تفسير سورة الجاثية
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة الجاثية كان ثوابها لا يرى النار أبدا، ولا يسمع زفير جهنم ولا شهيقها، وهو مع محمد صلى الله عليه وآله.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة حم جاثية ستره الله عورته وسكن روعته عند الحساب.
3 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واما حم فمعناه الحميد المجيد.
4 - في تفسير علي بن إبراهيم ان في السماوات والأرض لايات للمؤمنين وهي النجوم والشمس والقمر وفى الأرض ما يخرج منها من أنواع النبات للناس والدواب وقوله: وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون أي تجيئ من كل جانب، وربما كانت حارة وربما كانت باردة، ومنها تثير السحاب، ومنها ما يبسط في الأرض (1) ومنها ما يلقح الشجر وقوله: وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا يعنى إذا رأى فوضع العلم مكان الرؤية.
5 - في بصائر الدرجات إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن سيف عن أبيه عن أبي الصامت عن قول الله عز وجل: وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه قال: أخبرهم بطاعتهم.
6 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله قال: يقول: لائمة الحق لا تدعون على أئمة الجور حتى يكون الله الذي يعاقبهم في قوله عز وجل: ليجزى قوما بما كانوا يكسبون حدثنا أبو القاسم قال: حدثنا محمد بن عباس قال: حدثنا عبد الله بن موسى قال حدثني عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: حدثنا عمر بن رشيد عن داود بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله " قال: قل للذين مننا عليهم بمعرفتنا أن يعرفوا الذين لا يعلمون، فإذا عرفوهم فقد غفروا لهم.
7 - وقال علي بن إبراهيم في قوله عز وجل: ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا فهذا تأديب لرسول الله صلى الله عليه وآله والمعنى لامته.
8 - وقوله عز وجل: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه قال: نزلت في قريش كلما هووا شيئا عبدوه وأضله الله على علم أي عذبه على علم منه فيما ارتكبوا من أمير المؤمنين، وجرى ذلك بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فيما فعلوه بعده بأهوائهم وآرائهم وأزالوهم وأمالوا الخلافة والإمامة عن أمير المؤمنين عليه السلام بعد أخذ الميثاق عليهم مرتين لأمير المؤمنين صلوات الله عليه، وقوله عز وجل: " اتخذ إلهه هواه " نزلت في قريش وجرت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله في أصحابه الذين غصبوا أمير المؤمنين عليه السلام، واتخذوا إماما بأهوائهم، والدليل على ذلك قوله عز وجل: " ومن يقل منهم انى اله من دونه " قال: من زعم أنه امام وليس بامام، فمن اتخذه إماما ففضله على على صلوات الله عليه.
9 - ثم عطف على الدهرية الذين قالوا: لا نحيى بعد الموت، فقال: وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وهذا مقدم ومؤخر، لان الدهرية لم يقروا بالبعث والنشور بعد الموت، وانما قالوا: نحيى ونموت وما يهلكنا الا الدهر إلى قوله " يظنون " فهذا ظن شك، ونزلت هذه الآية في الدهرية وجرت في الذين فعلوا ما فعلوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين عليه السلام وبأهل بيته عليهم السلام، و انما كان أيمانهم اقرارا بلا تصديق خوفا من السيف ورغبة في المال.
10 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب الله عز وجل؟قال: الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه، فمنها كفر الجحود على وجهين فالكفر بترك ما أمر الله; وكفر البراءة وكفر النعم، فاما كفر الجحود فهو الجحود بالربوبية وهو قول من يقول لا رب ولا جنة ولا نار; وهو قول صنفين من الزنادقة لهم الدهرية، وهم الذين يقولون: وما يهلكنا الا الدهر وهو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان منهم على غير تثبت منهم ولا تحقيق لشئ مما يقولون، يقول عز وجل: ان هم الا يظنون أن ذلك كما يقولون; والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
11 - في نهج البلاغة فانظر إلى الشمس والقمر والنبات والشجر والماء والحجر، واختلاف هذا الليل والنهار، وتفجر هذه البحار، وكثرة هذه الجبال، وطول هذه القلال، وتفرق هذه اللغات والألسن المختلفات، فالويل لمن جحد المقدر، وأنكر المدبر، زعموا انهم كالنبات مالهم زارع، ولا لاختلاف صورهم صانع، ولم يلجأوا إلى حجة فيما ادعوا، ولا تحقيق لما ادعوا وهل يكون بناء من غير بان، أو جناية من غير جان (2)؟.
12 - في مجمع البيان وقد روى في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر، وتأويله ان أهل الجاهلية كانوا ينسبون الحوادث المجحفة والبلايا النازلة إلى الدهر فيقولون: فعل الدهر كذا وكانوا يسبون الدهر، فقال عليه السلام: ان فاعل هذه الأمور هو الله تعالى فلا تسبوا فاعلها، وقيل معناه فان الله مصرف الدهر ومدبره، والوجه الأول أحسن فان كلامهم مملو من ذلك، ينسبون أفعال الله تعالى إلى الدهر، قال الأصمعي: ذم أعرابي رجلا فقال: هو أكثر ذنوبا من الدهر، وقال كثير: وكنت كذى رجلين رجل صحيحة * ورجل رمى فيها الزمان فشلت.
13 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: وترى كل أمة جاثية أي على ركبها كل أمة تدعى إلى كتابها قال: إلى ما يجب عليهم من أعمالهم; ثم قال: هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق الآيتان محكمتان حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد الفزاري عن الحسن بن علي اللؤلؤي عن الحسن بن أيوب عن سليمان بن صالح عن رجل عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: " هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق " قال له: ان الكتاب لم ينطق ولا ينطق ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله هو الناطق بالكتاب قال الله " هذا بكتابنا ينطق عليكم بالحق " فقلت: انا لا نقرأها هكذا، فقال: هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله، ولكنه مما حرف من كتاب الله.
في روضة الكافي سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمي النصرى عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له قول الله عز وجل: " هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق " وذكر مثل ما نقلنا عن تفسير على عن إبراهيم سواء.
14 - في نهج البلاغة وهذا القرآن انما هو خط مسطور بين الدفتين، لا ينطق بلسان ولابد له من ترجمان; وانما ينطق عنه الرجال.
15 - في أصول الكافي باسناده عن الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه: ان الياس عليه السلام قال له: هيهنا يا بن رسول الله باب غامض، أرأيت ان قالوا: حجة الله القرآن؟قال: إذا أقول لهم: ان القرآن ليس بناطق يأمر وينهى، ولكن للقرآن أهل يأمرون به وينهون (3)
16 - في ارشاد المفيد عن علي عليه السلام أنه قال في أثناء كلام طويل: واما القرآن انما هو خط مسطور بين دفتين، لا ينطق وانما تتكلم به الرجال.
17 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الرحيم القصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن " ن والقلم " قال: إن الله خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لها الخلد، ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا فجمد النهر وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، قال: يا رب ما أكتب؟قال: اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش، ثم ختم على فم القلم فلن ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها، أو لستم عربا فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه أنسخ ذلك الكتاب؟أوليس انما ينسخ من كتاب آخر من الأصل؟وهو قوله: انا كنا نستنسخ ما كنتم تعقلون.
18 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس بعد أن ذكر الملكين الموكلين بالعبد: وفى رواية أنهما إذا أرادا النزول صباحا ومساءا ينسخ لهما إسرافيل عمل العبد من اللوح المحفوظ فيعطيهما ذلك، فإذا صعدا صباحا ومساءا بديوان العبد قابله إسرافيل بالنسخ التي انتسخ لهما حتى يظهر انه كان كما نسخ منه.
19 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد ويعقوب بن يزيد عن الحسين بن علي بن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الأعمال تعرض على الله في كل خميس، فإذا كان الهلال أجلت، فإذا كان النصف من شعبان عرضت على رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلى علي عليه السلام، ثم ينسخ في الذكر الحكيم.
20 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن بشار عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: سألته أيعلم الله الشئ الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟فقال: ان الله تعالى هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء، قال عز وجل: " انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون " وقال لأهل النار: " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون " فقد علم عز وجل انه لو ردوهم لعادوا لما نهوا عنه، وقال للملائكة لما قالت: " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال إني اعلم مالا تعلمون " فلم يزل الله عز وجل علمه سابق للأشياء قديما قبل ان يخلقها، فتبارك ربنا وتعالى علوا كبيرا، خلق الأشياء وعلمه سابق لها كما شاء، كذلك ربنا لم يزل عالما سميعا بصيرا، وفى كتاب التوحيد مثله سواء.
21 - في تفسير علي بن إبراهيم: ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وهم الأئمة أي كذبتموهم واستهزأتم بهم فاليوم لا يخرجون منها يعنى من النار ولاهم يستعتبون أي لا يجاوبون ولا يقبلهم الله وله الكبرياء في السماوات والأرض يعنى القدرة في السماوات والأرض.
22 - في مجمع البيان " وله الكبرياء في السماوات والأرض " وفى الحديث: يقول الله سبحانه الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدة منهما ألقيته في نار جهنم.
1- كذا في النسخ لكن في المصدر " ويبسط في السماء ".
2- جنى الثمر جناية: تناولها من شجرتها.
3- والحديث بتمامه مذكور في أصول الكافي ج 1: 242 - 247 من الطبعة الحديثة فمن شاء الوقوف عليه فليراجع هناك.