قال عز من قائل: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا﴾

29 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: كانت شريعة نوح صلى الله عليه ان يعبد الله بالتوحيد والاخلاص وخلع الأنداد، وهي الفطرة التي فطر الناس عليها، وأخذ الله ميثاقه على نوح وعلى النبيين صلى الله عليهم أجمعين ان يعبدوا الله تعالى ولا يشركوا به شيئا، وأمر بالصلاة والامر بالمعروف والنهى عن المنكر والحلال والحرام ولم يفرض عليه احكام حدود ولا فرائض مواريث، فهذه شريعته والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

30 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم) قال: هذه الواو زيادة في قوله: (ومنك) وانما هو منك ومن نوح فأخذ الله عز وجل الميثاق لنفسه على الأنبياء ثم اخذ لنبيه على الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم ثم اخذ للأنبياء على رسوله صلى الله عليه وآله.

31 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فان هذا هود قد انتصر الله له من أعدائه بالريح فهل فعل لمحمد شيئا من هذا؟قال له علي عليه السلام: لقد كان ذلك كذلك ومحمد عليه السلام اعطى ما هو أفضل من هذا، ان الله عز ذكره انتصر له من أعدائه بالريح يوم الخندق إذ أرسل عليهم ريحا تذرو الحصا، وجنودا لم يروها فزاد الله تبارك وتعالى محمدا صلى الله عليه وآله على هود بثمانية آلاف ملك، وفضله على هود بأن ريح عاد سخط وريح محمد صلى الله عليه وآله رحمة، قال الله تبارك وتعالى: يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم وجنودا لم تروها.

32 - في مجمع البيان وقال أبو سعيد الخدري: قلنا يوم الخندق يا رسول الله هل من شئ نقوله فقد بلغت القلوب الحناجر؟فقال: قولوا اللهم استر عوراتنا و آمن روعاتنا؟قال: فقلناها فضرب وجوه وجوه أعداء الله بالريح فهزموا.

33 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: واما قوله: (انى ظننت انى ملاق حسابيه) وقوله: (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين) وقوله للمنافقين: (وتظنون بالله الظنونا) فان قوله: (انى ظننت انى ملاق حسابيه) يقول: انى ظننت انى ابعث فأحاسب وقوله للمنافقين وتظنون بالله الظنونا فهذا الظن ظن شك ولس الظن ظن يقين، والظن ظنان، ظن شك وظن يقين، فما كان من أمر معاد من الظن فهو ظن يقين، وما كان من أمر الدنيا فهو ظن شك، فافهم ما فسرت لك.

34 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه السلام: اما انه سيأتي على الناس زمان يكون الحق فيه مستورا والباطل ظاهرا مشهورا، وذلك إذا كان أولى الناس به أعدائهم له، واقترب الوعد الحق و عظم الالحاد، وظهر الفساد هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ونحلهم الأخيار أسماء الأشرار، فيكون جهد المؤمن أن يحفظ مهجته من أقرب الناس إليه، ثم يفتح الله الفرج لأوليائه ويظهر صاحب الامر على أعدائه.

35 - في مجمع البيان: يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة بل - رفيعة السمك حصينة عن الصادق عليه السلام.

36 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (رضوا بان يكونوا مع الخوالف) فقال: النساء، انهم قالوا: (ان بيوتنا عورة) وكان بيوتهم في أطراف البيوت حيث ينفرد الناس فأكذبهم قال: (وما هي بعورة ان يريدون الا فرارا) وهي رفيعة السمك حصينة.

37 - في نهج البلاغة من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا ثم ذكرت ما كان من امرى وامر عثمان ولك ان تجاب عن هذه لرحمك منه، فأينا كان اعدى له واهدى إلى مقاتله، امن بذل له نصرته فاستنقذه واستكفه أم من استنصره فتراخى عنه وبث المنون إليه حتى اتى قدره عليه؟كلا والله لقد علم الله المعوقين منكم و القائلين لاخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس الا قليلا.

38 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا * إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم) الآية فإنها نزلت في قصة الأحزاب من قريش والعرب الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: وذلك أن قريشا تجمعت في سنة خمس من الهجرة وساروا في العرب وجلبوا واستنفروهم لحرب رسول الله صلى الله عليه وآله فوافوا في عشرة آلاف ومعهم كنانة وسليم وفزارة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله حين جلى بنى النضير وهم بطن من اليهود من المدينة وكان رئيسهم حبى ابن أخطب وهم يهود من بنى هارون على نبينا وعليه السلام فلما أجلاهم من المدينة صاروا إلى خيبر وخرج حيى بن أخطب إلى قريش بمكة وقال لهم: ان محمدا قد وتركم و وترنا وأجلانا من المدينة من ديارنا وأموالنا واجلا بنى عمنا بنى قينقاع فسيروا في الأرض وأجمعوا حلفاءكم وغيرهم وسيروا إليهم فإنه قد بقي من قومي بيثرب سبعمأة مقاتل وهم بنو قريظة، وبينهم وبين محمد عهد وميثاق وانا احملهم على نقض العهد بينهم وبين محمد، ويكونوا معنا عليهم فتأتونه أنتم من فوق وهم من أسفل، وكان موضع بني قريظة من المدينة على قدر ميلين، وهو الموضع الذي يسمى بئر بني المطلب، فلم يزل يسير معهم حيى بن أخطب في قبائل العرب حتى اجتمعوا قدر عشرة آلاف من قريش وكنانة والأقرع بن حابس في قومه، والعباس بن مرداس في بنى سليم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فاستشار أصحابه وكانوا سبعمأة رجل فقال سلمان رضي الله عنه: يا رسول الله ان القليل لا يقاوم الكثير في المطاولة (1) ولا يمكنهم ان يأتونا من كل وجه، فانا كنا معاشر العجم في بلاد فارس إذا دهمنا دهم (2) من عدونا نحفر الخنادق فيكون الحرب من مواضع معروفة، فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أشار بصواب، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بحفرة من ناحية أحد إلى راتج (3) وجعل على كل عشرين خطوة وثلثين خطوة قوما من المهاجرين والأنصار يحفرونه فأمر فحملت المساحي والمعاول، وبدأ رسول الله صلى الله عليه وآله واخذ معولا فحفر في موضع المهاجرين بنفسه، وأمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله ينقل التراب منن الحفرة حتى عرق رسول الله صلى الله عليه وآله وعيي وقال: لا عيش الا عيش الآخرة، اللهم ارحم للأنصار والمهاجرين فلما نظر الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يحفر اجتهدوا في الحفر ونقل التراب، فلما كان في اليوم الثاني بكروا إلى الحفر وقعد رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجد الفتح، فبينا المهاجرين والأنصار يحفرون إذ عرض لهم جبل لم تعمل المعاول فيه، فبعثوا جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يعلمه بذلك، قال جابر: فجئت إلى المسجد ورسول الله مستلقى على قفاه وردائه تحت رأسه وقد شد على بطنه حجرا، فقلت: يا رسول الله انه قد عرض لنا جبل لم تعمل المعاول فيه، فقام مسرعا حتى جاءه ثم دعا بماء في اناء فغسل وجهه وذراعيه ومسح على رأسه ورجليه ثم شرب ومج في ذلك الماء ثم صبه على ذلك الحجر، ثم أخذ معولا فضرب ضربة فبرقت برقة فنظرنا فيها إلى قصور الشام، ثم ضرب أخرى فبرقت برقة نظرنا فيها إلى قصور المدائن، ثم ضرب أخرى فبرقت برقة أخرى فنظرنا فيها إلى قصور اليمن، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اما انه سيفتح الله عليكم هذه المواطن التي برقت فيها البرق ثم انهال علينا الجبل (4) كما ينهال علينا الرمل فقال جابر: فعلمت ان رسول الله صلى الله عليه وآله مقو، أي جائع لما رأيت على بطنه الحجر، فقلت: يا رسول الله هل لك في الغذاء؟قال: ما عندك يا جابر؟فقلت: عناق (5) وصاع من شعير. فقال: تقدم وأصلح ما عندك، قال جابر: فجئت إلى أهلي فأمرتها فطحنت الشعير وذبحت العنز وسلختها وأمرتها ان تخبز وتطبخ وتشوى فلما فرغت من ذلك جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله قد فرغنا فاحضر مع من أحببت. فقام صلى الله عليه وآله إلى شفير الخندق ثم قال: يا معاشر المهاجرين والأنصار أجيبوا جابرا قال جابر: فكان في الخندق سبعمأة رجل، فخرجوا كلهم ثم لم يمر بأحد من المهاجرين والأنصار الا قال: أجيبوا جابرا قال جابر: فتقدمت وقلت لأهلي: قد والله أتاك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله بما لا قبل به (6) فقالت: أعلمته أنت بما عندنا؟قال: نعم قالت: فهو أعلم بما أتى، قال جابر: فدخل رسول الله فنظر في القدر ثم قال: اغرفي وأبقى، ثم نظر في التنور ثم قال: أخرجي وأبقى، ثم دعا بصفحة (7) فثرد فيها وغرف، فقال: يا جابر ادخل عشرة عشرة، فأدخلت عشرة فأكلوا حتى نهلوا (8) وما يرى في القصعة الا آثار أصابعهم ثم قال: يا جابر على بالذراع فأتيته بالذراع فأكلوا وخرجوا ثم قال: ادخل على عشرة فأدخلتهم فأكلوا حتى نهلوا ولم ير في القصعة الا آثار أصابعهم، ثم قال: يا جابر على بالذراع فأكلوا و خرجوا ثم قال: ادخل على عشرة فأدخلتهم فأكلوا حتى نهلوا ولم ير في القصعة الا آثار أصابعهم ثم قال: يا جابر على بالذراع فأتيته بالذراع فقلت: يا رسول الله كم للشاة من ذراع؟قال: ذراعان قلت: والذي بعثك بالحق نبيا لقد أتيتك بثلاثة، فقال: لو سكت يا جابر لاكل الناس كلهم من الذراع، قال جابر: فأقبلت ادخل عشرة عشرة فيأكلون حتى أكلوا كلهم وبقى والله لنا من ذلك الطعام ما عشنا به أياما قال: وحفر رسول الله صلى الله عليه وآله الخندق وجعل له ثمانية أبواب وجعل على كل باب رجلا من المهاجرين ورجلا من الأنصار مع جماعة يحفظونه، وقدمت قريش و كنانة وسليم وهلال فنزلوا الزغابة (9) ففرغ رسول الله صلى الله عليه وآله من حفر الخندق قبل قدم قريش بثلاثة أيام، وأقبلت قريش ومعهم حيى بن اخطب، فلما نزلوا العقيق (10) جاء حيى بن أخطب إلى بني قريظة في جوف الليل وكانوا في حصنهم قد تمسكوا بعهد رسول الله صلى الله عليه وآله فدق باب الحصن فسمع كعب بن أسد قرع الباب، فقال لأهله: هذا أخوك قد شأم قومه (11) وجاء الان يشأ منا ويهلكنا ويأمرنا بنقض العهد بيننا و بين محمد، وقد وفى لنا محمد وأحسن جوارنا، فنزل إليه من غرفته فقال له: من أنت؟قال: حيى بن أخطب، قد جئتك بعز الدهر، فقال كعب: بل جئتني بذل الدهر، فقال: يا كعب هذه قريش في قادتها وسادتها قد نزلت بالعقيق مع حلفائهم من كنانة، وهذه فزارة مع قادتها وسادتها قد نزلت الزغابة. وهذه سليم وغيرهم قد نزلوا حصن بنى ذبيان، ولا يفلت محمد من هذا الجمع ابدا فافتح الباب وانقض العهد الذي بينك وبين محمد، فقال كعب: لست بفاتح لك الباب ارجع من حيث جئت، فقال حيى: ما يمنعك من فتح الباب الا جشيشتك (12) التي في التنور تخاف ان أشركك فيها فافتح فإنك آمن من ذلك فقال له كعب: لعنك الله قد دخلت على من باب دقيق ثم قال: افتحوا له الباب، ففتح له فقال: ويلك يا كعب انقض العهد الذي بينك وبين محمد ولا ترد رأيي فان محمدا لا يفلت من هذه الجموع ابدا، فان فاتك هذا الوقت لا تدرك مثله أبدا. قال: واجتمع كل من كان في الحصن من رؤساء اليهود مثل غزال بن شمول وياسر بن قيس ورفاعة بن زيد والزبير بن باطا فقال لهم كعب: ما ترون؟قالوا: أنت سيدنا والمطاع فينا وصاحب عهدنا، فان نقضت نقضنا وان أقمت أقمنا معك، وان خرجت خرجنا معك، فقال الزبير بن باطا - وكان شيخا كبيرا مجربا وقد ذهب بصره -: قد قرأت التوراة التي أنزلها الله في سفرنا بأنه يبعث نبيا في آخر الزمان يكون مخرجه بمكة ومهاجرته إلى المدينة في هذه البحيرة (13) يركب الحمار العرى ويلبس الشملة ويجتزى بالكسيرات والتميرات وهو الضحوك القتال، في عينيه الحمرة وبين كتفيه خاتم النبوة، يضع سيفه على عاتقه لا يبالي من لاقى، يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر، فإن كان هذا هو فلا يهولنه هؤلاء جمعهم ولو ناوته (14) هذه الجبال الرواسي لغلبها، فقال حيى: ليس هذا ذاك ذاك النبي من بني إسرائيل وهذا من العرب من ولد إسماعيل، ولا يكون بنو إسرائيل اتباعا لولد إسماعيل ابدا لان الله قد فضلهم على الناس جميعا، وجعل فيهم النبوة والملك، وقد عهد إلينا موسى الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار، وليس مع محمد آية وانما جمعهم جمعا وسخرهم ويريد ان يغلبهم بذلك فلم يزل يقلبهم عن رأيهم حتى أجابوه فقال لهم: اخرجوا الكتاب الذي بينكم وبين محمد فأخرجوه فأخذه حيى بن أخطب ومزقه وقال: قد وقع الامر فتجهزوا وتهيأوا للقتال وبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك فغمه غما شديدا، وفزع أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لسعد بن معاذ وأسيد بن حصين و كانا من الأوس وكانت بنو قريظة حلفاء الأوس فانظرا ما صنعوا فان كانوا نقضوا العهد فلا تعلما أحدا إذا رجعتما إلى وقولا عضل والقارة (15) فجاء سعد بن معاذ وأسيد بن حصين إلى باب الحصن فأشرف عليهما كعب من الحصن فشتم سعدا وشتم رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال له سعد: انما أنت ثعلب في جحر لتولين قريش وليحاصرنك رسول الله ثم (لينزلنك؟) على الصغر والقماء (16) وليضربن عنقك، ثم رجعا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالا: عضل والقارة (17) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لعنا نحن أمرناهم بذلك وذلك أنه كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله عيون لقريش يتجسسون أخباره (18) وكانت عضل والقارة قبيلتان من العرب دخلا في الاسلام ثم غدرا فكان إذا عدل أحد ضرب بهما المثل فيقال: عضل والقارة. ورجع حيى بن أخطب إلى أبي سفيان وقريش فأخبرهم بنقض بني قريظة العهد بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله: ففرحت قريش بذلك، فلما كان في جوف الليل جاء نعيم بن مسعود الأشجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقد كان أسلم قبل قدوم قريش بثلاثة أيام فقال: يا رسول الله قد آمنت بالله وصدقتك وكتمت ايمانى عن الكفرة، فان أمرتني أن آتيك بنفسي وأنصرك بنفسي فعلت، وان أمرتني ان أخذل بين اليهود وبين قريش فعلت حتى لا يخرجوا من حصنهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اخذل بين اليهود وبين قريش فإنه أوقع عندي، قال: فتأذن لي ان أقول فيك ما أريد؟قال: قل ما بدا لك، فجاء إلى أبي سفيان فقال له: أتعرف مودتي لكم ونصحي ومحبتي أن ينصركم الله على عدوكم، وقد بلغني ان محمدا قد وافق اليهود ان يدخلوا بين عسكركم ويميلوا عليكم ووعدهم إذا فعلوا ذلك أن يرد عليهم جناحهم الذي قطعه بنى النضير وقينقاع، فلا أرى ان تدعوهم أن يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم رهنا تبعثوا به إلى مكة فتأمنوا مكرهم وغدرهم، فقال أبو سفيان: وفقك الله وأحسن جزاك مثل من اهدى النصائح، ولم يعلم أبو سفيان باسلام نعيم ولا أحد من اليهود، ثم جاء من فوره إلى بني قريظة فقال له: يا كعب تعلم مودتي لكم وقد بلغني ان أبا سفيان قال: نخرج بهؤلاء اليهود فنضعهم في نحر محمد فان ظفروا كان الذكر لنا دونهم، وإن كانت علينا كانوا هؤلاء مقاديم الحرب فما أرى لكم أن تدعوهم يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم عشرة من أشرافهم يكونون في حصنكم، انهم ان لم يظفروا بمحمد لم يبرحوا حتى يردوا عليكم عهدكم وعقدكم بين محمد وبينكم، لأنه ان ولت قريش ولم تظفروا بمحمد عزاكم محمد فيقتلكم، فقالوا: أحسنت وأبلغت في النصيحة لا نخرج من حصننا حتى نأخذ منهم رهنا يكونون في حصننا. وأقبلت قريش فلما نظروا إلى الخندق قالوا: هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها قبل ذلك، فقيل لهم: هذا من تدبير الفارسي الذي معه، فوافى عمرو بن عبد ود وهبيرة بن وهب وضرار بن الخطاب إلى الخندق، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله قد صف أصحابه بين يديه فصاحوا بخيلهم حتى طفروا الخندق (19) إلى جانب رسول الله فصاروا أصحاب رسول الله كلهم خلف رسول الله وقدموا رسول الله صلى الله عليه وآله بين أيديهم، وقال رجل من المهاجرين وهو فلان لرجل بجنبه من اخوانه: اما ترى هذا الشيطان عمروا لا والله ما يفلت من يديه أحد، فهلموا ندفع إليه محمدا ليقتله ونلحق نحن بقومنا، فأنزل الله عز وجل: على نبيه صلى الله عليه وآله في ذلك الوقت: قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لاخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس الا قليلا أشحة عليكم إلى قوله تعالى: أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فاحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا وركز عمرو بن عبد ود رمحه في الأرض وأقبل يجول جولة ويرتجز ويقول: ولقد بححت من النداء لجمعكم هل من مبارز ووقفت إذ جبن الشجاع مواقف القرن المناجز (20) انى كذلك لم أزل متسرعا نحو الهزاهز ان الشجاعة في الفتى والجود من خير الغرايز (21) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لهذا الكلب؟فلم يجبه أحد فوثب إليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: أنا له يا رسول الله، فقال: يا علي هذا عمرو بن عبد ود فارس يليل (22) فقال: أنا علي بن أبي طالب، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله ادن منى فدنا منه فعممه بيده ودفع إليه سيفه ذا الفقار وقال له: اذهب وقاتل بهذا وقال: اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته، فمر أمير المؤمنين صلوات الله عليه يهرول في مشيه وهو يقول: لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز ذو نية وبصيرة والصدق منجى كل فائز انى لأرجو ان أقيم عليك نائحة الجنائز من ضربة نجلاء يبقى صيتها الهزاهز (23) فقال له عمرو: من أنت؟قال: انا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله وختنه فقال: والله ان أباك كان لي صديقا ونديما وانى أكره أن أقتلك. ما امن ابن عمك حين بعثك إلى أن اختطفك برمحي هذا فأتركك شائلا (24) بين السماء والأرض لا حي ولا ميت، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه: قد علم ابن عمى انك ان قتلتني دخلت الجنة وأنت في النار، وان قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنة. فقال عمرو: كلتاهما لك يا علي، تلك إذا قسمة ضيزى فقال على صلوات الله عليه: دع هذا يا عمرو انى سمعت منك وأنت متعلق بأستار الكعبة تقول: لا يعرضن على أحد في الحرب ثلاث خصال الا أجبته إلى واحدة منها، وانا أعرض إليك ثلاث خصال فأجبني إلى واحدة قال: هات يا علي، قال: أحدها تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، قال: نح عنى هذا فاسأل الثانية، فقال: ان ترجع وترد هذا الجيش عن رسول الله صلى الله عليه وآله فان يك صادقا فأنتم أعلى به عينا وان يك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمره (25) قال: إذا تتحدث نساء قريش وتنشد الشعراء في أشعارها انى جبنت ورجعت على عقبى من الحرب وخذلت قوما رأسوني عليهم؟فقال له أمير المؤمنين: فالثالثة ان تنزل إلى قتالي فإنك فارس وانا راجل حتى أنابذك (26) فوثب عن فرسه وعرقبه (27) وقال: هذه خصلة ما ظننت ان أحدا من العرب يسومني عليها (28) ثم بدأ فضرب أمير المؤمنين صلوات الله عليه بالسيف على رأسه فاتقاه أمير المؤمنين بالدرقة (29) فقطعها وثبت السيف على رأسه فقال له على صلوات الله عليه: يا عمر وما كفاك انى بارزتك وأنت فارس العرب حتى استعنت على بظهير؟فالتفت عمرو إلى خلفه فضربه أمير المؤمنين صلوات الله عليه مسرعا إلى ساقيه فقطعهما جميعا وارتفعت بينهما عجاجة (30) فقال المنافقون: قتل علي بن أبي طالب، ثم انكشفت العجاجة ونظروا فإذا أمير المؤمنين صلوات الله عليه على صدره قد أخذ بلحيته يريد أن يذبحه ثم أخذ رأسه وأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله والدماء تسيل على رأسه من ضربة عمرو، وسيفه يقطر منه الدم وهو يقول والرأس بيده: انا ابن عبد المطلب (31) * الموت خير للفتى من الهرب فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي ماكرته؟قال: نعم يا رسول الله الحرب خديعة وبعث رسول الله الزبير إلى هبيرة بن وهب فضربه على رأسه ضربة فلق هامته وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله عمر بن الخطاب أن يبارز ضرار بن الخطاب، فلما برز إليه ضرار انتزع له عمر سهما فقال له ضرار: ويلك يا ابن صهاك أترميني في مبارزة والله لئن رميتني لا تركت عدويا بمكة الا قتلته، فانهزم عند ذلك عمر، ومر نحوه ضرار وضربه ضرار على رأسه بالقناة ثم قال: احفظها يا عمر فانى آليت الا أقتل قرشيا ما قدرت عليه فكان عمر يحفظ له ذلك بعد ما ولى وولاه. فبقي رسول الله صلى الله عليه وآله يحاربهم في الخندق خمسة عشر يوما، فقال أبو سفيان لحيى بن اخطب: ويلك يا يهودي أين قومك؟فصار حيى بن أخطب إليهم فقال: ويلكم اخرجوا فقد نابذكم الحرب فلا أنتم مع محمد ولا أنتم مع قريش؟فقال كعب: لسنا خارجين حتى تعطينا قريش عشرة من أشرافهم رهنا يكونون في حصننا انهم ان لم يظفروا بمحمد لم يبرحوا حتى يرد محمد علينا خلاف عهدنا وعقدنا فانا لا نأمن ان تمر قريش ونبقى نحن في عقر دارنا ويغزونا محمد فيقتل رجالنا ويسبي نسائنا و ذرارينا، وان لم نخرج لعله يرد علينا عهدنا، فقال له حيى بن أخطب: تطمع في غير مطمع، قد نابذت العرب محمدا الحرب فلا أنتم مع محمد ولا أنتم مع قريش، فقال كعب: هذا من شؤمك انما أنت طائر تطير مع قريش غدا وتتركنا في عقر دارنا و يغزونا محمد، فقال له: لك عهد الله على وعهد موسى انه ان لم يظفر قريش بمحمد انى أرجع معك إلى حصنك يصيبني ما يصيبك فقال كعب: هو الذي قد قلته لك ان أعطتنا قريش رهنا يكونون عندنا والا لم نخرج، فرجع حيى بن اخطب إلى قريش فأخبرهم فلما قال: يسألون الرهن قال أبو سفيان: هذا والله أول الغدر قد صدق نعيم بن مسعود لا حاجة في اخوان القردة والخنازير، فلما طال على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الامر واشتد عليهم الحصار وكانوا في وقت برد شديد واصابتهم مجاعة وخافوا من اليهود خوفا شديدا، وتكلم المنافقون بما حكى الله عز وجل عنهم ولم يبق أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الا نافق الا القليل، وقد كان رسول الله أخبر أصحابه ان العرب تتحزب على ويجيئونا من فوق وتغدر اليهود ونخافهم من أسفل وانه يصيبهم جهد شديد ولكن يكون العاقبة لي عليهم، فلما جاءت قريش وغدرت اليهود قال المنافقون: (ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا) وكان قوم لهم دور في أطراف المدينة فقالوا: يا رسول الله تأذن لنا ان نرجع إلى دورنا فإنها في أطراف المدينة وهو عورة، ونخاف اليهود ان يغيروا عليها؟وقال قوم: هلموا فنهرب ونصبر في البادية ونستجير بالاعراب، فان الذي يعدنا محمد كان باطلا كله، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله أمر أصحابه ان يحرسوا المدينة بالليل وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه على العسكر كله بالليل يحرسهم، فان تحرك أحد من قريش نابذهم، وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يجوز الخندق ويصير إلى قرب قريش حيث يراهم فلا يزال الليل كله قائما وحده يصلى فإذا أصبح رجع إلى مركزه، ومسجد أمير المؤمنين صلوات الله عليه هناك معروف يأتيه من يعرفه فيصلى فيه وهو مسجد الفتح إلى العقيق أكثر من غلوة نشاب، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله من أصحابه الجزع لطول الحصار صعد إلى مسجد الفتح وهو الجبل الذي عليه مسجد الفتح اليوم، فدعا الله عز وجل وناجاه فيما وعده وكان مما دعاه أن قال: يا صريخ المكروبين ويا مجيب دعوة المضطرين ويا كاشف الكرب العظيم أنت مولاي ووليي وولى آبائي الأولين، اكشف عنا غمنا وهمنا وكربنا، واكشف عنا شر هؤلاء القوم بقوتك وحولك وقدرتك، فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ان الله عز وجل قد سمع مقالتك و أجاب دعوتك وأمر الدبور وهي الريح مع الملائكة ان تهزم قريشا والأحزاب وبعث الله عز وجل على قريش الدبور فانهزموا وقلعت أخبيتهم، ونزل جبرئيل فأخبره بذلك فنادى رسول الله صلى الله عليه وآله حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وكان قريبا منه فلم يجبه، ثم ناداه ثانيا فلم يجبه، ثم ناداه الثالثة فقال: لبيك يا رسول الله، قال: أدعوك فلا تجيبني؟قال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي من الخفوف والبرد والجوع فقال: ادخل في القوم وائتنا بأخبارهم ولا تحدثن حدثا حتى ترجع إلى فان الله قد أخبرني انه قد ارسل الرياح على قريش وهزمهم، قال حذيفة: فمضيت وانا انتفض من البرد، فوالله ما كان الا بقدر ما جزت الخندق حتى كأني في حمام فقصدت خباء عظيما فإذا نار تخبو وتوقد، وإذا خيمة فيها أبو سفيان قد دلا خصيتيه على النار وهو ينتفض من شدة البرد و يقول: يا معشر قريش ان كنا نقاتل أهل السماء بزعم محمد فلا طاقة لنا بأهل السماء وان كنا نقاتل أهل الأرض فنقدر عليهم، ثم قال: لينظر كل رجل منكم إلى جليسه لا يكون لمحمد عين فيما بيننا قال حذيفة: فبادرت أنا فقلت للذي عن يميني: من أنت؟فقال: أنا عمرو بن العاص، ثم قلت للذي عن يسارى: من أنت؟قال: انا معاوية، و انما بادرت إلى ذلك لئلا يسألني أحد من أنت، ثم ركب أبو سفيان راحلته وهي معقولة ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا تحدث حدثا حتى ترجع إلى لقدرت ان أقتله ثم قال أبو سفيان لخالد بن الوليد: يا أبا سليمان لابد من أن أقيم أنا وأنت على ضعفاء الناس، ثم قال: ارتحلوا انا مرتحلون ففروا منهزمين، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله قال لأصحابه: لا تبرحوا فلما طلعت الشمس دخلوا المدينة وبقى رسول الله صلى الله عليه وآله في نفر يسير وكان أبو عرقد الكناني رمى سعد بن معاذ بسهم في الخندق فقطع أكحله فنزفه الدم (32) فقبض سعد على أكحله بيده ثم قال: اللهم ان كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فابقني لها فلا أحد أحب إلى محاربتهم من قوم حاربوا الله ورسوله، وإن كانت الحرب قد وضعت أوزارها بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين قريش فاجعلها لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة، فأمسكت الدم وتورمت يده وضرب له رسول الله صلى الله عليه وآله في المسجد خيمة وكان يتعاهده بنفسه.

فأنزل الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم و تروها وكان الله بما تعملون بصيرا إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم يعنى بني قريظة حين غدروا وخافوهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر إلى قوله: ان يريدون الا فرارا وهم الذين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله تأذن لنا نرجع إلى منازلنا فإنها في أطراف المدينة، ونخاف اليهود عليها. فأنزل الله عز وجل فيهم: ان بيوتنا عورة وما هي بعورة ان يريدون الا فرارا إلى قوله تعالى وكان ذلك على الله يسيرا ونزلت هذه الآية في الثاني لما قال لعبد الرحمن بن عوف: هلم ندفع محمدا إلى قريش ونلحق نحن بقومنا.

38 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: ولان الصبر على ولاة الامر مفروض لقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل) وايجابه مثل ذلك على أوليائه وأهل طاعته بقوله: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.

39 - وفيه أيضا عن أمير المؤمنين عليه السلام كلام طويل وفيه واما قولكم انى جعلت الحكم إلى غيري وقد كنت عندكم أحكم الناس فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله قد جعل الحكم إلى سعد يوم بني قريظة وكان احكم الناس. وقد قال الله: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) فتأسيت برسول الله صلى الله عليه وآله.

40 - في مجمع البيان قال ثعلبة بن حاطب وكان رجلا من الأنصار للنبي صلى الله عليه وآله: ادع الله أن يرزقني مالا، فقال: يا ثعلبة قليل تؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه أمالك في رسول الله أسوة حسنة، والذي نفسي بيده لو أردت ان تسير الجبال معي ذهبا وفضة لسارت.

41 - في أصول الكافي أحمد بن مهران رحمه الله رفعه وأحمد بن إدريس و محمد بن عبد الجبار الشيباني قال: حدثني القاسم بن محمد الرازي قال: حدثني على ابن محمد الهرمزاي عن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام قال: لما قبضت فاطمة عليها السلام دفنها أمير المؤمنين عليه السلام سرا وعفى على موضع قبرها (33) ثم قال: فحول وجهه إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: السلام عليك يا رسول الله عنى والسلام عليك عن ابنتك والبائتة في الثرى ببقعتك، والمختار الله لها سرعة اللحاق (34) بك قل يا رسول الله عن صفيتك صبري وعفى عن سيدة نساء العالمين تجلدي (35) الا ان في التأسي لي بسنتك في فرقتك موضع تعز والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

42 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن سعيد الأعرج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: نام رسول الله صلى الله عليه وآله عن الصبح والله عز وجل أنامه حتى طلعت الشمس عليه، وكان ذلك رحمة من ربك للناس، الا ترى لو أن رجلا نام حتى تطلع الشمس لعيره الناس وقالوا: لا تتورع لصلاتك فصارت أسوة و سنة، فان قال رجل لرجل: نمت عن الصلاة، قال: قد نام رسول الله صلى الله عليه وآله فصارت أسوة ورحمة، رحم الله سبحانه بها هذه الأمة.

43 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان عن سعيد الأعرج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم سلم في ركعتين فسأله من خلفه يا رسول الله أحدث في الصلاة شئ؟قال: وما ذاك؟قالوا: انما صليت ركعتين قال: أكذلك يا ذا اليدين وكان يدعى ذا الشمالين، فقال: نعم فبنى على صلاته فأتم الصلاة أربعا وقال: ان الله هو أنساه رحمة للأمة، ألا ترى لو أن رجلا صنع هذا لعير وقيل: ما تقبل صلاتك، فمن دخل عليه اليوم ذاك قال: قدمن رسول الله صلى الله عليه وآله وصارت أسوة وسجد سجدتين لمكان الكلام.

44 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا صلى العشاء الآخرة أمر بوضوئه وسواكه يوضع عند رأسه مخمرا (36) فيرقد ما شاء الله ثم يقوم فيستاك ويتوضأ ويصلى أربع ركعات، ثم يرقد ثم يقوم فيستاك ويتوضأ ويصلى أربع ركعات ثم يرقد، حتى إذا كان في وجه الصبح قام فأوتر ثم صلى الركعتين ثم قال: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).

45 - في كتاب الخصال عن عتبة بن عمر الليثي عن أبي ذر رحمه الله قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في المسجد جالس إلى أن قال: قال صلى الله عليه وآله: عليك بتلاوة كتاب الله، وذكر الله كثيرا، فإنه ذكر لك في السماء، ونور لك في الأرض.

46 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم وصف الله عز وجل المؤمنين أي المصدقين بما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله ما يصيبهم في الخندق من الجهد فقال جل ذكره: ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا يعنى ذلك الجهد والخوف وتسليما.

47 - في الكافي حميد عن ابن سماعة عن عبد الله بن جبلة عن محمد بن مسعود الطائي عن عنبسة بن مصعب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من استقبل جنازة أو رآها فقال: الله أكبر هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وصدق الله اللهم زدنا ايمانا وتسليما، الحمد لله الذي تعزز بالقدرة وقهر العباد بالموت لم يبق في السماء ملك الا بكى رحمة لصوته.

48 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لأبي بصير: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا انكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا. وانكم لم تبدلوا بنا غيرنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

49 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي من أحبك ثم مات فقد قضى نحبه، ومن أحبك ولم يمت فهو ينتظر، وما طلعت شمس ولا غربت الا طلعت عليه برزق وايمان وفى نسخة نور.

50 - في كتاب الخصال عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ولقد كنت عاهدت الله تعالى ورسوله انا وعمى حمزة وأخي جعفر وابن عمى عبيدة على أمر وفينا به لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله فتقدمني أصحابي وتخلفت بعدهم لما أراد الله تعالى فأنزل الله فينا (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) حمزة وجعفر و عبيدة وانا والله المنتظر يا أخا اليهود وما بدلت تبديلا.

51 - عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه شرائع الدين إلى أن قال عليه السلام: والولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بعد نبيهم عليه السلام وأحبته مثل سلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الأسود الكندي وعمار بن ياسر وجابر بن عبد الله الأنصاري وحذيفة بن اليمان وأبى الهيثم بن التيهان وسهل بن حنيف وأبى أيوب الأنصاري وعبد الله بن الصامت وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين وأبى سعيد الخدري ومن نحى نحوهم وفعل مثل فعلهم، والولاية لاتباعهم والمقتدين بهم وبهداهم واجبة.

52 - في عيون الأخبار في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرائع الدين والولاية لأمير المؤمنين عليه السلام والذين مضوا على منهاج نبيهم، ولم يغيروا ولم يبدلوا مثل سلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري، وذكر نحو ما نقلنا عن الخصال بتغيير يسير.

53 - في مجمع البيان وروى أبو القاسم الحسكاني عن عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق عن علي عليه السلام قال: فينا نزلت: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) فانا والله المنتظر ما بدلت تبديلا.

54 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله فصل فيما نذكره من مجلد قالب الثمن عتيق عليه مكتوب الأول من تفسير أبى جعفر محمد بن علي بن الحسين صلوات الله عليهما رواية أبى الجارود عنه وقال بعد هذا: فصل فيما نذكره من الجزء الثالث من تفسير الباقر عليه السلام من وجهة ثانية من ثاني سطر بلفظه واما قوله: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) يقول: كونوا مع علي بن أبي طالب وآل محمد، قال الله: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه، وهو حمزة بن عبد المطلب (ومنهم من ينتظر) وهو علي بن أبي أبى طالب يقول الله (وما بدلوا تبديلا) وقال الله: (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) وهم هيهنا آل محمد.

55 - في ارشاد المفيد رحمه الله في مقتل الحسين عليه السلام: ان الحسين مشى إلى مسلم بن عوسجة لما صرع فإذا به رمق فقال: رحمك الله يا مسلم (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).

56 - في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف ان الحسين عليه السلام لما أخبر بقتل رسوله عبد الله بن يقطر تغرغرت عينه بالدموع (37) وفاضت على خديه ثم قال: (و منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).

57 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب ان أصحاب الحسين عليه السلام بكربلا كانوا كل من أراد الخروج ودع الحسين عليه السلام وقال: السلام عليك يا ابن رسول الله فيجيبه: وعليك السلام ونحن خلفك ويقرأ (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر).

58 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن نصير أبى الحكم الخثعمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن مؤمنان فمؤمن صدق بعهد الله عز وجل ووفى بشرطه، وذلك قول الله عز وجل: (رجل صدقوا ما عاهدوا الله عليه) وذلك الذي لا يصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة، وذلك ممن يشفع ولا يشفع له، ومؤمن كخامة الزرع (38) يعوج أحيانا ويقوم أحيانا، فذلك ممن يصيبه أهوال الدنيا وأهوال الآخرة وذلك ممن يشفع له ولا يشفع.

59 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن عبد الله عن خالد القمي عن خضر بن عمرو عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: المؤمن مؤمنان: مؤمن وفى لله عز وجل بشروطه التي اشترطها عليه، فذلك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، فذلك ممن يشفع ولا يشفع له وذلك ممن لا يصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة، ومؤمن زلت به قدم، وذلك كخامة الزرع كيف ما كفته الريح انكفا، وذلك ممن يصيبه أهوال الدنيا وأهوال الآخرة ويشفع له و هو على خير.

60 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن الحسن بن علي عليه السلام حديث طويل يقول فيه لمعاوية: لعن رسول الله صلى الله عليه وآله أبا سفيان في سبعة مواطن إلى قوله: والرابع يوم حنين جاء أبو سفيان بجمع من قريش وهوازن وجاء عيينة بغطفان واليهود فردهم الله عز وجل بغيظهم لم ينالوا خيرا، هذا قول الله عز وجل الذي أنزله في سورتين في كلتيهما يسمى أبا سفيان وأصحابه كفارا، وأنت يا معاوية يومئذ مشرك على رأى أبيك بمكة، وعلي يومئذ مع رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى رأيه ودينه.

61 - في مجمع البيان وكفى الله المؤمنين القتال قيل بعلى بن أبي طالب وقتله عمرو بن عبد ود، وكان ذلك سبب هزيمة القوم وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.

62 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل: ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال بعلى بن أبي طالب صلوات الله عليه وكان الله قويا عزيزا ونزل في بني قريظة وانزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم وارضا لم تطؤها وكان الله على كل شئ قديرا فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة واللواء معقود أراد أن يغتسل من الغبار فناداه جبرئيل عليه السلام عذيرك من محارب (39) والله ما وضعت الملائكة لامتها فكيف تضع لامتك؟ (40) ان الله عز وجل يأمرك ان لا تصلى العصر الا ببنى قريظة فانى متقدمك ومزلزل بهم حصنهم، انا كنا في آثار القوم نزجرهم زجرا حتى بلغوا حمراء الأسد، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله فاستقبله حارثة بن النعمان فقال له: ما الخبر يا حارثة؟فقال: بابى أنت وأمي يا رسول الله هذا دحية الكلبي ينادى في الناس الا لا يصلين العصر أحد الا في بني قريظة، فقال صلى الله عليه وآله: ذاك جبرئيل ادعوا عليا فجاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال له: ناد في الناس: لا يصلين أحد العصر الا في بني قريظة، وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه بين يديه مع الراية العظمى.

وكان حيى بن أخطب لما انهزمت قريش جاء فدخل حصن بني قريظة، فجاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه فأحاط بحصنهم فأشرف عليهم كعب بن أسيد (41) من الحصن يشتمهم ويشتم رسول الله صلى الله عليه وآله، فاقبل رسول الله على حمار فاستقبله أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا تدن من الحصن، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي لعلهم شتموني انهم لو رأوني لاذلهم الله، ثم دنا رسول الله صلى الله عليه وآله من حصنهم فقال: يا اخوة القردة والخنازير وعبدة الطاغوت أتشتموني انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباحهم، فأشرف عليهم كعب بن أسيد من الحصن فقال: والله يا أبا القاسم ما كنت جهولا فاستحيى رسول الله حتى سقط الرداء من ظهره حياء مما قاله، وكان حول الحصن نخل كثير فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وآله فتباعد عنه وتفرق في المفازة وانزل رسول الله صلى الله عليه وآله العسكر حول حصنهم فحاصرهم ثلاثة أيام فلم يطلع أحد منهم رأسه، فلما كان بعد ثلاثة أيام نزل إليه غزال بن شمول فقال: يا محمد تعطينا ما أعطيت اخواننا من بنى النضير احقن دماءنا ونخلي لك البلاد وما فيها ولا نكتمك شيئا، فقال: لا أو تنزلون على حكمي، فرجع وبقوا أياما فشكى النساء والصبيان إليهم وجزعوا جزعا شديدا، فلما اشتد عليهم الحصار نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وآله وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بالرجال فكتفوا وكانوا سبعمأة وامر بالنساء فعزلوا وأقامت الأوس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يا رسول الله حلفاؤنا وموالينا من دون الناس نصرونا على الخزرج في المواطن كلها، وقد وهبت لعبد الله بن أبي سبعمأة دراع وثلاثمأة حاسر (42) في صبيحة واحدة وليس نحن بأقل من عبد الله بن أبي، فلما أكثروا على رسول الله صلى الله عليه وآله قال لهم: أما ترضون أن يكون الحكم فيهم إلى رجل منكم؟فقالوا: بلى و من هو؟قال: سعد بن معاذ قالوا: قد رضينا بحكمه، فأتوا به في محفة (43) واجتمعت الأوس حوله يقولون: يا أبا عمر واتق الله وأحسن في حلفائك ومواليك فقد نصرونا ببعاث والحدائق والمواطن كلها، فلما أكثروا عليه قال: لقد آن لسعد أن لا يأخذه في الله لومة لائم، فقالت الأوس: وا قوماه ذهبت والله بنو قريظة آخر الدهر وبكى النساء والصبيان إلى سعد، فلما سكتوا قال لهم سعد: يا معشر اليهود أرضيتم بحكمي فيكم؟قالوا: بلى قد رضينا بحكمك وقد رجونا نصفك وحسن نظرك، فعاد عليهم القول فقالوا: بلى يا أبا عمرو فالتفت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله اجلالا له فقال: ما ترى بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟قال: احكم فيهم يا سعد فقد رضيت بحكمك فيهم، فقال: قد حكمت يا رسول الله أن يقتل رجالهم وتسبى نساؤهم و ذراريهم وتقسم غنائمهم وأموالهم بين المهاجرين والأنصار، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: قد حكمت بحكم الله عز وجل فوق سبعة أرقعة (44) ثم انفجر جرح سعد بن معاذ فما زال ينزفه الدم حتى قضى، وساقوا الأسارى إلى المدينة فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بأخدود (45) فحفرت بالبقيع، فلما أمسى أمر باخراج رجل رجل فكان يضرب عنقه، فقال حيى بن أخطب لكعب بن أسيد: ما ترى يصنع بهم؟فقال له: ما يسوءك اما ترى الداعي لا يقلع (46) والذي يذهب لا يرجع فعليكم بالصبر والثبات على دينكم فاخرج كعب بن أسيد مجموعة يديه إلى عنقه وكان جميلا وسميا (47) فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله قال له: يا كعب اما نفعك وصية ابن الحواس الحبر الذكي الذي قدم عليكم من الشام؟فقال: تركت الخمر والخمير وجئت إلى البؤس والتمور لنبي يبعث مخرجه بمكة ومهاجرته في هذه البحيرة يجتزى بالكسيرات والتميرات ويركب الحمار العرى، في عينيه حمرة وبين كتفيه خاتم النبوة، يصنع سيفه على عاتقه لا يبالي من لاقى منكم يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر؟فقال: قد كان ذلك يا محمد ولولا أن اليهود يعيروني انى جزعت عند القتل لامنت بك وصدقتك ولكني على دين اليهود عليه أحيى وعليه أموت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قدموه فاضربوا عنقه فضربت، ثم قدم حيى بن أخطب فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله يا فاسق كيف رأيت صنع الله بك؟فقال: والله يا محمد ما ألوم نفسي في عداوتك ولو قلقلت كل مقلقل (48) وجهدت كل الجهد ولكن من يخذل الله يخذل، ثم قال حين قدم للقتل: لعمري ما لام ابن أخطب نفسه * ولكنه من يخذل الله يخذل فقدم وضرب عنقه، فقتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله في البردين بالغداة والعشي في ثلاثة أيام، وكان يقول: اسقوهم العذب وأطعموهم الطيب وأحسنوا أساراهم حتى قتلهم كلهم، فأنزل الله عز وجل فيهم (وانزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم) أي من حصونهم (وقذف في قلوبهم الرعب) إلى قوله تعالى: (وكان الله على كل شئ قديرا).

63 - واما قوله عز وجل: يا أيها النبي قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا إلى قوله تعالى اجرا عظيما فإنه كان سبب نزولها انه لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من غزوة خيبر وأصاب كنز آل أبي الحقيق قلن أزواجه إعطنا ما أصبت فقال لهن رسول الله صلى الله عليه وآله قسمته بين المسلمين على ما أمر الله عز وجل، فغضبن من ذلك وقلن: لعلك ترى انك ان طلقتنا ان لا نجد الأكفاء من قومنا يتزوجونا؟فأنف الله عز وجل لرسوله فأمره ان يعتزلهن فاعتزلهن رسول الله صلى الله عليه وآله في مشربة أم إبراهيم تسعة وعشرين يوما حتى حضن وطهرن، ثم انزل الله عز وجل هذه الآية وهي آية التخيير، فقال: (يا أيها النبي قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن) إلى قوله تعالى: (اجرا عظيما) فقامت أم سلمة أول من قامت فقالت: قد اخترت الله ورسوله فقمن كلهن فعانقنه وقلن مثل ذلك، فأنزل الله عز وجل: (ترجى من تشاء منهن وتؤوى إليك من تشاء) فقال الصادق عليه السلام: من آوى فقد نكح ومن أرجى فقد طلق، وقوله عز وجل: (ترجى من تشاء منهن) مع هذه الآية قوله عز وجل: (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فان الله أعد للمحسنات منهن اجرا عظيما) وقد أخرت عنها في التأليف.

64 - في الكافي حميد عن ابن سماعة عن ابن رباط عن عيص بن القاسم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجل خير امرأته فاختارت نفسها بانت؟قال: لا انما هذا شئ كان لرسول الله صلى الله عليه وآله خاصة، أمر بذلك ففعل، ولو اخترن أنفسهن لطلقهن وهو قول الله عز وجل (قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن) وأسرحكن سراحا جميلا).

65 - حميد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد وابن رباط عن أبي أيوب الخزاز قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انى سمعت أباك يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله خير نسائه فاخترن الله ورسوله فلم يمسكهن على طلاق، ولو اخترن أنفسهن لبن، فقال: ان هذا حديث كان يرويه أبى عن عائشة وما للناس والخيار؟انما هذا شئ خص الله به رسول الله صلى الله عليه وآله.

66 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال ذكر أبو عبد الله عليه السلام ان زينب قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله: لا تعدل وأنت رسول الله، وقالت حفصة: ان طلقتنا وجدنا أكفاءنا من قومنا فاحتبس الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وآله عشرين يوما، فقال: فأنف الله لرسوله فأنزل: (يا أيها النبي قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها) إلى قوله (اجرا عظيما) قال: فاخترن الله ورسوله ولو اخترن أنفسهن لبن، وان اخترن الله ورسوله فليس بشئ.

67 - حميد عن ابن سماعة عن جعفر بن سماعه عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن زينب بنت جحش قالت: يرى رسول الله ان خلى سبيلنا ان لا نجد زوجا غيره وقد كان اعتزل نساءه تسعة وعشرين ليلة، فلما قالت زينب الذي قالت، بعث الله جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله فقال: (قل لا زواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا و زينتها فتعالين أمتعكن) الآيتين كلتيهما فقلن: بل نختار الله ورسوله والدار الآخرة.

68 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نصر عن حماد عثمان عن عبد الاعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام ان بعض نساء النبي صلى الله عليه وآله قالت أيرى محمد انه لو طلقنا الا نجد الأكفاء من قومنا، قال: فغضب الله عز وجل له من فوق سبع سماواته فأمره فخيرهن حتى انتهى إلى زينب بنت جحش، فقامت فقبلته وقالت اختار الله ورسوله.

69 - حميد عن الحسن بن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن زينب بنت جحش قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله: لا تعدل وأنت نبي؟فقال: تربت يداك (49) إذا لم أعدل من يعدل؟قالت: دعوت الله يا رسول الله ليقطع يداي؟فقال: لا ولكن لتتربان فقالت: انك لو طلقتنا وجدنا في قومنا اكفاء، فاحتبس الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وآله تسعا وعشرين ليلة، ثم قال أبو جعفر عليه السلام فأنف لرسوله عليه السلام فأنزل عز وجل: (يا أيها النبي قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا) الآيتين فاخترن الله ورسوله ولم يكن شيئا، ولو اخترن أنفسهن لبن.

وعنه عن عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير مثله.

70 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكى عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله عز وجل أنف لرسوله صلى الله عليه وآله مقالة قالتها بعض نسائه فأنزل الله آية التخيير فاعتزل رسول الله صلى الله عليه وآله نساءه تسعا وعشرين ليلة في مشربة أم إبراهيم، ثم دعاهن فخيرهن فاخترنه، فلم يك شيئا، ولو اخترن أنفسهن كانت واحدة بائنة، قال: وسألته عن مقالة المرأة ما هي؟قال: فقال: انها قالت: أيرى محمد انه لو طلقنا الا تأتينا الأكفاء من قومنا يتزوجونا؟.

71 - في مجمع البيان وروى الواحدي بالاسناد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا مع حفصة فتشاجرا بينهما فقال لها: هل لك ان اجعل بيني وبينك رجلا؟قالت: نعم فأرسل إلى عمر فلما ان دخل عليها قال لها تكلمي، قالت: يا رسول الله تكلم ولا تقل الا حقا فرفع عمر يده فوجأ وجهها فقال له النبي صلى الله عليه وآله: كف فقال عمر: يا عدوة الله النبي لا يقول الا حقا؟والذي بعثه بالحق لولا مجلسه ما رفعت يدي حتى تموتي، فقام النبي صلى الله عليه وآله فصعد إلى غرفة فمكث فيها شهرا لا يقرب شيئا من نساءه يتغدى ويتعشى فيها، فأنزل الله عز وجل هذه الآيات.

72 - واختلف العلماء في حكم التخيير على أقوال: (أحدها) ان الرجل إذا خير امرأته فاختارت فلا شئ وان اختارت نفسها يقع تطليقة واحدة وهو قول عمر بن الخطاب وابن مسعود، واليه ذهب أبو حنيفة وأصحابه (وثانيها) انه إذا اختارت نفسها يقع ثلاث تطليقات وان اختارت زوجها يقع واحدة وهو قول زيد بن ثابت واليه ذهب مالك (وثالثها) انه ان نوى الطلاق كان طلاقا والا فلا وهو مذهب الشافعي (ورابعها) انه لا يقع بالتخيير طلاق وانما كان ذلك للنبي صلى الله عليه وآله خاصة ولو اخترن أنفسهن لما خيرهن لبن منه، فاما غيره فلا يجوز له ذلك، وهو المروى عن أئمتنا عليهم السلام.

73 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نجران عن عبد - الكريم بن عمرو عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا ثم قال: وعنه عن عاصم بن حميد عن أبي بصير وغيره في تسمية نساء النبي صلى الله عليه وآله ونسبهن و وصفهن: عائشة وحفصة وأم حبيب بنت أبي سفيان بن حرب، وزينب بنت جحش، وسودة بنت زمعة، وميمونة بنت الحارث، وصفية بنت حيى بن اخطب وأم سلمة بنت أبي أمية وجويرية بنت الحارث وكانت عائشة من تيم وحفصة من عدى وأم سلمة من بنى مخزوم، وسودة من بنى أسد، وعدادها من بنى أمية، وأم حبيب بنت أبي سفيان من بنى أمية، وميمونة بنت الحارث من بنى هلال وصفية بنت حيى بن أخطب من بني إسرائيل، ومات صلى الله عليه وآله عن تسع، وكان له سواهن التي وهبت نفسها للنبي و خديجة بنت خويلد أم ولده، وزينب بنت أبي الجون التي خدعت والكندية.

74 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله بخمس عشرة امرأة ودخل بثلاث عشر امرأة منهن، وقبض عن تسع فاما اللتان لم يدخل بهما فعمرة والسيفا (50) واما الثلاث عشرة اللاتي دخل بهن فأولهن خديجة بنت خويلد، ثم سودة بنت زمعة، ثم أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية، ثم أم عبد الله عائشة بنت أبي بكر، ثم حفصة بنت عمر، ثم زينب بنت خزيمة بن الحارث أم المساكين، ثم زينب بنت جحش، ثم أم حبيب رملة بنت أبي سفيان ثم ميمونة بنت الحارث، ثم زينب بنت عميس، ثم جويرية بنت الحارث، ثم صفية بنت حيى بن أخطب، والتي وهبت نفسها للنبي خولة بنت حكيم السلمى، وكان له سريتان يقسم لهما مع أزواجه: مارية القبطية وريحانة الخندفية، والتسع اللاتي قبض عنهن عائشة وحفصة وأم سلمة وزينب بنت جحش وميمونة بنت الحارث أم حبيب بنت أبي سفيان، وجويرية وسودة وأفضلهن خديجة بنت خويلد ثم أم سلمة ثم ميمونة.

75 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن حماد عن حريز قال: يألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين قال: الفاحشة الخروج بالسيف.

76 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: اجرها مرتين والعذاب ضعفين، كل هذا في الآخرة حيث يكون الاجر ويكون العذاب.

77 - في مجمع البيان وروى محمد بن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن علي بن عبد الله بن الحسين عن أبيه عن علي بن الحسين زين العابدين عليهم السلام أنه قال رجل: انكم أهل بيت مغفور لكم، قال: فغضب وقال: نحن أحرى ان يجرى فينا ما أجرى الله في أزواج النبي صلى الله عليه وآله من أن نكون كما تقول، انا نرى لمحسننا ضعفين من الاجر ولمسيئنا ضعفين من العذاب، ثم قرء الآيتين.

78 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان يوشع بن نون وصى موسى عليه السلام عاش بعد موسى ثلاثين سنة وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى عليه السلام فقالت: انا أحق منك بالامر، فقاتلها فقتل مقاتليها وأحسن أسرها، وان ابنة أبي بكر ستخرج على علي في كذا وكذا ألفا من أمتي، فيقاتلها فيقتل مقاتليها ويأسرها فيحسن أسرها، و فيها أنزل الله تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى يعنى صفيراء بنت شعيب.

79 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا حميد بن زياد عن محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عن أبيه عليهما السلام في هذه الآية: (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) قال: أي ستكون جاهلية أخرى.

80 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه ان النبي صلى الله عليه وآله قال - بعد ان ذكر ليلة اسرى به إلى السماء -: ورأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار، إلى قوله صلى الله عليه وآله: واما المعلقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير اذن زوجها.

81 - في كتاب الخصال عن علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: يا علي ليس على النساء جمعة إلى أن قال: ولا تخرج من بيت زوجها الا باذنه وان خرجت بغير اذنه لعنها الله وجبرئيل وميكائيل.

82 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد والحسن بن علي بن النعمان عن أبيه عن علي بن النعمان عن محمد بن سنان يرفعه قال: إن عائشة قالت: التمسوا لي رجلا شديد العداوة لهذا الرجل حتى أبعثه إليه، قال: فأتيت به فمثل بين يديها فرفعت إليه رأسها فقالت له: ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل؟فقال لها: كثيرا ما أتمنى على ربى أنه و أصحابه في وسطى فضربت ضربة بالسيف، فسبق السيف الدم، قالت: فأنت له اذهب بكتابي هذا فادفعه إليه ظاعنا رأيته أو مقيما، اما انك ان رأيته رأيته راكبا على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله منتكبا قوسه معلقا كنانته بقربوس سرجه وأصحابه كأنهم طير صواف قال: فاستقبله راكبا كما قالت فناوله الكتاب ففص خاتمه ثم قرأه فقال: تبلغ إلى منزلنا فتصيب من طعامنا وشرابنا ونكتب جواب كتابك؟فقال: هذا والله ما لا يكون، قال: فسار خلفه فأحدق به أصحابه ثم قال له: أسئلك قال: نعم قال: وتجيبني؟قال: نعم قال: نشدتك هل قالت: التمسوا لي رجلا شديد العداوة لهذا الرجل فأتى بك فقالت لك: ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل؟فقلت: كثيرا ما أتمنى على ربى انه وأصحابه في وسطى وانى ضربت ضربة سبق السيف الدم؟قال: اللهم نعم قال: فنشدتك الله هل قالت لك: اذهب بكتابي هذا فادفعه إليه ظاعنا أو مقيما اما انك ان رأيته رأيته راكبا على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله متنكبا قوسه معلقا كنانته بقربوس سرجه أصحابه به خلفه كأنهم طير صواف فتعطيه كتابي هذا؟قال: اللهم نعم، قال: فنشدتك الله هل قالت لك: ان عرض عليك طعامه وشرابه فلا تناولن منه شيئا فان فيه السحر؟قال: اللهم نعم، قال: فتبلغ عنى؟قال: قال اللهم نعم فانى قد اتيتك وما في الأرض خلق أبغض إلى منك وأنا الساعة ما في الأرض خلق أحب إلى منك فمرني بما شئت، قال: ارجع إليها بكتابي هذا وقل لها: ما أطلعت الله ولا رسوله حيث أمرك بلزوم بيتك فخرجت ترددين في العساكر، وقل لهم: ما أنصفتم الله ولا رسوله خلفتم حلائلكم في بيوتكم وأخرجتم حليلة رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فجاء بكتابه إليها وأبلغها مقالته ثم رجع إليه فأصيب بصفين، فقالوا: ما نبعث إليه بأحد الا أفسده علينا.

83 - في كتاب علل الشرائع أبى رضي الله عنه قال: حدثني سعد بن عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد - الله عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: المرأة عليها اذان وإقامة؟فقال: إن كان تسمع اذان القبيلة فليس عليها أكثر من الشهادتين، لان الله تبارك وتعالى قال للرجال: (أقيموا الصلاة) وقال للنساء: وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

84 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال: نزلت هذه الآية في رسول الله وعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، وذلك في بيت أم سلمة زوج النبي فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا (أمير المؤمنين خ ل) وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ثم ألبسهم كساء له خيبريا (51) ودخل معهم فيه، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وعدتني فيهم مما وعدتني، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة: وانا معهم يا رسول الله؟قال: أبشري يا أم سلمة فإنك إلى خير.

85 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة حديث طويل وفيه فقال المأمون: من العترة الطاهرة؟فقال الرضا عليه السلام: الذين وصفهم الله تعالى في كتابه فقال تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وهم الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انى مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل الا وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما، أيها الناس لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم.

86 - وفيه في هذا الباب يقول الرضا عليه السلام في الحديث المذكور والآية الثانية في الاصطفاء قوله عز وجل: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا) وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد معاند أصلا، لأنه فضل بعد طهارة تنتظر، فهذه الثانية.

87 - وفيه في باب السبب الذي من أجله قبل الرضا عليه السلام ولاية العهد من المأمون ووجدت في بعض الكتب نسخة كتاب الحبا والشرط من الرضا عليه السلام إلى العمال في شأن الفضل بن سهل وأخيه ولم أرو ذلك عن أحد، أما بعد فالحمد لله البدئ البديع إلى أن قال: الحمد لله الذي أورث أهل بيته مواريث النبوة واستودعهم العلم والحكمة، وجعلهم معدن الإمامة والخلافة، وأوجب ولايتهم وشرف منزلتهم فامر رسوله بمسألة أمته مودتهم، إذ يقول: (قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى) وما وصفهم به من اذهابه الرجس عنهم وتطهيره إياهم في قوله: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).

88 - وفيه في الزيارة الجامعة لجميع الأئمة عليهم السلام المنقولة عن الجواد عليه السلام: عصمكم الله من الزلل وآمنكم من الفتن وطهركم من الدنس واذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا.

89 - في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على أبى بكر قال: فأنشدك بالله إلى ولأهلي وولدي آية التطهير من الرجس أم لك ولأهل بيتك؟قال: بل لك ولأهل - بيتك، قال: فأنشدك بالله انا صاحب دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وأهلي وولدي يوم الكساء اللهم هؤلاء أهلي إليك لا إلى النار أم أنت؟قال: بل أنت وأهل بيتك.

90 - وفيه أيضا في احتجاجه عليه السلام على الناس يوم الشورى قال: أنشدكم الله هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير على رسوله صلى الله عليه وآله (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فاخذ رسول الله صلى الله عليه وآله كساءا خيبريا فضمني فيه وفاطمة والحسن والحسين، ثم قال: يا رب هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا غيري؟قالوا: اللهم لا.

91 - وفيه أيضا في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام: وأما السبعون فان رسول الله صلى الله عليه وآله نام ونومني وزوجتي فاطمة وابنى الحسن والحسين وألقى علينا عباء قطوانية (52) فأنزل الله تعالى فينا (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فقال جبرئيل عليه السلام: انا منكم يا محمد فكان سادسنا جبرئيل.

92 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان: أيها الناس أتعلمون ان الله عز وجل أنزل في كتابه (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فجمعني وفاطمة وابنى حسنا وحسينا وألقى علينا كساه وقال: اللهم ان هؤلاء أهل بيتي ولحمتي يؤلمني ما يولمهم، ويحرجني ما يحرجهم، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة: وانا يا رسول الله؟فقال: أنت - أو انك - على خير، انما أنزلت في وفى أخي وابنتي وفى تسعة من ولد ابني الحسين خاصة ليس معنا فيها أحد غيرنا؟فقالوا كلهم: نشهد ان أم سلمة حدثنا بذلك. فسألنا رسول الله صلى الله عليه وآله فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة رضي الله عنها.

93 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما منع أبو بكر فاطمة عليها السلام فدكا وأخرج وكيلها جاء أمير المؤمنين عليه السلام: إلى المسجد وأبو بكر جالس وحوله المهاجرون والأنصار فقال: يا أبا بكر لم منعت فاطمة ما جعله رسول الله صلى الله عليه وآله لها ووكيلها فيه منذ سنين إلى قوله: فقال أمير المؤمنين عليه السلام لأبي بكر: يا أبا بكر تقرأ القرآن؟قال: بلى، قال: فأخبرني عن قول الله عز وجل: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فينا أو في غيرنا نزلت؟قال: فيكم، قال: فأخبرني لو أن شاهدين مسلمين شهدا على فاطمة عليها السلام بفاحشة ما كنت صانعا؟قال: كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على نساء المسلمين، قال: كنت اذن عند الله من الكافرين، قال: ولم؟قال: لأنك كنت ترد شهادة الله وتقبل شهادة غيره، لان الله عز وجل قد شهد لها بالطهارة فإذا رددت شهادة الله وقبلت شهادة غيره كنت عند الله من الكافرين، قال: فبكى الناس وتفرقوا ودمدموا (53) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

94 - وباسناده إلى عبد الرحمن بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما عنى الله عز وجل بقوله تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال: نزلت هذه الآية في النبي وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام، فلما قبض الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله كان أمير المؤمنين ثم الحسن ثم الحسين عليهم السلام، ثم وقع تأويل هذه الآية: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) وكان علي بن الحسين عليهما السلام، ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء عليهم السلام فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله عز وجل.

95 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: حدثنا النضر بن شعيب عن عبد الغفار الخازن عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال: الرجس هو الشك.

96 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) يعنى الأئمة عليهم السلام من ولايتهم من دخل فيها دخل في بيت النبي صلى الله عليه وآله.

97 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس وعلي بن محمد عن سهل بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي فانى سألت الله عز وجل ان لا يفرق بينهما حتى يوردهما على الحوض فأعطاني ذلك، وقال: لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، وقال: انهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة، فلو سكت رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يبين من أهل بيته لادعاها آل فلان وآل فلان، ولكن الله عز وجل أنزله في كتابه لنبيه (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فكان على والحسن و الحسين وفاطمة عليهم السلام، فادخلهم رسول الله صلى الله عليه وآله تحت الكساء في بيت أم سلمة، ثم قال: اللهم ان لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي، فقالت أم سلمة: ألست من أهلك؟فقال: انك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي، وفى آخر الحديث وقال: الرجس هو الشك والله لا نشك في ربنا أبدا.

محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام مثل ذلك.

98 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن ربعي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: انا لا نوصف وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس وهو الشك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

99 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد بن عيسى وحماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما بويع لأبي بكر واستقام له الامر على جميع المهاجرين والأنصار بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة عليها السلام إلى أن قال فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا أبا بكر تقرأ كتاب الله؟قال: نعم قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم) تطهيرا فيمن نزلت أفينا أم في غيرنا؟قال: بل فيكم، قال: فلو ان شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة ما كنت صانعا؟قال: كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على ساير المسلمين، قال: كنت إذا عند الله من الكافرين، قال: ولم؟قال: لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها كما رددت حكم الله وحكم رسوله ان جعل لها فدكا وقبضته في حياته، ثم قبلت شهادة أعر أبى بائل على عقبيه عليها، و أخذت منها فدكا، وزعمت أنه فيئ للمسلمين؟وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: البينة على من ادعى واليمين على من ادعى عليه؟قال: فدمدم الناس وبكى بعضهم فقالوا: صدق الله ورجع على إلى منزله، والحديث بتمامه مذكور في الروم عند قوله تعالى: (وآت ذا القربى حقه).

100 - وباسناده إلى حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وآله وذكر حديثا طويلا وفيه يقول: صلى الله عليه وآله: ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا، وذلك قوله: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).

101 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم ذكر من اذن له في الدعاء بعده وبعد رسوله في كتابه فقال: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) ثم أخبر عن هذه الأمة وممن هي وانها من ذرية إبراهيم ومن ذرية إسماعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط، الذين وجبت لهم الدعوة دعوة إبراهيم وإسماعيل من أهل المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه أنه اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

102 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن علي بن الحسين عليهما - السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الشاميين: فهل تجد لنا في سورة الأحزاب حقا خاصة دون المسلمين؟فقال: لا، قال علي عليه السلام: اما قرأت هذه الآية: (انما يزيد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).

103 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: من آل محمد؟قال ذريته، قلت: من أهل بيته؟قال: الأئمة الأوصياء فقلت: من عترته؟قال: أصحاب العباء، فقلت: من أمته؟قال: المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند الله عز وجل المتمسكون بالثقلين الذين أمروا بالتمسك بهما كتاب الله وعترته أهل بيته الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهما الخليفتان على الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.

104 - في مجمع البيان وقال أبو سعيد الخدري وأنس بن مالك ووائل بن الأسقع وعائشة وأم سلمة: ان الآية مختصة برسول الله صلى الله عليه وآله وعلى وفاطمة والحسن و الحسين عليهم السلام، ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره حدثني شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت: جاءت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وآله تحمل هريرة لها فقال: ادعى زوجك وابنيك فجائت بهم فطعموا ثم ألقى عليهم كساء له خيبريا وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي و عترتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقلت: يا رسول الله: وأنا معهم؟قال صلى الله عليه وآله: أنت على خير.

105 - وروى الثعلبي في تفسيره أيضا بالاسناد عن أم سلمة ان النبي صلى الله عليه وآله كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة (54) فيها هريرة فقال لها: ادعى زوجك وابنيك فذكرت الحديث نحو ذلك، ثم قالت: فأنزل الله: (انما يريد الله) الآية، قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به، ثم أخرج يده فالوى بها إلى السماء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فأدخلت رأسي البيت وقلت: وأنا معكم يا رسول الله؟قال إنك إلى خير.

106 - وباسناده قال مجمع: دخلت أمي على عائشة فسألتها أمي أرأيت خروجك يوم الجمل؟قالت: إنها كانت قدرا من الله، فسألتها عن علي فقالت: تسأليني عن أحب الناس كان إلى رسول الله، وزوج أحب الناس كانت إلى رسول الله، لقد رأيت عليا وفاطمة وحسنا وحسينا قد جمع رسول الله صلى الله عليه وآله بثوب عليهم ثم قال: اللهم ان هؤلاء أهل بيتي وحامتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت: فقلت: يا رسول الله أنا من أهلك؟قال: تنحى فإنك إلى خير.

107 - وباسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله قال: نزلت هذه الآية في خمسة في وفي علي وحسن وحسين وفاطمة.

108 - وأخبرنا السيد أبو الحمد قال: حدثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني قال: حدثونا عن أبي بكر السبيعي قال: حدثنا أبو عروة الحراني قال: حدثني ابن مصغى قال: حدثنا عبد الرحيم بن واقد عن أيوب بن سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وآله وليس في البيت الا فاطمة والحسن والحسين وعلى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) فقال النبي صلى الله عليه وآله: اللهم هؤلاء أهلي.

109 - وحدثنا السيد أبو الحمد قال حدثنا الحاكم أبو القاسم باسناده عن زاذان عن الحسن بن علي قال: لما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وإياه في كساء لام سلمة خيبري ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي.

110 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: ليس شئ أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، ان الآية ينزل أولها في شئ وأوسطها في شئ وآخرها في شئ، ثم قال: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) من ميلاد الجاهلية.

111 - في بصائر الدرجات محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: الرجس هو الشك ولا نشك في ديننا أبدا.

112 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم عطف على نساء النبي صلى الله عليه وآله فقال: واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ان الله كان لطيفا خبيرا ثم عطف على آل محمد صلوات الله عليهم فقال جل ذكره: ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات إلى قوله: واجرا عظيما.

113 - في مجمع البيان قال مقاتل بن حيان: لما رجعت أسماء بنت عميس من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب دخلت على نساء رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: هل فينا شئ من القرآن؟قلن: لا، فأتت رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله ان النساء لفى خيبة وخسار فقال: ومم ذلك؟قالت: لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

114 - قال البلخي: فسر رسول الله صلى الله عليه وآله المسلم والمؤمن بقوله: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من آمن جاره بوائقه وما من آمن بي من بات شبعان وجاره طاو (55).

115 - في أصول الكافي على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الايمان يشارك الاسلام ولا يشاركه الاسلام، ان الايمان ما وقر في القلوب والاسلام ما عليه المناكح والمواريث وحقن الدماء، والايمان يشرك الاسلام والاسلام لا يشرك الايمان.

116 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن أبي الصباح الكناني قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أيهما أفضل، الايمان أو الاسلام فان من قبلنا يقولون: ان الاسلام أفضل من الايمان؟فقال: الايمان أرفع من الاسلام قلت: فأوجدني ذلك قال: ما تقول في من أحدث في المسجد الحرام متعمدا؟قال: يضرب ضربا شديدا، قال: أصبت، قال: فما تقول فيمن أحدث في الكعبة متعمدا؟قلت: يقتل. قال: أصبت الا ترى ان الكعبة أفضل من المسجد، وان الكعبة تشرك المسجد و المسجد لا يشرك الكعبة، وكذلك الايمان يشرك الاسلام والاسلام لا يشرك الايمان.

117 - علي بن إبراهيم عن العباس بن معروف عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن حماد بن عثمان عن عبد الرحمان القصير قال: كتبت مع عبد الملك بن أعين إلى أبى جعفر عليه السلام أسأله عن الايمان ما هو قال؟فكتب إلى مع عبد الملك بن أعين سألت رحمك الله عن الايمان والايمان هو الاقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالأركان، والايمان بعضه من بعض وهو دار، وكذلك الاسلام دار، والكفر دار، فقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما، فالاسلام قبل الايمان والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: الأحاديث الدالة على المغايرة بين الاسلام والايمان كثيرة والأكثر على العمل بها.

118 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد ابن خالد البرقي والحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن محمد ابن مروان عن سعيد بن طريف عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين، ومن قرأ مأة آية كتب من القانتين، ومن قرأ مأتى آية كتب من الخاشعين.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

119 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الصواعق لا تصيب ذاكرا، قلت: وما الذاكر؟قال: من قرأ مأة آية.

120 - في مجمع البيان وروى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إذا أيقظ الرجل أهله من الليل وتوضيا وصليا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.

121 - وروى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من بات على تسبيح فاطمة كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.

122 - في أصول الكافي أبو محمد القاسم بن العلا رحمه الله رفعه عن عبد العزيز بن مسلم قال: كنا مع الرضا عليه السلام بمرو فاجتمعنا في الجامع في بدو مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها.

فدخلت على سيدي عليه السلام فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسم عليه السلام ثم قال: يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن أديانهم، ان الله عز وجل لم يقبض نبيه صلى الله عليه وآله حتى أكمل له الدين إلى قوله عليه السلام: ولقد راموا صعبا و قالوا افكا وضلوا ضلالا بعيدا، ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الامام عن بصيرة، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين، رغبوا عن اختيار الله و اختيار رسوله صلى الله عليه وآله إلى اختيارهم والقرآن يناديهم: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة من أمرهم سبحان الله وتعالى عما يشركون) وقال عز وجل: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم.

123 - في كتاب في كتاب التوحيد باسناده إلى الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام لرجل: ان كنت لا تطيع خالقك فلا تأكل رزقه، وان كنت واليت عدوه فاخرج من ملكه، وان كنت غير قانع برضاه وقدره فاطلب ربا سواه.

124 - وباسناده إلى الحسين بن خالد عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: قال الله جل جلاله: من لم يرض بقضائي ولم يؤمن بقدري فليلتمس الها غيري.

125 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: في كل قضاء الله عز وجل خيرة للمؤمن.

126 - وباسناده إلى سليمان بن خالد عن أبي عبد الله الصادق عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: ضحك رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم حتى بدت نواجذه (56) ثم قال: الا تسألوني مما ضحكت؟قالوا: بلى يا رسول الله، قال: عجبت للمرء المسلم انه ليس من قضاء يقضيه الله الا كان خيرا له في عاقبة أمره.

127 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله خطب على زيد بن حارثة زينب بنت جحش الأسدية من بنى أسد بن خزيمة، وهي بنت عمة النبي صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله حتى أؤامر نفسي فأنظر، فأنزل الله عز وجل: (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة) الآية فقالت: يا رسول الله أمرى بيدك فزوجها إياه فمكثت عند زيد ما شاء الله، ثم إنهما تشاجرا في شئ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فنظر إليها رسول الله فأعجبته فقال زيد: يا رسول الله تأذن لي في طلاقها فان فيها كبرا وانها لتؤذيني بلسانها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اتق الله وامسك عليك زوجك وأحسن إليها، ثم إن زيدا طلقها وانقضت عدتها فأنزل الله عز وجل نكاحها على رسول الله صلى الله عليه وآله فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها وروى فيه أيضا غير هذا وقد نقلناه عند قوله تعالى: (وما جعل أدعيائكم أبنائكم) في أول هذه السورة.

128 - وفيه أيضا حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله يقول فيه وقد ذكر ما رأى ليلة أسرى به: دخلت الجنة فإذا على حافتيها (57) بيوتي وبيوت أزواجي وإذا ترابها كالمسك وإذا جارية تتغمس في أنهار الجنة فقلت: لمن أنت يا جارية؟فقالت: لزيد بن حارثة فبشرته بها حين أصبحت.

129 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون مع أصحاب الملل والمقالات وما أجاب به علي بن جهم في عصمة الأنبياء صلوات الله عليهم حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: واما محمد صلى الله عليه وآله وقول الله عز وجل: (وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) فان الله تعالى عرف نبيه صلى الله عليه وآله أسماء أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه في الآخرة وأنهن أمهات المؤمنين، واحدهن سمى له زينب بنت جحش وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة، فأخفى صلى الله عليه وآله اسمها في نفسه ولم يبده لكيلا يقول أحد من المنافقين: أنه قال في امرأة في بيت رجل انها أحد أزواجه من أمهات المؤمنين، وخشي قول المنافقين قال الله عز وجل: (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) يعنى في نفسك وان الله عز وجل ما تولى تزويج أحد من خلقه الا تزويج حوا من آدم و زينب من رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله عز وجل: (فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها) وفاطمة من على عليهما السلام قال: فبكى علي بن محمد الجهم وقال: يا ابن رسول الله انا تائب إلى الله تعالى من أن أنطق في أنبياء الله عليهم السلام بعد يومى هذا الا بما ذكرته.

130 - وفيه في باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء حديث طويل وفيه يقول المأمون للرضا عليه السلام: فأخبرني عن قول الله عز وجل: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق ان تخشاه) قال الرضا عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قصد دار زيد بن حارثة ابن شراحيل الكلبي في أمر أراده فرأى امرأته تغتسل فقال لها: سبحان الله الذي خلقك وانما أراد بذلك تنزيه الله تعالى عن قول من زعم أن الملائكة بنات الله، فقال الله عز وجل: (أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا انكم لتقولون قولا عظيما) فقال النبي صلى الله عليه وآله لما رآها تغتسل: سبحان الله الذي خلقك ان يتخذ ولدا يحتاج إلى هذا التطهير و الاغتسال، فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته بمجئ الرسول عليه السلام وقوله لها: (سبحان الذي خلقك) فلم يعلم زيد ما أراد بذلك، فظن أنه قال ذلك لما أعجبه من حسنها، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ان امرأتي في خلقها سوء، وانى أريد طلاقها، فقال له النبي عليه السلام: (أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه) وقد كان الله عز وجل عرفه عدد أزواجه وان تلك المرأة منهن، فأخفى ذلك في نفسه ولم يبده لزيد وخشي الناس أن يقولوا ان محمدا يقول لمولاه: ان امرأتك ستكون لي زوجة فيعيبونه بذلك، فأنزل الله تعالى: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه) يعنى بالاسلام (وأنعمت عليه) يعنى بالعتق (أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) ثم إن زيد بن حارثة طلقها واعتدت منه فزوجها الله تعالى من نبيه صلى الله عليه وآله وأنزل بذلك قرآنا فقال عز وجل: فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا ثم علم عز وجل ان المنافقين سيعيبونه بتزويجها فأنزل: ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له فقال المأمون: لقد شفيت صدري يا ابن رسول الله وأوضحت لي ما كان ملتبسا على، فجزاك الله عن أنبيائه وعن الاسلام خيرا.

131 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال ثم خاطبه في أضعاف ما أثنى عليه في الكتاب من الازراء وانخفاض محله وغير ذلك، تهجينه وتأنيبه ما لم يخاطب به أحدا من الأنبياء مثل قوله: (وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) والذي بدا في الكتاب من الازراء على النبي صلى الله عليه وآله من فرية الملحدين، و هنا كلام طويل يطلب عند قوله تعالى: (ان الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا).

132 - في مجمع البيان (وتخفى في نفسك ما الله مبديه) قيل إن الذي أخفاه في نفسه هو ان الله سبحانه أعلمه انها ستكون من أزواجه، وان زيدا سيطلقها، فلما جاء زيد وقال له: أريد ان اطلق زينب قال له: أمسك عليك زوجك، فقال سبحانه: لم قلت: أمسك عليك زوجك وقد أعلمتك انها ستكون من أزواجك؟وروى ذلك عن علي بن الحسين عليهما السلام.

133 - وروى ثابت عن أنس بن مالك قال: لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وآله لزيد اذهب فاذكرها على قال زيد: فانطلقت فقلت: يا زينب أبشري قد أرسلني رسول الله صلى الله عليه وآله بذكرك ونزل القرآن، وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل عليها بغير اذن لقوله: (زوجناكها) وفى رواية فانطلقت فإذا هي تخمر عجينها فلما رأيتها عظمت في نفسي حتى ما أستطيع ان أنظر إليها حين علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله ذكرها، فوليتها ظهري وقلت: يا زينب أبشري فان رسول الله صلى الله عليه وآله يخطبك، ففرحت بذلك وقالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربى، فقامت إلى مسجدها ونزل: (زوجناكها) فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله ودخل بها.

134 - في جوامع الجامع وقرأ أهل البيت عليهم السلام زوجتكها قال الصادق عليه السلام: ما قرأتها على أبى الا كذلك إلى أن قال: وما قرأ على على النبي صلى الله عليه وآله الا كذلك، وروى أن زينب كانت تقول للنبي صلى الله عليه وآله انى لا دل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن: جدي وجدك واحد، وزوجنيك الله والسفير جبرئيل عليه السلام.

135 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه أعنى قوله (زوجناكها) وفى قوله عز وجل: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم فان هذه الآية نزلت في شأن زيد بن حارثة قالت قريش يعيرها محمد يدعى بعضنا بعضا، وقد ادعى هو زيدا.

136 - في أصول الكافي وتزوج خديجة وهو ابن بضع وعشرين سنة. فولد له منها قبل مبعثه عليه السلام القاسم ورقية وزينب وأم كلثوم، وولد له بعد المبعث الطيب والطاهر وفاطمة عليها السلام، وروى أيضا انه لم يولد له بعد المبعث الا فاطمة عليها السلام و أن الطيب والطاهر ولدا قبل مبعثه.

137 - في من لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله قال النبي: حزنا عليك يا إبراهيم وانا لصابرون يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول ما يسخط الرب.

138 - في مجمع البيان وقد وصح أنه قال للحسن: ان ابني هذا سيد.

139 - وقال أيضا للحسن والحسين عليهما السلام: ابناي هذان امامان قاما أو قعدا.

140 - وقال عليه السلام: ان كل بنى بيت ينسبون إلى أبيهم الا أولاد فاطمة فانى انا أبوهم.

141 - في تهذيب الأحكام محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن حسان عن بعض أصحابنا قال تقدم أبو الحسن الأول إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله فقال: السلام عليك يا أبة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

142 - محمد بن أحمد بن داود عن محمد بن الحسن الكوفي قال: حدثني محمد بن علي بن معمر قال: حدثنا محمد بن مسعدة قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي نجران عن علي بن أبي شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بينا الحسين عليه السلام قاعد في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم إذ رفع رأسه إليه فقال: يا أبة قال: لبيك يا بنى، قال: ما لمن أتاك بعد وفاتك زائرا لا يريد الا زيارتك؟فقال: يا بنى من أتاني بعد وفاتي زائرا لا يريد الا زيارتي فله الجنة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

143 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب عن انس في حديث طويل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أنا خاتم الأنبياء وأنت يا علي خاتم الأولياء، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ختم محمد الف نبي، وانى ختمت ألف وصى، وانى كلفت ما لم يكلفوا.

144 - في روضة الكافي باسناده إلى علي بن عيسى رفعه قال: إن موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: لا يطول في الدنيا أملك إلى قوله عز وجل له في وصيته له بالنبي صلى الله عليه وآله: يا موسى انه أمي وهو عبد صدق ويبارك عليه، كذلك فيما وضع يده عليه، كذلك كان في علمي، وكذلك خلقته، به أفتح الساعة وبأمته أختم مفاتيح الدنيا.

145 - في عوالي اللئالي وقال عليه السلام: انا أول الأنبياء خلقا وآخرهم بعثا.

146 - في مجمع البيان وصح الحديث عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله قال: انما مثلي في الأنبياء كمثل رجل بنى دارا فأكملها وحسنها الا موضع لبنة، فكان من دخلها فنظر إليها قال: ما أحسنها الا موضع هذه اللبنة، قال صلى الله عليه وآله: فانا موضع اللبنة ختم بي الأنبياء أورده البخاري ومسلم في صحيحيهما.

147 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من شئ الا وله حد ينتهى إليه الا الذكر، فليس له حد ينتهى إليه، فرض الله عز وجل الفرائض فمن أداهن فهو حدهن، وشهر رمضان فمن صامه فهو حده، والحج فمن حج فهو حده، الا الذكر فان الله عز وجل لم يرض منه بالقليل ولم يجعل له حدا ينتهى إليه ثم تلا: يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا فقال: لم يجعل الله له حدا ينتهى إليه، قال: وكان أبى عليه السلام كثير الذكر لقد كنت أمشى معه وانه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وانه ليذكر الله، ولقد كان يحدث القوم ما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه (58) يقول: لا إله إلا الله، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منا، ومن كان لا يقرأ منا امره بالذكر، والبيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه تكثر بركته، وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين، ويضئ لأهل السماء كما يضئ الكوكب لأهل الأرض، والبيت الذي لا يقرء فيه القرآن ولا يذكر الله تقل بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الا أخبركم بخير أعمالكم ارفعها في درجاتكم وأزكاها عند مليككم وخير لكم من الدنيا والدرهم، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتقتلوهم ويقتلوكم؟فقالوا: بلى، قال: ذكر الله عز وجل كثيرا ثم قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: من خير أهل المسجد؟فقال: أكثرهم لله ذكرا، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من اعطى لسانا ذاكرا فقد اعطى خير الدنيا و الآخرة، وقال في قوله تعالى: (ولا تمنن تستكثر) قال: لا تستكثر ما عملت من خير لله.

148 - حميد بن زياد عن ابن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شيعتنا الذين إذا خلوا ذكروا الله كثيرا.

149 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن علي الوشاء عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أكثر ذكر الله عز وجل أحبه الله. ومن ذكر الله كثيرا كتب له برائتان براءة من النار وبرائة من النفاق.

150 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن بكر بن أبي بكر عن زرارة بن أعين عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام من الذكر الكثير الذي قال الله عز وجل: (اذكروا الله ذكرا كثيرا).

عنه عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي أسامة زيد الشحام ومنصور بن حازم وسعيد الأعرج عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.

151 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن داود الحمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أكثر ذكر الله عز وجل أظله الله في جنته.

152 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف ابن عميرة عن سليمان بن عمرو عن أبي المغرا الخصاف رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من ذكر الله عز وجل في السر فقد ذكر الله كثيرا ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر، فقال الله عز وجل: (يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا).

153 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى عبد الله بن بكير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: (اذكروا الله ذكرا كثيرا) قال: قلت: ما أدنى الذكر الكثير؟قال: فقال: التسبيح في دبر كل صلاة ثلثا وثلاثين مرة.

154 - في مجمع البيان اختلف في معنى الذكر الكثير قيل هو أن تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر على كل حال، وقد ورد عن أئمتنا عليهم السلام انهم قالوا: من قالها ثلاثين مرة فقد ذكر الله كثيرا، وروى الواحدي باسناده عن ضحاك ابن مزاحم عن ابن عباس قال: جاء جبرئيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد قل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم عدد ما علم وزنه وملاء ما علم، فإنه من قالها كتب الله له بها ست خصال: كتب من الذاكرين الله كثيرا، وكان أفضل من ذكره بالليل والنهار وكن له غرسا في الجنة وتحاتت عنه خطاياه (59) كما تحات ورق الشجرة اليابسة، وينظر الله إليه ومن نظر إليه لم يعذبه.

155 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن بكير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام قول الله عز وجل: (اذكروا الله ذكرا كثيرا) ماذا الذكر الكثير؟قال: إن يسبح في دبر المكتوبة ثلاثين مرة.

156 - في كتاب الخصال عن زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما ابتلى المؤمن بشئ أشد عليه من ثلاث خصال يحرمها، قيل: وما هي؟قال: المواساة في ذات يده، والانصاف من نفسه، وذكر الله كثيرا، اما انى لا أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولكن ذكر الله عندما أحل له وذكر الله عندما حرم عليه.

157 - عن عبد الله بن أبي يعفور قال: أبو عبد الله عليه السلام: ثلاث لا يطيقهن الناس: الصفح عن الناس، ومواساة الأخ أخاه في ماله، وذكر الله كثيرا.

158 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يعقوب ابن عبد الله عن إسحاق بن فروخ مولى آل طلحة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا أسحق ابن فروخ من صلى على محمد وآل محمد عشرا صلى الله عليه وملائكته ألفا، اما تسمع قول الله عز وجل: هو الذي يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور و كان بالمؤمنين رحيما.

159 - في مجمع البيان وفى مسند السيد أبى طالب الهروي مرفوعا إلى أبى أيوب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، وذلك أنه لم يصل فيها أحد غيري وغيره.

160 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: واللقا هو البعث فافهم جميع ما في كتاب الله من لقائه، فإنه يعنى بذلك البعث، وكذلك قوله: تحيتهم يوم يلقونه سلام يعنى انه لا يزول عن قلوبهم يوم يبعثون.

161 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول اله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم فيما سأله فقال: لأي شئ سميت محمدا وأحمد وأبا القاسم وبشيرا ونذيرا و داعيا؟فقال صلى الله عليه وآله: اما الداعي فانى ادعوا الناس إلى دين ربي عز وجل، واما النذير فانى أنذر بالنار من عصاني، واما البشير فانى ابشر بالجنة من أطاعني والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

162 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل: انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا إلى قوله تعالى: ودع اذاهم وتوكل على الله وفى بالله وكيلا فإنها نزلت بمكة قبل الهجرة بخمس سنين، فهذا دليل على خلاف التأليف.

163 - في من لا يحضره الفقيه وروى عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: فان طلقتموهن (60) من قبل ان تمسوهن فمالكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا قال: متعوهن أي اجملوهن بما قدرتم عليه من معروف، فإنهن يرجعن بكآبة (61) ووحشة وهم عظيم وشماتة من أعدائهن، فان الله كريم يستحيى ويحب أهل الحياء ان أكرمكم أشدكم اكراما لحلائلهم.

164 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأله أبى وانا حاضر عن رجل تزوج امرأة فأدخلت عليه فلم يمسها ولم يصل إليها حتى طلقها هل عليها عدة منه؟فقال: انما العدة من الماء، قيل له: فإن كان واقعها في الفرج ولم ينزل؟فقال: إذا أدخله وجب الغسل والمهر والعدة.

165 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي - عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرجل يطلق المرأة وقد مس كل شئ منها الا انه لم يجامعها ألها عدة؟فقال: ابتلى أبو جعفر عليه السلام بذلك فقال له أبوه علي بن الحسين عليهما السلام: إذا أغلق وأرخى سترا وجب المهر والعدة.

166 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحاق بن عمار عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن الرجل يتزوج المرأة فيدخل بها ويغلق بابا ويرخى سترا عليها ويزعم أنه لم يمسها وتصدقه هي بذلك، عليها عدة؟قال: لا، قلت: فإنه شئ دون شئ! قال: إذا خرج الماء اعتدت يعنى إذا كانا مأمونين صدقا.

167 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي - بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الرجل يتزوج المرأة فيرخى عليها وعليه الستر و يغلق الباب ثم يطلقها فتسأل المرأة هل أتاك فتقول: ما اتاني، ويسأل هو هل أتيتها فيقول: لم آتها فقال: لا يصدقان، وذلك انها تريد ان تدفع العدة عن نفسها، ويريد هو أن يدفع المهر يعنى إذا كانا متهمين.

168 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الكريم عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرجل إذا طلق امرأته ولم يدخل بها؟فقال: قد بانت منه وتزوج ان شائت من ساعتها.

169 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي - عبد الله عليه السلام قال: إذا طلق الرجل امرأته قبل ان يدخل بها فليس عليها عدة تتزوج من ساعتها ان شائت وتبينها تطليقة واحدة، وإن كان فرض لها مهرا فلها نصف ما فرض.

170 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار وأبو العباس محمد بن جعفر الرزاز عن أيوب بن نوح وحميد بن زياد عن ابن سماعة جميعا عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا طلق الرجل امرأته قبل ان يدخل بها فقد بانت منه، وتتزوج ان شاءت من ساعتها، وإن كان فرض لها مهرا فلها نصف المهر، وان لم يكن فرض لها مهرا فليمتعها.

171 - على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في رجل طلق امرأته قبل ان يدخل بها؟قال: عليه نصف المهر إن كان فرض لها شيئا، وان لم يكن فرض لها فليمتعها على نحو ما يمتع مثلها من النساء.

172 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي - حمزة عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل طلق امرأته قبل ان يدخل بها؟قال: عليه نصف المهران كان فرض لها، وان لم يكن فرض لها شيئا فليمتعها على نحو ما يمتع به مثلها من النساء.

173 - في مجمع البيان (فمتعوهن) قال ابن عباس: هذا إذا لم يكن سمى لها مهرا، فإذا فرض لها صداقا فلها نصفه ولا تستحق المتعة، وهو المروى عن أئمتنا عليهم السلام والآية محمولة عندنا على التي لم يسم لها مهر فتجب لها المتعة.

174 - عن حبيب ابن ثابت قال كنت قاعدا عند علي بن الحسين عليهما السلام فجائه رجل فقال: انى قلت: يوم أتزوج فلانة فهي طالق قال: اذهب فتزوجها فان الله تعالى بدأ النكاح قبل الطلاق وقرء هذه الآية.

175 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: يا أيها النبي انا حللنا لك أزواجك قلت: كم أحل له من النساء؟قال: ما شاء من شئ.

176 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نجران عن عبد الكريم ابن عمرو عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله: (يا أيها النبي انا أحللنا لك أزواجك) كم أحل له من النساء؟قال: ما شاء من شئ.

177 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: قوله: لا يحل لك النساء من بعد ولا ان تبدل بهن من أزواج فقال: لرسول الله صلى الله عليه وآله ان ينكح ما شاء من بنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته، وأزواجه اللاتي هاجرن معه، وأحل له أن ينكح من عرض المؤمنين بغير مهر وهي الهبة، ولا تحل الهبة الا لرسول الله صلى الله عليه وآله فأما لغير رسول الله فلا يصلح نكاح الا بمهر، وذلك معنى قوله تعالى وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي.

178 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نجران عن عبد الكريم بن عمرو عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله: (يا أيها النبي انا أحللنا لك أزواجك) كم أحل له من النساء؟قال: ما شاء من شئ. قلت: (وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي) فقال: لا تحل الهبة الا لرسول الله صلى الله عليه وآله واما لغير رسول الله فلا يصلح نكاح الا بمهر.

179 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان ومحمد بن سنان جميعا عن ابن مسكان عن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المرأة تهب نفسها للرجل ينكحها بغير مهر؟فقال: انما كان هذا للنبي صلى الله عليه وآله فاما لغيره فلا يصلح هذا حتى يعوضها شيئا يقدم إليها قبل أن يدخل بها قل أو كثر، ولو ثوب أو درهم وقال: يجزى الدرهم.

180 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود بن سرحان عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: (وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي) فقال: لا تحل الهبة الا لرسول الله صلى الله عليه وآله وأما غيره فلا يصلح نكاح الا بمهر.

181 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تحل الهبة الا لرسول الله صلى الله عليه وآله واما غيره فلا يصلح نكاح الا بمهر.

182 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن عبد الله بن سنان عن أبي - عبد الله عليه السلام في امرأة وهبت نفسها لرجل ووهبها له وليها؟فقال: لا انما كان ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وليس لغيره الا ان يعوضها شيئا قل أو كثر.

183 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أبي القاسم الكوفي عن عبد الله بن المغيرة عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في امرأة وهبت نفسها لرجل من المسلمين؟قال: إن عوضها كان ذلك مستقيما.

184 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فدخلت عليه وهو في منزل حفصة والمرأة متلبسة متمشطة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله ان المرأة لا تخطب الزوج وانا امرأة أيم (62) لا زوج لي منذ دهر ولا ولد، فهل لك من حاجة، فان تك فقد وهبت نفسي لك ان قبلتني، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله خيرا ودعا لها، ثم قال: يا أخت الأنصار جزاكم الله عن رسول الله خيرا فقد نصرني رجالكم ورغبت في نساءكم، فقالت لها حفصة: ما أقل حياءك وأجرأك وانهمك للرجال! (63) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كفى عنها يا حفصة فإنها خير منك رغبت في رسول الله فلمتيها وعبتيها ثم قال للمرأة: انصرفي رحمك الله فقد أوجب الله لك الجنة لرغبتك في وتعرضك لمحبتي وسروري، وسيأتيك أمرى إن شاء الله، فأنزل الله عز وجل: (وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين) قال: فأحل الله عز وجل هبة المرأة نفسها لرسول الله ولا يحل ذلك لغيره.

185 - في تفسير علي بن إبراهيم (وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي) فإنه كان سبب نزولها ان امرأة من الأنصار أتت رسول الله صلى الله عليه وآله وقد تهيأت وتزينت فقالت: يا رسول الله هل لك في حاجة فقد وهبت نفسي لك؟فقالت لها عائشة: قبحك الله ما أنهمك للرجال! فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: مه يا عائشة فإنها رغبت في رسول الله إذ زهدتن فيه، ثم قال: رحمك الله رحمكم يا معاشر الأنصار ينصرني رجالكم وترغب في نساؤكم ارجعي رحمك الله فانى انتظر أمر الله عز وجل، فأنزل الله عز وجل: (وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي ان أراد ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين) فلا تحل الهبة الا لرسول الله صلى الله عليه وآله.

186 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله بخمس عشرة امرأة، ودخل بثلاثة منهن، وقبض عن تسع، فاما اللتان لم يدخل بهما فعمرة والشنبا (64) واما الثلاث اللاتي دخل بهن فأولهن خديجة إلى قوله: (والتي وهبت نفسها للنبي) خولة بنت حكيم السلمى، وقد تقدم هذا الحديث بتمامه في هذه السورة.

187 - في مجمع البيان وقيل: إنها لما وهبت نفسها للنبي قالت عائشة: ما بال النساء يبذلن أنفسهن بلا مهر؟فنزلت الآية، فقالت عائشة: ما أرى الله تعالى الا يسارع في هواك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وانك ان أطعت الله سارع في هواك.

188 - واختلف في أنه هل كنت عند النبي امرأة وهبت نفسها له أم لا؟فقيل إنه لم تكن، وقيل: بل كانت إلى قوله: وقيل هي امرأة من بنى أسد يقال لها أم شريك بنت جابر عن علي بن الحسين عليهما السلام.

189 - في كتاب الخصال في الحديث المتقدم عن الصادق عليه السلام وكان له سريتان يقسم لها مع أزواجه مارية القبطية وريحانة الخندفية.

190 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن ابن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: أرأيت قوله: ترجى من تشاء منهن وتؤوى إليك من تشاء قال: من آوى فقد نكح ومن أرجى فلم ينكح، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة هنا.

191 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم انزل الله عز وجل هذه الآية وهي آية التخيير فقال: يا أيها النبي قل لأزواجك إلى قوله اجرا عظيما فقامت أم سلمة أول من قامت فقالت: قد اخترت الله ورسوله فقمن كلهن فعانقنه وقلن مثل ذلك، فأنزل الله عز وجل: (ترجى من تشاء منهن وتؤوى إليك من تشاء) فقال الصادق عليه السلام: من آوى فقد نكح ومن أرجى فقد طلق، وقوله عز وجل: (ترجى من تشاء منهن) مع هذه الآية قوله عز وجل: (يا أيها النبي قل لا زواجك إلى قوله: اجرا عظيما) وقد أخرت عنها في التأليف وقد كتبنا ذلك فيما تقدم.

192 - في مجمع البيان (ترجى من تشاء منهن وتؤوى إليك من تشاء) قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام من أرجى لم ينكح ومن آوى فقد نكح.

193 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نجران عن عبد الكريم بن عمرو عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: لا يحل لك النساء من بعد فقال: انما عنى به لا يحل لك النساء التي حرم الله عليك في هذه الآية: (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم) إلى آخرها ولو كان الامر كما يقولون كان قد أحل لكم ما لم يحل له، لان أحدكم يستبدل كلما أراد، ولكن الامر ليس كما يقولون إن الله عز وجل أحل لنبيه صلى الله عليه وآله ان ينكح من النساء ما أراد الا ما حرم في هذه الآية في سورة النساء.

194 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل: (لا يحل لك النساء من بعد) قال انما عنى به النساء اللاتي حرم عليه في هذه الآية: (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم) إلى آخر الآية ولو كان الامر كما يقولون كان قد أحل لكم ما لم يحل له. ان أحدكم يستبدل كلما أراد ولكن ليس الامر كما يقولون إن الله عز وجل أحل لنبيه صلى الله عليه وآله ما أراد من النساء الا ما حرم عليه في هذه الآية التي في النساء.

195 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (لا يحل لك النساء من بعد ولا ان تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن الا ما ملكت يمينك) فقال: أراكم وأنتم تزعمون أنه يحل لكم ما لم يحل لرسول الله صلى الله عليه وآله وقد أحل الله تعالى لرسول الله ان يتزوج من النساء ما شاء، انما قال: لا يحل لك النساء من بعد الذي حرم عليك قوله: (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم) إلى آخر الآية.

196 - أحمد بن محمد العاصمي عن علي بن الحسن بن الفضال عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أرأيت قول الله عز وجل (لا يحل لك النساء من بعد) فقال: إنما لم يحل له النساء التي حرم عليه في هذه الآية (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم) في هذه الآية كلها، ولو كان الامر كما يقولون لكان قد أحل لكم ما لم يحل له هو لان أحدكم يستبدل كلما أراد ولكن ليس الامر كما يقولون أحاديث آل محمد خلاف أحاديث الناس، ان الله عز وجل أحل لنبيه صلى الله عليه وآله ان ينكح من النساء ما أراد الا ما حرم الله عليه في سورة النساء في هذه الآية.

197 - في مجمع البيان: ولو أعجبك حسنهن يعنى ان أعجبك حسن ما حرم عليك من جملتهن ولم يحللن لك وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.

198 - في أصول الكافي محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل عن محمد بن سليمان عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لما احتضر الحسن بن علي عليه السلام قال للحسين عليه السلام: يا اخى انى أوصيك بوصية فاحفظها فإذا انا مت فهيأني ثم وجهني إلى رسول الله صلى الله عليه وآله لأحدث به عهدا، ثم اصرفني إلى أمي فاطمة عليها السلام، ثم ردني فادفني في البقيع، واعلم أنه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها وعداوتها لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وعداوتها لنا أهل البيت، فلما قبض الحسن عليه السلام وضع على سريره وانطلق به إلى مصلى رسول الله صلى الله عليه وآله الذي كان يصلى فيه على الجنائز فصلى على الحسن عليه السلام فلما ان صلى عليه حمل فادخل المسجد فلما أوقف على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله بلغ عائشة الخبر، وقيل لها: انهم قد اقبلوا بالحسن بن علي عليه السلام ليدفنوه مع رسول الله صلى الله عليه وآله فخرجت مبادرة على بغل بسرج - فكانت أول امرأة ركبت في الاسلام سرجا - فوقفت وقالت: نحوا ابنكم عن بيتي فإنه لا يدفن فيه شئ ولا يهتك على رسول الله حجابه، فقال لها الحسين بن علي عليه السلام: قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله صلى الله عليه وآله وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله صلى الله عليه وآله قربه، وان الله سائلك عن ذلك يا عائشة ان أخي أمرني ان أقربه من أبيه رسول الله ليحدث به عهدا واعلمي ان أخي أعلم الناس بالله ورسوله، وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله صلى الله عليه وآله ستره، لان الله تبارك وتعالى يقول: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم وقد أدخلت بيت رسول الله صلى الله عليه وآله الرجال بغير اذنه، وقد قال الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) ولعمري لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند اذن رسول الله المعاول، وقال الله عز وجل: (ان الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله صلى الله عليه وآله بقربهما منه الأذى، وما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله، ان الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياءا، والله يا عائشة لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن عند أبيه عليه السلام جائزا فيما بيننا وبين الله لعلمت انه سيدفن وان رغم معطسك (65) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

199 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال: دخل الحسين بن علي عليهما السلام على أخيه الحسن بن علي عليه السلام في مرضه الذي توفى فيه فقال: كيف تجدك يا أخي؟قال: أجدني في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا إلى قوله: وان تدفنني مع رسول الله صلى الله عليه وآله فانى أحق به وببيته ممن ادخل بيته بغير اذنه ولا كتاب جاءهم من بعده، قال الله فيما انزل على نبيه صلى الله عليه وآله في كتابه: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم) فوالله ما اذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير اذنه، ولا جاءهم الاذن في ذلك من بعد وفاته، ونحن مأذون لها في التصرف فيما ورثناه من بعده، فان أنت غلبك الامر فأنشدك بالقرابة التي قرب الله عز وجل منك والرحم الماسة من رسول الله صلى الله عليه وآله ان تهريق في محجمة من دم حتى نلقى رسول الله فنختصم إليه ونخبره بما كان من الناس إلينا بعده ثم قبض عليه السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

200 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عمرو بن جميع عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان جبرئيل إذا اتى النبي صلى الله عليه وآله قعد بين يديه قعدة العبد، وكان لا يدخل حتى يستأذنه.

201 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم) فإنه لما ان تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله بزينب بنت جحش وكان يحبها فأولم ودعا أصحابه فكان أصحابه إذا اكلوا يحبون ان يتحدثوا عند رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان يحب ان يخلو مع زينب فأنزل الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم) وذلك انهم كانوا يدخلون بلا اذن، فقال عز وجل: (الا أن يؤذن لكم) إلى قوله تعالى (من وراء حجاب).

202 - في جوامع الجامع وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وعنده ميمونة فاقبل ابن أم مكتوم وذلك بعد ان أمرنا بالحجاب فقال: احتجبا فقلنا: يا رسول الله أليس أعمى لا يبصرنا؟فقال: أفعميا وان أنتما ألستما تبصرانه؟.

وروى أن بعضهم قال أتنهى ان نكلم بنات عمنا الا من وراء حجاب لئن مات محمد لا تزوجن عائشة؟وعن مقاتل هو طلحة بن عبيد الله فنزلت: وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله إلى آخر الآية.

204 - في مجمع البيان ونزلت آية الحجاب لما بنى رسول الله صلى الله عليه وآله بزينب بنت جحش وأولم عليها، قال انس: أولم عليها بتمر وسويق وذبح شاة وبعثت إليه أمي أم سليم بحيس في تور (66) من حجارة فأمرني رسول الله صلى الله عليه وآله ان ادعوا لصحابه إلى الطعام فدعوتهم فجعل القوم يجيئون ويأكلون ويخرجون، ثم يجيئ القوم فيأكلون و يخرجون قلت: يا نبي الله قد دعوت حتى ما أجد أحدا أدعوه فقال: ارفعوا طعامكم فرفعوا وخرج القوم وبقى ثلاثة نفر يتحدثون في البيت، فأطالوا المكث فقام صلى الله عليه وآله وقمت معه لكي يخرجوا فمشى حتى بلغ حجرة عائشة ثم ظن أنهم قد خرجوا فرجع ورجعت معه، فإذا هم جلوس مكانهم فنزلت الآية ونزل قوله: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله) إلى آخر الآية في رجل من الصحابة قال: لئن قبض رسول الله لأنكحن عائشة بنت أبي بكر عن ابن عباس، قال مقاتل: وهو طلحة بن عبيد الله وقيل: إن رجلين قالا: أينكح محمد نساءنا ولا ننكح نسائه والله لئن مات لنكحنا نساءه وكان أحدهما يريد عائشة والاخر يريد أم سلمة عن أبي حمزة الثمالي.

205 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله عز وجل: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ان ذلكم كان عند الله عظيما) فإنه كان سبب نزولها انه لما أنزل الله: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) وحرم الله نساء النبي على المسلمين غضب طلحة فقال: يحرم محمد علينا نساءه ويتزوج هو نساءنا! لئن أمات الله عز وجل محمدا لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نساءنا، فأنزل الله عز وجل: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا أزواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما).

206 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه إليهم في قول الله عز وجل: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله في علي والأئمة كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا).

207 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام أنه قال: لو لم يحرم على الناس أزواج النبي صلى الله عليه وآله لقول الله عز وجل: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا أزواجه من بعده ابدا) حرم على الحسن والحسين عليهما السلام لقول الله تبارك وتعالى: (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء) ولا يصلح للرجل ان ينكح امرأة جده.

208 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة قال: حدثني سعد بن أبي عروة عن قتادة عن الحسن البصري ان رسول الله صلى الله عليه وآله: تزوج امرأة من بنى عامر بن صعصعة فقال لها سناة (67) وكانت من أجمل أهل زمانها، فلما نظرت إليها عائشة وحفصة قالتا: لتغلبنا هذه على رسول الله صلى الله عليه وآله بجمالها، فقالتا لها: لا يرى منك رسول الله صلى الله عليه وآله حرصا، فلما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله تناولها بيده فقالت: أعوذ بالله فانقبضت يد رسول الله عنها فطلقها وألحقها بأهلها، وتزوج رسول الله صلى الله عليه وآله امرأة من كندة بنت أبي الجون فلما مات إبراهيم ابن رسول الله ابن مارية القبطية قالت: لو كان نبيا ما مات ابنه فألحقها رسول الله صلى الله عليه وآله بأهلها قبل أن يدخل بها، فلما قبض رسول الله وولى الناس أبو بكر أتته العامرية والكندية وقد خطبتا فاجتمع أبو بكر وعمر وقالا لهما: اختارا ان شئتما الحجاب وان شئتما الباه، فاختارتا الباه فتزوجتا فجذم أحد الزوجين وجن الاخر، قال عمر بن أذينة: فحدثت بهذا الحديث زرارة و الفضيل فرويا عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: ما نهى عز وجل عن شئ الا وقد عصى فيه حتى لقد نكحوا أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله من بعده، وذكر هاتين العامرية والكندية، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: لو سألتم عن رجل تزوج امرأة فطلقها قبل ان يدخل بها أتحل لابنه؟لقالوا: لا، فرسول الله صلى الله عليه وآله أعظم حرمة من آبائهم.

209 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام نحوه، وقال في حديثه: وهم يستحلون أن يتزوجوا أمهاتهم ان كانوا مؤمنين، وان أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله في الحرمة مثل أمهاتهم.

210 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب ان عليا عليه السلام توفى عن أربع نسوة: امامة وأمها زينب بنت النبي صلى الله عليه وآله، وأسماء بنت عميس، وليلى التميمية، وأم البنين الكلابية، ولم يتزوجن بعده، وخطب المغيرة بن نوفل امامة ثم أبو الهياج ابن أبي سفيان بن الحرث فروت عن علي عليه السلام انه لا يجوز لأزواج النبي والوصي عليهما السلام ان يتزوجن بغيره بعده، فلم تتزوج امرأة ولا أم ولد بهذه الرواية.

211 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن إبراهيم بن أبي البلاد ويحيى بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم عن معاوية بن عمار قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام نحوا من ثلاثين رجلا إذ دخل أبى فرحب به أبو عبد الله عليه السلام واجلسه إلى جنبه واقبل عليه طويلا ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ان لأبي معاوية حاجة فلو خففتم. فقمنا جميعا فقال لي أبى: ارجع يا معاوية فرجعت فقال أبو عبد الله عليه السلام: هذا ابنك قال: نعم وهو يزعم أن أهل المدينة يصنعون شيئا لا يحل لهم؟قال: و ما هو؟قلت: ان المرأة القرشية والهاشمية تركب وتضع يدها على رأس الأسود و ذراعها على عنقه فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا بنى اما تقرء القرآن؟قلت: بلى. قال: اقرأ هذه الآية لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن حتى بلغ وما ملكت ايمانهن ثم قال: يا بنى لا بأس ان يرى المملوك الشعر والساق.

212 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر ما فضل الله نبيه صلى الله عليه وآله فقال جل ذكره ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما قال صلوات الله عليه تزكية له وثناءا عليه وصلاة الملائكة مدحهم له وصلاة الناس دعائهم له والتصديق والاقرار بفضله، وقوله تعالى: (وسلموا تسليما) يعنى سلموا له بالولاية وبما جاء به.

213 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة حديث طويل وفيه: قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، إلى قوله عليه السلام: اما الآية السابعة فقوله تعالى: (ان الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقد علم المعاندون منهم انه لما نزلت هذه الآية قيل: يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك؟فقال تقولون: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد، فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف؟قالوا: لا، قال المأمون: هذا مما لا خلاف فيه أصلا وعليه اجماع الأمة فهل عندك في الال شئ أوضح من هذا في القرآن؟قال أبو الحسن عليه السلام: نعم أخبروني عن قول الله تعالى: (يس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم) فمن عنى بقوله: يس؟قالت العلماء: يس محمد عليه السلام لم يشك فيه أحد، قال أبو الحسن عليه السلام: فان الله عز وجل أعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه الا من عقله وذلك أن الله عز وجل لم يسلم على أحد الا على الأنبياء صلوات الله عليهم فقال تبارك و تعالى: (سلام على نوح في العالمين) وقال: (سلام على إبراهيم) وقال: (سلام على موسى وهارون) ولم يقل: سلام على آل نوح ولم يقل سلام على آل إبراهيم، ولم يقل: سلام على آل موسى وهارون، وقال: سلام على آل ياسين يعنى آل محمد صلى الله عليه وآله، فقال المأمون: قد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه فهذه السابعة.

214 - وفى باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين: والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله واجبة في كل موطن وعند الناس العطاس والذبايح و غير ذلك.

215 - في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان ابن يحيى عن حسين بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله عز وجل ولم يصلوا على نبيهم الا كان ذلك المجلس حسرة ووبالا عليهم.

216 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه شرائع الدين إلى أن قال عليه السلام: والصلاة على النبي وآله صلى الله عليه وآله واجبة في كل المواطن وعند العطاس والرياح وغير ذلك.

217 - وفيه فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: صلوا على محمد وآل محمد، فان الله تعالى يقبل دعاءكم عند ذكر محمد ودعائكم وحفظكم إياه إذا قرأتم (ان الله وملائكته يصلون على النبي) فصلوا عليه في الصلاة كنتم أو في غيرها.

218 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أربعة أوتوا سمع الخلائق: النبي صلى الله عليه وآله، وحور العين، والجنة والنار، فما من عبد يصلى على النبي صلى الله عليه وآله أو يسلم عليه الا بلغه ذلك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

219 - في الكافي علي بن إبراهيم عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إذا أذنت فافصح بالألف والهاء، وصل على النبي كلما ذكرته أو ذكره ذاكر في أذان أو في غيره.

220 - في من لا يحضره الفقيه وروى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: و صل على النبي صلى الله عليه وآله كلما ذكرته أو ذكره ذاكر عندك في اذان أو غيره، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

221 - في كتاب ثواب الأعمال عن أبي المغرا قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام: يقول: من قال في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يثنى رجليه أو يكلم أحدا: (ان الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل على محمد وذريته) قضى الله له مأة حاجة سبعين في الدنيا وثلاثين في الآخرة، قال: قلت: ما معنى صلاة الله وصلاة ملائكته وصلاة المؤمن؟قال: صلاة الله رحمة من الله، و صلاة الملائكة تزكية منهم له، وصلاة المؤمنين دعاء منهم له، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

222 - في ارشاد المفيد رحمه الله باسناده إلى أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، وذلك أنه لم يرفع إلى السماء شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله الا منى ومن على.

223 - في مجمع البيان وفي مسند السيد أبى طالب الهروي مرفوعا إلى أبى أيوب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، وذلك أنه لم يصل فيها أحد غيري وغيره.

224 - في كتاب التوحيد خطب لعلى عليه السلام وفيها: وبالشهادتين تدخلون الجنة وبالصلاة تنالون الرحمة، فأكثروا من الصلاة على نبيكم وآله، ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.

225 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر قال: حدثنا المعلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور القمي عن أحمد بن حفص البزاز الكوفي عن أبيه عن ابن أبي حمزة عن أبيه قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فقال: الصلاة من الله عز وجل رحمة ومن الملائكة تزكية، ومن الناس دعاء، واما قوله عز وجل: (سلموا تسليما) فيما ورد عنه قال: فقلت له: فكيف نصلى على محمد وآله؟قال: تقولون: صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته، قال: قلت: فما ثواب من صلى على النبي وآله بهذه الصلوات؟قال: الخروج من الذنوب والله كهيئة يوم ولدته أمه.

226 - في الكافي أبو علي الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن علي بن مهزيار عن موسى بن القاسم قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام طفت يوما عن رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ثلاث مرات: صلى الله على رسول الله.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

227 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان ابن يحيى قال: كنت عند الرضا عليه السلام فعطس فقلت: صلى الله عليك ثم عطس فقلت: صلى الله عليك وقلت له: جعلت فداك إذا عطس مثلك (68) يقال له كما يقول بعضنا لبعض: يرحمك الله أو كما نقول؟قال: نعم أليس تقول: صلى الله على محمد وآل محمد؟قلت: بلى، قال: ارحم محمدا وآل محمد؟ (69) قال: بلى وقد صلى عليه ورحمه، و انما صلاتنا عليه رحمة لنا وقربة.

228 - محمد بن الحسين (الحسن خ ل) عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن علي بن النعمان عن أبي مريم الأنصاري عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: كيف كانت الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله؟قال: لما غسله أمير المؤمنين عليه السلام وكفنه سجاه (70) ثم أدخل عليه عشرة، فداروا حوله ثم وقف أمير المؤمنين عليه السلام في وسطهم وقال: (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فيقول القوم كما يقول حتى صلى عليه أهل المدينة وأهل العوالي (71).

229 - محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن سيف عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما قبض النبي صلى الله عليه وآله صلت عليه الملائكة و المهاجرون والأنصار فوجا فوجا، قال: وقال أمير المؤمنين عليه السلام: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في صحته وسلامته: انما أنزلت هذه الآية على بعد قبض الله لي: (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).

230 - في الكافي أبو علي الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن علي بن مهزيار عن حماد بن عيسى عن محمد بن مسعود قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام انتهى إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله فوضع يده عليه وقال: اسأل الله الذي اجتباك واختارك وهداك وهدى بك أن يصلى عليك، ثم قال: (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).

231 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة قال فيها عليه السلام: أكثروا من الصلاة على نبيكم (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).

232 - وخطبة له عليه السلام يقول فيها: (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) اللهم صل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، وتحنن على محمد وآل محمد وسلم على محمد وآل محمد، كأفضل ما صليت وباركت وترحمت وتحننت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد.

233 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: ان موسى صلى الله عليه ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته وقد ذكر محمدا صلى الله عليه وآله فصل عليه يا ابن عمران فانى اصلى عليه وملائكتي.

234 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: فاما ما علمه الجاهل والعالم من فضل رسول الله صلى الله عليه وآله من كتاب الله فهو قول الله سبحانه (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) ولهذه الآية ظاهر وباطن، فالظاهر قوله: (صلوا عليه) والباطن قوله: (وسلموا تسليما) أي سلموا لمن وصاه واستخلفه عليكم فضله وما عهد به إليه تسليما، وهذا مما أخبرتك انه لا يعلم تأويله الا من لطف حسه وصفا دهنه وصح تميزه.

235 - في محاسن البرقي عن محمد بن سنان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) قال: فقال: اثنوا عليه وسلموا له.

236 - في الصحيفة السجادية في دعائه عليه السلام في طلب الحوائج وصل على محمد وآله صلاة دائمة نامية لا انقطاع لأبدها، ولا منتهى لأمدها، واجعل ذلك عونا لي و سببا لنجاح طلبتي انك واسع كريم.

236 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة واعد لهم عذابا مهينا قال: نزلت فيمن غصب أمير المؤمنين صلوات الله عليه حقه، وأخذ حق فاطمة صلوات الله عليها وأذاها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من اذاها في حياتي كمن أذاها بعد موتى ومن اذاها بعد موتى كمن اذاها في حياتي، ومن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله وهو، قول الله عز وجل: (ان الذين يؤذون الله ورسوله) الآية.

238 - في مجمع البيان حدثنا السيد أبو الحمد قال: حدثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني قال: حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أحمد بن أبي دارم الحافظ قال: حدثنا علي بن أحمد العجلي قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا أرطأة بن حبيب قال: حدثني أبو خالد الواسطي وهو آخذ بشعره قال: حدثني زيد ابن علي بن الحسين وهو آخذ بشعره، قال حدثني علي بن الحسين وهو آخذ بشعره قال: حدثني الحسين بن علي وهو آخذ بشعره قال: حدثني علي بن أبي طالب وهو آخذ بشعره قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله وهو آخذ بشعره فقال: من آذى شعرة منك فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فعليه لعنة الله.

239 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أخر رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة من الليالي العشاء الآخرة ما شاء الله، فجاء عمر فدق الباب فقال: يا رسول الله نام النساء نام الصبيان فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ليس لكم ان تؤذوني ولا تأمروني انما عليكم ان تسمعوا وتطيعوا.

240 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن عبد الله بن سنان قال: كان رجل عند أبي عبد الله عليه السلام فقرأ هذه الآية: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام فما ثواب من ادخل عليه السرور؟فقلت: جعلت فداك عشر حسنات؟قال: أي والله وألف ألف حسنة.

241 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبي سنان عن منذر بن يزيد عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الصدود لأوليائي (72) فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم فيقال: هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم وعاندوهم وعنفوهم في دينهم ثم يؤمر بهم إلى جهنم.

242 - في كتاب الخصال عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال الناس رجلان مؤمن وجاهل فلا تؤذى المؤمن ولا تجهل على الجاهل فتكون مثله.

243 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات) يعنى عليا وفاطمة صلوات الله عليهما (بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا) وهي جارية في الناس كلهم.

244 - وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من بهت مؤمنا أو مؤمنة أقيم في طينة خبال (73) أو يخرج مما قال.

245 - واما قوله عز وجل: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن فإنه كان سبب نزولها ان النساء كن يخرجن إلى المسجد ويصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا كان بالليل وخرجن إلى صلاة المغرب والعشاء الآخرة يقعد الشباب لهن في طريقهن فيؤذونهن ويتعرضوا لهن فأنزل الله عز وجل: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين) إلى قوله تعالى (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما).

246 - واما قوله عز وجل: لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض أي شك والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا فإنها نزلت في قوم منافقين كانوا في المدينة يرجفون برسول الله صلى الله عليه وآله إذا خرج في بعض غزواته يقولون: قتل وأسر فيغتم المسلمون لذلك، ويشكون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأنزل الله عز وجل في ذلك: (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض) أي شك (والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا) أي نأمرك باخراجهم من المدينة الا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: (ملعونين) فوجبت عليهم اللعنة بعد اللعنة بقول الله.

247 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق حديث عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ولا يلعن الله مؤمنا قال الله عز وجل: ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا.

248 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل: يوم تقلب وجوههم في النار فإنها كناية عن الذين عصبوا آل محمد حقهم يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا يعنى في أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقالوا ربنا انا أطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيلا وهما رجلان والسادة و الكبراء هما أول من بدأ بظلمهم وغصبهم، وقوله عز وجل: (فاضلونا السبيلا) أي طريق الجنة والسبيل أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

249 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقول عليه السلام: وتقربوا إلى الله بتوحيده وطاعة من أمركم أن تطيعوه ولا تمسكوا بعصم الكوافر، ولا يخلج بكم الغى فتضلوا عن سبل الرشاد باتباع أولئك الذين ضلوا وأضلوا، قال الله عز من قائل في طائفة ذكرهم بالذم في كتابه: (انا أطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيلا * ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا).

250 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن النضر بن سويد عن صفوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام ان بني إسرائيل كانوا يقولون ليس لموسى ما للرجال، وكان موسى إذا أراد الاغتسال ذهب إلى موضع لا يراه فيه أحد، فكان يوما يغتسل على شط نهر وقد وضع ثيابه على صخرة، فأمر الله عز وجل الصخرة فتباعدت عنه حتى نظر بنو إسرائيل إليه فعلموا ان ليس كما قالوا، فأنزل الله: يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى لاية.

251 - أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه إليهم قال: يا أيها الذين آمنوا لا تؤذوا رسول الله في علي والأئمة صلوات الله عليهم كما آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا.

252 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه إليهم في قول الله عز وجل: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله) في علي والأئمة (كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا).

253 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لعلقمة: يا علقمة ان رضا الناس لا يملك، وألسنتهم لا تضبط، ألم ينسبوا موسى عليه السلام إلى أنه عنين وآذوه حتى برأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها.

254 - في مجمع البيان واختلفوا في ما أوذي به موسى على أقوال: أحدها أن موسى وهارون صعدا الجبل فمات هارون فقالت بنو إسرائيل: قتلته فأمر الله الملائكة فحملته حتى مروا به على بني إسرائيل، وتكلمت الملائكة بموته حتى عرفوا انه قد مات، وبرأه الله من ذلك عن علي عليه السلام.

255 - وثانيها ان موسى عليه السلام كان حييا ستيرا (74) يغتسل وحده، فقالوا: ما يتستر منا الا لعيب بجلده إما برص واما ادره (75) فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر، فمر الحجر بثوبه فطلبه موسى فرآه بنوا إسرائيل عريانا كأحسن الرجال خلقا فبرأه الله مما قالوا، رواه أبو هريرة مرفوعا.

256 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لعباد بن كثير البصري الصوفي: ويحك يا عباد غرك ان عف بطنك وفرجك ان الله عز وجل يقول في كتابه: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم اعلم أنه لا يقبل الله عز وجل منك شيئا حتى تقول قولا عدلا.

257 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (و من يطع الله ورسوله في ولاية على والأئمة من بعده فقد فاز فوزا عظيما) هكذا نزلت.

258 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المتفرقة باسناده إلى الحسين بن خالد قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها الآية فقال: الأمانة الولاية من ادعاها بغير حق كفر.

259 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام، فجعل أعلاها وأشرفها محمد وعلى والحسن والحسين عليهم السلام والأئمة صلوات الله عليهم، فعرضها على السماوات والأرض والجبال فغشيها نورهم، فقال الله تبارك و تعالى للسموات والأرض والجبال: هؤلاء أحبائي وأوليائي وحججي على خلقي و أئمة بريتي، ما خلقت خلقا هو أحب إلي منهم، لهم ولمن تولاهم خلقت جنتي، ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري، فمن ادعى منزلتهم منى ومحلهم من عظمتي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وجعلته مع المشركين في أسفل درك من ناري، ومن أقر بولايتهم ولم يدع منزلتهم منى ومكانهم من عظمتي جعلته معهم في روضات جناتي وكان لهم فيها فيها ما يشاؤن عندي، وأبحتهم كرامتي، وأحللتهم جواري، وشفعتهم في المذنبين من عبادي وإمائي فولايتهم أمانة عند خلقي، فأيكم يحملها بأثقالها ويدعيها لنفسه؟فأبت السماوات والأرض والجبال ان يحملنها وأشفقن منها من ادعاء منزلتها و تمنى محلها من عظمة ربهم، فلما أسكن الله عز وجل آدم وزوجته الجنة (قال لهما كلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة) يعنى شجرة الحنطة (فتكونا من الظالمين) فنظرا إلى منزلة محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والأئمة بعدهم فوجداها أشرف منازل أهل الجنة فقالا: ربنا لمن هذه المنزلة؟فقال الله جل جلاله ارفعا رؤسكما إلى ساق العرش فرفعا رؤسهما فوجدا أسماء محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الله الجبار جل جلاله، فقالا: يا ربنا ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك وما أحبهم إليك وما أشرفهم لديك؟فقال الله جل جلاله: لولاهم ما خلقتكما، هؤلاء خزنة علمي وأمنائي على سرى، إياكما ان تنظرا إليهم بعين الحسد وتمنيا منزلتهم عندي ومحلهم من كرامتي، فتدخلان بذلك في نهيي وعصياني فتكونا من الظالمين قالا: ربنا ومن الظالمون؟قال: المدعون لمنزلتهم بغير حق، فلا: ربنا فأرنا منزلة ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك، فأمر الله تبارك وتعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكال والعذاب وقال عز وجل: مكان الظالمين لهم المدعين لمنزلتهم في أسفل درك منها، كلما أرادوا ان يخرجوا منها أعيدوا فيها، وكلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب، يا آدم ويا حوا لا تنظرا إلى أنواري وحججي بعين الحسد فأهبطكما عن جواري، وأحل بكما عن هواني (فوسوس لهما الشيطان ليبدى لهما ما وورى عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين * وقاسمهما انى لكما لمن الناصحين * فدلاهما بغرور) وحملهما على تمنى منزلتهم فنظرا إليهم بعين الحسد فخذلا حتى اكلا من شجرة الحنطة، فعاد مكان ما اكلا شعيرا فأصل الحنطة كلها مما لهم يأكلاه، وأصل الشعير كله مما عاد مكان ما اكلاه، فلما اكلا من الشجرة طار الحلى ولحلل عن أجسادهما وبقيا عريانين (وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين * فقالا ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين * قال اهبطا) من جواري فلا يجاورني في جنتي من يعصيني، فهبطا موكولين إلى أنفسهما في طلب المعاش، فلما أراد الله عز وجل ان يتوب عليهما جاءهما جبرئيل عليه السلام فقال لهما إنكما ان ظلمتما أنفسكما بتمني منزلة من فضل عليكما فجزاء كما ما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار الله عز وجل إلى ارضه، فسلا ربكما بحق الأسماء التي رأيتموها على ساق العرش حتى يتوب عليكما، فقالا: اللهم انا نسألك بحق الأكرمين عليك محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والأئمة الا تبت علينا ورحمتنا، فتاب الله عليهما انه هو التواب الرحيم، فلم يزل أنبياء الله بعد ذلك يحفظون هذه الأمانة و يخبرون بها أوصياءهم والمخلصين من أمتهم فيأبون حملها ويشفقون من ادعائها، وحملها الانسان الذي قد عرف بأصل كل ظلم منه إلى يوم القيامة وذلك قول الله عز وجل: (انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا).

260 - حدثنا موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن مروان بن مسلم عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) قال: الأمانة الولاية والانسان أبو الشرور المنافق.

261 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن إسحاق بن عمار عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) قال: هي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.

262 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي حمزة عن عقيل الخزاعي ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان إذا حضر الحرب يوصى المسلمين بكلمات يقول: تعاهدوا الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها، ثم إن الزكاة جعلت مع الصلاة قربانا لأهل الاسلام على أهل الاسلام، ومن لم يعطها طيب النفس بها يرجو بها من الثمن ما هو أفضل منها فإنه جاهل بالسنة، مغبون الاجر، ضال العمر، طويل الندم بترك أمر الله تعالى والرغبة عما عليه، صالحوا عباد الله يقول الله عز وجل: (ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى) من الأمانة فقد خسر من ليس من أهلها، وضل عمله، عرضت على السماوات المبنية والأرض المهاد والجبال المنصوبة فلا أطول ولا أعرض ولا أعلى ولا أعظم منها لو امتنعت من طول أو عرض أو قوة أو عزة امتنعن، ولكن أشفقن من العقوبة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

263 - في نهج البلاغة ثم أداء الأمانة فقد خاب من ليس من أهلها انها عرضت على السماوات المبنية والأرض المدحوة، والجبال ذات الطول المنصوبة، فلا أطول ولا أعرض ولا أعلى ولا أعظم منها، ولو امتنع شئ بطول أو عرض أو قوة أو عز لامتنعن ولكن أشفقن من العقوبة وعقلن ما جهل من أضعف منهن وهو الانسان انه كان ظلوما جهولا.

264 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لبعض الزنادقة وقد قال: وأجده يقول: (انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) فما هذه الأمانة ومن هذا الانسان؟وليس من صفة العزيز الحكيم التلبيس على عباده؟واما الأمانة التي ذكرتها فهي الأمانة التي لا تجب و لا تجوز أن تكون الا في الأنبياء وأوصيائهم. لان الله تبارك وتعالى ائتمنهم على خلقه و جعلهم حججا في أرضه، فبالسامري ومن اجتمع معه وأعانه من الكفار على عبادة العجل عند غيبة موسى عليه السلام ماتم انتحال مجلس موسى من الطعام.

والاحتمال لتلك الأمانة التي لا ينبغي الا لطاهر من الرجس فاحتمل وزرها ووزر من سلك سبيله من الظالمين وأعوانهم، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله: من استن سنة حق كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن استن سنة باطل كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.

265 - في عوالي اللئالي وفى الحديث ان عليا عليه السلام إذا حضر وقت الصلاة يتململ و يتزلزل ويتلون، فيقال له: مالك يا أمير المؤمنين؟فيقول: جاء وقت الصلاة، وقت أمانة عرضها الله على السماوات والأرض فأبين ان يحملنها وأشفقن منها.

266 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي عن علي بن النعمان وأبى المعزا والوليد بن مدرك عن إسحاق قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يبعث إلى الرجل يقول له: ابتع لي ثوبا فيطلب له في السوق فيكون عنده مثل ما يجد له في السوق فيعطيه من عنده؟قال: لا يقربن هذا ولا يدنس نفسه، ان الله عز وجل يقول: (انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها و حملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) وإن كان عنده خير مما يجد له في السوق فلا يعطيه من عنده.

267 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان ابن سعيد عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: (انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها) قال: الولاية أبين أن يحملنها كفرا وحملها الانسان والانسان الذي حملها أبو فلان.

268 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله عز وجل: (انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها) قال: الأمانة هي الإمامة والامر والنهى، والدليل على أن الأمانة هي الإمامة قول الله عز وجل للأئمة صلوات الله عليهم: (ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها) يعنى الإمامة، فالأمانة هي الإمامة عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها قال: أبين ان يدعوها أو يغصبوها أهلها (وأشفقن منها وحملها الانسان) أي الأول (انه كان ظلوما جهولا * ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما).


1. المطاولة هنا بمعنى المقاتلة. .

2. دهمه: غشيه. والدهم: الداهية. .

3. اسم موضع. .

4. يقال هال عليه التراب فانهال أي صبه فانصب. .

5. لعناق كسحاب: الأنثى من أولاد المعز قبل استكمالها الحول. .

6. لا قبل به أي لا طاقة به. .

7. الصحفة: قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة قال الكسائي: أعظم القصاع: الجفنة ثم القصعة تشبع العشرة ثم الصحفة تشبع الخمسة ثم المئكلة تشبع الرجلين والثلاثة ثم الصحيفة تشبع الرجل. .

8. النهل: ما أكل من الطعام. والناهل بمعنى الريان والمراد هنا الشبع. .

9. الزغابة - بالضم -: موضوع بقرب المدينة. .

10. العقيق: اسم عدة مواضع ببلاد العرب منها عقيق المدينة وهو على ثلاثة أميال أو ميلين منها. .

11. شأمهم وعليهم أي صادر شوما عليهم. .

12. هذا هو الظاهر الموافق للمصدر والبحار ومن كتب العامة كالسيرة لابن هشام وفى الأصل (حسيسك) بالسين والجشيشة: طعام يصنع من الجشيش وهو البر يطحن غليظا. .

13. قال الجزري: البحيرة: مدينة الرسول صلى الله عليه وآله. .

14. المناواة: المعاداة .

15. عضل والقارة: قبيلتان من كنانة غدروا بأصحاب الرجيع خبيب وأصحابه، حيث طلبت من رسول الله صلى الله عليه وآله نفرا من المسلمين ليعلموهم فقالوا: يا رسول الله ان فينا اسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا في الدين فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عشرة من أصحابه فيهم خبيب بن عدي ستة من المهاجرين وأربعة من الأنصار فخرجوا حتى إذا كانوا على الرجيع وهو ماء غدروا بهم وقتلوا منهم ستة أو ثمانية وأسروا خبيب إلى آخر ما ذكره المؤرخون وسيأتي من المصنف بيان في ذلك. .

16. القماء: الذل والصغار. .

17. أي غدروا كغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع. .

18. قوله (لعنا) قال المجلسي (ره) أي لعن العضل والقارة والمراد كل من غدر ثم قال: صلى الله عليه وآله على سبيل التورية. نحن أمرناهم بذلك أي نحن أمرنا بني قريظة ان يظهروا الغدر للمصلحة وهم موافقون لنا في الباطن وانما ذلك لئلا يكون هنالك عين من عيون قريش فيعلموا بالغدر فيصير سببا لجرأتهم. .

19. الطفرة -: الوثبة في ارتفاع. .

20. بح بححا: اخذه بحة وخشونة وغلظ في صوته والمناجزة في الحرب: المبارزة والمقاتلة. .

21. الهزاهز: البلايا والحروب والشدائد التي تهز أي تحرك الناس والغريزة الطبيعة. .

22. يليل: واد قريب من بدر وقيل له فارس يليل لأنه اقبل في ركب من قريش حتى إذ هو بيليل عرضت لهم بنو بكر في عدد فقال لأصحابه: امضوا فمضوا فقام في وجوه بنى بكر حتى منعهم من أن يصلوا إليه فعرف بذلك. .

23. طعنة نجلاء أي واسعة. .

24. شائلا أي مرتفعا. .

25. قوله عليه السلام أعلى به عينا أي أبصر به وأعلم بحاله. وذؤبان العرب، صعاليكها ولصوصها. .

26. المنابذة: المكاشفة والمقاتلة. .

27. عرقبه أي قطع عرقوبه والعرقوب: عصب غليظ فوق العقب. .

28. سام فلانا الامر: كلفه إياه. .

29. الدرقة - محركة -: الترس من جلود ليس فيها خشب ولا عقب. .

30. العجاج - كسحاب -: الغبار. .

31. في المصدر (انا على وابن عبد المطلب). .

32. نزفه الدم أي سال كثيرا حتى أضعفه .

33. العفو: المحو: وعفى على الأرض: غطاها بالنبات. .

34. في الوافي: والمختار الله إضافة إلى الفاعل ومفعوله سرعة اللحاق. .

35. عفى عن الشئ: أمسك عنه. والتجلد: تكلف الجلد - بالتحريك - وهو القوة والشدة. .

36. خمر الشئ: ستره .

37. أي ترددت فيها الدموع. .

38. الخامة من الزرع: أول ما ينبت على ساق، وقيل: الطاقة الغضة وقيل: الشجرة الغضة .

39. عذيرك من فلان أي هات من يعذرك فيه، فعيل بمعنى فاعل. .

40. اللامة: الدرع. .

41. في المصدر (أسد) وهو الصحيح وكذا فيما يأتي وقد مر أيضا. .

42. الحاسر: الذي لا مغفر عليه ولا درع. .

43. المحفة: سرير يحمل عليه المريض أو المسافر. .

44. قال الجزري سبعة ارقعة يعنى سبع سماوات، وكل سماء يقال لها رقيع والجمع ارقعة. وقيل: الرقيع اسم سماء الدنيا فأعطى كل سماء اسمها. .

45. الأخدود: الحفرة المستطيلة. .

46. في البحار (ما يسوءك) أي لا تحزن من ذلك أو ما استفهامية أي أي شئ يعتريك من السوء فصرت بحيث لا تعقل مثل هذا الامر الواضح أو موصولة أي الذي يسوءك وهو القتل. وقوله (لا يقلع) أي لا يكف عن دعوتهم واذهابهم، يذهب بواحد بعد واحد. .

47. الوسيم: الحسن الوجه. .

48. قلقله فتقلقل: أي حركه فتحرك. .

49. قال الجوهري: تربت يداك: أي لا أصبت خيرا. .

50. قد اختلفت نسخ الكتاب والمصدر في اللفظة ففي بعضها (شليباء) وفى أخرى (شباء) وفى ثالثة (سيناء) والمذكور في ذيل السيرة لابن هشام ج 2 ص 648 (سبا بنت أسماء بن الصلت). .

51. وفى بعض النسخ (حبريا) مكان (خيبريا). .

52. قطوان - محركة -: موضع بالكوفة منه الأكسية القطوانية. .

53. دمدم فلان على فلان: كلمه مغضبا. .

54. البرمة: القدر من الحجر. .

55. البوائق جمع البائقة: الداهية، وطوى يطوى بمعنى جاع فهو طاواى خالي البطن جائع. .

56. النواجذ - جمع الناجذ -: وهي أفصى الأضراس وهي أربعة وهي أضراس الحلم لأنها تنبت بعد البلوغ وكمال العقل. .

57. الحافة: الجانب. .

58. لزق به: لصق. والحنك: باطن أعلى الفم من داخل. .

59. تحات الورق من الشجر: تناشر وتساقط. .

60. كذا في النسخ وفى المصحف الشريف (ثم طلقتموهن.. اه). .

61. الكآبة: الحزن والغم. .

62. الأيم من النساء: التي لا زوج لها بكرا كانت أو ثيبا. .

63. النهمة: الحاجة وبلوغ الهمة والشهوة في الشئ وهو مفهوم بكذا: مولع. .

64. قد مر اختلاف النسخ في اللفظة. .

65. المعطس - كمقعد -: الانف. .

66. الحيس: تمر يخلط بسمن واقط فيعجن ويدلك شديدا حتى يمتزج ثم يندر نواه والتور: اناء صغير. .

67. كذا في النسخ وفى المصدر (سنى) بدل (سناة). .

68. أي من المعصومين. .

69. كذا في النسخ وتوافقها المصدر أيضا وقال بعض المحشين: لعل هنا سقطا أو السائل سكت عن الجواب. .

70. سجى الميت: مد عليه ثوبا وغطاه به. .

71. العوالي: قرى بظاهر المدينة. .

72. صد عنه أي اعرض وصده عن الامر: منعه وصرفه عنه أي أين المعرضون عن الأولياء المعادون لهم أو أين المانعون لهم عن حقوقهم أو أين المستهزلان بهم قاله المولى الصالح قده. .

73. بهته بهتا: قذفه بالباطل وافترى عليه الكذب، وطينة خبال فسرت في الحديث بصديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة. .

74. الحيى: ذو الحياء. والستير. العفيف. .

75. الأرة: نفخة في الخصية. .