تفسير سورة فصلت
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ حم السجدة كانت له نورا يوم القيمة مد بصره، وسرورا وعاش في الدنيا محمودا مغبوطا.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله ومن قرأ: حم السجدة أعطى بعدد كل حرف منها عشر حسنات.
3 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن العزايم أربع: إقرأ باسم ربك الذي خلق، والنجم، والم تنزيل السجدة، وحم السجدة.
4 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأما حم فمعناه الحميد المجيد.
5 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (لهم قلوب لا يفقهون بها) يقول: طبع الله عليها فلا تعقل (ولهم أعين) عليها غطاء عن الهدى (لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها) جعل في آذانهم وقر فلن يسمعوا الهدى.
6 - أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي جميلة عن أبان بن تغلب قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا أبان أترى ان الله عز وجل طلب من المشركين زكاة أموالهم وهم يشركون به حيث يقول وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون قلت له: جعلت فداك فسره لي، فقال: ويل للمشركين الذين أشركوا بالامام الأول، وهم بالأئمة الآخرين كافرون يا أبان انما دعا الله العباد إلى الايمان به، فإذا آمنوا بالله وبرسوله افترض عليهم الفرايض ثم خاطب نبيه صلى الله عليه وآله فقال: قل لهم يا محمد: أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين أي وقتين ابتداء الخلق وانقضاؤه وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها أي لا نزول ولا تفنى في أربعة أيام سواء للسائلين يعنى في أربعة أوقات، وهي التي يخرج الله عز وجل فيها أقوات العالم من الناس والبهائم والطير وحشرات الأرض وما في البر والبحر من الخلق من الثمار والنبات والشجر، وما يكون فيه معاش الحيوان كله، وهو الربيع والصيف والخريف والشتاء، إلى قوله: (سواء للسائلين) يعنى المحتاجين، لان كل محتاج سائل، وفى العالم من خلق الله من لا يسئل ولا يقدر عليه من الحيوان كثير، فهم سائلون وان لم يسألوا.
7 - في روضة الكافي باسناده إلى عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله خلق الخير يوم الأحد، وما كان ليخلق الشر قبل الخير، وفى يوم الأحد والاثنين خلق الأرضين وخلق أقواتها يوم الثلاثاء، وخلق السماوات يوم الأربعاء ويوم الخميس وخلق أقواتها يوم الجمعة، وذلك قول الله عز وجل: (خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام).
8 - في مجمع البيان وروى عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إن الله تعالى خلق الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء، وخلق الشجر والماء والعمران والخراب يوم الأربعاء، فتلك أربعة أيام، وخلق يوم الخميس السماء وخلق يوم الجمعة الشمس والقمر والنجوم والملائكة وآدم.
9 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج هشام بن الحكم حاجا و معه الأبرش الكلبي فلقيا أبا عبد الله عليه السلام في المسجد الحرام، فقال هشام للأبرش: تعرف هذا؟قال: لا. قال: هذا الذي تزعم الشيعة انه نبي من كثرة علمه، فقال الأبرش: لاسئلنه عن مسألة لا يجيبني فيها الا نبي أو وصى نبي، فقال هشام: وددت أنك فعلت ذلك، فلقى الأبرش أبا عبد الله عليه السلام فقال: يا أبا عبد الله أخبرني عن قول الله: (أو لم ير الذين كفروا ان السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) بما كان رتقهما وبما كان فتقهما؟فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبرش هو كما وصف نفسه: (كان عرشه على الماء) والماء على الهواء والهواء لا يحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما، والماء يومئذ عذب فرات، فلما أراد ان يخلق الأرض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا، ثم أزبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحى الأرض من تحته، فقال الله تبارك وتعالى: (ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا) ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء، فلما أراد ان يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها، فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار، فخلق منه السماء وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر وأجراها في الفلك، و كانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر، وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب وكانتا مرتوقتين ليس لها أبواب ولم يكن للأرض أبواب وهو النبت، ولم تمطر السماء عليها فتنبت ففتق السماء بالمطر وفتق الأرض بالنبات وذلك قوله: (أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) فقال الأبرش: والله ما حدثني بمثل هذا الحديث أحد قط، أعده على، فأعاد عليه وكان الأبرش ملحدا فقال: أنا اشهد أنك ابن نبي ثلاث مرات.
10 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن داود عن محمد بن عطية عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: وخلق الشئ الذي جميع الأشياء منه وهو الماء الذي خلق الأشياء منه، فجعل نسب كل شئ إلى الماء، ولم يجعل للماء نسبا يضاف إليه، وخلق الريح من الماء، ثم سلط الريح على الماء، فشققت الريح متن الماء حتى ثار من الماء زبد على قدر ما شاء أن يثور، فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيها صدع ولا ثقب، ولا صعود ولا هبوط ولا شجرة ثم طواها فوضعها فوق الماء ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار متن الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ما شاء الله ان يثور فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع ولا ثقب وذلك قوله: (والسماء بنيها) الآية والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
11 - محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم والحجال عن العلاء عن محمد بن مسلم قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: كان كل شئ ماء وكان عرشه على الماء فأمر جل وعز الماء فاضطرم نارا، ثم أمر النار فخمدت فارتفع من خمودها دخان، فخلق السماوات من ذلك الدخان، وخلق الأرض من الرماد.
12 - في تفسير علي بن إبراهيم وقد سئل أبو الحسن الرضا عليه السلام عمن كلم الله لا من الجن ولا من الانس؟فقال: السماوات والأرض في قوله: ائتيا طوعا وكرها قالتا أتينا طائعين.
13 - في نهج البلاغة - فمن شواهد خلقه خلق السماوات موطدات بلا عمد، قائمات بلا سند، دعاهن فأجبن طائعات مذعنات غير متلكئات ولا مبطيات، ولولا اقرارهن له بالربوبية واذعانهن له بالطواعية (1) لما جعلهن موضعا لعرشه، ولا مسكنا لملائكته ولا مصعدا للكلم الطيب والعمل الصالح من خلقه.
14 - وفيه: وذلل للهابطين بأمره والصاعدين بأعمال خلقه حزونة معراجها و ناداها بعد إذ هي دخان فالتحمت عرى أشراجها (2).
1. المتلكئ: المتوقف. والطواعية بمعنى الطاعة. .
2. الحزونة ضد السهولة. واشراج جمع شرج: عرى العيبة وأشرجت العيبة أي أقفلت اشراجها قال الشارح المعتزلي: وتسمى مجرة السماء شرجا تشبيها بشرج العيبة واشراج الوادي: ما اتسع منه. .