قال عز من قائل: ﴿وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا﴾

132 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله قال أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام: سئل عبد الله بن صوريا رسول الله فقال: أخبرني عمن لا يولد له ومن يولد له؟فقال صلى الله عليه وآله: إذا اصفرت النطفة لم يولد له أي إذا احمرت وكدرت، وإذا كانت صافية ولد له، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

133 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء قال: وحى مشافهة ووحي الهام، وهو الذي يقع في القلب أو من وراء حجاب، كما كلم الله نبيه صلى الله عليه وآله وكما كلم الله عز وجل موسى عليه السلام من الناس، أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء، قال: وحى مشافهة يعنى إلى الناس.

134 - في كتاب توحيد المفضل بن عمر المنقول عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام في الرد على الدهرية قال عليه السلام بعد أن ذكر الله عز وجل والعجز عن أن يدرك: فان قالوا ولم استتر؟قيل لهم ما يستتر بحيلة يخلص إليها كمن يحتجب عن الناس بالأبواب و الستور، وانما معنى قولنا استتر أنه لطف على مدى ما تبلغه الأوهام، كما لطف النفس وهي خلق من خلقه، وارتفعت عن ادراكها بالنظر.

135 - في كتاب التوحيد عن الرضا عليه السلام كلام طويل في التوحيد وفيه لا تشمله المشاعر ولا يحجبه الحجاب فالحجاب بينه وبين خلقه لامتناعه مما يمكن في ذواتهم ولامكان ذواتهم مما يمتنع منه ذاته، ولافتراق الصانع والمصنوع والرب والمربوب والحاد والمحدود.

136 - وفيه عن الرضا عليه السلام أيضا كلام وفيه قال الرجل: فلم احتجب؟فقال أبو الحسن عليه السلام: ان الحجاب على الخلق لكثرة ذنوبها، فاما هو فلا تخفى عليه خافية في آناء الليل والنهار.

137 - وفيه حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: فأما قوله: (وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب) ما ينبغي لبشر ان يكلمه الله الا وحيا، وليس بكائن الا من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء كذلك قال الله تبارك وتعالى علوا كبيرا قد كان الرسول يوحى إليه من رسل السماء فتبلغ رسل السماء رسل الأرض وقد كان الكلام بين رسل أهل الأرض وبينه من غير أن يرسل الكلام مع رسل أهل السماء وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل هل رأيت ربك؟فقال جبرئيل: ان ربى لا يرى فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أين تأخذ الوحي فقال: آخذه من إسرافيل فقال: ومن أين يأخذه إسرافيل؟قال يأخذه من ملك فوقه من الروحانيين قال: فمن أين يأخذه ذلك الملك؟قال يقذف في قلبه قذفا فهذا وحى وهو كلام الله عز وجل وكلام الله ليس بنحو واحد، منه ما كلم الله به الرسل ومنه ما قذفه في قلوبهم ومنه رؤيا يراها الرسل ومنه وحى وتنزيل يتلى ويقرأ فهو كلام الله فاكتف بما وصفت لك من كلام الله فان معنى كلام الله ليس بنحو واحد فان منه ما تبلغ به رسل السماء رسل الأرض.

138 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لبعض الزنادقة وقد جاء إليه مستدلا بآي من القرآن متوهما فيها التناقض والاختلاف وأما قوله تعالى: ما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا و ليس بكاين الا من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء كذلك قال الله تعالى قد كان الرسول يوحى إليه وذكر نحو ما نقلنا من كتاب التوحيد الا أنه ليس هنا (فاكتف إلى آخره).

139 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبي الصباح الكناني عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان قال: خلق من خلق الله عز وجل أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله يخبره ويسدده وهو مع الأئمة من بعده.

140 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن أسباط بن سالم قال: سئله رجل من أهل هيت (1) وأنا حاضر عن قول الله عز وجل: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) فقال: منذ أنزل الله عز وجل ذلك الروح على محمد ما صعد إلى السماء وانه لفينا.

141 - محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن العلم أهو شئ يتعلمه العالم من أفواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرؤنه فتعلمون منه؟قال: الامر أعظم من ذلك وأوجب أما سمعت قول الله عز وجل: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان) ثم قال: أي شئ يقول أصحابكم في هذه الآية أيقولون: (2) انه كان في حال لا يدرى ما الكتاب ولا الايمان؟فقلت: لا أدرى جعلت فداك ما يقولون؟فقال: بلى قد كان في حال لا يدرى ما الكتاب و لا الايمان حتى بعث الله عز وجل الروح التي ذكر في الكتاب، فلما أوحاها إليه علم بها العلم والفهم وهي الروح التي يعطيها الله عز وجل من شاء، فإذا أعطاها عبدا علمه الفهم.

142 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن علي بن الحكم عن معاوية بن وهب عن زكريا بن إبراهيم قال: كنت نصرانيا فأسلمت وحججت فدخلت على أبى عبد الله عليه السلام فقلت: انى كنت على النصرانية وانى أسلمت، فقال: وأي شئ رأيت في الاسلام؟قلت: قول الله عز وجل: (ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان و لكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء) فقال: لقد هداك الله، ثم قال: اللهم اهده ثلاثا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

143 - في مجمع البيان: (روحا من أمرنا) يعنى الوحي بأمرنا إلى قوله: و قيل: هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام، قالا: ولم يصعد إلى السماء وانه لفينا.

144 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقال في نبيه صلى الله عليه وآله: وانك لتهدى إلى صراط مستقيم يقول تدعو.

145 - في بصائر الدرجات عبد الله بن عامر عن أبي عبد الله البرقي عن الحسين ابن عثمان عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى (ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين) قال: تفسيرها في بطن القرآن (من يكفر بولاية على) وعلى هو الايمان، إلى قوله: واما قوله: (وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم) يعنى إنك لتأمر بولاية على وتدعو إليها وهو الصراط المستقيم.

146 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم كنى عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: (ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا) والدليل على أن النور أمير المؤمنين صلوات الله عليه قوله عز وجل: (واتبعوا النور الذي أنزل معه) الآية حدثنا جعفر ابن أحمد قال حدثنا عبد الكريم بن الرحيم قال: حدثنا محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله: (ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا) يعنى عليا، وعلى صلوات الله عليه هو النور فقال: (نهدى به من نشاء من عبادنا) يعنى عليا هدى به من هدى من خلقه، قال: وقال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله: (وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم) يعنى انك لتأمر بولاية على وتدعو إليها، وعلى هو الصراط المستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات و ما في الأرض يعنى عليا انه جعل خازنه على ما في السماوات وما في الأرض من شئ وائتمنه عليه الا إلى الله تصير الأمور.

147 - في أصول الكافي عنه عن الحسين عن النضر عن القاسم بن سليمان عن أبي مريم الأنصاري عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: وقع مصحف في البحر فوجدوه وقد ذهب ما فيه الا هذه الآية (الا إلى الله تصير الأمور).


1. هيت: بلد بالعراق. .

2. وفى المصدر (أيقرؤن) بدل (أيقولون). .