قال عز من قائل: ﴿ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا﴾

108 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يؤتى بالشيخ يوم القيمة فيدفع إليه كتابه ظاهره مما يلي الناس فلا يرى الا مساوى، فيطول ذلك عليه فيقول: يا رب أتأمرني إلى النار؟فيقول الجبار جل جلاله: يا شيخ انى أستحيى أن أعذبك و قد كنت تصلى لي في دار الدنيا، اذهبوا بعبدي إلى الجنة.

109 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا إلى قوله كذلك يضل الله الكافرين فقد سماهم الله كافرين مشركين بأن كذبوا بالكتاب، وقد أرسل الله عز وجل رسله بالكتاب وبتأويله، فمن كذب بالكتاب أو كذب بما ارسل به رسله من تأويل الكتاب فهو مشرك كافر.

110 - في بصائر الدرجات علي بن عباس بن عامر عن أبان عن بشير النبال عن أبي جعفر عليه السلام قال: كنت خلف أبى وهو على بغلة فنفرت بغلته فإذا شيخ في عنقه سلسلة ورجل يتبعه، فقال: يا علي بن الحسين اسقني، فقال الرجل: لا تسقه لاسقاه الله وكان الشيخ م ع وى ه.

111 - الحجال عن الحسن بن الحسين عن ابن سنان عن عبد الملك القمي عن إدريس أخيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: بينا انا وأبى متوجهان إلى مكة وأبى قد تقدمني في موضع يقال له ضجنان، إذ جاء رجل في عنقه سلسلة يجرها فقال له: اسقني اسقني، قال: فصاح بي أبى: لا تسقه لا سقاه الله، ورجل يتبعه حتى جذب سلسلته و طرحه في أسفل درك من النار.

112 - أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن علي بن المغيرة قال: نزل أبو جعفر عليه السلام ضجنان فقال ثلاث مرات: لا غفر الله لك ثم قال لأصحابه: أتدرون لم قلت ما قلت؟فقالوا: لم قلت جعلنا الله فداك؟قال: مر م ع وى ه يجر سلسلة قد أدلى لسانه يسألني ان أستغفر له، وأنه يقال: إن هذا واد من أودية جهنم.

113 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي ابن رئاب عن ضريس الكناسي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك ما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد صلى الله عليه وآله من المسلمين المذنبين الذين يموتون و ليس لهم امام ولا يعرفون ولايتكم؟فقال: أما هؤلاء فإنهم في حفرهم لا يخرجون منها، فمن كان له عمل صالح ولم يظهر منه عداوة فإنه يخد له خد إلى الجنة التي خلقها الله بالمغرب فيدخل عليه الروح في حفرته إلى يوم القيامة، حتى يلقى الله ويحاسبه بحسناته وسيئاته فاما إلى الجنة واما إلى النار، فهؤلاء الموقون (1) لأمر الله قال: وكذلك يفعل بالمستضعفين والبله والأطفال وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم وأما النصاب من أهل القبلة فإنهم يخد لهم خد إلى النار، التي خلقها الله في المشرق، فيدخل عليهم اللهب والشرر والدخان وفورة الحميم إلى يوم القيمة، ثم بعد ذلك مصيرهم إلى الجحيم في النار يسجرون ثم قيل أينما كنتم تشركون من دون الله أي أين امامكم الذين اتخذتموه دون الامام الذي جعله الله إماما ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله: فاصبر ان وعد الله حق فاما نرينك بعض الذي نعدهم يعنى من العذاب أو نتوفينك فالينا يرجعون.

114 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد وعلى ابن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن علي بن رئاب قالوا: قال أبو جعفر عليه السلام ان لله نارا في المشرق إلى أن قال عليه السلام: فاما النصاب من أهل القبلة فإنهم يخد لهم خد إلى النار التي خلقها في المشرق فيدخل عليهم منها اللهب والشرر والدخان وفورة الحميم إلى يوم القيامة. ثم مصيرهم إلى الجحيم، (ثم في النار يسجرون ثم قيل لهم أين ما كنتم تدعون من دون الله) أي أين امامكم الذي اتخذتموه دون الامام الذي جعله الله للناس إماما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

115 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: الفرح والمرح والخيلاء (2) كل ذلك في الشرك والعمل في الأرض بالمعصية.

116 - في كتاب الخصال عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: وشعب الطمع أربع: الفرح والمرح واللجاجة والتكبر والفرح مكروه عند الله تعالى والمرح خيلاء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

وفى أصول الكافي مثله.

117 - في مجمع البيان: ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وروى عن علي عليه السلام أنه قال: بعث الله نبيا أسود لم يقص علينا قصته، واختلف الاخبار في عدد الأنبياء، فروى في بعضها ان عددهم مأة الف وأربعة وعشرون ألفا، وفى بعضها ان عددهم ثمانية آلاف نبي، أربعة آلاف من بني إسرائيل، وأربعة آلاف من غيرهم.

118 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: كان في المدينة رجل بطال يضحك الناس، فقال: قد أعياني هذا الرجل أن أضحكه - يعنى علي بن الحسين عليه السلام - قال: فمر عليه السلام وخلفه موليان له فجاء الرجل حتى انتزع رداءه من رقبته، ثم مضى فلم يلتفت إليه علي عليه السلام فاتبعوه وأخذوا الرداء منه، فجاؤوا به فطرحوه عليه، فقال لهم: من هذا؟فقالوا: هذا رجل بطال يضحك أهل المدينة، فقال: قولوا له ان لله يوما يخسر فيه المبطلون.

119 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من العلل باسناده إلى إبراهيم بن محمد الهمداني قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: لأي علة غرق الله تعالى فرعون وقد آمن به وأقر بتوحيده؟قال لأنه آمن عند رؤية البأس والايمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف، قال الله عز وجل: فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا وقال عز وجل: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا) وهكذا فرعون وملأه لما أدركه الغرق (قال آمنت أنه لا اله الا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) فقيل له: (الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

120 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن جعفر بن رزق الله أو رجل عن جعفر بن رزق الله قال: قدم إلى المتوكل رجل نصراني فجر بامرأة مسلمة، فأراد أن يقيم عليه الحد فأسلم، فقال يحيى بن أكثم: قد هدم إيمانه شركه وفعله، وقال بعضهم: يضرب ثلاثة حدود، وقال بعضهم: يفعل به كذا وكذا، فأمر المتوكل بالكتاب و أرسله إلى أبى الحسن الثالث عليه السلام وسؤاله عن ذلك، فلما قرأ الكتاب كتب: يضرب حتى يموت، فأنكر يحيى بن أكثم وأنكر فقهاء العسكر ذلك، وقالوا: يا أمير المؤمنين نسأل عن هذا فإنه شئ لم ينطق به كتاب ولم تجئ به سنة، فكتب إليه: ان فقهاء المسلمين قد أنكروا هذا وقالوا: لم تجئ به سنة ولم ينطق به كتاب فبين لنا لم أوجبت عليه الضرب حتى يموت؟فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم (فلما أحسوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك المبطلون) فأمر به المتوكل فضرب حتى مات.


1. كذا في الأصل والظاهر أنه مصحف (المرجون) وفى نسخة (الموقوفون لأمر الله) ويوافقه المصدر .

2. مرح الرجل: اشتد فرحه ونشاطه حتى جاوز القدر وتبختر واختال، والخيلاء: العجب والكبر. .