: إن المكون يبيد يوما، لأنه إذا دخله الضجر والغضب دخله التغيير، فإذا دخله التغيير لم يؤمن عليه الإبادة (25) و لو كان ذلك كذلك لم يعرف المكون من المكون ولا القادر من المقدور، ولا الخالق من المخلوقين، تعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا هو الخالق للأشياء لا لحاجة، فإذا كان لا لحاجة استحال الحد والكيف فيه، فافهم ذلك انشاء الله.
68 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن عمه حمزة بن بزيع عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (فلما آسفونا انتقمنا منهم) فقال: ان الله عز وجل لا يأسف كأسفنا، ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون، وهم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم رضا نفسه، و سخطهم سخط نفسه، لأنه جعلهم الدعاة وذكر إلى آخر ما نقلنا عن كتاب التوحيد من غير تغيير وحذف مغير للمعنى المراد.
69 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن وكيع عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن أبي الصادق عن أبي الأغر عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله جالس في أصحابه إذ قال: إنه يدخل عليكم الساعة شبيه عيسى بن مريم، فخرج بعض من كان جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ليكون هو الداخل، فدخل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال الرجل: لبعض أصحابه اما رضى محمد ان فضل عليا علينا حتى يشبهه بعيسى بن مريم، والله لآلهتنا التي كنا نعبدها في الجاهلية أفضل منه، فأنزل الله في ذلك المجلس: ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يضجون فحرفوها يصدون وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك الاجد لا بل هم قوم خصمون ان على الا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى إسرائيل فمحى اسمه عن هذا الموضع.
70 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن الحسين بن يزيد النوفلي عن اليعقوبي عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن جده قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: في قوله عز وجل: (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) قال: الصدود في العربية الضحك.
71 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال له رسول الله: ان فيك شبها من عيسى بن مريم، لولا أن تقول فيك طوايف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملاء من الناس الا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة، قال: فغضب الأعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم، فقالوا: ما رضى أن يضرب لابن عمه مثلا الا عيسى بن مريم، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله: (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون * وقالوا آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون * ان هو الا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى إسرائيل ولو نشاء لجعلنا منكم) يعنى من بني هاشم (ملائكة في الأرض يخلفون) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
72 - في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على الناس يوم الشورى قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: احفظ الباب فان زوارا من الملائكة يزورني فلا تأذن لاحد فجاء عمر فرددته ثلاث مرات وأخبرته ان رسول الله صلى الله عليه وآله محتجب وعنده زوار من الملائكة، وعدتهم كذا وكذا، ثم أذن له فدخل فقال: يا رسول الله انى قد جئتك ثلاث مرات غير مرة وكل ذلك يردني على ويقول: ان رسول الله صلى الله عليه وآله محتجب وعنده زوار من الملائكة وعدتهم كذا وكذا، فكيف علم بالعدة أعاينهم فقال: يا علي كيف علمت بعدتهم؟قلت: اختلفت على التحيات وسمعت الأصوات فأحصيت العدد، قال: صدقت فان فيك شبها من أخي عيسى، فخرج عمر وهو يقول: ضربه لابن مريم مثلا فأنزل الله تعالى: (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) قال يضجون (وقالوا أآلهتنا خير أم هو مما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون * ان هو الا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى إسرائيل * ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون) غيري؟قالوا: اللهم لا.
73 - في مجمع البيان (ولما ضرب ابن مريم مثلا) الآية اختلف في المراد به على وجوه إلى قوله: ورابعا، ما رواه سادة أهل البيت عن علي عليه السلام قال: جئت إلى النبي صلى الله عليه وآله يوما فوجدته في ملاء من قريش فنظر إلى ثم قال: يا علي انما مثلك في هذه الأمة كمثل عيسى ابن مريم عليه السلام، أحبه قوم فافرطوا في حبه فهلكوا وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا واقتصد فيه قوم فنجوا، فعظم ذلك عليهم وضحكوا و قالوا: يشبهه بالأنبياء والرسل، فنزلت هذه الآية.
74 - في تهذيب الأحكام في الدعاء المروى عن أبي عبد الله عليه السلام بعد ركعتي صلاة الغدير: ربنا قد أجبنا داعيك النذير المنذر محمدا صلى الله عليه وآله عبدك ورسولك إلى علي بن أبي طالب عليه السلام الذي أنعمت عليه، وجعلته مثلا لبنى إسرائيل انه أمير المؤمنين ومولاهم ووليهم إلى يوم القيمة يوم الدين، فإنك قلت: (ان هو الا عبد أنعمنا عليه و جعلناه مثلا لبنى إسرائيل).
75 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وقال النبي صلى الله عليه وآله: يدخل من هذا الباب رجل أشبه الخلق بعيسى فدخل علي عليه السلام فضحكوا من هذا القول، فنزل: (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) الآيات.
76 - في مجمع البيان: وانه لعلم الساعة يعنى أن نزول عيسى عليه السلام من اشراط الساعة يعلم به قربها فلا تمترن بها قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر ابن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم: تعال صل بنا، فيقول: لا ان بعضكم على بعض أمراء تكرمة من الله لهذه الأمة، أورده مسلم في الصحيح، وفى حديث آخر: كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم و امامكم منكم.
77 - في تفسير علي بن إبراهيم: واتبعون هذا صراط مستقيم يعنى أمير - المؤمنين عليه السلام.
78 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله محمد بن أبي عمير الكوفي عن عبد الله بن الوليد السمان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يقول الناس في أولى العزم وصاحبكم أمير المؤمنين عليه السلام؟قال: قلت: ما يقدمون على أولى العزم أحدا قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى قال لموسى عليه السلام: (وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة) ولم يقل كل شئ موعظة، وقال لعيسى عليه السلام: ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه ولم يقل كل شئ، وقال لصاحبكم أمير المؤمنين عليه السلام: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) وقال عز وجل: (ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين) وعلم هذا الكتاب عنده.
79 - في بصائر الدرجات علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن عبد الله ابن وليد قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أي شئ يقول الشيعة في عيسى وموسى و أمير المؤمنين؟قلت: يقولون: ان عيسى وموسى أفضل من أمير المؤمنين، قال: أيزعمون ان أمير المؤمنين قد علم ما علم رسول الله صلى الله عليه وآله؟قلت: نعم ولكن لا يقدمون على أولى العزم من الرسل أحدا، قال أبو عبد الله عليه السلام: فخاصمهم بكتاب الله، قلت: وفى أي موضع منه أخاصمهم؟قال: قال الله تبارك وتعالى لموسى: (وكتبنا له في الألواح من كل شئ) علمنا أنه لم يكتب لموسى كل شئ وقال الله تبارك وتعالى لعيسى: (ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه) وقال تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وآله (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ).
80 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين يعنى الأصدقاء يعادى بعضهم بعضا وقال الصادق عليه السلام: الا كل خلة كانت في الدنيا في غير الله عز وجل فإنها تصير عداوة يوم القيامة، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: وللظالم غدا يكفيه عضه يديه، وللرجل وشيك (26) وللاخلاء ندامة الا المتقين.
81 - أخبرنا محمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد ابن عيسى عن شعيب بن يعقوب عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي عليه السلام قال: في الخليلين مؤمنين وخليلين كافرين ومؤمن غنى ومؤمن فقير، وكافر غنى وكافر فقير، فاما الخليلان المؤمنان فتخالا في حياتهما في طاعة الله تبارك وتعالى وتباذلا عليها وتوادا عليها، فمات أحدهما قبل صاحبه فأراه الله منزلته في الجنة يشفع لصاحبه فيقول: يا رب خليلي فلان كان يأمرني بطاعتك ويعينني عليها، وينهاني عن معصيتك، فثبته على ما ثبتني عليه من الهدى حتى تراه ما أريتني فيستجيب الله له حتى يلتقيا عند الله عز وجل، فيقول كل واحد منهما لصاحبه: جزاك الله من خليل خيرا، كنت تأمرني بطاعة الله وتنهاني عن معصيته، وأما الكافران فتخالا بمعصية الله وتباذلا عليها وتوادا عليها، فمات أحدهما قبل صاحبه فأراه الله تبارك وتعالى منزلته في النار، فقال: يا رب خليلي فلان كان يأمرني بمعصيتك و تنهاني عن طاعتك فثبته على ما ثبتني عليه من المعاصي حتى تراه ما أريتني من العذاب، فيلتقيان عند الله يوم القيامة يقول كل واحد منهما لصاحبه: جزاك الله من خليل شرا كنت تأمرني بمعصية الله وتنهاني عن طاعة الله، قال: ثم قرأ (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
82 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لأبي بصير: يا أبا محمد (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين) والله أراد بهذا غيركم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
83 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: واطلب مواخاة الأتقياء ولو في ظلمات الأرض، وأن أفنيت عمرك في طلبهم، فان الله عز وجل لم يخلق أفضل منهم على وجه الأرض بعد النبيين صلوات الله عليهم، وما أنعم الله تعالى على عبد بمثل ما أنعم به من التوفيق لصحبتهم، قال الله تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين) وأظن أن من طلب في زماننا هذا صديقا بلا عيب بقي بلا صديق.
84 - في تفسير علي بن إبراهيم في قوله عز وجل: الذين آمنوا بآياتنا يعنى الأئمة صلوات الله عليهم وكانوا مسلمين أدخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون أي تكرمون.
85 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لأبي بصير: يا أبا محمد صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس وأنتم والله في الجنة تحبرون وفى النار تطلبون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
86 - في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا أبا محمد أنتم في الجنة تحبرون وبين أطباق النار تطلبون فلا توجدون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
87 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن الحجة القائم عليه السلام وفيه أنه سئل عليه السلام عن أهل الجنة هل يتوالدون إذا دخلوها أم لا؟فأجاب عليه السلام: ان الجنة لا حمل فيها للنساء ولا ولادة ولا طمث ولا نفاس ولا شقاء بالطفولية (27) وفيها ما تشتهى الأنفس وتلذ الأعين كما قال الله سبحانه فإذا اشتهى المؤمن ولدا خلقه الله عز وجل بغير حمل ولا ولادة على الصورة التي يريد كما خلق آدم (ع) عبرة.
88 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرني أبي عن الحسن بن محبوب عن يسار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الرجل في الجنة يبقى على مائدته أيام الدنيا ويأكل في أكلة واحدة بمقدار أكله في الدنيا.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد كتبنا سابقا في حم السجدة أحاديث عند قوله عز وجل: (ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم) الآية فلتراجع (28).
89 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر الله ما أعده لأعداء آل محمد صلى الله عليه وآله فقال: ان المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون أي آيسون من الخير، فذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام: وأما أهل النار فخلدهم (29) في النار وأوثق منهم الاقدام، وغل منهم الأيدي إلى الأعناق، والبس أجسادهم سرابيل القطران، وقطعت لهم منها مقطعات من النار، هم في عذاب قد اشتد حره ونار قد أطبق على أهلها، فلا يفتح عنهم ابدا، ولا يدخل عليهم ريح أبدا، ولا ينقضى منهم عمر أبدا العذاب ابدا شديد والعقاب ابدا جديد، لا الدار زايلة فتفنى ولا آجال القوم تقضى.
90 - في مجمع البيان وفى الشواذ (يا مال) (30) وروى ذلك عن علي عليه السلام.
91 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم حكى نداء أهل النار فقال جل جلاله: ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال: أي نموت فيقول مالك: انكم ماكثون ثم قال الله عز وجل: لقد جئناكم بالحق يعنى بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولكن أكثرهم للحق كارهون يعنى لولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه والدليل على أن الحق ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قوله عز وجل: (وقل الحق من ربكم) يعنى ولاية علي عليه السلام (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين) يعنى ظالمي آل محمد صلوات الله عليه وعليهم (نارا) ثم ذكر على أثر هذا خبرهم وما تعاهدوا عليه في الكعبة ان لا يردوا الامر في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال جل ذكره: أم أبرموا أمرا فانا مبرمون إلى قوله تعالى: لديهم يكتبون.
92 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة وعلي بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: (ان الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى) فلان وفلان وفلان ارتدوا عن الايمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قلت: قوله تعالى: (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الامر) قال: نزلت فيهما والله وفى أتباعهما وهو قول الله عز وجل: الذي نزل به جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله في علي عليه السلام سنطيعكم في بعض الامر) قال: دعوا بنى أمية إلى ميثاقهم ألا يصيروا الامر فينا بعد النبي صلى الله عليه وآله و لا يعطونا من الخمس شيئا، وقالوا: ان أعطيناهم إياه لم يحتاجوا إلى شئ، ولم يبالوا أن لا يكون الامر فيهم، فقالوا: سنطيعكم في بعض الامر الذي دعوتمونا إليه وهو الخمس، أن لا نعطيهم منه شيئا وقوله: (كرهوا ما نزل الله) والذي نزل الله ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم، فأنزل الله: (أم أبرموا أمرا فانا مبرمون أم يحسبون انا لا نعلم سرهم و نجويهم) الآية.
93 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر الا وهو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شئ عليم) قال: نزلت هذه الآية في فلان وفلان وفلان وأبى عبيدة الجراح وعبد الرحمان بن عوف وسالم مولى أبى حذيفة والمغيرة بن شعبة، حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتواثقوا لئن مضى محمد لا يكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوة أبدا، فأنزل الله عز وجل فيهم هذه الآية، قال: قلت: قوله عز وجل: (أم أبرموا أمرا فانا مبرمون أم يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) قال: وهاتان الآيتان نزلتا فيهم ذلك اليوم، قال أبو عبد الله عليه السلام: لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب الا يوم قتل الحسين عليه السلام وهكذا كان في سابق علم الله عز وجل الذي أعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله ان إذا كتب الكتاب قتل الحسين عليه السلام وخرج الملك من بني هاشم، فقد كان ذلك كله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
94 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام أرسل الماء على الطين، ثم قبض قبضة فعركها ثم فرقها فرقتين بيده ثم ذراهم فإذا هم يدبون ثم رفع لهم نارا فأمر أهل الشام ان يدخلوها فذهبوا إليها فهابوها ولم يدخلوها، ثم أمر أهل اليمين ان يدخلوها فذهبوا فدخلوها، فأمر الله عز وجل النار فكانت عليهم بردا وسلاما. فلما رأى ذلك أهل الشمال قالوا: ربنا أقلنا فأقالهم، ثم قال لهم: أدخلوها فذهبوا فقاموا عليها ولم يدخلوها، فأعادهم طينا وخلق منها آدم عليه السلام وقال أبو عبد الله عليه السلام: فلن يستطيع هؤلاء ان يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء ان يكونوا من هؤلاء، قال: فيرون ان رسول الله صلى الله عليه وآله أول من دخل تلك النار فذلك قوله عز وجل: قل إن كان للرحمن ولد فانا أول العابدين.
95 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام قوله: (إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) أي الجاحدين والتأويل في هذا القول باطنه مضاد لظاهره.
96 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: (إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) يعنى أول القائلين لله عز وجل أن يكون له ولد.
97 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل ذكر فيه العرش وقال: ان للعرش صفات كثيرة مختلفة في كل سبب وضع في القرآن صفته على حده يقول فيه فمن اختلاف صفات العرش أنه قال تبارك و تعالى: رب العرش عما يصفون وهما وصف العرش الوحدانية لان قوما أشركوا كما قلت لك قال تبارك وتعالى: رب العرش رب الوحدانية عما يصفون، وقوم وصفوه بيدين فقالوا (يد الله مغلولة) وقوم وصفوه بالرجلين، فقال: وضع رجله على صخرة بيت المقدس، فمنها ارتقى إلى السماء وقوم وصفوه بالأنامل فقالوا: إن محمدا قال: انى وجدت برد أنامله على قلبي، فلمثل هذه الصفات قال: (رب العرش عما يصفون) يقول: رب المثل الاعلى عما به مثلوه، ولله المثل الاعلى الذي لا يشبهه شئ ولا يوصف ولا يتوهم فذلك المثل الاعلى.
98 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم قال: قال أبو شاكر الديصاني: ان في القرآن آية هي قولنا، قلت: وما هي؟فقال: وهو الذي في السماء اله وفى الأرض اله فلم أدر بما أجيبه، فججت فخبرت أبا عبد الله عليه السلام فقال: هذا كلام زنديق خبيث إذا رجعت إليه فقل: ما اسمك بالكوفة فإنه يقول: فلان، فقل له: ما اسمك بالبصرة؟فإنه يقول: فلان فقل كذلك الله ربنا في السماء اله، وفى الأرض اله، وفى البحار اله وفى القفار اله، وفى كل مكان اله، قال: فقدمت فأتيت أبا شاكر فأخبرته فقال: هذه نقلت من الحجاز.
99 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن منصور عن أبي أسامة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (وهو الذي في السماء اله وفى الأرض اله) فنظرت والله إليه وقد لزم الأرض وهو يقول: والله عز وجل الذي هو والله ربى في السماء اله، وفى الأرض اله وهو الله عز وجل.
100 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قوله: (وهو الذي في السماء اله وفى الأرض إله) وقوله: (وهو معكم أينما كنتم) وقوله: (ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم) فإنما أراد بذلك استيلاء أمنائه بالقدرة التي ركبها فيهم على جميع خلقه، وان فعله فعلهم.
101 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل: ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة قال: هم الذين عبدوا في الدنيا لا يملكون الشفاعة لمن عبدهم.
1. هيت: بلد بالعراق. .
2. وفى المصدر (أيقرؤن) بدل (أيقولون). .
3. الوعثاء: المشقة والتعب والكآبة: الحزن الشديد والغم. .
4. الطير: الاسم من التطير وهو ما يتشأم به الانسان من الفال الردى، قال الفيض (ره): وهذا كما يقال: لا أمر الا امرك، يعنى لا يكون الا ما تريد. .
5. كذا في النسخ ولكن في المصدر (فإذا عزمت على شئ وركبت البحر أو إذا استويت على راحلك... اه). .
6. أي ترحمك على واشفاقك من قتلى مع خذلانك وعدم نصرتك لي قاله المجلسي (ره) .
7. وقال (ره) هنا: لعل فيه حذفا وايصالا ان احتجبت بها والضمير للمشورة كناية عما هو مقتضى المشورة من الإجابة إلى البيعة، أو الضمير راجع إلى البيعة بقرينة المقام والدعوة أي اجابتها أو المعنى شاورت الناس في الدعوة فاحتجبت عن مشاورتي ولم تحضرها وصار ذلك سببا لتفرق الناس عنى (واحتجبها أبوك) أي عند دعوة محمد بن عبد الله (انتهى) وقصة محمد بن عبد الله مذكورة في أصول الكافي قبل هذا بحديث فراجع باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة ان شئت. .
8. الضريبة: الجزية. واللازب: الثابت. .
9. أي يخطر بباله شئ. .
10. الخريف: سبعون سنة كما في رواية الصدوق (قده) في معاني الأخبار وقيل: أربعون سنة كما في النهاية. وفسره صاحب المعالم (ره) في المحكى عنه بأكثر من سبعين أيضا. .
11. العاشر: من يأخذ العشر. .
12. (أسربوها) أي خلوا سبيلها. .
13. أي مملوة. .
14. الموسر. الغنى. .
15. قوله (ع): (إلى رسول الله) قال الشيخ البهائي (قده) في المحكى عنه (إلى) بمعنى مع كما قال بعض المفسرين في قوله تعالى (من أنصاري إلى الله) أو بمعنى عند كما في قول الشاعر (أشهى إلى من الرحيق السلسل) ويجوز ان يضمن جلس معنى توجه أو نحوه (انتهى) ودرن الثوب درنا: وسخ. .
16. قال المجلسي (ره): أي ان لي شيطانا يغويني ويجعل القبيح حسنا في نظري والحسن قبيحا وهذا الصادر منى من جملة اغوائه، ويمكن ان يراد به النفس الامارة التي طغت وبغت بالمال. .
17. السجف: الستر. .
18. أي أعرض عنه. .
19. قيض له أي قدر وهيأ له. مأخوذ من المقايضة وهي المعاوضة ثم استعمل في الاستيلاء. .
20. رث الشئ رثاثة ورثوثة: بلى يقال فلان رث الهيئة أي باليها وخلقها. .
21. غبر: ذهب ومضى. مكث وبقى. وهو من الأضداد. .
22. العقيان بمعنى الذهب أيضا. .
23. اضمحلت الانباء أي فنيت والأنباء جمع نيأ: الخبر أي لسقط الوعد والوعيد وبطلا. .
24. أي من يسمى مؤمنا أو مسلما حينئذ فان تسميته مجاز لا حقيقة له لأنه ليس بمؤمن ايمانا من فعله وكسبه بل يكون ملجئا إلى الايمان مما يشاهده من الآيات العظيمة. .
25. الإبادة: الاهلاك. .
26. الوشيك: السريع. .
27. الشقاء - بالمد والقصر -: العسر والشدة. .
28. راجع صفحة 547 من هذا الجزء. .
29. وفى المصدر (أهل المعصية). وفى نسخة (الدار) بدل (النار) والظاهر أنه تصحيفه. .
30. أي قراءة (يا مال) بكسر اللام مرخما في قوله تعالى: (يا مالك ليقض علينا ربك). .