تفسير سورة الفتح

1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حصنوا أموالكم ونسائكم وما ملكت ايمانكم من التلف بقراءة " انا فتحنا لك " فإنه إذا كان ممن يدمن قراءتها نادى مناد يوم القيامة حتى تسمع الخلايق: انه من عبادي المخلصين، الحقوه بالصالحين من عبادي، وادخلوه جنات النعيم، واسقوه من الرحيق المختوم بمزاج الكافور.

2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأها فكأنما شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله.

3 - وفي رواية فكأنه كان مع من بايع محمد تحت الشجرة.

عمر بن الخطاب قال: كنا مع رسول الله في سفر فقال: نزلت على البارحة سورة هي أحب إلى من الدنيا وما فيها " انا فتحنا لك " إلى قوله " وما تأخر " أورده البخاري في الصحيح.

4 - قتادة عن أنس قال: لما رجعنا من غزاة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا فنحن بين الحزن والكآبة أنزل الله عز وجل: " انا فتحنا لك فتحا مبينا " فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لقد نزلت على آية هي أحب إلى من الدنيا وما فيها

5 - عبد الله بن مسعود قال أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله من الحديبية فجعلت ناقته تثقل، فتقدمنا فأنزل الله عليه: " انا فتحنا لك فتحا مبينا " فأدركنا رسول الله صلى الله عليه وآله وبه من السرور ما شاء الله، فأخبر انها نزلت عليه.

6 - في تفسير العياشي عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله " انى أخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم " حتى نزلت سورة الفتح، فلم يعد إلى ذلك الكلام.

7 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: وكان اساف ونايله رجلا وامرأة عجوز شمطاء (1) تخمش وجهها تدعو بالويل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله تلك نايلة يبست (2) ان تعيد ببلاد كم هذه في مجمع البيان اختلف في هذا الفتح على وجوه أحدها ان المراد به فتح مكة وعده الله ذلك عام الحديبية عند انكفائه منها عن انس وقتادة وجماعة من المفسرين.

8 - قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: ستقف انشاء الله عند قوله تعالى: " ليغفر لك الله " الآية على حديث عن الرضا عليه السلام وفيه يقول عليه السلام: فلما فتح الله تعالى على نبيه مكة قال له: يا محمد انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر.

رجعنا إلى كلام مجمع البيان إلى قوله: وثالثها ان المراد بالفتح هنا فتح خيبر عن مجاهد والعوفي وروى عن مجمع بن حارثة الأنصاري كان أحد القراء قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وآله: فلما انصرفنا عنها إذ الناس يهزون الأباعر (3) فقال بعض الناس لبعض: ما بال الناس؟قالوا: أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فخرجنا نوجف فوجدنا النبي صلى الله عليه وآله واقفا على راحلته عند كراع الغميم (4) فلما اجتمع الناس إليه قرء انا فتحنا لك فتحا السورة فقال عمر: افتح هو يا رسول الله؟قال نعم والذي نفسي بيده، انه لفتح فقسمت خيبر على أهل الحديبية لم يدخل فيها أحد الا من شهدها.

9 - في جوامع الجامع وقيل: هو فتح الحديبية، فروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما رجع من الحديبية قال رجل من أصحابه: ما هذا الفتح لقد صددنا عن البيت وصد هدينا، فقال عليه السلام: بئس الكلام هذا بل هو أعظم الفتوح، قد رضى المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح ويسألوكم القضية ورغبوا إليكم في الأمان و قد رأوا منكم ما كرهوا.

وعن الزهري: لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، وذلك أن المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم، فتمكن الاسلام في قلوبهم وأسلم في ثلاث سنين خلق كثير، كثر بهم سواد الاسلام، والحديبية بئر نفد ماؤها حتى لم يبق فيها قطرة فأتاها النبي صلى الله عليه وآله فجلس على شفيرها (5) ثم دعا باناء من ماء فتوضى ثم تمضمض ومجه (6) فيها ففارت بالماء حتى أصدرت جميع من معه وركابهم.

وعن سالم بن أبي الجعد قال: قلت لجابر: كم كنتم تحت الشجرة؟قال كنا ألفا وخمسمأة وذكر عطشا أصابهم قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله بماء في تور (7) فوضع يده فيه فجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنه العيون، قال فشربنا ووسعنا وكفانا ولو كنا مأة ألف كفانا.

10 - في أصول الكافي محمد بن أحمد عن عمه عبد الله بن الصلت عن الحسن بن علي بن بنت الياس عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: إن علي بن الحسين عليه السلام لما حضرته الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه وقرأ: " إذا وقعت الواقعة " " وانا فتحنا لك فتحا " وقال: " الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين " ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا.

11 - في كتاب طب الأئمة عليهم السلام باسناده إلى جابر الجعفي عن محمد الباقر عليه السلام قال: كنت عند علي بن الحسين عليهما السلام إذ أتاه رجل من بنى أمية من شيعتنا، فقال له: يا بن رسول الله ما قدرت أن أمشى إليك من وجع رجلي، قال: أين أنت من عوذة الحسين بن علي عليه السلام؟قال: يا بن رسول الله وما ذاك؟قال آية " انا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما * وينصرك الله نصرا عزيزا * هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما * ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئآتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما * ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدلهم جهنم وساءت مصيرا * ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما " قال: ففعلت ما أمرني به، فما حسست بعد ذلك بشئ منها بعون الله تعالى.

12 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان سبب نزول هذه الآية وهذا الفتح العظيم ان الله عز وجل أمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم في النوم أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين، فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج فخرجوا فلما نزل ذا الحليفة احرموا بالعمرة وساقوا البدن، وساق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ستة وستين بدنة وأشعرها عند احرامه وأحرموا من ذي الحليفة ملبين بالعمرة وقد ساق من ساق منهم الهدى معرات (8) مجللات، فلما بلغ قريشا ذلك بعثوا خالد بن وليد في مأتى فارس كمينا يستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله فكان يعارضه على الجبال، فلما كان في بعض الطريق حضرت صلاة الظهر فاذن بلال فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله بالناس فقال خالد بن الوليد: لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة لأصبناهم فإنهم لا يقطعون صلاتهم ولكن تجئ الآن لهم صلاة أخرى أحب إليهم من ضياء أبصارهم، فإذا دخلوا في الصلاة أغرنا عليهم فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله بصلاة الخوف في قوله عز وجل: " وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة " الآية وهذه الآية في سورة النساء وقد كتبنا خبر صلاة الخوف فيها، فلما كان في اليوم الثاني نزل رسول الله صلى الله عليه وآله الحديبية وهي على طرف الحرم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يستنفر الاعراب في طريقه، فلم يتبعه أحد و يقولون: أيطمع محمد صلى الله عليه وآله وأصحابه أن يدخل الحرم أوقد غزتهم قريش في عقر ديارهم (9) فقتلوهم، أنه لا يرجع محمد صلى الله عليه وآله وأصحابه إلى المدينة أبدا، فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وآله الحديبية خرجت قريش يحلفون باللات والعزى لا يدعون رسول الله صلى الله عليه وآله يدخل مكة وفيهم عين تطرف فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله انى لم آت لحرب وانما جئت لا قضى مناسكي وانحر بدني وأخلى بينكم وبين لحمانها (10)، فبعثوا عروة بن مسعود الثقفي وكان عاقلا لبيبا وهو الذي أنزل الله فيه: " وقالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " فلما اقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله عظم ذلك وقال: يا محمد تركت قومك وقد ضربوا الأبنية وأخرجوا العوذ المطافيل (11) يحلفون باللات و العزى لا يدعوك تدخل مكة، فان مكة حرمهم وفيهم عين تطرف أفتريد أن تبيد أهلك (12) وقومك يا محمد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما جئت لحرب وانما جئت لا قضى مناسكي وانحر بدني وأخلى بينهم وبين لحمانها فقال عروة: والله ما رأيت كاليوم أحدا صد كما صددت، فرجع إلى قريش فأخبرهم فقالت قريش: والله لئن دخل محمد صلى الله عليه وآله مكة وتسامعت به العرب لنذلن ولتجترين علينا العرب، فبعثوا حفص بن الأحنف و سهيل بن عمرو، فلما نظر إليهما رسول الله صلى الله عليه وآله: قال ويح قريش قد نهكتهم الحرب (13) الا خلوا بيني وبين العرب، فان أك صادقا فإنما آخذ الملك لهم مع النبوة، وان أك كاذبا كفتهم ذؤبان العرب (14) لا يسألني اليوم امرء من قريش خطة ليس لله فيها سخط الا أجببتم إليه، فلما وافوا رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا: يا محمد لم لا ترجع عنا عامك هذا إلى أن تنتظر إلى ما يصير أمرك وأمر العرب على أن ترجع من عامك فان العرب قد تسامعت بمسيرك فإذا دخلت بلادنا وحرمنا استذلتنا العرب واجترت علينا ونخلي لك البيت في العام القابل في هذا الشهر ثلاثة أيام حتى تقضى نسكك وتنصرف عنا، فأجابهم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ذلك وقالوا له: ترد إلينا من جاء كم من رجالنا، ونرد إليك كل من جاءنا من رجالك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله من جاء كم من رجالنا فلا حاجة لنا فيه، ولكن على أن المسلمين بمكة لا يؤذون في اظهارهم الاسلام، ولا يكرهون ولا ينكر عليهم شئ يفعلونه من شرايع الاسلام، فتقبلوا ذلك، فلما أجابهم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الصلح أنكر عامة أصحابه وأشد ما كان انكارا عمر فقال: يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟فقال: نعم، قال: فنعطي الذلة في ديننا؟فقال: ان الله عز وجل قد وعدني ولن يخلفني، فقال: لو أن معي أربعين رجلا لخالفته، ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الأحنف إلى قريش فأخبراهم بالصلح، فقال عمر: يا رسول الله ألم تقل لنا أن ندخل المسجد الحرام ونحلق من المحلقين؟فقال: أمن عامنا هذا وعدتك؟وقلت لك ان الله عز وجل وعدني ان أفتح مكة وأطوف وأسعى وأحلق مع المحلقين، فلما أكثروا عليه قال: إن لم تقبلوا الصلح فحاربوهم، فمروا نحو قريش وهم مستعدون للحرب، وحملوا عليهم، فانهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله هزيمة قبيحة ومروا برسول الله صلى الله عليه وآله فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: يا علي خذ السيف وأستقبل قريشا، فأخذ أمير المؤمنين صلوات الله عليه سيفه وحمل على قريش، فلما نظروا إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه تراجعوا ثم قالوا: يا علي بدا لمحمد فيما أعطانا فقال عليه السلام: لا وتراجع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله مستحيين وأقبلوا يعتذرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: ألستم أصحابي يوم بدر إذا انزل الله عز وجل فيكم: " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين " ألستم أصحابي يوم أحد " إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في آخريكم " ألستم أصحابي يوم كذا؟ألستم أصحابي يوم كذا؟فاعتذروا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وندموا على ما كان منهم، وقالوا: الله اعلم ورسوله فاصنع ما بدا لك ورجع حفص بن الأحنف وسهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالا: يا محمد قد أجابت قريش إلى ما اشترطت، من اظهار الاسلام وان لا يكره أحد على دينه فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله بالمكتب ودعا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقال له أكتب فكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل بن عمرو: لا نعرف الرحمن اكتب كما كان يكتب آباؤك: باسمك اللهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اكتب باسمك اللهم، فإنه اسم من أسماء الله، ثم كتب: هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله والملاء من قريش فقال سهيل بن عمرو: لو نعلم أنك رسول الله صلى الله عليه وآله ما حار بناك; اكتب: هذا ما تقاضى عليه محمد بن عبد الله أتأنف من نسبك يا محمد؟فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا رسول الله وان لم تقروا، ثم قال: أمح يا علي واكتب محمد بن عبد الله فقال أمير المؤمنين: ما أمحو اسمك من النبوة أبدا، فمحاه رسول الله صلى الله عليه وآله بيده ثم كتب: هذا ما اصطلح به محمد بن عبد الله والملاء من قريش وسهيل بن عمرو، اصطلحوا على وضع الحرب بينهم عشر سنين على أن يكف بعضنا عن بعض، وعلى أنه لا اسلال ولا أغلال (15) وان بيننا وبينهم عيبة مكفوفة (16) وان من أحب أن يدخل في عهد محمد و عقده فعل، ومن أحب ان يدخل في عهد قريش وعقدها فعل، وأنه من أتى محمدا بغير اذن وليه يرد إليه وانه من اتى قريشا من أصحاب محمد لم ترده إليه، وأن يكون الاسلام ظاهرا ولم يكره أحدا على دينه ولا يؤذى ولا يعير، وأن محمدا يرجع عنهم عامة هذا وأصحابه; ثم يدخل علينا في العام القابل مكة فيقيم فيها ثلاثة أيام لا يدخل عليها بسلاح الا سلاح المسافر السيوف في القرب (17) وكتبه علي بن أبي طالب وشهد على الكتاب المهاجرون والأنصار ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي انك أبيت ان تمحو اسمى من النبوة; فوالذي بعثني بالحق نبيا لتجيبن أبناءهم إلى مثلها وأنت مضيض مضطهد (18) فلما كان يوم صفين ورضوا بالحكمين كتب: هذا ما اصطلح عليه أمير المؤمنين علي بن أبى طالب عليه السلام ومعاوية بن أبي سفيان فقال عمرو بن العاص: لو علمنا انك أمير المؤمنين ما حار بناك، ولكن اكتب: هذا ما اصطلح عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: صدق الله وصدق رسوله اخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك ثم كتب الكتاب قال: فلما كتبوا الكتاب قامت خزاعة فقالت: نحن في عهد محمد رسول الله وعقده وقامت بنو بكر فقالت: نحن في عهد قريش وعقدها، وكتبوا نسختين نسخة عند رسول الله صلى الله عليه وآله، ونسخة عند سهيل بن عمرو، ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الأحنف إلى قريش فأخبراهم وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه: انحروا بدنكم واحلقوا رؤسكم فامتنعوا وقالوا: كيف ننحر ونحلق ولم نطف بالبيت ولم نسع بين الصفا والمروة؟فاغتم لذلك رسول الله صلى الله عليه وآله، وشكا ذلك إلى أم سلمة، فقالت: يا رسول الله أنحر أنت وأحلق فنحر رسول الله صلى الله عليه وآله فحلق، فنحر القوم على حيث يقين وشك وارتياب، فقال رسول الله تعظيما للبدن: رحم الله المحلقين وقال قوم: أنسوق البدن يا رسول الله والمقصرين لان من لم يسق هديا لم يجب عليه الحلق، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ثانيا: رحم الله المحلقين الذين لم يسوقوا الهدى، فقالوا: يا رسول الله والمقصرين؟فقال: رحم الله المقصرين، ثم رحل رسول الله صلى الله عليه وآله نحو المدينة، فرجع إلى التنعيم (19) ونزلت تحت الشجرة، فجاء أصحابه الذين أنكروا عليه الصلح، واعتذروا و اظهروا الندامة على ما كان منهم، وسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله ان يستغفر لهم، فنزلت آية الرضوان " بسم الله الرحمن الرحيم * انا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ".

13 - حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن علي بن نعمان عن علي بن أيوب عن عمر بن يزيد بياع السابري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قول الله في كتابه: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: ما كان له ذنب ولا هم بذنب، ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفر لها، ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما و ينصرك الله نصرا عزيزا

14 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلي عليه السلام فان آدم عليه السلام تاب الله عليه من خطيئة؟قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله نزل فيه ما هو أكبر من هذا من غير ذنب اتى، قال الله عز وجل " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " ان محمدا غير مواف يوم القيمة بوزر ولا مطلوب فيها بذنب، وقال عليه السلام: ولقد كان صلى الله عليه وآله يبكى حتى يغشى عليه، فقيل له: يا رسول الله أليس الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟قال: بلى أفلا أكون عبدا شكورا؟والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

15 - في مجمع البيان روى المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام قال: سأله رجل عن هذه الآية، فقال: والله ما كان له ذنب ولكن الله سبحانه ضمن ان يغفر ذنوب شيعة علي عليه السلام ما تقدم من ذنبهم وما تأخر.

16 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب واتت فاطمة بنت علي بن أبي طالب عليه السلام إلى جابر بن عبد الله فقالت له: يا صاحب رسول الله ان لنا عليكم حقوقا، عليكم ان إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا ان تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا (20) على نفسه وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم انفه ونقبت جبهته (21) وركبتاه وراحتاه أذاب نفسه في العبادة، فاتى جابر إليه فاستأذن فلما دخل عليه وجده في محرابه قد أنصبته العبادة (22) فنهض على فسئله عن حاله سؤالا خفيا، ثم أجلسه بجنبه، ثم اقبل جابر يقول: يا بن رسول الله اما علمت أن الله انما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم؟وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم؟فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟قال له علي بن الحسين: يا صاحب رسول الله اما علمت أن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلم يدع الاجتهاد وتعبد هو بأبي وأمي حتى انتفخ الساق وورم القدم؟و قيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟.

17 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله أقول: وأما لفظ " ما تقدم من ذنبك وما تأخر " فالذي نقلناه من طريق أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم ان المراد منه ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر عند أهل مكة وقريش، يعنى ما تقدم قبل الهجرة وبعدها; فإنك إذا فتحت مكة بغير قتل لهم ولا استيصال ولا أخذهم بما قدموه من العداوة والقتال، غفر واما كان يعتقدونه ذنبا لك عندهم متقدما أو متأخرا، وما كان يظهر من عداوته في مقابلة عداوتهم له، فلما رأوه قد تحكم وتمكن وما استقصى غفروا ما ظنوه من الذنوب.

18 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم السلام باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال المأمون: يا بن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون؟قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عز وجل إلى أن قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " قال الرضا عليه السلام: لم يكن أحد عند مشركي مكة أعظم ذنبا من رسول الله صلى الله عليه وآله لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمأة وستين صنما فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم وعظم " وقالوا أجعل الآلهة الها واحدا ان هذا لشيئ عجاب * و انطلق الملاء منهم ان امشوا واصبروا على آلهتكم ان هذا لشيئ يراد * ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ان هذا الا اختلاق " فلما فتح الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله مكة، قال له: يا محمد " انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " عند مشركي أهل مكة بدعاءك توحيد الله فيما تقدم وما تأخر، لان مشركي مكة أسلم بعضهم أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة، ومن بقي منهم لم يقدر على انكار التوحيد إذا دعا الناس إليه، فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن.

19 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذا شرايع الدين إلى أن قال عليه السلام: والأنبياء وأوصياؤهم لا ذنوب لهم، لأنهم معصومون مطهرون.

20 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من عمر أربعين سنة إلى أن قال: صلى الله عليه وآله: ومن عمر ثلاثين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

21 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

22 - عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما من عمر يعمر إلى أن قال صلى الله عليه وآله: فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسمى أسير الله في أرضه، ويشفع في أهل بيته.

23 - عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال في حديث طويل يذكر فيه حروب علي عليه السلام وكانت السيرة فيهم لأمير المؤمنين عليه السلام ما كان من رسول الله صلى الله عليه وآله في أهل مكة يوم فتح مكة، وانه لم يسب لهم ذرية، وقال: من أغلق بابه والقى سلاحه أو دخل دار أبي سفيان فهو آمن، وكذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام فيهم يوم البصرة: لا تسبوا لهم ذرية، ولا تجهزوا على جريح (23) ولا تتبعوا مدبرا ومن أغلق بابه والقى سلاحه فهو آمن.

24 - عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام وقد سأله رأس اليهود كم يمتحن الله الأوصياء في حياة الأنبياء وبعد وفاتهم، وذكر حديثا طويلا وفيه يقول عليه السلام واما السادسة يا أخا اليهود فتحكيمهم الحكمين ومحاربة ابن آكلة الأكباد، وهو طليق بن طليق معاند لله عز وجل ولرسوله وللمؤمنين منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله إلى أن فتح الله عليه مكة عنوة فأخذت بيعته وبيعة أبيه لي معه في ذلك اليوم وفى ثلاثة مواطن بعد، وأبوه بالأمس أول من سلم على بإمرة المؤمنين، وجعل يحثني على النهوض في اخذ حقي من الماضين قبلي، يجدد لي بيعته كلما اتاني.

25 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: لأي علة يكبر المصلى بعد التسليم ثلاثا يرفع بها يديه؟فقال: لان النبي صلى الله عليه وآله لما فتح مكة صلى بأصحابه الظهر عند الحجر الأسود، فلما سلم رفع يده وكبر ثلاثا وقال: لا إله إلا الله وحده وحده وحده أنجز وعده ونصر عبده وأعز جنده وغلب الأحزاب وحده فله الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير، ثم أقبل على أصحابه فقال: لا تدعوا هذا التكبير وهذا القول في دبر كل صلاة مكتوبة، فان من فعل ذلك بعد التسليم وقال هذا القول: كان قد أدى ما يجب عليه من شكر الله تعالى ذكره على تقوية الاسلام وجنده.

26 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين قال: هو الايمان.

27 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: السكينة الايمان.

28 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص البختري وهشام بن سالم وغير هما عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين " قال: هو الايمان.

29 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل قال: سألت أبا - عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين " قال: الايمان قال عز من قائل: ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم

30 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أيها العالم أخبرني أي الأعمال أفضل عند الله؟قال: ما لا يقبل الله شيئا الا به، قلت: وما هو؟قال: الايمان بالله الذي لا اله إلا هو أعلى الأعمال درجة، و أشرفها منزلة وأسناها حظا قال: قلت: الا تخبرني عن الايمان أقول هو وعمل أم قول بلا عمل؟فقال: الايمان عمل كله، والقول بعض ذلك العمل، بفرض من الله بين في كتابه واضح نوره ثابتة حجته يشهد له به الكتاب ويدعوه إليه (24) قال قلت: صفه لي جعلت فداك حتى افهمه قال: الايمان حالات درجات وطبقات و منازل، فمنه التام المنتهى تمامه، ومنه الناقص المبين نقصانه، ومنه الراجح الزايد رجحانه، قلت: ان الايمان ليتم وينقص ويزيد؟قال: نعم، قلت: كيف ذلك؟قال: لان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها، فليس من جوارحه جارحة الا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به أختها، فمن لقى الله عز وجل حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عز وجل عليها لقى الله عز وجل مستكملا لايمانه وهو من أهل الجنة، ومن خان في شئ منها أو تعدى ما أمر الله عز وجل فيها لقى الله عز وجل ناقص الايمان، قلت: قد فهمت نقصان الايمان وتمامه، فمن أين جاءت زيادته؟فقال: قول الله عز وجل: " وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه ايمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون * واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم " وقال: " نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية آمنوا بربهم وزدنا هم هدى " ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لاحد منهم فضل على الاخر ولاستوت النعم فيه، ولاستوى الناس وبطل التفضيل ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله، وبالنقصان دخل المفرطون النار.

31 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد باسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لعلي بن موسى الرضا عليه السلام: يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث ان المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة؟فقال عليه السلام: يا أبا الصلت ان الله تعالى فضل نبيه محمدا على جميع خلقه من النبيين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومبايعته مبايعته، وزيارته في الدينا والآخرة زيارته فقال عز وجل: " من يطع الرسول فقد أطاع الله " وقال إن الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم وقال النبي صلى الله عليه وآله: من زارني في حياتي أو بعد موتى فقد زار الله، و درجة النبي صلى الله عليه وآله في الجنة أرفع الدرجات; ومن زاره في درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى.

32 - وباسناده إلى الريان بن شبيب خالد المعتصم أخي ماردة أن المأمون لما أراد أن يأخذ البيعة لنفسه بإمرة المؤمنين ولأبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام بولاية العهد ولفضل بن سهل بالوزارة أمر بثلاثة كراسي فنصب لهم، فلما قعدوا عليها وأذن للناس فدخلوا يبايعون فكانوا يصفقون بأيمانهم على أيمان الثلاثة من أعلى الابهام إلى الخنصر، ويخرجون حتى بايع في آخر الناس فتى من الأنصار فصفق بيمينه من أعلى الخنصر إلى أعلى الابهام فتبسم أبو الحسن عليه السلام ثم قال: كل من بايعنا بايع بفسخ البيعة غير هذا الفتى، فإنه بايعنا بعقدها فقال المأمون: وما فسخ البيعة وما عقدها؟قال أبو الحسن عليه السلام: عقد البيعة هو من أعلى الخنصر إلى أعلى الابهام، وفسخها من أعلى الابهام إلى أعلى الخنصر، قال: فماج الناس في ذلك، وامر المأمون بإعادة الناس إلى البيعة على ما وصف أبو الحسن عليه السلام فقال: الناس: كيف يستحق الإمامة من لا يعرف عقد البيعة، ان من علم أولى ها ممن لا يعلم، قال: فحمله ذلك على ما فعله من سمه.

33 - في ارشاد المفيد رحمه الله كلام طويل في بيعة الناس للرضا عليه السلام عند المأمون وفيه: وجلس المأمون ووضع للرضا عليه السلام وسادتين عظيمتين حتى لحق بمجلس وفرشه، وأجلس الرضا عليه السلام عليهما في الخضرة وعليه عمامة وسيف، ثم أمر ابنه العباس بن المأمون ان تبايع له في أول الناس فرفع الرضا عليه السلام يده فتلقى بها وجهه وببطنها وجوههم فقال له المأمون: ابسط يدك للبيعة، فقال الرضا عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا كان يبايع فبايعه الناس ويده فوق أيديهم.

34 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله حديث يقول فيه عليه السلام في خطبة الغدير: ومن بايع فإنما يبايع الله.

يد الله فوق أيديهم معاشر الناس فاتقوا الله وبايعوا عليا أمير المؤمنين والحسن والحسين، والأئمة كلمة طيبة باقية يهلك الله بها من غدر ويرحم بها من وفى، ومن نكث فإنما ينكث الآية.

35 - في أصول الكافي باسناده إلى هاشم بن أبي عمار الجيني قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: انا عين الله وانا يد الله وأنا جنب الله وانا باب الله.

36 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يحيى بن أبي العلا الرازي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد سئل عن قوله عز وجل: " ن والقلم وما يسطرون " وأما " ن " فكان نهرا في الجنة أشد بياضا من الثلج، واحلى من العسل، قال الله عز وجل له كن مدادا فكان مدادا، ثم أخذ شجرة فغرسها بيده ثم قال: واليد القوة، وليس حيث تذهب المشبهة.

37 - في كتاب الخصال عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام يقول: ليس على النساء اذان إلى أن قال عليه السلام: ولا تبايع الا من وراء الثياب.

38 - في تفسير علي بن إبراهيم ونزلت في بيعة الرضوان: " لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة " واشترط عليهم أن لا ينكروا بعد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا يفعله، ولا يخالفوه في شئ يأمرهم به فقال الله عز وجل بعد نزول آية الرضوان " ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما " وانما رضي الله عنهم بهذا الشرط أن يفوا بعد ذلك بعهد الله وميثاقه ولا ينقضوا عهده وعقده فبهذا العقد رضى عنهم فقد موافي التأليف آية الشرط على بيعة الرضوان، وانما نزلت أولا بيعة الرضوان ثم آية الشرط عليهم فيها.

وفيه وقال أمير المؤمنين عليه السلام في كتابه الذي كتب إلى شيعته ويذكر فيه خروج عايشة إلى البصرة وعظم خطأ طلحة والزبير، فقال: وأي خطيئة أعظم مما أتيا اخرجا زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله من بيتها، وكشفا عنها حجابا ستره الله عليها، وصانا حلائلهما في بيوتهما، ما انضفا لا لله ولا لرسوله من أنفسهما ثلاث خصال مرجعها على الناس في كتاب الله البغى والمكر والنكث، قال الله: " يا أيها الناس انما بغيكم على أنفسكم " وقال: " ومن نكث فإنما ينكث على نفسه " وقال: " ولا يحيق المكر السئ الا بأهله " وقد بغيا علينا ونكثا بيعتي ومكرا بي.

39 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عنهم عليهم السلام قال: فيما وعظ الله عز وجل به عيسى عليه السلام ثم ذكر حديثا قدسيا طويلا وفيه وصف محمد صلى الله عليه وآله وفيه: وعلى أمته تقوم الساعة ويدى فوق أيديهم، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله أوفيت له بالجنة.

40 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه قال صلى الله عليه وآله: وانى مفارقكم عن قريب، وخارج من بين أظهركم، ولقد عهدت إلى أمتي في عهد علي بن أبي طالب، وانها لراكبة سنن من قبلها من الأمم في مخالفة وصيي وعصيانه، ألا وانى مجدد عليكم عهدي في علي، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما.

41 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه عليه السلام في خطبة الغدير: معاشر الناس قد ببنت لكم وأفهمتكم و هذا على يفهمكم بعدى الاوان عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي (25) على بيعته والاقرار به; ثم مصافقته بعدى، الأواني قد بايعت الله وعلى قد بايعني، وأنا أخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل، " فمن نكث فإنما ينكث على نفسه " الآية.

42 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام ان عليا عليه السلام قال: إن في النار لمدينة يقال له الحصينة أفلا تسئلوني ما فيها؟فقيل له.

وما فيها يا أمير المؤمنين؟قال: فيها أيدي الناكثين.

43 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر الاعراب الذين تخلفوا عن رسول - الله صلى الله عليه وآله فقال جل ذكره: سيقول لك المخلفون من الاعراب شغلتنا أموالنا و أهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم إلى قوله: وكنتم قوما بورا أي قوم سوء وهم الذين استنفرهم في الحديبية، ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة من الحديبية غزا خيبر، فاستأذنه المخلفون أن يخرجوا معه فقال عز وجل: " سيقول لك المخلفون " إلى قوله " الا قليلا ".

وفيه: قال الظن في كتاب الله على وجهين، فمنه ظن يقين ومنه ظن الشك، و اما الشك فقوله: " ان نظن الا ظنا وما نحن بمستيقنين " وقوله: " ظننتم ظن السوء.

44 - في روضة الكافي سهل بن عبد الله عن أحمد بن عمر قال: دخلت على أبى الحسن الرضا عليه السلام فقال: أحسنوا الظن بالله، فان أبا عبد الله عليه السلام كان يقول: من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه به، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال عز من قائل: سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها الآية.

45 - في كتاب الخصال عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فضلت بأربع جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، إلى قوله عليه السلام: وأحلت لامتي الغنايم.

46 - عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي، جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، ونصرت بالرعب، و أحل لي المغنم، الحديث.

47 - عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه عليه السلام حاكيا عن الله عز وجل مخاطبا له صلى الله عليه وآله: وأحللت لك الغنيمة، ولم تحل لاحد قبلك.

48 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فان موسى عليه السلام قد أعطى المن والسلوى فهل فعل بمحمد صلى الله عليه وآله نظير هذا؟قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، ان الله عز وجل أحل له الغنايم ولامته ولم تحل الغنايم لاحد قبله، فهذا أفضل من المن والسلوى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

49 - عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: فان الله عز وجل جعل لكل نبي عدوا من المشركين كما قال في كتابه، وبحسب جلالة منزلة نبينا صلى الله عليه وآله عند ربه كذلك عظم محنته لعدوه الذي عاذ منه في حال شقاقه ونفاقه، و كل أذى ومشقة لدفع، نبوته وتكذيبه إياه، وسعيه في مكارهه، وقصده لنقض كلما أبرمه واجتهاده ومن مالاه على كفره وعناده ونفاقه والحاده.

في ابطال دعواه و تغيير ملته ومخالفة سنته، ولم ير شيئا أبلغ في تمام كيده في تنفير هم عن موالاة وصيه وايحاشهم منه، وصدهم عنه واغرائهم بعداوته، والقصد لتغيير الكتاب الذي جاء به، واسقاط ما فيه من فضل ذوي الفضل وكفر ذوي الكفر منه.

وممن وافقه على ظلمه وبغيه وشركه، ولقد علم الله ذلك منهم فقال: " ان الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا " وقال: يريدون أن يبدلوا كلام الله وهنا كلام طويل يطلب عند قوله تعالى: " ان الذين يلحدون في آياتنا " الآية.

50 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني الحسين بن عبد الله السكيني عن أبي سعيد الجبلي عن عبد الملك بن هارون عن أبي عبد الله عليه السلام قال كتب علي عليه السلام إلى معاوية: انا أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وآله تحت الشجرة في قوله: لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة أقول: وقد أسلفنا لعلي بن إبراهيم عند قوله تعالى: " ان الذين يبايعونك " الآية انها مؤخرة عن قوله: " لقد رضى الله عن المؤمنين " في النزول فخالفوا في التأليف.

وفيه ثم قال جل ذكره: وهو الذي كف أيديكم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد ان أظفركم عليهم أي من بعد ان أممتم من المدينة إلى الحرم وطلبوا منكم الصلح من بعد ان كانوا يغزونكم بالمدينة، صاروا يطلبون الصلح بعد إذ كنتم تطلبون الصلح منهم.

ثم أخبر الله عز وجل بعلة الصلح وما اجازه الله عز وجل لنبيه فقال: هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى معكوفا ان يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يعنى بمكة لم تعلموهم ان تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم فأخبر الله عز وجل نبيه ان علة الصلح انما كان للمؤمنين والمؤمنات الذين كانوا بمكة ولو لم يكن صلح وكانت الحرب لقتلوا فلما كان الصلح آمنوا وأظهروا الاسلام، ويقال: ان ذلك الصلح كان أعظم فتحا على المسلمين من غلبهم.

51 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير وغيره عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة الحديبية خرج في ذي القعدة، فلما انتهى إلى الموضع الذي أحرم فيه احرموا ولبسوا السلاح.

فلما بلغه ان المشركين قد أرسلوا إليه خالد بن الوليد ليرده قال: ابغونى (26) رجلا يأخذني على غير هذا الطريق، فأتى برجل آخر اما من مزينة واما من جهينة (27) فسأله فلم يوافقه، فقال: ابغونى رجلا غيره فأتى برجل آخر اما من مزينة وأما من جهينة قال: (28) فذكر له فأخذه معه حتى انتهى إلى العقبة، فقال: من يصعدها حط الله عنه كما حط الله عن بني إسرائيل " فقال لهم ادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطاياكم " قال: فابتدرها خيل الأنصار: الأوس والخزرج، قال: وكانوا ألفا وثمانمأة فلما هبطوا إلى الحديبية إذا امرأة معها ابنها على القليب (29) فسعى ابنها هاربا فلما أثبتت أنه رسول الله صلى الله عليه وآله صرخت به: هؤلاء الصابئون (30) ليس عليك منهم بأس، فأتاها رسول الله صلى الله عليه وآله فأمرها فاستقت دلوا من ماء فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله فشرب وغسل وجهه فأخذت فضلته فأعارته في البئر فلم تبرح حتى الساعة وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله فأرسل إليه المشركون أبان بن سعيد في الخيل فكان بإزائه، ثم أرسلوا الحليس (31) فرأى البدن وهي يأكل بعضها أوبار بعض (32) فرجع ولم يأت رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لأبي سفيان: يا أبا سفيان أما والله ما على هذا حالفناكم على أن تردوا الهدى عن محله، فقال: اسكت فإنما أنت اعرابي، فقال: أما والله لتخلين عن محمد وما أراد، أو لأنفردن في الأحابيش، فقال: أسكت حتى نأخذ من محمد ولثا (33) فأرسلوا إليه عروة بن مسعود، فقد كان جاء إلى قريش في القوم الذين أصابهم المغيرة بن شعبة كان خرج معهم من الطائف وكانوا تجارا فقتلهم وجاء بأموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأبى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقبلها وقال: هذا غدر و لا حاجة لنا فيه فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه اله فقالوا يا رسول الله هذا عروة بن مسعود فقد أتاكم وهو يعظم البدن؟قال: فأقيموها فأقاموها، فقال: يا محمد مجئ من جئت؟قال: جئت أطوف بالبيت وأسعى بين الصفا والمروة وأنحر هذه الإبل وأخلي عنكم وعن لحمانها، قال: لا واللات والعزى فما رأيت مثلك ترد عما جئت له ان قومك يذكرونك الله والرحم أن تدخل عليهم بلادهم بغير اذنهم، وان تقطع أرحامهم وان تجرى عليهم عدوهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أنا بفاعل حتى ادخلها قال: وكان عروة بن مسعود حين كلم رسول الله صلى الله عليه وآله تناول لحيته (34) والمغيرة قائم على رأسه فضرب بيده، فقال: من هذا يا محمد! فقال هذا ابن أخيك المغيرة فقال يا غدر والله ما جئت الا في غسل سلحتك (35) قال: فرجع إليهم فقال لأبي سفيان وأصحابه: لا والله ما رأيت مثل محمد رد عما جاء له، فأرسلوا إليه سهيل ابن عمرو وحويطب بن عبد العزى، فامر رسول الله صلى الله عليه وآله فأثيرت في وجوههم البدن فقال: محبئ من جئت؟قال: جئت لا طوف بالبيت، وأسعى بين الصفا و المروة وأنحر البدن وأخلى بينكم وبين لحمانها، فقالا: ان قومك يناشدونك الله والرحم أن تدخل عليهم بلادهم بغير اذنهم وتقطع أرحامهم وتجرى عليهم عدوهم، قال: فأبى عليهما رسول الله صلى الله عليه وآله الا أن يدخلها، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله أراد أن يبعث عمر، فقال: يا رسول الله ان عشيرتي قليل وانى فيهم على ما تعلم، ولكني أدلك على عثمان بن عفان، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: انطلق إلى قومك من المؤمنين فبشرهم بما وعدني ربى من فتح مكة، فلما انطلق عثمان لقى أبان بن سعيد فتأخر عن السرح (36) فحمل عثمان بين يديه ودخل عثمان فأعلمهم و كانت المناوشة (37) فجلس سهيل بن عمرو عند رسول الله صلى الله عليه وآله وجلس عثمان في عسكر المشركين وبايع رسول الله صلى الله عليه وآله المسلمين; وضرب بإحدى يديه على الأخرى لعثمان وقال المسلمون: طوبى لعثمان قد طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وأحل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما كان ليفعل، فلما جاء عثمان قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أطفت بالبيت؟فقال: ما كنت لا طوف بالبيت ورسول الله صلى الله عليه وآله لم يطف به; ثم ذكر القصة وما كان فيها، فقال لعلى عليه السلام: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل: ما أدرى ما الرحمن الرحيم الا أنى أظن هذا الذي باليمامة، ولكن اكتب كما نكتب باسمك اللهم; قال: واكتب هذا ما قاضى رسول الله سهيل بن عمرو، فقال سهيل: فعلى ما نقاتلك يا محمد؟فقال: انا رسول الله وانا محمد بن عبد الله، فقال الناس: أنت رسول الله، قال: اكتب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، فقال الناس: أنت رسول الله وكان في القضية، ان من كان منا اتى إليكم رددتموه إلينا ورسول الله غير مستكره عن دينه، ومن جاء إلينا منكم لم نرده إليكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا حاجة لنا فيهم وعلى ان يعبد الله فيكم علانية غير سر، وان كانوا ليتهادون السيور (38) في المدينة إلى مكة وما كانت قضية أعظم بركة منها لقد كاد أن يستولى على أهل مكة الاسلام، فضرب سهيل بن عمرو على أبى جندل ابنه فقال: أول ما قاضينا عليه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: وهل قاضيت على شئ؟فقال: يا محمد ما كنت بغدار، قال: فذهب بأبي جندل فقال: يا رسول الله تدفعني إليه، قال: ولم أشترط لك، قال: وقال: اللهم اجعل لأبي جندل مخرجا.

52 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أبي بصير عن داود بن سرحان عن عبد الله بن فرقد عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله حين صد بالحديبية قصر وأحل ثم انصرف منها، ولم يجب عليه الحلق حتى يقضى المناسك فاما المحصور فإنما يكون عليه التقصير.

53 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن محرم انكسرت ساقة أي شئ يكون حاله وأي شئ عليه؟قال: هو حلال من كل شئ، قلت: من النساء والثياب والطيب؟فقال: نعم من جميع ما يحرم على المحرم، و قال: أما بلغك قول أبى عبد الله عليه السلام: حلني حيث حبستني لقدرك الذي قدرت على قلت: أصلحك الله ما تقول في الحج؟قال: لابد أن يحج من قابل، قلت: أخبرني عن المحصور والمصدود هما سواء؟فقال: لا، قلت: فأخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله حين صده المشركون فقضى عمرته؟قال: لا ولكنه اعتمر بعد ذلك.

54 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل عن المفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير وصفوان عن معاوية بن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول المحصور غير المصدود، والمحصور المريض، والمصدود الذي يصده المشركون كما ردوا رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه ليس من مرض، والمصدود تحل له النساء والمحصور لا تحل له النساء، وفى آخر هذا الحديث قلت: فما قال رسول الله صلى الله عليه وآله حين رجع من الحديبية حلت له النساء ولم يطف بالبيت، قال: ليسا سواء كان النبي صلى الله عليه وآله مصدودا والحسين عليه السلام محصورا.

55 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن رجل عرض له سلطان فأخذه ظالما يوم عرفة قبل أن يعرف فبعث به إلى مكة فحبسه، فلما كان يوم النحر خلى سبيله كيف يصنع؟قال: يلحق فيقف بجمع (39) ثم ينصرف إلى منى فيرمى ويذبح ويحلق ولا شئ عليه، قلت: فان خلى عنه يوم النفر فكيف يصنع؟قال: هذا مصدود عن الحج، إن كان دخل مكة متمتعا بالعمرة إلى الحج فليطف بالبيت أسبوعا ثم يسعى أسبوعا ويحلق رأسه ويذبح شاة فإن كان مفردا للحج فليس عليه ذبح ولا شئ عليه.

56 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن المثنى عن أبان عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال.

المصدود يذبح حيث صد ويرجع صاحبه فيأتي النساء والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

57 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن الحسن بن علي عليه السلام حديث طويل يقول فيه لمعاوية: لعن رسول الله صلى الله عليه وآله أبا سفيان في ستة مواطن إلى قوله: والخامسة قول الله عز وجل: " والهدى معكوفا ان يبلغ محله " وصددت أنت وأبوك ومشركوا قريش رسول الله صلى الله عليه وآله، فلعنه لعنة شملة وذريته إلى يوم القيامة.

58 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم يقاتل فلانا وفلانا وفلانا؟قال: لاية في كتاب الله عز وجل: لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما قال: قلت: ما يعنى بتزايلهم؟قال: ودايع المؤمنين في أصلاب قوم كافرين، وكذلك القائم عليه السلام لن يظهر أبدا حتى تظهروا ودايع الله عز وجل فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله عز وجل فقتلهم.

59 - وباسناده إلى إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام.

- أو قال له رجل -: أصلحك الله ألم يكن علي عليه السلام قويا في دين الله؟قال: بلى قال: وكيف ظهر على القوم وكيف لم يدفعهم؟ما يمنعه من ذلك؟قال: آية في كتاب الله عز وجل قلت: وأي آية هي؟قال: قوله عز وجل: " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما " انه كان لله عز وجل ودايع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين ولم يكن علي عليه السلام ليقتل الآباء حتى تخرج الودايع فلما خرج الودايع ظهر على من ظهر فقاتله، وكذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبدا حتى تظهر ودايع الله عز وجل، فإذا ظهرت ظهر على من ظهر فيقتلهم.

60 - وباسناده إلى منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله الله عز وجل: " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما " قال: لو أخرج الله ما في أصلاب المؤمنين من الكافرين، وما في أصلاب الكافرين من المؤمنين " لعذبنا الذين كفروا ".

61 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال: " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما " حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسين بن عبد الله قال: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن عبد الله بن الحسين عن بعض أصحابه عن فلان الكرخي قال: قال رجل لأبي عبد الله عليه السلام: ألم يكن علي عليه السلام قويا في بدنه قويا في أمر الله؟فقال له أبو عبد الله عليه السلام: بلى، قال: فما منعه ان يدفع أو يمنع؟قال: قد سألت فافهم الجواب منع عليا صلوات الله عليه من ذلك آية من كتاب الله عز وجل، فقال: وأي آية؟فقرأ: " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما " انه كان لله عز وجل ودايع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين ومنافقين، فلم يكن علي عليه السلام ليقتل الاباء حتى تخرج ودايع، فلما خرجت ظهر على من ظهر وقتله، وكذلك قائمنا أهل البيت عليه السلام لن يظهر أبدا حتى تخرج ودايع الله، فإذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله.

قال علي بن إبراهيم: ثم قال جل ذكره: إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية يعنى قريشا وسهيل بن عمرو حين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: لا نعرف الرحمان الرحيم، وقولهم: لو علمنا انك رسول الله صلى الله عليه وآله ما حاربناك فاكتب محمد بن عبد الله.

62 - في كتاب الخصال عن سماعة بن مهران قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده جماعة من مواليه، فجرى ذكر العقل والجهل، فقال أبو عبد الله عليه السلام: اعرفوا العقل والجهل، إلى أن قال عليه السلام: والانصاف وضده الحمية.

63 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتعوذ في كل يوم من ست خصال: من الشك والشرك والحمية والغضب والبغي والحسد.

64 - في روضة الكافي سهل بن زياد عن إبراهيم بن عقبة عن سيابة بن أبي أيوب ومحمد بن الوليد وعلي بن أسباط يرفعونه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن الله يعذب الستة بالستة: العرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، والامراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجار بالخيانة، وأهل الرساتيق بالجهل.

65 - في أصول الكافي على عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية، بعثه الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية.

66 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن داود بن نعمان عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربق الايمان (40) من عنقه.

67 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربق الايمان من عنقه.

68 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن خضر عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من تعصب عصبه الله بعصابة من نار.

69 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن صفوان بن مهران عن عامر بن السمط عن حبيب بن أبي ثابت عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: لم تدخل الجنة حمية (41) غير حمية حمزة بن عبد المطلب وذلك حين أسلم غضبا للنبي صلى الله عليه وآله في حديث السلا الذي القى على النبي صلى الله عليه وآله (42).

70 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني عن القاسم بن محمد عن المنقري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: سأل علي بن الحسين عليه السلام عن العصبية فقال: العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيرا عن خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية ان يعين قومه على الظلم.

71 - في نهج البلاغة فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبية واعتقاد الجاهلية، وانما تلك الحمية يكون في ص 410 المسلم من خطوات الشيطان ونخواته ونزغاته ونفثاته (43).

وفيه فالله الله في كبر الحمية وفخر الجاهلية، فإنه ملاقح الشنآن ومنافخ الشيطان (44) اللاتي خدع بها الأمم الماضية والقرون الخالية.

72 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله: والزمهم كلمة التقوى قال: هو الايمان.

73 - في تفسير علي بن إبراهيم خطبة له صلى الله عليه وآله وفيها: وأولى القول كلمة التقوى.

74 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الله عز وجل عهد إلى في علي بن أبي طالب عليه السلام عهدا قلت: يا رب بينه لي قال: اسمع قلت: قد سمعت، قال: إن عليا راية الهدى وامام أوليائي ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه أحبني ومن اطاعه أطاعني.

وفى كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سلام الجعفي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وآله مثله.

75 - في كتاب الخصال عن عبد الله بن العباس قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله فينا خطيبا فقال: في آخر خطبته: نحن كلمة التقوى وسبيل الهدى.

76 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين في خطبته: انا عروة الله الوثقى وكلمته التقوى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

77 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: ونحن كلمة التقوى والعروة الوثقى.

78 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل في تفسير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله: وقوله لا إله إلا الله يعنى وحدانيته، لا يقبل الله الأعمال الا بها، وهي كلمة التقوى يثقل الله بها الموازين يوم القيامة.

79 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سليمان بن مهران قال: قلت لجعفر بن محمد عليه السلام كيف صار الصرورة يستحب له دخول الكعبة دون من قد حج؟قال لان الصرورة قاض فرض فدعوا إلى حج بيت الله فيجب أن يدخل البيت الذي دعى إليه ليكرم، قلت: فكيف صار الحلق عليه واجبا دون من قد حج؟فقال: ليصير بذلك موسما بسمة الآمنين، الا تسمع الله عز وجل يقول: لتدخلن المسجد الحرام انشاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة

80 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي نصر عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام الفرق (45) من السنة؟قال: لا، قلت: فهل فرق رسول الله صلى الله عليه وآله قال: نعم، قلت: كيف فرق رسول الله صلى الله عليه وآله وليس من السنة؟قال: من أصابه ما أصاب رسول الله يفرق كما فرق رسول الله صلى الله عليه وآله فقد أصاب سنة رسول الله صلى الله عليه وآله والا فلا قلت: كيف؟قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما صد عن البيت وقد كان ساق الهدى وأحرم، أراه الله الرؤيا التي أخبره الله بها في كتابه إذ يقول: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون " فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله سيفي له بما أراه، فمن ثم وفر ذلك الشعر الذي كان على رأسه حين أحرم انتظارا لحلقه في الحرم حيث وعده الله عز وجل، فلما حلقه لم يعد في توفير الشعر، ولا كان ذلك من قبله صلى الله عليه وآله.

81 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن النضر بن سويد عن درست بن أبي منصور عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجها من موضع واحد؟قال: صدقت أما الكاذبة المختلفة فان الرجل يراها في أول ليلة في سلطان المردة الفسقة، وانما هي شئ يخيل إلى الرجل وهي كاذبة مخالفة لا خير فيها، وأما الصادقة إذا أراها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة، وذلك قبل السحر وهي صادقة لا تخلف انشاء الله الا أن يكون جنبا أو ينام على غير طهور ولم يذكر الله عز وجل حقيقة ذكره، فإنها تخلف (46) وتبطي على صاحبها.

82 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: هذا يوسف قاسى مرارة الغربة وحبس في السجن توقيا للمعصية، وألقى في الجب وحيدا؟قال له علي عليه السلام: لقد كان ذلك ومحمد صلى الله عليه وآله قاسى مرارة الغربة وفراق الأهل والأولاد، مهاجرا من حرم الله تعالى وآمنه، فلما رأى عز وجل كآبته (47) واستشعاره الحزن أراه تبارك وتعالى اسمه رؤيا توازى رؤيا يوسف في تأويلها وأبان للعالمين صدق تحدثيها (48) فقال له: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون ".

83 - في كتاب الخصال عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام يقول: ليس على النساء أذان، إلى أن قال عليه السلام: ولا الحلق، انما يقصرون من شعورهن.

84 - في تفسير علي بن إبراهيم: فجعل من دون ذلك فتحا قريبا يعنى فتح خيبر لان رسول الله صلى الله عليه وآله لما رجع من حديبية غزا خيبر، وقوله عز وجل: هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وهو الامام الذي يظهره الله عز وجل على الدين كله فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وهذا مما ذكرنا ان تأويله بعد تنزيله.

85 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: إن موسى عليه السلام ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى لا يطول في الدنيا أملك، وذكر حديثا طويلا يقول فيه جل شانه وقد ذكر محمد صلى الله عليه وآله: فتمت كلماتي لأظهرن دينه على الأديان كلها ولأعبدن بكل مكان.

86 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام ثم وصف اتباع نبيه صلى الله عليه وآله من المؤمنين فقال عز وجل: محمد رسول الله (ص) والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التورية ومثلهم في الإنجيل وقال: " يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم و بايمانهم " يعنى أولئك المؤمنين.

87 - في كتاب الخصال باسناده إلى جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مكتوب على باب الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله على أخو الرسول، قبل أن تخلق الله السماوات بألفي عام.

88 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى يقول الله تعالى: " الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم " يعنى رسول الله تعالى صلى الله عليه وآله لان الله عز وجل قد انزل عليهم في التورية والإنجيل والزبور صفة محمد صلى الله عليه وآله وصفة أصحابه ومبعثه ومهاجره، وهو قوله: " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التورية ومثلهم في الإنجيل " فهذه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله في التورية والإنجيل وصفة أصحابه، فلما بعثه الله عز وجل عرفه أهل الكتاب كما قال جل جلاله.

89 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: إن موسى عليه السلام ناجاه ربه تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى أوصيك وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم، ومن بعده بصاحب الجمل الأحمر الطيب الطاهر المطهر، فمثله في كتابك انه مؤمن مهيمن على الكتب كلها، وانه راكع ساجد راغب راهب اخوانه المساكين، وأنصاره قوم آخرون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

90 - في محاسن البرقي عنه عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه و الله خلق طينتها من سبع سماوات وهي من طينة الجنان، ثم تلا رحماء بينهم فهل يكون الرحم الا برا وصولا.

91 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي المعزا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يخوفه.

ويحق على المسلم الاجتهاد في التواصل، والتعاون على التعاطف، والمواساة لأهل الحاجة، وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما امركم الله عز وجل: " رحماء بينكم " متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من امرهم على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: ونقل قدس سره هذا الحديث في باب آخر وفيه: بدل بينكم " بينهم "

92 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن كليب الصيداوي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تواصلوا وتباروا وتراحموا وكونوا اخوة بررة كما امركم الله عز وجل.

93 - عنه عن علي بن الحكم عن أبي معزا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل، والتعاون على التعاطف، والمواساة لأهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما امركم الله " رحماء بينهم " متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من امرهم على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله.

94 - أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن سنان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك انى لأرى بعض أصحابنا يعتريه النزق والحدة والطيش (49) فأغتم لذلك غما شديدا، وأرى من خالفنا فأراه حسن السمت قال: لا تقل حسن السمت، فان السمت الطريق، ولكن قل حسن السيماء فان الله عز وجل يقول " سيماهم في وجوههم " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

95 - في من لا يحضره الفقيه وسأله عبد الله بن سنان عن قوله الله عز وجل " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " قال هو السهر في الصلاة.

96 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وسأل الصادق عليه السلام عبد الله بن سنان عن قول الله عز وجل: " سيماهم في وجوههم من اثر السجود " قال: هو السهر في الصلاة.

97 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ضرب لهم مثلا في مثل ذلك كزرع أخرج شطأه يعنى فلانا فآزره يعنى فلانا فاستغلظ فاستوى على سوقه

98 - في كتاب الخصال عن عبد الله بن يزيد رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: درهم في الخضاب أفضل من نفقة ألف درهم في سبيل الله، إلى قوله: ويغيظ به الكافر.

99 - في أمالي الشيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس أنه سئل عن قول الله عز وجل: وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: فيمن نزلت هذه الآية يا نبي الله؟قال: إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أنور، ونادى مناد: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا، وقد بعث الله محمدا فيقوم علي بن أبي طالب عليه السلام فيعطى الله اللواء من النور الأبيض بيده تحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ويعرض الجميع عليه، رجلا رجلا، فيعطى اجره ونوره، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة، ان ربكم يقول: لكم عندي لكم مغفرة وأجر عظيم، يعنى الجنة، فيقوم علي بن أبي طالب عليه السلام والقوم تحت لوائهم معهم حتى يدخل الجنة ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة ويترك أقواما على النار، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

100 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا ثم قال: عنه عن عمار بن عيسى عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام وإبراهيم بن عمر عن أبان رفعه إلى سليم بن قيس الهلالي قال سليم: شهدت وصية أمير المؤمنين عليه السلام حين أوصى إلى ابنه الحسن عليه السلام وذكر الوصية بتمامها وفيها: والله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا، ولم يأدوا محدثا فان رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤدى للمحدث.


1- الشمطاء: التي خالط بياض رأسها سواد.

2- كذا

3- هزه: حركه. والأباعر جمع بعير.

4- كراع الغميم: واد بينه وبين المدينة نحو من مأة وسبعين ميلا، وبينه وبين مكة نحو ثلاثين ميلا.

5- الشفير: ناحية كل شئ

6- مج الماء من فيه: رمى به.

7- التور: اناء صغير.

8- أي كانت بعضها عرات وبعضها مجللات.

9- عقر الدار: أصلها ووسطها.

10- اللحمان جمع اللحم.

11- قال الجزري: يريد النساء والصبيان. والعوذ في الأصل جمع عائذ وهي الناقة إذا وضعت وبعد ما تضع أياما حتى يقوى ولدها، والمطافيل: الإبل مع أولادها، يريد انهم جاؤوا بأجمعهم كبارهم وصغارهم.

12- أي تهلكهم.

13- أي أضرت بهم وأثرت فيهم.

14- الذؤبان: الصعاليك واللصوص.

15- الاسلال: السرقة الخفية، يقال: سل البعيرا وغيره في جوف الليل: إذا انتزعه من بين الإبل. والأغلال: الخيانة.

16- قال الجزري: أي بينهم صدر نقى من الغل والخداع مطوى على الوفاء بالصلح، والمكفوفة: المشرجة المشدودة. وقيل: أراد ان بينهم موادعة ومكافة عن الحرب تجريان مجرى المودة التي تكون بين المتصافين الذين يثق بعضهم إلى بعض

17- قرب - بضمتين - جمع قراب - بالكسر -: الغمد وقيل: هو وعاء يكون فيه السيف بغمده وحمالته.

18- مض الرجل من الشئ مضيضا: ألم من وجع المصيبة. والمضطهد: المقهور والمؤذى.

19- التنعيم: موضع قريب مكة.

20- البقيا: الاثم من أبقيت عليه ابقاءا: إذا رحمته وأشفقت عليه.

21- الانخرام: انشقاق وترة الانف وفى الكلام كناية عن شدة المشقة. ونقبت جبهته: أي انخرقت.

22- أي أتعبه وأعيته.

23- أجهز على الجريح: شد عليه وأسرع وأتم قتله.

24- قوله (ع) " واضح نوره " صفة للفرض وكذا " ثابتة حجته " وقوله " يشهد له " أي لكونه عملا أو للعامل " به " أي بذلك الفرض " ويدعو إليه " أي يدعو العامل إلى ذلك الفرض قاله في الوافي.

25- المصافقة: المبايعة.

26- أي اطلبوا لي.

27- مزينة: قبيلة من مضر، وكذا جهينة: اسم قبيلة، والترديد من الراوي.

28- بين المعقفتين انما هو في المصدر دون النسخ الموجودة عندي

29- القليب: البئر مطوية كانت أم غير مطوية، سميت به لأنها قلبت الأرض بالحفر.

30- صبا فلان إذا خرج من دين إلى دين غيره

31- اسم رجل وهو حليس بن علقمة أو ابن زيان وهو أحد بنى الحارث بن عبد المناة بن كنانة كما ذكره المؤرخون.

32- قال المجلسي (ره): كناية عن كثرتها وازدحامها واجتماعها وانما قدم (ص) البدن ليعلموا انه لا يريد القتال بل يريد النسك.

33- قال في القاموس: حبشي - بالضم -: جبل بأسفل مكة ومنه أحابيش قريش لأنهم تحالفوا بالله انهم ليد على غيرهم. والولث: العهد بين القوم يقع من غير قصد أو يكون غير مؤكد، وفي بعض النسخ " وليا ".

34- قال في مرآة العقول: أي لحية الرسول صلى الله عليه وآله وكانت عادتهم ذلك فيما بينهم عند مكالمتهم ولجهله بشأنه (ص) وعدم ايمانه لم يعرف ان ذلك لا يليق بجنابه.

35- قال الجزري: في حديث الحديبية، قال عروة بن مسعود للمغيرة: يا غدر هل غسلت غدرتك الا بالأمس، غدر معدول غادر للمبالغة يقال للذكر غدر، وللأنثى غدار، وهما مختصان بالنداء في الغالب ; والسلح: التغوط.

36- السرح: الماشية.

37- المناوشة: المناولة في القتال، أي كان المشركون في تهيئة القتال

38- السيور جمع السير: الذي يقد من الجلد مستطيلة.

39- قال الجزري: الجمع علم للمزدلفة.

40- الريق: الحبل.

41- الحمية: الغيرة.

42- السلا - مقصورا -: الجلد الرقيقة التي يكون فيها الولد من المواشي، وقصة السلا على ما ذكره الكليني (ره) في باب مولد النبي (ص) وغيره كالطبرسي في إعلام الورى هي: ان القريش كانوا يجدون في اذى رسول الله (ص)، وكان أشد الناس عليه عمه أبو لهب، وكان رسول الله (ص) ذات يوم جالسا في الحجر، فبعثوا إلى سلا شاة فألقوه على رسول الله (ص) فاغتم رسول الله من ذلك فجاء إلى أبى طالب فقال: يا عم كيف حسبي فيكم؟قال: وما ذاك يا بن أخ! قال: إن قريشا ألقوا على السلا، فقال لحمزة: خذ السيف وكانت قريش جالسة في المسجد، فجاء أبو طالب ومعه السيف وحمزة ومعه السيف، فقال: أمر السلا على سبالهم، فمن أبى فاضرب عنقه، فما تحرك أحد حتى أمر السلا على سبالهم ثم التفت إلى رسول الله (ص) فقال: يا بن أخ هذا حسبك فينا.

43- نزغات الشيطان: وساوسه التي يفسد بها، ونفثاته مثله.

44- الملاقح: الفحول التي تلقح. والشنآن: البغض والمنافخ جمع منفخ مصدر نفخ الشيطان، ونفخه ونفثه: وسوسته وتسويله.

45- الفرق: الطريق في شعر الرأس. وفرق الشعر: سرحه.

46- وفى المصدر " تختلف " بدل " تخلف ".

47- الكآبة: الغم والحزن وسوء الحال.

48- وفى المصدر " تحقيقها " بدل " تحدثيها ".

49- النزق: خفة في كل أمر وعجلة في جهل وحمق. والطيش بمعنى النزق أيضا.