لآية 102 - 116

﴿وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم والتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا (106)﴾

منها واحدة (1) (2).

وقرئ " من الصلاة أن يفتنكم " بغير إن خفتم " بمعنى كراهة أن يفتنكم، وهو القتال والتعرض بما يكره (3).

وإذا كنت فيهم فأقمت فهم الصلاة: الخطاب، وإن بعلق بالنبي فالمقصود عمومه، لاجماع الطائفة المحقة وغيرهم على عدم الاختصاص بحضرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

فلتقم طائفة منهم معك: وتقوم الطائفة الأخرى تجاه العدو.

وليأخذوا أسلحتهم: أي المصلون، صرفا.

وقيل: الضمير للطائفة الأخرى، وذكر الطائفة الأولى يدل عليهم، وسياق الآية يدل على الأول.

فإذا سجدوا: يعني المصلين.

فليكونوا من ورائكم: يحرسونكم، يعني، النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن يصلي معه، فغلب المخاطب على الغائب.

والتأت طائفة أخرى لم يصلوا: لاشتغالهم بالحراسة.

فليصلوا معك: والآية مطلقة في أن الامام يصلي مرتين، بكل طائفة، وكانت الثانية نفلا له كما فعله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ببطن النخل (4)، وفي أن يصلي بكل فرقة ركعة إن كانت الصلاة ركعتين، وفي أن يصلي مع الفرقة الأولى ركعة ومع الثانية ركعتين، أو بالعكس إذا كانت ثلاثية.

وفي الكافي: محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن عبد الرحمان بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأصحابه في غزوة ذات الرقاع (5) صلاة الخوف ففرق أصحابه فرقتين، أقام فرقة بإزاء العدو وفرقة خلفه، فكبر وكبروا، فقرأ وأنصتوا وركع فركعوا، وسجد فسجدوا، ثم استمر رسول الله قائما وصلوا لأنفسهم ركعة، ثم سلم بعضهم على بعض، ثم خرجوا (6) إلى أصحابهم، فقاموا بإزاء العدو، وجاء أصحابهم فقاموا خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فصلى بهم ركعة، ثم تشهد وسلم عليهم، فقاموا فصلوا لأنفسهم ركعة، ثم سلم بعضهم على بعض (7).

علي بن إبراهيم، عن أبيه، ابن أبي عمير، عن حماد عن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن صلاة الخوف؟قال: يقوم الامام وتجئ طائفة من أصحابه فيقومون خلفه، وطائفة بإزاء العدو، فيصلي بهم الامام ركعة ثم يقوم ويقومون معه، فيمثل قائما (8) ويصلون الركعة الثانية، ثم يسلم بعضهم على بعض، ثم ينصرفون فيقومون في مقام أصحابهم ويجئ الآخرون فيقومون خلف الامام، فيصلي بهم الركعة الثانية، ثم يجلس الامام، فيقومون هم، فيصلون ركعة أخرى، ثم يسلم عليهم فينصرفون بتسلمه، قال: وفي المغرب مثل ذلك يقوم الامام وتجئ طائفة فيقومون خلفه ثم يصلي بهم ركعة، ثم يقوم ويقومون معه، فيمثل الامام قائما، فيصلون ركعتين، فيتشهدون ويسلم بعضهم على بعض، ثم ينصرفون فيقومون في موقف أصحابهم ويجئ الآخرون ويقومون في موقف أصحابهم خلف الامام فيصلي بهم ركعة يقرأ فيها ثم يجلس فيتشهد ثم يقوم ويقومون ويصلي بهم ركعة أخرى، ثم يجلس ويقيمون هم فيتمون ركعة أخرى، ثم يسلم عليه (9).

وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم: جعل الحذر آلة يتحصن بها الغازي، فجمع بينه وبين الأسلحة في وجوب الاخذ، ونظيره قوله تعالى: " والذين تبوؤا الدار والايمان " (10) (11) ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة وحدة: تمنوا أن ينالوا منكم غرة في صلاتكم، فيشدون عليكم شدة واحدة، وهو بيان ما لأجله أمروا بأخذ السلاح.

ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم: رخصة لهم في وضعها إذا ثقل عليهم أخذها بسبب مطر أو مرض.

وهذا مما يشعر بأن الامر بأخذ السلاح للوجوب.

وخذوا حذركم: كيلا يهجم عليكم العدو.

إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا: وعد للمؤمنين بالنصر على الكفار بعد الامر بالحزم لتقوى قلوبهم، وليعلموا أن الامر بالحزم ليس لضعفهم وغلبة عدوهم، بل لان الواجب أن يحافظوا في الأمور على مراسم التيقظ والتدبر ويتوكلوا على الله.

في تفسير علي بن إبراهيم: هذه الآية نزلت لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الحديبية يريد مكة، فلما وقع الخبر إلى قريش بعثوا خالد بن الوليد في مائتي فارس يستقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان يعارض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الجبال، فلما كان في بعض الطريق وحضرت صلاة الظهر أذن بلال وصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقال خالد ابن الوليد: لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة، لأصبناهم، فإنهم لا يقطعون الصلاة، ولكن تجئ لهم الآن صلاة أخرى هي أحب إليهم من ضياء أبصارهم فإذا دخلوا فيها حملنا عليهم، فنزل جبرئيل (عليه السلام) بصلاة الخوف بهذه الآية، ﴿فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قيما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتبا موقوتا (103)﴾

ففرق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أصحابه فرقتين، فوقف بعضهم تجاه العدو وقد أخذوا سلاحهم، وفرقة صلوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قائما ومروا، فوقفوا موقف أصحابهم، وجاء أولئك الذين لم يصلوا فصلى بهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الركعة الثانية ولهم الأولى، وقعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقاموا أصحابه فصلوا هم الركعة الثانية وسلم عليهم (12).

فإذا قضيتم الصلاة: أديتم وفرغتم منها، أو إذا أردتم الصلاة واشتد الخوف.

فاذكروا الله قيما وقعودا وعلى جنوبكم: فدوموا على الذكر في جميع الأحوال، أو فصلوا كيف ما أمكن قياما مسايفين ومقارعين وقعودا مرامين وعلى جنوبكم مثخنين.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم " قال: الصحيح يصلي قائما، والعليل يصلي قاعدا، فمن لم يقدر فمضطجعا يومئ إيماء (13).

وفي من لا يحضره الفقيه: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المريض يصلي قائما، فإن لم يستطع صلى جالسا، فإن لم يستطع صلى على جنبه الأيمن، فإن لم يستطع صلى على جنبه الأيسر، فإن لم يستطع استلقى وأو ماء إيماء وجعل وجهه نحو القبلة وجعل سجوده أخفض من ركوعه (14).

وقال الصادق (عليه السلام): المريض يصلي قائما، فإن لم يقدر على ذلك صلى جالسا، فإن لم يقدر أن يصلي جالسا صلى مستلقيا، يكبر ثم يقرأ، فإذا أراد الركوع غمض عينيه ثم سبح، فإذا سبح فتح عينيه، فيكون فتح عينيه رفع رأسه من الركوع، فإذا أراد أن يسجد غمض عينيه، ثم سبح فإذا سبح فتح عينيه فيكون فتح عينيه رفع رأسه من السجود، ثم يتشهد وينصرف (15).

فإذا اطمأننتم: سكنت قلوبكم من الخوف واستقررتم في أمصاركم.

فأقيموا الصلاة: فعدلوا واحفظوا أركانها وشرائطها، وأتوا بها تامة.

إن الصلاة كانت على المؤمنين كتبا موقوتا: أي ثابتا موجوبا مفروضا.

ففي الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) قوله تعالى: " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " قال: كتابا، وليس إن عجلت قليلا أو أخرت قليلا بالذي يضرك ما لم يضع تلك الإضاعة، فإن الله (عز وجل) يقول لقوم: " أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " (16) (17).

عن حماد، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام): " موقوتا " أي موجبا (18).

علي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن حريز، عن زرارة والفضل، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله (تبارك اسمه): " كتابا موقوتا " أي مفروضا، وليس يعني وقت فوتها إذا جاز ذلك الوقت ثم صلاها لم تكن ﴿ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما (104)﴾

صلاته هذه مؤداة، ولو كان كذلك لهلك سليمان بن داود حين صلاها لغير وقتها، ولكن متى ذكرها صلاها (19) والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.

وفي من لا يحضره الفقيه: وقال الصادق (عليه السلام): في قول الله (عز وجل): " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " قال: مفروضا (20).

وفي كتاب علل الشرائع: حدثنا محمد بن الحسن (رحمه الله) قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن موسى ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله (عز وجل): " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " قال: موجبا، إنما يعني بذلك وجوبها على المؤمنين، ولو كان كما يقولون لهلك سليمان بن داود حين أخر الصلاة حتى توارت بالحجاب لأنه لو صلاها قبل أن تغيب، كان وقتا، وليس صلاة أطول وقتا من العصر (21).

ولا تهنوا: أي لا تضعفوا.

في ابتغاء القوم: في طلب الكفار الذين هم أعداء الله وأعداؤكم.

إن تكونوا تألمون: مما ينالكم من الجراح منهم.

فإنهم يألمون: أيضا مما ينالهم من ذلك.

﴿إنا أنزلنا إليك الكتب بالحق لتحكم بين الناس بما أرك الله ولا تكن للخائنين خصيما (105)﴾

كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون: من إظهار الدين واستحقاق الثواب فأنتم أحرى وأولى على حربهم، منهم على قتالكم.

وهذا إلزام على المؤمنين، وتقريع على التواني فيه، بأن الضرر دائر بين الفريقين، غير مختص بهم.

وقرئ " أن تكونوا " بالفتح، أي ولا تهنوا لان تكونوا تألمون، ويكون قوله: " فإنهم يألمون " علة للنهي عن الوهن لأجله.

وكان الله عليما: بمصالح خلقه.

حكيما: فيما يأمر وينهي.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما رجع من وقعة أحد ودخل المدينة نزل عليه جبرئيل، فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تخرج في أثر القوم، ولا يخرج معك إلا من به جراحة، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مناديا ينادي يا معاشر المهاجرين والأنصار، من كانت به جراحة فليخرج، ومن لم يكن به جراحة فليقم، فأقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداوونها، فأنزل الله على نبيه " ولا تهنوا " الآية وقال (عز وجل): " أن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله " إلى قوله: " شهداء " (22): فخرجوا على ما بهم من الألم والجراح (23).

إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله: بما عرفك وأوحى إليك.

وليس من الرؤية بمعنى العلم، وإلا لاستدعى ثلاثة مفاعيل.

في أصول الكافي: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن قال: وجدت في نوادر محمد بن سنان، عن محمد بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا والله ما فوض الله إلى أحد من خلقه، إلى رسول الله وإلى الأئمة (عليهم السلام)، قال الله (عز وجل): " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله " وهي جارية في الأوصياء (عليهم السلام) (24) (25).

وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمه الله): عن أبي عبد الله (عليه السلام)، حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) لأبي حنيفة: وتزعم أنك صاحب رأي، وكان الرأي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صوابا ومن دونه خطأ لان الله تعالى قال: " فاحكم بين الناس بما أراك الله " ولم يقل ذلك لغيره (26).

وفي الجوامع: روي أن أبا طعمة بن أبيرق سرق درعا من جار له، اسمه قتادة ابن النعمان ونقلها عند رجل من اليهود، فأخذ الدرع من منزل اليهود، فقال: دفعها إلي أبو طعمة فجاء بنو أبيرق إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكلموا أن يجادل عن صاحبهم، وقالوا: إن لم تفعل هلك وافتضح، وبرأ اليهودي، فهم رسول الله أن يفعل وأن يعاقب اليهودي، فنزلت (27).

والظاهر أن هذه الرواية من العامة، لأنهم رووها مع زيادات، ومنطبق على أصولهم (28).

﴿واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما (106) ولا تجدل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما (107) يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا (108)﴾

والصحيح ما روي عن علي بن إبراهيم في مجمع البيان، وسيأتي.

ولا تكن للخائنين: أي جلهم والذب عنهم.

خصيما: للبراء.

واستغفر الله: مما هممت به من عقاب اليهودي بالتماس بني أبيرق، كما نقل عن النواصب، ومما فعلت من معاتبة قتادة وصيرورتك سبب اغتمامه حين لم تطلع على أنه محق على ما سيجئ.

إن الله كان غفورا رحيما: لمن يستغفره.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: كان سبب نزولها أن قوما من الأنصار من بني أبيرق، إخوة ثلاثة كانوا منافقين، بشير ومبشر وبشر، فنقبوا على عم قتادة بن النعمان، وكان قتادة بدريا وأخرجوا طعاما كان أعده لعياله وسيفا ودرعا، فشكى قتادة ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن قوما نقبوا على عمي وأخذوا طعاما كان أعده لعياله، وسيفا ودرعا، وهم أهل بيت سوء، وكان معهم في الرأي رجل مؤمن يقال له: لبيد بن سهل، فقال بنو أبيرق لقتادة: هذا عمل لبيد بن سهل، فبلغ ذلك قريش لبيدا فأخذ سيفه وخرج عليهم، فقال: يا بني أبيرق أترمونني بالسرق وأنتم أولى به مني، وأنتم منافقون تهجون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتنسبونه إلى قريش، لتبينن ذلك أو لا ملان سيفي منكم، فداروه وقالوا له: ارجع يرحمك الله فإنك برئ من ذلك، فمشى بنو بن أبيرق إلى رجل من أهلهم يقال له: أسيد بن عروة وكان منطقيا بليغا فمشى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: يا رسول الله إن قتادة بن النعمان عمد إلى أهل بيت من أهل شرف وحسب ونسب فرماهم بالسرق، واتهمهم بما ليس فيهم، فاغتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من ذلك وجاء إليه قتادة، فأقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له: عمدت إلى أهل بيت شرف وحسب ونسب فرميتهم بالسرقة، فعاتبه عتابا شديدا، فاغتم قتادة من ذلك، ورجع إلى عمه وقال: ليتني مت ولم أكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد كلمني بما كرهته، فقال له عمه: الله المستعان، فأنزل الله في ذلك على نبيه " إنا أنزلنا إليك الكتاب " الآيات (29).

وفي مجمع البيان: ما يقرب منه، قال: وكان بشر يكنى أبا طعمة، وكان يقول الشعر ويهجو به أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم يقول: قاله فلان (30).

ولا تجدل عن الذين يختانون أنفسهم: يخونونها، فإن وبال خيانتهم يعود إليها، أو جعل المعصية خيانة لها كما جعلت ظلما عليها.

إن الله لا يحب من كان خوانا: مبالغا في الخيانة مصرا عليها.

أثيما: منهمكا فيه.

يستخفون من الناس: يستترون منهم حياء وخوفا.

ولا يستخفون من الله: ولا يستحيون منه، وهو أحق بأن يستحى ويخاف منه.

وهو معهم: لا يخفى عليه سرهم، فلا طريق معه إلا ترك ما يستقبحه ويؤاخذ عليه.

﴿ها أنتم هؤلاء جدلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجدل الله عنهم يوم القيمة أم من يكون عليهم وكيلا (109) ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما (110) ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما (111)﴾

إذ يبيتون: يدبرون ويزورون.

ما لا يرضى من القول: من رمي الغير، والحلف الكاذب، وشهادة الزور.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: يعني الفعل، فوقع القول مقام الفعل (31).

وكان الله بما يعملون محيطا: لا يفوت عنه شئ.

ها أنتم هؤلاء: مبتدأ وخبر.

جدلتم عنهم في الحياة الدنيا: جملة مبينة لوقوع " أولاء " خبرا، أو صلة عند من يجعله موصولا.

فمن يجدل الله عنهم يوم القيمة أم من يكون عليهم وكيلا: محاميا يحميهم من عذاب الله.

ومن يعمل سوءا: قبيحا يسوء به غيره.

أو يظلم نفسه: بما يختص به ولا يتعداه.

وقيل: المراد بالسوء ما دون الشرك، وبالظلم الشرك.

وقيل: الصغيرة والكبيرة.

ثم يستغفر الله: بالتوبة.

﴿ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا (112) ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ وأنزل الله عليك الكتب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما (113)﴾

يجد الله غفورا: لذنوبه.

رحيما: متفضلا عليه، وفيه حث لهم على التوبة.

وفي نهج البلاغة: من أعطى الاستغفار لم يحرم المغفرة، ثم تلا الآية (32).

ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه: فلا يتعداه وباله.

وكان الله عليما حكيما: فهو عالم بفعله، حكيم في مجازاته.

ومن يكسب خطيئة: صغيرة أو ما لا عمد فيه.

أو إثما: كبيرة، أو ما كان عن عمد.

ثم يرم به بريئا: كما رمى بشير لبيدا، ووحد الضمير لمكان (أو).

فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا: بسبب رمي البرئ، وتنزيه النفس الخاطئة، ولذلك سوى بينهما وإن كان مقترف أحدهما دون مقترف الآخر.

وفي تفسير العياشي: عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): الغيبة أن تقول في أخيك ما هو فيه مما قد ستره الله عليك.

فأما إذا قلت ما ليس فيه فذاك قول الله: " فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا " (33).

ولولا فضل الله عليك ورحمته: بإلهام ما هم عليه بالوحي.

لهمت طائفة منهم أن يضلوك: عن أن يضلوك عن القضاء بالحق مع علمهم بالحال.

والجملة جواب " لولا " وليس المراد نفي همتهم، بل نفي تأثيره فيه.

وما يضلون إلا أنفسهم: لأنه ما أزالوك عن الحق، وعاد وباله إليهم.

وما يضرونك من شئ: فإن الله عاصمك وناصرك ومؤيدك، وما جرى عليك من معاتبة قتادة كان اعتمادا منك على ظاهر الامر.

و " من شئ " في موضع النصب على المصدر، أي شيئا من الضرر.

وأنزل الله عليك الكتب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم: من خفيات الأمور وأمور الدين والاحكام.

وكان فضل الله عليك عظيما: إذ لا فضل أعظم من النبوة.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن أناسا من رهط بشير الادنين انطلقوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالوا نكلم في صاحبنا برئ، فلما أنزل الله " يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم " إلى قوله " وكيلا " فأقبلت رهط بشير فقال: يا بشير استغفر الله وتب من الذنب، فقال: والذي أحلف به ما سرقها إلا لبيد، فنزلت: " ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا " ثم أن بشير كفر ولحق بمكة، وأنزل الله في النفر الذين أعذروا بشيرا وأتوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليعذروه: " ولولا فضل الله عليك ورحمته " الآية، ونزل في بشير وهو بمكة: " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا " (34) (35).

وفي روضة الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين ابن سعيد، عن سليمان الجعفري، قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: في قول الله (تبارك وتعالى): " إذ يبيتون ما لا يرضى من القول " قال: فلانا وفلانا وأبا عبيدة بن الجراح (36).

وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمه الله)، حديث طويل عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وفيه يقول (عليه السلام): وقد بين الله قصص المغيرين بقوله " إذ يبيتون ما لا يرضى من القول " بعد فقد الرسول مما يقيمون به أود باطلهم حسب ما فعلته اليهود والنصارى بعد فقد موسى وعيسى من تغيير التوراة والإنجيل وتحريف الكلم عن مواضعه (37).

وفي تفسير العياشي: عن عامر بن كثير السراج، وكان داعية الحسين بن علي (عليه السلام)، عن عطاء الهمداني، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: " إذ يبيتون ما لا يرضى من القول " قال: فلان وفلان وفلان وأبو عبيدة ابن الجراح (38).

وفي رواية عمر بن أبي سعيد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: هما وأبو عبيدة بن الجراح (39).

وفي رواية عمر بن صالح قال: الأول والثاني وأبو عبيدة بن الجراح (40).

﴿* لا خير في كثير من نجوهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما (114) ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا (115)﴾

لا خير في كثير من نجوهم: من متناجيهم، أو من تناجيهم.

إلا من أمر بصدقة: فهو على التقدير الثاني على حذف مضاف، أي إلا نجوى من أمر، أو على الانقطاع بمعنى ولكن من أمر بصدقة، ففي نجواه الخير.

أو معروف: المعروف كل ما يستحسنه الشرع، ولا ينكره العقل، ويندرج فيه القرض وإعانة الملهوف، وصدقة التطوع.

وفي الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله (عز وجل): " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف " قال: يعني بالمعروف، القرض (41).

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه جميعا، عن يونس، عن عبد الله بن سنان وابن مسكان، عن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) إذا حدثتكم بشئ فاسألوني عن كتاب الله؟ثم قال في حديثه: إن الله نهى عن القيل والقال، وفساد المال، وكثرة السؤال، فقالوا: يا بن رسول الله أين هذا من كتاب الله؟قال: إن الله (عز وجل) يقول في كتابه: " لا خير في كثير من نجواهم " الآية، وقال: " لا تأتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما " وقال: " ولا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم " (42).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله فرض التمحل في القرآن، قلت: وما التمحل جعلت فداك؟قال: أن يكون وجهك أعرض عن وجه أبيك فتمحل له، وهو قوله: " لا خير في كثير من نجواهم "، وحدثني أبي، عن رجاله رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن الله فرض الله عليكم زكاة جاهكم كما فرض عليكم ما ملكت أيديكم (43).

أو إصلاح بين الناس: أي إصلاح ذات بين.

في أصول الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبي يحيى الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الكلام ثلاثة، صدق وكذب وإصلاح بين الناس.

قال: قلت: جعلت فداك ما الاصلاح بين الناس؟قال: تسمع من الرجل (44) كلاما يبلغه فيخبث نفسه فتلقاه فتقول: سمعت من فلان قال فيك من كذا وكذا، خلاف ما سمعت منه (45).

وفي كتاب الخصال: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاثة يحسن فيهن الكذب، المكيدة في الحرب، وعدتك زوجتك، والاصلاح بين الناس (46).

ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما: بني الكلام على الامر ورتب الجزاء على الفعل، ليدل على أنه لما دخل الآمر في زمرة الخيرين كان الفاعل ادخل فيهم، فإن العمدة والغرض هو الفعل، واعتبار الامر من حيث إنه وصلة إليه، وقيد الفعل بأن يكون لطلب مرضاة الله، لان الأعمال بالنيات، وأن من فعل خيرا رياء وسمعة لم يستحق به من الله أجرا (47) ووصف الاجر بالعظيم، تنبيها على حقارة ما فات في جنبه من أغراض الدنيا (48).

وقرأ حمزة وابن عمرو " يؤتيه " بالياء.

ومن يشاقق الرسول: يخالفه، من الشق، فإن كلا من المتخالفين في شق غير شق الآخر.

من بعد ما تبين له الهدى: ظهر له الحق.

ويتبع غير سبيل المؤمنين: غير ما هم عليه من اعتقاد وعمل.

نوله ما تولى: نجعله واليا لمن تولى من الضلال، ونخلي بينه وبين ما اختاره.

ونصله جهنم: وندخله فيها.

وقرئ بفتح النون من صلى.

وساءت مصيرا: جهنم.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: إنها نزلت في بشير، كما مر (49).

قال البيضاوي: والآية تدل على حرمة مخالفة الاجماع، لأنه تعالى رتب الوعيد الشديد على المشاقة واتباع غير سبيل المؤمنين: وذلك إما لحرمة كل واحد منهما، أو أحدهما، أو الجمع بينهما، والثاني باطل، إذ يقبح أن يقال: من شرب الخمر وأكل الخنزير استوجب الحد، وكذا الثالث، لان المشاقة محرمة ضم إليها غيرها أو لم يضم، وإذا كان اتباع غير سبيلهم محرما، كان اتباع سبيلهم واجبا، لان ترك اتباع سبيلهم ممن عرف سبيلهم اتباع غير سبيلهم (50).

وفيه: إنه لا شك في حجية إجماع جميع المسلمين باعتبار دخول المعصوم فيه، ولا يلزم منه حجية الاجماع الذي هو مدعاه فتأمل.

وفي الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبي حمزة، عن عقيل الخزاعي: أن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) كان إذا حضر الحرب يوصي المسلمين بكلمات، فيقول: تعاهدوا الصلاة، إلى أن قال (عليه السلام): يقول الله (عز وجل): " ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى " من الأمانة (51)، فقد خسر من ليس من أهلها، وضل عمله، عرضت على السماوات المبنية، والأرض المهاد، والجبال المنصوبة، فلا أطول ولا أعرض ولا أعلى ولا أعظم، لو امتنعت من طول أو عرض أو قوة أو عزة امتنعن، ولكن أشفقن من العقوبة (52).

والحديث طويل أخذنا من موضع الحاجة.

وفي نهج البلاغة: قال (عليه السلام): إنه با يعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضللا بعيدا (116)﴾

ذلك لله رضا، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبي قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه ما تولى (53).

وفي تفسير العياشي: عن حريز، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (عليها السلام) قال: لما كان أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة أتاه الناس فقالوا: اجعل لنا إماما يؤمنا في شهر رمضان، فقال: لا، ونهاهم أن يجتمعوا فيه، فلما أمسوا، جعلوا يقولون: ابكوا في رمضان، وا رمضاناه، فأتاه الحارث الأعور في أناس فقال: يا أمير المؤمنين ضج الناس وكرهوا قولك، فقال عند ذلك: دعهم وما يريدون، ليصلي بهم من شاؤوا، ثم قال: " فمن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا " (54).

عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن رجل من الأنصار قال: خرجت أنا والأشعث الكندي وجرير البجلي حتى إذا كنا بظهر الكوفة بالفرس مر بنا ضب، فقال الأشعث وجرير: السلام عليك يا أمير المؤمنين، خلافا على علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فلما خرج الأنصاري قال لعلي (عليه السلام): فقال علي: دعهما، " فهو (إمامهما) (55) يوم القيامة، أما تسمع إلى الله وهو يقول: " نوله ما تولى " (56).

إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء: تكريره (57) إما للتأكيد، أو لقصة بشير.

وقيل: جاء شيخ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: إني شيخ منهمك في المعاصي، إلا أني لم أشرك بالله شيئا منذ عرفته، وآمنت به، ولم أتخذ من دونه وليا، ولم أوقع المعاصي جرأة، وما تو همت طرفة عين أني أعجز الله هربا، وأني لنادم تائب، فما ترى حالي؟فنزلت.

ومن يشرك بالله فقد ضل ضللا بعيدا: عن الحق، فإن الشرك أعظم أنواع الضلالة وأبعدها عن الصواب والاستقامة.

وإنما ذكر في الآية الأولى " فقد افترى " لأنها متصلة بقصة أهل الكتاب، ومنشأ شركهم نوع افتراء، وهو دعوى التبني على الله تعالى وتقدس (58).

وفي شرح الآيات الباهرة: روي بحذف الاسناد مرفوعا، عن مولى علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن جده أمير المؤمنين (صلوات الله عليهم أجمعين) قال: المؤمن على أي حال مات، وفي أي ساعة قبض فهو شهيد، ولقد سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لو أن المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض لكان الموت كفارة لتلك الذنوب، ثم قال (عليه السلام): من قال لا إله إلا الله بالاخلاص فهو برئ من الشرك، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ثم تلا هذه الآية: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " وهم شيعتك ومحبوك يا علي، فقلت: يا رسول الله هذا لشيعتي؟قال: اي وربي، لشيعتك ومحبيك خاصة، وإنهم ليخرجون من قبورهم وهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله، فيؤتون بحلل خضر من الجنة، وأكاليل من الجنة وتيجان من الجنة، ويلبس كل واحد منهم حلة خضراء وتاج الملك وإكليل الكرامة ويركبون النجائب، فيطير بهم إلى الجنة لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون (59).

﴿* إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا (117) لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا (118)﴾

وفي هذا المعنى ما ذكره الشيخ في أماليه: بإسناده عن محمد بن عطية، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الموت كفارة لذنوب المؤمنين (60).

إن يدعون من دونه إلا إناثا: يعني اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، وأساف ونائلة، كان لكل حي صنم يعبدونه، ويسمونه أنثى بني فلان، وذلك إما لتأنيث أسمائها، أو لأنها كانت جمادات، والجمادات تؤنث من حيث أنها ضاهت الإناث، لانفعالها.

قيل: ولعله تعالى ذكرها بهذا الاسم، تنبيها على أنهم يعبدون ما يسمونه إناثا، لأنه ينفعل ولا يفعل ومن حق المعبود أن يكون فاعلا غير منفعل، ليكون دليلا على تناهي جهلهم وفرط حماقتهم.

وقيل: المراد الملائكة لقولهم: الملائكة بنات الله (61).

وهو جمع أنثى كرباب وربى، وقرئ (أنثى) على التوحيد، و (إناثا) على أنه جمع انيث كخبث وخبيث، و (وثنا) بالتخفيف والتثقيل، وهو جمع وثن كأسد واسد، و (اثنا) بهما على قلب الواو لضمتها همزة.

وفي مجمع البيان: عن تفسير أبي حمزة الثمالي قال: كان في كل واحدة منهن شيطانه أنثى تترايا للسدنة وتكلمهم، وذلك من صنع إبليس، وهو الشيطان الذي ذكره الله والعنه (62).

وإن يدعون: وإن يعبدون بعبادتها.

إلا شيطانا مريدا: لأنه الذي أمرهم بعبادتها وأغراهم عليها، فكان طاعته في ذلك عبادة له.

والمارد والمريد الذي لا يعلق بخير، وأصل التركيب للملابسة، ومنه " صرح ممرد " (63) وغلام أمرد وشجرة مرداء الذي تناثر ورقها.

وفي تفسير العياشي: عن محمد بن إسماعيل الرازي، عن رجل سماه، عن أبي عبد الله قال: دخل رجل على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقام على قدميه فقال: مه، هذا اسم لا يصلح إلا لأمير المؤمنين (عليه السلام)، سماه ولم يسم به أحد غيره فرضي به إلا كان منكوحا وإن لم يكن ابتلى به، وهو قول الله في كتابه: " أن يدعون من دونه إلا إناثا وأن يدعون إلا شيطانا مريدا " قال: قلت: فماذا يدعى به قائمكم؟فقال: السلام عليك يا بن رسول الله (64).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " أن يدعون من دونه إلا إناثا " قال: قالت قريش: الملائكة هم بنات الله " وان يدعون إلا شيطانا مريدا " قال: كانوا يعبدون الجن (65).

لعنه الله: صفة ثانية للشيطان.

وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا: عطف عليه، أي شيطانا مريدا جامعا بين لعنة الله، وهذا القول الدال على فرط عداوته للناس.

والمفروض، المقطوع، أي نصيبا قدر لي وفرض، من قولهم: فرض له في العطاء.

في مجمع البيان: عن تفسير الثمالي، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ﴿ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الانعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا (119)﴾

هذه الآية، من بني آدم تسعة وتسعون في النار، وواحد في الجنة (66).

وفي رواية أخرى: من كل ألف واحد لله وسائرهم للنار ولإبليس (67).

قيل: وقد برهن سبحانه أولا على أن الشرك ضلال في الغاية على سبيل التعليل، أن ما يشركون به ينفعل ولا يفعل فعلا اختياريا، وذلك ينافي في الألوهية غاية المنافاة، فإن الاله ينبغي أن يكون فاعلا غير منفعل.

ثم استدل عليه بأنه عبادة الشيطان، وهي أفظع الضلال، لثلاثة أوجه، الأول: إنه مريد منهمك في الضلال لا يعلق بشئ من الخير والهدى، فيكون طاعته ضلالا بعيدا من الهدى، والثاني: أنه ملعون لضلاله، فلا يستجلب مطاوعته سوى الضلال واللعن، والثالث: أنه في غاية العداوة والسعي في إهلاكهم وموالاة من هذا شأنه غاية الضلالة، فضلا عن عبادته (68).

ولأضلنهم: عن الحق.

ولأمنينهم: الأماني الباطلة، كطول العمر، وأن لا بعث ولا عقاب.

في أمالي الصدوق: جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: لما نزلت هذه الآية " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم " صعد إبليس جبلا بمكة يقال له ثور، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه، فقالوا: يا سيدنا لم دعوتنا؟قال: نزلت هذه فمن لها؟فقام عفريت من الشياطين، فقال: أنا لها بكذا وكذا، قال: لست لها، فقام آخر فقال مثل ذلك، فقال: لست لها، فقال الوسواس الخناس: أنا لها، قال: بماذا؟قال: أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة، فإذا واقعوا الخطيئة أمنيهم الاستغفار، فقال: أنت لها، فوكله بها إلى يوم القيامة (69).

ولآمرنهم فليبتكن ء اذان الانعام: قيل: سيشققونها إذا ولدت خمسة أبطن والخامس ذكر، وحرموا على أنفسهم الانتفاع بها.

وفي مجمع البيان: عن الصادق (عليه السلام) ليقطعن الآذان من أصلها (70).

ولآمرنهم فليغيرن خلق الله: في مجمع البيان: عن الصادق (عليه السلام) يريد دين الله وأمره (71).

وفيه: ويؤيده قوله سبحانه: " فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله " (72)، ويندرج فيه كل تغيير بخلق الله عن وجهه صورة أو صفة من دون إذن من الله كفقئهم عين الفحل الذي طال مكثه عندهم وإعفائه عن الركوب، وخصاء العبيد، وكل مثلة.

ولا ينافيه التفسير بالدين والامر، بأن ذلك كله داخل فيهما.

ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله: بأن يؤثر طاعته على طاعة الله (عز وجل)، أو يشركه معه في الطاعة.

فقد خسر خسرانا مبينا: رأس ماله وبدل مكانه من الجنة بمكانه من النار.


1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 2 ص 111 باب 34 العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها أنه سمعها من الرضا علي بن موسى مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ.

2- الكافي: ج 3 ص 487 كتاب الصلاة، باب النوادر قطعة من ح 2.

3- علل الشرائع: ص 324 باب 15 العلة التي من أجلها لا تقصير في صلاة المغرب ونوافلها في السفر والحضر ح 1.

4- رواه في مجمع البيان: ج 3 ص 101 في تفسيره لآية 101 من سورة النساء.

5- الكافي: ج 4 ص 524، كتاب الحج باب إتمام الصلاة في الحرمين ح 6.

6- الكافي: ج 4 ص 587، كتاب الحج باب بلا عنوان ح 5.

7- الكافي: ج 4 ص 524، كتاب الحج باب إتمام الصلاة في الحرمين ح 7 وصدر الحديث (عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: كان أبي يرى لهذين الحرمين ما لا يراه لغير هما، ويقول: الحديث).

8- قال في المدارك: قال ابن بابويه في كتابه: سمعت شيخنا محمد بن الحسن يقول: رويت أنه سئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا " فقال: هذا تقصير ثان، وهو أن يرد الرجل الركعتين إلى الركعة، وروى الشيخ ذلك عن حريز: ونقل عن ابن الجنيد أنه قال بهذا المذهب. وما وردت من الرواية وأن كانت صحيحة لكنها معارضة بأشهر منها، ويمكن حلمها على التقية، أو على أن كل طائفة إنما تصلى مع الامام ركعة، فكان صلاتها ردت إليها، انتهى وأقول: يمكن أن يكون المراد: ينقص من كل ركعتين ركعة، فتصير الأربع اثنين وكذا في خبر ابن الوليد بأن يكون المراد أن هذا علة ثانية لتقصير مؤكدة للأولى (مرآة العقول: ج 15 ص 428).

9- الكافي: ج 3 ص 456 كتاب الصلاة، باب صلاة المطاردة والموافقة والمسايفة ح 4.

10- نقله البيضاوي: ج 1 ص 240 في تفسيره لآية 101 من سورة النساء.

11- بطن نخل: جمع نخلة: قرية قريبة من المدينة على طريق البصرة، بينهما الطرف على الطريق، وهو بعد أبرق العذاف للقاصد إلى مكة (معجم البلدان: ج 1 ص 449).

12- غزوة ذات الرقاع، غزوة معروفة كانت سنة خمس من الهجرة بأرض غطفان من نجد، واختلف الأصحاب في سبب تسمية ذات الرقاع، فقيل: لان القتال كان في سفح جبل فيه جدد حمر وصفر وسود كالرقاع، وقيل: كانت الصحابة حفاة فلقوا على أرجلهم الجلود الخرق لئلا تحترق، وقيل: سميت برقاع، لان الرقاع كانت في ألويتهم، وقيل: الرقاع اسم شجرة كانت في موضع الغزوة، وقيل: مر بذلك الموضع ثمانية حفاة، فنقبت أرجلهم، وتساقطت أظفارهم، فكانوا يلفون عليه الخرق. ثم أنه يدل على عدم لزوم انتظار الامام للتسليم عليهم كما ذهب إليه جماعة من الأصحاب (مرآة العقول: ج 15 ص 424).

13- في النسخة - أ: خرسوا.

14- الكافي: ج 3 ص 456 كتاب الصلاة، باب صلاة الخوف ح 2.

15- قوله: (فيمثل) بالتخفيف من قولهم مثل مثولا، إذا انتصبت بين يديه قائما، فقوله: (قائما، ) إما على التجريد أو التأكيد، والامام يسكت، أو يطول القراءة، أو يسبح، وقد صرح العلامة بالثاني، وفي الذكرى خير بينه وبين الثالث مع ترجيح الثاني، وصرح بعض العامة بالأولى، وهو الظاهر من هذا الخبر (مرآة العقول: ج 15 ص 424).

16- الكافي: ج 3 ص 455، كتاب الصلاة، باب صلاة الخوف ح 1.

17- الحشر: 9.

18- جواب عما يقال: أن أخذ الحذر مجاز وأخذ الأسلحة حقيقة فلا يجمع بينهما - منه دام عزه (كذا في هامش النسخة أ).

19- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 150 في تفسيره لآية 102 من سورة النساء.

20- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 150 س 15 في تفسيره لآية 103 من سورة النساء.

21- من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 236 باب 50 صلاة المريض والمغمى عليه والضعيف والمبطون والشيخ الكبير وغير ذلك ح 5.

22- من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 235 باب 50 صلاة المريض والمغمى عليه والضعيف والمبطون والشيخ الكبير وغير ذلك ح 1.

23- مريم: 59.

24- الكافي: ج 3 ص 270 كتاب الصلاة، باب من حافظ على صلاته أو ضيعها، ح 13.

25- الكافي: ج 3 ص 272 كتاب الصلاة، باب فرض الصلاة ح 4.

26- الكافي: ج 3 ص 294 كتاب الصلاة، باب من نام عن الصلاة أو سهى عنها ح 10.

27- من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 125، باب 29 فرض الصلاة ح 2.

28- علل الشرائع: ج 2 ص 605 باب 385 نوادر العلل ح 79.

29- آل عمران: 140.

30- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 124 س 21 في تفسيره لآية 104 من سورة آل عمران.

31- وللعلامة المحقق المجلسي (طيب الله رمسه) تحقيقات دقيقة في معنى التفويض، وأعرضنا عن نقله خوفا من الإطالة، ومن أراد فليراجع: (مرآة العقول: ج 3 ص 142).

32- الكافي: ج 1 ص 267 كتاب الحجة، باب التفويض إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلى الأئمة (عليهم السلام) في أمر الدين ح 8.

33- الاحتجاج: ج 2 ص 117، فيما احتج به الصادق (عليه السلام) على أبي حنيفة س 8. والآية: " لتحكم بين الناس بما أراك الله ".

34- جوامع الجامع: ص 95 في تفسيره لآية 105 و 106 من سورة النساء.

35- لاحظ الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ط بيروت: ج 2 من ص 670 - 677.

36- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 150 س 20 في تفسيره لآية 105 و 106 من سورة النساء.

37- مجمع البيان: ج 3 ص 105 في بيان سبب نزول آية 105 و 106 من سورة النساء.

38- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 151 س 18 في تفسيره لآية 105 و 106 من سورة النساء.

39- نهج البلاغة: ص 494 قصارى الحكم (135)، وضبط الآية الشريفة من السيد الرضي (طيب الله رمسه) حيث قال: وتصديق ذلك كتاب الله.

40- تفسير العياشي: ج 1 ص 275 ح 270.

41- النساء: 115.

42- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 152 س 1 في تفسيره لآية 113 من سورة النساء.

43- الكافي: ج 8 ص 334 ح 525.

44- كتاب الاحتجاج: ص 249 احتجاجه على زنديق جاء مستدلا بآي من القرآن متشابهة، س 13.

45- تفسير العياشي: ج 1 ص 274 ح 267.

46- تفسير العياشي: ج 1 ص 274 ح 268.

47- تفسير العياشي: ج 1 ص 275 ح 269.

48- الكافي: ج 3 ص 34 كتاب الزكاة، باب القرض ح 3.

49- الكافي: ج 1 ص 60 ح 5.

50- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 152 س 15 في تفسيره لآية 124 من سورة النساء.

51- (تسمع من الرجل) كان (من) بمعنى (في) كما في قوله تعالى: " إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة " أي فيه، وكذا قالوا: في قوله سبحانه: " فأروني ماذا خلق من الأرض " أي في الأرض، ويحتمل أن يكون تقدير الكلام: تسمع من رجل كلاما في حق رجل آخر يذمه به، فيبلغ الرجل الثاني ذلك الكلام فتخبث نفسه عن الأول، أي يتغير عليه ويبغضه، فتلقى الرجل الثاني فتقول: سمعت من الرجل الأول فيك كذا وكذا من مدحه خلاف ما سمعت منه من ذمه. والتكلف فيه من جهة ارجاع ضمير يبلغه إلى الرجل الثاني وهو غير مذكور في الكلام، لكنه معلوم بقرينة المقام. وهذا القول، وإن كان كذبا لغة وعرفا، جائز لقصد الاصلاح بين الناس، وكأنه لا خلاف فيه عند أهل الاسلام، إلى أن قال: ويدل الحديث على أن الكذب شرعا إنما يطلق على ما كان مذموما فغير المذموم قسم ثالث من الكلام يسمى إصلاحا، فهو واسطة بين الصدق والكذب (مرآة العقول: ج 10 ص 334).

52- الكافي: ج 2 ص 341 كتاب الايمان والكفر، باب الكذب، ح 16.

53- الخصال: ص 87 باب الثلاثة قطعة من ح 20.

54- ما بين المعقوفتين ليس في النسخة - أ وأثبتناه من المصدر لاقتضاء السياق.

55- من كلام البيضاوي: ج 1 ص 243 لاحظ تفسيره لآية 114 من سورة النساء.

56- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 152 س 10.

57- قاله: ج 1 ص 243 عند تفسيره لاية 115 من سورة النساء.

.

58- (من الأمانة) كذا وجدناه من نسخ الكافي، والصواب (ثم الأمانة) كما يظهر من بعض خطبه (عليه السلام) في نهج البلاغة، وزاد فيه بعد قوله: " ولا أعظم " لفظة (منها) ثم قال: ولو امتنع شئ بطول أو عرض أو قوة أو عز لامتنعن، وهو الصواب (الوافي ط حجري: ج 2 أبواب الجهاد ص 19).

59- الكافي: ج 5 ص 36 كتاب الجهاد باب ما كان يوصي أمير المؤمنين (عليه السلام) به عند القتال، قطعة من ح 1.

60- نهج البلاغة: ص 366 باب المختار من كتب مولانا أمير المؤمنين ورسائله.

61- ومن كتاب له (عليه السلام) إلى معاوية صبحي الصالح.

62- تفسير العياشي: ج 1 ص 275 ح 272.

63- في النسخة - أ: (فهو لما فيهما) والظاهر أنه تصحيف من الناسخ والصحيح ما أثبتناه من المصدر.

64- تفسير العياشي: ج 1 ص 275 ح 273.

65- ذكر سابقا في آية 48 من سورة النساء.

66- من قوله (وقيل: جاء) إلى هنا مقتبس من تفسير البيضاوي: ج 1 ص 244، لاحظ تفسيره لايه 116 من سورة النساء.

67- لا يوجد لدينا هذا الكتاب ووجدناه في تأويل الآيات الظاهرة: ص 157.

68- كتاب الأمالي للشيخ الطوسي: ج 1 ص 109، س 3.

69- الأقوال من البيضاوي: ج 1 ص 244، لاحظ تفسيره لآية 117 من سورة النساء.

70- مجمع البيان: ج 3 ص 112 في نقله المعنى لآية 117 من سورة النساء.

71- النمل: 44.

72- تفسير العياشي: ج 1 ص 276 ح 274.