قال عز من قائل: ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ﴾
119 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم عن الصادق عليه السلام أنه قال في حديث يذكر فيه قصة داود عليه السلام انه خرج يقرء الزبور، وكان إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ولا حجر ولا طائر الا جاوبه .
120 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فان هذا داود بكى على خطيئته حتى سارت الجبال معه لخوفه؟قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، انه كان إذا قام إلى الصلاة سمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل على الأثافي (1) من شده البكاء، وقد امنه الله عز وجل من عذابه، فأراد ان يتخشع لربه ببكائه ويكون إماما لمن اقتدى به، ولئن سارت الجبال وسبحت معه لقد عمل لمحمد صلى الله عليه وآله ما هو أفضل من هذا، إذ كنا معه على جبل حراء إذ تحرك الجبل فقال له: قر فليس عليك الا نبي أو صديق شهيد، فقر الجبل مجيبا لامره، منتهيا إلى طاعته ولقد مررنا معه بجبل، وإذا الدموع تخرج من بعضه، فقال له: ما يبكيك يا جبل؟فقال: يا رسول الله كان المسيح مر بي وهو يخوف الناس بنار وقودها الناس والحجارة فأنا أخاف ان أكون تلك الحجارة، قال: لا تخف تلك الحجارة الكبريت، فقر الجبل وسكن وهدأ (2) وأجاب لقوله .
121 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب كتاب الارشاد للزهري قال سعيد ابن المسيب: كان الناس لا يخرجون إلى مكة حتى يخرج علي بن الحسين عليه السلام فخرج وخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلى ركعتين فسبح في سجوده، فلم يبق شجر ولا مدر الا سبحوا معه، ففزعت منه فرفع رأسه فقال: يا سعيد أفزعت؟قلت: نعم يا ابن رسول الله، فقال: هذا التسبيح الأعظم .
وفى رواية سعيد بن المسيب قال: كان القراء لا يحجون حتى يحج زين العابدين عليه السلام، وكان يتخذ لهم السويق الحلو والحامض، ويمنع نفسه، فسبق يوما إلى الرحل فألفيته وهو ساجد، فوالذي نفس سعيد بيده لقد رأيت الشجر والمدر والرحل و الراحلة يردون عليه مثل كلامه .
122 - في الكافي أحمد بن أبي عبد الله عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبي - قرة عن أبي عبد الله عليه السلام ان أمير المؤمنين صلى الله عليه قال: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام انك نعم العبد لولا انك تأكل من بيت المال، ولا تعمل بيدك شيئا قال: فبكى داود عليه السلام أربعين صباحا فأوحى الله عز وجل إلى الحديد ان: لن لعبدي داود، فالآن الله عز وجل له الحديد فكان يعمل في كل يوم درعا فيبيعها بألف درهم، فعمل ثلاثمائة وستين درعا فباعها بثلاثمأة وستين ألفا، واستغنى عن بيت المال .
123 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: ولسليمان الريح عاصفة قال: تجرى من كل جانب إلى الأرض التي باركنا فيها قال: إلى بيت المقدس والشام .
124 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قام رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام في الجامع بالكوفة فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الأربعاء والتطير منه وثقله وأي أربعاء هو؟فقال عليه السلام: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه، ويوم الأربعاء القى إبراهيم في النار، ويوم الأربعاء ابتلى أيوب عليه السلام بذهاب ماله وولده .
125 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ابتلى أيوب سبع سنين بلا ذنب.
126 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: إن أيوب عليه السلام ابتلى بغير ذنب، وان الأنبياء معصومون لا يذنبون ولا يزيغون ولا يرتكبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا وقال عليه السلام: ان أيوب مع جميع ما ابتلى به لم تنتن له رائحة، ولا قبحت له صورة ولا خرجت منه مدة من دم ولا قيح، ولا استقذره أحد رآه، ولا استوحش منه أحد شاهده ولا تدود شئ من جسده، وهكذا يصنع الله عز وجل بجميع من يبليه من أنبيائه و أوليائه المكرمين عليه، وانما اجتنبه الناس لفقره وضعفه في ظاهر أمره، لجهلهم بما له عند ربه تعالى ذكره من التأييد والفرح، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: أعظم الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، وانما ابتلاه الله بالبلاء العظيم الذي يهون معه على جميع الناس، لئلا يدعوا له معه الربوبية إذا شاهدوا ما أراد الله تعال ذكره ان يوصله إليه من عظائم نعمه متى شاهدوه، ليستدلوا بذلك على أن الثواب من الله تعالى على ضربين: استحقاق واختصاص، ولئلا يحقروا ضعيفا لضعفه، ولا فقيرا لفقره، ولا مريضا لمرضه، وليعلموا انه يسقم من يشاء ويشفى من يشاء، متى شاء كيف شاء بأي شئ شاء، ويجعل ذلك عبرة لمن يشاء، وشقاوة لمن يشاء، وهو عز وجل في جميع ذلك عدل في قضاءه، وحكيم في أفعاله، لا يفعل بعباده الا الا صلح لهم ولا قوة الا بالله .
127 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انما كانت بلية أيوب التي ابتلى بها في الدنيا لنعمة أنعم الله بها عليه فأدى شكرها، وكان إبليس في ذلك الزمان لا يحجب دون العرش، فلما صعد عمل أيوب بأداء شكر النعمة حسده إبليس، فقال: يا رب ان أيوب لم يؤد شكر هذه النعمة الا بما أعطيته من الدنيا فلو حلت بينه وبين دنياه ما أدى إليك شكر نعمة، فقال: قد سلطتك على دنياه، فلم يدع له دنيا ولا ولدا الا أهلك كل شئ له، وهو يحمد الله عز وجل ثم رجع إليه فقال: يا رب ان أيوب يعلم أنك سترد إليه دنياه التي أخذتها منه، فسلطني على بدنه تعلم أنه لا يؤدى شكر نعمة، قال الله عز وجل: قد سلطتك على بدنه ما عدا عينه وقلبه و لسانه وسمعه، فقال أبو بصير: قال أبو عبد الله عليه السلام: فانقض مبادرا خشية أن تدركه رحمة الله عز وجل فتحول بينه وبينه، فنفخ في منخريه من نار السموم فصار جسده نقطا نقطا .
128 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن عبد الله بن يحيى البصري عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال: سألت أبا الحسن الماضي عليه السلام عن بلية أيوب التي ابتلى بها في الدنيا لأي علة كانت؟قال: لنعمة أنعم الله عليه بها فأدى شكرها، وذكر كالسابق إلى قوله: فتحول بينه وبينه، ويتصل بذلك فلما اشتد به البلاء وكان في آخر بليته جاءه أصحابه فقالوا: يا أيوب ما نعلم أحدا ابتلى بمثل هذه البلية الا لسريرة سوء، فلعلك أسررت سوءا في الذي تبدى لنا قال: فعند ذلك ناجى أيوب ربه عز وجل: رب ابتليتني بهذه البلية وأنت تعلم انه لم يعرض لي أمران قط الا لزمت أخشنهما على بدني ولم آكل أكلة قط الا وعلى خوانى يتيم، فلو ان لي منك مقعد الخصم لأدليت بحجتي (3) قال: فعرضت سحابة فنطق فها ناطق فقال: يا أيوب أدل بحجتك، قال: فشد عليه مزره وجثا على ركبتيه وقال: ابتليتني وأنت تعلم أنه لم يعرض لي أمران قط الا الزمت أخشنهما على بدني، ولم آكل أكلة من طعام الا وعلى خوانى يتيم . قال: فقيل له: يا أيوب من حبب إليك الطاعة؟قال: فأخذ كفا من تراب فوضعه في فيه ثم قال: أنت يا رب .
129 - وباسناده إلى الحسن الربيع عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى ابتلى أيوب عليه السلام بلا ذنب فصبر حتى عير، وان الأنبياء لا يصبرون على التعيير .
130 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عن عثمان النواء من ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل يبتلى المؤمن بكل بلية، ويميته بكل ميتة ولا يبتليه بذهاب عقله أما ترى أيوب عليه السلام كيف سلط إبليس على ماله وعلى أهله، وكل شئ منه، ولم يسلط على عقله، ترك له يوحد الله عز وجل به .
131 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد ابن عيسى بن زياد عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير وغيره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال: أحيى الله عز وجل له أهله الذين كانوا قبل البلية، وأحيى له الذين ماتوا وهو في البلية .
132 - في روضة الكافي يحيى بن عمران عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " وآتيناه أهله ومثلهم معهم " قلت: ولده كيف أوتى مثلهم معهم؟قال: أحيى الله له من ولده الذين كانوا ماتوا قبل ذلك بآجالهم مثل الذين هلكوا يومئذ .
133 - علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن منصور ابن يونس عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم * انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون " فقال: يا أبا محمد يسلط والله من المؤمن على بدنه، ولا يسلط على دينه، قد سلط على أيوب عليه السلام فشوه خلقه، ولم يسلط على دينه، وقد يسلط من المؤمنين على أبدانهم ولا يسلط على دينهم .
134 - في ارشاد المفيد رحمه الله عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه السلام: انا سيد الشيب، وفى سنة من أيوب .
135 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب في حديث أبي حمزة الثمالي ان علي بن الحسين عليهما السلام دعا حوت يونس بن متى، فاطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم، وهو يقول: لبيك لبيك يا ولى الله، فقال: من أنت؟قال: حوت يونس يا سيدي، قال: ايتنا بالخبر، قال: يا سيدي ان الله تعالى لم يبعث نبيا من آدم إلى أن صار جدك محمد، الا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من الأنبياء سلم وتخلص، ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقى ما لقى آدم من المصيبة، وما لقى نوح من الغرق، وما لقى إبراهيم من النار، وما لقى يوسف من الجب، وما لقى أيوب من البلاء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .
136 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون مع أهل الملل والمقالات وما أجاب به علي بن جهم في عصمة الأنبياء باسناده إلى أبى الصلت الهروي قال: لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا عليه السلام إلى أن حكى قوله عليه السلام: واما قوله: وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه انما ظن بمعنى استيقن ان الله لن يضيق عليه رزقه، ألا تسمع قول الله عز وجل: " واما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه " أي ضيق عليه رزقه، ولو ظن أن الله لا يقدر عليه لكان قد كفر .
137 - وباسناده إلى علي بن محمد الجهم قال: حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يا ابن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون؟قال: بلى، قال فما معنى قول الله عز وجل: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه " فقال الرضا عليه السلام، ذاك يونس بن متى عليه السلام، ذهب مغاضبا لقومه فظن بمعنى استيقن " ان لن نقدر عليه " أي لن نضيق عليه رزقه ومنه قول الله عز وجل: " واما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه " أي ضيق عليه وقتر فنادى في الظلمات: ظلمة الليلة وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت ان لا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين بتركي مثل هذه لعبادة التي فرغتني لها في بطن الحوت، فاستجاب الله وقال عز وجل: " فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون " فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن .
138 - في الكافي أحمد بن محمد العاصمي عن علي بن الحسن التيملي عن عمرو بن عثمان عن أبي جميلة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال له رجل من أهل خراسان بالربذة: جعلت فداك لم أرزق ولدا، فقال له: إذا رجعت إلى بلادك فأردت ان تأتى أهلك فاقرأ إذا أردت ذلك: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ان لا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين " إلى ثلاث آيات فإنك سترزق ولدا انشاء الله .
139 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " فظن أن لن نقدر عليه " قال: أنزل الله على أشد الامرين، وظن به أشد الظن وقال: ان جبرئيل استثنى في هلاك قوم يونس ولم يسمعه يونس، قلت: ما كان حال يونس لما ظن أن الله لن يقدر عليه، قال: كان من أمر شديد، قلت: وما كان سببه حتى ظن أن الله لن يقدر عليه؟قال: وكله الله إلى نفسه طرفة عين .
140 - قال: وحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيت أم سلمة في ليلتها ففقدته من الفراش، فدخلها من ذلك ما يدخل النساء، فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت إليه وهو في جانب من البيت قائم، رافع يديه يبكى وهو يقول: اللهم لا تنزع منى صالح ما أعطيتني أبدا، اللهم لا تشمت بي عدوى ولا حاسدا أبدا، اللهم لا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا، اللهم ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا، قال: وانصرفت أم سلمة تبكى حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله لبكائها، فقال لها: ما يبكيك يا أم سلمة؟قالت بأبي أنت و أمي يا رسول الله ولم لا أبكى أنت بالمكان الذي أنت به من الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، تسأله ان لا يشمت بك عدوا أبدا، وان لا يردك في سوء استنقذك منه أبدا، وان لا ينزع منك صالح ما أعطاك أبدا، وان لا يكلك إلى نفسك طرفة عين أبدا؟فقال: يا أم سلمة وما يؤمننى وانما وكل الله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين، فكان منه ما كان .
141 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: و " ذا النون إذ ذهب مغاضبا " يقول: من اعمال قومه " فظن أن لن نقدر عليه " يقول: ظن أن لن يعاقب بما صنع .
142 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما رد الله العذاب الا عن قوم يونس، فكان يونس يدعوهم إلى الاسلام فيأبون ذلك، فهم أن يدعو عليهم وكان فيهم رجلان: عابد وعالم، وكان اسم أحدهما مليخا والاخر اسمه روبيل، وكان العابد يشير على يونس بالدعاء عليهم، وكان العالم ينهاه ويقول: لا تدعن عليهم فان الله يستجيب لك، ولا يحب هلاك عباده فتقبل قول العابد ولم يقبل من العالم، فدعا عليهم فأوحى الله إليه: يأتيهم العذاب في سنة كذا في شهر كذا في يوم كذا، فلما قرب الوقت خرج يونس من بينهم مع العابد وبقى العالم فيها، فلما كان اليوم الذي نزل العذاب قال العالم لهم: يا قوم افزعوا إلى الله فلعله يرحمكم فيرد العذاب عنكم، فقالوا: كيف نصنع؟فقال: اجتمعوا وأخرجوا إلى المفازة وفرقوا بين النساء والأولاد، وبين الإبل وأولادها، وبين البقر وأولادها، وبين الغنم وأولادها، ثم ابكوا وادعوا، فذهبوا وفعلوا ذلك وضجوا وبكوا، فرحمهم الله وصرف عنهم العذاب وفرق العذاب على الجبال، وقد كان نزل وقرب منهم، فأقبل يونس لينظر كيف أهلكهم الله فرأى الزارعين يزرعون في أرضهم فقال لهم: ما فعل قوم يونس؟قالوا - ولم يعرفوه -: ان يونس دعا عليهم فاستجاب الله له ونزل العذاب عليهم فاجتمعوا وبكوا ودعوا فرحمهم الله وصرف ذلك عنهم، وفرق العذاب على الجبال، فهم إذا يطلبون يونس ليؤمنوا به، فغضب ومر على وجهه مغاضبا لله كما حكى الله عنه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .
143 - وفيه أيضا وسئل بعض اليهود أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن سجن طاف أقطار الأرض بصاحبة فقال: يا يهودي أما السجن الذي طاف أقطار الأرض بصاحبه فإنه الحوت الذي حبس يونس في بطنه، فدخل في بحر القلزم، ثم خرج إلى بحر مصر ثم دخل بحر طبرستان، ثم خرج في دجلة الغور، قال: ثم مرت به تحت الأرض حتى لحقت بقارون، وكان قارون هلك في أيام موسى، ووكل الله به ملكا يدخله في الأرض كل يوم قامة، وكان يونس في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره، فسمع قارون صوته فقال للملك الموكل به: أنظرني فانى اسمع كلام آدمي، فأوحى الله إلى الملك: أنظره فأنظره، ثم قال قارون: من أنت؟قال: أنا المذنب العاصي الخاطئ يونس بن متى، قال: فما فعل الشديد الغضب لله موسى بن عمران؟قال: هيهات هلك، قال: فما فعل الرؤف الرحيم على قومه هارون بن عمران؟قال: هلك، قال: فما فعلت كلثم بنت عمران التي كانت سميت لي؟قال: هيهات ما بقي من آل عمران أحد، فقال قارون: وا أسفا على آل عمران، فشكر الله له ذلك فأمر الملك الموكل به أن يرفع عنه العذاب أيام الدنيا، فرفع عنه، فلما رأى يونس ذلك نادى في الظلمات " ان لا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين " فاستجاب الله له، وأمر الحوت أن يلفظه (4)، فلفظه على ساحل البحر، وقد ذهب جلده ولحمه وأنبت الله عليه شجرة من يقطين، وهي الدباء فأظلته من الشمس فسكن .
144 - وفيه أيضا وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: لبث يونس في بطن الحوت ثلاثة أيام، ونادى في الظلمات ظلمة بطن الحوت، وظلمة الليل، وظلمة البحر، ان لا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين فاستجاب له ربه، فأخرجته الحوت إلى الساحل، ثم قذفه فألقاه بالساحل، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهو القرع . والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .
145 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال: وأجده قد شهر هفوات أنبياءه بحبسه يونس في بطن الحوت، حيث ذهب مغاضبا مذنبا: وأما هفوات الأنبياء عليهم السلام وما بينه الله في كتابه، فان ذلك من أدل الدلائل على حكمة الله عز وجل الباهرة، وقدرته القاهرة، وعزته الظاهرة، لأنه علم أن براهين الأنبياء عليهم السلام تكبر في صدور أممهم، وان يتخذ بعضهم الها كالذي كان من النصارى في ابن مريم، فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذي انفرد به عز وجل .
146 - في تفسير العياشي عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام كتب أمير المؤمنين عليه السلام قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله ان جبرئيل حدثه ان يونس بن متى عليه السلام بعثه الله إلى قومه، وذكر حديثا طويلا يذكر فيه ما فعل قوم يونس وخروج يونس وتنوخا العابد من بينهم، ونزول العذاب عليهم وكشفه عنهم وفيه: فلما رأى قوم يونس ان العذاب قد صرف عنهم هبطوا إلى منازلهم من رؤس الجبال، وضموا إليهم نساءهم وأولادهم وأموالهم، وحمدوا الله على ما صرف عنهم، وأصبح يونس وتنوخا يوم الخميس في موضعهما الذي كانا فيه، لا يشكان ان العذاب قد نزل بهم وأهلكهم جميعا، لما خفيت أصواتهم عنهما، فاقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع الشمس ينظران إلى ما صار إليه القوم، فلما دنوا من القوم واستقبلتهم الحطابون والحمارة و الرعاة بأعناقهم، ونظرا إلى أهل القرية مطمئنين، قال يونس لتنوخا: يا تنوخا كذبني الوحي وكذبت وعدى لقومي، لا وعزة ربى لا يرون لي وجها أبدا بعد ما كذبني الوحي، فانطلق يونس هاربا على وجهه مغاضبا لربه ناحية بحر أيلة (5) مستنكرا فرارا من أن يراه أحد من قومه، فيقول له: يا كذاب! فلذلك قال: " و ذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه " الآية ورجع تنوخا إلى القرية .
147 - عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن يونس لما آذاه قومه دعا الله عليهم فأصبحوا أول يوم، ووجوههم صفر، وأصبحوا اليوم الثاني ووجوههم سود، قال وكان الله واعدهم ان يأتيهم العذاب حتى نالوه برماحهم، ففرقوا بين النساء وأولادهن والبقر وأولادها، ولبسوا المسوح (6) والصوف ووضعوا الحبال في أعناقهم، و الرماد على رؤسهم، وضجوا ضجة واحدة إلى ربهم، وقالوا: آمنا باله يونس، قال: فصرف الله عنهم العذاب إلى جبال آمد (7) قال: وأصبح يونس وهو يظن أنهم هلكوا، فوجدهم في عافية فغضب وحرج كما قال الله: " مغاضبا " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .
148 - عن معمر قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: ان يونس لما أمره الله عز وجل بما أمره فأعلم قومه فأظلهم العذاب ففرقوا بينهم وبين أولادهم، وبين البهائم وأولادها ثم عجوا إلى الله وضجوا، فكف الله العذاب عنهم، فذهب يونس مغاضبا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .
149 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وفى حديث أبي حمزة الثمالي انه دخل عبد الله بن عمر على زين العابدين عليه السلام وقال له: يا ابن الحسين أنت الذي تقول: ان يونس بن متى انما لقى من الحوت ما لقى لأنه عرضت عليه ولاية جدي فتوقف عندها؟قال: بلى ثكلتك أمك، قال: فأرني آية ذلك ان كنت من الصادقين، فأمر بشد عينه بعصابة وعيني بعصابة، ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا، فإذا نحن على شاطئ يضرب أمواجه بها، فقال ابن عمر: يا سيدي دمى في رقبتك الله الله في نفسي، قال هنيئة وأريه ان كنت من الصادقين، ثم قال: يا أيتها الحوت قال: فاطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم، وهو يقول: لبيك لبيك يا ولى الله، فقال: من أنت؟قال: حوت يونس يا سيدي، قال: ايتنا بالخبر، قال: يا سيدي ان الله تعالى لم يبعث نبيا من آدم إلى أن صار جدك محمد الا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من الأنبياء سلم و تخلص، ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقى ما لقى آدم من المصيبة، وما لقى نوح من الغرق، وما لقى إبراهيم من النار، وما لقى يوسف من الجب، وما لقى أيوب من البلاء، وما لقى داود من الخطيئة، إلى أن بعث الله يونس فأوحى الله إليه أن يا يونس: تول أمير المؤمنين عليا والأئمة الراشدين من صلبه في كلام له . قال: فكيف أتولى من لم أره ولم أعرفه؟وذهب مغتاظا فأوحى الله تعالى إلى: ان التقمي يونس ولا توهني له عظما، فمكث في بطني أربعين صباحا يطوف معي في البحار في ظلمات ثلاث، ينادى انه لا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين، قد قبلت ولاية علي بن أبي طالب والأئمة الراشدين من ولده عليهم السلام، فلما ان آمن بولايتكم امرني ربى فقذفته على ساحل البحر، فقال زين العابدين عليه السلام: ارجع أيها الحوت إلى وكرك (8) فرجع الحوت واستوى الماء .
150 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في دعاء يوم الأربعاء: يا من سمع الهمس من ذي النون في بطن الحوت في الظلمات الثلاث: ظلمة الليل، وظلمة قعر البحر وظلمة بطن الحوت .
151 - في تهذيب الأحكام باسناده إلى الحسن بن علي بن عبد الملك الزيات عن رجل عن كرام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أربع لأربع، إلى قوله: والرابعة للغم و الهم " لا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين " قال الله سبحانه: " فاستجبنا له و نجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين " .
152 - في كتاب الخصال عن الصادق عليه السلام جعفر بن محمد عليهما السلام قال: عجبت لمن يفزع من أربع كيف لا يفزع من أربع، إلى قوله عليه السلام وعجبت لمن أغنم كيف لا يفزع إلى قوله تعالى: " لا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين " فأنى سمعت الله يقول بعقبها: فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين .
153 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى علي بن محمد الصيمري الكاتب قال: تزوجت ابنة جعفر بن محمد الكاتب فأحببتها حبا لم يحب أحد أحدا مثله، وأبطأ على الولد فصرت إلى أبى الحسن علي بن محمد بن الرضا (ع) فذكرت ذلك له فتبسم، وقال: اتخذ خاتما فضة فيروزج واكتب عليه: رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين قال: ففعلت فما اتى على حول حتى رزقت منها ولدا ذكرا .
154 - في عوالي اللئالي روى عن سيد العابدين عليه السلام أنه قال لبعض أصحابه: قل لطلب الولد: " رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين واجعل لي من لدنك وليا يرثني " في حياتي ويستغفر لي بعد وفاتي واجعله خلقا سويا ولا تجعل للشيطان فيه نصيبا اللهم إني استغفرك وأتوب إليك انك أنت التواب الرحيم سبعين مرة .
155 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن رجل عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أراد أن يحبل له فليصل ركعتين بعد الجمعة يطيل فيهما الركوع والسجود، ثم يقول: اللهم ان أسئلك بما سئلك به زكريا إذ قال: رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين، اللهم هب لي ذرية طيبة انك سميع الدعاء اللهم باسمك استحللتها، وفى أمانتك أخذتها، فان قضيت في رحمها ولدا فاجعله غلاما مباركا زكيا، ولا تجعل للشيطان فيه نصيبا ولا شركا .
156 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن الحارث النضري قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انى من أهل بيت قد انقرضوا وليس لي ولد؟فقال: ادع وأنت ساجد: " رب هب لي من لدنك وليا رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين " قال: ففعلت فولد لي على والحسين .
157 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية علي بن إبراهيم في قوله: " و زكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى و اصلحنا له زوجه " قال: كانت لا تحيض فحاضت .
158 - في كتاب الخصال عن يونس بن ظبيان قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: ان الناس يعبدون الله تعالى على ثلاثة أوجه، فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهي الطمع، وآخرون يعبدونه فرقا من النار فتلك عبادة العبيد وهي الرهبة، ولكني أعبده حبا له فتلك عبادة الكرام .
159 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال: الرغبة ان تستقبل براحتيك السماء وتستقبل بهما وجهك والرهبة أن تلقى كفيك وترفعهما إلى الوجه .
160 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الرغبة ان تستقبل ببطن كفيك إلى السماء، والرهبة ان تجعل ظهر كفيك إلى السماء.
161 - وباسناده إلى مروك بياع اللؤلؤ عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكر الرغبة وأبرز باطن راحتيه إلى السماء، هكذا الرهبة وجعل ظهر كفيه إلى السماء .
162 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن فضالة عن العلا عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: مر بي رجل وانا ادعو في صلاتي بيساري فقال: يا عبد الله بيمينك! فقلت: يا عبد الله ان الله تبارك وتعالى حقه على هذه كحقه على هذه، وقال: الرغبة تبسط يديك وتظهر باطنهما والرهبة تظهر ظهرهما والأحاديث الثلاث طوال أخذنا منها موضع الحاجة .
163 - في تفسير علي بن إبراهيم: ويدعوننا رغبا ورهبا قال: راغبين راهبين، وقوله: التي أحصنت فرجها قال: مريم لم ينظر إليها شئ وقوله: فنفخنا فيها من روحنا قال: روح مخلوقة يعنى من أمرنا .
164 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث أجاب فيه بعض الزنادقة وقد قال معترضا: وأجده يقول: ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه ويقول: " وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " اعلم في الآية الأولى ان الأعمال الصالحة لا تكفر، واعلم في الثانية ان الايمان والأعمال الصالحة لا تنفع الا بعد الاهتداء قال عليه السلام: واما قوله: " ومن يعمل من الصالحات و هو مؤمن فلا كفران لسعيه " وقوله: " انى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " فان ذلك كله لا يغنى الا مع الاهتداء وليس كل من وقع عليه اسم الايمان كان حقيقا بالنجاة مما هلك به الغواة ولو كان ذلك كذلك لنجت اليهود مع اعترافها بالتوحيد و اقرارها بالله، ونجى ساير المقرين بالوحدانية من إبليس فمن دونه في الكفر، وقد بين الله ذلك بقوله: " الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الامن و هم مهتدون " وبقوله: " الذين قالوا آمنا بأفواهم ولم تؤمن قلوبهم " .
165 - في مجمع البيان وحرام على قرية أهلكناها انهم لا يرجعون وروى محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: كل قرية أهلكها الله بعذاب فإنهم لا يرجعون .
166 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: " وحرام على قرية أهلنكاها انهم لا يرجعون " فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي بصير عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله وأبى جعفر عليهما السلام قالا: كل قرية أهلك الله عز وجل أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة، فهذه الآية من أعظم الدلالة في الرجعة لان أحدا من أهل الاسلام لا ينكر ان الناس كلهم يرجعون إلى القيامة، من هلك ومن لم يهلك " انتهى كلامه " .
167 - وفيه أيضا قال الصادق عليه السلام: كل قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة، فاما إلى القيامة فيرجعون ومحضوا الايمان محضا وغيرهم ممن لم يهلكوا بالعذاب ومحضوا الكفر محضا يرجعون .
1. قال الجزري وفيه " انه كان يصلى ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء " أي خنين من الجوف بالخاء المعجمة وهو صوت البكاء وقيل هو ان يجيش جوفه ويغلى بالبكاء " انتهى " والمرجل - كمنبر -: القدر. والأثافي: الأحجار التي يوضع عليها القدر .
2. هدأ بمعنى سكن أيضا. .
3. أدلى بحجته: أصفرها واحتج بها. .
4. لفظ فلان الشئ من فيه: رمى به .
5. مر في الجزء الثاني صفحة 326 بيان للحديث وشرح بعض اللغات فراجع. .
6. المسوح جمع المسح - بالكسر -: الكساء من شعر. .
7. قال الحموي: آمد - بكسر الميم - أعظم ديار بكر. .
8. الوكر: عش الطائر. .