قال عز من قائل: ﴿إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾
31 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة قال عليه السلام فيها: فارق الأشياء لا على اختلاف الأماكن، ويكون فيها لا على وجه الممازجة وعلمها لا بأداة لا يكون العلم الا بها، وليس بينه وبين معلومه علم غيره به كان عالما بمعلومه.
32 - في بصائر الدرجات عبد الله بن عامر (مهران خ ل) عن عبد الرحمن بن أبي - نجران قال: كتب أبو الحسن الرضا عليه السلام وسأله أقرأنيها قال: علي بن الحسين عليهما - السلام ان محمدا صلى الله عليه وآله كان أمين الله في أرضه، فلما قبض محمد صلى الله عليه وآله كنا أهل البيت ورثته، فنحن أمناء الله في أرضه إلى قوله: ونحن الذين شرع الله لنا دينه، فقال في كتابه: شرع لكم يا آل محمد من الدين ما وصى به نوحا قد وصينا بما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك يا محمد وما وصينا به إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب و موسى وعيسى فقد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم ونحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة أولى العزم من الرسل ان أقيموا الدين يا آل محمد ولا تتفرقوا فيه وكونوا على جماعة كبر على المشركين من أشرك بولاية علي عليه السلام ما تدعوهم إليه من ولاية على أن الله يا محمد يهدى إليه من ينيب من يجيبك إلى ولاية علي عليه السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
33 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن عبد الله بن إدريس عن محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل: (كبر على المشركين ما تدعوهم إليه يا محمد من ولاية على) هكذا في الكتاب محفوظة (مخطوطة خ ل).
34 - علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين ابن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل بعث نوحا إلى قومه أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون، ثم دعاهم إلى الله وحده وأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، ثم بعث الأنبياء عليهم السلام إلى أن بلغوا محمد صلى الله عليه وآله فدعاهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وقال: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبى إليه من يشاء ويهدى إليه من ينيب) فبعث الأنبياء عليهم السلام إلى قومهم بشهادة أن لا إله إلا الله والاقرار بما جاء من عند الله عز وجل، فمن آمن مخلصا ومات على ذلك أدخله الله الجنة بذلك، وذلك أن الله جل وعز ليس بظلام للعبيد، وذلك أن الله جل وعز لم يكن يعذب عبدا حتى يغلظ عليه في القتل والمعاصي التي أوجب الله جل وعز عليه بها النار لمن عمل بها، فلما استجاب لكل نبي من استجاب له من قومه من المؤمنين جعل لكل نبي منهم شرعة ومنهاجا، والشرعة والمنهاج سبيل وسنة.
35 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن محمد بن مروان جميعا عن أبان بن عثمان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى أعطى محمدا صلى الله عليه وآله شرايع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام التوحيد والاخلاص وخلع الأنداد والفطرة الحنفية السمحة لا رهبانية ولا سياحة، أحل فيها الطيبات وحرم فيها الخبائث، ووضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، ثم افترض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج والامر بالمعروف والنهى عن المنكر والحلال والحرام والمواريث والحدود والفرائض والجهاد في سبيل الله، وزاده الوضوء وفضله بفاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة والمفصل، وأحل له المغنم والفئ ونصره بالرعب، وجعل له الأرض مسجدا و طهورا، وأرسله كافة إلى الأبيض والأسود والجن والانس. وأعطاه الجزية وأسر المشركين وفداهم، ثم كلف ما لم يكلف أحدا من الأنبياء، أنزل عليه سيف من السماء في غير غمد وقيل له: قاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك.
36 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: كانت شريعة نوح عليه السلام أن يعبدوا الله بالتوحيد والاخلاص وخلع الأنداد، وهو الفطرة التي فطر الناس عليها وأخذ الله ميثاقه على نوح وعلى النبيين صلوات الله عليهم أجمعين أن يعبدوا الله تعالى، ولا يشركوا به شيئا، وأمره بالصلاة والامر بالمعروف والنهى عن المنكر والحلال و الحرام، ولم يفرض عليه أحكام حدود ولا فرائض مواريث فهذه شريعته.
37 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: دخلت على سيدي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام فلما بصر بي قال لي: مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقا، قال: فقلت له: يا بن رسول الله انى أريد ان أعرض عليك ديني فإن كان مرضيا ثبت عليه حتى القى الله عز وجل، فقال: هاتها يا أبا القاسم فقلت: انى أقول: إن الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شئ، خارج من الحدين حد الابطال وحد التشبيه وانه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر، بل هو مجسم الأجسام ومصور الصور، وخالق الاعراض والجواهر، ورب كل شئ ومالكه وجاعله ومحدثه، وأن محمدا عبده ورسوله وخاتم النبيين فلا نبي بعده إلى يوم القيمة وأقول ان الامام والخليفة وولى الامر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم أنت يا مولاي، فقال عليه السلام: ومن بعدى الحسن ابني، فكيف الناس بالخلف من بعده قال: فقلت: و كيف ذاك يا مولاي؟قال: لأنه لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، قال: فقلت: أقررت وأقول ان وليهم ولى الله وعدوهم عدو الله، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله، وأقول إن المعراج حق والمسألة في القبر حق، وان الجنة حق والنار حق، والصراط حق والميزان حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأقول: ان الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والامر بالمعروف و النهى عن المنكر، فقال علي بن محمد عليهما السلام: يا أبا القاسم هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده، فأثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة.
38 - وباسناده إلى الريان بن الصلت عن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله جل جلاله: ما آمن بي من فسر برأيه كلامي، وما عرفني من شبهني بخلقي، وما على ديني من استعمل القياس في ديني.
39 - وباسناده إلى داود بن سليمان الفراء عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: التوحيد نصف الدين.
40 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضل دينكم الورع.
41 - عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: أفضل العبادة الفقه، وأفضل الدين الورع.
42 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين ابن سعيد عن بعض أصحابنا عن عبيد بن زرارة قال: حدثني حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الاستطاعة فلم يجبني، فدخلت عليه دخلة أخرى فقلت: أصلحك الله انه قد وقع في قلبي منها شئ لا يخرجه الا شئ أسمعه منك، قال: فإنه لا يضرك ما كان في قلبك، قلت: أصلحك الله إني أقول إن الله تبارك وتعالى لم يكلف العباد ما لا يستطيعون، ولم يكلفهم الا ما يطيقون، وانهم لا يصنعون شيئا من ذلك الا بإرادة الله و مشيته وقضائه وقدره؟قال: فقال: هذا دين الله الذي أنا عليه وآبائي أو كما قال.
43 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور إلى قوله عنه عن معلى بن محمد عن الوشا عن أبان عن إسماعيل الجعفي قال: دخل رجل على أبى - جعفر عليه السلام ومعه الصحيفة فقال أبو جعفر عليه السلام: هذه صحيفة مخاصم سأل عن الدين الذي يقبل فيه العمل، فقال: رحمك الله هذا الذي أريد، فقال أبو جعفر عليه السلام شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله وتقر بما جاء به من عند الله، والولاية لنا أهل البيت والبراءة من عدونا والتسليم لامرنا، والورع و التواضع وانتظار قائمنا فان لنا دولة إذا شاء الله جاء بها.
44 - علي بن إبراهيم عن أبيه وأبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار جميعا عن صفوان بن يحيى عن عمرو بن حريث قال: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام و هو في منزل أخيه عبد الله بن محمد فقلت له: جعلت فداك ما حولك إلى هذا المنزل؟قال: طلب النزهة (1)، فقلت: جعلت فداك الا أقص عليك ديني؟فقال: بلى. قلت: أدين الله بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله و أن الساعة آتية لا ريب فبها، وأن الله يبعث من في القبور، وأقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والولاية لعلى أمير المؤمنين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله و الولاية للحسن والحسين، والولاية لعلي بن الحسين والولاية لمحمد بن علي ولك من بعده صلوات الله عليهم أجمعين وانكم أئمتي، عليه أحيى وعليه أموت وأدين الله به فقال: يا عمرو هذا دين الله ودين آبائي الذي أدين الله به في السر والعلانية، فاتق الله وكف لسانك الا من خير، ولا تقل انى هديت نفسي بل الله هداك فأد شكر ما أنعم الله عز وجل به عليك، ولا تكن ممن إذا أقبل طعن في عينه، وإذا أدبر طعن في قفاه (2) ولا تحمل الناس على كاهلك فإنك أوشك ان حملت الناس على كاهلك ان يصدعوا شعب كاهلك (3).
45 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن علي بن مهزيار عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (أن أقيموا الدين) قال: الامام (ولا تتفرقوا فيه) كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال: (كبر على المشركين ما تدعوهم إليه) من أمر ولاية على (الله يجتبى إليه من يشاء) كناية عن علي عليه السلام (ويهدى إليه من ينيب).
46 - وفيه قوله عز وجل: (شرع لكم من الدين) مخاطبة لرسول الله صلى الله عليه وآله (ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك) يا محمد (وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين) أي تعلموا الدين يعنى التوحيد، وأقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والسنن والاحكام التي في الكتب والاقرار بولاية أمير المؤمنين عليه السلام (ولا تتفرقوا فيه) أي لا تختلفوا فيه (كبر على المشركين ما تدعوهم إليه) من ذكر هذه الشرايع ثم قال: (الله يجتبى إليه من يشاء) أي يختار (ويهدى إليه من ينيب) وهم الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين الذين اختارهم واجتباهم قال جل ذكره: وما تفرقوا الا من بعد ما جائهم العلم بغيا بينهم قال: لم يتفرقوا بجهل ولكنهم تفرقوا لما جائهم العلم وعرفوه فحسد بعضهم بعضا، وبغى بعضهم على بعض لما رأوا من تفاضل أمير - المؤمنين بأمر الله فتفرقوا في المذاهب وأخذوا بالآراء والأهواء، ثم قال عز وجل: ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضى بينهم قال: لولا أن الله قد قدر ذلك أن يكون في التقدير الأول لقضى بينهم إذا اختلفوا وأهلكهم ولم ينظرهم ولكن أخرهم إلى أجل مسمى المقدر وان الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفى شك منه مريب كناية عن الذين نقضوا (4) أمر رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم قال جل ذكره: فلذلك فادع واستقم يعنى هذه الأمور والدين الذي تقدم ذكره، وموالاة أمير المؤمنين عليه السلام فادع واستقم كما أمرت.
47 - وفيه متصل بآخر الحديث الذي نقلناه عنه أولا أعنى قوله: (ويهدى إليه من ينيب) ثم قال جل ذكره: (فلذلك فادع واستقم كما أمرت) يعنى إلى ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
1. النزهة: البعد عن الناس. .
2. قال المجلسي (ره): أي كن من الاخبار ليمدحك الناس في وجهك وقفاك ولا تكن من الأشرار الذين يذمهم الناس في حضورهم وغيبتهم، أو أمر بالتقية من المخالفين أو حسن المعاشرة مطلقا. .
3. الكاهل، مقدم أعلى الظهر مما يلي العنق أو موصل العنق في الصلب والشعب: بعد ما بين المنكبين، قال في مرآة العقول أي لا تسلط الناس على نفسك بترك التقية أو لا تحملهم على نفسك بكثرة المداهنة والمداراة معهم بحيث تتضرر بذلك كأن يضمن لهم ويحمل عنهم ما لا يطيق أو يطمعهم في أن يحكم بخلاف الحق أو يوافقهم فيما لا يحل وهذا أفيد وإن كان الأول أظهر. .
4. وفى المصدر (عنى عن الذين نقضوا... اه). .