تفسير سورة غافر

1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قرء حم المؤمن في كل ليلة غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وألزمه كلمة التقوى وجعل الآخرة خيرا له من الدنيا.

2 - وباسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحواميم رياحين القرآن، فإذا قرأتموها فاحمدوا الله واشكروه لحفظها وتلاوتها، ان العبد ليقوم ويقرأ الحواميم فيخرج من فيه أطيب من المسك الأذفر والعنبر، وان الله عز وجل ليرحم تاليها وقارئها ويرحم جيرانه وأصدقائه ومعارفه وكل حميم وقريب له، وانه في يوم القيامة يستغفر له العرش والكرسي وملائكة الله المقربون.

3 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرأ سورة حم المؤمن لم يبق روح نبي ولا صديق ولا مؤمن الا صلوا عليه واستغفروا له.

4 - وروى أبو بزرة الأسلمي عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليقرء الحواميم في صلاة الليل.

5 - انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله قال: الحواميم تاج القرآن.

6 - في تفسير علي بن إبراهيم الحسن عن سيف بن عميرة عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء الحواميم في ليلة قبل أن ينام كان في درجة محمد وآل محمد وإبراهيم صلوات الله عليهما وآل إبراهيم، وكل قريب له أو بسبيل إليه، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: الحواميم تأتى يوم القيامة أنثى من أحسن الناس وجها وأطيبه، معها ألف ألف ملك مع كل ملك ألف ألف ملك حتى تقف بين يدي الله عز وجل، فيقول لها الرب: من ذا الذي يقرأك فيقضى قرائتك؟فيقوم طائفة من الناس لا يحصيهم الا الله فيقول لهم: لعمري لقد أحسنتم تلاوة الحواميم فمتم بها في حياتكم الدنيا، وعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئا كائنا ما كان الا أعطيتكم، ولو سألتموني جميع جناتي أو جميع ما أعطيته عبادي الصالحين وأعددته لهم، فيسألونه جميع ما أرادوا وتمنوا، ثم يؤمر بهم إلى منازلهم في الجنة وقد أعد لهم فيها ما لم يخطر على بال مما لا عين رأت ولا أذن سمعت.

7 - في كتاب معاني الأخبار وباسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأما حم فمعناه الحميد المجيد.

8 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الرحمان بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لعن المجادلون في دين الله على لسان سبعين نبيا، ومن جادل في آيات الله فقد كفر قال الله عز وجل: ما يجادل في آيات الله الا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

9 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا محمد بن عبد الله الحميري عن أبيه عن محمد بن الحسين ومحمد بن عبد الجبار جميعا عن محمد بن سنان عن المنخل بن خليل الرقي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار يعنى بنى أمية.

10 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لأبي بصير: يا أبا محمد ان لله ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق في أوان سقوطه، وذلك قول الله عز وجل: الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

11 - محمد بن أحمد عن عبد الله بن الصلت عن يونس عمن ذكره عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا محمد ان لله عز ذكره ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق من الشجر أوان سقوطه، وذلك قوله عز وجل: (يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا) والله ما أراد غيركم.

12 - في عيون الأخبار باسناده عن الرضا عن علي بن أبي طالب عليهما السلام عن رسول الله (ص) حديث طويل وفيه يقول صلى الله عليه وآله: وان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا، يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا.

13 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حماد عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل: الملائكة أكثر أم بنو آدم؟فقال: والذي نفسي بيده لملائكة الله في السماوات أكثر من عدد التراب في الأرض، وما في السماء موضع قدم الا وفيه ملك يسبحه ويقدسه، ولا في الأرض شجرة ولا مدرة الا وفيها ملك موكل بها يأتي الله كل يوم بعملها، والله أعلم بها، وما منهم أحد الا و يتقرب كل يوم إلى الله بولايتنا أهل البيت ويستغفر لمحبنا ويلعن أعدائنا، ويسال الله عز وجل أن يرسل عليهم العذاب إرسالا، وقوله: (الذين يحملون العرش) يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله والأوصياء من بعده يحملون علم الله (ومن حوله) يعنى الملائكة (يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا) يعنى شيعة آل محمد (ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا) من ولاية فلان وفلان وبنى أمية (واتبعوا سبيلك) أي ولاية ولى الله (وقهم عذاب الجحيم) إلى قوله (الحكيم) يعنى من تولى عليا عليه السلام، فذلك صلاحهم (وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته) يعنى يوم القيامة (وذلك هو الفوز العظيم) لمن نجاه الله من هؤلاء يعنى ولاية فلان وفلان وفلان.

14 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال: إن الله عز وجل أعطى التائبين ثلاث خصال لو أعطى خصلة منها جميع أهل السماوات والأرض لنجوا بها، قوله: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم انك أنت العزيز الحكيم * وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

15 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن عيسى عن حريز عن محمد ابن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: الصلاة على المستضعف والذي لا يعرف الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله والدعاء للمؤمنين والمؤمنات يقول: ربنا اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم إلى آخر الآيتين.

16 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا صليت على المؤمن فادع له واجتهد له في الدعاء، وإن كان واقفا مستضعفا فكبر وقل: اللهم اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم.

17 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن رجل عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد ان محمدا رسول الله اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، اللهم صل على محمد وآل محمد وتقبل شفاعته وبيض وجهه وأكثر تبعه، اللهم اغفر لي وارحمني وتب على، اللهم اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم، فإن كان مؤمنا دخل فيها، وإن كان ليس بمؤمن خرج منها.

18 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال جل ذكره: ان الذين كفروا يعنى بنى - أمية ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الايمان يعنى إلى ولاية على صلوات الله عليه.

19 - وقال علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل: ربنا أمتنا اثنتين و أحييتنا اثنتين إلى قوله من سبيل قال الصادق عليه السلام: ذلك في الرجعة.

20 - أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن جعفر بن بشير عن الحكم بن زهير عن محمد بن حمدان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: إذا دعى الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلى الكبير يقول: إذا ذكر الله وحده بولاية من أمر الله بولايته كفرتم، وإن يشرك به من ليست له ولاية تؤمنوا.

21 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن منصور عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله عليه السلام: (ذلك بأنه إذا دعى الله وحده وأهل الولاية كفرتم).

22 - في نهج البلاغة كبير لا يوصف بالخفاء.

23 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل: هو الذي يريكم آياته يعنى الأئمة صلوات الله عليهم الذين أخبرنا الله عز وجل ورسول الله صلى الله عليه وآله بهم، وقوله: رفيع الدرجات ذو العرش يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده قال: روح القدس عليه السلام، وهو خاص لرسول الله والأئمة صلوات الله عليهم، وقوله عز وجل: لينذر يوم التلاق قال: يوم يلتقى أهل السماوات والأرض.

24 - في كتاب معاني الأخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم ابن محمد الأصفهاني عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يوم التلاق يوم يلتقى أهل السماء وأهل الأرض.

25 - في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن بكران النقاش رحمه الله بالكوفة، قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه السلام في ا ب ت ث أنه قال: الألف الآء الله إلى قوله عليه السلام: فالميم ملك الله يوم لا مالك غيره، ويقول الله عز وجل: لمن الملك اليوم ثم تنطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه فيقولون: لله الواحد القهار فيقول الله جل جلاله: اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب.

26 - في نهج البلاغة وأنه سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده لا شئ معه كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها بلا وقت ولا مكان ولا حين ولا زمان، عدمت عند ذلك الآجال والأوقات، وزالت السنون والساعات، فلا شئ الا الله الواحد القهار الذي إليه مصير جميع الأمور، بلا قدرة منها كان ابتداء خلقها، و بغير امتناع منها كان فناؤها، ولو قدرت على الامتناع لدام بقاؤها.

27 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن زيد النرسي عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا أمات الله أهل الأرض لبث كمثل ما خلق الله الخلق، ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل سماء الدنيا وأضعاف ذلك، ثم أمات أهل سماء الدنيا ثم لبث مثل ما خل الله الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل سماء الدنيا واضعاف ذلك ثم أمات أهل السماء الثانية ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل السماء الدنيا والسماء الثانية وأضعاف ذلك، ثم أمات أهل السماء الثالثة ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل سماء الدنيا والسماء الثانية والثالثة وأضعاف ذلك، في كل سماء مثل ذلك وأضعاف ذلك، ثم أمات ميكائيل ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله واضعاف ذلك ثم أمات جبرئيل عليه السلام ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم أمات أسرا فيل عليه السلام، ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم أمات ملك الموت، ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم يقول الله عز وجل: (لمن الملك اليوم) فيرد الله على نفسه (لله الواحد القهار) أين الجبارون؟وأين المتكبرون؟وأين الذين ادعوا معي إلها آخر؟أين المتكبرون ونخوتهم؟ثم يبعث أخلق، قال عبيد بن زرارة: فقلت: ان هذا الامر كله يطول بذلك؟فقال: أرأيت ما كان هل علمت به؟فقلت: لا، قال: فكذلك هذا.

28 - حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الأحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبي فاختة عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: سئل عن - النفختين كم بينهما؟قال: ما شاء الله، فقيل له: فأخبرني يا بن رسول الله كيف ينفخ فيه؟فقال: أما النفخة الأولى فان الله يأمر إسرافيل فيهبط إلى الدنيا ومعه الصور، و للصور رأس واحد وطرفان، وبين طرف كل رأس منهما إلى الآخر مثل ما بين السماء والأرض، قال: فإذا رأت الملائكة إسرافيل قد هبط إلى الدنيا ومعه الصور، قالوا: قد أذن الله في موت أهل الأرض وفى موت أهل السماء، قال فيهبط إسرافيل بحضيرة بيت المقدس ويستقبل الكعبة، فإذا رأوه أهل الأرض قالوا: قد اذن الله في موت أهل الأرض فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي أهل الأرض، فلا يبقى في الأرض ذو روح الا صعق ومات، ويخرج الصوت من الطرف الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح الا صعق ومات الا إسرافيل، قال ، : فيقول الله لإسرافيل: يا إسرافيل مت فيموت إسرافيل، فيمكثون في ذلك ما شاء الله، ثم يأمر السماوات فتمور ويأمر الجبال فتسير، وهو قوله: (يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا) يعنى تبسط و (تبدل الأرض غير الأرض) يعنى بأرض لم تكسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة، ويعيد عرشه على الماء كما كان أول مرة مستقلا بعظمته و قدرته، قال: فعند ذلك ينادى الجبار جل جلاله بصوت من قبله جهوري يسمع أقطار السماوات والأرضين: (لمن الملك اليوم) فلم يحبه مجيب، فعند ذلك يقول الجبار عز وجل مجيبا لنفسه: (لله الواحد القهار) وانا قهرت الخلائق كلهم فأمتهم انى أنا الله لا اله الا أنا وحدي لا شريك لي ولا وزير وأنا خلقت خلقي بيدي الخ وقد سبق آخر الزمر.

29 - في مجمع البيان (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت) وفى الحديث ان الله تعالى يقول: انا المالك انا الديان لا ينبغي لاحد من أهل الجنة ان يدخل الجنة ولا لاحد من أهل النار ان يدخل النار وعنده مظلمة حتى أقصه منه ثم تلا هذه الآية.

30 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي المعزا قال: حدثني يعقوب الأحمر قال: دخلنا على أبى عبد الله عليه السلام نعزيه بإسماعيل فترحم عليه ثم قال: إن الله عز وجل نعى إلى نبيه صلى الله عليه وآله نفسه فقال: (انك ميت وانهم ميتون) وقال: (كل نفس ذائقة الموت) ثم أنشأ يحدث فقال: انه يموت أهل الأرض حتى لا يبقى أحد، ثم يموت أهل السماء حتى لا يبقى أحد الا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل عليهم السلام، قال: فيجيئ ملك الموت حتى يقوم بين يدي الله عز وجل فيقال: من بقي - وهو أعلم -؟فيقول: يا رب لم يبق الا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل، فيقال له: قل لجبرئيل وميكائيل فليموتا، فيقول الملائكة (1) عند ذلك: يا رب رسوليك وأمينيك؟فيقول انى قد قضيت على كل نفس فيها الروح الموت، ثم يجئ ملك الموت حتى يقف بين يدي الله عز وجل فيقال له من بقي؟- وهو أعلم - فيقول، يا رب لم يبق الا ملك الموت و حملة العرش، فيقال: قل لحملة العرش فليموتوا، قال: ثم يجئ كئيبا حزينا لا يرفع طرفه فيقال له: من بقي؟- وهو أعلم - فيقول: يا رب لم يبق الا ملك الموت، فيقال له: مت يا ملك الموت فيموت، ثم يأخذ الأرض والسماوات بيمينه (2) ويقول: أين الذين كانوا يدعون معي شريكا؟أين الذين كانوا يجعلون معي - إلها آخر؟.

31 - في روضة الكافي كلام لعلي بن الحسين عليهما السلام يقول فيه: واعلم يا بن آدم ان وراء هذا أعظم وافظع وأوجع للقلوب يوم القيامة، وذلك يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين.

32 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن موسى بن جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: يا أبا احمد ما مؤمن يرتكب ذنبا الا ساءه ذلك وندم عليه، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: كفى بالندم توبة وقال عليه السلام: من سرته حسنته وسائته سيئته فهو مؤمن فإن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة وكان ظالما، والله تعالى يقول: ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع.

33 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عبد الرحمن بن سلمة الحريري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: يعلم خائنة الأعين فقال: ألم تر إلى الرجل ينظر إلى الشئ وكأنه لا ينظر فذلك خائنة الأعين.

34 - في مجمع البيان وفى الخبر ان النظرة الأولى لك والثانية عليك، فعلى هذا يكون الثانية محرمة فهي المراد بخائنة الأعين.

35 - وفيه قال عليه السلام لأصحابه يوم فتح مكة وقد جاء عثمان بعبد الله بن سعد بن أبي سرح يستأمنه منه وكان صلى الله عليه وآله قبل ذلك أهدر دمه وأمر بقتله، فلما رأى عثمان إستحيى من رده وسكت طويلا ليقتله بعض المؤمنين ثم أمنه بعد تردد المسألة من عثمان وقال: اما كان منكم رجل رشيد يقوم إلى هذا فيقتله؟فقال له عباد بن بشر: يا رسول الله ان عيني ما زالت في عينك انتظارا أن تؤمي فأقتله، فقال عليه السلام: ان الأنبياء لا يكون لهم خائنة أعين.

36 - في نهج البلاغة قسم أرزاقهم وأحصى آثارهم واعمالهم وعدد أنفاسهم و خائنة أعينهم وما تخفى صدورهم من الضمير.

37 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى إسماعيل بن منصور أبى زياد عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول فرعون: ذروني أقتل موسى ما كان يمنعه؟قال: منعته رشدته، ولا يقتل الأنبياء ولا أولاد الأنبياء الا أولاد الزنا.

38 - في بصائر الدرجات محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن الحسن ابن عثمان عن يحيى الحلبي عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال له رجل وأنا عنده: أن الحسن البصري يروى ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من كتم علما جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار؟فقال: كذب ويحه فأين قول الله تعالى: وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله ثم مد بها بصره فقال: فليذهبوا حيث شاؤوا، أما والله لا يجدون العلم الا هيهنا ثم سكت ساعة، ثم قال: عند آل محمد.

39 - في تفسير علي بن إبراهيم وكان خازن فرعون مؤمنا بموسى عليه السلام قد كتم ايمانه ستمأة سنة وهو الذي قال الله عز وجل: (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله).

40 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة حديث طويل وفيه قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله الاصطفاء في الكتاب؟فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك قوله عز وجل إلى أن قال: وأما الحادي عشر فقول الله عز وجل في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم) إلى تمام الآية فكان ابن خال فرعون، فنسبه إلى فرعون بنسبه، ولم يضفه إليه بدينه وكذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله صلى الله عليه وآله بولادتنا منه، وعممنا الناس بالدين فهذه الفرق بين الال والأمة، فهذه الحادية عشرة.

41 - في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ثم مدح الله القلة، وقال: (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله).

42 - في أمالي الصدوق باسناده إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي يقول (فاتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسئلكم أجرا وهم مهتدون) وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم.

43 - في مجمع البيان قال أبو عبد الله عليه السلام: التقية من ديني ودين آبائي و لا دين لمن لا تقية له، والتقية ترس الله في الأرض، لان مؤمن آل فرعون لو أظهر الاسلام لقتل.

44 - في كتاب معاني الأخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الأصفهاني عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يوم التناد يوم ينادى أهل النار أهل الجنة: أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله.

45 - في مجمع البيان في كتاب النبوة بالاسناد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت: فكان يوسف رسولا نبيا؟قال: نعم، أما تسمع قول الله عز وجل: لقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات.

46 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى عهد إلى آدم إلى أن قال عليه السلام: وكان بين موسى ويوسف عليهم السلام الأنبياء.

47 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان يعنى بغير حجة يخاصمون اتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن في النار لنار يتعوذ منها أهل النار، ما خلقت الا لكل جبار عنيد. ولكل شيطان مريد، ولكل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب، ولكل ناصب العداوة لآل محمد صلوات الله عليهم وقال: ان أهون الناس عذابا يوم القيامة لرجل في ضحضاح (3) من نار عليه نعلان من نار وشراكان من نار يغلى منها دماغه كما يغلى المرجل (4) ما يرى أن في النار أحدا أشد عذابا منه، وما في النار أحد أهون عذابا منه.

48 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: وأما قوله عز وجل: فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: قال الله عز وجل: لقد خفت كرامتي - أو قال: مودتي - لمن يراقبني ويتحاب بجلالي ان وجوههم يوم القيمة من نور على منابر من نور عليهم ثياب خضر، قيل من هم يا رسول الله؟قال: قوم ليسوا أنبياء و لا شهداء، ولكنهم تحابوا بجلال الله ويدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب نسأل الله أن يجعلنا منهم برحمته.

49 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قيل له: ان أبا الخطاب يذكر عنك انك قلت له: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت، قال: لعن الله أبا الخطاب، والله ما قلت هكذا، ولكني قلت: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير يقبل منك ان الله عز وجل يقول: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة.

50 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: المفوض أمره إلى الله في راحة الأبد، والعيش الدائم الرغد (5) والمفوض حقا هو الفاني عن كل همة دون الله تعالى، كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: رضيت بما قسم الله لي، وفوضت أمرى إلى خالقي كما أحسن الله فيما مضى كذلك يحسن فيما بقي، قال الله عز وجل في المؤمن من آل فرعون: وأفوض أمرى إلى الله ان الله بصير بالعباد فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب والتفويض خمسة أحرف ت ف وى ض (6) لكل حرف منها حكم (فمن أتى باحكامه فقد اتى به (التاء) من تركه التدبير في الدنيا و (الفاء) من فناء كل همة غير الله تعالى و (الواو) من وفاء العهد وتصديق الوعد و (الياء) اليأس من نفسك واليقين من ربك و (الضاد) من الضمير الصافي لله والضرورة إليه، والمفوض لا يصبح الا سالما من جميع الآفات ولا يمسى الا معافا بدينه.

51 - في تهذيب الأحكام باسناده إلى الحسن بن علي عن عبد الملك الزيات عن رجل عن كرام عن أبي عبد الله عليهما السلام: قال: أربع لأربع إلى قوله: والأخرى للمكر والسوء (وأفوض أمرى إلى الله وفوضت امرى إلى الله) قال الله عز وجل: (فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب).

52 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن علي بن النعمان عن أيوب بن الحر عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (فوقاه الله سيئات ما مكروا) قال: اما لقد سطوا عليه وقتلوه ولكن أتدرون ما وقاه، وقاه ان يفتنوه في دينه.

في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان وذكر إلى آخر ما نقلناه عن البرقي سواء.

53 - في كتاب الخصال عن الصادق جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال عجبت لمن يفزع من أربع كيف لا يفزع إلى أربع إلى قوله: وعجبت لمن مكر به كيف لا يفزع إلى قوله: (وأفوض امرى إلى الله ان الله بصير بالعباد) فانى سمعت الله تعالى يقول بعقبها: (فوقاه الله سيأت ما مكروا).

54 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: (فوقاه الله سيئات ما مكروا) يعنى مؤمن آل فرعون فقال أبو عبد الله عليه السلام والله لقد قطعوه إربا إربا ولكن وقاه الله عز وجل ان يفتنوه عن دينه.

55 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه حزقيل عليه السلام وان قوم فرعون وشوا به (7) إلى فرعون وقالوا: ان حزقيل يدعو إلى مخالفتك ويعين أعدائك على مضادتك، فقال لهم فرعون: ابن عمى وخليفتي على ملكي وولى عهدي ان فعل ما قلتم فقد استحق العذاب على كفره نعمتي، فان كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم أشد العقاب لا يشاركم الدخول في مساءته، فجاء بحزقيل وجاء بهم فكاشفوه وقالوا: أنت تجحد ربوبية فرعون الملك وتكفر نعماه؟فقال حزقيل: أيها الملك هل جربت على كذبا قط؟قال: لا، قال: فسلهم من ربهم؟قالوا: فرعون، قال: ومن خالقكم؟قالوا: فرعون قال: من رازقكم الكافل لمعايشكم والدافع عنكم مكارهكم؟قالوا: فرعون هذا قال حزقيل: أيها الملك فأشهدك وكل من حضرك ان ربهم هو ربى، وخالقهم هو خالقي ورازقهم هو رازقي ومصلح معايشهم هو مصلح معايشي لا رب لي ولا خالق ولا رازق غير ربهم وخالقهم ورازقهم وأشهدك ومن حضرك ان كل رب وخالق ورازق سوى ربهم وخالقهم ورازقهم فانا منه برئ من ربوبيته وكافر بإلهيته، يقول حزقيل هذا وهو يعني ان ربهم هو الله ربى، ولم يقل ان الذي قالوا بهم انه ربهم هو ربى وخفى هذا المعنى على فرعون ومن حضره، وتوهموا أنه يقول فرعون ربى و خالقي ورازقي، فقال لهم فرعون: يا رجال السوء ويا طلاب الفساد في ملكي و مريدي الفتنة بيني وبين ابن عمى وهو عضدي، أنتم المستحقون لعذابي لارادتكم فساد أمرى، وإهلاك ابن عمى والفت في عضدي (8) ثم أمر بالأوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتدا وفى عضده وتدا وفى صدوره وتدا وامر أصحاب أمشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من أبدانهم، فذلك ما قال الله تعالى: (فوقاه الله سيئات ما مكروا) وكان سبب هلاكهم لما وشوا به إلى فرعون ليهلكوه وحاق بآل فرعون سوء العذاب وهم الذين وشوا بحزقيل إليه لما أوتد فيهم الأوتاد، ومشط عن أبدانهم لحومها بالأمشاط.

56 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال رجل لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قول الله عز وجل: النار يعرضون عليها غدوا وعشيا فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما يقول الناس؟فقال: يقولون إنها في نار الخلد وهم لا يعذبون فيما بين ذلك، فقال عليه السلام: فهم من السعداء فقيل له: جعلت فداك فكيف هذا؟فقال: إنما هذا في الدنيا، فاما في نار الخلد فهو قوله: ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب.

57 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله: لما أسرى بي إلى السماء رأيت قوما يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر أن يقوم من عظم بطنه، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟قال هؤلاء الذين يأكلون الربوا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس وإذا هم لبسبيل آل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا، يقولون: ربنا متى يقوم الساعة؟.

58 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن أرواح المشركين فقال: في النار يعذبون يقولون: ربنا لا تقم الساعة ولا تنجز لنا وعدتنا ولا تلحق آخرنا بأولنا.

59 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن مثنى عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أرواح الكفار في نار جهنم يعرضون عليها يقولون ربنا لا تقم لنا الساعة، ولا تنجز لنا ما وعدتنا، ولا تلحق آخرنا بأولنا.

60 - محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد باسناد له قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: شر بئر في النار برهوت الذي فيه أرواح الكفار.

61 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: شر ماء على وجه الأرض ماء برهوت، وهو واد بحضرموت يرد عليه هام الكفار وصداهم (9).

62 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان قال: حدثني من سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا احتضر الكافر حضره رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام وجبرئيل وملك الموت عليهما السلام فيدنو منه علي عليه السلام فيقول: يا رسول الله ان هذا كان يبغضنا أهل البيت فأبغضه ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل ان هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأبغضه (10) فيقول جبرئيل للملك الموت: ان هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأبغضه وأعنف عليه، فيدنو منه ملك الموت فيقول: يا عبد الله أخذت فكاك رهانك، أخذت أمان براءتك تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا، فيقول: لا فيقول أبشر يا عدو الله بسخط الله عز وجل و عذابه والنار، أما الذي كنت تحذره فقد نزل بك، ثم يسل نفسه سلا عنيفا، ثم يوكل بروحه ثلاثمأة شيطان كلهم يبزق في وجهه ويتأذى بروحه، فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النار فيدخل عليه من قيحها ولهبها (11) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

63 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن غالب بن عثمان عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يجيئ الملكان منكر ونكير إلى الميت حين يدفن إلى أن قال: وإذا كان من الرجل كافرا دخلا عليه و أقيم الشيطان بين يديه عيناه من نحاس، فيقولون له: من ربك وما دينك وما يقول في هذا الرجل الذي قد خرج من بين ظهرانيكم؟فيقول: لا أدرى، فخليا بينه وبين الشيطان، فيسلط عليه في قبره تسعة وتسعين تنينا (12) لو أن تنينا واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شجرا أبدا، ويفتح له باب إلى النار ويرى مقعده فيها.

64 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمان عن عبد الله بن القاسم عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لأبي جعفر أصلحك الله من المسؤولون في قبورهم؟قال: من محض الايمان ومن محض الكفر، قال: قلت: فبقية هذا الخلق؟قال: يلهى والله عنهم وما يعبأ بهم قال: قلت وعما يسئلون؟قال: عن الحجة القائمة بين أظهركم، فيقال للمؤمن: ما تقول في فلان بن فلان؟فيقول: ذلك امامي فيقول: نم أنام الله عينك ويفتح له باب من الجنة، فما يزال يتحفه من روحها إلى يوم القيامة، ويقال للكافر: ما تقول في فلان بن فلان؟قال: فيقول: قد سمعت به وما أدرى ما هو، قال: فيقال له: لا دريت (13) قال: ويفتح له باب من النار فلا يزال يتحفه من حرها إلى يوم القيامة.

65 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن بعض أصحابه عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: يقال للمؤمن في قبره: من ربك؟إلى أن قال ويقال للكافر من ربك؟فيقول: الله ربى، فيقال: من نبيك؟فيقول: محمد صلى الله عليه وآله، فيقال: ما دينك؟فيقول: الاسلام، فيقال: من أين علمت ذلك؟فيقول: سمعت الناس يقولون فقلت، فيضر بأنه بمرزبة (14) لو اجتمع عليها الثقلان الإنس والجن لم يطيقوها، قال: فيذوب كما يذوب الرصاص، ثم يعيدان فيه الروح فيوضع قلبه بين لوحين من نار، فيقول: يا رب أخر قيام الساعة.

66 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن ضريس الكناسي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ان لله تعالى نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار ويأكلون من زقومها ويشربون من حميمها ليلهم، فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له برهوت أشد حرا من نيران الدنيا كانوا فيه يتلاقون ويتعارفون، فإذا كان المساء عادوا إلى النار، فهم كذلك إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

67 - في مجمع البيان وعن نافع عن ابن عمر، ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، فإن كان من أهل الجنة فمن الجنة و إن كان من أهل النار فمن النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة، أورده البخاري والمسلم في الصحيح.

68 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقول عليه السلام: وتقربوا إلى الله بتوحيده وطاعة من أمركم أن تطيعوه ولا تمسكوا بعصم الكوافر، ولا يخلج بكم الغى فتضلوا عن سبيل الرشاد باتباع أولئك الذين ضلوا وأضلوا، قال الله عز من قائل في طائفة ذكرهم بالذم في كتابه: (انا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا) إلى قوله وقال تعالى: وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار من عذاب الله من شئ (قالوا لو هدانا الله لهديناكم) أفتدرون الاستكبار ما هو؟هو ترك الطاعة لمن أمروا بطاعته، والترفع على من ندبوا إلى متابعته، والقرآن ينطق من هذا كثير ان تدبره متدبر زجره ووعظه.

69 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت قول الله تبارك وتعالى: انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد قال: ذلك والله في الرجعة، اما علمت أن أنبياء كثيرة لم ينصروا في الدنيا وقتلوا، وأئمة من بعدهم قتلوا ولم ينصروا، وذلك في الرجعة.

70 - حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن ابن عيينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى ليمن على عبده المؤمن يوم القيامة فيأمره ان يدنو منه يعنى من رحمته فيدنو حتى يضع كتفه عليه ثم يعرفه ما أنعم به عليه يقول له ألم تدعني يوم كذا وكذا بكذا وكذا فأجبت دعوتك؟ألم تسئلني يوم كذا وكذا فأعطيتك مسألتك؟ألم تستغث بي يوم كذا وكذا وبك ضر كذا وكذا فكشفت ضرك ورحمت صوتك؟ألم تسئلني مالا فملكتك؟ألم تستخدمني فأخذتك؟ألم تسئلني أن أزوجك فلانة وهي منيعة عند أهلها فزوجناكها؟قال: فيقول العبد: بلى يا رب أعطيتني كلما سألتك، وكنت أسئلك الجنة؟فيقول الله له: فانى واهب لك ما سألتنيه الجنة لك مباحا أرضيتك؟فيقول المؤمن: نعم يا رب أرضيتني وقد رضيت فيقول الله عبدي انى كنت أرضى لك أحسن الجزاء فان أفضل جزائي عندك ان أسكنتك الجنة وهو قوله عز وجل: ادعوني استجب لكم.

71 - حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام: قال له رجل: جعلت فداك ان الله يقول: (أدعوني استجب لكم) وانا ندعو فلا يستجاب لنا؟قال: لأنكم لا توفون لله بعهده وان الله يقول: (أوفوا بعهدي أوف بعهدكم) والله لو وفيتم لله لوفى لكم.

72 - في نهج البلاغة من أعطى الدعاء لم يحرم الإجابة، قال الله عز وجل (أدعوني استجب لكم).

73 - في من لا يحضره الفقيه خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الجمعة وفيها: وأكثروا فيه التضرع والدعاء ومسألة الرحمة والغفران، فان الله عز وجل يستجيب لكل من دعاه، ويورد النار من عصاه، وكل مستكبر عن عبادته.

قال الله عز وجل: أدعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين.

74 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: ألست تقول: يقول الله تعالى: (أدعوني استجب لكم) وقد نرى المضطر يدعوه فلا يجاب له؟والمطيع (15) يستضره على عدوه فلا ينصره قال: ويحك ما يدعوه أحد الا استجاب له، أما الظالم فدعاؤه مردود إلى أن يتوب إليه، واما المحق فإنه إذا دعاه استجاب له وصرف عنه البلاء من حيث لا يعلم، أو ادخر له ثوابا جزيلا ليوم حاجته إليه، وان لم يكن الامر الذي سأل العبد خيرا له ان أعطاه أمسك عنه، والمؤمن العارف بالله ربما عز عليه أن يدعوه فيما لا يدرى أصواب ذلك أم خطأ.

75 - في أدعية الصحيفة السجادية وقلت: (أدعوني أستجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) فسميت دعاءك عبادة، وتركه استكبارا وتوعدت على تركه دخول جهنم داخرين.

76 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى أبى عبد الله عن أبيه عليهما السلام على النبي صلى الله عليه وآله قال: مما أعطى الله أمتي وفضلهم به على ساير الأمم، أعطاهم ثلاث خصال لم يعطها الا نبي، إلى قوله: كان إذا بعث نبيا قال له: إذا أحزنك أمر تكرهه فاد عنى استجب لك، وان الله تعالى اعطى أمتي ذلك حيث يقول: (ادعوني استجب لكم).

77 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى حفص بن غياث النخعي قال سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: إذا أراد أحدكم ان لا يسأل ربه تعالى شيئا الا أعطاه فلييأس من الناس كلهم ولا يكون له رجاءا الا عند الله عز وجل، فإذا علم الله تعالى ذلك من قلبه لم يسأله شيئا الا أعطاه.

78 - في مجمع البيان وقد روى معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلني الله فداك ما تقول في رجلين دخلا المسجد جميعا كان أحدهما أكثر صلاة والآخر أكثر دعاءا فأيهما أفضل؟قال: كل حسن قلت: قد علمت ولكن أيهما أفضل؟قال: أكثرهما دعاءا أما تسمع قول الله تعالى: (أدعوني أستجب لكم) إلى آخر الآية، وقال: هي العبادة الكبرى.

79 - وروى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في هذه الآية قال: هو الدعاء، وأفضل العبادة الدعاء.

80 - في أصول الكافي باسناده إلى المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عز وجل: من استذل عبدي المؤمن فقد بارزني بالمحاربة إلى قوله عز وجل: وأنه ليدعوني في الامر فاستجيب له بما هو خير له.

81 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي - جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل يقول: (ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) قال: هو الدعاء وأفضل العبادة الدعاء.

82 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن إسماعيل وابن محبوب جميعا عن حنان بن سدير عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أي العبادة أفضل؟فقال: ما شئ أفضل عند الله عز وجل من أن يسأل ويطلب ما عنده، وما من أحد أبغض إلى الله عز وجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسئل ما عنده.

83 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ادع ولا تقل قد فرغ من الامر، فان الدعاء هو العبادة ان الله عز وجل يقول: (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) وقال: (أدعوني استجب لكم).

84 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن عبيد بن زرارة عن أبيه عن رجل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الدعاء هو العبادة التي قال الله عز وجل: (ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) ادع الله عز وجل ولا تقل إن الله قد فرغ منه قال زرارة: انما يعنى لا يمنعك ايمانك بالقضاء والقدر أن تبالغ بالدعاء وتجتهد فيه - أو كما قال -.

85 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: آيتان في كتاب الله عز وجل أطلبهما فلا أجدهما؟قال: وما هما؟قلت: قول الله عز وجل: (ادعوني استجب لكم) فندعوه ولا نرى إجابة؟قال أفترى الله عز وجل أخلف وعده؟قلت: لا، قال: فمم ذلك؟قلت: لا أدرى، قال: لكني أخبرك من أطاع الله عز وجل فيما أمره ثم دعاه من جهة الدعاء أجابه، قلت: وما جهة الدعاء؟قال: تبدء فتحمد الله وتذكر نعمه عندك، ثم تشكره ثم تصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم تذكر ذنوبك فتقر بها ثم تستعيذ منها، فهذا جهة الدعاء والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

86 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن ابن بكير عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان في كتاب أمير المؤمنين عليه السلام ان المدحة قبل المسألة، فإذا دعوت الله عز وجل فمجده قلت: كيف أمجده؟قال: تقول: يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد يا فعالا لما يريد يا من يحول بين المرء وقلبه يا من هو بالمنظر الاعلى يا من ليس كمثله شئ.

87 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي عن حماد بن عثمان عن الحارث بن المغيرة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أردت ان تدعو فمجد الله عز وجل واحمده وسبحه وهلله واثن عليه، وصل على محمد وآله صلى الله عليه وآله، ثم سل تعط.

88 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن عيص بن القاسم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا طلب أحدكم الحاجة فليثن على ربه وليمدحه، فان الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيأ له من الكلام أحسن ما يقدر عليه، فإذا طلبتم الحاجة فمجدوا الله العزيز الجبار وامدحوه واثنوا عليه، تقول: (يا أجود من اعطى ويا خير من سئل يا ارحم من استرحم يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا يا من يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ويقضى ما أحب، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الاعلى، يا من ليس كمثله شئ، يا سميع يا بصير. وأكثر من أسماء الله عز وجل فان أسماء الله كثيرة، وصل على محمد وآله وقل: اللهم أوسع على من رزقك الحلال ما اكف به وجهي وأؤدي به عن أمانتي وأصل به رحمي، ويكون عونا لي في الحج والعمرة) وقال: إن رجلا دخل المسجد فصلى ركعتين ثم سأل الله عز وجل: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: عجل العبد ربه، وجاء آخر فصلى ركعتين ثم اثنى على الله عز وجل وصلى على النبي صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: سل تعط.

89 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من سره أن تستجاب دعوته فليطب مكسبه.

90 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن غير واحد من أصحابنا قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان العبد الولي لله يدعو الله عز وجل في الامر ينوبه (16) فقال للملك الموكل: اقض لعبدي حاجته ولا تعجلها فانى أشتهي ان اسمع نداءه وصوته، و ان العبد العدو لله ليدعو الله عز وجل في الامر ينوبه فيقال للملك الموكل: اقض حاجته وعجلها فانى أكره أن اسمع نداءه وصوته، قال: فيقول الناس: ما اعطى هذا الا لكرامته، ولا منع هذا الا لهوانه.

91 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يزال المؤمن بخير ورجاء، رحمة من الله عز وجل ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء، قلت له: كيف يستعجل؟قال: يقول قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الإجابة.

92 - الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن إسحاق ابن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن ليدعو الله عز وجل في حاجته فيقول الله عز وجل: أخروا اجابته شوقا إلى صوته ودعائه، فإذا كان يوم القيامة قال الله عز وجل: عبدي! دعوتني فأخرت اجابتك وثوابك كذا وكذا، دعوتني في كذا وكذا فأخرت اجابتك وثوابك كذا وكذا، قال: فيتمنى المؤمن أنه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى من حسن الثواب.

93 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى على محمد وآل محمد (17).

94 - علي بن محمد عن ابن جمهور عن أبيه عن رجاله قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من كانت له إلى الله عز وجل حاجة فليبدأ بالصلاة على محمد وآله ثم يسئل حاجته، ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد، فان الله عز وجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط، إذا كانت (18) الصلاة على محمد وآل محمد لا تحجب عنه.

95 - في الكافي الحسين بن محمد على معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن الحسن بن الحارث بن المغيرة أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن فضل الدعاء بعد الفريضة على الدعاء بعد النافلة كفضل الفريضة على النافلة، قال: ثم قال: ادعه ولا تقل قد فرغ من الامر، فان الدعاء هو العبادة ان الله عز وجل يقول: (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) وقال: (أدعوني أستجب لكم) وقال: إذا أردت ان تدعو فمجده واحمده وسبحه وهلله واثن عليه وصل على النبي صلى الله عليه وآله، ثم سل تعط.

96 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي عليه السلام حديث طويل وفيه قال الرضا عليه السلام: يا جاهل فإذا علم الشئ فقد أراده قال سليمان: أجل، قال: فإذا لم يرده لم يعلمه، قال سليمان: أجل، قال: من أين قلت ذاك وما الدليل على أن ارادته علمه؟وقد يعلم ما لا يريده أبدا وذلك قوله تعالى: (و لئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك) فهو يعلم كيف يذهب به ولا يذهب به أبدا؟قال سليمان: لأنه قد فرغ من الامر فليس يزيد فيه شيئا، قال الرضا عليه السلام: هذا قول اليهود فكيف قال: (ادعوني أستجب لكم)؟قال سليمان: انما عنى بذلك أنه قادر عليه، قال: أفيعد ما لا يفي به فكيف قال: (يزيد في الخلق ما يشاء) وقال عز وجل: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) وقد فرغ من الامر؟فلم يحر جوابا (19).

97 - في كتاب الخصال عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كنت عنده وعنده جفنة من رطب، فجاء سائل فأعطاه، ثم جاء سائل فأعطاه ثم جاء سائل آخر فقال: وسع الله عليك، ثم قال: إن رجلا لو كان له مال يبلغ ثلاثين أو أربعين ألفا ثم شاء ان لا يبقى منه شئ الا قسمه في حق فعل، فيبقى لا مال له، فيكون من الثلاثة الذين يرد دعاؤهم عليهم قال: قلت: جعلت فداك من هم؟قال: من رزقه الله مالا فأنفقه في وجوهه ثم قال: يا رب ارزقني، ورجل دعا على امرأته وهو ظالم لها، فيقال له: ألم اجعل أمرها بيدك ورجل جلس في بيته وترك الطلب يقول: يا رب ارزقني فيقول عز وجل: ألم اجعل لك السبيل إلى الطلب للرزق.

98 - عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا معاوية من أعطى ثلاثة لم يحرم ثلاثة، من أعطى الدعاء اعطى الإجابة، ومن أعطى الشكر اعطى الزيادة، ومن أعطى التوكل اعطى الكفاية، فان الله عز وجل يقول في كتابه: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) ويقول: (لئن شكرتم لأزيدنكم) ويقول: (ادعوني استجب لكم).

99 - عن علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: يا علي أربعة لا ترد لهم دعوة: امام عادل، ووالد لولده، والرجل يدعو لأخيه بظهر الغيب، والمظلوم، يقول الله جل جلاله: وعزتي وجلالي لأنتصرن لك ولو بعد حين.

100 - عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة: اخفى اجابته في دعوته فلا تستصغرن شيئا من دعائه، فربما وافق اجابته وأنت لا تعلم.

101 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمسة لا يستجاب لهم، رجل جعل الله بيده طلاق امرأته فهي تؤذيه وعنده ما يعطيها ولم يخل سبيلها، ورجل أبق مملوكه ثلاث مرات ولم يبعه، ورجل مر بحائط مايل وهو يقبل إليه ولا يسرع المشي حتى سقط عليه، ورجل أقرض رجلا مالا فلم يشهد عليه، ورجل جلس في بيته وقال: اللهم ارزقني ولم يطلب.

102 - عن نوف عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: يا نوف إياك أن تكون عشارا أو شاعرا أو شرطيا أو عريفا (20) أو صاحب عرطبة وهي الطنبور، أو صاحب كوبة وهو الطبل، فان نبي الله صلى الله عليه وآله خرج ذات ليلة فنظر إلى السماء فقال: انها الساعة التي لا ترد فيها دعوة الا دعوة عريف أو دعوة شاعر أو دعوة عاشر أو شرطي أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة.

103 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى علي بن أسباط يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: من قرء مأة آية من القرآن من أي القرآن شاء ثم قال: يا الله سبع مرات فلو دعا على الصخرة لقلعها إن شاء الله.

104 - في كتاب التوحيد باسناده إلى موسى بن جعفر عليه السلام قال: قال قوم للصادق عليه السلام: ندعوه فلا يستجاب لنا؟قال: لأنكم تدعون من لا تعرفونه.

105 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى الحسين بن علي بن أبي حمزة الثمالي عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حدثني جبرئيل عن رب العزة جل جلاله أنه قال من علم أنه لا اله الا انا وحدي وانك محمد عبدي ورسولي، وان علي بن أبي طالب خليفتي والأئمة من ولده حججي أدخله الجنة برحمتي، وأنجيه من النار بعفوي، وأوجبت له كرامتي، وأتممت عليه نعمتي، وجعلته من خاصتي وخالصتي، ان ناداني لبيته وان سألني أعطيته، وان سكت ابتدأته، وان أساء رحمته، وان فر منى دعوته، وان رجع إلى قبلته، وان قرع بابى فتحته، ومن لم يشهد ان لا اله الا انا وحدي أو شهد بذلك و لم يشهد ان محمدا عبدي ورسولي، أو شهد بذلك ولم يشهد ان علي بن أبي طالب خليفتي، أو شهد بذلك ولم يشهد ان الأئمة من ولده حججي، فقد جحد نعمتي وصغر عظمتي و كفر بآياتي وكتبي ان قصدني حجبته وان سألني حرمته، وان ناداني لم أسمع ندائه وان دعاني لم أستجب دعاءه، وان رجاني خيبته، وذلك جزاؤه منى وما انا بظلام للعبيد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

106 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبى خالد الكابلي قال: سمعت زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام يقول: الذنوب التي ترد الدعاء سوء النية وخبث السريرة والنفاق مع الاخوان، وترك التصديق بالإجابة، وتأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها، وترك التقرب إلى الله عز وجل بالبر والصدقة، و استعمال البذاء (21) والفحش في القول، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

107 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان ابن داود رفعه قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: إذا قال أحدكم لا إله إلا الله فليقل: الحمد لله رب العالمين، فان الله يقول: هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين.


1. أي حملة العرش. .

2. إشارة إلى قوله تعالى (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه) في سورة الزمر: 66 وقد مر تفسيره في كلام الأئمة عليهم السلام وغيره مما ذكره المفسرون في السورة السابقة تحت رقم (110) فراجع. .

3. الضحضاح في الأصل ماء رقيق على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين فاستعير للنار (عن هامش بعض النسخ). .

4. المرجل - بالكسر: القدر من النحاس. .

5. عيشة رغد: واسعة طيبة. .

6. ما بين العلامتين غير موجود في المصدر. .

7. وشى بفلان إلى السلطان: نم عليه وسعى به. .

8. فت في عضده: كسر قوته وفرق عنه أعوانه. .

9. هام جمع هامة: رأس كل شئ. ورئيس القوم وسيدهم. والصدى: الرجل اللطيف الجسد، قال الفيض (ره) في الوافي: والمراد بالهامة هنا أرواح الكفار وأبدانهم المثالية. .

10. ما بين العلامتين انما هو في المصدر دون النسخ الموجودة عندي من الكتاب. .

11. القيح: سطوة الحر وفورانه. واللهب: اشتعال النار إذا خلص من دخان. .

12. التنين كسكين الحية العظيمة. .

13. قال المجلسي (ره): (دريت) الظاهر أنه دعاء عليه ويحتمل أن يكون استفهاما على الانكار أي علمت وتمت لك الحجة في الدنيا، وانما جحدت لشقاوتك، أو كان عدم العلم لتقصيرك. .

14. المرزبة: عصية من حديد. .

15. وفى المصدر وكذا المنقول عنه في نسخة البحار (والمظلوم). مكان (والمطيع). .

16. نابه الامر وانتابه: أصابه. وفى بعض النسخ (ينويه) بالياء في الموضعين. .

17. وللمحدث الكاشاني (ره) بيان لطيف في معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله من الله تعالى ومن ملائكته عز وجل الناس وكيفيته ولا يسعنا ايراده لطوله فراجع ج 2 صفحة 226 من كتاب الوافي. .

18. وفى بعض النسخ (إذ) مكان (إذا). .

19. أي سكت ولم يتكلم. .

20. العريف: القيم بأمر القوم الذي عرف بذلك وشهر وقيل: النقيب وهو دون الرئيس وقيل: العريف يكون على نفير والمنكب يكون على خمسة عرفاء ونحوها، ثم الأمير فوق هؤلاء. .

21. بذا: سفه وأفحش في منطقه. .