تفسير سورة سبأ

1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى ابن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحمدين جميعا حمد سبأ وحمد فاطر، من قرأهما في ليلة لم يزل في ليلته في حفظ الله وكلائته، فان قرأهما في نهاره لم يصبه في نهاره مكروه، وأعطى من خير الدنيا والآخرة ما لم يخطر على قلبه ولم يبلغ مناه.

2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ سورة سبأ لم يبق نبي ولا رسول الا كان له يوم القيامة رفيقا ومصافحا.

3 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: يعلم ما يلج في الأرض ما يدخل فيها وما يخرج منها قال من النبات وما يعرج فيها قال: من اعمال العباد.

4 - في أصول الكافي عنه عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد الله في قوله: (ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم) فقال: هو واحد واحدى الذات بائن من خلقه، وبذلك وصف نفسه وهو بكل شئ محيط، بالاشراف والإحاطة والقدرة لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر بالإحاطة والعلم لا بالذات، لان الأماكن محدودة تحويها حدود أربعة فإذا كان بالذات لزمها الحواية.

5 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أول ما خلق الله عز وجل القلم فقال له: أكتب فكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة.

6 - قوله عز وجل: ويرى الذين أوتوا العلم الذي انزل إليك من ربك هو الحق فقال: هو أمير المؤمنين عليه السلام صدق رسول الله صلى الله عليه وآله بما انزل عليه ثم ذكر ما اعطى داود عليه السلام فقال جل ذكره: ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه أي سبحي لله والطير وألنا له الحديد قال: كان داود عليه السلام إذا مر في البراري يقرأ الزبور تسبح الجبال والطير معه والوحوش وألان الله عز وجل له الحديد مثل الشمع حتى كان يتخذ منه ما أحب وقال الصادق عليه السلام: اطلبوا الحوائج يوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي ألان الله فيه الحديد لداود عليه السلام.

7 - وفيه: قال اعطى داود وسليمان عليهما السلام ما لم يعط أحد من أنبياء الله من الآيات علمهما منطق الطير، وألان لهما الحديد والصفر من غير نار، وجعلت الجبال يسبحن مع داود عليه السلام.

8 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب كتاب الارشاد للزهري قال سعيد ابن المسيب: كان الناس لا يخرجون إلى مكة حتى يخرج علي بن الحسين، فخرج و خرجت معه، فنزل في بعض المنازل فصلى ركعتين فسبح في سجوده فلم يبق شجر و لا مدر الا سبحوا معه ففزعت منه فرفع رأسه فقال: يا سعيد أفزعت؟قلت: نعم يا ابن رسول الله، فقال: هذا التسبيح الأعظم.

9 - وفى رواية سعيد بن المسيب قال: كان القراء لا يحجون حتى يحج زين العابدين عليه السلام وكان يتخذ لهم السويق الحلو والحامض ويمنع نفسه. فسبق يوما إلى الرحل فألفيته وهو ساجد، فوالذي نفس سعيد بيده لقد رأيت الشجر والمدر والرحل والراحلة يردون عليه مثل كلامه.

10 - في أصول الكافي باسناده إلى سالم بن أبي حفصة العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان في رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة لم يكن في أحد غيره: لم يكن له فئ وكان لا يمر في طريق فيمر فيه بعد يومين أو ثلاثة الا عرف انه قد مر فيه لطيب عرفه، وكان لا يمر بحجر ولا شجر الا سجد له.

11 - في كتاب الخصال عن علي بن جعفر قال: جاء رجل إلى أخي موسى بن جعفر عليه السلام فقال له: جعلت فداك أريد الخروج إلى السفر فادع فقال عليه السلام: ومتى تخرج؟إلى أن قال عليه السلام: الا أدلك على يوم سهل الله فيه الحديد لداود عليه السلام؟قال الرجل: بلى جعلت فداك، قال: اخرج يوم الثلاثاء.

12 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ومن تعذرت عليه الحوائج فليلتمس طلبها يوم الثلاثاء، فإنه اليوم الذي ألان الله فيه الحديد لداود عليه السلام.

13 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم عن - الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال في حديث يذكر فيه قصة داود عليه السلام انه خرج يقرأ الزبور وكان إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ولا حجر ولا طائر الا أجابه.

14 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام و أحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فان هذا داود بكى على خطيئته حتى سارت الجبال معه لخوفه؟قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، انه كان إذا قام إلى الصلاة سمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل على الأثافي من شدة البكاء (1) وقد آمنه الله عز وجل من عقابه، فأراد ان يتخشع لربه ببكائه، ويكون إماما لمن اقتدى به، ولقد قام صلى الله عليه وآله عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه واصفر وجهه، يقوم الليل أجمع حتى عوتب في ذلك فقال الله عز وجل: (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) بل لتسعد به ولقد كان يبكى حتى يغشى عليه، فقيل له: يا رسول الله أليس الله عز وجل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟قال: بلى أفلا أكون عبدا شكورا، ولئن سارت الجبال وسبحت معه لقد عمل لمحمد صلى الله عليه وآله ما هو أفضل من هذا إذ كنا معه على جبل حراء إذ تحرك الجبل فقال له: قر فإنه ليس عليك الا نبي أو صديق شهيد (2) فقر الجبل مجيبا لامره ومنتهيا إلى طاعته، ولقد مررنا معه بجبل وإذا الدموع تجرى من بعضه، فقال له: ما يبكيك يا جبل؟فقال: يا رسول الله كان المسيح مر بي وهو يخوف الناس بنار وقودها الناس والحجارة وأنا أخاف أن أكون من تلك الحجارة قال له: لا تخف تلك حجارة الكبريت، فقر الجبل وسكن وهدأ (3) وأجاب لقوله قال له اليهودي: فهذا داود عليه السلام: قد لين الله عز وجل له الحديد قد يعمل منه الدروع قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، لين الله عز وجل له الصم الصخور الصلاب وجعلها غارا ولقد غارت الصخرة تحت يده ببيت المقدس لينة حتى صارت كهيئة العجين، قد رأينا ذلك والتمسناه تحت رايته (4).

15 - في الكافي أحمد بن أبي عبد الله عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبي قرة عن أبي عبد الله عليه السلام ان أمير المؤمنين صلى الله عليه قال: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام انك نعم العبد لولا انك تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئا، قال: فبكى داود عليه السلام أربعين صباحا فأوحى الله عز وجل إلى الحديد أن لن لعبدي داود، فألان الله عز وجل له الحديد، فكان يعمل في كل يوم درعا فيبيعها بألف درهم، فعمل ثلاثمأة وستين درعا فباعها بثلاثمأة وستين ألفا واستغنى عن بيت المال.

16 - في قرب الإسناد للحميري أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال: سألت الرضا عليه السلام هل أحد من أصحابكم يعالج السلاح؟فقلت: رجل من أصحابنا زراد فقال: انما هو سراد، اما تقرأ كتاب الله عز وجل في قوله لداود عليه السلام: ان عمل سابغات وقدر في السرد الحلقة بعد الحلقة.

17 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: (ان عمل سابغات) قال: الدروع (وقدر في السرد) قال: المسامير التي في الحلقة وقوله عز وجل: ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر قال: كانت الريح تحمل كرسي سليمان فتسير به في الغداة مسيرة شهر، وبالعشي مسيرة شهر.

18 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب الأصبغ بن نباتة قال: سألت الحسين عليه السلام فقلت: يا سيدي أسألك عن شئ أنا به موقن وانه من سر الله وأنت المسرور إليه ذلك السر فقال: يا اصبغ أتريد ان ترى مخاطبة رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي دون (5) يوم مسجد قبا؟قال: هو الذي أردت قال: قم فإذا أنا وهو بالكوفة فنظرت فإذا المسجد من قبل ان يرتد إلى بصرى فتبسم في وجهي ثم قال: يا اصبغ ان سليمان بن داود اعطى الريح غدوها شهر ورواحها شهر، وانا قد أعطيت أكثر مما أعطى سليمان، فقلت: صدقت والله يا ابن رسول الله فقال: نحن الذين عندنا علم الكتاب وبيان ما فيه، وليس عند أحد من خلقه ما عندنا، لأنا أهل سر الله ثم تبسم في وجهي ثم قال: نحن آل الله وورثة رسول الله فقلت: الحمد لله على ذلك ثم قال لي: ادخل فدخلت فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وآله محتب (6) في المحراب بردائه، فنظرت فإذا أنا بأمير المؤمنين عليه السلام قابض على تلابيب الأعسر (7) فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يعض على الأنامل وهو يقول: بئس الخلف خلفتني أنت وأصحابك عليكم لعنة الله ولعنتي. الخبر.

19 - في عيون الأخبار عن الرضا عن أبيه موسى بن جعفر بن محمد عليهم - السلام حديث طويل وقد سبق عند قوله تعالى: (قالت نملة) الآية وفيه ثم قالت النملة: هل تدرى لم سخرت لك الريح من بين سائر المملكة؟قال سليمان عليه السلام مالي بهذا علم، قالت النملة: يعنى عز وجل بذلك لو سخرت لك جميع المملكة كما سخرت لك هذه الريح لكان زوالها من يديك كزوال الريح، فحينئذ تبسم ضاحكا من قولها.

20 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير - المؤمنين عليه السلام فان هذا سليمان قد سخرت له الرياح فسارت في بلاده غدوها شهر ورواحها شهر فقال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، انه اسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر، وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

21 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن تفسير أبى اسحق إبراهيم بن أحمد القزويني باسناده إلى أنس بن مالك قال: اهدى لرسول الله صلى الله عليه وآله بساط من قرية يقال لها بهندف فقعد عليه على وأبو بكر وعمر وعثمان والزبير و عبد الرحمان بن عوف وسعد فقال النبي صلى الله عليه وآله لعلى: يا علي قل: يا ريح احمل بنا. فقال على: يا ريح احمل بنا، فحمل بهم حتى أتوا أصحاب الكهف فسلم أبو بكر وعمر فلم يردوا عليهم السلام، ثم قام على فسلم فردوا عليه السلام، فقال أبو بكر: يا علي ما بالهم ردوا عليك ولم يردوا علينا؟فقال لهم على، فقالوا: انا لا نرد بعد الموت الا على نبي أو وصى نبي، ثم قال على: يا ريح احملينا فحملتنا، ثم قال: يا ريح ضعينا فوضعتنا، فوكز برجله الأرض فتوضأ على وتوضأنا ثم قال: يا ريح احملينا فحملتنا فوافينا المدينة و النبي صلى الله عليه وآله في صلاة الغداة وهو يقرأ: (أم حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) فلما قضى النبي صلى الله عليه وآله الصلاة قال: يا علي أخبروني عن مسيركم أم تحبون ان أخبركم؟قالوا: بل تخبرنا يا رسول الله، قال انس بن مالك: فقص القصة كأنه معنا.

22 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: وأسلنا له عين القطر قال الصفر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير.

23 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب أبو جعفر عليه السلام خدم أبو خالد الكابلي علي بن الحسين عليهما السلام دهرا من عمره، ثم أراد أن ينصرف إلى أهله فأتى علي بن الحسين وشكى إليه شدة شوقه إلى والديه، فقال: يا أبا خالد يقدم غدا رجل من أهل الشام له قدر ومال كثير وقد أصاب بنتا له عارض من أهل الأرض ويريدون ان يطلبوا معالجا يعالجها فإذا أنت سمعت قدومه فائته وقل له: أنا أعالجها لك على أن اشترط لك انى أعالجها على ديتها عشرة آلاف فلا تطمأن إليهم وسيعطونك ما تطلب منهم فلما أصبحوا قدم الرجل ومن معه وكان من عظماء أهل الشام في المال والقدرة فقال: اما من معالج يعالج بنت هذا الرجل؟فقال له أبو خالد: انا أعالجها على عشره آلاف درهم، فأقبل إلى علي بن الحسين عليه السلام فأخبره الخبر، فقال: انى أعلم انهم سيغدرون بك ولا يفون لك، انطلق يا أبا خالد فخذ بإذن الجارية اليسرى ثم قل: يا خبيث يقول لك علي بن الحسين اخرج من هذه الجارية ولا تعد، ففعل أبو خالد ما أمره وخرج منها فأفاقت الجارية وطلب أبو خالد الذي شرطوا له فلم يعطوه، فرجع مغتما كئيبا فقال له علي بن الحسين: مالي أراك كئيبا يا أبا خالد ألم أقل لك انهم يغدرون بك؟دعهم، فإنهم سيعودون إليك، فإذا لقوك فقل لست أعالجها حتى تضعوا المال على يدي علي بن الحسين فإنه لي ولكم ثقة، فرضوا ووضعوا المال على يدي علي بن الحسين عليهما السلام ورجع أبو خالد إلى الجارية فأخذ باذنها اليسرى ثم قال: يا خبيث يقول لك علي بن الحسين: اخرج من هذه الجارية ولا تعرض لها الا بسبيل خير، فإنك ان عدت أحرقتك بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة، فخرج منها ودفع المال إلى أبى خالد فخرج إلى بلاده.

24 - في كتاب الاحتجاج - للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام ان يهوديا من يهود الشام و أحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فان هذا سليمان سخرت له الشياطين يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ولقد اعطى محمد صلى الله عليه وآله أفضل من هذا ان الشياطين سخرت لسليمان وهي مقيمة على كفرها، وقد سخرت لنبوة محمد صلى الله عليه وآله الشياطين بالايمان، فأقبل إليه الجن التسعة من أشرافهم من جن نصيبين واليمن من بنى عمرو بن عامر من الا حجة منهم شضاة ومضاة والهملكان والمزربان والمازمان ونفات وهاضب وهاصب وعمرو (8) وهم الذين يقول الله تبارك وتعالى اسمه فيهم: (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن) وهم التسعة يستمعون القرآن، فأقبل إليه الجن والنبي صلى الله عليه وآله ببطن النخلة، فاعتذروا بأنهم ظنوا كما ظننتم ان لن يبعث الله أحدا، ولقد أقبل اله أحد وسبعون ألفا منهم يبايعوه على الصوم والصلاة والزكاة والحج والجهاد ونصح المسلمين، واعتذروا بأنهم قالوا على الله شططا وهذا أفضل مما أعطى سليمان، سبحان من سخرها لنبوة محمد صلى الله عليه وآله بعد إن كانت تتمرد وتزعم ان الله ولدا فلقد شمل مبعثه من الجن والإنس ما لا يحصى.

25 - وفيه عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: كيف صعدت الشياطين إلى السماء وهم أمثال الناس في الخلقة والكثافة وقد كانوا يبنون لسليمان، ابن داود عليهما السلام من البناء ما يعجز عنه ولد آدم؟قال: غلظوا لسليمان لما سخروا، وهم خلق دقيق، غذاءهم التنسم، والدليل على ذلك صعودهم إلى السماء لاستراق السمع، ولا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء الا بسلم أو سبب.

26 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود بن الحصين عن الفضل أبى العباس قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب) قال: ما هي تماثيل الرجال و النساء، ولكنها تماثيل الشجر وشبهه.

27 - علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كانت لعلي بن الحسين صلوات الله عليهما وسايد وانماط (9) فيها تماثيل يجلس عليها.

28 - محمد بن يحيى عن أحمد وعبد الله ابني محمد عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن أبي العباس عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل) فقال: والله ما هي تماثيل الرجال والنساء ولكنها الشجر وشبهه.

29 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل) قال: في الشجر وقوله عز وجل: وجفان كالجواب أي جفنة كالحفرة وقدور راسيات أي ثابتات ثم قال جل ذكره: اعملوا آل داود شكرا قال: اعملوا ما تشكروا عليه ثم قال سبحانه: وقليل من عبادي الشكور.

30 - في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ثم مدح الله القلة فقال: (وقليل من عبادي الشكور).

31 - في روضة الكافي سهل بن عبيد الله (10) عن أحمد بن عمر قال: دخلت على أبى الحسن الرضا عليه السلام انا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة فقلت له: جعلت فداك انا كنا في سعة من الرزق وغضارة من العيش (11) فتغيرت الحال بعض التغير، فادع الله عز وجل ان يرد ذلك إلينا، فقال: أي شئ تريدون تكونون ملوكا؟أيسرك أن تكون مثل طاهر وهرثمة (12) وانك على خلاف ما أنت عليه؟قلت: لا والله ما يسرني ان لي الدنيا بما فيها ذهبا وفضة وانى على خلاف ما أنا عليه، قال: فقال: فمن أيسر منكم فليشكر الله ان الله عز وجل يقول: (لئن شكرتم لأزيدنكم) وقال سبحانه وتعالى: (اعلموا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

32 - في نهج البلاغة أوصيكم عباد الله بتقوى الله فإنها حق الله عليكم، والموجبة على الله حقكم، وان تستعينوا عليها بالله وتستعينوا بها على الله فان التقوى في اليوم الحرز والجنة (13)، وفى غد الطريق إلى الجنة، مسلكها واضح وسالكها رابح ومستودعها حافظ لم تبرح عارضة نفسها على الأمم الماضين والغابرين لحاجتهم إليها غدا إذا أعاد الله ما أبدى وأخذ ما اعطى وسأل عما أسدي فما أقل من قبلها وحملها حق حملها (14) أولئك الأقلون وهم أهل صفة الله سبحانه إذ يقول: (وقليل من عبادي الشكور).

33 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولو كان عند الله عبادة يتعبد بها عباده المخلصين أفضل من الشكر على كل حال لا طلق لفظه فيهم من جميع الخلق بها، فلما لم يكن أفضل منها خصها من بين العبادات، وخص أربابها، فقال: (وقليل من عبادي الشكور).

34 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار النادرة في فنون شتى باسناده إلى الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عليهم السلام قال: إن سليمان بن داود عليهما السلام قال ذات يوم لأصحابه: ان الله تعالى وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدى، سخر لي الريح والانس والجن والطير والوحوش، وعلمني منطق الطير، وآتاني من كل شئ ومع جميع ما أوتيت من الملك ماتم لي سرور يوم إلى الليل وقد أحببت أن أدخل قصرى في غد فأصعد أعلاه وأنظر إلى ممالكي، ولا تأذنوا لاحد على ما ينغص على يومى (15) قالوا: نعم فلما كان من الغد أخذ عصاه بيده وصعد إلى أعلى موضع من قصره، ووقف متكئا على عصاه ينظر إلى ممالكه سرورا بما أعطى، إذ نظر إلى شاب حسن الوجه واللباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره، فلما بصر به سليمان عليه السلام قال له: من أدخلك إلى هذا القصر وقد أردت ان أخلو فيه اليوم فباذن من دخلت؟قال الشاب: أدخلني هذا القصر ربه وباذنه دخلت، قال: ربه أحق به منى فمن أنت؟قال: أنا ملك الموت قال: وفيما جئت؟قال: جئت لا قبض روحك قال: امض لما أمرت به فهذا يوم سروري وأبى الله عز وجل أن يكون لي سرور دون لقائه فقبض ملك الموت روحه وهو متكئ على عصاه، فبقي سليمان متكئا على عصاه وهو ميت ما شاء الله، والناس ينظرون إليه وهم يقدرون انه حي فافتتنوا فيه واختلفوا فمنهم من قال: إن سليمان قد بقي متكئا على عصاه هذه الأيام الكثيرة ولم يتعب ولم ينم ولم يأكل ولم يشرب، انه لربنا الذي يجب علينا أن نعبده، وقال قوم: ان سليمان ساحر وانه يرينا انه وقف متكئ على عصاه يسحر أعيننا وليس كذلك، فقال المؤمنون ان سليمان هو عبد الله ونبيه يدبر الله أمره بما يشاء فلما اختلفوا بعث الله عز وجل دابة الأرض فدبت في عصاه، فلما أكلت جوفها انكسرت العصا وخر سليمان من قصره على وجهه، فشكرت الجن للأرضة صنيعها، فلأجل ذلك لا توجد الأرضة في مكان الا و عندها ماء وطين، وذلك قول الله عز وجل: فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته الا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ثم قال الصادق عليه السلام: والله ما نزلت هذه الآية هكذا وانما نزلت: (فلما خر تبينت الانس ان الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين).

35 - في كتاب علل الشرايع مثل ما نقلناه عن عيون الأخبار الا ان آخرها و انما نزلت: (فلما خر تبينت الجن ان الانس لو كانوا يعملون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين).

36 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن أبان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: أمر سليمان بن داود الجن فصنعوا له قبة من قوارير، فبينا هو متكئ على عصاه في القبة ينظر إلى الجن كيف ينظرون إليه إذ حانت منه التفاتة فإذا رجل معه في القبة، قال له: من أنت؟قال: انا الذي لا أقبل الرشا ولا أهاب الملوك، انا ملك الموت فقبضه وهو قائم متكئ على عصاه في القبة والجن ينظرون إليه، قال: فمكثوا سنة يد أبون له (16) حتى بعث الله عز وجل الأرضة فأكلت منسأته وهي العصا، (فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) قال أبو جعفر عليه السلام ان الجن يشكرون الأرضة ما صنعت بعصا سليمان، فما تكاد تراها في مكان الا وعندها ماء وطين.

37 - وباسناده إلى الحسن بن علي بن عقبة عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لقد شكرت الشياطين الأرضة حين أكلت عصا سليمان عليه السلام حتى سقط و قالوا عليك الخراب وعلينا الماء والطين، فلا تكاد تراها في موضع الا رأيت ماءا وطينا.

38 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن جعفر عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: عاش سليمان بن داود سبعمأة سنة واثنى عشر سنة.

39 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن سليمان بن داود عليهما السلام أمر الجن فبنوا له بناء من قوارير، قال: فبينما هو متك على عصاه ينظر إلى الشياطين كيف يعملون وينظرون إليه إذ حانت منه التفاتة، فإذا هو برجل معه في القبة ففزع منه فقال: من أنت؟فقال: أنا الذي لا أقبل الرشا ولا اهاب الملوك انا ملك الموت فقبضه وهو متكئ على عصاه، فمكثوا سنة يبنون وينظرون إليه ويدأبون له ويعملون حتى بعث الله تعالى الأرضة، فأكلت منسأته وهي العصا، (فلما خر تبينت الانس ان لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) فالجن تشكر الأرضة بما عملت بعصا سليمان قال: فلا تكاد تراها في مكان الا وعندها ماء وطين.

40 - في روضة الكافي ابن محبوب عن جميل بن صالح عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل أوحى إلى سليمان بن داود عليه السلام ان آية موتك ان شجرة تخرج من بيت المقدس يقال لها الخرنوبة، قال: فنظر سليمان يوما فإذا الشجرة الخرنوبة قد طلعت من بيت المقدس فقال لها: ما اسمك؟قالت: الخرنوبة قال: فولى سليمان مدبرا إلى محرابه، فقام فيه متكيا على عصاه فقبض روحه من ساعته، قال: فجعلت الجن والإنس يخدمونه ويسعون في أمره كما كانوا، وهم يظنون أنه حي لم يمت يغدون ويروحون وهو قائم ثابت حتى دبت الأرض من عصاه، فأكلت منسأته، فانكسرت وخر سليمان إلى الأرض، أفلا تسمع لقوله عز وجل: (فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين).

41 - في مجمع البيان وفى الشواذ تبينت الانس وهي قراءة علي بن الحسين وأبى عبد الله عليهما السلام.

42 - وفيه وفى حديث آخر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان آصف بن برخيا يدبر أمره حتى دبت الأرضة.

43 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال قال فان بحرا كان من اليمن وكان سليمان عليه السلام أمر جنوده ان يجروا لهم خليجا من البحر العذب إلى بلاد الهند ففعلوا ذلك وعقدوا له عقدة من الصخر والكلس (17) حتى يفيض على بلادهم وجعلوا للخليج مجاريا، فكانوا إذا أرادوا ان يرسلوا منه الماء أرسلوا بقدر ما يحتاجون إليه، وكانت لهم عن يمين وشمال عن مسيرة عشرة أيام فيها يمر (18) لا يقع عليه الشمس من التفافها، فلما عملوا بالمعاصي وعتوا عن أمر ربهم ونهاهم الصالحون فلم ينتهوا بعث الله عز وجل على ذلك السد الجرذ وهي الفارة الكبيرة، وكانت تقلع الصخرة التي لا يستقلها الرجال وترمى بها، فلما رأى ذلك قوم منهم هربوا وتركوا البلاد، فما زال الجرذ تقلع الحجر حتى خرب ذلك السد، فلم يشعروا حتى غشيهم السيل وخرب بلادهم وقلع أشجارهم.

44 - في مجمع البيان وفى الحديث عن فروة بن مسيك قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن سبأ أرجل هو أم امرأة؟فقال: هو رجل من العرب ولد عشيرة، تيامن منهم ستة، وتشأم منهم أربعة، فاما الذين تيامنوا فالأزد وكندة ومذحج والأشعرون وانمار وحمير فقال رجل من القوم: ما أنمار؟قال: الذين منهم خثعم وبجلية واما الذين تشأموا فعاملة وجذام ولخم وغسان.

45 - في روضة الكافي محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل ابن صالح عن سدير قال: سأل رجل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فقال: هؤلاء قوم، كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض، وانها جارية وأموال ظاهرة فكفروا بأنعم الله وغيروا ما بأنفسهم فأرسل الله عز وجل عليهم سيل العرم ففرق قراهم وأخرب ديارهم وأبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتي اكل خمط واثل وشئ من سدر قليل ثم قال الله عز وجل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازى الا الكفور.

46 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام خطبة لأمير المؤمنين وفيها يقول عليه السلام: وا أسفا من فعلات شيعتي من بعد قرب مودتها اليوم كيف يستذل بعدى بعضها بعضا، وكيف يقتل بعضها بعضا المتشتتة غدا عن الأصل، النازلة بالفرع، المؤملة الفتح من غير جهته، كل حزب منهم آخذ بغصن، أينما مال الغصن مال معه، مع أن الله وله الحمد سيجمع هؤلاء لشر يوم لبني أمية كما يجمع قزع الخريف يؤلف بينهم ثم يجعلهم ركاما (19) كركام السحاب، ثم يفتح لهم أبوابا يسيلون من مستشارهم (20) كسيل الجنتين سيل العرم، حيث بعث إليه فارة فلم يثبت عليه أكمة ولم يرد سننه رض طود يذعذعهم في بطون أودية (21) ثم يسلكهم ينابيع في الأرض يأخذ بهم من قوم حقوق قوم، ويمكن من قوم لديار قوم تشريدا لبني أمية (22).

47 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن سدير قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: قالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم الآية فقال: هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض، وانهار جارية وأموال ظاهرة، فكفروا نعم الله عز وجل وغيروا ما بأنفسهم من عافية الله، فغير الله ما بهم من نعمة، وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فأرسل الله عليهم سيل العرم، ففرق قراهم وخرب ديارهم، وأذهب بأموالهم وأبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتي اكل خمط واثل وشئ من سدر قليل، ثم قال: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازى الا الكفور).

48 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وعن أبي حمزة الثمالي قال: دخل قاض من قضاة أهل الكوفة على علي بن الحسين عليهما السلام فقال له جعلني الله فداك أخبرني عن قول الله عز وجل: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي واياما آمنين) فقال له: ما يقول الناس فيها قبلكم بالعراق؟قال: يقولون انها مكة، قال: وهل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكة قال: فما هو؟قال: انما عنى الرجال، قال: وان ذلك في كتاب الله أوما تسمع إلى قوله عز وجل: (وكأين من قرية عنت عن أمر ربها ورسله) وقال: (و تلك القرى أهلكناهم) وقال: (واسئل القرية التي كنا فيها والعير التي اقبلنا فيها) فليسأل القرية أو الرجال أو العير؟قال: وتلا عليه آيات في هذا المعنى قال: جعلت فداك فمن هم؟قال: نحن هم. قال: أو لم تسمع إلى قوله: (سيروا فيها ليالي واياما آمنين) قال: آمنين من الزيغ.

49 - وعن أبي حمزة الثمالي قال: اتى الحسن البصري (23) أبا جعفر عليه السلام فقال: لأسألك عن أشياء من كتاب الله فقال له أبو جعفر: الست فقيه أهل البصرة؟قال قد يقال ذلك فقال له أبو جعفر عليه السلام: هل بالبصرة أحد تأخذ عنه؟قال: لا قال فجميع أهل البصرة يأخذون عنك؟قال: نعم فقال أبو جعفر عليه السلام: سبحان الله لقد تقلدت عظيما من الامر بلغني عنك أمر فما أدرى أكذاك أنت أم يكذب عليك؟قال: ما هو؟قال: زعموا انك تقول ان الله خلق العباد ففوض إليهم أمورهم؟قال: فسكت فقال: أرأيت من قال له الله في كتابه: انك آمن، هل عليك خوف بعد هذا القول منه؟فقال أبو جعفر عليه السلام: انى اعرض إليك آية وأنهى إليك خطبا ولا أحسبك الا وقد فسرته على غير وجهه، فان كنت فعلت ذلك فقد هلكت وأهلكت فقال له: وما هو؟فقال: أرأيت حيث يقول (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي واياما آمنين) يا حسن بلغني انك أفتيت الناس فقلت: هي مكة! فقال أبو جعفر عليه السلام: فهل يقطع على من حج مكة وهل يخاف أهل مكة وهل تذهب أموالهم فمتى يكونوا آمنين؟بل فينا ضرب الله الأمثال في القرآن فنحن القرى التي بارك الله فيها، وذلك قول الله عز وجل فيمن أقر بفضلنا حيث أمرهم أن يأتونا فقال: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة) والقرى الظاهرة الرسل والنقلة عنا إلى شيعتنا و فقهاء شيعتنا إلى شيعتنا وقوله: (وقدرنا فيها السير) والسير مثل للعلم (سيروا فيها ليالي واياما) مثل لما يسير من العلم في الليالي والأيام عنا إليهم في الحلال والحرام و الفرائض والاحكام (آمنين) فيها إذا أخذوا عن معدنها الذي أمروا ان يأخذوا منه آمنين من الشك والضلال، والنقلة من الحرام إلى الحلال، لأنهم أخذوا العلم ممن وجب لهم يأخذهم إياه عنهم المغفرة، لأنهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ذرية مصفاة بعضها من بعض فلم ينته الاصطفاء إليكم بل إلينا انتهى، ونحن تلك الذرية المصطفاة لا أنت وأشباهك يا حسن، فلو قلت لك حين ادعيت ما ليس لك وليس إليك يا جاهل أهل البصرة لم أقل فيك الا ما علمته منك، وظهر لي عنك، وإياك أن تقول بالتفويض، فان الله عز وجل لم يفوض الامر إلى خلقه وهنا منه وضعفا، ولا أجبرهم على معاصيه ظلما والخبر طويل أخذنا منه موضع الحاجة (انتهى).

50 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة البصري (24) على أبى جعفر عليه السلام فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟فقال: هكذا يزعمون فقال أبو جعفر عليه السلام: بلغني انك تفسر القرآن؟قال له قتادة: نعم. قال أبو جعفر: بعلم تفسره أم بجهل؟قال: لا، بعلم فقال له أبو جعفر عليه السلام: فان تفسره بعلم فأنت أنت (25) والا أنا أسالك، قال قتادة سل، قال: أخبرني عن قول الله عز وجل في سبأ: (و قدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي واياما آمنين) فقال قتادة: ذاك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله، فقال أبو جعفر عليه السلام: نشدتك الله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال و كراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه (26) قال قتادة: اللهم نعم، فقال أبو جعفر عليه السلام: ويحك يا قتادة ان كنت انما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت، وان كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد و راحلة و كراء حلال يروم (27) هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه، كما قال الله عز وجل: (واجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم) ولم يعن البيت فيقول: (إليه) فنحن والله دعوة إبراهيم صلى الله عليه من هوانا قلبه قبلت حجته والا فلا، يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة، قال قتادة: لا جرم والله لا فسرتها الا هكذا فقال أبو جعفر عليه السلام: ويحك يا قتادة انما يعرف القرآن من خوطب به.

51 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن صالح الهمداني قال كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام ان أهل بيتي يؤذونني ويقرعوني بالحديث الذي روى عن آبائك عليهم السلام انهم قالوا: خدامنا وقوامنا شرار خلق الله فكتب عليه السلام: ويحكم ما تعرفون ما قال الله عز وجل: وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة نحن والله القرى التي بارك الله فيها وأنتم القرى الظاهرة. قال عبد الله بن جعفر: وحدثنا بهذا الحديث علي بن محمد الكليني عن محمد بن صالح عن صاحب الزمان عليه السلام.

52 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى زهر شيب بن أنس عن بعض أصحاب أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أبو عبد الله لأبي حنيفة: يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته وتعرف الناسخ والمنسوخ؟قال: نعم قال: يا أبا حنيفة لقد ادعيت علما ويلك ما جعل الله الا عند أهل الكتاب الذين انزل عليهم، ويلك ولا هو الا عند الخاص من ذرية نبينا صلى الله عليه وآله وما ورثك الله من كتابه حرفا، فان كنت كما تقول ولست كما تقول فأخبرني عن قول الله عز وجل: (سيروا فيها ليالي واياما آمنين) أين ذلك من الأرض؟قال: احسبه ما بين مكة والمدينة، فالتفت أبو عبد الله عليه السلام إلى أصحابه فقال: تعلمون ان الناس يقطع عليهم ما بين المدينة ومكة فتؤخذ أموالهم ولا يؤمنون على أنفسهم و يقتلون؟قالوا: نعم، قال: فسكت أبو حنيفة، فقال: يا أبا حنيفة أخبرني عن قول الله عز وجل: (ومن دخله كان آمنا) أين ذلك من الأرض؟قال: الكعبة قال: أفتعلم ان الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير فقتله كان آمنا فيها؟قال: فسكت فقال أبو بكر الحضرمي: جعلت فداك الجواب في المسئلتين؟فقال يا أبا بكر (سيروا فيها ليالي واياما آمنين) فقال: مع قائمنا أهل البيت، واما قوله: (ومن دخله كان آمنا) فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقدة أصحابه كان آمنا.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

53 - وباسناده إلى أبي سعيد الخدري عن النبي حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه وآله: يا بلال اصعد أبا قبيس فناد عليه ان رسول الله صلى الله عليه وآله حرم الجري (28) والضب و الحمر الأهلية، الا فاتقوا الله ولا تأكلوا من السمك الا ما كان له قشر، ومع القشر فلوس، ان الله تبارك وتعالى مسخ سبعمأة أمة عصوا الأوصياء بعد الرسل، فأخذ أربعمأة أمة منهم برا وثلاثمأة أمة منهم بحرا، ثم تلا هذه الآية وجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق.

54 - في مجمع البيان وفى الحديث عن فروة بن مسيك قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن سبأ، أرجل هو أم امرأة (29) الحديث وقد تقدم أوائل قصة سبأ.

55 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن مسمع بن الحجاج عن صباح الحذاء عن صباح المزني عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده صرخة، فلم يبق منهم في بر ولا بحر الا أتاه، فقالوا: يا سيدهم و مولاهم (30) ماذا دهاك فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه؟فقال لهم: فعل هذا النبي فعلا ان تم لم يعص الله أبدا، فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لادم، فلما قال المنافقون: انه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه: اما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون - يعنون رسول الله صلى الله عليه وآله - صرخ إبليس صرخة بطرب فجمع أوليائه فقال: أما علمتم انى كنت لادم من قبل؟قالوا: نعم قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب، وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وأقام الناس غير على لبس إبليس تاج الملك ونصب منبرا وقعد في الزينة (31) وجمع خيله ورجله ثم قال لهم: اطربوا لا يطاع الله حتى يقوم امام وتلا أبو جعفر: عليه السلام ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين قال أبو جعفر عليه السلام: كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، والظن من إبليس حين قالوا لرسول الله انه ينطق عن الهوى، فظن بهم إبليس ظنا فصدقوا ظنه.

56 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله ان ينصب أمير المؤمنين للناس في قوله: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك في علي) بغدير خم فقال: من كنت مولاه فعلى مولاه، فجاء الأبالسة إلى إبليس الأكبر وحثوا التراب على رؤسهم فقال لهم إبليس: ما لكم؟قالوا إن هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شئ إلى يوم القيامة فقال لهم إبليس: كلا ان الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني فأنزل الله عز وجل على رسوله: صلى الله عليه وآله (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه) الآية.

57 - وقوله عز وجل: ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له قال: لا يشفع أحد من أنبياء الله ورسله يوم القيامة حتى يأذن الله له الا رسول الله صلى الله عليه وآله، فان الله عز وجل قد اذن له في الشفاعة من قبل يوم القيامة، والشفاعة له وللأئمة صلوات الله عليهم ثم بعد ذلك للأنبياء عليهم السلام قال: حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي العباس المكبر قال: دخل مولى لا مرأة علي بن الحسين صلوات الله عليهما على أبي جعفر صلوات الله عليه يقال له أبو أيمن فقال له: يا أبا جعفر تغرون الناس وتقولون شفاعة محمد شفاعة محمد ؟! فغضب أبو جعفر عليه السلام حتى تربد وجهه (32) ثم قال: ويحك يا أبا أيمن أغرك ان عف بطنك وفرجك؟أما لو قد رأيت افزاع القيامة لقد احتجت إلى شفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله ويلك وهل يشفع الا لمن وجبت له؟ثم قال: ما من أحد من الأولين والآخرين الا وهو محتاج إلى شفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: ان لرسول الله صلى الله عليه وآله الشفاعة في أمته، ولنا الشفاعة في شيعتنا، ولشيعتنا شفاعة في أهاليهم، ثم قال: و ان المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر، وان المؤمن ليشفع حتى لخادمه، يقول: يا رب حق خدمتي كان يقيني الحر والبرد.

58 - وفي رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير وذلك أن أهل السماوات لم يسمعوا وحيا فيما بين أن بعث عيسى بن مريم إلى أن بعث محمد صلى الله عليه وآله، فلما بعث الله جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله سمع أهل السماوات صوت وحى القرآن كوقع الحديد على الصفا، فصعق أهل السماوات فلما فرغ عن الوحي انحدر جبرئيل عليه السلام كلما مر بأهل سماء فزع عن قلوبهم، يقول كشف عن قلوبهم، فقال بعض لبعض: ماذا قال ربكم؟قالوا الحق وهو العلى الكبير.

59 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام كلام طويل وفيه: واما قولكم انى شككت في نفسي حيث قلت للحكمين: انظرا فإن كان معاوية أحق بها منى فأثبتاه، فان ذلك لم يكن شكا منى ولكني أنصفت في القول قال الله: وانا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ولم يكن شكا وقد علم الله أن نبيه على الحق.

60 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا علي بن جعفر قال: حدثني محمد بن عبد الله الطائي قال: حدثنا محمد بن أبي عمير قال: حدثني حفص الكناني قال: سمعت عبد الله بن بكير الرجاني قال: قال لي الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليهما: أخبرني عن الرسول صلى الله عليه كان عاما للناس أليس قد قال الله عز وجل في محكم كتابه: وما أرسلناك الا كافة للناس لأهل الشرق والغرب وأهل السماء والأرض من الجن والإنس هل بلغ رسالته إليهم كلهم؟قلت: لا أدرى، قال: يا ابن بكير ان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يخرج من المدينة فكيف أبلغ أهل الشرق والغرب؟قلت: لا أدرى، قال: إن الله تعالى أمر جبرئيل عليه السلام فاقتلع الأرض بريشة من جناحه ونصبها لرسول الله صلى الله عليه وآله، فكانت بين يديه مثل راحة في كفه ينظر إلى أهل الشرق والغرب، ويخاطب كل قوم بألسنتهم، ويدعوهم إلى الله عز وجل والى نبوته بنفسه، فما بقيت قرية ولا مدينة الا ودعاهم النبي صلى الله عليه وآله بنفسه.

61 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن محمد بن مروان جميعا عن أبان بن عثمان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى اعطى محمدا صلى الله عليه وآله شرايع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، إلى أن قال: وأرسله كافة إلى الأبيض والأسود والجن والانس.

62 - في كتاب الخصال عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فضلت بأربع خصال: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، إلى قوله: وأرسلت إلى الناس كافة.

63 - في مجمع البيان عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله أعطيت خمسا ولا أقول فخرا بعثت إلى الأحمر والأصفر (الاسودخ) الحديث.

64 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال علي بن الحسين عليهما السلام كان أبو طالب يضرب عن رسول الله صلى الله عليه وآله بسيفه ويقيه بنفسه، إلى أن قال: فقالوا: يا أبا طالب سله: أرسله الله إلينا خاصة أم إلى الناس كافة؟فقال أبو طالب: يا ابن أخ إلى الناس كافة أرسلت أم إلى قومك خاصة؟قال: لا، بل إلى الناس أرسلت كافة الأبيض والأسود والعربي والعجمي، والذي نفسي بيده لأدعون إلى هذا الامر الأبيض والأسود ومن على رؤس الجبال ومن في لجج البحار. ولا دعون السنة فارس والروم.

65 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه: وان الأنبياء بعثوا خاصة وعامة، فاما نوح: فإنه ارسل إلى من في الأرض بنبوة عامة ورسالة عامة. واما هود: فإنه ارسل إلى عاد بنبوة خاصة، واما صالح: فإنه ارسل إلى ثمود وهي قرية واحدة لا تكمل أربعين بيتا على ساحل البحر صغيرة، واما شعيب: فإنه ارسل إلى مدين وهي لا تكمل أربعين بيتا، واما إبراهيم: نبوته بكوثا وهي قرية من قرى السواد فيها بدا أول امره، ثم هاجر منها وليست بهجرة، فقال في ذلك قوله عز وجل: (انى مهاجر إلى ربى سيهدين) وكانت هجرة إبراهيم بغير قتال، واما اسحق: فكانت نبوته بعد إبراهيم، واما يعقوب: فكانت نبوته بأرض كنعان ثم هبط إلى ارض مصر فتوفى فيها، ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بأرض كنعان، والرؤيا التي رأى يوسف الأحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، وكانت نبوته بأرض مصر بدوها، ثم إن الله تبارك وتعالى ارسل الأسباط اثنى عشر بعد يوسف، ثم موسى وهارون إلى فرعون وملائه إلى أرض مصر وحدها، ثم إن الله تبارك وتعالى ارسل يوشع بن نون إلى بني إسرائيل من بعد موسى فنبوته بدوها في البرية التي تاه فيها بنو إسرائيل، ثم كانت أنبياء كثيرة منهم من قصه الله عز وجل على محمد ومنهم من لم يقصصه على محمد، ثم إن الله عز وجل ارسل عيسى عليه السلام إلى بني إسرائيل خاصة و كانت نبوته ببيت المقدس، وكانت من بعده الحواريون اثنا عشر، فلم يزل الايمان يستتر في بقية أهله منذ رفع الله عيسى عليه السلام، ثم ارسل الله محمدا صلى الله عليه وآله إلى الجن والإنس عامة وكان خاتم الأنبياء.

66 - وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: فمكث نوح ألف سنة الا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته أحد 67 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام مثل ما نقلنا عن كتاب كمال الدين و تمام النعمة أخيرا سواء.

67 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: وأسروا الندامة لما رأوا العذاب قال: يسرون الندامة في النار إذا رأوا ولى الله، فقيل: يا رسول الله وما يغنيهم اسرارهم الندامة وهم في العذاب؟قال: يكرهون شماتة الأعداء.

68 - في نهج البلاغة واما الأغنياء من مترفة الأمم فتعصبوا لاثار مواقع النعم فقالوا: نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين فإن كان لابد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال ومحامد الافعال ومحاسن الأمور التي تفاضلت فيها المجداء والنجداء من بيوتات العرب ويعاسيب القبائل (33) بالأخلاق الرغيبة والأحلام العظيمة والاخطار (34) الجليلة والآثار المحمودة.

69 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي بصير قال: ذكرنا عند أبي جعفر عليه السلام من الأغنياء من الشيعة فكأنه كره ما سمع منا فيهم، قال: يا أبا محمد إذا كان المؤمن غنيا رحيما وصولا له معروف إلى أصحابه، أعطاه الله أجر ما ينفق في البر أجره مرتين ضعفين، لان الله عز وجل يقول في كتابه: وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى الا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون.

70 - في تفسير علي بن إبراهيم وذكر رجل عند أبي عبد الله عليه السلام الأغنياء ووقع فيهم فقال أبو عبد الله: اسكت فان الغنى إذا كان وصولا لرحمه، بارا باخوانه، أضعف الله له الاجر ضعفين، لان الله يقول: (وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى الا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون).

71 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه السلام: حتى إذا كان يوم القيامة حسب لهم ثم أعطاهم بكل واحدة عشر أمثالها إلى سبعمأة ضعف، قال الله عز وجل: (جزاء من ربك عطاءا حسابا) وقال: (أولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون).

72 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين قال: فإنه حدثني أبي عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الرب تبارك وتعالى ينزل أمره كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا من أول الليل، وفى كل ليلة في الثلث الأخير وامامه ملك ينادى: هل من تائب يتاب عليه، هل من مستغفر يغفر له، هل من سائل فيعطى سؤله اللهم اعط كل منفق خلفا وكل ممسك تلفا، إلى أن يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد أمر الرب تبارك وتعالى إلى عرشه فيقسم أرزاق العباد، ثم قال للفضيل بن يسار: يا فضيل يصيبك من ذلك وهو قول الله: (وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه) إلى قوله: (أكثرهم بهم يؤمنون).

73 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت آيتين في كتاب الله أطلبهما فلا أجدهما قال: و ماهما؟قلت: قول الله عز وجل: (ادعوني استجب لكم) إلى أن قال: ثم قال: وما الآية الأخرى؟قلت: قول الله عز وجل: (وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين) وانى أنفق ولا أرى خلفا قال: افترى عز وجل أخلف وعده؟قلت: لا قال فمم ذلك؟قلت: لا أدرى، قال: لو أن أحدكم اكتسب المال من حله وأنفقه في حله لم ينفق درهما الا اخلف عليه.

74 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يحيى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من بسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه، ويضاعف له في آخرته، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

75 - في من لا يحضره الفقيه باسناده إلى أبان الأحمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انه جاء إليه رجل فقال له: بأبي أنت وأمي عظني موعظة. فقال عليه السلام: وإن كان الحساب حقا فالجمع لماذا وإذا كان الخلف من الله عز وجل حقا فالبخل لماذا؟الحديث.

76 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من صدق بالخلف جاد بالعطية.

77 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن موسى بن راشد عن سماعة عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة.

78 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن بعض من حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في كلام له: ومن بسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه ويضاعف له في آخرته.

79 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن عمر بن أذينة رفعه إلى أبى عبد الله أو أبي جعفر عليهما السلام قال: ينزل الله المعونة من السماء إلى العبد بقدر المؤنة، ومن أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة.

80 - أحمد بن محمد عن أبيه عن الحسين بن أيمن عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال: يا حسين أنفق وأيقن بالخلف من الله، فإنه لم يبخل عبد ولا أمة بنفقة فيما يرضى الله عز وجل الا أنفق أضعافها فيما يسخط الله.

81 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: دخل عليه مولى فقال له: هل أنفقت اليوم شيئا؟فقال: لا والله، فقال أبو الحسن عليه السلام: فمن أين يخلف الله علينا؟.

82 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد جميعا عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم بن مهزم عن رجل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الشمس ليطلع ومعها أربعة املاك: ملك ينادى: يا صاحب الخير أتم و ابشر وملك ينادى: يا صاحب الشر أنزع وأقصر، وملك ينادى اعط منفقا خلفا، وآت ممسكا تلفا، وملك ينضحها بالماء ولولا ذلك أشعلت الأرض.

83 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من يضمن أربعة بأربعة أبيات في الجنة: أنفق ولا تخف فقرا وأنصف الناس من نفسك، وافش السلام في العالم واترك المراء وان كنت محقا.

84 - في مجمع البيان وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله قال: كل معروف صدقة وما وقى الرجل به عرضه فهو صدقة، وما أنفق المؤمن من نفقة فعلى الله خلقها ضامنا الا ما كان من نفقة في بنيان أو معصية.

85 - وعن أبي أمامة قال: انكم تأولون هذه الآية في غير تأويلها (وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه) وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله والا فصمتا يقول: إياكم والسرف في المال والنفقة وعليكم بالاقتصاد فما افتقر قوم قط اقتصدوا.

86 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هشام بن عمار يرفعه في قوله: وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير قال: كذب الذين من قبلهم رسلهم معشار ما آتينا محمدا وآل محمد عليهم السلام.

87 - حدثنا جعفر بن أحمد قال حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي بن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله عز وجل: قل انما أعظكم بواحدة قال: انما أعظكم بولاية على هي الواحدة التي قال الله عز وجل.

88 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله تعالى: (قل انما أعظكم بواحدة) فقال: انما أعظكم بولاية علي عليه السلام هي الواحدة التي قال الله تبارك و تعالى (انما أعظكم بواحدة).

89 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه واما قوله: (انما أعظكم بواحدة) فان الله جل ذكره أنزل عزائم الشرائع وآيات الفرائض في أوقات مختلفة فكان أول ما قيدهم به الاقرار بالوحدانية والربوبية والشهادة بان لا إله إلا الله، فلما أقروا بذلك تلاه بالاقرار لنبيه صلى الله عليه وآله بالنبوة والشهادة له بالرسالة، فلما انقادوا لذلك فرض عليهم الصلاة ثم الصوم ثم الحج ثم الجهاد ثم الزكاة ثم الصدقات وما يجرى مجراها من مال الفئ، فقال المنافقون: هل بقي لربك علينا بعد الذي فرض علينا شئ آخر يفترضه فتذكره لتسكن أنفسنا إلى أنه لم يبق غيره؟فأنزل الله في ذلك: (قل انما أعظكم بواحدة) يعنى الولاية فأنزل الله: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).

90 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب الباقر والصادق عليهما السلام في قوله تعالى: (قل انما أعظكم بواحدة) قال: الولاية ان تقوموا لله مثنى قال: الأئمة وذريتهما (35).

91 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) قال: من تولى الأوصياء من آل محمد واتبع آثارهم فذلك يزيده ولاية معي من النبيين والمؤمنين الأولين، حتى يصل ولايتهم إلى آدم عليه السلام، و هو قول الله عز وجل: (من جاء بالحسنة فله خير منها) ندخله الجنة وهو قوله عز وجل: قل ما سألتكم من اجر فهو لكم يقول: اجر المودة التي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به، وتنجون من عذاب يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

92 - في مجمع البيان (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم) إلى قوله وقال الماوردي: معناه ان اجر ما دعوتكم إليه من إجابتي وذخره هو لكم دوني وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.

93 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (قل ما سألتكم من اجر فهو لكم) وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله سأل قومه ان يودوا أقاربه ولا يؤذونه، واما قوله: (فهو لكم) يقول: ثوابه لكم.

94 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان قال: أولم إسماعيل فقال له عبد الله عليه السلام: عليك بالمساكين فاشبعهم، فان الله عز وجل يقول: وما يبدئ الباطل وما يعيد.

95 - في مجمع البيان قال ابن مسعود: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله مكة وحول البيت ثلاثمأة وستون صنما فجعل يطعنها بعود في يده، ويقول: (جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا). (جاء الحق ويبدئ الباطل وما يعيد).

في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى علي بن موسى عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام مثل ما نقلنا عن مجمع البيان.

96 - في مجمع البيان (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب) قال أبو حمزة الثمالي: سمعت علي بن الحسين والحسن بن علي يقولان: هو جيش البيداء يؤخذون من تحت اقدامهم.

97 - وروى عن حذيفة بن اليمان ان النبي صلى الله عليه وآله ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب، قال: فبينما هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا إلى المشرق وآخر إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة يعنى بغداد، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويفضحون أكثر من مأة امرأة، ويقتلون فيها ثلاثمأة كبش من بنى العباس، ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم، ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينهبونها ثلاثة أيام بلياليها، ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرئيل فيقول: يا جبرئيل اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منهم الا رجلان من جهينة فلذلك جاء القول: (وعند جهينة الخبر اليقين) فلذلك قوله: (ولو ترى إذ فزعوا) إلى آخره أورده الثعلبي في تفسيره، وروى أصحابنا في أحاديث المهدى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام مثله.

98 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل: (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت) فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي خالد الكابلي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: والله لكأني انظر إلى القائم وقد أسند ظهره إلى الحجر ثم ينشد الله حقه ثم يقول: يا أيها الناس من يحاجني في الله فانا أولى بالله، أيها الناس من يحاجني في آدم فانا أولى بآدم، أيها الناس من يحاجني في نوح فانا أولى بنوح، أيها الناس من يحاجني بإبراهيم فانا أولى بإبراهيم، أيها الناس من يحاجني بموسى فانا أولى بموسى، أيها الناس من يحاجني بعيسى فانا أولى بعيسى، أيها الناس من يحاجني بمحمد فانا أولى بمحمد أيها الناس من يحاجني بكتاب الله فانا أولى بكتاب الله، ثم ينتهى إلى المقام فيصلى ركعتين وينشد الله حقه، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: هو والله المضطر في كتاب الله في قوله: (أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض) فيكون أول من يبايعه جبرئيل، ثم الثلاثمأة والثلاثة عشر، فمن كان ابتلى بالمسير وافى، ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه، وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام: هم المفقودون عن فرشهم، وذلك قول الله: (فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا) قال: الخيرات الولاية وقال في موضع آخر: (ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة) وهم أصحاب القائم صلوات الله عليه يجتمعون والله إليه في ساعة واحدة، فإذا جاء إلى البيداء يخرج إليه جيش السفياني، فيأمر الله عز وجل الأرض فتأخذ باقدامهم وهو قوله عز وجل: (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به) يعنى بالقائم من آل محمد صلوات الله عليهم وانى لهم التناوش من مكان بعيد وحيل بينهم وبين ما يشتهون يعنى ان لا يعذبوا كما فعل باشياعهم يعنى من كان قبلهم من المكذبين هلكوا من قبل انهم كانوا في شك مريب.

99 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت) قال: من الصوت وذلك الصوت من السماء وقوله عز وجل: (واخذوا من مكان قريب) قال: من تحت اقدامهم خسف بهم.

100 - أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن ابن محبوب عن أبي حمزة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله عز وجل: (وانى لهم التناوش من مكان بعيد) قال إنهم طلبوا الهدى من حيث لا ينال وقد كان لهم مبذولا من حيث ينال.


1. قال الجزري وفى الحديث: انه كان يصلى ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء - أي خنين من الجوف بالخاء المعجمة وهو صوت البكاء، وقيل: هو أن يجيش جوفه ويغلى بالبكاء (انتهى) والمرجل كمنبر: القدر. والأثافي: لأحجار يوضع عليها القدر. .

2. كذا في النسخ لكن في المصدر والمنقول عنه في البحار (الا نبي وصديق شهيد) بالواو بدل (أو) .

3. هدأ بمعنى سكن أيضا. .

4. الغار: الغبار. ذكره ابن منظور وغيره في مادة (غور) وقال المجلسي (ره): قوله عليه السلام وجعلها غارا يدل على أنه صلى الله عليه وآله ليلة الغار أحدث الغار و دخل فيه ولم يكن ثمة غار، وأما صخرة بيت المقدس فكان ليلة المعراج واما قوله عليه السلام: قد رأينا ذلك والتمسناه تحت رايته أي رأينا تحت رايته عليه الصلاة والسلام أمثال ذلك كثيرا والمراد بالراية العلامة أي رأى بعض الصحابة ذلك تحت علامته في بيت المقدس، ويلوح لي ان فيه تصحيفا وكان في الأصل (وجعلها هارا) فيكون إشارة إلى ما سيأتي في أبواب معجزاته أن في غزوة الأحزاب بلغوا إلى أرض صلبة لا تعمل فيها المعاول، فصب صلى الله عليه وآله عليها ماءا فصارت هائرة متساقطة، فقوله: قد رأينا ذلك إشارة إلى هذا (انتهى كلامه رفع مقامه) أقول: ما ذكره (ره) وما لاح له انما هو على ما فسر الغار بالكهف واما على ما ذكرناه من تفسيره بالغبار وهو التراب كما ذكره اللغويون فلا نحتاج إلى تكلف في المراد والانطباق. - .

5. قال المجلسي (ره): المراد بأبي دون أبو بكر عبر به عنه تقية، والدون: الخسيس. .

6. احتبى بالثوب: اشتمل به. .

7. التلابيب جمع التلبيب: ما في موضع اللبب من الثياب ويعرف بالطوق. والأعسر الشديد أو الشوم والمراد به الأول أو الثاني كما ذكره المجلسي (ره). .

8. في ضبط تلك الأسماء خلاف ذكره في هامش البحار (الطبقة الحديثة ج 10 ص 44) .

9. الوسائد جمع الوسادة: المخدة. والأنماط جمع النمط: ضرب من البساط. .

10. وفى بعض النسخ (سهل عن عبيد الله... اه) وهو الظاهر. .

11. الغضارة: طيب العيش. .

12. الطاهر هو أبو الطيب أو أبو طلحة طاهر بن الحسين المعروف بذو اليمينين والى خراسان وهرثمة هو هرثمة بن أعين وهو من أصحاب الرضا عليه السلام وكلاهما من قواد المأمون وخدمته، وقد مر الحديث في المجلد الثاني صفحة 527 وقد ذكرنا ترجمة الرجلين مختصرا في الذيل فراجع. .

13. الجنة - بضم الجيم -: ما يستتر به .

14. قوله عليه السلام: (مستودعها حافظ) يعنى الله سبحانه لأنه مستودع الأعمال كما قال الله - سبحانه (انا لا نضيع أجر من أحسن عملا) قاله المحقق الخوئي والشارح المعتزلي وعن الراوندي (قده) انه أراد بالمستودع قلب الانسان ويجوز ان يراد بالمستودع الملائكة الحفظة التي هي وسائط بين الخلق وبين الله وقوله عليه السلام (لم تبرح عارضة نفسها.. اه) قال الشارح المعتزلي: كلام فصيح لطيف يقول: إن التقوى لم تزل عارضة نفسها على من سلف من القرون فقبلها القليل منهم شبهها بالمرأة العارضة نفسها نكاحا على قوم فرغب فيها من رغب وزهد من زهد. وأسدي إليه: أحسن وقوله عليه السلام (وسأل عما أسدي) أي سأل أرباب الثروة عما أسدي وأحسن إليهم من النعم والآلاء فيم صرفوها وفيم أنفقوها؟قوله عليه السلام (فما أقل من قبلها) يعنى ما أقل من قبل التقوى العارضة نفسها على الناس. .

15. نغص فلانا: كدر عينه. .

16. دأب في عمله: جد وتعب واستمر عليه. .

17. الكلس: الصاروج يبنى به. .

18. كذا في النسخ وفي المصدر (فيما يمر) وفي البحار (فيمن يمر) وفى تفسير البرهان (فيها ثمر لا يقع عليها الشمس). .

19. القزع: قطع السحاب المتفرقة وانما خص الخريف لأنه أول الشتاء والسحاب يكون فيه متفرقة غير متراكم قاله في النهاية. والركام: المتراكب بعضه فوق بعض. .

20. أي محل انبعاثهم وتهييجهم، قال الفيض (ره) في الوافي: وكأنه أشار عليه السلام بذلك إلى فتن أبى مسلم المروزي واستئصالهم لبني أمية، وانما شبههم بسيل العرم لتخريبهم البلاد وأهلها الذين كانوا في خفض ودعة. .

21. لاكمة: التل. والرض: الدق الجريش والطود: الجبل. والمجرور في (سننه) كما قاله في الوافي يرجع إلى السيل أو إلى الله تعالى والذعذعة بالذالين: التفريق. .

22. التشريد: التنفير. .

23. هو رئيس القدرية أبو سعيد بن أبي الحسن يسار مولى زيد بن ثابت الأنصاري أخو سعيد وعمارة وأمهم خيرة مولاة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وكان أحد الزهاد الثمانية عند الناس وكان يلقى الناس بما يهوون ويتصنع للرياسة قال ابن أبي حديد: وممن قيل إنه يبغض عليا ويذمه الحسن بن أبي الحسن البصري وروى أنه كان من المخذلين عن نصرته عليه السلام وكان ممن دعا عليه أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: أطال الله حزنك، قال أيوب السجستاني: فما رأينا الحسن قط الا حزينا كأنه رجع عن دفن حميم أوخر بندج - أي مكاري - ضل حماره فقلت له في ذلك؟فقال: عمل في دعوة الرجل الصالح. .

24. هو من مشاهير محدثي العامة ومفسريهم. .

25. قال المجلسي (ره): أي فأنت العالم المتوحد الذي لا يحتاج إلى المدح والوصف وينبغي ان يرجع إليك في العلوم. .

26. الاجتياح: الاهلاك. .

27. يروم أي يقصد. .

28. الجري: صنف من السمك في ظهره طول وفى فمه سعة وليس له عظم الا عظم اللحيين والسلسلة .

29. مر الحديث تحت رقم 44 فراجع. .

30. قال المجلسي (ر) في كتاب مرآة العقول: أي قالوا يا سيدنا ويا مولانا وانما غيره لئلا يوهم انصرافه إليه (ع) وهذا شايع في كلام البلغاء في نقل أمر لا يرضى القائل لنفسه كما في قوله تعالى (ان لعنة لله عليه إن كان من الكاذبين). وقوله: ماذا دهاك يقال: دهاه إذا اصابته داهية. .

31. وفي المصدر " وقعد في الوثبة ": والوثبة: الوسادة. .

32. تربد لونه: تغير. .

33. تفاضلت فيها أي تزايدت والمجداء جمع ماجد والمجد: الشرف في الاباء والنجداء: الشجعان والواحد: النجد. ويعاسيب القبائل رؤساؤها. .

34. الرغيبة. الخصلة يرغب فيها، والأحلام: العقول. والاخطار: الاقدار. .

35. كذا. .