قال عز من قائل: ﴿وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا﴾
15 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى فضيل الرسان قال: كتب محمد بن إبراهيم إلى أبى عبد الله عليه السلام أخبرنا ما فضلكم أهل البيت؟فكتب إليه أبو - عبد الله عليه السلام: ان الكواكب جعلت أمانا لأهل السماء، فإذا ذهبت نجوم السماء جاء أهل السماء ما كانوا يوعدون وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: جعل أهل بيتي أمانا لامتي فإذا ذهب أهل بيتي جاء أمتي ما كانوا يوعدون.
16 - وباسناده إلى أبان بن سلمة عن أبيه يرفعه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لامتي.
17 - وباسناده إلى هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض.
18 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم يعنى نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى والنبيون صلوات الله عليهم ومن خلفهم أنت.
19 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن الصادق أبى عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: لما بعث الله عز وجل هودا سلم له العقب من ولد سام، وأما الآخرون فقالوا: من أشد منا قوة فأهلكوا بالريح العقيم وأوصاهم هود وبشرهم بصالح عليه السلام.
20 - في نهج البلاغة واتعظوا فيها بالذين قالوا (من أشد منا قوة) حملوا إلى قبورهم فلا يدعون ركبانا، وأنزلوا فلا يدعون ضيفانا، وجعل لهم من الصفيح أجنان، ومن التراب أكفان ومن الرفات جيران (1).
21 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا والصرصر الريح الباردة في أيام نحسات أي أيام مياشيم.
22 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن الطيار عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى قال عرفناهم فاستحبوا العمى على الهدى وهم يعرفون.
23 - في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله وقال الصادق عليه السلام في قوله عز وجل: (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) قال: وجوب الطاعات و تحريم المعاصي وهم يعرفون.
24 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: حتى إذا ما جاؤها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون فإنها نزلت في قوم تعرض عليهم أعمالهم فينكرونها فيقولون: ما عملنا شيئا منها، فتشهد عليهم الملائكة الذين كتبوا عليهم أعمالهم، قال الصادق عليه السلام: فيقولون لله: يا رب هؤلاء ملائكتك يشهدون لك ثم يحلفون بالله ما فعلوا من ذلك شيئا منها، وهو قول الله عز وجل: (يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم) وهو الذين غصبوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فعند ذلك يختم الله عز وجل على ألسنتهم وينطق جوارحهم فيشهد السمع بما سمع مما حرم الله عز وجل، ويشهد البصر بما نظر إلى ما حرم الله عز وجل، وتشهد اليدان بما أخذتا وتشهد الرجلان بما سعتا فيما حرم الله عز وجل، ويشهد الفرج بما ارتكب مما حرم الله عز وجل ثم أنطق الله عز وجل ألسنتهم فيقولون هم لجلودهم: لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ وهو خلقكم أول مرة واليه ترجعون وما كنتم تستترون أي من الله ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم والجلود الفروج ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون.
25 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام حاكيا حال أهل المحشر: ثم يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون فيه فيقولون والله ربنا ما كنا مشركين، فيختم الله تبارك وتعالى على أفواههم ويستنطق الأيدي و الأرجل والجلود فتشهد بكل معصية كانت منهم، ثم يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم: (لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ).
26 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام: حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وليست تشهد الجوارح على مؤمن إنما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه، قال الله عز وجل: (فأما من أوتى كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم ولا يظلمون فتيلا).
27 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال: حدثنا أبو - عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد أن قال: إن الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح بن آدم وقسمه عليها وقرنه فيها: ثم نظم ما فرض على القلب واللسان والسمع والبصر في الآية الأخرى فقال: (وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم) يعنى بالجلود الفروج والأفخاذ.
28 - في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد ابن الحنفية: يا بنى لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كلما تعلم، فان الله تبارك وتعالى قد فرض على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة، إلى قوله وقال عز وجل: (وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم) يعنى بالجلود الفروج.
29 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن ابن الحجاج قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: حديث يرويه الناس فيمن يؤمر به آخر الناس إلى النار، فقال لي: اما انه ليس كما يقولون، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان آخر عبد يؤمر به إلى النار فإذا أمر به التفت فيقول الجبار جل جلاله: ردوه فيردونه، فيقول له: لم التفت إلى؟فيقول: يا رب لم يكن ظني بك هذا، فيقول: وما كان ظنك بي؟فيقول: يا رب كان ظني بك ان تغفر لي خطيئتي وتسكنني جنتك، قال: فيقول الجبار: يا ملائكتي لا وعزتي وجلالي وآلائي وعلوي وارتفاع مكاني ما ظن بي عبدي هذا ساعة من خير قط، ولو ظن بي ساعة من خير ما ودعته بالنار، أجيزوا له كذبه وادخلوه الجنة، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليس من عبد يظن بالله عز وجل خيرا الا كان عند ظنه به، وذلك قوله عز وجل: وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرديكم فأصبحتم من الخاسرين.
30 - في مجمع البيان قال الصادق عليه السلام: ينبغي للمؤمن أن يخاف الله خوفا كأنه يشرف على النار، ويرجوه رجاءا كأنه من أهل الجنة، ان الله تعالى يقول: (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم) الآية ثم قال: إن الله عند ظن عبده ان خيرا فخير وان شرا فشر.
31 - في نهج البلاغة وصارت الأجساد شحبة، بعد بضتها: والعظام نخرة بعد قوتها، والأرواح مرتهنة بثقل أعبائها، موقنة بغيب أبنائها، لا تستزاد من صالح عملها ولا تستعتب من سيئ زللها (2).
32 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس قال العالم (ع): من الجن إبليس الذي دل على قتل رسول الله صلى الله عليه وآله في دار الندوة، وأضل الناس بالمعاصي، وجاء بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أبى بكر فبايعه، ومن الانس فلان نجعلهما تحت اقدامنا ليكونا من الأسفلين.
33 - في روضة الكافي محمد بن أحمد القمي عن عبد الله بن الصلت عن يونس ابن عبد الرحمان عن عبد الله بن سنان عن حسين الجمال عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى (ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين) قال: هما، ثم قال: وكان فلان شيطانا.
34 - يونس عن سورة بن كليب عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: (ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين) قال: يا سورة هما والله هما، ثلاثا والله يا سورة، انا لخزان علم الله في السماء، وانا لخزان علم الله في الأرض.
35 - في مجمع البيان (ربنا أرنا الذين أضلانا) الآية يعنون إبليس الأبالسة و قابيل بن آدم أول من أبدع المعصية، روى ذلك عن علي عليه السلام.
36 - في بصائر الدرجات عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن الحسن بن على قال: حدثنا عبد الله بن سهيل الأشعري عن أبيه عن اليسع قال: دخل حمران بن أعين على أبى جعفر عليه السلام فقال له: جعلت فداك يبلغنا ان الملائكة تنزل عليكم؟قال: أي والله لتنزل علينا فتطأ فرشنا، أما تقرأ كتاب الله تبارك وتعالى: ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون.
37 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن عثمان عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) فقال أبو عبد الله عليه السلام: استقاموا على الأئمة واحدا بعد واحد، (تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون).
38 - وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: بينا أبى جالس وعنده نفر إذ استضحك حتى أغر ورقت عيناه دموعا (3) ثم قال: هل تدرون ما أضحكني؟قال: فقالوا: لا، قال، زعم ابن عباس انه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، فقلت له: هل رأيت الملائكة يا بن عباس تخبرك بولايتها لك في الدنيا والآخرة مع الامن من الخوف والحزن؟قال: فقال: ان الله تبارك وتعالى يقول: (انما المؤمنون اخوة) قد دخل في هذا جميع الأمة، فاستضحك ثم قلت: صدقت يا بن عباس، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
39 - في نهج البلاغة وانى متكلم بعدة الله وحجته قال الله تعالى: (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) وقد قلتم ربنا الله فاستقيموا على كتابه وعلى منهاج أمره وعلى الطريقة الصالحة من عبادته، ثم لا تمرقوا منها (4) ولا تبتدعوا فيها، ولا تخالفوا عنها فان أهل المروق منقطع بهم يوم القيمة.
40 - في مجمع البيان (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) الآية روى عن انس قال: قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الآية، ثم قال: قد قالها ناس ثم كفر أكثرهم فمن قالها حتى يموت فهو ممن استقام عليها.
41 - وروى محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الاستقامة، فقال: هي والله ما أنتم عليه.
42 - (تتنزل عليهم الملائكة) يعنى عند الموت عن مجاهد والسدي وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.
43 - (في تفسير أهل البيت عليهم السلام عن أبي بصير قال قلت: لأبي جعفر عليه السلام قول الله: (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) قال: هي والله ما أنتم عليه (5).
44 - في الخرايج والجرائح باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا) فقال: اما والله لربما وسدناهم الوسائد في منزلنا قيل له: الملائكة تظهر لكم فقال: هم الطف بصبياننا منا بهم، وضرب بيده إلى مسور (6) في البيت فقال: والله لطالما اتكأت عليها الملائكة، وربما التقطنا من زغبها (7).
45 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر المؤمنين من شيعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) قال على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (تتنزل عليهم الملائكة) قال: عند الموت (الا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا قال: كنا نحرسكم من الشياطين وفي الآخرة أي عند الموت ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدعون يعنى في الجنة نزلا من غفور رحيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما يموت موال لنا مبغض لأعدائنا الا ويحضره رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام، فيرونه ويبشرونه، وإن كان غير موال لنا يراهم بحيث يسوءه والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام للحارث الهمداني: يا حار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا.
46 - في مجمع البيان (نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفى الآخرة) قيل: نحن أوليائكم في الحياة الدنيا أي نحرسكم في الدنيا وعند الموت في الآخرة عن أبي جعفر عليه السلام.
1. الصفيح: الحجارة. والاجنان: القبور. والاكنان جمع كن وهو السترة. والرفات: العظام البالية. .
2. (شحبة) أي هالكة (نخرة) أي بالية والأعباء: الأثقال. .
3. اغرورقت عيناه: دمعتا كأنهما غرقتا في دمعهما. .
4. مرق السهم: إذا خرج من الرمية. .
5. (في أصول الكافي باسناده إلى الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال يا حسين - وضرب إلى مساور في البيت - طالما اتكأت عليها لملائكة وربما التقطنا من زغبها. منه (ره). .
6. المسور: المتكأ من جلد. .
7. الزغب: صغار ريش الطائر. .