قال عز من قائل: ﴿أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾

64 - في كتاب الخصال عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين، ولا أجمع له أمنين، فإذا أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا آمنته يوم القيامة.

65 - في نهج البلاغة وانما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر، وتثبت على جوانب المزلق (1).

66 - في الكافي علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لبعض جلسائه: الا أخبرك بشئ يقرب من الله ويقرب من الجنة ويباعد من النار؟فقال: بلى فقال: عليك بالسخاء فان الله خلق خلقا برحمته لرحمته، فجعلهم للمعروف أهلا وللخير موضعا وللناس وجها يسعى إليهم، لكي يحيونهم كما يحيى المطر الأرض المجدبة أولئك هم المؤمنون الآمنون يوم القيامة.

67 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم يعنى القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه قال لا يأتيه الباطل من قبل التوراة ولا من قبل الإنجيل والزبور ولا من خلفه أي لا يأتيه من بعده كتاب يبطله.

68 - في مجمع البيان: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) قيل فيه أقوال إلى قوله: ثالثها معناه أنه ليس في اخباره عما مضى باطل ولا في اخباره عما يكون في المستقبل باطل بل أخباره كلها موافقة لمخبراتها، وهو المروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام (2).

69 - في كتاب طب الأئمة باسناده إلى أبي بصير قال: شكى رجل إلى أبى - عبد الله عليه السلام وجع السرة فقال له: اذهب فضع يدك على الموضع الذي تشتكي وقل: (و انه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) ثلثا فإنك تعافى بإذن الله.

70 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما سبق أعنى قوله: (كتاب يبطله) وقوله عز وجل: لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قال: لو كان هذا القرآن أعجميا لقالوا: كيف نتعلمه ولساننا عربي، واتيتنا بقرآن أعجمي، فأحب الله عز وجل ان ينزله بلسانهم وقد قال الله عز وجل: (وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه).

71 - في عيون الأخبار باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام إلى أن قال، وسألته عن الله عز وجل هل يجبر عباده على المعاصي فقال: لا، بل يخيرهم ويمهلهم حتى يتوبوا، قلت: فهل كلف عباده ما لا يطيقون؟فقال: كيف يفعل ذلك وهو يقول: وما ربك بظلام للعبيد؟ثم قال عليه السلام: حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام أنه قال: من زعم أن الله يجبر عباده على المعاصي أو يكلفهم ما لا يطيقون فلا تأكلوا ذبيحته ولا تقبلوا شهادته ولا تصلوا وراءه ولا تعطوه من الزكاة شيئا.

72 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: لا يسأم الانسان من دعاء الخير أي لا يمل ولا يعيى من أن يدعو لنفسه بالخير وان مسه الشر فيؤس قنوط أي يائس من روح الله وفرجه.

73 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسن بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلي عليه السلام: فان هذا موسى بن عمران قد أرسله الله إلى فرعون وأراه الآية الكبرى قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أرسله الله إلى فراعنة شتى مثل أبى جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة، وشيبة وأبى البختري، والنضر بن الحرث وأبى بن خلف، ومنبه ونبيه ابني الحجاج، والى الخمسة المستهزئين: الوليد بن المغيرة المخزومي، والعامر بن وائل السهمي، والأسود بن عبد يغوث الزهري، والأسود بن المطلب، والحارث ابن الطلا طلة، فأراهم الآيات في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق.

74 - في روضة الكافي سهل بن زياد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن الطيار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق قال: خسف ومسخ وقذف، قال: قلت: (حتى يتبين لهم) قال: دع ذا، ذاك قيام القائم.

75 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) قال: نريهم في أنفسهم المسخ، ونريهم في الآفاق انتقاض الآفاق عليهم، فيرون قدرة الله عز وجل في أنفسهم وفى الآفاق، قلت له: (حتى يتبين لهم أنه الحق) قال: خروج القائم هو الحق عند الله عز وجل تراه الخلق لابد منه.

76 - في ارشاد المفيد علي بن أبي حمزة عن أبي الحسن موسى عليه السلام في قوله (سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) قال: الفتن في آفاق الأرض، والمسخ في أعداء الحق.

77 - في مصابيح الشريعة قال الصادق عليه السلام: العبودية جوهرة كنهها الربوبية فما فقد من العبودية وجد في الربوبية، وما خفى في الربوبية أصيب في العبودية، قال الله: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شئ قدير) أي موجود في غيبتك وحضرتك.


1. قوله عليه السلام (أروضها بالتقوى) من الرياضة قال ابن أبي الحديد: يقول عليه السلام: تقللي واقتصاري من المطعم والملبس على الجشب والخشن رياضة لنفسي لان ذلك انما اعمله خوفا من الله أن أنغمس في الدنيا فالرياضة بذلك هي رياضة في الحقيقة بالتقوى لا بنفس التقلل والتقشف (انتهى). والمزلق: موضع الزلق لا يثبت عليه قدم. .

2. أقول: وروى الصدوق (ره) في عيون الأخبار عن الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا محمد بن موسى الرازي قال حدثني أبي قال ذكر الرضا عليه السلام يوما القرآن فعظم الحجة فيه والآية والمعجزة في نظمه، قال: هو حبل الله المتين وعروته الوثقى وطريقته المثلى المؤدى إلى الجنة والمنجى من النار لا يخلق على الأزمنة ولا يغث على الألسنة لأنه لم يجعل لزمان دون زمان بل جعل دليل البرهان والحجة على كل انسان (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد). (انتهى) وروى أيضا في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون في محض الاسلام وشرايع الدين وفيه: والتصديق بكتابه الصادق العزيز الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) وانه المهيمن على الكتب كلها وانه حق من فاتحته إلى خاتمته، نؤمن محكمه ومتشابهه وخاصه وعامه ووعده ووعيده وناسخه ومنسوخه وقصصه وأخباره لا يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله... إلى آخر الحديث. .