تفسير سورة القمر
1 - في كتاب ثواب الأعمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة اقتربت الساعة أخرجه الله من قبره على ناقة من نوق الجنة.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة اقتربت الساعة في كل عشية بعث يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة البدر، ومن قرأها كل ليلة كان أفضل وجاء يوم القيامة ووجهه مسفر على وجوه الخلائق وانشق القمر قال ابن عباس: اجتمع المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ان فعلت تؤمنون؟قالوا: نعم، وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله صلى الله عليه وآله ربه ان يعطيه ما قالوا فانشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فرقتين، ورسول الله صلى الله عليه وآله يا فلان يا فلان اشهدوا.
اشهدوا.
وقال ابن مسعود: انشق القمر شقتين فقال لنا رسول الله صلى عليه وآله: اشهدوا اشهدوا.
وروى أيضا عن ابن مسعود أنه قال: والذي نفسي بيده لقد رأيت حراء بين فلكي القمر.
وعن حسين بن مطعم قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله حتى صار فرقتين على هذا الجبل، فقال أناس: سحرنا محمد فقال رجل: إن كان سحركم فلم يسحر الناس كلهم.
وقد روى حديث انشقاق القمر جماعة كثيرة من الصحابة منهم عبد الله بن مسعود، وأنس بن مالك، وحذيفة بن اليمان، وابن عمر، وجبير بن مطعم، وابن عباس وعبد الله بن عمر، وعليه جماعة المفسرين الا ما روى عن عثمان بن عطاء عن أبيه أنه قال: معناه وسينشق القمر وروى ذلك عن الحسن وأنكره أيضا البلخي، وهذا أيضا لا يصح لان المسلمين أجمعوا على ذلك فلا يعتد بخلاف من خالف فيه ولان اشتهاره بين الصحابة يمنع من القول بخلافه.
3 - في تفسير علي بن إبراهيم: " اقتربت الساعة " قال: اقتربت القيامة فلا يكون بعد رسول الله صلى الله عليه وآله الا القيامة، وقد انقضت النبوة والرسالة وقوله: " و انشق القمر " فان قريشا سألت رسول الله صلى الله عليه وآله ان يريهم آية فدعا الله فانشق القمر نصفين حتى نظروا إليه ثم التأم، فقالوا هذا سحر مستمر أي صحيح.
4 - وروى أيضا في قوله: اقتربت الساعة قال: خروج القائم عليه السلام.
حدثنا حبيب بن الحصين بن ابان الاجرى قال: حدثني محمد بن هشام عن محمد قال: حدثني يونس قال قال أبو عبد الله عليه السلام: اجتمعوا أربعة عشر رجلا أصحاب العقبة ليلة أربعة عشرة من ذي الحجة فقالوا للنبي صلى الله عليه وآله: ما من نبي الأولى آية فما آيتك في ليلتك هذه؟فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما الذي تريدون؟فقالوا: إن يكن لك عند ربك قدر فأمر القمر أن ينقطع قطعتين، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك: انى قد أمرت كل شئ بطاعتك، فرفع رأسه فأمر القمر أن ينقطع قطعتين، فانقطع قطعتين فسجد النبي صلى الله عليه وآله شكرا لله وسجدت شيعتنا ثم رفع النبي رأسه ورفعوا رؤسهم فقالوا: تعيده كما كان فعاد كما كان، ثم قال: ينشق فرفع رأسه فأمره فانشق فسجد النبي صلى الله عليه وآله شكرا لله وسجد شيعتنا، فقالوا: يا محمد حين تقدم أسفارنا من الشام واليمن فنسألهم ما رأوا في هذه الليلة، فان يكونوا رأوا مثل ما رأينا علمنا أنه من ربك، وان لم يروا مثل ما رأينا علمنا أنه سحر سحرتنا به، فأنزل الله: " اقتربت الساعة وانشق القمر " إلى آخر السورة.
5 - في ارشاد المفيد رحمه الله وروى أبو بصير عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل أنه قال: إذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة فهدم فيها أربع مساجد، ولم يبق مسجد على وجه الأرض له شرف الا هدمها وجعلها جماء (1) ووسع الطريق الأعظم، وكسر كل جناح خارج في الطريق وأبطل الكنف والميازيب إلى الطرقات، ولا يترك بدعة الا أزالها ولا سنة الا أقامها، ويفتح قسطنطنية والصين وجبال الديلم، فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم، ثم يفعل الله ما يشاء قال: قلت: جعلت فداك كيف تطول السنون؟قال: يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون، قال له: انهم يقولون إن الفلك أن تغير فسد؟قال: ذاك قول الزنادقة فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك وقد شق القمر لنبيه صلى الله عليه وآله، ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون، وأخبر بطول يوم القيامة وانه كألف سنة مما تعدون.
6 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شئ نكر قال: الامام إذا خرج يدعوهم إلى ما ينكرون.
7 - في روضة الكافي باسناده إلى ثوير بن أبي فاختة قال: سمعت علي بن الحسين عليهم السلام يحدث في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: حدثني أبي انه سمع أباه علي بن أبي طالب عليه السلام يحدث الناس قال: إذا كان يوم القيامة بعث الله تبارك وتعالى من حفرهم عزلا بهما جردا مردا في صعيد واحد يسوقهم النور وتجمعهم الظلمة (2) حتى يقفوا على عقبة المحشر فيركب بعضهم بعضا ويزدحمون دونها، فيمنعون من المضي فتشتد أنفاسهم ويكثر عرقهم، وتضيق بهم أمورهم ويشتد ضجيجهم وترفع أصواتهم، قال: وهو أول هول من أهوال يوم القيامة، قال: فيشرف الجبار تبارك وتعالى عليهم من فوق عرشه في ظلال من الملائكة (3) فيأمر ملكا من الملائكة فينادى فيهم يا معشر الخلايق انصتوا واسمعوا منادى الجبار، قال: فيسمع آخرهم كما يسمع أولهم قال: فتنكسر أصواتهم عند ذلك وتخشع أبصارهم وتضطرب فرائصهم (4) وتفزع قلوبهم ويرفعون رؤسهم إلى ناحية الصوت مهطعين إلى الداع (5) قال فعند ذلك يقول الكافر: هذا يوم عسر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
8 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: لبث فيهم نوح الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم سرا وعلانية، فلما أبوا وعتوا قال: رب انى مغلوب فانتصر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
9 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله كلام لعلى عليه السلام يقول فيه وقد قيل له: لم لا حاربت أبا بكر وعمر كما حاربت طلحة والزبير ومعاوية؟ان لي أسوة بستة من الأنبياء أولهم نوح حيث قال: " رب انى مغلوب فانتصر " فان قال قائل: أنه قال هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي اعذر.
10 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن صفوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أراد الله عز وجل هلاك قوم نوح وذكر حديثا طويلا وفيه فصاحت امرأته لما فار التنور، فجاء نوح إلى التنور فوضع عليها طينا وختمه حتى ادخل جميع الحيوان السفينة، ثم جاء إلى التنور ففض الخاتم (6) ورفع الطين وانكسفت الشمس، وجاء من السماء ماء منهمر صبا بلا قطر، وتفجرت الأرض عيونا وهو قوله عز وجل: ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر وحملناه على ذات ألواح ودسر.
11 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن نوحا لما كان في أيام الطوفان دعا المياه كلها فأجابت الإماء الكبريت والماء المر فلعنهما.
12 - وباسناده إلى أبي سعيد عقيصا التيمي قال: مررت بالحسن والحسين عليهما السلام وهما في الفرات مستنقعان (7) في إزارين إلى قوله: ثم قالا: إلى أين تريد؟فقلت: إلى هذا الماء; فقالا: وما هذا الماء؟فقلت: أريد دواءه اشرب منه لعلة بي أرجو أن يخف له الجسد ويسهل البطن فقالا: ما نحسب ان الله عز وجل جعل في شئ قد لعنه شفاء، قلت: ولم ذاك؟فقالا: لان الله تبارك وتعالى لما آسفه (8) قوم نوح فتح السماء بماء منهمر، وأوحى إلى الأرض فاستعصت عليه عيون منها فلعنها وجعلها ملحا أجاجا.
13 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبى يكره ان يتداوى بالماء المر وبماء الكبريت وكان يقول: إن نوحا لما كان الطوفان دعا المياه فأجابت كلها الا الماء المر والماء الكبريت فدعا عليهما فلعنهما.
14 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال: حدثني أبو سعيد دينار بن عقيصا (9) التيمي قال: مررت بالحسن والحسين عليهما السلام وهما في الفرات مستنقعين في ازارهما فقالا: ان للماء سكانا كسكان الأرض ثم قالا: أين تذهب؟فقلت: إلى هذا الماء قالا: وما هذا؟قلت: ماء يشرب في هذا الحير (10) يخف له الجسد ويخرج الحر ويسهل البطن هذا الماء له سر، فقالا: ما نحسب ان الله تبارك وتعالى جعل في شئ مما قد لعنه شفاءا، فقلت: ولم ذاك؟فقالا ان الله تبارك وتعالى لما أسفه قوم نوح فتح السماء بماء منهمر، فأوحى إلى الأرض فاستعصت عليه عيون منها فلعنها فجعلها ملحا أجاجا.
15 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن ابن محبوب عن هشام الخراساني عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام أخبرني عن قول الله عز وجل: " حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور " فأنى كان موضعه وكيف كان؟فقال: كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة المسجد ميمنة المسجد فقلت له: فان ذلك موضع زاوية باب الفيل اليوم، ثم قلت له: وكان بدو خروج الماء من ذلك التنور؟فقال: نعم ان الله عز وجل أحب أن يرى قومه آية ثم إن الله تبارك و تعالى ارسل عليهم المطر يفيض فيضا، وفاض الفرات فيضا، والعيون كلهن فيضا فغرقهم الله عز وجل وأنجى نوحا ومن معه في السفينة.
16 - علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لم تنزل قطرة من السماء من مطر الا بعدد معدود ووزن معلوم، الا ما كان من يوم الطوفان على عهد نوح عليه السلام فإنه نزل ماء منهمر بلا وزن ولا عدد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
17 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن أبي حمزة الثمالي عن أبي رزين الأسدي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إن نوحا عليه السلام لما فرغ من السفينة وكان ميعاده فيما بينه وبين ربه في اهلاك قومه أن يفور التنور، ففار فقالت امرأته: ان التنور قد فار؟فقام إليه فختمه فقام الماء (11) وادخل من أراد أن يدخل، وأخرج من أراد أن يخرج، ثم جاء إلى خاتمه فنزعه يقول الله عز وجل: " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر * و فجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر * وحملناه على ذات ألواح و دسر " قال: وكان نجرها في وسط مسجدكم، ولقد نقص عن ذرعه سبعمأة ذراع (12)
18 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فان نوحا دعا ربه فهطلت السماء (13) بماء منهمر، قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك وكانت دعوته دعوة غضب ومحمد صلى الله عليه وآله هطلت له السماء بماء منهمر رحمة، انه صلى الله عليه وآله لما هاجر إلى المدينة اتاه أهلها في يوم جمعة فقالوا له: يا رسول الله احتبس القطر واصفر العود وتهافت الورق (14) فرفع يده المباركة إلى السماء حتى رأى بياض إبطيه وما يرى في السماء سحابة; فما برح حتى سقاهم الله، حتى أن الشاب المعجب بشبابه لتهمه نفسه في الرجوع إلى منزله فما يقدر من شدة السيل، فدام أسبوعا فأتوه في الجمعة الثانية، فقالوا: يا رسول الله لقد تهدمت الجدر واحتبس الركب والسفر؟فضحك عليه السلام وقال: هذه سرعة ملالة ابن آدم ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم في أصول الشيح (15) ومراتع البقر فرأى حول المدينة المطر يقطر قطرا وما يقع بالمدينة قطرة لكرامته على الله عز وجل.
19 - وعن الأصبغ بن نباتة قال: قال ابن الكوا لأمير المؤمنين عليه السلام: أخبرني يا أمير المؤمنين عن المجرة (16) التي تكون في السماء قال: هي شرح في السماء وأمان لأهل الأرض من الغرق، ومنه أغرق الله قوم نوح بماء منهمر.
20 - في تفسير علي بن إبراهيم.
وقوله: " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر " قال: صب بلا قطر " وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء " قال: ماء السماء وماء الأرض على أمر قد قدر وحملناه يعنى نوحا على ذات ألواح ودسر قال: الألواح السفينة، والدسر المسامير، وقيل: الدسر ضرب من الحشيش تشد به السفينة.
21 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب وهشام بن سالم عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إذا أراد الله عز ذكره أن يعذب قوما بنوع من العذاب أوحى إلى الملك الموكل بذلك النوع من الريح التي يريد أن يعذبهم بها قال: فيأمرها الملك فتهيج كما يهيج الأسد المغضب، قال: ولكل ريح منهم اسم أما تسمع قوله: عز وجل كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر انا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
22 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عثمان بن عيسى رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: الأربعاء يوم نحس مستمر، لأنه أول يوم وآخر يوم من الأيام التي قال الله عز وجل: " سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ".
23 - في مجمع البيان " يوم نحس مستمر " قيل: إنه كان في أول يوم الأربعاء في آخر الشهر لا تدور.
ورواه العياشي بالاسناد عن أبي جعفر عليه السلام.
24 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: توقوا الحجامة والنورة يوم الأربعاء فان يوم الأربعاء يوم نحس مستمر، وفيه خلقت جهنم.
25 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي و ما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه ثم قام إليه رجل آخر فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الأربعاء وتطيرنا منه وثقله وأي أربعاء هو؟قال: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه إلى أن قال عليه السلام: ويوم الأربعاء أرسل الله عز وجل الريح على قوم عاد.
26 - في من لا يحضره الفقيه عن أبي نصر عن أبي جعفر عليه السلام حديثا وفيه يقول عليه السلام: ان لله عز وجل جنودا من الريح يعذب بها من عصاه، موكل بكل ريح منهن ملك مطاع، فإذا أراد الله عز وجل أن يعذب قوما بعذاب أوحى إلى الملك بذلك النوع من الريح الذي يريد أن يعذبهم به، فيأمر بها الملك فتهيج كما يهيج الأسد المغضب، ولكل ريح منهن اسم اما تسمع لقول الله عز وجل: " انا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر ".
أقول: وفي الخصال مثله (17) الا ان فيه: أما تسمع قوله تعالى: " كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر ".
27 - في روضة الكافي علي بن محمد بن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: كذبت ثمود بالنذر فقالوا ابشرا منا واحدا نتبعه انا إذا لفى ضلال وسعر أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر.
قال: هذا كان بما كذبوا صالحا وما أهلك الله عز وجل قوما قط حتى يبعث إليهم قبل ذلك الرسل فيحتجوا عليهم، فبعث الله إليهم صالحا فدعاهم فلم يجيبوه، وعتوا عليه عتوا وقالوا: لن نؤمن لك حتى تخرج لنا من هذه الصخرة الصماء (18) ناقة عشراء وكانت الصخرة يعظمونها ويعبدونها ويذبحون عندها في رأس كل سنة، ويجتمعون عندها، فقالوا له: ان كنت كما تزعم نبيا رسولا فادع لنا الهك حتى يخرج لنا من هذه الصخرة الصماء ناقة عشراء، فاخرجها الله كما طلبوا منه، ثم أوحى الله تبارك وتعالى إليه: يا صالح قل لهم: ان الله قد جعل لهذه الناقة شرب يوم ولكم شرب يوم (19) فكانت الناقة إذا كان يوم شربها شربت الماء ذلك اليوم فيحلبونها، فلا يبقى صغير ولا كبير الا شرب من لبنها يومهم ذلك، فإذا كان الليل وأصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا منه ذلك اليوم ولم تشرب الناقة ذلك اليوم، فمكثوا بذلك ما شاء الله، ثم إنهم عتوا على الله ومشى بعضهم إلى بعض، وقالوا: اعقروا هذه الناقة واستريحوا منها لا نرضى أن يكون لنا شرب يوم ولها شرب يوم، ثم قالوا: من ذا الذي يلي قتلها ونجعل له جعلا ما أحب؟فجاءهم رجل احمر أشقر (20) أزرق ولد زنا لا يعرف له أب، يقال له قدار (21) شقى من الأشقياء، مشئوم عليهم فجعلوا له جعلا، فلما توجهت الناقة إلى الماء الذي كانت ترده تركها حتى شربت الماء وأقبلت راجعة، فقعد لها في طريقه فضربها بالسيف ضربة فلم يعمل شيئا; فضربها ضربة أخرى فقتلها، فخرت إلى الأرض على حينها، وهربت فصيلها، حتى صعد إلى الجبل فرغا (22) ثلاث مرات إلى السماء وأقبل قوم صالح فلم يبق أحد الا شركه في ضربته واقتسموا لحمها فيما بينهم، فلم يبق صغير ولا كبير الا أكل منها، فلما رأى ذلك صالح أقبل إليهم فقال: يا قوم ما دعاكم إلى ما صنعتم أعصيتم ربكم؟فأوحى الله تبارك وتعالى إلى صالح عليه السلام: ان قومك قد طغوا وبغوا وقتلوا ناقة بعثها الله إليهم حجة عليهم، ولم يكن عليهم منها ضرر، وكان لهم أعظم المنفعة فقل لهم: انى مرسل إليكم عذابي إلى ثلاثة أيام، فان هم تابوا ورجعوا قبلت توبتهم وصددت عنهم، وان هم لم يتوبوا ولم يرجعوا بعثت إليهم عذابي في اليوم الثالث، فأتاهم صالح صلى الله عليه فقال لهم: يا قوم انى رسول ربكم إليكم، وهو يقول لكم: ان أنتم تبتم ورجعتم واستغفرتم غفرت لكم وتبت عليكم، فلما قال لهم ذلك كانوا أعتا ما كانوا وأخبث وقالوا: " يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين " قال قال: يا قوم انكم تصبحون غدا ووجوهكم مسودة، واليوم الثاني ووجوهكم محمرة، واليوم الثالث ووجوهكم مسودة فلما كان أول يوم أصبحوا ووجوههم مصفرة فمشى بعضهم إلى بعض، وقالوا: قد جاءكم ما قال لكم صالح فقال العتاة منهم: لا نسمع قول صالح، ولا نقبل قوله وإن كان عظيما، فلما كان اليوم الثاني أصبحت وجوههم محمرة فمشى بعضهم إلى بعض فقالوا: يا قوم قد جاءكم ما قال لكم صالح، فقال العتاة منهم: لو أهلكنا جميعا ما سمعنا قول صالح ولا تركنا آلهتنا التي كان آباؤنا يعبدونها ولم يتوبوا ولم يرجعوا، فلما كان اليوم الثالث أصبحوا ووجوههم مسودة فمشى بعضهم إلى بعض وقال: يا قوم اتاكم ما قال لكم صالح فقال العتاة منهم: قد أتانا ما قال لنا صالح، فلما كان نصف الليل اتاهم جبرئيل فصرخ بهم صرخة خرقت تلك تلك الصرخة أسماعهم وفلقت قلوبهم وصدعت أكبادهم; وقد كانوا في تلك الثلاثة أيام قد تحنطوا وتكفنوا وعلموا ان العذاب نازل بهم فماتوا أجمعين في طرفة عين، صغيرهم وكبيرهم فلم يبق لهم ناعقة ولا راغية (23) ولا شئ الا أهلكه الله فأصبحوا في ديارهم ومضاجعهم موتى أجمعين، ثم أرسل الله عليهم مع الصيحة النار من السماء فأحرقهم أجمعين، وكانت هذه قصتهم.
28 - في بصائر الدرجات علي بن حسان عن جعفر بن هارون الزيات قال: كنت أطوف بالكعبة فرأيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت في نفسي: هذا هو الذي يتبع والذي هو اما وهو كذا وكذا؟قال: فما علمت به حتى ضرب يده على منكبي ثم قال: اقبل على وقال: فقالوا ابشرا منا واحدا نتبعه انا إذا لفى ضلال وسعر.
29 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: فنادوا صاحبهم قال: قدار الذي عقر الناقة، وقوله: كهشيم المحتظر قال: الحشيش والنبات.
30 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن داود بن فرقد عن أبي يزيد الحمار عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه قصة قوم لوط ومجئ الملائكة إليهم وفيه يقول عليه السلام: فكابروه حتى دخلوا البيت فصاح به جبرئيل فقال: يا لوط دعهم يدخلون، فلما دخلوا أهوى جبرئيل عليه السلام بإصبعه نحوهم فذهبت أعينهم وهو قول الله عز وجل: فطمسنا على أعينهم
31 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن سعيد قال: اخبرني زكريا بن محمد عن أبيه عن عمرو عن أبي جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا يذكر فيه قصة قوم لوط ومجئ الملائكة إليهم وفيه يقول عليه السلام: فقال له جبرئيل " انا رسل ربك لن يصلوا إليك " فأخذ كفا من بطحاء فضرب بها وجوههم وقال: شاهت الوجوه فعمى أهل المدينة كلهم، والحديثان بتمامهما مذكوران في هود عند القصة.
32 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي بصير وغيره عن أحدهما عليهما السلام حديث طويل يذكر فيه قصة قوم لوط ومجئ الملائكة إليهم وفيه يقول عليه السلام فأشار إليهم جبرئيل بيده فرجعوا عميانا يلتمسون الجدار بأيديهم، يعاهدون الله عز وجل: لئن أصبحنا لا نستبقي أحدا من آل لوط.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: شرح قصة قوم لوط على التفصيل مذكور في سورة هود في قصتهم.
33 - في أصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن موسى بن محمد العجلي عن يونس بن يعقوب رفعه عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل كذبوا بآياتنا كلها يعنى الأوصياء كلهم.
34 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى علي بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرقي (24) أتدفع من القدر شيئا؟فقال: هي من القدر وقال عليه السلام: ان القدرية مجوس هذه الأمة، وهم الذين أرادوا ان يصفوا الله بعدله، فأخرجوه من سلطانه، وفيهم نزلت هذه الآية: يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر انا كل شئ خلقناه بقدر
35 - وباسناده إلى عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عن علي عليهم السلام انه سئل عن قول الله عز وجل: انا كل شئ خلقناه بقدر فقال: يقول عز وجل: انا كل شئ خلقناه لأهل النار بقدر أعمالهم
36 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " انا كل شئ خلقناه بقدر " قال: له وقت وأجل ومدة.
وباسناده إلى إسماعيل بن مسلم قال قال أبو عبد الله عليه السلام: وجدت لأهل القدر أسماء في كتاب الله: " ان المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر " فهم المجرمون.
37 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن أرواح القدرية يعرضون على النار غدوا وعشيا حتى تقوم الساعة، فإذا قامت الساعة عذبوا مع أهل النار بأنواع العذاب، فيقولون: يا ربنا عذبتنا خاصة وتعذبنا عامة؟فيرد عليهم: " ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر ".
38 - عن يونس عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أنزل الله عز وجل هذه الآيات الا في القدرية: " ان المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر ".
39 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثني عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسن أبى الخطاب عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزلت هذه في القدرية: " ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر ".
40 - وباسناده إلى ابن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن في جهنم لواديا للمنكرين يقال له سقر: شكا إلى الله شدة حره، وسأله أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم،
41 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام بعد أن ذكر التقوى وفيه جماع كل عبادة صالحة، وبه وصل من وصل إلى الدرجات العلى، وبه عاش من عاش بالحياة الطيبة، والانس الدائم، قال الله عز وجل: ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
1- ارض جماء: ملساء وهي المستوية.
2- عزلا - بضم العين المهملة وسكون الزاء المعجمة كما في بعض النسخ والمصدر - جمع اعزل: أي لا سلاح لهم. وفى بعض النسخ " غرلا " - بالغين المعجمة والراء المهملة - وهو جمع الأغرل: الذي لم يختن وقد ورد بهذا المعنى أحاديث اخر في أحوال القيامة وقد مر في الكتاب أيضا. قوله (ع) " بهما " أي ليس معهم شئ " جردا " أي لا ثياب معهم " مردا " أي ليس معهم لحية قال الفيض (ره): وهذه كلها كناية عن تجردهم عما يباينهم ويغطيهم
ويخفى حقائقهم مما كان معهم في الدنيا. وقال (ره) في قوله: " يسوقهم النور " أي نور الايمان والشرع فإنه سبب ترقيهم طورا بعد طور " ويجمعهم الظلمة " أي ما يمنعهم من تمام النور والايقان فإنه سبب تباينهم الموجب لكثرتهم التي يتفرع عليها الجمعية، ويحتمل أن يكون المراد كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا والمعنيان متقاربان؟؟...؟؟؟"
3- قال المجلسي (ره): يمكن أن يكون اشراف الله تعالى كناية عن توجهه إلى محاسبتهم فالاشراف في حقه مجاز وفى الملائكة حقيقة.
4- الفريصة: اللحمة بين الجنب والكتف التي لا تزال ترعد.
5- أهطع: إذا مد عنقه، أي يمدون أعناقهم لسماع صوته.
6- فض ختم الكتاب: كسره...؟؟.
7- استنقع فلان في النهر: دخله ومكث فيه يتبرد.
8- أي أغضبه. إشارة إلى قوله تعالى: " فلما آسفونا انتقمنا منهم " وماء منهمر أي منصب بلا قطر.
9- كذا في النسخ وتوافقه المصدر والظاهر زيادة لفظة " ابن " لان دينارا كنية " أبو سعيد " ولقبه " عقيصا " كما في رواية الكليني (قده) في الكافي وقد مر آنفا.
10- الحير: الموضع الذي يجتمع فيه الماء.
11- قام الماء: جمد.
12- قال المجلسي (ره): لعل الغرض رفع الاستبعاد عن عمل السفينة في المسجد مع ما اشتهر من عظمها أي نقصوا المسجد عما كان عليه في زمن نوح سبعمأة ذراع ويدل على أصل النقص اخبار اخر.
13- هطل المطر: نزل متتابعا عظيم القطر.
14- أي تساقط.
15- الشيح - بالكسر -: نبت تنبت بالبادية وفى نسخة البحار " مراتع البقع " وذكر المجلسي (ره) في معناه وجوها ثم قال في آخر كلامه والظاهر أن فيه تصحيفا.
16- المجرة: منطقة في السماء قوامها نجوم كثيرة لا يميزها البصر فيراها كبقعة بيضاء وبالفارسية " كهكشان ".
17- وقد مر عن كتاب روضة الكافي أيضا مثله راجع رقم 21 من الأحاديث.
18- الصماء: الغليظة.
19- الشرب - بالكسر -: النصيب من الماء.
20- الأشقر من الناس: من تعلو بياضه حمرة.
21- قدار: بضم القاف وتخفيف الدال كما في القاموس.
22- رغا البعير: صوت وضج.
23- مر الحديث بمعناه في ج 2: 375 فراجع.
24- الرقي: العوذة.