قال عز من قائل ﴿وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا﴾

123 - في مجمع البيان وروى أن ما بين أعلى درجات الجنة وأسفلها ما بين السماء والأرض.

124 - وروى العياشي بالاسناد عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تقولن: الجنة واحدة، ان الله يقول: " ومن دونهما جنتان " ولا تقولن درجة واحدة، ان الله يقول: " درجات بعضها فوق بعض " انما تفاضل القوم بالاعمال، قال: وقلت له: ان المؤمنين يدخلان الجنة فيكون أحدهما أرفع مكانا من الآخر فيشتهى أن يلقى صاحبه، قال: من كان فوقه فله أن يهبط، ومن كان تحته لم يكن له أن يصعد، لأنه لم يبلغ ذلك المكان ولكنهم إذا أحبوا ذلك واشتهوا التقوا على الأسرة.

125 - عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: وانما يرتفع العباد غدا في الدرجات و ينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم.

126 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى عمرو بن ميمون ان ابن مسعود حدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يكون في النار قوم ما شاء الله أن يكونوا، ثم يرحمهم الله فيكونون في أدنى الجنة فيغتسلون في نهر الحياة يسميهم أهل الجنة الجهنميون، لو أضاف أحدهم أهل الدنيا لاطعمهم وسقاهم وفرشهم ولحفهم وروحهم لا ينقص ذلك.

127 - في أصول الكافي علي بن محمد بن عبد الله عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: فلان من عبادته و دينه وفضله كذا، فقال: كيف عقله؟ قلت: لا أدرى، فقال: ان الثواب على قدر العقل، ان رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزاير البحر خضراء نضرة كثيرة الشجرة، ظاهرة الماء، وان ملكا من الملائكة مر به فقال: يا رب أرني ثواب عبدك هذا، فأراه الله ذلك فاستقله الملك.

فأوحى الله إليه: أن اصحبه فأتاه الملك في صورة انسى فقال له: من أنت؟ فقال: أنا رجل عابد بلغني مكانك و عبادتك في هذا المكان فأتيتك لأعبد الله معك فكان معه يومه ذلك، فلما أصبح قال له الملك: ان مكانك لنزه وما يصلح الا للعبادة، فقال له العابد: ان لمكاننا هذا عيبا فقال له: وما هو؟ قال: ليس لربنا بهيمة، فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع فان هذا الحشيش يضيع، فقال له الملك: ما لربك حمار؟ فقال.

لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش فأوحى الله إلى الملك انما أثيبه على قدر عقله.

128 - في كتاب التوحيد باسناده إلى ابن عباس عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين فما القضاء والقدر اللذان ساقانا وما هبطنا واديا ولا علونا تلعة (1) الا بهما فقال أمير المؤمنين عليه السلام: الامر من الله والحكم، ثم تلا هذه الآية: وقضى ربك ان لا تعبدوا الا إياه وبالوالدين احسانا

129 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد الحناط قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " وبالوالدين احسانا " ما هذا الاحسان؟ فقال: الاحسان أن تحسن صحبتهما، وأن لا تكلفهما أن يسألاك مما يحتاجان إليه وان كانا مستغنيين، أليس يقول الله عز وجل: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " قال: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: واما قول الله عز وجل: اما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما قال: إن أضجراك فلا تقل لهما أف، ولا تنهرهما ان ضرباك، قال: وقل لهما قولا كريما قال: إن ضرباك فقل لهما غفر الله لكما فذلك قول كريم قال: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قال: لا تمل عينيك (2) من النظر إليهما برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما ولا تقم قدامهما.

130 - محمد بن يحيى عن أحمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن حديد بن حكيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أدنى العقوق أف، ولو علم الله شيئا أهون منه لنهى عنه.

131 - عنه عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن جده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو علم الله شيئا أدنى من أف لنهى عنه، وهو من أدنى العقوق، ومن العقوق ان ينظر الرجل إلى والديه فيحد النظر إليهما.

132 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي المأمون الحارثي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما حق المؤمن على المؤمن؟ قال: إن من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره، إلى أن قال: وإذا قال له أف فليس بينهما ولاية.

133 - عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن درست بن أبي منصور عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وآله ما حق الوالد على الولد؟ قال: لا يسميه باسمه، ولا يمشى بين يديه ولا يجلس قبله ولا يستسب له (3)

134 - في تفسير علي بن إبراهيم " فلا تقل لهما أف " قال: لو علم أن شيئا أقل من أف لقاله " ولا تنهرهما " أي ولا تخاصمهما، وفى حديث آخر: أي بالألف فلا تقل لهما أفا " وقل لهما قولا كريما " أي حسنا " واخفض لهما جناح الذل من الرحمة " قال: تذلل لهما ولا تتبختر عليهما (4).

135 - في روضة الواعضين للمفيد (ره) قال الصادق عليه السلام: قوله تعالى: " و بالوالدين احسانا " قال: الوالدين محمد وعلى.

136 - في عيون الأخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وحرم الله تعالى عقوق الوالدين لما فيه من الخروج عن التوقير لطاعة الله تعالى، والتوقير للوالدين، وتجنب كفر النعمة وابطال الشكر، وما يدعو في ذلك إلى قلة النسل وانقطاعه، لما في العقوق قلة توقير الوالدين و العرفان بحقهما، وقطع الأرحام والزهد من الوالدين في الولد، وترك التربية لعلة ترك الولد برهما.

137 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه إذا قال المؤمن

لأخيه: أف، انقطع ما بينهما، فان قال: أنت كافر كفر أحدهما، وإذا اتهمه انماث (5) الاسلام في قلبه كما ينماث الملح في الماء.

138 - عن موسى بن بكر الواسطي قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: الرجل يقول لابنه أو لابنته: بأبي أنت وأمي أو بأبوى بذلك بأسا؟ فقال: إن كان أبواه حيين فأرى ذلك عقوقا، وان كانا قد ماتا فلا بأس.

139 - عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ثلاثة من عاندهم ذل: الوالد، والسلطان، والغريم.

140 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يلزم الوالدين من العقوق لولدهما إذا كان الولد صالحا، ما يلزم الولد لهما.

141 - عن عنبسة بن مصعب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام ثلاثة لم يجعل الله تعالى لاحد من الناس فيهن رخصة: بر الوالدين برين كانا أو فاجرين، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وأداء الأمانة للبر والفاجر.

142 - في من لا يحضره الفقيه في باب الحقوق المروية باسناده عن سيد العابدين عليه السلام: واما حق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا، و أعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطى أحدا أحدا، ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحى وتظلك، وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها فإنك لا تطيق شكرا الا بعون الله وتوفيقه واما حق أبيك، فان تعلم أنه أصلك فإنك لولاه لم تكن، فمهما رأيت من نفسك ما يحبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة الا بالله.

143 - في مجمع البيان روى عن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن جده أبى عبد الله عليه السلام قال: لو علم الله لفظة أوجز في ترك عقوق الوالدين من أف لأتى به.

144 - وفى رواية أخرى عنه عليه السلام قال: أدنى العقوق أف ولو علم الله شيئا أيسر منه أو أهون منه لنهى عنه.

145 - وفى خبر آخر فليعمل العاق ما شاء ان يعمل، فلن يدخل الجنة.

146 - وروى أبو أسيد الأنصاري قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ جاءه رجل من بنى سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوى شئ أبرهما به بعد موتهما؟ قال: نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وانفاذ عهدهما من بعدهما، واكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل الا بهما.

147 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر ابن خلاد قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: أدعو لوالدي ان كانا لا يعرفان الحق؟ قال: أدع لهما وتصدق عنهما، وان كانا حيين لا يعرفان الحق فدارهما، فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله بعثني بالرحمة لا بالعقوق.

148 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أباك.

149 - علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله وهو بمكة عشر سنين، فلم يمت بمكة في تلك العشر سنين أحد يشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله الا أدخله الله الجنة باقراره، وهو أيما التصديق، ولم يعذب الله أحدا ممن مات وهو متبع لمحمد صلى الله عليه وآله على ذلك الا من أشرك بالرحمن، وتصديق ذلك ان الله عز وجل انزل عليه في سورة بني إسرائيل بمكة: " وقضى ربك ان لا تعبدوا الا إياه وبالوالدين احسانا " إلى قوله تعالى: " انه كان بعباده خبيرا بصيرا " أدب وعظة وتعليم ونهى خفيف، ولم يعد عليه ولم يتواعد على اجتراح شئ مما نهى عنه.

150 - في تفسير العياشي عن عبد الله بن عطاء قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا بن عطاء ترى زاغت الشمس (6) فقلت: جعلت فداك وما علمي بذلك وانا معك؟ فقال: لا لم تفعل وأوشك، قال: فسرنا فقال: قد فعلت، قلت: هذا المكان الأحمر؟ قال: ليس يصلى هنا، هذه أودية النمال وليس يصلى، قال: فمضينا إلى أرض بيضاء قال: هذه سبخة (7) وليس يصلى بالسباخ، قال: فمضينا إلى أرض حصباء (8)، فقال: هيهنا فنزل ونزلت فقال: يا بن عطاء أتيت العراق فرأيت القوم يصلون بين تلك السواري في مسجد الكوفة؟ قال: قلت نعم، فقال: أولئك شيعة أبى على، هذه صلاة الأوابين، إن الله يقول إنه كان للأوابين غفورا.

151 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) يقول في قوله: " انه كان للأوابين غفورا " قال: هم التوابون المتعبدون.

152 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا أبا محمد عليكم بالورع والاجتهاد وأداء الأمانة وصدق الحديث وحسن الصحبة من صحبكم، وطول السجود، وكان ذلك من سنن الأوابين، قال: أبو بصير: الأوابون التوابون.

153 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال: من صلى أربع ركعات في كل ركعة خمسين مرة قول هو الله أحد كانت صلاة فاطمة صلوات الله عليها، وهي صلاة الأوابين.

154 - عن محمد بن حفص عن أبي عبد الله (ع) قال: كانت صلاة الأوابين خمسين صلاة كلها بقل هو الله أحد.

155 - في مجمع البيان " فإنه كان للأوابين غفورا " الأواب التواب.

إلى قوله: وقيل إنهم الذين يصلون بين المغرب والعشاء روى ذلك مرفوعا.

156 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام من المأمون في الفرق بين العترة والأمة حديث طويل وفيه قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك قوله عز وجل إلى أن قال عليه السلام: والآية الخامسة وقول الله تعالى: وآت ذا القربى حقه خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها، واصطفاهم على الأمة، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ادعوا لي فاطمة، فدعيت له فقال صلى الله عليه وآله: يا فاطمة، قالت: لبيك يا رسول الله، فقال: هذه فدك هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وهي لي خاصة دون المسلمين، فقد جعلتها لك لما أمرني الله به، فخذيها لك ولولدك فهذه الخامسة.

157 - في أصول الكافي محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد - الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم قال جل ذكره " وآت ذا القربى حقه " وكان علي عليه السلام وكان حقه الوصية التي جعلت له، والاسم الأكبر وميراث العلم، وآثار علم النبوة.

158 - علي بن محمد بن عبد الله عن بعض أصحابنا أظنه السياري عن علي بن أسباط قال: لما ورد أبو الحسن موسى على المهدى رآه يرد المظالم، فقال: يا أمير - المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد؟ فقال له: وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: إن الله تبارك و تعالى لما فتح على نبيه صلى الله عليه وآله فدك وما والاها، لم يوجف عليه بخيل ولاركاب (9) فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله " وآت ذا القربى حقه " ولم يدر رسول الله صلى الله عليه وآله من هم، فراجع في ذلك جبرئيل عليه السلام وراجع جبرئيل ربه: فأوحى الله إليه: ان ادفع فدك إلى فاطمة عليها السلام، فدعاها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها: يا فاطمة ان الله أمرني أن أدفع إليك فدك، فقالت: قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك، فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فلما ولى أبو بكر أخرج عنها وكلاءها، فأتته فسألته ان يردها فقال لها: أتيني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك، فجاءت بأمير المؤمنين عليه السلام وأم أيمن فشهدا لها فكتب لها بترك التعرض، فخرجت والكتاب معها، فلقيها عمر فقال: ما هذا معك يا بنت محمد؟ قالت: كتاب كتبه إلى بن أبي قحافة، قال: أرينيه فأبت فانتزعه من يدها ونظر فيه، ثم تفل فيه ومحاه وحرقه، وقال لها: هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب فضعي الجبال (10) في رقابنا، فقال له المهدى: يا أبا الحسن حدها لي، فقال حد منها جبل أحد، وحد منها عريش مصر، وحد منها سيف البحر، و حد منها دومة الجندل (11) فقال له: كل هذا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين هذا كله، ان هذا كله مما لم يوجف على أهله رسول الله صلى الله عليه وآله بخيل ولا ركاب، فقال: كثير وأنظر فيه.

159 - في تفسير علي بن إبراهيم قول: " وآت ذا القربى حقه والمسكين و ابن السبيل " يعنى قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله نزلت في فاطمة، فجعل لها فدك والمسكين من ولد فاطمة وابن السبيل من آل محمد، وولد فاطمة.

160 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن علي بن الحسين عليه السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الشاميين: اما قرأت هذه الآية: " وآت ذا القربى حقه "؟ قال: نعم، قال عليه السلام: فنحن أولئك الذين أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله أن يؤتيهم حقهم.

161 - في مجمع البيان وأخبرنا السيد أبو الحمد إلى قوله: عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت: قوله: " وآت ذا القرى حقه " أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة فدك، قال عبد الرحمن بن صالح: كتب المأمون إلى عبيد الله بن موسى (12) يسأله عن قصة فدك، فكتب إليه عبيد الله بهذا الحديث، رواه عن الفضيل بن مرزوق عن عطية، فرد المأمون فدك على ولد فاطمة.

162 - في تفسير العياشي عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أنزل الله: " فلت ذا القربى حقه والمسكين " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل قد عرفت المسكين فمن ذو القربى؟ قال: هم أقاربك، فدعا حسنا وحسينا وفاطمة، فقال: ان ربى أمرني ان أعطيكم مما أفاء الله على، قال: أعطيتكم فدك.

163 - عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أكان رسول الله صلى الله عليه وآله اعطى فاطمة فدكا؟ قال: كان وقفها، فأنزل الله " وآت ذا القربى حقه " فأعطاها رسول الله صلى الله عليه وآله حقها، قلت: رسول الله صلى الله عليه وآله أعطاها؟ قال: بل الله أعطاها.

164 - عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتت فاطمة أبا بكر تريد فدك، قال: هاتي أسود أو أحمر يشهد بذلك، قال: فأتت أم أيمن فقال لها: بم تشهدين؟ قالت: أشهد ان جبرئيل أتى محمدا فقال: ان الله يقول: " فلت ذا القربى حقه " فلم يدر محمد صلى الله عليه وآله من هم، فقال: يا جبرئيل سل ربك من هم؟ فقال: فاطمة ذو القربى فأعطاها فدكا، فزعموا أن عمر محى الصحيفة وقد كان كتبها أبو بكر.

165 - عن أبي الطفيل عن علي عليه السلام قال: قال يوم الشورى: أفيكم أحد تم نوره من السماء حين قال: " وآت ذا القربى حقه والمسكين " قالوا: لا.

166 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن علي بن حديد عن منصور بن يونس عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: ولا تبذر تبذيرا قال: لا تبذر ولاية على.

167 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن عامر بن جذاعة قال: جاء رجل إلى أبى عبد الله عليه السلام: فقال له عليه السلام: اتق الله ولا تسرف ولا تقتر، ولكن بين ذلك قواما، ان التبذير من الاسراف، قال الله عز وجل: " ولا تبذر تبذيرا "

168 - في تفسير العياشي عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله: " ولا تبذر تبذيرا " قال: من أنفق شيئا في غير طاعة الله فهو مبذر.

و من أنفق في سبيل الله فهو مقتصد.

169 - عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام في قوله: " ولا تبذر تبذيرا " قال بذر الرجل قال: ليس له مال قال: فيكون تبذيرا في حلال؟ قال: نعم

170 - عن جميل عن إسحاق بن عمار في قوله: ولا تبذر تبذيرا " قال: لا تبذر في ولاية علي عليه السلام

171 - عن بشر بن مروان قال: دخلنا على أبى عبد الله فدعى برطب فأقبل بعضهم يرمى النوى قال: فأمسك أبو عبد الله عليه السلام يده فقال: لا تفعل ان هذا من التبذير وان الله لا يحب الفساد.

172 - في مجمع البيان " ولا تبذير تبذيرا " وروى عن أبي عبد الله عليه السلام ان أمير - المؤمنين عليه السلام: قال لعنايه كن زاملة للمؤمنين فان خير المطايا أمثلها وأسلمها ظهرا ولا تكن من المبذرين.

173 - واما تعرضن عنهم الآية وروى عن النبي صلى الله عليه وآله كان لما نزلت هذه الآية إذا سئل ولم يكن عنده ما يعطى قال: يرزقنا الله وإياكم من فضله.

174 - في كتاب الناقب لابن شهرآشوب بعد ذكر فاطمة عليها السلام وما تلقى من الطحن.

كتاب الشيرازي: انها لما ذكرت حالها وسألت جارية بكى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا فاطمة والذي بعثني بالحق ان في المسجد أربعمائة رجل مالهم طعام ولا ثياب ولولا خشيتي خصلة لأعطيتك ما سالت يا فاطمة انى لا أريد أن ينفك عنك أجرك إلى الجارية، وانى أخاف ان يخصمك علي بن أبي طالب يوم القيمة بين يدي الله عز وجل إذا طلب حقه منك، ثم علمها صلاة التسبيح فقال أمير المؤمنين عليه السلام: مضيت تريدين من رسول الله الدنيا فأعطانا الله ثواب الآخرة قال أبو هريرة: فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من عند فاطمة أنزل الله على رسوله: واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها يعنى عن قرابتك وابنتك فاطمة " ابتغاء " يعنى طلب " رحمة من ربك " يعنى طلب رزق من ربك " ترجوها فقل لهم قولا ميسورا " يعنى قولا حسنا فلما نزلت هذه الآية انفذ رسول الله صلى الله عليه وآله إليها جارية للخدمة وسماها فضة.

175 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا قال: الاحسار الفاقة.

176 - علي بن محمد عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن النضر بن سويد عن موسى بن بكر عن عجلان قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فجاء سائل فقام إلى مكتل (13) فيه تمر فملأ يده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله.

ثم جاء آخر فقال: الله رازقنا وإياك.

ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان لا يسأله أحد من الدنيا شيئا الا أعطاه، فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقال: انطلق إليه فاسأله فان قال: ليس عندنا شئ، فقل اعطني قميصك قال.

فاخذ قميصه فرمى به إليه، وفى نسخة أخرى فأعطاه، فأدبه الله تبارك وتعالى على القصد فقال: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا.

177 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان في قوله تبارك وتعالى: " والذين انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " فبسط كفه وفرق أصابعه وحناها شيئا (14) وعن قوله تعالى، " ولا تبسطها كل البسط " فبسط راحته وقال: هكذا وقال: القوام ما يخرج من بين الأصابع ويبقى في الراحة منه شئ.

178 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ثم علم الله جل اسمه نبيه صلى الله عليه وآله كيف ينفق، وذلك أنه كانت عنده أوقية من الذهب فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه، وكان صلى الله عليه وآله رحيما رقيقا، فأدب الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله بأمره فقال: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " يقول: إن الناس قد يسألونك ولا يعذرونك فإذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت قد حسرت من المال (15).

179 - في تفسير العياشي عن الحلبي عن بعض أصحابه عنه قال: قال أبو جعفر لأبي عبد الله عليه السلام: يا بنى عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوهما، قال: وكيف ذلك يا أبه؟ قال: مثل قوله: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط " و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

180 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك " قال: فضم يده وقال: هكذا.

181 - عن محمد بن يزيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " قال: الاحسار الأقتار.

182 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " فإنه كان سبب نزولها ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان لا يرد أحدا يسأله شيئا عنده، فجاء رجل فسأله فلم يحضره شئ، فقال: يكون انشاء الله، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله اعط قميصك وكان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يرد أحدا عما عنده، فأعطاه قميصه، فأنزل الله عز وجل: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط " فنهاه الله عز وجل أن يبخل ويسرف ويقعد محسورا من الثياب، فقال الصادق عليه السلام: المحسور العريان.

183 - في تهذيب الأحكام الحسن بن محمد بن سماعة عن محمد بن زياد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك " قال: ضم يده فقال: هكذا " ولا تبسطها كل البسط " قال: بسط راحته و قال: هكذا.


1. وفى بعض النسخ " العبادة ثلاث ". .

2. الألفة من التأليف. ومرجع الضمير في " ألفتها: الأمة. .

3. التلعة: القطعة المرتفعة من الأرض. .

4. قال المجلسي (ره): الظاهر: " لا تملأ " بالهمزة كما في مجمع البيان وتفسير العياشي واما على ما في نسخ الكتاب فلعله أبدلت الهمزة حرف علة: ثم حذفت بالجازم فهو بفتح اللام المخففة، ولعل الاستثناء في قوله: الا برحمة " منقطع، والمراد بملاء العينين حدة النظر. .

5. أي لا يفعل ما يصير سببا لسب الناس له كأن يسبهم أو آبائهم، وقد يسب الناس والد من يفعل فعلا شنيعا قبيحا. .

6. كذا في النسخ وفى المصدر " ولا تتجبر عليهما ". .

7. انماث الشئ: ذاب. .

8. زاغت الشمس: أي مالت وزالت عن أعلى درجات ارتفاعها. .

9. السبخة واحدة السباخ: هي أرض مالحة يعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت الا بعض الأشجار. .

10. الحصباء. صغار الحصى. .

11. الايجاف: السير الشديد، وفي قوله تعالى: " فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب " قالوا: المعنى ما أوجفتم على تحصيله وتغنيمه خيلا ولا ركابا، وانما مشيتهم على أرجلكم، فلم تحصلوا أموالهم بالغلبة والقتال ولكن الله سلط رسله عليه وحواه أموالهم. .

12. قال المجلسي (ره) في مرآة العقول: في بعض النسخ بالحاء المهملة أي ضعي الحبال لترفعنا إلى حاكم، قاله تحقيرا وتعجيزا، وقاله تفريع على المحال بزعمه، أي انك إذا أعطيت ذلك وضعت الحبل على رقابنا وجعلتنا عبيدا لك، أو انك إذا حكمت على ما لم يوجف عليها أبوك بأنها ملكت فاحكمي على رقابنا أيضا بالملكية. وفى بعض النسخ بالمعجمة أي ان قدرت على وضع الجبال على رقابنا فضعي. .

13. قال ياقوت: عريش مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم في وسط الرمل. ثم ذكر بعد كلام له وجه تسميته بالعريش فراجع. وسيف البحر: ساحله. و دومة الجندل: حصن بين المدينة والشام يقرب من تبوك وهي إلى الشام أقرب: سميت بدوم بن إسماعيل بن إبراهيم (ع)، وسميت دومة الجندل لان حصنها مبنى بالجندل. .

14. هو عبيد الله بن موسى العبسي من علماء الشيعة ومحدثيهم في القرن الثالث من الهجرة النبوية. .

15. المكتل: زنبيل من خوص. .