تفسير سورة الشورى
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبى عبد الله قال، من قرء حم عسق بعثه الله يوم القيمة ووجهه كالثلج أو كالشمس حتى يقف بين يدي الله عز وجل، فيقول: عبدي أدمنت قراءة حم عسق ولم تدر ما ثوابها، أما لو دريت ما هي وما ثوابها لما مللت قراءتها ولكن سأجزيك جزاك، أدخلوه الجنة وله فيها قصر من ياقوتة حمراء أبوابها وشرفها ودرجها منها، يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، وألف غلام من الغلمان المخلدين الذين وصفهم الله عز وجل.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله من قرء سورة حم عسق كان ممن تصلى عليه الملائكة ويستغفرون له ويسترحمون.
3 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأما حم عسق فمعناه الحكيم المثبت العالم السميع القادر القوى.
4 - في تفسير علي بن إبراهيم (حم عسق) هو حروف من أسماء الله الأعظم المقطوع يؤلفه الرسول صلى الله عليه وآله والامام صلوات الله عليه فيكون الاسم الأعظم الذي إذا دعى الله به أجاب: حدثنا أحمد بن علي وأحمد بن إدريس قالا: حدثنا محمد بن أحمد العلوي عن العمركي عن محمد بن جمهور قال: حدثنا سليمان بن سماعة عن عبد الله ابن القاسم عن يحيى بن ميسرة الخثعمي عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: حم عسق عدد سنى القائم صلوات الله عليه، وقاف جبل محيط بالدنيا من زمردة خضراء فخضرة السماء من ذلك الجبل، وعلم كل شئ في عسق (1).
5 - وقال علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل: تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض قال: للمؤمنين من الشيعة التوابين خاصة، ولفظ الآية عام ومعناه خاص.
6 - في جوامع الجامع (ويستغفرون لمن في الأرض) قال الصادق عليه السلام: لمن في الأرض من المؤمنين.
7 - في مجمع البيان وروى عن أبي عبد الله عليه السلام: والملائكة ومن حول العرش يسبحون بحمد ربهم لا يفترون ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (يتفطرن من فوقهن) أي يتصدعن.
9 - وقوله عز وجل: لتنذر أم القرى مكة ومن حولها ساير الأرض وفيه وقوله: (وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها) قال: أم القرى مكة سميت أم القرى لأنها أول بقعة خلقها الله عز وجل من الأرض، لقوله عز وجل (ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا).
10 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن محمد الصوفي عن محمد ابن علي الرضا عليهما السلام حديث طويل وفيه يقول عليه وانما سمى يعنى النبي صلى الله عليه وآله الأمي لأنه كان من أهل مكة، ومكة من أمهات القرى، وذلك قول الله عز وجل: (لتنذر أم القرى ومن حولها).
11 - وباسناده إلى علي بن حسان وعلي بن أسباط وغيره رفعه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: فلم سمى النبي صلى الله عليه وآله الأمي؟قال: نسب إلى مكة، وذلك قول الله عز وجل: (لتنذر أم القرى ومن حولها) فأم القرى مكة فقيل أمي لذلك.
12 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني الحسين بن عبد الله السكيني عن أبي سعيد البجلي عن عبد الملك بن هارون عن أبي عبد الله عن آبائه صلوات الله عليهم حديث طويل يذكر فيه مضى الإمام الحسن بن علي عليهما السلام إلى ملك الروم وجوابات الإمام عليه السلام للملك عما سئل عنه وفى أواخر الحديث: ثم سئله عن أرواح المؤمنين أين تكون إذا ماتوا؟قال: تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كل ليلة جمعة وهو عرش الله الأدنى، منها يبسط الله عز وجل الأرض، واليها يطويها، ومنها المحشر ومنها استوى ربنا إلى السماء أي استوى على السماء والملائكة، ثم سئل عن أرواح الكفار أين تجتمع فقال: تجتمع في وادى حضرموت وراء مدينة اليمن. ثم يبعث الله عز وجل نارا من المشرق ونارا من المغرب ويتبعها بريحين شديدين فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة ويزلف المعتبر، وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الأرضين السابعة وفيها الفلق والسجين، فتتفرق الخلايق من عند الصخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها، وذلك قوله: فريق في الجنة وفريق في السعير.
13 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: سئل رجل يقال له بشر بن غالب أبا عبد الله الحسين (ع) فقال: يا بن رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل: (يوم ندعو كل أناس بامامهم) قال: امام دعا إلى هدى فأجابوه إليه وامام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها، هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار، وهو قوله عز وجل: (فريق في الجنة وفريق في السعير) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
14 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن سيف عن أبيه عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفه ثم قال: أتدرون أيها الناس ما في كفى؟قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: فيها أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثم رفع يده الشمال فقال: أيها الناس أتدرون ما في كفى؟قالوا: الله ورسوله اعلم فقال: أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة ثم قال: حكم الله وعدل، حكم الله وعدل (فريق في الجنة وفريق في السعير).
15 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد ابن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي جعفر عليه السلام قال: حدثني أبي عمن ذكره قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وفى يده اليمنى كتاب، وفى يده اليسرى كتاب فنشر الكتاب الذي في يده اليمنى فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم كتاب لأهل الجنة بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم لا يزاد فيهم واحد ولا ينقص منهم واحد، قال: ثم نشر الذي بيده اليسرى فقرأ: كتاب من الله الرحمن الرحيم لأهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم لا يزاد فيهم واحد ولا ينقص منهم واحد.
16 - في تفسير علي بن إبراهيم وأما قوله: ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة قال: لو شاء ان يجعلهم كلهم معصومين مثل الملائكة بلا طباع لقدر عليه، (ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون لآل محمد صلوات الله عليهم مالهم من ولى ولا نصير) وقوله عز وجل وما اختلفتم فيه من شئ من المذاهب واخترتم لأنفسكم من الأديان فحكم ذلك كله إلى الله يوم القيامة.
17 - في أصول الكافي سهل عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: كتبت إلى الرجل عليه السلام: ان من قبلنا من مواليك قد اختلفوا في التوحيد، فمنهم يقول جسم و منهم من يقول صورة، فكتب بخطه: سبحان من لا يحد ولا يوصف ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
18 - سهل عن علي بن محمد القاساني قال: كتبت إليه ان من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد، قال: فكتب: سبحان من لا يحد ولا يوصف ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
19 - سهل عن بشر بن بشار النيشابوري قال: كتبت إلى الرجل عليه السلام ان من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد فمنهم من يقول: جسم، ومنهم من يقول: صورة، فكتب إلي: سبحان من لا يحد ولا يوصف ولا يشبهه شئ، وليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
20 - محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن حمزة بن محمد قال: كتبت إلى أبى الحسن عليه السلام أسأله عن الجسم والصورة، فكتب: سبحان من ليس كمثله شئ لا جسم ولا صورة.
21 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره خطبة مروية عن أمير المؤمنين و فيها: ليس كمثله شئ إذ كان الشئ من مشيته، فكان لا يشبه مكونه.
22 - في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها أنه سمعها من الرضا عليه السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ، فان قال: فلم وجب عليهم الاقرار بأنه ليس كمثله شئ؟قيل: لعلل منها ان لا يكونوا قاصدين (2) نحوه بالعبادة والطاعة دون غيره، غير مشتبه عليهم أمر ربهم وصانعهم ورازقهم، ومنها أنهم لو لم يعلموا أنه ليس كمثله شئ لم يدروا لعل ربهم وصانعهم هذه الأصنام التي نصبها لهم آباؤهم والشمس والقمر والنيران إذا كان جايزا أن يكون عليهم مشتبه، وكان يكون في ذلك الفساد وترك طاعاته كلها وارتكاب معاصيه كلها على قدر ما يتناهى من أخبار هذه الأرباب وأمرها ونهيها، ومنها أنه لو لم يجب عليهم أن يعرفوا أنه ليس كمثله شئ لجاز عندهم ان يجرى عليه ما يجرى على المخلوقين من العجز والجهل والتغير والزوال والفناء والكذب والاعتداء، ومن جازت عليه هذه الأشياء لم يؤمن فناؤه و لم يوثق بعدله، ولم يحقق قوله وأمره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه. وفى ذلك فساد الخلق وابطال الربوبية.
23 - في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: ولا له مثل فيعرف بمثله.
24 - وخطبة أخرى يقول عليه السلام، فيها: حد الأشياء كلها عند خلقه إياها إبانة لها من شبهه وأبانه له من شبهها.
25 - وخطبة أخرى يقول عليه السلام فيها: ولا يخطر ببال أولى الرويات خاطرة من تقدير جلال عزته لبعده من أن يكون في قوى المحدودين لأنه خلاف خلقه. فلا شبه له في المخلوقين، وانما يشبه الشئ في بعديله، فاما ما لا عديل له فكيف يشبه بغير مثاله.
26 - وباسناده إلى طاهر بن حاتم بن ماهويه قال: كتبت إلى الطيب يعنى أبا الحسن عليه السلام: ما الذي لا يجتزى في معرفة الخالق بدونه؟فكتب ليس كمثله شئ لم يزل سميعا وعليما وبصيرا وهو الفعال لما يريد.
27 - وباسناده إلى أبى عبد الرحمن بن أبي نجران قال: سألت أبا جعفر الثاني عليه السلام عن التوحيد، فقلت: أتوهم شيئا؟فقال: نعم غير معقول ولا محدود، فما وقع وهمك عليه من شئ فهو خلافه لا يشبهه شئ ولا تدركه الأوهام، كيف تدركه الأوهام وهو خلاف ما يعقل وخلاف ما يتصور في الأوهام، انما يتوهم شئ غير معقول و لا محدود.
28 - وباسناده إلى محمد بن عيسى بن عبيد أنه قال: قال الرضا عليه السلام: للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: نفى وتشبيه واثبات بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، و مذهب التشبيه لا يجوز، لان الله تعالى لا يشبهه شئ، والسبيل في الطريق الثالثة اثبات بلا تشبيه.
29 - وباسناده إلى الحسين بن سعيد قال: سئل أبو جعفر عليه السلام: يجوز أن يقال لله انه شئ؟فقال: نعم تخرجه عن الحدين حد التشبيه وحد التعطيل.
30 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقلنا إنه سميع لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثرى من الذرة إلى أكبر منها في برها وبحرها ولا يشتبه عليه لغاتها، فقلنا عند ذلك سميع لا بأذن، وقلنا انه بصير لا ببصر، لأنه يرى أثر الذرة السحماء (3) في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء، ويرى دبيب النمل في الليلة الدجنة (4) ويرى مضارها ومنافعها وأثر سفادها (5) وفراخها ونسلها فقلنا عند ذلك: انه بصير لا كبصر خلقه.
1. في بعض النسخ: (وعلم علي عليه السلام كله في عسق) منه (ره). .
2. كذا فيما حضرني من النسخ التي لا يخلو بعضها من الصحة والاعتماد والظاهر أن لا زائدة (منه ره). .
3. الذرة: صغار النمل. والسحماء: السوداء. .
4. الدبيب: المشي كالحية. أو على اليدين والرجلين كالطفل والدجنة: الظلمة. وفى بعض النسخ (الدجية) بالياء وهو بمعنى الدجنة أيضا. .
5. السفاد: الجماع. .