تفسير سورة الأحزاب

1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: من كان كثير القراءة لسورة الأحزاب كان يوم القيامة في جوار محمد صلى الله عليه وآله وأزواجه، ثم قال سورة الأحزاب فيها فضائح الرجال والنساء من قريش وغيرهم، يا ابن سنان سورة الأحزاب فضحت نساء قريش من العرب، وكانت أطول من سورة البقرة ولكن نقصوها وحرفوها.

2 - في مجمع البيان أبي بن كعب صلى الله عليه وآله قال: ومن قرأ سورة الأحزاب وعلمها أهله وما ملكت يمينه أعطى الأمان من عذاب القبر.

3 - في تفسير علي بن إبراهيم يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ان الله كان عليما حكيما وهذا هو الذي قال الصادق عليه السلام: ان الله بعث نبيه صلى الله عليه وآله بإياك أعني واسمعي يا جارة (1) فالمخاطبة للنبي والمعنى للناس.

4 - في مجمع البيان نزلت في أبي سفيان بن حرب وعكرمة بن أبي جهل وأبى الأعور السلمى قدموا المدينة ونزلوا على عبد الله بن أبي بعد غزوة أحد بأمان من رسول الله صلى الله عليه وآله ليكلموه فقاموا وقام معهم عبد الله بن أبي وعبد الله بن سعيد بن أبي سرح وطعمة بن أبيرق فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يا محمد ارفض ذكر آلهتنا اللات و والعزى ومناة وقل: ان لها شفاعة لمن عبدها، وندعك وربك، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عمر بن الخطاب: ائذن لنا يا رسول الله في قتلهم، فقال: انى أعطيتهم الأمان وأمر صلى الله عليه وآله فاخرجوا من المدينة، ونزلت الآية (ولا تطع الكافرين) من أهل مكة أبا سفيان وأبا الأعور وعكرمة والمنافقين ابن أبي وابن سعيد وطعمة.

5 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: في كلام طويل فمن كان قلبه متعلقا في صلاته بشئ دون الله فهو قريب من ذلك الشئ بعيد عن حقيقة ما أراد الله منه في صلاته قال الله عز وجل: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.

6 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى صالح بن ميثم التمار رحمه الله قال: وجدت في كتاب ميثم رضي الله عنه يقول: تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين عليه السلام فقال لنا ان عبدا لن يقصر في حبنا لخير جعله في قلبه، ولن يحبنا من يحب مبغضنا ان ذلك لا يجتمع في قلب واحد، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، يحب بهذا قوما و يحب بالآخر عدوهم، والذي يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب لا غش فيه، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

7 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف انسان، ان الله لم يجعل لرجل قلبين في جوفه فيحب بهذا ويبغض بهذا. فاما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه، فمن أراد ان يعلم فليمتحن قلبه، فان شارك في حبنا حب عدونا فليس منا، ولسنا منه، والله عدوهم وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين.

8 - في مجمع البيان وقال أبو عبد الله عليه السلام: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، يحب بهذا قوما، ويحب بهذا أعدائهم.

9 - وفيه قوله: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) نزل في أبى معمر حميد بن معمر بن حبيب الفهدي، وكان لبيبا حافظا لما يسمع، وكان يقول: إن في جوفي لقلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد، وكانت قريش تسميه ذا القلبين فلما كان يوم بدر وهزم المشركون وفيهم أبو معمر تلقاه أبو سفيان بن حرب وهو آخذ بيده إحدى نعليه، فقال له: يا أبا معمر ما حال الناس؟قال: انهزموا قال: فما بالك إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك؟فقال أبو معمر: ما شعرت الا انهما في رجلي، فعرفوا يومئذ انه لم يكن له الا قلب واحد لما نسي نعله في يده.

10 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل وما جعل أدعيائكم أبنائكم فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان سبب ذلك ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما تزوج بخديجة بنت خويلد خرج إلى سوق عكاظ في تجارة، ورأى زيدا يباع ورآه غلاما كيسا حصينا، فاشتراه فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه وآله دعاه إلى الاسلام فأسلم، وكان يدعى زيد مولى محمد فلما بلغ حارثة بن شراحيل الكلبي خبر ولده زيد قدم مكة، وكان رجلا جليلا فاتى أبا طالب فقال: يا أبا طالب ان ابني وقع عليه السبي وبلغني انه صار إلى ابن أخيك تسأله إما ان يبيعه واما ان يفاديه واما ان يعتقه، فكلم أبو طالب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله: هو حر فليذهب حيث شاء، فقام حارثة فأخذ بيد زيد فقال له: يا بنى الحق بشرفك وحسبك فقال زيد: لست أفارق رسول الله فقال له أبوه: فتدع حسبك ونسبك وتكون عبدا لقريش؟فقال زيد: لست أفارق رسول الله صلى الله عليه وآله ما دمت حيا، فغضب أبوه فقال: يا معشر قريش اشهدوا انى قد برئت منه وليس هو ابني، فقال رسول الله: اشهدوا ان زيدا ابني أرثه ويرثني، فكان زيد يدعى ابن محمد، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحبه وسماه زيد الحب، فلما هاجر رسول الله إلى المدينة زوجه زينب بنت جحش وأبطأ عنه يوما، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله منزله يسأل عنه فإذا زينب جالسة وسط حجرتها يسحق طيبها بفهر لها (2) فدفع رسول الله صلى الله عليه وآله الباب ونظر إليها وكانت جميلة حسنة فقال: سبحان الله خالق النور وتبارك الله أحسن الخالقين، ثم رجع رسول الله إلى منزله ووقعت زينب في قلبه موقعا عجيبا، وجاء زيد إلى منزله فأخبرته زينب بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها زيد: هل لك ان أطلقك حتى يتزوجك رسول الله فلعلك قد وقعت في قلبه؟فقالت: أخشى أن تطلقني ولا يتزوجني رسول الله، فجاء زيد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أخبرتني زينب بكذا وكذا فهل لك ان أطلقها حتى تتزوجها؟فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: لا اذهب واتق الله وامسك عليك زوجك، ثم حكى الله عز وجل فقال: (أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها) إلى قوله تعالى: (وكان أمر الله مفعولا) فزوجه الله عز وجل من فوق عرشه فقال المنافقون: يحرم علينا نساء أبنائنا ويتزوج امرأة ابنه زيدا؟فأنزل الله عز وجل في هذا: وما جعل أدعيائكم أبنائكم إلى قوله تعالى: يهدى السبيل.

11 - في عيون الأخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة تحليل مال الوليد لوالده بغير اذنه وليس ذلك للولد لان الولد موهوب للوالد في قول الله تعالى: (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور) مع أنه الموجود بمؤنته صغيرا أو كبيرا والمنسوب إليه والمدعو له لقوله عز وجل: ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله وقول النبي صلى الله عليه وآله أنت ومالك لأبيك وليس الوالدة كذلك لا تأخذ من ماله الا باذنه أو بإذن الأب، لأنه مأخوذ بنفقة الولد ولا تؤخذ المرأة بنفقة ولدها.

12 - في كتاب الخصال عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه الكبائر يقول فيه عليه السلام واما عقوق الوالدين في كتابه: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم فعقوا رسول الله صلى الله عليه وآله في ذريته وعقوا أمهم خديجة في ذريتها.

13 - في مجمع البيان وروى أن النبي صلى الله عليه وآله لما أراد غزوة تبوك وأمر الناس بالخروج قال قوم: نستأذن آبائنا وأمهاتنا، فنزلت هذه الآية.

14 - وروى عن أبي وابن مسعود وابن عباس انهم كانوا يقرؤن: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم) وكذلك هو في مصحف أبى وروى ذلك عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام.

15 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله روى عنه صلوات الله عليه: انا وعلى أبوا هذه الأمة.

16 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) قال: نزلت (وهو أب لهم) ومعنى أزواجه أماتهم فجعل عز وجل المؤمنين أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل رسول الله أباهم لمن لم يقدر ان يصون نفسه ولم يكن له مال، وليس له على نفسه ولاية، فجعل الله تبارك وتعالى لنبيه الولاية على المؤمنين من أنفسهم، وقول رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم: أيها الناس الست أولى بكم من أنفسكم؟قالوا: بلى، ثم أوجب لأمير المؤمنين صلوات الله عليه ما أوجبه لنفسه عليهم من الولاية، فقال: الا من كنت مولاه فعلى مولاه فلما جعل الله عز وجل النبي أبا للمؤمنين ألزمه مؤنتهم وتربية أيتامهم، فعند ذلك صعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فقال: من ترك مالا فلورثته، ومن ترك دينا أو ضياعا فعلى والى، فألزم الله عز وجل نبيه للمؤمنين ما يلزم الوالد، والزم المؤمنين من الطاعة له ما يلزم الولد للوالد، فكذلك ألزم أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما الزم رسول الله صلى الله عليه وآله من بعد ذلك، وبعده الأئمة صلوات الله عليهم واحدا واحدا، والدليل على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه هما والدان قوله: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا و بالوالدين احسانا) فالوالدان رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام وقال الصادق عليه السلام: فكان اسلام عامة اليهود بهذا السبب لأنهم آمنوا على أنفسهم وعيالاتهم.

17 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبد الله القمي عن الحجة القائم عليه السلام حديث طويل وفيه قلت: فأخبرني يا مولاي عن معنى الطلاق الذي فرض رسول الله صلى الله عليه وآله حكمه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبي صلى الله عليه وآله فخصهن بشرف الأمهات فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا الحسن ان هذا الشرف باق لهن ما من الله على الطاعة فأيتهن عصت الله بعدى بالخروج عليك، فأطلق لها في الأزواج. واسقطها من تشرف الأمهات ومن شرف أمومة المؤمنين.

18 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال: سألت أبا الحسن عليه السلام فقلت له: لم كنى النبي صلى الله عليه وآله بابى القاسم؟فقال لأنه كان له ابن يقال له قاسم فكنى به، قال: فقلت: يا ابن رسول الله فهل تراني أهلا للزيادة؟فقال: نعم أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال، أنا وعلى أبوا هذه الأمة؟قلت: بلى، قال: أما علمت أن عليا عليه السلام قاسم الجنة والنار؟قلت: بلى، قال: فقيل له أبو القاسم لا أبو القسيم الجنة والنار، فقلت: وما معنى ذلك؟فقال: ان شفقة النبي صلى الله عليه وآله على أمته كشفقة الاباء على - الأولاد وأفضل أمته علي عليه السلام ومن بعده شفقة على عليهم كشفقته صلى الله عليه وآله لأنه وصيه وخليفته والامام بعده، فلذلك قال عليه السلام: انا وعلى أبوا هذه الأمة، وصعد النبي صلى الله عليه وآله المنبر فقال: من ترك دينا أو ضياعا فعلى وإلى ومن ترك مالا فلورثته، فصار بذلك أولى من آبائهم وأمهاتهم وصار أولى بهم منهم بأنفسهم، وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام بعده جرى ذلك له مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليه وآله.

19 - وباسناده إلى عبد الرحمان القصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فيمن نزلت هذه الآية؟قال: نزلت في الامرة ان هذه الآية جرت في الحسين بن علي عليهما السلام وفى ولد الحسين من بعده، فنحن أولى بالامر وبرسول الله صلى الله عليه وآله من المؤمنين والمهاجرين، قلت: لولد جعفر فيها نصيب؟فقال: لا، فعددت عليه بطون بنى عبد المطلب كل ذلك يقول: لا، ونسيت ولد الحسن فدخلت عليه بعد ذلك فقلت: هل لولد الحسن عليه السلام فيها نصيب؟فقال: لا، يا أبا عبد الرحمن ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا.

20 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان عن عبد الرحيم بن روح القصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول عز وجل: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فيمن نزلت؟قال: نزلت في الامرة ان هذه الآية جرت في ولد الحسين من بعده فنحن أولى بالامر وبرسول الله صلى الله عليه وآله من المؤمنين والمهاجرين والأنصار، قلت: فولد جعفر عليه السلام لهم فيها نصيب؟قال: لا، قلت: فولد العباس لهم فيها نصيب؟قال: لا، فعددت عليه بطون بنى عبد المطلب كل ذلك يقول: لا، قال: ونسيت ولد الحسن عليه السلام فدخلت بعد ذلك عليه فقلت له: هل لولد الحسن فيها نصيب؟فقال: لا، عبد الرحيم، ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا.

21 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس ومحمد بن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة.

وعلي بن محمد عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن ابن أبي عياش عن سليم بن قيس قال: سمعت عبد الله بن جعفر الطيار يقول كنا عند معاوية انا والحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعمر بن أم سلمة وأسامة بن زيد، فجرى بيني وبين معاوية كلام فقلت لمعاوية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: انا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم اخى علي بن أبي طالب أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد عليه السلام فالحسن بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني الحسين من بعده أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد فابنه علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم وستدركه يا علي، ثم ابنه محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وستدركه يا حسين ثم تكمله اثنى عشر إماما تسعة من ولد الحسين، قال عبد الله بن جعفر: واستشهدت الحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعمر بن أم سلمة وأسامة بن زيد فشهدوا لي عند معاوية، قال سليم: وقد سمعت ذلك من سلمان وأبي ذر والمقداد وذكروا لي انهم سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله.

22 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمان قال حدثنا حماد عن عبد الاعلى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول العامة ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من مات وليس له امام مات ميتة جاهلية؟قال: الحق والله، قلت فان إماما هلك ورجل بخراسان لا يعلم من وصيه لم يسعه ذلك؟قال لا تسعه ان الامام إذا هلك رفعت حجة وصيه على من هو معه في البلد، وحق النفر على من ليس بحضرته إذا بلغهم، ان الله عز وجل يقول: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) قلت: فنفر قوم فهلك بعضهم قبل ان يصل فيعلم قال: إن الله عز وجل يقول: (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله) قلت: فبلغ البلد بعضهم فوجدك مغلقا عليك بابك و مرخى عليك سترك لا تدعوهم إلى نفسك ولا يكون من يدلهم عليك فبما يعرفون ذلك قال: بكتاب الله المنزل، قلت: فيقول الله جل وعز كيف؟قال: أراك قد تكلمت في هذا قبل اليوم قلت: أجل، قال: فذكر ما انزل الله في علي عليه السلام وما قال له رسول الله صلى الله عليه وآله في حسن وحسين عليهما السلام وما خص الله به عليا وما قال فيه رسول الله من وصيته إليه ونصبه إياه، وما يصيبهم واقرار الحسن والحسين بذلك ووصيته إلى الحسن وتسليم الحسين له يقول الله: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

23 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وآله قال: انا أولى بكل مؤمن من نفسه وعلى أولى به من بعدى، فقيل له: ما معنى ذلك فقال: قول النبي صلى الله عليه وآله من ترك دينا أو ضياعا فعلى ومن ترك مالا فلورثته فالرجل ليست له على نفسه ولاية إذا لم يكن له مال، وليس له على عياله أمر ولا نهى إذا لم يجر عليهم النفقة، والنبي وأمير المؤمنين ومن بعدهما سلام الله عليهم ألزمهم هذا، فمن هناك صاروا أولى بهم من أنفسهم، وما كان سبب اسلام عامة اليهود الا من بعد هذا القول من رسول الله صلى الله عليه وآله وانهم أمنوا على أنفسهم وعيالاتهم.

24 - في روضة الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفى آخره يقول كان على أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وأولى الناس بالناس حتى قالها ثلاثا.

25 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: فوالله انى لا ولى الناس بالناس.

26 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن عبد الله بن جعفر بن أبي - طالب حديث طويل وفيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: انا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من كنت أولى به من نفسه فأنت أولى به من نفسه، وعلى بين يديه عليهما السلام في البيت.

27 - في الكافي محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد عن الحسن بن الجهم عن حنان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أي شئ للموالي؟فقال: ليس لهم من الميراث الا ما قال الله عز وجل الا ان تفعلوا إلى أوليائكم معروفا.

28 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن أبي الحمراء قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أي شئ للموالي من الميراث؟فقال: ليس لهم شئ الا الترباء يعنى التراب.


1. قد مر معناه في صفحة 147. .

2. الفهر - بالكسر -: الحجر قدر ما يدق به الجوز ويستعمل عند الأطباء للحجر الرقيق الذي تسحق به الأدوية على الصلاية. .