تفسير سورة الأنبياء

1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة الأنبياء حبا لها كان كمن رافق النبيين أجمعين في جنات النعيم، وكان مهيبا في أعين الناس حياة الدنيا .

2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ سورة الأنبياء حاسبه الله حسابا يسيرا، وصافحه وسلم عليه كل نبي ذكر اسمه في القرآن .

3 - في تفسير علي بن إبراهيم اقترب للناس حسابهم هم في غفلة معرضون قال: قربت القيمة والساعة والحساب .

4 - في مجمع البيان وانما وصف بالقرب لان أحد أشراط الساعة مبعث رسول الله صلى الله عليه وآله، فقد قال: بعثت أنا والساعة كهاتين .

5 - في جوامع الجامع وفى كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ان الدنيا قد ولت حذاء (1) ولم يبق منها الا صبابة كصبابة الاناء .

6 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى عن صفوان بن يحيى قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام لأبي قرة صاحب شبرمة: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وكل كتاب كان كلام الله أنزله للعالمين نورا وهدى، وهي كلها محدثة، وهي غير الله حيث يقول: " أو يحدث لهم ذكرا " وقال: وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث لا استمعوه وهم يلعبون والله أحدث الكتب كلها الذي أنزلها، فقال أبو قرة: فهل يفنى؟فقال أبو الحسن عليه السلام: أجمع المسلمون على أن ما سوى الله فعل الله، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان فعل الله، ألم تسمع الناس يقولون: رب القرآن، وأن القرآن يقول يوم القيامة: يا رب هذا فلان وهو اعرف به منه، قد أظمأت نهاره وأسهرت ليله، فشفعني فيه وكذلك التوراة والإنجيل والزبور كلها محدثة مربوبة أحدثها من ليس كمثله شئ هدى لقوم يعقلون، فمن زعم انهن لم يزلن فقد أظهر ان الله ليس بأول قديم ولا واحد وأن الكلام لم يزل معه وليس له بدو، وليس باله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

7 - في تفسير علي بن إبراهيم لاهية قلوبهم قال: من التلهي .

8 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: وقال: " انه عليم بذات الصدور " يقول: بما ألقوه في صدورهم من العدواة لأهل بيتك والظلم بعدك، وهو قول الله عز وجل: وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا الا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

9 - في تفسير علي بن إبراهيم ما آمنت قبلهم قرية أهلكناها أفهم يؤمنون قال: كيف يؤمنون ولم يؤمن من كان قبلهم بالآيات حتى هلكوا .

10 - حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن محمد عن أبي داود سليمان بن سفيان عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون من المعنون بذلك؟قال: نحن، قلت: فأنتم المسؤولون؟قال: نعم قلت: و نحن السائلون؟قال: نعم، قلت: فعلينا أن نسألكم؟قال: نعم قلت: وعليكم أن تجيبونا؟قال: لا ذاك إلينا ان شئنا فعلنا وان شئنا تركنا، ثم قال: " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " .

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد بسطنا الأحاديث في تفسير هذه الآية في النحل فلتراجع ثمة .

11 - في مجمع البيان وفى تفسير أهل البيت عليهم السلام بالاسناد عن زرارة و محمد بن مسلم وحمران بن أعين عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: تبدل بالأرض خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، قال الله تعالى: وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام.

12 - في تفسير العياشي زرارة عن أبي جعفر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: " يوم تبدل الأرض غير الأرض " يعنى تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب؟قال الله: " وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام " .

13 - في روضة الكافي كلام لعلي بن الحسين عليهما السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه السلام: ولقد أسمعكم الله في كتابه ما قد فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال: وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وانما عنى بالقرية أهلها حيث يقول: وأنشأنا بعدها قوما آخرين فقال عز وجل: فلما أحسوا باسنا إذا هم منها يركضون يعنى يهربون قال: لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه و مساكنكم لعلكم تسئلون فلما أتاهم العذاب قالوا يا ولينا انا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين وأيم الله ان هذه عظة لكم وتخويف ان اتعظتم وخفتم .

14 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن بدر بن الخليل الأسدي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: في قول الله عز وجل: " فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون * لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون " قال: إذا قام القائم وبعث إلى بنى أمية بالشام هربوا إلى الروم، فتقول لهم الروم: لا ندخلكم حتى تتنصروا فيعلقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم، فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان والصلح، فيقول أصحاب القائم: لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا فيدفعونهم إليهم، فذلك قوله: " لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون " قال: يسألهم الكنوز وهو أعلم بها، قال: فيقولون: " يا ولينا انا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين " بالسيف وهو سعيد بن عبد الملك الأموي صاحب نهر سعيد بالرحبة .

15 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله عز وجل: " وكم قصمنا من قرية كانت " يعنى أهل قرية كانت " ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين فلما أحسوا بأسنا " يعنى بنى أمية إذا أحسوا بالقائم من آل محمد صلوات الله عليه " إذا هم منها يركضون * لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون " يعنى الكنوز التي كنزوها، قال: فيدخل بنو أمية إلى الروم إذا طلبهم القائم عليه السلام، ثم يخرجهم من الروم ويطالبهم بالكنوز التي كنزوها، فيقولون كما حكى الله عز وجل: " يا ويلنا انا كنا ظالمين * فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين " قال: بالسيف وتحت ظلال السيوف، وهذا كله مما لفظه ماض ومعناه مستقبل، وهو مما ذكرناه مما تأويله بعد تنزيله(2).

16 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن يونس ابن يعقوب عن عبد الاعلى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الغنا وقلت: انهم يزعمون ان رسول الله صلى الله عليه وآله رخص في أن يقال: جيناكم جيناكم جيئونا جيئونا، فقال: كذبوا ان الله عز وجل يقول: وما خلقنا السماوات والأرض وما بينها لاعبين لو أردنا ان نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا ان كنا فاعلين بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ثم قال: ويل لفلان مما يصف، رجل لم يحضر المجلس .

17 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ليس من باطل يقوم بإزاء حق الأغلب الحق الباطل، وذلك قول الله: بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق.

18 - عنه عن يعقوب بن يزيد عن رجل عن الحكم بن مسكين عن أيوب بن الحر بياع الهروي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا أيوب ما من أحد الا وقد يرد عليه الحق حتى يصدع قبله، قبله أم تركه، وذلك أن الله يقول في كتابه: " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون " .

19 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في هاروت وماروت حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: ان الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبائح بألطاف الله تعالى، قال الله تعالى فيهم: " لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " وقال عز وجل: وله من في السماوات والأرض ومن عنده يعنى الملائكة لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون .

20 - في كتاب التوحيد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: أن لله تبارك وتعالى ملائكة ليس شئ من طباق أجسادهم الا وهو يسبح الله عز وجل ويحمده من ناحيته بأصوات مختلفة، لا يرفعون رؤسهم إلى السماء، ولا يخفظونها إلى أقدامهم من البكاء و الخشية لله عز وجل .

21 - وعن علي بن الحسين عليهما السلام حديث طويل في صفة خلق العرش يقول فيه: له ثمانية أركان، على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم الا الله عز وجل، يسبحون الليل والنهار لا يفترون .

22 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى داود بن فرقد العطار عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن الملائكة أينامون؟فقال: ما من حي الا وهو ينام خلا الله وحده، والملائكة ينامون، فقلت: يقول الله عز وجل: " يسبحون الليل والنهار لا يفترون " قال: أنفاسهم تسبح .

23 - في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله في ذكر ما رأى في المعراج وفيه قال صلى الله عليه وآله: ثم مررنا بملائكة من ملائكة الله عز وجل خلقهم الله كيف شاء، ووضع وجوههم كيف شاء، ليس شئ من أطباق أجسادهم الا وهو يسبح الله ويحمده من كل ناحية بأصوات مختلفة، أصواتهم مرتفعة بالتحميد والبكاء من خشية الله، فسألت جبرئيل عنهم فقال: كما ترى خلقوا، ان الملك منهم إلى جنب صاحبه ما كلمه قط، ولا رفعوا رؤسهم إلى ما فوقها، ولا حفظوها! إلى ما تحتها خوفا وخشوعا، فسلمت عليهم فردوا على ايماءا برؤوسهم، ولا ينظرون إلى من الخشوع، فقال لهم جبرئيل: هذا محمد نبي الرحمة أرسله الله إلى العباد رسولا ونبيا، وهو خاتم النبيين وسيدهم أفلا تكلموه؟قال: فلما سمعوا ذلك من جبرئيل أقبلوا على بالسلام وأكرموني وبشروني بالخير لي ولامتى .

24 - في نهج البلاغة قال عليه السلام في وصف الملائكة: ومسبحون لا يسأمون ولا يغشاهم نوم العيون ولا سهو العقول، ولا فترة الأبدان ولا غفلة النسيان .

25 - وفيه أيضا يقول فيهم عليه السلام: ولم تجر الفترات فيهم على طول دؤبهم (3) .

26 - في كتاب التوحيد باسناده إلى هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي أتى أبا عبد الله عليه السلام وكان من قول أبي عبد الله له: لا يخلو قولك: إنهما اثنان من أن يكونا قديمين قويين أو يكونا ضعيفين أو يكون أحدهما قويا والاخر ضعيفا، فان كانا قويين فلم لا يدفع كل واحد منهما صاحبه وينفرد بالتدبير، وان زعمت أن أحدهما قوى والاخر ضعيف ثبت انه واحد كما تقول، للعجز الظاهر في الثاني، وان قلت: انهما اثنان لا يخلو من أن يكونا متفقين من كل جهة أو متفرقين من كل جهة، فلما رأينا الخلق منتظما، والفلك جاريا واختلاف الليل والنهار والشمس والقمر دل صحة الامر والتدبير وايتلاف الامر أن المدبر واحد، ثم يلزمك ان ادعيت اثنين فلا بد من فرجة بينهما حتى يكونا اثنين، فصارت الفرجة ثالثا بينهما قديما معهما، فيلزمك ثلاثة، فان ادعيت ثلاثة لزمك ما قلنا في الاثنين حتى يكون بينهما فرجتان فيكون خمسا، ثم يناهي في العدد إلى ما لا نهاية في الكثرة .

27 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن الحكم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما الدليل على أن الله واحد؟قال: اتصال التدبير وتمام الصنع كما قال عز وجل: لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا .

28 - وباسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام حديث طويل وفى آخره قلت: جعلت فداك بقيت مسألة، قال: هات لله أبوك، قلت: يعلم القديم الشئ الذي لم يكن ان لو كان كيف كان يكون؟قال: ويحك ان مسائلك لصعبة أما سمعت الله يقول: " لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا " وقوله: " لعلا بعضهم على بعض " وقال يحكى قول أهل النار: " ارجعنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل " و قال: " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه " فقد علم الشئ الذي لم يكن ان لو كان كيف كان يكون .

29 - في تفسير علي بن إبراهيم: واما الرد على الثنوية فقوله: " ما اتخذ الله من ولد " الآية قال: لو كان الهين لطلب كل واحد منهما العلو، وإذا شاء واحد أن يخلق انسانا شاء الاخر أن يخالفه فيخلق بهيمة، فيكون الخلق منهما على مشيتهما، واختلاف إراداتهما انسانا وبهيمة في حالة واحدة، فهذا من أعظم المحال غير موجود، وإذا بطل هذا ولم يكن بينهما اختلاف بطل الاثنان وكان واحدا، فهذا التدبير و اتصاله وقوام بعضه ببعض واختلاف الأهواء والإرادات والمشيات يدل على صانع واحد، وهو قول الله عز وجل: " ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله إذا لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض " وقوله: " لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا " .

30 - في كتاب الإهليلجة قال الصادق عليه السلام: وانه لو كان معه اله لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض، ولا فسد كل واحد منهما على صاحبه .

31 - في كتاب مصباح الزائر لابن طاوس رحمه الله في دعاء الحسين عليه السلام يوم عرفة لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا وتفطرتا .

32 - في كتاب التوحيد باسناده إلى ابن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك ما تقول في القضاء والقدر؟قال: أقول: إن الله تبارك وتعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سألهم عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم .

33 - وباسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قلت لأبي - جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام: يا بن رسول الله انا نرى الأطفال منهم من يولد ميتا ومنهم من يسقط غير تام، ومنهم من يولد أعمى وأخرس وأصم، ومنهم من يموت من ساعته إذا سقط إلى الأرض، ومنهم من يبقى إلى الاحتلام، ومنهم من يعمر حتى يصير شيخا، فكيف ذلك وما وجهه؟فقال عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى أولى بما يدبره من أمر خلقه منهم، وهو الخالق والمالك لهم فمن منعه التعمير فإنما منعه ما ليس له ومن عمره فإنما أعطاه ما ليس له، فهو المتفضل بما أعطى، وعادل فيما منع، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون قال جابر: فقلت له: يا ابن رسول الله وكيف لا يسأل عما يفعل؟قال: لأنه لا يفعل الا ما كان حكمة وصوابا، وهو المتكبر الجبار والواحد القهار فمن وجد في نفسه حرجا في شئ مما قضى كفر، ومن أنكر شيئا من أفعاله جحد .

34 - عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: يا بن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء، وبقوتي أديت إلى فرائضي، وبنعمتي قويت على معصيتي جعلتك سميعا بصيرا قويا ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك، وذلك أنى أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بسيئاتك منى، وذلك انى لا اسأل عما أفعل وهم يسألون .

35 - في عيون الأخبار باسناده إلى محمد بن أبي يعقوب البلخي قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام فقلت: لأي علة صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن؟فقال: لان الله تعالى جعلها في ولد الحسين ولم يجعلها في ولد الحسن، والله لا يسأل عما يفعل .

36 - في كتاب الخصال عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام حديث طويل وفيه: قال: فقلت له: يا بن رسول الله كيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟فقال عليه السلام: ان موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين، فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى، ولم يكن لاحد أن يقول: لم فعل الله ذلك، فان الإمامة خلافة الله عز وجل ليس لأحد أن يقول: لم جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن، لان الله هو الحكيم في أفعاله " لا يسأل عما يفعل وهم يسألون " .

37 - في كتاب علل الشرايع عن علي عليه السلام حديث طويل يقول فيه في أثنائه وقد ذكر خلقه آدم فاغترف تبارك وتعالى غرفة من الماء العذب الفرات، فصلصلها فجمدت ثم قال لها: منك أخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين، والأئمة المهتدين الدعاة إلى الجنة وأتباعهم إلى يوم القيامة، ولا أبالي ولا اسأل عما افعل وهم يسألون، يعنى بذلك خلقه انهم يسألهم .

38 - في ارشاد المفيد قال رحمه الله وقد ذكر أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام: ومما حفظ عنه عليه السلام من موجز القول في العدل قوله لزرارة بن أعين: يا زرارة أعطيك جملة في القضاء والقدر؟قال له زرارة: نعم جلت فداك قال: إذا كان يوم القيامة، وجمع الله الخلائق سألهم عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم .

39 - في مجمع البيان هذا ذكر من معي وذكر من قبلي قال أبو عبد الله عليه السلام: يعنى بذكر من معي ما هو كائن، وبذكر من قبلي ما قد كان .

40 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون قال: هو ما قالت النصارى ان المسيح ابن الله، وما قالت اليهود عزيز بن الله، وقالوا في الأئمة ما قالوا، فقال الله عز وجل: سبحانه انفة له (4) أبا عباد مكرمون، يعنى هؤلاء الذين زعموا انهم ولد الله، وجواب هؤلاء الذين زعموا ذلك في سورة الزمر في قوله عز وجل: " لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء " .

41 - في عيون الأخبار في الزيارة الجامعة للأئمة عليهم السلام المنقولة عن الجواد عليه السلام: السلام على الدعاة إلى الله إلى قوله: والمظهرين لأمر الله ونهيه، و عباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون 42 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل: وفيه والزمهم الحجة بان خاطبهم خطابا يدل على انفراده وتوحيده وبأن لهم أولياء تجرى أفعالهم وأحكامهم مجرى فعله، فهم العباد المكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، قال السائل: من هؤلاء الحجج؟قال: هم رسول الله صلى الله عليه وآله ومن حل محله أصفياء الله الذين قال: " فأينما تولوا فثم وجه الله " الذين قرنهم الله بنفسه و برسوله، وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه .

43 - في الخرائج والجرائح في أعلام أمير المؤمنين عليه السلام في روايات الخاصة اختصم رجل وامرأة إليه، فعلا صوت الرجل على المرأة، فقال له علي عليه السلام: اخسأ وكان خارجيا، فإذا رأسه رأس الكلب، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين صحت بهذا الخارجي فصار رأسه رأس الكلب فما يمنعك عن معاوية؟فقال: ويحك لو أشاء أن آتي بمعاوية إلى هيهنا على سريره لدعوت الله حتى فعل، ولكن لله خزان لا على ذهب ولا فضة ولا انكار على اسرار، هذا تدبير الله أما تقرأ: " بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون " .

44 - وروى الأصبغ بن نباتة قال: كنا نمشي خلف علي عليه السلام ومعنا رجل من قريش فقال: يا أمير قد قتلت الرجال وأيتمت الأطفال وفعلت وفعلت؟فالتفت إليه عليه السلام وقال: اخسأ فإذا هو كلب اسود فجعل يلوذ به ويبصبص (5) فرآه عليه السلام فرحمه فحرك شفتيه فإذا هو رجل كما كان، فقال رجل من القوم: يا أمير المؤمنين أنت تقدر على مثل هذا ويناويك معاوية (6) فقال: نحن عباد مكرمون لا نسبقه بالقول ونحن بأمره عاملون .

45 - في تفسير علي بن إبراهيم قال الصادق عليه السلام: ما أتى جبرئيل رسول الله صلى الله عليه وآله الا كئيبا حزينا، ولم يزل كذلك منذ أهلك الله فرعون، فلما أمره الله بنزول هذه الآية: " الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين " نزل عليه وهو ضاحك مستبشر فقال رسول الله: ما أتيتني يا جبرئيل الا وتبينت الحزن في وجهك حتى الساعة قال: نعم يا محمد لما غرق الله فرعون قال: " آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو إسرائيل وانا من المسلمين " فأخذت حمأة (7) فوضعتها في فيه، ثم قلت له: " الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين " وعملت ذلك من غير أمر الله خفت ان تلحقه الرحمة من الله ويعذبني الله على ما فعلت، فلما كان الان وأمرني الله ان أؤدي إليك ما قلته أنا لفرعون امنت و علمت أن ذلك كان لله رضى .

46 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في خطبة مروية عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: وان الله اختص لنفسه بعد نبيه صلى الله عليه وآله من بريته خاصة علاهم بتعليته، و سما بهم إلى رتبته، وجعلهم الدعاة بالحق إليه والأدلاء بالرشاد عليه لقرن قرن، و زمن زمن، انشأهم في القدم قبل كل مذرو ومبرو أنوارا أنطقها بتمجيده بتحميده، وألهمها شكره وتمجيده، وجعلها الحجج على كل معترف له بملكة الربوبية وسلطان العبودية، واستنطق بها الخرسات بأنواع اللغات بخوعا له بأنه فاطر الأرضين و السماوات، وأشهدهم خلقه، وولاهم ما شاء من أمره، جعلهم تراجمة مشيته وألسن ارادته، عبيدا " لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون * يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون " .

47 - في تهذيب الأحكام باسناده إلى أبى الحسن الثالث عليه السلام زيارة لأمير - المؤمنين عليه السلام وفيها يقول الزائر: يا ولى الله ان لي ذنوبا كثيرة فاشفع لي إلى ربك عز وجل، فان لك عند الله مقاما محمودا، وان لك عند الله جاها وشفاعة، وقال الله: " لا يشفعون الا لمن ارتضى " .

وفى الكافي مثله سواء .

48 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن خالد عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله " من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي، ومن لمن يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي، ثم قال عليه السلام: انما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، فأما المحسنون فما عليهم من سبيل، قال الحسين بن خالد: فقلت للرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله فما معنى قول الله عز وجل: " ولا يشفعون الا لمن ارتضى؟قال: لا يشفعون الا لمن ارتضى الله دينه .

49 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام: قال: هذه شرائع الدين إلى أن قال: وأصحاب الحدود فساق لا مؤمنون ولا كافرون، لا يخلدون في النار، ويخرجون منها يوما والشفاعة جائزة لهم وللمستضعفين، إذا ارتضى الله دينهم .

50 - في كتاب التوحيد حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه قلت له: يا ابن رسول الله فالشفاعة لمن تجب من المذنبين؟ فقال: حدثني أبي عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: اما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، فأما المحسنون منهم فما عليهم من سبيل، قال ابن أبي عمير: فقلت له: يا ابن رسول الله كيف يكون الشفاعة لأهل الكبائر والله تعالى يقول: " ولا يشفعون الا لمن ارتضى " ومن يرتكب الكبيرة لا يكون مرتضى؟فقال: يا أبا محمد ما من مؤمن يرتكب ذنبا الا ساءه ذلك وندم عليه، وقال النبي صلى الله عليه وآله: كفى بالندم توبة، وقال عليه السلام: من سرته حسنته وسائته سيئته فهو مؤمن، فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن، ولم تجب له الشفاعة، وكان ظالما والله تعالى ذكره يقول: " ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع " فقلت له: يا ابن رسول الله وكيف لا يكون مؤمنا من لم يندم على ذنب يرتكبه؟فقال: يا أبا أحمد ما من أحد يرتكب كبيرة من المعاصي وهو يعلم أنه سيعاقب عليها الا ندم على ما ارتكب، ومتى ندم كان تائبا مستحقا للشفاعة، ومتى لم يندم عليها كان مصرا والمصر لا يغفر له، لأنه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب، ولو كان مؤمنا بالعقوبة لندم، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الاصرار، واما قول الله عز وجل: " ولا يشفعون الا لمن ارتضى " فإنهم لا يشفعون الا لمن ارتضى الله دينه، والدين الاقرار بالجزاء على الحسنات والسيئات، فمن ارتضى الله دينه ندم على ما ارتكبه من الذنوب لمعرفته بعاقبته في القيامة .

51 - في تفسير علي بن إبراهيم: قوله: ومن يقل منهم انى اله من دونه فذلك نجزيه جهنم قال: من زعم أنه امام وليس بامام .

52 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى أن عمرو بن عبيد وفد على محمد بن علي الباقر عليهما السلام لامتحانه بالسؤال عنه، فقال له: جعلت فداك ما معنى قول الله تعالى أو لم ير الذين كفروا ان السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ما هذا الرتق والفتق؟فقال أبو جعفر عليه السلام: كانت السماء رتقا لا ينزل القطر، وكانت الأرض رتقا لا يخرج النبات ففتق الله السماء بالقطر، وفتق الأرض بالنبات فانقطع عمرو ولم يجد اعتراضا ومضى .

53 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج هشام بن عبد الملك حاجا ومعه الأبرش الكلبي، فلقيا أبا عبد الله عليه السلام في المسجد الحرام فقال: هشام للأبرش: تعرف هذا؟قال: لا، قال: هذا الذي تزعم الشيعة انه نبي من كثرة علمه فقال: الأبرش، لأسألنه عن مسألة لا يجيبني فيها نبي أو وصى نبي، فقال هشام: وددت انك فعلت ذلك، فلقى الأبرش أبا عبد الله عليه السلام فقال: يا أبا عبد الله اخبرني عن قول الله: " أو لم ير الذين كفروا ان السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما " فما كان رتقهما وما كان فتقهما؟فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبرش هو كما وصف نفسه، كان عرشه على الماء، والماء على الهواء، والهواء لا يحد، ولم يكن يومئذ خلق غيرهما، والماء يومئذ عذب فرات، فلما أراد الله أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحى الأرض من تحته فقال الله تبارك وتعالى: " ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا " ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء، فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها، فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار، فخلق منه السماء وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر و، وأجراها في الفلك، وكانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر، وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب، وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب، ولم يكن للأرض أبواب وهو النبت، ولم تمطر السماء عليها فتنبت، ففتق السماء بالمطر، وفتق الأرض بالنبات وذلك قوله " أو لم ير الذين كفروا ان السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما " فقال الأبرش: والله ما حدثني بمثل هذا الحديث أحد قط أعده على، فأعاد عليه وكان الأبرش ملحدا، فقال: وانا أشهد انك ابن نبي ثلاث مرات .

54 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن داود عن محمد بن عطية قال: قال رجل من أهل الشام لأبي جعفر عليه السلام يا أبا جعفر قول الله عز وجل: " أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما " فقال له أبو جعفر عليه السلام فلعلك تزعم أنهما كانتا رتقا ملتزقتان ملتصقتان ففتقت أحدهما من الأخرى؟فقال: نعم، فقال أبو جعفر عليه السلام: استغفر ربك فان قول الله عز وجل: " كانتا رتقا " يقول: كانت السماء رتقا لا تنزل المطر، وكانت الأرض رتقا لا تنبت الحب، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيها من كل دابة، فتق السماء بالمطر، والأرض بنبات الحب، فقال الشامي: اشهد انك من ولد الأنبياء، وان علمك علمهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

55 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي وأبو منصور عن أبي الربيع قال حججنا مع أبي جعفر عليه السلام في السنة التي كان حج فيها هشام بن عبد الملك، وكان معه نافع مولى عمر بن الخطاب، فقال: يا أبا جعفر فأخبرني عن قول الله عز وجل: " أو لم ير الذين كفروا ان السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما " قال: إن الله تبارك وتعالى اهبط آدم إلى الأرض وكانت السماء رتقا لا تمطر شيئا، وكانت الأرض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب الله عز وجل على آدم صلى الله عليه أمر السماء فتفطرت بالغمام، ثم أمرها فأرخت عزاليها (8) ثم أمر الأرض فأنبتت الأشجار وأثمرت الثمار، وتفيهت بالأنهار (9) فكان ذلك رتقها وهذا فتقها، فقال نافع: صدقت يا ابن رسول الله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

56 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: وفتق بعد الارتتاق صوامت أبوابها .

57 - في كتاب طب الأئمة عليهم السلام عبد الله بن بسطام قال: حدثنا ابن إسحاق ابن إبراهيم عن أبي الحسن العسكري عليه السلام قال: حضرته يوما وقد شكى إليه بعض، اخواننا، فقال: يا ابن رسول الله ان أهلي كثيرا يصيبهم هذا الوجع الملعون، قال: وما هو؟قال: وجع الرأس، قال: خذ قدحا من ماء واقرأ عليه: " أو لم ير الذين كفروا ان السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون " ثم أشر به فإنه لا يضره انشاء الله تعالى .

58 - وباسناده إلى حماد بن عيسى يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: إذا شكى أحدكم وجع الفخذين فليجلس في تور كبير وطست، في الماء المسخن، وليضع يده عليه وليقرأ: " أو لم ير الذين كفروا ان السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون " .

59 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون قال: نسب كل شئ إلى الماء ولم ينسب الماء إلى غيره .

60 - في تفسير العياشي عن شيخ من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال كنا عنده فسأله شيخ فقال: لي وجع وأنا أشرب له النبيذ ووصفه له الشيخ، فقال له: ما يمنعك من الماء " الذي جعل الله منه كل شئ حي " قال: لا يوافقني، الحديث وقد كتب في النحل عند قوله تعالى: " فيه شفاء للناس " .

61 - في مجمع البيان وروى العياشي باسناده إلى الحسين بن علوان قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن طعم الماء؟فقال: سل تفقها ولا تسأل تعنتا، طعم الماء طعم الحياة، قال الله سبحانه: " وجعلنا من الماء كل شئ حي " .

62 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى الحسين بن علوان عن جعفر عليه السلام قال: كنت عنده جالسا إذ جاء رجل فسأله عن طعم الماء وكانوا يظنون أنه زنديق فأقبل أبو عبد الله عليه السلام يضرب فيه ويصعد ثم قال له: ويلك طعم الماء طعم الحياة، ان الله عز وجل يقول: " وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون " .

63 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: وقال الله عز وجل: " وجعلنا من الماء من كل شئ حي " فلما أحيى به كل شئ من نعيم الدنيا بفضله ورحمته حياة القلوب والطاعات .

64 - في نهج البلاغة قال عليه السلام، بعد ذكره السماوات السبع: جعل سفلاهن موجا مكفوفا، وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا .

65 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وجعلنا السماء سقفا محفوظا يعنى من الشياطين أي لا يسترقون السمع واما قوله عز وجل: وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون فإنه لما أخبر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله بما يصيب أهل بيته بعده صلوات الله عليهم، وادعاء من ادعى الخلافة دونهم، اغتم رسول الله فأنزل الله عز وجل: " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون * كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة " أي نختبركم " والينا ترجعون " فأعلم ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله انه لابد ان تموت كل نفس .

66 - وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه يوما وقد تبع جنازة فسمع رجلا يضحك فقال: كأن الموت فيها على غيرنا كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الذي نسمع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون نريهم أجداثهم، ونأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم، قد نسينا كل واعظة ورمينا بكل جائحة (10) .

67 - في تفسير العياشي عن زرارة قال: كرهت أن أسأل أبا جعفر عليه السلام عن الرجعة واستخفيت ذلك، قلت: لأسألن مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتي، فقلت: اخبرني عمن قتل أمات؟قال: لا، الموت موت والقتل قتل، قلت: ما أحد يقتل الا وقد مات فقال: قول الله أصدق من قولك فرق بينهما في القرآن قال: " أفإن مات أو قتل " وقال: " لئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون " وليس كما قلت يا زرارة الموت موت والقتل قتل قلت: فان الله يقول: كل نفس ذائقة الموت قال: من قتل لم يذق الموت، ثم قال: لا بد من أن يرجع حتى يذوق الموت .

68 - في مجمع البيان وروى عن أبي عبد الله عليه السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام مرض فعاده اخوانه، فقالوا: كيف نجدك يا أمير المؤمنين؟قال: بشر، قالوا: ما هذا كلام مثلك؟قال: إن الله تعالى يقول: ونبلوكم بالخير والشر فتنة فالخير الصحة والغنى، والشر المرض والفقر .

69 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: خلق الانسان من عجل قال: لما أجرى في آدم الروح من قدميه فبلغت إلى ركبتيه أراد أن يقوم فلم يقدر: فقال الله عز وجل: " خلق الانسان من عجل " .

70 - في مجمع البيان قيل في " عجل " ثلاثة تأويلات: منها أن آدم لما خلق و جعلت الروح في أكثر جسده وثب عجلان مبادرا إلى ثمار الجنة، وقيل: هم بالوثوب فهذا معنى قوله: " من عجل " وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام .

71 - في نهج البلاغة قال عليه السلام إياك والعجلة بالأمور قبل أو انها والتساقط فيها عند امكانها، أو اللجاجة فيها إذا تنكرت، أو الوهن عنها إذا استوضحت، فضع كل أمر موضعه، وأوقع كل عمل موقعه .

72 - في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من التثبت يكون السلامة، ومع العجلة يكون الندامة، ومن ابتدأ العمل في غير وقته كان بلوغه في غير حينه .

73 - وعن علي (ع) قال في كلام طويل: لا تعاجلوا الامر قبل بلوغه فتندموا.

74 - في مجمع البيان أفلا يرون أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها وقيل بموت العلماء، وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نقصانها ذهاب عالمها .

75 - في روضة الكافي كلام لعلي بن الحسين عليهما السلام في الوعظ والزهد في الدنيا ذكرنا في هذه السورة بعضه عند قوله تعالى: " وكم قصمنا من قرية " الآية ويتصل به قوله عليه السلام ثم رجع القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي والذنوب، فقال عز وجل: ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا انا كنا ظالمين فان قلتم أيها الناس ان الله عز وجل انما عنى بهذا أهل الشرك فيكف ذلك وهو يقول: ونضع الموازين القسط ليوم القيامة لا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل آتينا بها وكفى بنا حاسبين اعلموا عباد الله ان أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ولا تنصب لهم الدواوين، وانما يحشرون إلى جهنم، وانما نصب الموازين ونشر الدواوين لأهل الاسلام فاتقوا الله عباد الله .

76 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: واما قوله تبارك وتعالى: " ونضع الموازين القسط ليوم القيمة فلا تظلم نفس شيئا " فهو ميزان العدل يؤخذ به الخلائق يوم القيمة، يدين الله تبارك وتعالى الخلق بعضهم من بعض بالموازين، وفى غير هذا الحديث: الموازين هم الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، وقوله عز وجل: " فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا " فان ذلك خاصة .

77 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى هشام قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " ونضع الموازين القسط ليوم القيمة فلا تظلم نفس شيئا " قال: هم الأنبياء والأوصياء .

78 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن إبراهيم الهمداني يرفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: : " ونضع الموازين القسط ليوم القيمة " قال: الأنبياء والأوصياء عليهم السلام .

79 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " ونضع الموازين القسط ليوم القيمة " قال: المجازاة " وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها " أي جازينا بها، وهي ممدودة أتينا بها، ثم حكى عز وجل قول إبراهيم لقومه وأبيه: فقال ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل إلى قوله: بعد ان تولوا مدبرين قال: فلما نهاهم إبراهيم عليه السلام واحتج عليهم في عبادتهم الأصنام فلم ينتهوا، فحضر عيد لهم فخرج نمرود وجميع أهل مملكته إلى عيد لهم وكره أن يخرج إبراهيم معه، فوكله ببيت الأصنام، فلما ذهبوا به عمد إبراهيم عليه السلام إلى طعام فأدخله بيت أصنامهم، فكان يدنو من صنم صنم فيقول له: كل فإذا لم يجبه أخذه القدوم (11) فكسر يده ورجله حتى فعل ذلك بجميع الأصنام ثم علق القدوم في عنق الكبير منهم الذي كان في الصدر، فلما رجع الملك ومن معه من العيد نظروا إلى الأصنام مكسرة فقالوا: من فعل هذا بآلهتنا انه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم وهو ابن آزر فجاؤوا به إلى نمرود، فقال نمرود لآزر: خنتني وكتمت هذا الولد عنى؟فقال: أيها الملك هذا عمل أمه وذكرت انها تقوم بحجته، فدعا نمرود أم إبراهيم فقال: ما حملك على ما كتمت أمر هذا الغلام حتى فعل بآلهتنا ما فعل؟فقالت: أيها الملك نظرا منى لرعيتك، قال: وكيف ذلك؟قالت: رأيتك تقتل أولاد رعيتك فكان يذهب النسل، فقلت: إن كان هذا الذي تطلبه دفعته إليه ليقتله وتكف عن قتل أولاد الناس، وان لم يكن ذلك بقي لنا ولدنا وقد ظفرت به فشأنك فكف عن أولاد الناس وصوب رأيها، ثم قال لإبراهيم: من فعل هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال إبراهيم: فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون فقال الصادق عليه السلام: والله ما فعله كبيرهم وما كذب إبراهيم، فقيل: فكيف ذلك؟فقال: انما قال: فعله كبيرهم هذا ان نطق، وان لم ينطق فلم يفعل كبيرهم هذا شيئا، فاستشار قومه في إبراهيم فقالوا حرقوه وانصروا آلهتكم ان كنتم فاعلين فقال الصادق عليه السلام: كان فرعون إبراهيم لغير رشده وأصحابه لغير رشدهم فإنهم قالوا لنمرود: " حرقوه وانصروا آلهتكم ان كنتم فاعلين " وكان فرعون موسى وأصحابه لرشدهم فإنه لما استشار أصحابه في موسى عليه السلام " قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم " .

فحبس إبراهيم وجمع له الحطب حتى إذا كان اليوم الذي ألقى فيه نمرود إبراهيم في النار برز نمرود وجنوده وقد كان بنى لنمرود بناء ينظر منه إلى إبراهيم عليه السلام كيف تأخذه النار، فجاء إبليس واتخذ لهم المنجنيق لأنه لم يقدر أحد أن يتقارب من النار، و كان الطائر إذا مر في الهواء يحترق، فوضع إبراهيم في المنجنيق وجاء أبوه فلطمه لطمة وقال له: ارجع عما أنت عليه، وأنزل الرب تبارك وتعالى ملائكة إلى السماء الدنيا ولم يبق شئ الا طلب إلى ربه، وقالت الأرض: يا رب ليس على ظهري أحد يعبدك غيره فيحرق؟وقالت الملائكة: يا رب خليلك إبراهيم يحرق؟فقال الله عز وجل: انه ان دعاني كفيته، وقال جبرئيل: يا رب خليلك إبراهيم ليس في الأرض أحد يعبدك غيره سلطت عليه عدوه يحرقه بالنار؟فقال: اسكت انما يقول هذا عبد مثلك يخاف الفوت، هو عبدي آخذه إذا شئت، فان دعاني أجبته فدعا إبراهيم عليه السلام ربه بسورة الاخلاص: يا الله يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد و لم يكن له كفوا أحد نجنى من النار برحتمك، قال: فالتقى معه جبرئيل في الهواء وقد وضع في المنجنيق، فقال: يا إبراهيم هل لك إلى من حاجة؟فقال إبراهيم عليه السلام: اما إليك فلا، واما إلى رب العالمين فنعم، فدفع إليه خاتما عليه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله ألجأت ظهري إلى الله، وأسندت أمرى إلى الله، وفوضت امرى إلى الله، فأوحى الله عز وجل إلى النار، كونى بردا فاضطربت أسنان إبراهيم من البرد حتى قال: وسلاما على إبراهيم وانحط جبرئيل عليه السلام وجلس معه يحدثه في النار ونظر نمرود فقال: من اتخذ الها فليتخذ مثل اله إبراهيم، فقال عظيم من عظماء أصحاب نمرود: انى عزمت على النار ان لا تحرقه، فخرج عمود من النار نحو الرجل فاحرقه فآمن له لوط، فخرج مهاجرا إلى الشام، ونظر نمرود إلى إبراهيم عليه السلام في روضة خضراء في النار مع شيخ يحدثه فقال لآزر: يا آزر ما أكرم ابنك على ربه قال: وكان الوزغ ينفخ في نار إبراهيم، وكان الضفدع (12) يذهب بالماء ليطفئ به النار، قال: ولما قال الله عز وجل للنار كونى بردا وسلاما، لم تعمل النار في الدنيا ثلاثة أيام، ثم قال الله عز وجل: وأراد به كيدا فجعلناهم الأخسرين فقال الله عز وجل: ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين إلى الشام وسواد الكوفة .

80 - في مجمع البيان وروى العياشي بالاسناد عن الأصبغ بن نباتة ان عليا عليه السلام مر بقوم يلعبون الشطرنج، فقال: " ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون: ؟ .

81 - في عوالي اللئالي وانه صلى الله عليه وآله مر بقوم يلعبون الشطرنج فقال: " ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون "؟ .

82 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين: فان هذا إبراهيم حد أصنام قومه غضبا لله عز وجل قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله قد نكس عن الكعبة ثلاثمائة وستين صنما، ونفاها من جزيرة العرب، وأذل من عبدها بالسيف، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

83 - في عيون الأخبار في باب جمل من أخبار موسى بن جعفر عليهما السلام مع هارون الرشيد ومع موسى المهدى حديث طويل وفيه قال (ع) لما قال له هارون: كيف تكون ذرية رسول الله وأنتم أولاد ابنته؟بعدما نقل عليه السلام آية المباهلة، واحتج بها على أن العلماء قد اجمعوا على أن جبرئيل قال يوم أحد: يا محمد ان هذه لهى المواساة من على، قال: لأنه منى وانا منه، فقال جبرئيل وانا منكما يا رسول الله ثم قال: لا فتى الا على لا سيف الا ذو الفقار، فكان كما مدح الله عز وجل خليله عليه السلام إذا يقول: " فتى يذكرهم هم يقال له إبراهيم " انا معشر بنى عمك نفتخر بقول جبرئيل انه منا .

84 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى صالح بن سعيد عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام ثم قال: سألته عن قول الله عز وجل في قصة إبراهيم: " قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون " قال: ما فعله كبيرهم وما كذب إبراهيم عليه السلام فقلت: وكيف ذاك؟قال: انما قال إبراهيم: " فاسألوهم ان كانوا ينطقون " فكبيرهم فعل، وان لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم شيئا فما نطقوا وما كذب إبراهيم عليه السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

85 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن الحسن الصيقل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انا قد روينا عن أبي جعفر عليه السلام في قول يوسف: " أيتها العير انكم لسارقون " فقال: والله ما سرقوا وما كذب، وقال إبراهيم: " بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون " فقال: والله ما فعلوا وما كذب، قال فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما عندكم يا صيقل؟قال: قلت: ما عندنا فيها الا التسليم، قال: فقال: ان الله أحب اثنين وأبغض اثنين: أحب الخطو فيما بين الصفين، وأحب الكذب في الاصلاح، وأبغض الخطو في الطرقات، و أبغض الكذب في غير الاصلاح ان إبراهيم عليه السلام انما قال: " بل فعله كبيرهم هذا " إرادة الاصلاح، ودلالة على أنهم لا يفعلون، وقال يوسف إرادة الاصلاح .

86 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحجال عن ثعلبة عن معمر ابن عمرو عن عطاء عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا كذب على مصلح ثم تلا: " أيتها العير انكم لسارقون " قال: والله ما سرقوا وما كذب، ثم تلا: " بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون " ثم قال: والله ما فعلوه وما كذب .

87 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكلام ثلاثة: صدق وكذب واصلاح بين الناس .

88 - في روضة الكافي الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن أبي بصير قال: قيل لأبي جعفر عليه السلام وانا عنده: ان سالم بن أبي حفصة وأصحابه يروون عنك انك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج، فقال: ما يريد سالم منى؟أيريد ان أجئ بالملائكة، والله ما جاءت بهذا النبيون، ولقد قال إبراهيم عليه السلام: " بل فعله كبيرهم هذا " وما فعله وما كذب .

89 - وفى حديث أبي حمزة الثمالي انه دخل عبد الله بن عمر على زين العابدين عليه السلام وقال: يا ابن الحسين أنت الذي تقول: ان يونس بن متى انما لقى من الحوت ما لقى لأنه عرضت عليه ولاية جدي فتوقف عندها؟قال: بلى ثكلتك أمك، قال: فأرني آية ذلك ان كنت من الصادقين؟فأمر بشد عينيه بعصابة وعيني بعصابة، ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا، فإذا نحن على شاطئ البحر تضرب أمواجه، فقال ابن عمر: يا سيدي دمى في رقبتك الله الله في نفسي! فقال: هنيئة وأريه ان كنت من الصادقين؟ثم قال: يا أيتها الحوت، قال: فاطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول: لبيك لبيك يا ولى الله، فقال: من أنت؟قال: حوت يونس يا سيدي، قال: ايتنا بالخبر، قال: يا سيدي ان الله تعالى لم يبعث نبيا من آدم إلى أن صار جدك محمد الا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من الأنبياء سلم وتخلص، ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقى ما لقى آدم من المصيبة، وما القى نوح من الغرق، و ما لقى إبراهيم من النار، وما لقى يوسف من الجب، وما لقى أيوب من البلاء، و لقى داود من الخطيئة، إلى أن بعث الله يونس، فأوحى الله إليه: أن يا يونس تول أمير المؤمنين .

90 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه قال عليه السلام وان إبراهيم عليه السلام لما وضع في المنجنيق غضب جبرئيل، فأوحى الله تعالى إليه: ما يبغضك يا جبرئيل؟فقال: خليك ليس من يعبدك على وجه الأرض غيره سلطت عليه عدوك وعدوه؟فأوحى الله عز وجل: اسكت انما يعجل الذي يخاف الفوت مثلك فاما انا فإنه عبدي آخذه إذا شئت، قال: فطابت نفس جبرئيل فالتفت إلى إبراهيم عليه السلام فقال: هل لك من حاجة؟قال: اما إليك فلا، فأهبط الله عز وجل عندها خاتما فيه ستة أحرف: لا إله إلا الله محمد رسول الله لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، فوضت أمرى إلى الله أسندت ظهري إلى الله حسبي الله، فأوحى الله جل جلاله إليه: أن تختم بهذا الخاتم فانى أجعل النار عليك بردا وسلاما .

في كتاب الخصال عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام مثله سواء .

91 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الأربعاء والتطير منه وثقله وأي أربعاء هو؟فقال عليه السلام: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل ويوم الأربعاء القى إبراهيم عليه السلام في النار ويوم الأربعاء وضعوه في المنجنيق .

92 - في كتاب الخصال عن داود بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام ان رسول الله - صلى الله عليه وآله نهى عن قتل ستة: النخلة والنحلة والضفدع والصرد والهدهد والخطاف، إلى أن قال عليه السلام: واما الضفدع فإنه لما أضرمت النار على إبراهيم شكت هوام الأرض إلى الله تعالى، واستأذنته ان تصب عليها الماء، فلم يأذن الله لشئ منها الا الضفدع، فاحترق ثلثاه وبقى الثلث، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

93 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه القائم عليه السلام وفيه: فإذا انشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله انحط عليه ثلاثة عشر ألف ملك، وثلاثة عشر ملكا، كلهم ينظرون القائم عليه السلام، وهم الذين كانوا مع نوح عليه السلام في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم عليه السلام حيث ألقى في النار .

94 - وباسناده إلى مفضل بن عمر عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: سمعته يقول أتدري ما كان قميص يوسف عليه السلام؟قال: قلت: لا، قال: إن إبراهيم عليه السلام لما أوقدت له النار نزل إليه جبرئيل بالقميص، وألبسه إياه، فلم يضر معه حر ولا برد، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

95 - في مجمع البيان وروى الواحدي بالاسناد مرفوعا إلى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله ان نمرود الجبار لما القى إبراهيم في النار نزل إليه جبرئيل بقميص من الجنة وطنفسة من الجنة (13) فألبسه القميص، وأقعده على الطنفسة وقعد معه يحدثه .

96 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن هلال قال قال أبو عبد الله عليه السلام: لما القى إبراهيم عليه السلام في النار تلقاه جبرئيل في الهواء وهو يهوى، فقال: يا إبراهيم ألك حاجة؟فقال: اما إليك فلا .

97 - وباسناده إلى محمد بن أورمة عن الحسن بن علي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما القى إبراهيم في النار أوحى الله عز وجل إليها: وعزتي وجلالي لئن آذيته لأعذبنك، وقال: لما قال الله عز وجل: " يا نار كونى بردا و سلاما على إبراهيم " ما انتفع أحد بها ثلاثة أيام وما سخنت ماءهم .

98 - في أصول الكافي اسحق قال: حدثني الحسن بن ظريف قال: اختلج في صدري مسئلتان أردت الكتاب فيهما إلى أبى محمد عليه السلام فكتبت أسأله عن القائم إذا قام بما يقتضى وأين مجلسه الذي يقضى فيه بين الناس؟وأردت أن أسأله عن شئ لحمي الربع فأغفلت خبر الحمى، فجاء الجواب: سألت عن القائم إذا قام، قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود عليه السلام، لا يسأل البينة، وكنت أردت ان تسأل لحمي الربع فأنسيت فاكتب في ورقة وعلقه في المحموم فإنه يبرأ بإذن الله إن شاء الله: " يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم " فعلقنا عليه ما ذكر أبو محمد عليه السلام فأفاق .

99 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه عليه السلام: قولنا ان إبراهيم خليل الله فإنما هو مشتق من الخلة، والخلة انما معناها الفقر والفاقة، وقد كان خليلا إلى ربه فقيرا واليه منقطعا، وعن غيره متعففا معرضا مستغنيا، وذلك لما أريد قذفه في النار فرمى به في المنجنيق، فبعث الله عز وجل إلى جبرئيل عليه السلام وقال له: أدرك عبدي، فجاءه فلقيه في الهواء فقال : كلفني ما بدا لك فقد بعثني الله لنصرتك فقال: بل حسبي الله ونعم الوكيل انى لا اسأل غيره، ولا حاجة الا إليه فسمى خليله أي فقيره ومحتاجه، والمنقطع إليه عمن سواه .

100 - وعن معمر بن راشد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان إبراهيم عليه السلام لما القى في النار قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها، فجعلها الله عليه بردا وسلاما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

101 - وروى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فان إبراهيم قد أسلمه قومه على الحريق فصبر فجعل الله عز وجل النار عليه بردا وسلاما فهل فعل بمحمد شيئا من ذلك؟قال له علي (ع): لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله لما نزل بخيبر سمته الخيبرية، فصير الله السم في جوفه بردا وسلاما إلى منتهى أجله، فالسم يحرق إذا استقر في الجوف، كما أن النار تحرق فهذا من قدرته لا تنكره (14).

102 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن حجر عن أبي عبد الله (ع) قال: خلف إبراهيم صلى الله عليه قومه وعاب آلهتهم، إلى قوله: فلما تولوا عنه مدبرين إلى عيد لهم، دخل إبراهيم صلى الله عليه إلى آلهتهم بقدوم فكسرها الا كبيرا لهم، ووضع القدوم في عنقه، فرجعوا إلى آلهتهم فنظروا إلى ما صنع بها، فقالوا: لا والله ما اجترى عليها ولا كسرها الا الفتى الذي كان يعيبها ويبرأ منها، فلم يجدوا له قتلة أعظم من النار، فجمع له الحطب واستجادوه حتى إذا كان اليوم الذي يحرق فيه برز له نمرود وجنوده وقد بنى له بناء لينظر إليه كيف تأخذه النار، ووضع إبراهيم عليه السلام في منجنيق وقالت الأرض: يا رب ليس على ظهري أحد يعبدك غيره يحرق بالنار؟قال الرب: ان دعاني كفيته .

فذكر أبان عن محمد بن مروان عمن رواه عن أبي جعفر عليه السلام أن دعاء إبراهيم صلى الله عليه يومئذ كان: يا أحد يا أحد يا صمد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ثم قال: توكلت على الله، فقال الرب تبارك وتعالى: كفيت، فقال للنار: " كونى بردا " قال: فاضطربت أسنان إبراهيم صلى الله عليه من البرد حتى قال الله عز وجل: " وسلاما على إبراهيم " وانحط جبرئيل عليه السلام فإذا هو جالس مع إبراهيم يحدثه في النار، قال نمرود: من اتخذ الها فليتخذ مثل اله إبراهيم، قال: فقال عظيم من عظمائهم: انى عزمت على النار ان لا تحرقه، فأخذ عنق من النار نحوه حتى أحرقه، قال: فآمن له لوط فخرج مهاجرا إلى الشام هو وسارة ولوط .

103 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم بن أبي زياد الكرخي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن إبراهيم صلى الله عليه لما كسر أصنام نمرود أمر به نمرود، فأوثق وعمل له حيرا (15) وجمع له فيه الحطب وألهب فيه النار، ثم قذف إبراهيم صلى الله عليه في النار لتحرقه، ثم اعتزلوها حتى خمدت النار، ثم أشرفوا على الحير فإذا هم بإبراهيم عليه السلام سليما مطلقا من وثاقه، فأخبر نمرود خبره فأمر أن ينفوا إبراهيم من بلاده وان يمنعوه من الخروج بماشيته وماله، فحاجهم إبراهيم عند ذلك، فقال: ان أخذتم ماشيتي ومالي فحقي عليكم أن تردوا على ما ذهب من عمري في بلادكم، واختصموا إلى قاضى نمرود وقضى على إبراهيم ان يسلم إليهم جميع ما أصاب في بلادهم، وقضى على أصحاب نمرود ان يردوا على إبراهيم صلى الله عليه ما ذهب من عمره في بلادهم، فأخبر بذلك نمرود فأمرهم ان يخلوا سبيله و سبيل ماشيته وماله وأن يخرجوه، وقال: انه ان بقي في بلادكم أفسد دينكم وأضر بآلهتكم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

104 - في كتاب معاني الأخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن عيسى بن محمد عن علي بن مهزيار عن أحمد بن محمد البزنطي عن يحيى بن عمران عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: ووهبنا له اسحق و يعقوب نافلة قال: ولد الولد نافلة .

105 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل في وصف الإمامة والامام وذكر فضل الامام يقول فيه عليه السلام: ثم أكرمه الله عز وجل بأن جعلها في ذريته وأهل الصفوة و الطهارة فقال عز وجل: ووهبنا له اسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وأقام الصلاة وايتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا قرنا حتى ورثها النبي صلى الله عليه وآله، فقال الله جل جلاله: " ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين " فكانت خاصه، فقلدها صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام بأمر الله عز وجل على رسم ما فرض الله تعالى، فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان، بقوله تعالى: " قال الذين أوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث " فهي في ولد علي بن أبي طالب عليه السلام خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله .

في أصول الكافي مثله سواء .

106 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن تفسير أبى العباس ابن عقدة عثمان بن عيسى عن المفضل عن جابر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما الصبر الجميل؟قال: ذاك صبر ليس شكوى إلى الناس، ان إبراهيم بعث يعقوب إلى راهب من الرهبان عابد من العباد في حاجة، فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم فوثب إليه فاعتنقه وقال: مرحبا بك يا خليل الرحمن، فقال يعقوب: لست بإبراهيم ولكني يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة هنا .

107 - وفى كتاب المناقب لابن شهرآشوب عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل في فضل على وفاطمة عليهما السلام وفيه قال صلى الله عليه وآله: وارزقهما ذريه طاهرة طيبة مباركة واجعل في ذريتهما البركة، واجعلهم أئمة يهدون بأمرك إلى طاعتك ويأمران بما يرضيك .

108 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال: إن الأئمة في كتاب الله عز وجل امامان: قال الله تبارك وتعالى: " وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا " لا بأمر الناس، يقدمون ما أمر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم، قال: " وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار " يقدمون أمرهم قبل أمر الله وحكمهم قبل حكم الله ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله .

109 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: ونجيناه يعنى لوطا من القرية التي كانت تعمل الخبائث قال: كانوا ينكحون الرجال .

110 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن المعلى أبى عثمان عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول عز وجل: وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم فقال: لا يكون النفش الا بالليل، ان على صاحب الحرث ان يحفظ الحرث بالنهار، وليس على صاحب الماشية حفظها بالنهار، انما رعاها بالنهار وأرزاقها، فما أفسدت فليس عليها، وعلى صاحب الماشية حفظ الماشية بالليل عن حرث الناس، فما أفسدت بالليل فقد ضمنوا وهو النفش، وان داود عليه السلام حكم للذي أصاب زرعه رقاب الغنم وحكم سليمان عليه السلام الرسل والثلاثة وهو اللبن والصوف في ذلك العام .

111 - أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عبد الله بن بحر عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال: قلت له قول الله عز وجل: وداود وسليمان أد يحكمان في الحرث قلت: حين حكما في الحرث كان قضية واحدة؟فقال: انه كان أوحى الله عز وجل إلى النبيين قبل داود إلى أن بعث الله داود: أي غنم نفشت في الحرث فلصاحب الحرث رقاب الغنم، ولا يكون النفش الا بالليل، فان على صاحب الزرع أن يحفظ بالنهار، وعلى صاحب الغنم حفظ الغنم بالليل، فحكم داود بما حكمت به الأنبياء عليهم السلام من قبله، وأوحى الله عز وجل إلى سليمان (ع): وأي غنم نفشت في زرع فليس لصاحب الزرع الا ما خرج من بطونها، وكذلك جرت السنة بعد سليمان (ع) وهو قول الله عز وجل: وكلا آتيناه حكما وعلما فحكم كل واحد منهما بحكم الله عز وجل .

112 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن يزيد بن إسحاق شعر عن هارون ابن حمزة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن البقر والإبل والغنم يكون في الرعى فتفسد شيئا هل عليها ضمان؟فقال: ان أفسدت نهارا فليس عليها ضمان من أجل ان أصحابه يحفظونه، وان أفسدت ليلا فإنه عليها ضمان .

113 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن حماد بن عيسى عن منهال عن عمرو بن صالح عن محمد بن سليمان عن عيثم بن أسلم عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الإمامة عهد من الله عز وجل معهود لرجال مسمين، ليس للامام ان يزويها عن الذي يكون من بعده، ان الله تبارك وتعالى أوحى إلى داود (ع) ان اتخذ وصيا من أهلك، فإنه قد سبق في علمي أن لا ابعث نبيا الا وله وصى من أهله، وكان لداود عليه السلام أولاد عدة، وفيهم غلام كانت أمه عند داود وكان لها محبا، فدخل داود حين أتاه الوحي فقال لها: ان الله عز وجل أوحى إلى يأمرني ان أتخذ وصيا من أهلي، فقالت له امرأته: فليكن ابني، قال: ذاك أريد وكان السابق في علم الله المحتوم عنده انه سليمان، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى داود: ان لا تجعل دون أن يأتيك امرى، فلم يلبث داود ان ورد عليه رجلان يختصمان في الغنم والكرم، فأوحى الله عز وجل إلى داود: ان أجمع ولدك فمن قضى بهذه القضية فأصاب فهو وصيك من بعدك، فجمع داود عليه السلام ولده فلما ان قص الخصمان قال سليمان عليه السلام: يا صاحب الكرم متى دخلت غنم هذا الرجل كرمك؟قال: دخلته ليلا، قال: قد قضيت عليك يا صاحب الغنم بأولاد غنمك وأصوافها في علمك هذا، ثم قال له داود: فكيف لم تقض برقاب الغنم وقد قوم ذلك علماء بني إسرائيل فكان ثمن الكرم قيمة الغنم؟فقال سليمان: ان الكرم لم تجتث من أصله وانما أكل حمله وهو عائد في قابل، فأوحى الله عز وجل إلى داود: ان القضاء في هذه القضية ما قضى سليمان به .

يا داود أردت أمرا واردنا أمرا غيره، فدخل داود على امرأته فقال: أردنا أمرا وأراد الله أمرا غيره، ولم يكن الا ما أراد الله عز وجل فقد رضينا بأمر الله عز وجل وسلمنا، وكذلك الأوصياء ليس لهم ان يتعدوا بهذا الامر فيجاوزن صاحبه إلى غيره .

114 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن عبد الله بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان في بني إسرائيل رجل وكان له كرم ونفشت فيه الغنم بالليل وقضمته وأفسدته، فجاء صاحب الكرم إلى داود فاستعدى على صاحب الغنم، فقال داود عليه السلام: اذهبا إلى سليمان عليه السلام ليحكم بينكما، فذهبا إليه فقال سليمان عليه السلام: إن كان الغنم اكلت الأصل والفرع فعلى صاحب الغنم ان يدفع إلى صاحب الكرم الغنم وما في بطونها، وإن كانت ذهبت بالفرع ولم تذهب بالأصل فإنه يدفع ولدها إلى صاحب الكرم، وكان هذا حكم داود، وانما أراد ان يعرف بني إسرائيل ان سليمان وصيه بعده ولم يختلفا في الحكم، ولو اختلف حكمهما لقال: كنا لحكمهما شاهدين .

115 - في من لا يحضره الفقيه روى جميل بن دراج عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم " قال لم يحكما انما كانا يتناظران ففهمها سليمان .

116 - وروى الوشاء عن أحمد بن عمر الحلبي قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله عز وجل: " وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث " قال: كان حكم داود رقاب الغنم، والذي فهم الله عز وجل سليمان ان الحكم لصاحب الحرث باللبن والصوف ذلك العام كله .

117 - في مجمع البيان واختلف في الحكم الذي حكما به، فقيل إنه كان كرما قد بدت عناقيده (16) فحكم داود بالغنم لصاحب الكرم، فقال سليمان عن هذا يا نبي الله أرفق (17) قال: وما ذاك؟قال: تدفع الكرم إلى صاحب الغنم فيقوم عليه حتى يعود كما كان، وتدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها حتى إذا عاد الكرم كما كان، ثم دفع كل واحد منهما إلى صاحبه ما له وروى ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام .

118 - وروى عن النبي صلى الله عليه وآله ان سليمان قضى بحفظ المواشي على أربابها ليلا وقضى بحفظ الحرث على أربابه نهارا .

1. الحذاء: السريعة. .

2. في هامش بعض النسخ هكذا: " في كتاب الرجعة لبعض المعاصرين حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يذكر فيه أيام ظهور القائم عليه السلام وفيه: ويخرج رجل من أهل نجران راهب مستجيب للامام فيكون أهل النصارى أنصاري امابة ويهدم بيعته ويذر صليبها ويخرج من الموالى إلى موضعها الناس والخيل فيسيرون إلى النخلة: علام هذا فيكون مجتمع الناس جميعا من الأرض كلها بالفاروق وهي محجة أمير المؤمنين عليه السلام وهو ما بين البرس والفرات فيقتل يومئذ بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف من اليهود والنصارى يقتل بعضهم بعضا، فيومئذ تأويل هذه الآية: " فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين " بالسيف تحت ظل السيف ويختلف من بنى الأشهل الزاجر للحظ في أناس من غرايب هوابا حتى يأتون بسطون عوذا بالسحر فيومئذ تأويل هذه الآية: " فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون " ومساكنهم الكنوز التي غلبوا من أموال المسلمين. " منه عفى عنه " أقول: ولا يخلو مواضع من هذا الحديث من التصحيف لكن لم أظفر على المنقول منه فتركتها على حالها. .

3. الدؤوب: الجد والاجتهاد. .

4. أنفة له أي تنزيه. .

5. بصيص الكلب: تحرك بذنبه. .

6. ناواه: عاداه. .

7. الحمأة: الطين الأسود. .

8. أرخى الستر: اسدله. أرسله والعزالي جمع العزلاء: مصب الماء من الراوية وأرخى السماء عزاليها كناية عن شدة وقع المطر على التشبيه بنزوله من أفواه القرب. .

9. أي فتحت أفواهها والقياس " تفوهت " بالواو ويحتمل كونه " تفنقت " فصحف، وفى روضة الكافي " تفهقت " من فهق الاناء: امتلأ. .

10. الجائحة: النازلة، الشدة. .

11. القدوم: آلة النجر والنحت. .

12. الضفدع: دابة مائية دقيقة العظام وهي كثيرة الأنواع وبالفارسية " غوك " .

13. الطنفسة: البساط. .

14. " في كتاب الرجعة لبعض المعاصرين عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام لأصحابه قبل أن يقتل: قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي: يا بنى انك ستساق إلى العراق وهي أرض قد التقى فيها النبيون وأوصياء النبيين، وهي أرض تدعى غمورا، وانك تستشهد بها وتستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مس الحديد، وتلا: " يا نار كونى بردا وسلاما " يكون الحرب عليك وعليهم بردا وسلاما والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. " منه (ره) .

15. الحير: شبه الحظيرة. .

16. العناقيد جمع العنقود وهو من العنب وغيره: ما تعقد وتراكم من حبه في عرق واحد وبالفارسية " خوشة ". .

17. كذا في النسخ وفى المصدر " فقال سليمان: غير هذا يا نبي الله ". .