قال عز من قائل: ﴿كَذَلِكَ النُّشُورُ﴾

35 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أراد الله أن يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا فاجتمعت الأوصال (1) ونبتت اللحوم.

وفى أمالي الصدوق رحمه الله مثله سواء.

36 - في مجمع البيان: ولله العزة جميعا روى أنس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن ربكم يقول كل يوم: أنا العزيز فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز.

37 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه قال: كلمة الاخلاص والاقرار بما جاء به من عند الله من الفرائض و الولاية، يرفع العمل الصالح إلى الله عز وجل وعن الصادق عليه السلام أنه قال: الكلم الطيب قول المؤمن لا إله إلا الله محمد رسول الله على ولى الله وخليفة رسول الله، قال: والعمل الصالح الاعتقاد بالقلب، ان هذا هو الحق من عند الله لا شك فيه من رب العالمين.

38 - وفي رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان لكل قول مصداقا من عمل يصدقه أو يكذبه، فإذا قال ابن آدم وصدق قوله بعمله رفع قوله بعمله إلى الله، وإذا قال وخالف عمله قوله رد قوله على عمله الخبيث وهوى به في النار.

39 - في كتاب التوحيد باسناده إلى زيد بن علي عن أبيه سيد العابدين حديث طويل وفيه يقول سيد العابدين عليه السلام: وان لله تبارك وتعالى بقاعا في سماواته، فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به إليه، ألا تسمع الله عز وجل يقول: (تعرج الملائكة والروح إليه) ويقول عز وجل في قصة عيسى بن مريم عليه السلام: (بل رفعه الله إليه) ويقول عز وجل: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه).

وفى الفقيه مثله سواء.

40 - في أصول الكافي علي بن محمد وغيره عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندي عن عمار الأسدي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) ولايتنا أهل البيت وأهوى بيده إلى صدره، فمن لم يتولنا لم يرفع الله له عملا.

41 - في نهج البلاغة ولولا اقرارهن (2) له بالربوبية واذعانهن له بالطواعية (3) لما جعلهن موضعا لعرشه ولا مسكنا لملائكته، ولا مصعدا للكلم الطيب والعمل الصالح من خلقه.

42 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قال ابن الكوا: يا أمير المؤمنين! فما ثواب من قال: لا إله إلا الله؟قال: من قال: لا إله إلا الله مخلصا طمست ذنوبه كما يطمس الحرف الأسود من الرق الأبيض فإذا قال ثانية: لا إله إلا الله مخلصا خرقت أبواب السماء وصفوف الملائكة حتى يقول الملائكة بعضها لبعض: اخشعوا لعظمة الله، فإذا قال ثالثة مخلصا لا إله إلا الله لم تنته دون العرش فيقول الجليل: اسكني فوعزتي وجلالي لأغفرن لقائلك بما كان فيه، ثم تلا هذه الآية (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) يعنى إذا كان عمله خالصا ارتفع قوله وكلامه.

43 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم رحمه الله: وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب يعنى يكتب في كتاب وهو رد على من ينكر البداء.

44 - في جوامع الجامع وقيل: معناه لا يطول عمرو لا ينقص الا في كتاب، و هو أن يكتب في اللوح لو أطاع الله فلان بقي إلى وقت كذا، وإذا عصى نقص من عمره الذي وقت له، واليه أشار رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله: ان الصدقة وصلة الرحم تعمران الديار وتزيدان في الأعمار.

45 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحاق ابن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما نعلم شيئا يزيد في العمر الا صلة الرحم، حتى أن الرجل يكون أجله ثلاث سنين فيكون وصولا للرحم فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة، فيجعلها ثلاثا وثلاثين سنة، ويكون أجله ثلاثا وثلاثين سنة، فيكون قاطعا للرحم فينقصه الله عز وجل ثلاثين سنة، ويجعل أجله إلى ثلاث سنين.

الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام مثله.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: في معنى هذين الحديثين أحاديث كثيرة في أصول الكافي تطلب لمن أراد هناك.

46 - في كتاب الخصال عن ابن شهاب عن انس بن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: من سره أن يبسط في رزقه وينسى له في أجله فليصل رحمه.

47 - عن أبي جعفر عليه السلام قال: في كتاب علي عليه السلام: ثلاث خصال لا يموت صاحبهن حتى يرى وبالهن: البغى وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة يبارز الله بها، إلى قوله عليه السلام: وان القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمى أموالهم فيبرون فيزاد في أعمارهم، فان اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من أهلها (4).

48 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من صدق لسانه زكا عمله، ومن حسنت نيته زاد الله في رزقه، ومن حسن بره في أهله زاد الله في عمره.

49 - عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا معشر المسلمين إياكم والزنا فان فيه ست خصال: ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة، اما التي في الدنيا فإنه يذهب بالبهاء ويورث الفقر وينقص العمر. الحديث.

وعن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له مثله بتغيير يسير.

وعن أبي عبد الله عليه السلام مثله كذلك.

50 - في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا مع سليمان المروزي قال الرضا عليه السلام: لقد أخبرني أبي عن آبائه ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله عز وجل أوحى إلى نبي من أنبيائه ان أخبر فلان الملك انى متوفيه إلى كذا وكذا، فأتاه ذلك النبي فأخبره فدعا الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير، فقال: يا رب أجلني حتى يشب طفلي وأقضى امرى فأوحى الله عز وجل إلى ذلك النبي ان ائت فلان الملك فأعلمه انى قد أنسيت في أجله وزدت في عمره خمس عشرة سنة، فقال ذلك النبي: يا رب انك تعلم انى لم اكذب قط فأوحى الله عز وجل إليه انما أنت عبد مأمور فأبلغه ذلك، والله لا يسأل عما يفعل وفى عيون الأخبار مثله سواء.

51 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان ابن عيسى عن أبي إسحاق الجرجاني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل جعل لمن جعل سلطانا اجلا ومدة من ليالي وأيام وسنين وشهور، فان عدلوا في الناس أمر الله عز وجل صاحب الفلك ان يبطئ بادارته فطالت أيامهم ولياليهم وسنوهم وشهورهم، وان هم جاروا في الناس ولم يعدلوا أمر الله عز وجل صاحب الفلك فأسرع بادارته فقصرت لياليهم وأيامهم وسنيهم وشهورهم وقد وفى عز وجل بعد الليالي والشهور.

52 - في ارشاد المفيد رحمه الله وروى المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها، واستغنى الناس عن ضوء الشمس، وذهبت الظلمة ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ذكر لا يولد له فيهم أنثى.

53 - في تهذيب الأحكام أبو القاسم جعفر بن محمد عن الحسين بن علي بن زكريا عن الهيثم بن عبد الله عن الرضا علي بن موسى عن أبيه عليهم السلام قال: قال الصادق عليه السلام: ان أيام زائري الحسين بن علي عليهما السلام لا تعد من آجالهم.

54 - وعنه عن محمد بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن محمد بن عبد الحميد عن سيف ابن عميرة عن منصور بن حازم قال: سمعته يقول: من أتى عليه حول ولم يأت قبر الحسين عليه السلام نقص الله من عمره حولا، ولو قلت: ان أحدكم ليموت قبل اجله بثلاثين سنة لكنت صادقا، وذلك انكم تتركون زيارته فلا تدعوها يمد الله في أعماركم، ويزيد في أرزاقكم وإذا تركتم زيارته نقص الله من أعماركم وارزاقكم.

55 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من أخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي كرامة المؤمن على الله انه لم يجعل لأجله وقتا حتى يهم ببائقة (5) فإذا هم ببائقه قبضه إليه.

56 - قال: وقال جعفر بن محمد عليهما السلام: تجنبوا البوائق بمدكم في الأعمار.

57 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر قال: جاءني محمد بن إسماعيل (6) وقد اعتمرنا عمرة رجب و نحن يومئذ بمكة، فقال: يا عم انى أريد بغداد وقد أحببت ان أودع عمى أبا الحسن يعنى موسى بن جعفر عليه السلام وأحببت ان تذهب معي إليه، فخرجت معه نحو أخي وهو في داره التي بالحوبة وذلك بعد الغروب بقليل، فضربت الباب فأجابني اخى فقال من هذا؟قلت: على، فقال: هو ذا أخرج وكان بطئ الوضوء، فقلت: العجل قال وأعجل فخرج وعليه ازار ممشق (7) قد عقده في عنقه حتى قعد تحت عتبة الباب فقال علي بن جعفر: فانكببت عليه فقبلت رأسه وقلت: قد جئتك في أمر ان تره صوابا فالله وفق له وان يكن غير ذلك فما أكثر ما نخطى، قال: وما هو؟قلت: هذا ابن أخيك يريد أن يودعك ويخرج إلى بغداد فقال له: ادنه فدعوته وكان متنحيا فدنا منه فقبل رأسه وقال: جعلت فداك: أوصني، فقال أوصيك ان تتقى الله في دمى، فقال: من أرادك بسوء فعل الله به وفعل، ثم عاد فقبل رأسه ثم قال: يا عم أوصني فقال: أوصيك ان تتقى الله في دمى، فدعا على من أراده بسوء ثم تنحى عنه، ومضيت معه، فقال لي أخي: يا علي مكانك فقمت مكاني فدخل منزله، ثم دعاني فدخلت إليه فتناول صرة فيها مأة دينار فأعطانيها وقال: قل لابن أخيك يستعين بها على سفره قال على: فأخذتها فأدرجتها في حاشية ردائي ثم ناولني مأة أخرى وقال: اعطه أيضا ثم ناولني صرة أخرى وقال: اعطه أيضا، فقلت: جعلت فداك إذا كنت تخاف منه مثل الذي ذكرت فلم تعينه على نفسك؟فقال إذا وصلته وقطعني قطع الله أجله، ثم تناول مخدة ادم فيها ثلاثة آلاف درهم وضح (8) فقال: اعطه هذه أيضا قال: فخرجت إليه فأعطيته المأة الأولى ففرح بها فرحا شديدا ودعا لعمه، ثم أعطيته الثانية والثالثة ففرح حتى ظننت انه سيرجع ولا يخرج، ثم أعطيته الثلاثة آلاف درهم فمضى على وجهه حتى دخل على هارون فسلم عليه بالخلافة وقال: ما ظننت ان في الأرض خليفتين حتى رأيت عمى موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة فأرسل هارون إليه بمأة ألف درهم فرماه الله بالذبحة (9) فما نظر منها إلى درهم ولا مسه.

58 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: وما يستوى البحران هذا عذاب فرات وهذا ملح أجاج و الأجاج المر.

59 - وفيه حدثني أبي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال للأبرش يا أبرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لا يحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء يومئذ عذب فرات إلى أن قال وكانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر، وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

60 - وقال علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل: والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير قال: الجلدة الرقيقة التي على ظهر النوى.

61 - وقوله عز وجل: وما يستوى الأعمى والبصير مثل ضربه الله عز وجل للمؤمن والكافر ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور فالظل الناس والحرور البهائم ثم قال: إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور قال هؤلاء الكفار لا يسمعون منك كما لا يسمع أهل القبور.

62 - وقوله عز وجل: وان من أمة الا خلا فيها نذير قال: لكل زمان امام.

63 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة انا أنزلناه تفلجوا، فوالله انها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وانها لسيدة دينكم وانها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا (بحم والكتاب المبين انا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين) فإنها لولاة الامر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله يا معشر الشيعة يقول الله تبارك وتعالى: (وان من أمة الا خلا فيها نذير) قيل: يا أبا جعفر نذيرها محمد صلى الله عليه وآله؟قال: صدقت فهل كان نذير وهو حي من البعثة في أقطار الأرض؟فقال السائل: لا، قال أبو جعفر عليه السلام: أرأيت بعيثه أليس نذيره؟كما أن رسول الله صلى الله عليه وآله في بعثته من الله عز وجل نذير؟فقال: بلى، قال: فكذلك لم يمت محمد الا وله بعيث نذير، قال: فان قلت لا، فقد ضيع رسول الله صلى الله عليه وآله من في أصلاب الرجال من أمته، قال: وما يكفيهم القرآن؟قال: بلى ان وجدوا له مفسرا قال: وما فسره رسول الله صلى الله عليه وآله؟قال: بلى قد فسره لرجل واحد، وفسر للأمة شأن ذلك الرجل وهو علي بن أبي طالب عليه السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (10).

64 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله في احتجاج أبى عبد الله الصادق عليه السلام قال السائل: فأخبرني عن المجوس أفبعث إليهم نبيا فانى أجد لهم كتبا محكمة ومواعظ بليغة وأمثالا شافية، ويقرون بالثواب والعقاب ولهم شرايع يعملون بها قال: ما من أمة الا خلا فيها نذير وقد بعث إليهم نبي بكتاب من عند الله فأنكروه وجحدوا كتابه.

65 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان من العبادة شدة الخوف من الله عز وجل يقول الله عز وجل: انما يخشى الله من عباده العلماء والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

66 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: وما العلم بالله والعمل الا إلفان مؤتلفان، فمن عرف الله خافه، وحثه الخوف على العمل بطاعة الله، وان أرباب العلم واتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له ورغبوا إليه وقد قال الله: (انما يخشى الله من عباده العلماء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

67 - في مجمع البيان وروى عن الصادق (ع) أنه قال: يعنى بالعلماء من صدق قوله فعله، ومن لم يصدق فعله قوله فليس بعالم، وفى الحديث أعلمكم بالله أخوفكم لله.

68 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ودليل الخشية التعظيم لله والتمسك بخالص الطاعة وأوامره والخوف والحذر ودليلهما العلم، قال الله تعالى: (انما يخشى الله من عباده العلماء).

69 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في دعاء يوم الأربعاء اللهم أشد خلقك خشية لك أعلمهم بك، وأفضل خلقك لك عملا أخوفهم لك، لا علم الا خشيتك ولا حكم الا الايمان بك، ليس لمن لم يخشك علم، ولا لمن لم يؤمن بك حكم.

70 - في مجمع البيان: وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية الآية وعن عبد الله بن عبيد الله بن عمر الليثي قال: قام رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله مالي لا أحب الموت؟قال: ألك مال؟قال: نعم قال: فقدمه قال: لا أستطيع، قال: فان قلب الرجل مع ماله ان قدمه أحب أن يلحق به وان أخره، أحب أن يتأخر معه.

71 - في من لا يحضره الفقيه وقال عليه السلام: انما أعطاكم الله هذه الفضول من الأموال لتوجهوها حيث وجهها الله عز وجل ولم يعطكموها لتكثروها.

72 - في كتاب الخصال عن هشام بن معاذ قال: كنت جليس عمر بن عبد العزيز حيث دخل المدينة فامر مناديه فنادى: من كانت له مظلمة أو ظلامة فليأت الباب، فأتاه محمد بن علي يعنى الباقر عليه السلام فدخل إليه مولاه مزاحم فقال: ان محمد بن علي بالباب فقال له: ادخله يا مزاحم قال: فدخل وعمر يمسح عينيه من الدموع فقال محمد بن علي: ما أبكاك يا عمر؟فقال هشام: أبكاه كذا وكذا يا ابن رسول الله، فقال محمد ابن علي: يا عمر انما الدنيا سوق من الأسواق منها خرج قوم بما ينفعهم ومنها خرجوا بما يضرهم إلى قوله عليه السلام: واجعل في قلبك اثنتين تنظر الذي تحب أن يكون معك إذا قدمت على ربك فقدمه بين يديك، وتنظر الذي تكره أن يكون معك إذا قدمت على ربك فابتغ به البدل، ولا تذهبن إلى سلعة قد بادت على من كان قبلك ترجو أن تجوز عنك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

73 - في مجمع البيان روى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في قوله: ويزيدهم من فضله هو الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليه معروفا في الدنيا.

74 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن حماد بن عيسى عن عبد المؤمن عن سالم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله قال: السابق بالخيرات الامام، والمقتصد العارف للامام، والظالم لنفسه الذي لا يعرف الامام.

75 - الحسين عن المعلى عن الوشا عن عبد الكريم عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فقال: أي شئ تقولون أنتم؟قلت: نقول إنها في الفاطميين قال: ليس حيث تذهب، ليس يدخل في هذا من أشار بسيفه ودعا الناس إلى خلاف فقلت: أي شئ الظالم لنفسه؟قال: الجالس في بيته لا يعرف الامام والمقتصد العارف بحق الامام والسابق بالخيرات الامام.

76 - الحسين بن محمد عن معلى عن الحسن عن أحمد بن عمر قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) الآية قال: فقال: ولد فاطمة عليها السلام (والسابق بالخيرات) الامام و (المقتصد) العارف بالامام (والظالم لنفسه) الذي لا يعرف الامام.

77 - محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبي الحسن الأول عليه السلام أنه قال: وقد أورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان وتحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء، وان في كتاب الله لايات ما يراد بها أمر الا ان يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون، جعل الله لنا في أم الكتاب ان الله يقول: (وما من غائبة في السماء والأرض الا في كتاب مبين) ثم قال: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل، وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شئ.

78 - في بصائر الدرجات أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن حميد بن المثنى عن أبي سلام المرعش عن سورة بن كليب قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) قال: السابق بالخيرات الامام.

79 - أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن ميسر عن سورة بن كليب عن أبي جعفر عليه السلام قال في هذه الآية: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) إلى آخر الآية قال: السابق بالخيرات الامام فهي في ولد على وفاطمة عليهما السلام.

80 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن كتاب محمد بن العباس بن مروان باسناده إلى أبي إسحاق السبيعي قال: خرجت حاجا فلقيت محمد بن علي فسألته عن الآية (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير) قال: ما يقول فيها قومك يا أبا إسحاق؟- يعنى أهل الكوفة قال: قلت: يقولون انها لهم، قال: فما يخوفهم إذا كانوا في الجنة؟قال: فما تقول أنت جعلت فداك؟فقال: هي لنا خاصة، يا أبا إسحاق أما السابق بالخيرات فعلي بن أبي طالب والحسن والحسين والشهيد منا والمقتصد فصائم بالنهار وقائم بالليل، واما الظالم لنفسه ففيه ما في الناس وهو مغفور له.

81 - وفيه أيضا يقول علي بن موسى بن طاووس: وجدت كثيرا من الاخبار وقد ذكرت بعضها في كتاب البهجة لثمرة المهجة (11) متضمنة ان قوله جلاله: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير) ان المراد بهذه الآية جميع ذرية النبي صلى الله عليه وآله وان الظالم لنفسه هو الجاهل بامام زمانه، والمقتصد هو العارف به، والسابق بالخيرات هو امام الوقت صلوات عليه، فممن روينا ذلك عنه الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه من كتاب الفرق باسناده إلى الصادق صلوات الله عليه ورويناه من كتاب الواحد لابن جمهور فيما رواه عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه، ورويناه من كتاب دلائل لعبد الله بن جعفر الحميري عن مولانا الحسن العسكري سلام الله عليه، ورويناه من كتاب محمد بن علي بن رباح باسناده إلى الصادق صلوات الله عليه، ورويناه من كتاب محمد بن مسعود بن عياش في تفسير القرآن، ورويناه من الجامع الصغير ليونس بن عبد الرحمن ورويناه من كتاب عبد الله بن حماد الأنصاري، ورويناه من كتاب إبراهيم الخزاز وغيرهم رضوان الله عليهم ممن لم يحضرني ذكر أسمائهم والإشارة إليهم.

82 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن نصر البخاري المقرى قال: حدثنا أبو عبد الله الكوفي العلوي الفقيه بفرغانه باسناد متصل إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انه سئل عن قول الله عز وجل (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) فقال: الظالم يحوم حوم نفسه، والمقتصد يحوم حوم قلبه، والسابق بالخيرات يحوم حوم ربه عز وجل.

83 - حدثنا محمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن علي أعنى ابن السكري قال: أخبرنا محمد بن زكريا الجوهري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) فقال: الظالم منا من لا يعرف حق الامام، والمقتصد العارف بحق الامام، والسابق بالخيرات بإذن الله هو الامام (جنات عدن يدخلونها) يعنى المقتصد والسابق.

84 - حدثنا أبو عبد الله الحسن بن يحيى البجلي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو عوانة موسى بن يوسف الكوفي قال: حدثنا عبد الله بن يحيى عن يعقوب بن يحيى عن أبي حفص عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت جالسا في المسجد الحرام مع أبي جعفر عليه السلام إذ أتاه رجلان من أهل البصرة فقالا له يا ابن رسول الله انا نريد ان نسئلك عن مسألة فقال لهما: سلا عما أحببتما قال: أخبرنا عن قول الله عز وجل: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير) إلى آخر الآيتين قال: نزلت فينا أهل البيت قال أبو حمزة فقلت: بأبي أنت وأمي فمن الظالم لنفسه؟قال: من استوت حسناته وسيئاته منا أهل البيت فهو الظالم لنفسه فقلت: المقتصد منكم؟قال: العابد لله في الحالين حتى يأتيه اليقين فقلت: فمن السابق منكم بالخيرات؟قال: من دعا والله إلى سبيل ربه وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ولم يكن للمضلين عضدا، ولا للخائنين خصيما، ولم يرض بحكم الفاسقين الا من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعوانا.

85 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وعن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الآية: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) قال: أي شئ تقول؟قلت: أقول: إنها خاصة لولد فاطمة عليها السلام، فقال: عليه السلام: اما من سل سيفه ودعا إلى نفسه إلى الضلال من ولد فاطمة وغيرهم فليس بداخل في هذه الآية، قلت: من يدخل فيها؟قال: الظالم لنفسه الذي لا يدعو الناس إلى ضلال ولا هدى، و المقتصد منا أهل البيت العارف حق الامام، والسابق بالخيرات الامام.

86 - في الخرائج والجرائح روى عن الحسن بن راشد قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا حسن ان فاطمة لعظمها على الله حرم الله ذريتها على النار، وفيهم نزلت: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) فاما الظالم لنفسه فالذي لا يعرف الامام.

والمقتصد العارف بحق الامام، و السابق بالخيرات هو الامام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

87 - وفيه أعلام أبى محمد الحسن العسكري عليه السلام قال أبو هاشم انه سأله عن قوله: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) قال عليه السلام: كلهم من آل محمد، الظالم لنفسه الذي لا يقر بالامام، والمقتصد العارف بالامام، والسابق بالخيرات الامام.

88 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب الصادق عليه السلام في قوله تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) نزلت في حقنا وحق ذرياتنا.

89 - وفى رواية عنه وعن أبيه عليهما السلام هي خاصة وإيانا عنى.

90 - وفى رواية أبى الجارود عن الباقر عليه السلام هم آل محمد.

91 - في مجمع البيان اختلف في أن الضمير في (منهم) إلى من يعود على قولين: أحدهما انه يعود إلى العباد، إلى قوله: والثاني ان الضمير يعود إلى المصطفين من العباد عن أكثر المفسرين، ثم اختلف في أحوال الفرق الثلاث على قولين أحدهما ان جميعهم ناج ويؤيد ذلك ما ورد في الحديث عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في الآية: أما السابق فيدخل الجنة بغير حساب، واما المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا، واما الظالم لنفسه فيحبس في المقام ثم يدخل الجنة، فهم الذين (قالوا الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن).

92 - وروى أصحابنا عن ميسر بن عبد العزيز عن جعفر الصادق عليه السلام الظالم لنفسه منا لا يعرف حق الامام، والمقتصد منا من يعرف حق الامام، والسابق بالخيرات هو الامام، وهؤلاء كلهم مغفور لهم.

93 - وعن زياد بن المنذر عن أبي جعفر عليه السلام اما الظالم لنفسه منا فمن عمل صالحا وآخر سيئا، واما المقتصد فهو المتعبد المجتهد، واما السابق بالخيرات فعلى والحسن والحسين ومن قتل من آل محمد شهيدا.

94 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة باسناده إلى الريان بن الصلت قال: حضر الرضا عليه السلام مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان، فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فقالت العلماء: أراد الله تعالى بذلك الأمة كلها، فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟فقال الرضا عليه السلام: لا أقول كما قالوا ولكني أقول: أراد الله عز وجل بذلك العترة الطاهرة، فقال المأمون: وكيف عنى العترة من دون الأمة؟فقال الرضا عليه السلام: انه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة لقول الله عز وجل: (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال: جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب الآية فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم.

95 - في كتاب معاني الأخبار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (جنات عدن يدخلونها) يعنى المقتصد والسابق، الحديث وقد سبق قريبا.

96 - في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على الناس يوم الشورى قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنتي التي وعدني الله ربى جنات عدن قضيب غرسه الله بيده ثم قال له كن فكان، فليوال علي بن أبي طالب وذريته من بعده، فهم الأئمة وهم الأوصياء أعطاهم الله علمي وفهمي لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى، لا تعلموهم فهم أعلم منكم، يزول الحق معهم أينما زالوا غيري؟قالوا: اللهم لا.

97 - وعن علي عليه السلام وقد سأله بعض اليهود عن مسائل قال اليهودي: فأين يسكن نبيكم من الجنة؟قال: في أعلاها درجة وأشرفها مكانا في جنات عدن، قال: صدقت والله انه لبخط هارون واملاء موسى.

98 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا دخل المؤمن في منازله في الجنة وضع على رأسه تاج الملك والكرامة، والبس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظوما في الإكليل تحت التاج والبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الأحمر، وذلك قوله: (يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير) وفى روضة الكافي مثله سندا ومتنا.

99 - في مجمع البيان ورد في الحديث عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في الآية: اما السابق فيدخل الجنة بغير حساب، واما المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا، واما الظالم لنفسه فيحبس في المقام ثم يدخل الجنة، فهم الذين قالوا الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن (12).

100 - في تفسير علي بن إبراهيم لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب قال: النصب العنا، واللغوب الكسل والضجر.

101 - وفيه في الحديث المنقول سابقا متصل بآخر ما نقلنا لفظة حرير آخر الآية بلا فصل قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمتها تمشى مقبلة وحولها وصفاءها (13) يحجبنها عليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد صبغن بمسك وعنبر، وعلى رأسها تاج الكرامة، وفى رجلها نعلان من ذهب مكللان بالياقوت واللؤلؤ شراكهما ياقوت أحمر، فإذا دنت من ولى الله وهم يقوم إليها شوقا تقول له: يا ولى الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب، ولا تقم انا لك وأنت لي وفى روضة الكافي مثله كذلك.

102 - في نهج البلاغة وأكرم أسماعهم عن أن تسمع حسيس نار ابدا، وصان أجسادهم ان تلقى لغوبا ونصبا.

103 - في من لا يحضره الفقيه باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: ومن مات يوم الأربعاء من المؤمنين وقاه الله بخس يوم القيامة واسعده بمجاورته، وأحله دار المقامة من فضله، لا يمسه فيها نصب ولا يمسه فيها لغوب.

104 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله من مختصر تفسير محمد بن العباس بن مروان باسناده إلى جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يذكر فيه ما أعد الله لمحبي على يوم القيامة، وفيه: فإذا دخلوا منازلهم وجدوا الملائكة يهنئونهم بكرامة ربهم حتى إذا استقروا قرارهم قيل لهم: (هل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم) ربنا رضينا فارض عنا، قال: برضاي عنكم وبحبكم أهل بيت نبيي حللتم دارى وصافحتم الملائكة، فهنيئا هنيئا عطاء غير مجذوذ، ليس فيه تنغيص، فعندها (قالوا الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن وأحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ان ربنا لغفور شكور).

وفى هذا الحديث: ان محبي علي عليه السلام يقولون لله عز وجل إذا دخلوا الجنة: فائذن لنا بالسجود قال لهم ربهم عز وجل: انى قد وضعت عنكم مؤنة العبادة وأرحت لكم أبدانكم، فطالما أنصبتم في الأبدان وعنيتم لي الوجوه فالآن أفضيتم إلى روحي ورحمتي.

105 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام حديث طويل وفى آخره قلت: جعلت فداك بقيت مسألة قال: هات، لله أبوك قلت: يعلم القديم الشئ الذي لم يكن ان لو كان كيف كان يكون؟قال: ويحك ان مسائلك لصعبة اما سمعت الله يقول: (لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا) و قوله: (ولعلا بعضهم على بعض) وقال يحكى قول أهل النار: ارجعنا (14) نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل وقال: (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) فقد علم الشئ الذي لم يكن ان لو كان كيف كان يكون.

106 - في من لا يحضره الفقيه وسئل عن قول الله عز وجل: أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر قال: توبيخ لابن ثمانية عشر سنة.

107 - في نهج البلاغة وقال عليه السلام: العمر الذي اعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة.

108 - في مجمع البيان (أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر) اختلف في هذا المقدار فقيل: هو ستون سنة، وهو المروى عن أمير المؤمنين عليه السلام.

109 - وروى عن النبي صلى الله عليه وآله مرفوعا أنه قال: من عمره الله ستين سنة فقد اعذر إليه.

110 - وقيل هو توبيخ لابن ثماني عشر سنة، وروى ذلك عن الباقر عليه السلام (15).

111 - في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: يا علي أمان لامتي من الهدم ان الله يمسك السماوات والأرض ان تزولا ولئن زالتا ان أمسكهما من أحد من بعده انه كان حليما غفورا وروى العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا عليه السلام عن أبيه قال: لم يقل أحد إذا أراد ان ينام: (ان الله يمسك السماوات والأرض ان تزولا ولئن زالتا ان أمسكهما من أحد من بعده انه كان حليما غفورا) فيسقط عليه البيت.

112 - في أصول الكافي أخبرنا أبو جعفر محمد بن يعقوب قال: حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الحسن بن إبراهيم عن يونس بن عبد الرحمان عن علي بن منصور عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لبعض الزنادقة: يا أخا أهل مصر ان الذي تذهبون إليه وتظنون انه الدهر إن كان الدهر يذهب بهم لم لا يردهم وإن كان يردهم لم لا يذهب بهم القوم مضطرون يا أخا أهل مصر، السماء مرفوعة والأرض موضوعة، لم لا ينحدر السماء على الأرض، لم لا ينحدر الأرض فوق طباقها، ولا يتماسكان ولا يتماسك من عليها قال الزنديق: أمسكهما الله ربهما وسيدهما، قال: فآمن الزنديق على يدي أبى عبد الله عليه السلام.

113 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي رفعه قال: جاء الجاثليق أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: أخبرني عن الله عز وجل يحمل العرش أم العرش يحمله؟فقال أمير المؤمنين عليه السلام: الله عز وجل حامل العرش والسماوات وما فيهما وما بينهما و ذلك قول الله: (ان الله يمسك السماوات والأرض ان تزولا ولئن زالتا ان أمسكهما من أحد من بعده انه كان حليما غفورا) والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

114 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى إبراهيم بن أبي محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: بنا يمسك الله السماوات والأرض ان تزولا.

115 - وباسناده إلى أبى حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أيبقى الأرض بغير امام؟قال: لو بقيت الأرض بغير امام ساعة لساخت.

116 - وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: أتبقى الأرض بغير امام؟فقال: لا، قلت: فانا نروي عن أبي عبد الله عليه السلام انها لا تبقى بغير امام الا ان يسخط الله على أهل الأرض أو على العباد فقال: لو تبقى إذا لساخت.

117 - وباسناده إلى أحمد بن عمر الحلال قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: انا روينا عن أبي عبد الله عليه السلام ان الأرض لا تبقى بغير امام أو تبقى ولا امام فيها؟فقال: معاذ الله لا تبقى ساعة إذا لساخت.

118 - وبإسناد له آخر إلى أحمد بن عمر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام: أتبقى الأرض بغير امام؟فقال: لا، فقلت: فانا نروي انها لا تبقى الا أن يسخط على العباد فقال: لا تبقى إذا لساخت.

119 - وباسناده إلى عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول لو بقيت الأرض يوما بلا امام منا لساخت بأهلها، ولعذبهم الله بأشد عذابه ان الله تبارك وتعالى جعلنا حجة في أرضه وأمانا في الأرض لأهل الأرض، لن يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الأرض ما دمنا بين أظهرهم فإذا أراد الله ان يهلكهم ثم لا يمهلهم ولا ينظرهم ذهب بنا من بينهم، ورفعنا إليه ثم يفعل الله ما شاء وأحب.

120 - وباسناده إلى سليمان بن مهران الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام حديث طويل يقول فيه: ولولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها.

121 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه في كتابه الذي كتبه إلى شيعته يذكر فيه خروج عائشة إلى البصرة وعظم خطأ طلحة والزبير فقال: وأي خطأ أعظم مما أتيا؟أخرجا زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله من بيتها وكشفا عنها حجابا ستره الله عليها، وصانا حلائلهما في بيوتهما ما أنصفا لا لله ولا لرسوله من أنفسهما ثلاث خصال، مرجعها على الناس في كتاب الله عز وجل: البغى والمكر والنكث قال الله عز وجل: (يا أيها الناس انما بغيكم على أنفسكم) وقال: (ومن نكث فإنما ينكث على نفسه) وقال: ولا يحيق المكر السيئ الا باهله وقد بغيا علينا ونكثا بيعتي و مكرا بي وقوله عز وجل: أولم يسيروا في الأرض قال: أو لم ينظروا في القرآن وفى اخبار رجعة الأمم الهالكة.

122 - قال: وحدثني أبي عن النوفلي عن السكوني عن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سبق العلم وجف القلم ومضى القضاء وتم القدر بتحقيق الكتاب وتصديق الرسل وبالسعادة من الله لمن آمن واتقى وبالشقاء لمن كذب وكفر بالولاية من الله عز وجل للمؤمنين وبالبرائة منه للمشركين: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله عز وجل يقول: يا ابن آدم! بمشيتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء، و بارادتي كنت أنت الذي تريد لنفسك ما تريد، وبفضل نعمتي عليك قويت على معصيتي وبقوتي وعصمتي وعافيتي أديت إلى فرائضي وانا أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بذنبك منى، الخير منى إليك واصل بما أوليتك به، والشر منك إليك بما جنيت جزاء، وبكثير من تسلطي لك انطويت على طاعتي، وبسوء ظنك بي قنطت من رحمتي فلى الحمد والحجة عليك بالبيان، ولى السبيل عليك بالعصيان ولك الجزاء الحسن عندي بالاحسان، لم ادع تحذيرك ولم آخذك عند غرتك، وهو قوله عز وجل: ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة لم أكلفك فوق طاقتك ولم أحملك من الأمانة الا ما أقررت بها على نفسك ورضيت لنفسي منك ما رضيت به لنفسك منى، ثم قال عز وجل: ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء اجلهم فان الله كان بعباده بصيرا (16).


1. قال الجوهري: الأوصال: المفاصل وقال غيره: مجتمع العظام .

2. مرجع الضمير في قوله عليه السلام هو السماوات المذكور في كلامه (ع) قبيل ذلك. .

3. الطواعية: الطاعة يقال فلان حسن الطواعية لك أي حسن الطاعة لك. .

4. قال الجزري وفيه: اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع: البلاقع جمع بلقع وبلقعا وهي الأرض القفر التي لا شئ بها، يريد ان الحالف بها يفتقر ويذهب ما في صيته من الرزق، و قيل هو أن يفرق الله شمله ويغير عليه ما أولاه من نعمه. .

5. البائقة: الشر الظلم والجمع بوائق. .

6. هو ابن إسماعيل بن أبي عبد الله عليه السلام. .

7. ممشق أي مصبوغ بالمشق وهو الطين الأحمر. .

8. الوضح: الدرهم الصحيح. .

9. الذبحة: وجع في الحلق أو دم يخنق فيقتل. .

10. أقول وذكر الكليني (ره) في أصول الكافي حديثا آخر فيه تفسير لهذه الآية الكريمة وقد اهمله المؤلف (ره) وهو: (عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا ولا تعرفوا حتى تصدقوا ولا تصدقوا حتى تسلموا أبوابا أربعة لا يصلح أولها الا بآخرها - إلى أن قال عليه السلام - ان الله قد استخلص الرسل لامره ثم استخلصهم مصدقين بذلك في نذره فقال: (وان من أمة لا خلا فيها نذير) تاه من جهل واهتدى من أبصر وعقل.. اه) .

11. كذا في النسخ والظاهر أنه مصحف (كشف المحجة لثمرة المهجة) وهو المطبوع أخيرا بالغرى على ساكنها آلاف التحية والثناء. .

12. وقد مر الحديث بعينه تحت رقم 92 ووجه التكرار كأنه من جهة ما قاله صلى الله عليه وآله في تفسير قوله تعالى: (وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن). .

13. الوصفاء جمع الوصيفة: الجارية. .

14. وفى المصحف الشريف (ربنا أخرجنا نعمل صالحا... اه). .

15. وفى نسخة بعد قوله (الباقر عليه السلام) هكذا: (وفى نسخة عن الصادق مكان الباقر عليهما السلام). .

16. هذا آخر الجزء الثالث حسب تجزئة المؤلف (ره) وهذا صورة خطه (ره) على ما في بعض النسخ: (تم الجزء الثالث من التفسير المسمى بنور الثقلين على يد مؤلفه العبد الجاني الفقير المقر بالعجز والتقصير المحتاج إلى رحمة ربه الغنى عبد علي بن جمعة الحويزي مولدا والعروسي نسبا وكان الفراغ منه اليوم الخامس والعشرين من شهر الله المبارك أحد شهور العام الحادي والسبعين بعد الألف من هجرة سيد الأولين والآخرين صلوات الله عليه وآله أجمعين) .