قال عز من قائل: ﴿وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ﴾

48 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى مسلم بن خالد المكي عن جعفر ابن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا الا بالعربية، فكان يقع في مسامع الأنبياء عليهم السلام بألسنة قومهم، وكان يقع في مسامع نبينا صلى الله عليه وآله بالعربية، فإذا كلم به قومه كلمهم بالعربية فيقع في مسامعهم بلسانهم وكان أحد لا يخاطب رسول الله صلى الله عليه وآله بأي لسان خاطبه الا وقع في مسامعه بالعربية. كل ذلك يترجم جبرئيل عليه السلام عنه تشريفا من الله عز وجل له صلى الله عليه وآله.

49 - في مجمع البيان: لا عدل بينكم وفى الحديث: ثلاث منجيات وثلاث مهلكات، فالمنجيات العدل في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وخشية الله في السر والعلانية، والمهلكات شح مطاع (1) وهوى متبع، واعجاب المرء بنفسه.

50 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال عز وجل: الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان قال: الميزان أمير المؤمنين صلوات الله عليه. والدليل على ذلك قوله عز وجل في سورة الرحمن: (والسماء رفعها ووضع الميزان) قال: يعنى الإمام عليه السلام

51 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: الله لطيف بعباده يرزق من يشاء قال: ولاية أمير المؤمنين، فقلت: من كان يريد حرث الآخرة قال: معرفة أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة نزد له في حرثه قال: نزيده منها قال: يستوفى نصيبه من دولتهم ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب قال: ليس له في دولة الحق مع الامام نصيب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

52 - الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب، ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله خير الدنيا والآخرة.

53 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب.

54 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن يحيى بن عقيل عن حسن قال: خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فحمد الله وأثنى عليه وقال: اما بعد إلى أن قال عليه السلام: ان المال والبنين حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد يجمعهما الله لأقوام فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه، واخشوه خشية ليست بتعذير، واعملوا في غير رياء ولا سمعة.

55 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن بكر بن محمد الأزدي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المال والبنون حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد يجمعهما الله لأقوام.

56 - في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من كانت نيته الدنيا فرق الله عليه أمره وجعل الفقر بين عينيه، ولم يأته من الدنيا الا ما كتب له، ومن كانت نيته الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة.

57 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: (ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه) قال: اختلفوا كما اختلفت هذه الأمة في الكتاب وستختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم فيضرب أعناقهم، واما قوله: ولولا كلمة الفصل لقضى بينهم وان الظالمين لهم عذاب اليم قال: لولا ما تقدم فيهم من الله عز ذكره ما أبقى القائم منهم أحدا.

58 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: (ولولا كلمة الفصل لقضى بينهم) قال: الكلمة الامام، والدليل على ذلك قوله عز وجل: (وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون) يعنى الإمامة ثم قال عز وجل: (وان الظالمين) يعنى الذين ظلموا هذه الكلمة (لهم عذاب اليم) ثم قال عز وجل: ترى الظالمين يعنى الذين ظلموا آل محمد صلوات الله عليه وعليهم حقهم مشفقين مما كسبوا أي خائفين مما ارتكبوا و عملوا وهو واقع بهم مما يخافونه، ثم ذكر الله عز وجل الذين آمنوا بالكلمة واتبعوها فقال: والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا بهذه الكلمة وعملوا الصالحات مما أمروا به.

59 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى أبى عبد الله عن آبائه عليهم السلام أنه قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله: قل لا أسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى قام رسول الله فقال: أيها الناس ان الله تبارك وتعالى قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟قال: فلم يجبه أحد منهم، فانصرف فلما كان من الغد قام فيهم فقال مثل ذلك، ثم قام فيهم فقال مثل ذلك في اليوم الثالث فلم يتكلم أحدا، فقال: أيها الناس انه ليس من ذهب ولا فضة ولا مطعم ولا مشرب، قالوا: فألقه إذا، قال: إن الله تبارك وتعالى انزل على (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) فقالوا: أما هذه فنعم فقال أبو عبد الله عليه السلام: فوالله ما وفى بها الا سبعة نفر: سلمان وأبو ذر وعمار والمقداد ابن الأسود الكندي وجابر بن عبد الله الأنصاري ومولى لرسول الله يقال له الثبت (2) وزيد بن أرقم.

60 - في جوامع الجامع وروى أن المشركين قالوا فيما بينهم: أترون أن محمدا يسأل على ما يتعاطاه اجرا؟فنزلت: (قل لا أسئلكم) الآية.

61 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عمن حدثه عن إسحاق بن عمار عن محمد ابن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الرجل يحب الرجل ويبغض ولده فأبى الله عز وجل الا ان يجعل حبنا مفترضا اخذه من اخذه، وتركه من تركه واجبا فقال: (قل لا أسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى).

62 - عنه عن ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير قال: سئلت أبا جعفر عن قوله تعالى: (قل لا أسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى) فقال: هم والله من نصيبه من الله على العباد لمحمد صلى الله عليه وآله في أهل بيته.

63 - عنه عن الهيثم بن عبد الله النهدي عن العباس بن عامر القصير عن حجاج الخشاب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأبي جعفر الأحول: ما يقول من عندكم في قول الله تبارك وتعالى: (قل لا أسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى)؟فقال: كان الحسن البصري يقول: في القربى من العرب، فقال أبو عبد الله عليه السلام لكني أقول لقريش الذين عندنا هيهنا خاصة، فيقولون: هي لنا ولكم عامة، فأقول: خبروني عن النبي صلى الله عليه وآله إذا نزلت به شديدة من خص بها؟أليس إيانا خص بها حين أراد ان يلاعن أهل نجران أخذ بيد على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ويوم بدر قال لعلي وحمزة وعبيدة بن الحارث قال: فأبوا يقرؤن لي، أفلكم الحلو ولنا المر؟.

64 - عنه عن الحسن بن علي الخزاز عن مثنى الحناط عن عبد الله بن عجلان قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) قال: هم الأئمة الذين لا يأكلون الصدقة ولا تحل لهم.

65 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يقول أهل البصرة في هذه الآية (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى)؟قلت: جعلت فداك انهم تقولون انها لأقارب رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: كذبوا انما نزلت فينا خاصة أهل البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين وأصحاب الكساء عليهم السلام.

66 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن علي بن الحسين عليهما - السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الشاميين: اما قرأت هذه الآية: (قل لا أسئلكم عليه اجرا ألا المودة في القربى)؟قال: بلى، قال علي عليه السلام: فنحن أولئك.

67 - في مجمع البيان قل لا أسألكم عليه أجرا الآية اختلف في معناه على أقوال إلى قوله وثالثها ان معناه الا ان تودوا قرابتي وعترتي وتحفظوني فيهم. عن علي بن الحسين عليه السلام وهو المروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام.

68 - وباسناده إلى ابن عباس قال: لما نزلت (قل لا أسئلكم عليه اجرا) الآية قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟قال: على وفاطمة وولدها.

69 - وباسناده إلى أبى القاسم الحسكاني مرفوعا إلى أبى امامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عيله واله: ان الله تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقت أنا وعلى من شجرة واحدة فأنا أصلها وعلى فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمارها وأشياعنا أوراقها فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ عنها هوى، ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم الف عام حتى يصير كالشن البالي ثم لم يدرك محبتنا كبه الله على منخريه في النار، ثم تلى: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى).

70 - وروى زاذان عن علي عليه السلام قال: فينا في آل حم آية لا يحفظ مودتنا الا كل مؤمن، ثم قرء هذه الآية والى هذا أشار الكميت في قوله: وجدنا لكم في آل حم آية * تأولها منا تقى ومعرب (3).

71 - وصح عن الحسن بن علي عليه السلام أنه خطب الناس فقال في خطبته: انا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم، فقال: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت.

72 - في أصول الكافي الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشا عن مثنى عن زرارة عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) قال: هم الأئمة عليهم السلام.

73 - الحسين بن محمد وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل: فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من حجة الوداع وقدم المدينة أتته الأنصار فقالوا: يا رسول الله ان الله جل ذكره قد أحسن إلينا وشرفنا بك وبنزولك بين ظهرانينا، فقد فرح الله صديقنا وكبت عدونا (4) وقد تأتيك وفود فلا تجد ما تعطيهم فيشمت بك العدو، فنحب ان تأخذ ثلث أموالنا حتى إذا قدم عليك وفد مكة وجدت ما تعطيهم، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وآله عليهم شيئا وكان ينتظر ما يأتيه من ربه، فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) ولم يقبل أموالهم، فقال المنافقون: ما أنزل الله هذا على محمد وما يريد الا أن يرفع بضبع ابن عمه (5) ويحمل علينا أهل بيته، يقول أمس: من كنت مولاه فعلى مولاه، واليوم: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى).

74 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى إسحاق بن إسماعيل النيشابوري أن العالم كتب إليه يعنى الحسن بن علي عليهما السلام ان الله عز وجل فرض عليكم لأوليائه حقوقا أمركم بأدائها إليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم و مأكلكم ومشربكم: ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة، وليعلم من يعطيه منكم بالغيب، وقال تبارك وتعالى: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) فاعلموا ان من بخل فإنما يبخل على نفسه، ان الله هو الغنى وأنتم الفقراء إليه لا إله إلا هو، فاعملوا من بعد ما شئتم فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين.

75 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وآله إذ هبط عليه الأمين جبرئيل عليه السلام ومعه جام من البلور مملو مسكا و عنبرا، وكان إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب وولداه الحسن والحسين، إلى أن قال: فلما صارت الجام في كف الحسين عليه السلام قالت: بسم الله الرحمن الرحيم قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى.

76 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة حديث طويل وفيه: قالت العلماء له: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موضعا وموطنا، فأول ذلك قوله عز وجل إلى قوله عليه السلام والآية السادسة: قول الله: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) وهذه خصوصية للنبي صلى الله عليه وآله إلى يوم القيامة، وخصوصية للآل دون غيرهم، وذلك أن الله تعالى حكى ذكر نوح عليه السلام في كتابه: (يا قوم لا أسئلكم عليه مالا ان أجرى الا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا انهم ملاقوا ربهم ولكني أريكم قوما تجهلون) وحكى عز وجل عن هود عليه السلام أنه قال: (لا أسألكم عليه أجرا ان أجرى الا على الذي فطرني أفلا تعقلون) وقال عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وآله: (قل يا محمد لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى) ولم يفترض الله تعالى مودتهم الا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين ابدا، ولا يرجعون إلى ضلال أبدا وأخرى أن يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض ولده وأهل بيته عدوا له، فلا يسلم له قلب الرجل، فأحب الله عز وجل أن لا يكون في قلب رسول الله صلى الله عليه وآله على المؤمنين شئ ففرض عليهم مودة ذي القربى، فمن أخذ بها وأحب رسول الله صلى الله عليه وآله وأحب أهل بيته لم يستطع رسول الله صلى الله عليه وآله أن يبغضه، ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيته فعلى رسول الله ان يبغضه، لأنه قد ترك فريضة من فرائض الله عز وجل، فأي فضل وأي شرف يتقدم هذا أو يدانيه، فأنزل الله عز وجل هذه الآية على نبيه: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) فقام رسول الله صلى الله عليه وآله في أصحابه فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس ان الله قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟فلم يجبه أحد (فقال: أيها الناس ليس بذهب ولا فضة ولا مأكول ولا مشروب، فقالوا: هات إذا، فتلى عليهم هذه الآية فقالوا: اما هذه فنعم، فما وفى بها أكثرهم، وما بعث الله نبيا الا و أوحى إليه: ان لا يسأل قومه اجرا لان الله عز وجل يوفيه أجر الأنبياء ومحمد صلى الله عليه وآله فرض الله عز وجل طاعته ومودة قرابته على أمته وأمره أن يجعل أمرهم (6) فيهم ليودوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجب الله عز وجل لهم، فان المودة انما تكون على قدر معرفة الفضل، فلما أوجب الله ذلك ثقل لثقل وجوب الطاعة، فتمسك بها قوم قد أخذ الله تعالى ميثاقهم على الوفاء، وعاند أهل الشقاوة والنفاق، وألحدوا في ذلك فصرفوه عن حده الذي حده الله عز وجل. فقالوا: القرابة هم العرب كلها وأهل دعوته فعلى أي الحالتين كان فقد علمنا أن المودة هي للقرابة، فأقربهم من النبي صلى الله عليه وآله أولاهم بالمودة، فكلما قربت القرابة كانت المودة على قدرها، وما أنصفوا نبي الله صلى الله عليه وآله في حيطته ورأفته، وما من الله به على أمته مما تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه أن لا يودوه في ذريته وأهل بيته، وأن يجعلوهم فيهم بمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول الله صلى الله عليه وآله فيهم وحبا لهم فكيف والقرآن ينطق به ويدعو إليه والاخبار ثابتة بأنهم أهل المودة والذين فرض الله تعالى مودتهم ووعد الجزاء عليها، فما وفى أحد بها فهذه المودة لا يأتي بها أحد مؤمنا مخلصا الا استوجب الجنة، لقول الله تعالى في هذه الآية: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير * ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا و عملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى) مفسرا ومبينا.

77 - وفيه ووجدت في بعض الكتب نسخة كتاب الحبا والشرط من الرضا عليه السلام إلى العمال في شأن الفضل بن سهل وأخيه ولم أرو ذلك عن أحد: أما بعد فالحمد لله البدئ البديع إلى أن قال: الحمد لله الذي أورث أهل بيته مواريث النبوة، واستودعهم العلم والحكمة وجعلهم معدن الإمامة والخلافة، وأوجب ولايتهم وشرف منزلتهم، فأمر رسوله بمسألة أمته مودتهم إذ يقول: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) و ما وصفهم به من اذهابه الرجس عنهم وتطهيره إياهم في قوله: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).

78 - في كتاب الخصال عن عبد الله بن العباس قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله فينا خطيبا فقال في آخر خطبته: ونحن الذين أمر الله لنا بالمودة فماذا بعد الحق الا الضلال فانى تصرفون.

79 - عن أبي رافع عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لم يحب عترتي فهو لاحدى ثلاث: اما منافق، واما لزنية، واما امرء حملت به أمه في غير طهر.

80 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن أبان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا قال: الإقتراف التسليم لنا والصدق علينا وألا يكذب علينا.

81 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) قال: من تولى الأوصياء من آل محمد واتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين الأولين حتى يصل ولايتهم إلى آدم عليه السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد سبق في مجمع البيان في خطبته عليه السلام بيان لاختلاف الحسنة (7).

82 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله عز وجل: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) يعنى في أهل بيته، قال: جاءت الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: انا قد آوينا ونصرنا فخذ طائفة من أموالنا فاستعن بها على ما نابك (8) فأنزل الله عز وجل: (قل لا أسئلكم عليه أجرا) يعنى على النبوة (الا المودة في القربى) أي في أهل بيته، ثم قال: ألا ترى ان الرجل يكون له صديق وفى نفس ذلك الرجل شئ على أهل بيته فلا يسلم صدره، فأراد الله عز وجل أن لا يكون في نفس رسول الله صلى الله عليه وآله شئ على أمته، ففرض الله عليهم المودة في القربى، فان أخذوا أخذوا مفروضا وان تركوا تركوا مفروضا، قال: فانصرفوا من عنده وبعضهم يقول: عرضنا عليه أموالنا فقال: لا قاتلوا عن أهل بيتي من بعدى وقالت طائفة: ما قال هذا رسول الله وجحدوه وقالوا كما حكى الله عز وجل: أم يقولون افترى على الله كذبا فقال عز وجل: فان يشأ الله يختم على قلبك قال: لو افتريت ويمح الله الباطل يعنى يبطله ويحق الحق بكلماته يعنى بالأئمة والقائم من آل محمد صلى الله عليه وآله انه عليم بذات الصدور.

83 - في عيون الأخبار متصل بقوله عليه السلام سابقا مفسرا ومبينا ثم قال أبو الحسن عليه السلام: حدثني أبي عن جدي عن آبائه عن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله فقالوا: إن لك يا رسول الله مؤنة في نفقتك وفى من يأتيك من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا مأجورا، أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج، قال: فأنزل الله عز وجل عليه الروح الأمين فقال: (قل يا محمد لا أسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى) يعنى أن تودوا قرابتي من بعدى، فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول الله صلى الله عليه وآله على ترك ما عرضنا عليه الا ليحثنا على قرابته من بعده ان هو الا شئ افتراه محمد في مجلسه وكان ذلك من قولهم عظيما فأنزل الله تعالى هذه الآية (أم يقولون افتراه قل ان افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم) فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وآله فقال هل من حدث؟فقالوا: أي والله يا رسول الله لقد قال بعضنا كلاما عظيما كرهناه، فتلا عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله الآية فبكوا واشتد بكاؤهم فأنزل الله عز وجل: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون.

84 - في مجمع البيان وذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره حدثني عثمان بن عمير عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وآله حين قدم المدينة و استحكم الاسلام قالت الأنصار فيما بينها: نأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فنقول له ان تعرك (9) أمور فهذه أموالنا تحكم فيها غير حرج ولا محظور عليك فأتوه في ذلك، فنزلت (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) فقرأها عليهم وقال: تودون قرابتي من بعدى. فخرجوا من عنده مسلمين لقوله فقال المنافقون: ان هذا شئ افتراه في مجلسه أراد ان يذللنا لقرابته من بعده. فنزلت: (أم يقولون افترى على الله كذبا) فأرسل إليهم فتلاها فبكوا واشتد عليهم فأنزل الله: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) الآية فأرسل في أثرهم فبشرهم وقال: ويستجيب الذين آمنوا وهم الذين سلموا لقوله.

85 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: وقال لأعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والانكار: (قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) يقول متكلفا أن أسئلكم ما لستم بأهله، فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض: أما يكفي محمدا أن يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا ؟! فقالوا: ما أنزل الله هذا وما هو الا شئ يتقوله يريد أن يرفع أهل بيته على رقابنا، ولئن قتل محمد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا، وأراد الله عز ذكره ان يعلم نبيه صلى الله عليه وآله الذي أخفوا في صدورهم وأسروا به، فقال في كتابه عز وجل: (أم يقولون افترى على الله كذبا فان يشأ الله يختم على قلبك) يقول: لو شئت حبست عنك الوحي فلم تكلم بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم، وقد قال الله عز وجل.

(ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته) يقول الحق لأهل بيتك الولاية (إنه عليم بذات الصدور) يقول بما ألقوه في صدروهم من العداوة لأهل بيتك، والظلم بعدك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

86 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تبارك و تعالى: ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله قال: هو المؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب، فيقول له الملك: آمين، ويقول العزيز الجبار ولك مثلا ما سألت بحبك إياه.

87 - في مجمع البيان وروى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (ويزيدهم من فضله) الشفاعة لمن وجبت له النار ممن أحسن إليهم في الدنيا.

88 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض قال الصادق عليه السلام: لو فعل لفعلوا ولكن جعلهم محتاجين بعضهم إلى بعض، واستعبدهم بذلك، ولو جعلهم أغنياء لبغوا ولكن ينزل بقدر ما يشاء مما يعلم أنه يصلحهم في دينهم ودنياهم انه بعباده خبير بصير.

89 - حدثني الحسين بن عبد الله السكيني عن أبي سعيد البجلي عن عبد الملك ابن هارون عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه صلوات الله عليهم عن الإمام الحسن بن علي عليهما السلام أنه قال في حديث طويل بعد مضيه إلى ملك الروم وأجوبة الإمام عليه السلام عما سأله عنه الملك ثم سأله عن أرزاق الخلائق؟فقال الحسن عليه السلام: أرزاق الخلائق في السماء الرابعة تنزل بقدر وتبسط بقدر.

90 - في مجمع البيان روى أنس عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن الله جل ذكره ان من عبادي من لا يصلحه الا السقم ولو صححته لأفسده، وان من عبادي من لا يصلحه الا الصحة ولو أسقمته لأفسده، وان من عبادي من لا يصلحه الا الغنى ولو أفقرته لأفسده، وان من عبادي من لا يصلحه الا الفقر ولو أغنيته لأفسده، وذلك انى أدبر عبادي لعلمي بقلوبهم.

91 - في جوامع الجامع بقدر أي بتقدير وفى الحديث أخوف ما أخاف على أمتي زهرة الدنيا وكثرتها.

92 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا أي أيسوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد قال: حدثني أبي عن العزرمي عن أبيه عن أبي إسحاق عن الحارث الأعور عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سئل عن السحاب أين يكون؟قال على شجر كثيف على ساحل البحر فإذا أراد الله أن يرسله أرسل ريحا فأثاره ووكل به ملائكة يضربونه بالمخاريق وهو البرق فيرتفع.

93 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: وبنا ينزل الغيث وينشر الرحمة (10).

94 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي حمزة عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: انى سمعته يقول: انى أحدثكم بحديث ينبغي لكل مسلم أن يعيه (11) ثم اقبل علينا فقال: ما عاقب الله عبدا مؤمنا في هذه الدنيا الا كان الله أحلم وأجود وأمجد من أن يعود في عقابه يوم القيامة. ثم قال: وقد يبتلى الله عز وجل المؤمن بالبلية في بدنه أو ماله أو ولده أو أهله ثم تلا هذه الآية: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير وحثا بيده ثلاث مرات.

95 - قال الصادق عليه السلام: لما دخل علي بن الحسين عليهما السلام على يزيد نظر إليه ثم قال له: يا علي (ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) فقال علي بن الحسين صلوات الله عليهما: كلا، ما هذه فينا نزلت انما نزل فينا: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها ان ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) فنحن لا نأسى على ما فاتنا من أمر الدنيا ولا نفرح بما أوتينا.

96 - في أصول الكافي عنه (12) عن أبيه عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال، اما انه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض الا بذنب وذلك قول الله عز وجل في كتابه: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير) قال: ثم قال: وما يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به.

97 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله ابن عبد الرحمان عن مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: في قول الله عز وجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) ليس من التواء عرق ولا نكبة حجر، ولا عثرة قدم، ولا خدش عود، الا بذنب ولما يعفو الله أكثر، فمن عجل الله عقوبة ذنبه في الدنيا فان الله أجل وأكرم وأعظم من أن يعود في عقوبته في الآخرة.

98 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن علي بن رئاب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته عليهم السلام من بعده أهو بما كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون؟فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتوب إلى الله ويستغفر في كل يوم وليلة مأة مرة من غير ذنب، ان الله يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب.

99 - في قرب الإسناد للحميري محمد بن الوليد عن عبد الله بن بكير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) فقال: هو (ويعفو عن كثير) قال: قلت: ما أصاب عليا وأشياعه من أهل بيته من ذلك؟فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتوب إلى الله تعالى عز وجل كل يوم سبعين مرة من غير ذنب.

100 - في مجمع البيان روى عن علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خير آية في كتاب الله هذه الآية، يا علي ما من خدش عود ولا نكبة قدم الا بذنب وما عفى الله عنه في الدنيا فهو أكرم من أن يعود فيه وما عاقب عليه في الدنيا فهو أعدل من أن يثنى على عبده.

101 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: توقوا الذنوب، فما من نكبة ولا نقص رزق الا بذنب حتى الخدش والكبوة (13) والمصيبة، قال الله تعالى: (فما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وأوفوا بالعهد إذا عاهدتم، فما زالت نعمة ولا نضارة عيش الا بذنوب اجترحوها (14) ان الله ليس بظلام للعبيد، ولو أنهم استقبلوا ذلك بالدعاء والإنابة لما نزلت، ولو أنهم إذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم فزعوا إلى الله عز وجل بصدق من نياتهم ولم ينهوا ولم يسرفوا لأصلح لهم كل فاسد ولرد عليهم كل صالح.

102 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من أخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي كرامة المؤمن على الله أنه لم يجعل لأجله وقتا حتى يهم ببائقة (15) فإذا هم ببائقة قبضه إليه.

103 - قال: وقال جعفر بن محمد عليهما السلام تجنبوا البوائق يمد لكم في الأعمار.

104 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن الفضيل ابن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما من نكبة تصيب العبد الا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر.

105 - عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي أسامة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: تعوذوا بالله من سطوات الله بالليل والنهار، قال: قلت: وما سطوات الله؟قال: الاخذ على المعاصي.

106 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن ابان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن العبد ليذنب الذنب فيزوى (16) عنه الرزق.

107 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة عن سليمان بن ظريف عن ابن محبوب محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الذنب يحرم العبد الرزق.

108 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضائها إلى أجل قريب أو إلى وقت بطئ فيذنب العبد ذنبا فيقول الله تبارك وتعالى للملك: لا تقض حاجته واحرمه إياها فإنه تعرض لسخطي واستوجب الحرمان منى.

109 - الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن عمرو بن عثمان عن رجل عن أبي الحسن عليه السلام قال: حق على الله أن لا يعصى في دار الا أضحاها للشمس حتى تطهرها.

1. الشح: البخل مع حرص. قال بعض العارفين: الشح في نفس الانسان ليس بمذموم لأنه طبيعة خلقها الله تعالى في النفوس كالشهوة والحرص للابتلاء ولمصلحة عمارة العالم وانما المذموم ان يستولى سلطانه على القلب فيطاع (انتهى) وكأن هذا هو المراد من هذا الحديث .

2. وفى بعض النسخ (الثبيت) بزيادة الياء بين الموحدة التحتانية والمثناة الفوقانية. .

3. التقى: صاحب التقية والمعرب: المظهر لمذهبه علانية. .

4. كبته الله: أذله وأخزاه. .

5. الضبع: العضد وقيل: الإبط. .

6. كذا في النسخ وفى المصدر (أجره فيهم) مكان (أمرهم فيهم). .

7. راجع رقم 71. .

8. نابه الامر: أصابه. .

9. عرا فلانا أمر: أصابه وعرض له. .

10. وفى نسخة (وينشر رحمته) .

11. وعى الحديث: حفظه. .

12. لم يتقدم الا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى (منه ره). .

13. كبا كبوا: انكب على وجهه والكبوة: المرة .

14. نضارة العيش: حسنه ورونقه. واجترح الذنب: اكتسبه. .

15. البائقة: الشر. .

16. أي يمنع. .