قال عز من قائل: ﴿فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى﴾

84 - في أصول الكافي عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله تعالى: " أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواهم جهنم وبئس المصير هم درجات عند الله " فقال: الذين اتبعوا رضوان الله هم الأئمة، وهم والله يا عمار درجات المؤمنين، وبولايتهم ومعرفتهم إيانا يضاعف لهم أعمالهم، ويرفع الله لهم الدرجات العلى .

في تفسير العياشي عن عمار بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام نحوه .

85 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام في أثناء كلام طويل: فان موسى عليه السلام قد ضرب له في البحر طريق فهل فعل لمحمد شئ من هذا؟فقال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، خرجنا معه إلى حنين فإذا نحن بواد يشخب (1) فقدرناه فإذا هو أربع عشرة قائمة فقالوا يا رسول الله العدو من ورائنا والوادي امامنا كما قال أصحاب موسى " انا لمدركون " فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: اللهم انك جعلت لكل مرسل دلالة فأرني قدرتك وركب صلوات الله عليه فرسه، فعبرت الخيل لا تندى (2) حوافرها والإبل لا تندى أخفافها، فرجعنا فكان فتحنا (3).

86 - في كتاب طب الأئمة عليهم السلام علي بن عروة الأهوازي قال: حدثنا الديلمي عن داود الرقي عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: من كان في سفر فخاف اللصوص والسبع فليكتب على عرف دابته (4) لا تخاف دركا ولا تخشى فإنه يأمن بإذن الله عز وجل، قال داود الرقي: فحججت فلما كنا بالبادية جاء قوم من الاعراب فقطعوا على القافلة وأنا فيهم، فكتبت على عرف حملي: " لا تخاف دركا ولا تخشى " فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة وخصه بالرسالة، وشرف أمير المؤمنين بالإمامة، ما نازعني أحد منهم، أعماهم الله عنى .

87 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن تفسير الكلبي محمد عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ان جبرئيل قال لرسول الله صلى الله عليه وآله ونقل حديثا طويلا في حال فرعون وقومه وفيه وانما قال لقومه: " أنا ربكم الاعلى " حين انتهى فرآه قد يبست فيه الطريق، فقال لقومه: ترون البحر قد يبس من فرقى فصدقوه لما رأوا ذلك، فذلك قوله: وأضل فرعون قومه وما هدى .

88 - في بصائر الدرجات عبد الله بن محمد عن موسى بن القاسم عن جعفر بن محمد عن سماعة عن بن عبد الله بن مسكان عن الحكم بن الصلت عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خذوا بحجزة هذا الأنزع يعنى عليا فإنه الصديق الأكبر، وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل، من أحبه هداه الله، ومن أبغضه أضله الله، ومن تخلف عنه محقه الله، منه سبطاي السحن والحسين وهما ابناي، ومن الحسين الأئمة الهداة، أعطاهم الله فهمي، وعلمي، فأحبوهم وتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم، فيحل عليكم غضب من ربكم، ومن يحلل عليه غضب من ربه فقد هوى، وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور .

89 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن الربيع عمن ذكره قال: كنت في مجلس أبي جعفر عليه السلام إذ دخل عليه عمرو بن عبيد فقال له: جعلت فداك قول الله تبارك وتعالى: ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى ما ذلك الغضب؟فقال أبو جعفر عليه السلام: هو العقاب يا عمرو انه من زعم أن الله عز وجل زال من شئ إلى شئ فقد وصفه صفة مخلوق، ان الله عز وجل لا يستفزه شئ ولا يغيره .

90 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى أن عمرو بن عبيد وفد على محمد بن علي الباقر عليهما السلام لامتحانه بالسؤال عنه، فقال له: جعلت فداك اخبرني عن قوله تعالى: " ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى " ما غضب الله؟فقال: أبو جعفر عليه السلام: غضب الله تعالى عقابه، يا عمرو من ظن أن الله يغيره شئ فقد كفر .

91 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن الله تبارك وتعالى لا يقبل الا العمل الصالح، ولا يقبل الله الا الوفاء بالشروط والعهود، فمن وفى لله عز وجل بشرطه واستعمل ما وصف في عهده نال ما عنده، و استكمل وعده، ان الله تبارك وتعالى أخبر العباد بطرق الهدى وشرع لهم فيها المنار، وأخبرهم كيف يسلكون، فقال: وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى وقال: " انما يتقبل الله من المتقين " فمن اتقى الله فيما أمره لقى الله مؤمنا بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله .

92 - علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال جميعا عن أبي جميلة عن خالد بن عمار عن سدير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام وهو داخل وأنا خارج وأخذ بيدي، ثم استقبل البيت فقال: يا سدير انما أمر الناس ان يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها، ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا، وهو قول الله: " وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " ثم أومى بيده إلى صدره: إلى ولايتنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

93 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " وانى لغفار لمن تاب وآمن و عمل صالحا ثم اهتدى " قال: إلى الولاية .

حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسين بن عبد الله عن السندي بن محمد عن أبان عن الحارث بن عمر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " وانى لغفار لمن تاب و آمن وعمل صالحا ثم اهتدى " قال: ألا ترى كيف اشترط ولم ينفعه التوبة والايمان والعمل الصالح حتى اهتدى، والله لو جهد أن يعمل ما قبل منه حتى يهتدى، قال: قلت: إلى من؟جعلني الله فداك قال: إلينا .

94 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه يقول لعلى عليه السلام: ولقد ضل من ضل عنك، ولن يهتدى إلى الله من لم يهتد إليك والى ولايتك، وهو قول ربي عز وجل: " وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " يعنى لي ولايته .

95 - في مجمع البيان وقال أبو جعفر عليه السلام ثم " اهتدى " إلى ولايتنا أهل البيت، فوالله لو أن رجلا عبد الله عمره ما بين الركن والمقام ثم مات ولم يجئ بولايتنا لأكبه الله في النار على وجهه، رواه الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده، وأورده العياشي في تفسيره بعدة طرق .

96 - في تفسير العياشي عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: " وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " قال لهذه الآية تفسير يدل ذلك التفسير على أن الله لا يقبل من أحد عملا الا ممن لقيه بالوفاء منه بذلك التفسير، وما اشترط فيه على المؤمنين، قال: انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة " يعنى كل ذنب عمله العبد، وإن كان به عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربه .

97 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب أبو الجارود وأبو الصباح الكناني عن الصادق عليه السلام وأبو حمزة عن السجاد عليه السلام في قوله: " ثم اهتدى " إلينا أهل البيت.

98 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن حماد بن عيسى فيما اعلم عن يعقوب ابن شعيب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " الا من تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " قال: إلى ولايتنا والله، أما ترى كيف اشترط عز وجل؟ .

99 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: المشتاق لا يشتهى طعاما ولا يلتذ شرابا، ولا يستطيب رقادا، ولا يأنس حميما، ولا يأوى دارا، و لا يسكن عمرانا، ولا يلبس لباسا، ولا يقر قرارا، ويعبد الله ليلا ونهارا، راجيا بأن يصل إلى ما يشتاق إليه ويناجيه بلسان شوقه معبرا عما في سريرته، كما أخبر الله عن موسى بن عمران عليه السلام في ميعاد ربه بقوله: وعجلت إليك رب لترضى وفسر النبي صلى الله عليه وآله عن حاله انه ما أكل ولا شرب ولا نام ولا اشتهى شيئا من ذلك في ذهابه ومجيئه أربعين يوما شوقا إلى ربه .

100 - في محاسن البرقي عنه عن محمد بن سنان عن عبد الله بن مسكان واسحق ابن عمار عن عبيد الله بن الوليد الوصافي عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن فيما ناجى الله به موسى أن قال: يا رب هذا السامري صنع العجل، الخوار من صنعه؟فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: ان تلك فتنتي فلا تفحص عنها .

101 - في مجمع البيان عند قوله تعالى: ويذرك وآلهتك وروى أنه كان يأمرهم أيضا بعبادة البقر، ولذلك اخرج السامري لهم عجلا جسدا له خوار وقال: هذا إلهكم واله موسى .

102 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن السحق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة ان عليا عليه السلام سئل عن قول الله تبارك وتعالى: " وسع كرسيه السماوات والأرض " قال: السماوات والأرض وما بينهما من مخلوق في جوف الكرسي وله أربعة املاك يحملونه بإذن الله، فأما ملك منهم ففي صورة الآدميين، إلى أن قال عليه السلام: والملك الرابع في صورة الأسد وهو سيد السباع، وهو يرغب إلى الله ويتضرع إليه ويطلب الشفاعة والرزق لجميع السباع، ولم يكن من هذه الصور أحسن من الثور، ولا أشد انتصابا منه حتى اتخذ الملاء من بني إسرائيل العجل، فلما عكفوا عليه وعبدوه من دون الله خفض الملك الذي في صورة الثور رأسه استحياءا من الله أن عبد من دون الله شئ يشبهه، وتخوف أن ينزل به العذاب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

103 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن سالم عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال قلت: فلم أخذ برأسه يجره إليه وبلحيته ولم يكن له في اتخاذهم العجل وعبادتهم له ذنب؟فقال: انما فعل ذلك به لأنه لم يفارقهم لما فعلوا ذلك، ولم يلحق لموسى وكان إذا فارقهم ينزل بهم العذاب، ألا ترى أنه قال لهارون: ما منعك إذ رأيتهم ضلوا الا تتبعن أفعصيت امرى قال هارون: لو فعلت ذلك لتفرقوا وانى خشيت ان تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي.

104 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: انا قد فتنا قومك من بعدك قال: اختبرناهم من بعدك وأضلهم السامري قال: بالعجل الذي عبدوه، وكان سبب ذلك ان موسى لما وعده الله أن ينزل عليه التوراة والألواح إلى ثلاثين يوما أخبر بني إسرائيل بذلك وذهب إلى الميقات، وخلف أخاه على قومه، فلما جاء الثلاثون يوما ولم يرجع موسى إليهم عصوا وأرادوا أن يقتلوا هارون قالوا: إن موسى كذب وهرب منا، فجاءهم إبليس في صورة رجل فقال لهم: ان موسى قد هرب منكم ولا يرجع إليكم أبدا فأجمعوا لي حليكم حتى أتخذكم الها تعبدونه، وكان السامري على مقدمة قوم موسى يوم أغرق الله فرعون وأصحابه، فنظر إلى جبرئيل وكان على حيوان في صورة رمكة (5) وكانت كلما وضعت حافرها (6) على موضع من الأرض تحرك ذلك الموضع، فنظر إليه السامري وكان من خيار أصحاب موسى، فأخذ التراب من حافر رمكة جبرئيل، وكان يتحرك فصره في صرة وكان عنده يفتخر به علي بن إسرائيل، فلما جاءهم إبليس واتخذوا العجل قال للسامري: هات التراب الذي معك، فجاء به السامري فألقاه في جوف العجل، فلما وقع التراب في جوفه تحرك وخار ونبت عليه الوبر والشعر، فسجد له بنو إسرائيل، وكان عدد الذين سجدوا له سبعين ألفا من بني إسرائيل، فقال لهم هارون كما حكى الله: يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا امرى قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى فهموا بهارون فهرب منهم وبقوا في ذلك حتى تم ميقات موسى أربعين ليلة، فلما كان يوم عشرة من ذي الحجة أنزل الله علم الألواح فيها التوراة وما يحتاج إليه من أحكام السير والقصص . فأوحى الله إلى موسى: انا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري وعبدوا العجل وله خوار فقال (ع): يا رب العجل من السامري فالخوار ممن؟فقال: منى يا موسى، انى لما رأيتهم قد ولوا عنى إلى العجل أحببت أن أزيدهم فتنة، فرجع موسى - كما حكى الله - إلى قومه غضبان أسفا قال: يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم ان يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي ثم رمى بالألواح وأخذ بلحية أخيه ورأسه يجره إليه، فقال: " ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعني أفعصيت امرى " فقال هارون كما حكى الله: " يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي انى خشيت ان تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي " فقال له بنو إسرائيل: ما اخلفنا موعدك بملكنا قال: ما خالفناك ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم يعنى من حليهم فقذفناها قال: التراب الذي جاء به السامري طرحناه في جوفه ثم اخرج السامري العجل وله خوار، فقال له موسى: ما خطبك يا سامري؟قال السامري: بصرت بما لم تبصروا به فقبضت قبضة من اثر الرسول يعنى من تحت حافر رمكة جبرئيل في البحر فنبذتها أي أمسكتها وكذلك سولت لي نفسي أي زينت فأخرج موسى العجل فأحرقه بالنار وألقاه في البحر، ثم قال موسى للسامري: اذهب فان لك في الحياة ان تقول لا مساس يعنى ما دمت حيا وعقبك هذه العلامة فيكم قائمة . ان تقول: لا مساس حتى يعرفوا انكم سامرية فلا يغتروا بكم الناس، فهم إلى الساعة بمصر والشام معروفين لا مساس، ثم هم موسى بقتل السامري فأوحى الله إليه: لا تقتله يا موسى فإنه سخى، فقال له موسى: انظر إلى الهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا انما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شئ علما .

105 - حدثني أبي عن الحسين بن سعيد عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بعث الله رسولا الا وفى وقته شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس من بعده فأما الخمسة أولو العزم من الرسل نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله، فأما صاحبا نوح فقنطيفوس وخوام، واما صاحبا إبراهيم عليه السلام فكميل وردام، واما صاحبا موسى عليه السلام فالسامري ومر عقيبا، واما صاحبا عيسى عليه السلام فبولس ومربسون، واما صاحبا محمد صلى الله عليه وآله فحبتر وزريق (7) .

106 - في كتاب الخصال قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان في التابوت الأسفل من النار اثنى عشر ستة من الأولين وستة من الآخرين، فأما الستة من الأولين فابن آدم قاتل أخيه، وفرعون الفراعنة والسامري، الحديث .

107 - عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وآله قال: شر الأولين والآخرين اثنا عشر: ستة من الأولين وستة من الآخرين، ثم سمى الستة من الأولين ابن آدم الذي قتل أخاه، و فرعون وهامان وقارون والسامري والدجال اسمه في الأولين ويخرج في الآخرين، و اما الستة من الآخرين، فالعجل وهو نعثل، وفرعون وهو معاوية، وهامان هذه الأمة زياد وقارونها وهو سعيد، والسامري وهو أبو موسى عبد الله بن قيس، لأنه قال كما قال سامري قوم موسى: " لا مساس " أي لا قتال، والأبتر وهو عمرو بن العاص .

108 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى إسحاق بن عمار الصيرفي عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك حدثني فيهما بحديث، فقد سمعت عن أبيك فيهما أحاديث عدة . قال: فقال لي: يا اسحق! الأول بمنزلة العجل، والثاني بمنزلة السامري، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

109 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وعن أبي يحيى الواسطي قال: لما افتتح أمير المؤمنين عليه السلام البصرة اجتمع الناس عليه وفيهم الحسن البصري و معه الألواح فكان كلما لفظ أمير المؤمنين عليه السلام بكلمة كتبها فقال له أمير المؤمنين عليه السلام بأعلى صوته: ما تصنع؟قال: أكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم، فقال أمير - المؤمنين عليه السلام: أما ان لكل قوم سامريا وهذا سامري هذه الأمة، الا انه لا يقول: " لا مساس " ولكنه يقول: لا قتال .

110 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله عز وجل: ونحشر المجرمين يومئذ زرقا تكون أعينهم مزرقة لا يقدرون أن يطرفوها، وقوله عز وجل: يتخافتون بينهم قال: يوم القيامة يشير بعضهم إلى بعض انهم لم يلبثوا الا عشرا قال الله عز وجل: نحن اعلم يما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة قال: اعلمهم وأصلحهم يقولون: ان لبثتم الا يوما .

111 - في عيون الأخبار باسناده إلى علي بن النعمان عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: قلت له: جعلت فداك أن بي ثآليل كثيرة (8) وقد اغتممت بأمرها فأسئلك أن تعلمني شيئا أنتفع به، فقال عليه السلام: خذ لكل ثؤلول سبع شعيرات، واقرأ على كل شعيرة سبع مرات: " إذا وقعت الواقعة " إلى قوله: " فكانت هباءا منبثا " وقوله عز وجل: ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نفسا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ثم تأخذ الشعير شعيرة شعيرة فامسح بها على كل ثالول، ثم صيرها في خرقة جديدة واربط على الخرقة حجرا وألقها في كنيف قال: ففعلت فنظرت إليها يوم السابع فإذا هي مثل راحتي وينبغي أن يفعل ذلك في محاق الشهر .

112 - في مجمع البيان وقيل: إن رجلا من ثقيف سأل النبي صلى الله عليه وآله كيف يكون الجبال مع عظمها يوم القيمة؟فقال: ان الله يسوقها بأن يجعلها كالرمال ثم يرسل عليها الرياح فتفرقها .

113 - وفيه روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: تبدل الأرض غير الأرض و السماوات فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي (9) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا .

114 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في دعاء مروى عن أبي عبد الله عليه السلام: وأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فنسفت .

115 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم خاطب الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله فقال: " ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا " قال: الامت الارتفاع والعوج الحزون والذكوات .

116 - وفيه وقوله عز وجل: قاعا صفصفا القاع الذي لا تراب فيه، والصفصف الذي لا نبات له، وقوله: يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له قال: مناد من عند الله عز وجل وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي محمد الوابشي عن أبي الورد عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا كان يوم القيمة جمع الله عز وجل الناس في صعيد واحد حفاة عراة، فيوقفون في المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا وتشتد أنفاسهم فيمكثون في ذلك مقدار خمسين عاما، وهو قول الله: " وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا " قال: ثم ينادى مناد من تلقاء العرش: أين النبي الأمي؟فيقول الناس: قد أسمعت فسم باسمه، فينادى: أين نبي الرحمة أين محمد ابن عبد الله الأمي؟فيتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله امام الناس كلهم حتى ينتهى إلى حوض طوله ما بين أيلة وصنعاء (10) فيقف عليه، فينادى بصاحبكم فيتقدم على امام الناس، فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون فبين وارد الحوض يومئذ وبين مصروف عنه، فإذا رأى رسول الله صلى الله عليه وآله من يصرف عنه من محبينا بكى، فيقول: يا رب شيعة على أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار، ومنعوا ورود حوضي؟قال: قال: فيبعث الله إليه ملكا فيقول: ما يبكيك يا محمد؟فيقول: لأناس من شيعة على، فيقول له الملك: ان الله يقول لك: يا محمد ان شيعة على قد وهبتهم لك يا محمد، وصفحت لهم عن ذنوبهم بحبهم لك ولعترتك، وألحقتهم بك وبمن كانوا يقولون به، وجعلناهم في زمرتك، فأوردهم حوضك، قال أبو جعفر عليه السلام: فكم من باك يومئذ وباكية ينادون: يا محمد إذا رأوا ذلك: ولا يبقى أحد يومئذ يتوالانا ويحبنا ويتبرء من عدونا ويبغضهم الا كانوا في حزبنا ومعنا، ويردوا حوضنا .

117 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: وأما قوله: يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضى له قولا يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما لا يحيط الخلائق بالله عز وجل علما، إذ هو تبارك وتعالى جعل على أبصار القلوب الغطاء، فلا فهم يناله بالكيف، ولا قلت يثبته بالحدود، فلا تصفه الا كما وصف نفسه: " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير " الأول والاخر والظاهر والباطن الخالق البارئ المصور خلق الأشياء فليس من الأشياء شئ مثله تبارك وتعالى .

118 - في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان ابن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث أن ادخله إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام فاستأذنته في ذلك فاذن لي، فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والاحكام حتى بلغ سؤاله إلى التوحيد، فقال أبو قرة: انا روينا ان الله قسم الرؤية والكلام بين نبين، فقسم الكلام لموسى ولمحمد الرؤية؟فقال أبو الحسن عليه السلام: فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين من الجن والإنس " لا تدركه الابصار " " ولا يحيطون به علما " " وليس كمثله شئ " أليس محمد؟قال: بلى، قال: كيف يجئ رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم انه جاء من عند الله وانه يدعوهم إلى الله بأمر الله فيقول: " لا تدركه الابصار ولا يحيطون به علما و ليس كمثله شئ "؟ثم يقول: انا رأيته بعيني وأحطت به علما؟وهو على صورة البشر أما تستحيون؟ما قدرت الزنادقة ان ترميه بهذا، أن يكون يأتي من عند الله بشئ ثم يأتي بخلافه من وجه آخر، إلى قوله عليه السلام: وقد قال الله: " ولا يحيطون به علما " فإذا رأته الابصار فقد أحاطت به العلم، ووقعت المعرفة، فقال أبو قرة: فتكذب بالروايات فقال أبو الحسن عليه السلام، إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها، وما أجمع المسلمون عليه انه لا يحاط به علما، ولا تدركه الابصار وليس كمثله شئ .

119 - في كتاب التوحيد خطبة عن علي عليه السلام وفيها: قد يئست عن استنباط الإحاطة به طوامح العقول (11) وتحيرت الأوهام عن إحاطة ذكر أزليته .

120 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما " قال: " ما بين أيديهم " ما مضى من أخبار الأنبياء، و " ما خلفهم "، من أخبار القائم صلوات الله عليه، وقوله عز وجل: وعنت الوجوه للحى القيوم أي ذلت .

121 - في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام وفيها: وعنت الوجوه من مخافته .

122 - في نهج البلاغة وتعنوا الوجوه لعظمته .

123 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: لا يخاف ظلما ولا هضما يقول: لا ينقص من علمه شئ، وأما " ظلما " يقول يذهب به قوله: أو يحدث لهم ذكرا يعنى ما يحدث من أمر القائم والسفياني .

124 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى عن صفوان بن يحيى قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام لأبي قرة صاحب شبرمة: التوراة و الإنجيل والزبور والفرقان وكل كتاب انزل كان كلام الله، أنزله للعالمين نورا وهدى، كلها محدثة وهي غير الله، حيث يقول: " أو يحدث لهم ذكرا " . قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: وستسمع إن شاء الله لهذا الكلام تتمة في أول الأنبياء .


1. أي يسيل. .

2. إلى لا تبتل. .

3. وفى البحار " فكان فتحنا فتحا ". .

4. العرف - بالضم - الشعر النابت في محدب رقبة الفرس. .

5. الرمكة: الفرس تتخذ للنسل. .

6. الحافر للدابة بمنزلة القدم للانسان. .

7. قد مر ان حبتر وزريق كناية عن الأول والثاني وقد مر أيضا وجه تسميتهما بهذين الاسمين في سورة الحجر عند قوله تعالى " لها سبعة أبواب " في المجلد الثاني. .

8. ثآليل جمع الثؤلول: خراج ناتئ صلب مستدير. .

9. الأديم: الجلد المدبوغ وعكاظ: سوق من أسواق العرب، وكانت قبائل العرب تجتمع بها كل سنة ويتفاخرون بها ويحضرها الشعراء فيتناشدون ما أحدثوا من الشعر ثم يتفرقون: واديم عكاظي: منسوب إليها وهو مما حمل إلى عكاظ فبيع بها .

10. أيلة: بلد بين ينبع ومصر. وصنعاء: بلد باليمن. .

11. طوامح جمع الطامح: المرتفع من كل شئ. .