قال عز من قائل: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾
79 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام قال ما أول نعمة أبلاك الله عز وجل وانعم عليك بها؟قال: إن خلقني إلى أن قال: فما التاسعة؟قال: إن سخر لي سماءه وارضه وما فيهما وما بينهما من خلقه، قال: صدقت.
80 - في أصول الكافي باسناده إلى أبي جعفر قال: كفى لأولي الألباب بخلق الرب المسخر وملك الرب القاهر إلى قوله: وما أنطق به السن العباد وما ارسل به الرسل وما انزل على العباد دليلا على الرب.
81 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى حماد بن أبي زياد الأزدي قال: سألت سيدي موسى بن جعفر عليهما السلام عن قول الله عز وجل: وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة فقال عليه السلام: النعمة الظاهرة الامام الظاهر و الباطنة الامام الغائب.
82 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب محمد بن مسلم عن الكاظم عليه السلام الظاهرة الامام الظاهر والباطنة الامام الغائب.
83 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن شريك عن جابر قال: قال رجل عند أبي جعفر عليه السلام: (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) قال: اما النعمة الظاهرة فالنبي صلى الله عليه وآله وما جاء به من معرفة الله عز وجل وتوحيده، واما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت وعقد مودتنا فاعتقد والله قوم هذه النعمة الظاهرة والباطنة واعتقدها قوم ظاهرة ولم يعتقدوها باطنة، فأنزل الله: (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) ففرح رسول الله صلى الله عليه وآله عند نزولها انه لم يقبل الله تبارك وتعالى ايمانهم الا بعقد ولايتنا ومحبتنا.
84 - في مجمع البيان (وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة) وفى رواية الضحاك عن ابن عباس قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا ابن عباس أما ما ظهر فالاسلام وما سوى الله من خلقك وما أفضل عليك من الرزق، واما ما بطن فستر مساوى عملك ولم يفضحك به، يا ابن عباس ان الله تعالى يقول: ثلاثة جعلتهن للمؤمن ولم يكن له: صلاة المؤمنين عليه بعد انقطاع عمله، وجعلت له ثلث ماله يكفر به عنه خطاياه، و الثالثة سترت مساوى عمله ولم أفضحه بشئ منه ولو أبديتها عليه لنبذه أهله فمن سواهم.
85 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: حدثني عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله الأنصاري قالوا: أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجده في رهط من أصحابه فيهم أبو بكر وأبو عبيدة وعمر وعثمان وعبد الرحمان ورجلان من قراء الصحابة إلى قوله حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه وآله: وقد أوحى إلي ربى جل وتعالى ان أذكركم بالنعمة وأنذركم بما اقتص عليكم من كتابه واملى (وأسبغ عليكم نعمه) الآية ثم قال: قولوا الان قولكم ما أول نعمة رغبكم الله وبلاكم بها؟فخاض القوم جميعا فذكروا نعم الله التي أنعم عليهم وأحسن إليهم بها من المعاش و الرياش والذرية والأزواج إلى ساير ما بلاهم الله عز وجل من أنعمه الظاهرة، فلما أمسك القوم أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله على علي عليه السلام فقال: يا أبا الحسن قل فقد قال أصحابك، فقال: وكيف بالقول فداك أبي وأمي وانما هدانا الله بك؟قال: ومع ذلك فهات قل ما أول نعمة أبلاك الله عز وجل وانعم عليك بها؟قال: إن خلقني جل ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا، قال: صدقت. فما الثانية؟قال: إن أحسن بي إذ خلقني فجعلني حيا لا مواتا، قال: صدقت. فما الثالثة؟قال: إن أنشأني فله الحمد في أحسن صورة وأعدل تركيب، قال: صدقت. فما الرابعة؟قال: إن جعلني متفكرا راعيا لا بلها ساهيا، قال: صدقت فما الخامسة؟قال إن جعل لي سرا عن ادراك (1) ما ابتغيت بها وجعل لي سراجا منيرا، قال: صدقت. فما السادسة؟قال: إن هداني الله لدينه ولم يضلني عن سبيله، قال: صدقت. فما السابعة؟قال: إن جعل لي مردا في حياة لا انقطاع لها، قال: صدقت. فما الثامنة؟قال: إن جعلني ملكا مالكا لا مملوكا، قال: صدقت. فما التاسعة؟قال إن سخر لي سماءه وارضه وما فيهما وما بينهما من خلقه، قال: صدقت فما العاشرة؟قال: إن جعلنا سبحانه ذكرانا قواما على حلائلنا لا إناثا قال: صدقت. فما بعدها؟قال: كثرت نعم الله يا نبي الله فطابت وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال ليهنئك الحكمة ليهنئك العلم يا أبا الحسن فأنت وارث علمي والمبين لامتي ما اختلفت فيه من بعدى، من أحبك لدينك واخذ بسبيلك فهو ممن هدى إلى صراط مستقيم، ومن رغب عن هواك وأبغضك وتخلاك (2) لقى الله يوم القيامة لا خلاق له والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
86 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى وكتاب منير وإذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير فهو النضر بن الحارث (3) قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: اتبع ما انزل إليك من ربك قال: بل اتبع ما وجدت عليه آبائي.
87 - وقوله عز وجل: ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى قال: بالولاية.
88 - في كتاب التوحيد حدثنا سعد بن عبد الله عن إبراهيم ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد جميعا عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول في آخره: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل مولود يولد على الفطرة يعنى على المعرفة بان الله عز وجل خالقه، فذلك قوله عز وجل: ولئن سئلتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله.
89 - وباسناده إلى أبى هاشم الجعفري قال: سألت أبا جعفر الثاني عليه السلام ما معنى الواحد؟قال: الذي اجتماع الألسن عليه بالتوحيد، كما قال عز وجل: (و لئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله).
90 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: إنه لينزل في ليلة القدر إلى ولى الامر تفسير الأمور سنة سنة يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا، وفى أمر الناس بكذا وكذا، وانه ليحدث لولى الامر سوى ذلك كل يوم علم الله عز وجل الخاص والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الامر، ثم قرأ: ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
91 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم) وذلك أن اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله عن الروح فقال: (الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا) قالوا: نحن خاصة؟قال: بل الناس عامة، قالوا: فكيف يجتمع هذا يا محمد؟تزعم انك لم تؤت من العلم الا قليلا وقد أوتيت القرآن وأوتينا التوراة وقد قرأت: (ومن يؤت الحكمة) وهي التوراة (فقد أوتي خيرا كثيرا) فأنزل الله تبارك وتعالى (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله) يقول: علم الله أكبر من ذلك وما أوتيتم كثير فيكم قليل عند الله.
92 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) سأل يحيى بن أكثم أبا الحسن العالم عليه السلام عن قوله تعالى: (سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله) ما هي؟فقال: هي عين الكبريت وعين اليمن وعين البرهوت وعين الطبرية وجمة ماسيدان وحمة إفريقية وعين بلعوران، ونحن الكلمات التي لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى.
93 - في مجمع البيان وقرأ جعفر بن محمد عليه السلام (والبحر مداده).
94 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة بلغنا والله أعلم انهم قالوا: يا محمد خلقنا أطوارا نطفا ثم علقا ثم أنشأنا خلقا كما تزعم ونزعم انا نبعث في ساعة واحدة فقال الله: (ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة) انما يقول له كن فيكون.
95 - وقوله عز وجل: ألم تر ان الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل يقول: ما ينقص من الليل يدخل في النهار، وما ينقص من النهار يدخل في الليل.
96 - وقوله عز وجل: والشمس والقمر كل يجرى إلى أجل مسمى يقول: كل واحد منهما يجرى إلى منتهاه، لا يقصر عنه ولا يجاوزه.
97 - وقوله عز وجل: ألم تر ان الفلك تجرى في البحر بنعمة الله قال: السفن تجرى في البحر بقدرة الله.
98 - وقال علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل: ان في ذلك لايات لكل ص بار شكور قال: الذي يصبر على الفقر والفاقة، ويشكر الله عز وجل على جميع أحواله.
99 - في مجمع البيان (لكل صبار شكور) وفى الحديث: الايمان نصفان نصف صبر ونصف شكر.
100 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: وإذا غشيهم موج كالظلل يعنى في البحر دعوا الله مخلصين له الدين إلى قوله تعالى: فمنهم مقتصد أي صالح وما يجحد بآياتنا الا كل ختار كفور قال الختار الخداع.
101 - وقوله عز وجل: يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزى والد عن ولده إلى قوله: ان وعد الله حق قال: ذلك القيامة.
102 - في من لا يحضره الفقيه عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فأي الناس أثبت رأيا؟قال: من لم يغره الناس من نفسه، ولم تغره الدنيا بتشويقها.
103 - في مجمع البيان وفى الحديث الكيس من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت، والفاجر من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله.
104 - في ارشاد المفيد رحمه الله من كلام أمير المؤمنين عليه السلام لرجل سمعه يذم الدنيا من غير معرفة بما يجب أن يقول في معناها: الدنيا دار صدق لمن صدقها، و دار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها، مسجد أنبياء الله ومهبط وحيه، و مصلى ملائكته، ومتجر أوليائه اكتسبوا فيها الرحمة وربحوا فيها الجنة، فمن ذا يذمها وقد آذنت ببينها، ونادت بفراقها، ونعت نفسها فشوقت بسرورها إلى السرور، و ببلاءها إلى البلاء (4) تخويفا وتحذيرا وترغيبا وترهيبا، فيا أيها الذام للدنيا والمغتر بتغريرها متى غرتك أبمصارع آبائك في البلى أم بمصارع (5) أمهاتك تحت الثرى كم عللت بكفيك ومرضت بيديك تبتغى لهم الشفاء وتستوصف لهم الأطباء، وتلتمس لهم الدواء، لم تنفعهم بطلبك ولم تشفعهم بشفاعتك، مثلت لهم الدنيا مصرعك (6) و مضجعك حيث لا ينفعك بكاءك، ولا يغنى عنك أحباؤك.
105 - في أصول الكافي باسناده إلى محمد بن مسلم بن شهاب قال: سئل علي بن الحسين عليهما السلام أي الأعمال أفضل عند الله عز وجل؟فقال: ما من عمل بعد معرفة الله عز وجل ومعرفة رسوله صلى الله عليه وآله أفضل من بغض الدنيا، وان لذلك لشعبا كثيرة و للمعاصي شعبا، فأول ما عصى الله به الكبر وهي معصية إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين، والحرص وهي معصية آدم وحوا حين قال الله عز وجل لهما: (كلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) فأخذا ما لا حاجة بهما إليه، فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة، وذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم مالا حاجة به إليه، ثم الحسد وهي معصية ابن آدم حين حسد أخاه فقتله فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب الرياسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة، فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا، فقال الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة، والدنيا دنيائان: دنيا بلاغ ودنيا ملعونة.
106 - وباسناده إلى طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مثل الدنيا كمثل ماء البحر، كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا.
107 - في بصائر الدرجات محمد بن عبد الحميد وأبو طالب جميعا عن حنان ابن سدير عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن لله علما عاما وعلما خاصا، فأما الخاص فالذي لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل، واما علمه العام فالذي اطلعت عليه الملائكة المقربون والأنبياء المرسلون، وقد وقع كله إلينا ثم قال: أو ما تقرأ: وعنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأي ارض تموت.
108 - في كتاب الخصال عن أبي أسامة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: الا أخبركم بخمسة لم يطلع عليها أحدا من خلقه؟قال: قلت: بلى، قال: (ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأي أرض تموت ان الله عليم خبير).
109 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: (ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأي ارض تموت ان الله عليم خبير) قال الصادق عليه السلام: هذه الخمسة أشياء لم يطلع عليها ملك مقرب و لا نبي مرسل وهي من صفات الله عز وجل.
110 - في نهج البلاغة يومى به إلى وصف الأتراك: كأني أراهم قوما كأن وجوههم المجان المطرقة (7) يلبسون السرق والديباج، ويعتقبون الخيل العتاق، ويكون هناك استحرار قتل حتى يمشى المجروح على المقتول، ويكون المفلت أقل من المأسور، فقال له بعض أصحابه: لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب فضحك عليه السلام وقال للرجل - وكان كلبيا -: يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب، وانما هو تعلم من ذي علم، وانما علم الغيب علم الساعة وما عدده الله سبحانه بقوله: (ان الله عنده علم الساعة) الآية فيعلم سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى وقبيح أو جميل وسخى أو بخيل، وشقي أو سعيد، ومن يكون للنار حطبا أو في الجنان للنبيين مرافقا، فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد الا الله، وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه صلى الله عليه فعلمنيه، ودعا لي أن يعيه صدري ويضطم عليه جوارحي.
111 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال عليه السلام في قوله عز وجل: (وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأي أرض تموت) فقال: من قدم إلى قدم.
112 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام انه لما أراد المسير إلى النهروان اتاه منجم فقال له: يا أمير المؤمنين لا تسر في هذه الساعة وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ولم ذاك؟قال: لأنك ان سرت في هذه الساعة أصابك وأصاب أصحابك اذى وضر شديد، وان سرت في الساعة التي أمرتك ظفرت وظهرت وأصبت كلما طلبت، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: تدرى ما في بطن هذه الدابة أذكر أم أنثى؟قال: إن حسبت علمت، قال له أمير المؤمنين: من صدقك على هذا القول كذب بالقرآن (ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأي ارض تموت ان الله عليم خبير) ما كان محمد صلى الله عليه وآله يدعى ما ادعيت، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
113 - في مجمع البيان جاء في الحديث ان مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن الا الله، وقرء هذه الآية.
114 - وروى عن أئمة الهدى عليهم السلام ان هذه الأشياء الخمسة لا يعلمها على التفصيل والتحقيق غيره تعالى.
115 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب: وبنا ينزل الغيث.
116 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: وبنا ينزل الغيث وينشر الرحمة.
117 - وباسناده إلى سليمان بن مهران الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام قال: بنا ينزل الغيث وينشر الرحمة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
118 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحجال عن ابن بكير عن أبي منهال عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن النطفة إذا وقعت في الرحم بعث الله عز وجل ملكا فأخذ من التربة التي يدفن فيها، فماثها في النطفة (8) فلا يزال قلبه يحن إليها حتى يدفن فيها.
119 - في أصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عبد الحميد عن الحسن بن الجهم قال: قلت للرضا عليه السلام: أمير المؤمنين قد عرف قاتله في الليلة التي يقتل فيها والموضع الذي يقتل فيه، وقوله لما سمع صياح الإوز في الدار: صوائح تتبعها نوائح، وقول أم كلثوم: لو صليت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلى بالناس فأبى عليها وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح وقد عرف عليه السلام ان ابن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف كان هذا مما لا يحسن تعرضه؟فقال: ذلك كان ولكنه خير في تلك الليلة لتمضى مقادير الله عز وجل.
120 - في كتاب مقتل الحسين (ع) لأبي مخنف وان الحسين لما نزل كربلاء وأخبر باسمها بكى بكاءا شديدا وقال: أرض كرب وبلاء، قفوا ولا تبرحوا وحطوا ولا ترحلوا، فهيهنا والله محط رحالنا وهيهنا والله سفك دمائنا، وهيهنا والله تسبى حريمنا، وهيهنا والله محل قبورنا، وهيهنا والله محشرنا ومنشرنا وبهذا وعدني جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ولا خلاف لوعده.
1. كذا في النسخ ولا تخلو عن التصحيف وفى البحار (ج 15 - ج 2 - ص 29) (قال: إن جعل لي شواعر أدرك ما ابتغيت... اه). .
2. تخلاه ومنه وعنه: تركه. .
3. النضر بن حارث بن علقمة بن كندة من شياطين قريش وأعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وممن كان يؤذى رسول الله صلى الله عليه وآله وينصب له العداوة وكان قد قدم الحيرة وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس وأحاديث رستم واسفنديار، فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وآله مجلسا فذكر فيه بالله و حذر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم من نقمة الله خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال: أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثا منه فهلموا إلى، فانا أحدثكم أحسن من حديثه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسفنديار، وهو الذي قال (سأنزل مثل ما أنزل الله) كما ذكره المفسرون، وكان عاقبة أمره انه قتل ببدر وقد قتله أمير المؤمنين عليه السلام صبرا عند رسول الله صلى الله عليه وآله كما ذكره ابن هشام في السيرة وغيره. .
4. كذا في النسخ وفى المصدر (وحذرت ببلائها البلاء) وفى النهج (فمثلت لهم ببلائها البلاء وشوقتهم بسرورها إلى السرور) قال الشارح المعتزلي فمثلت لهم ببلائها البلاء أي بلاء الآخرة وعذاب جهنم وشوقتهم بسرورها إلى السرور أي إلى سرور الآخرة ونعيم الجنة (ثم قال): وهذا الفصل كله لمدح الدنيا وهو ينبئ عن اقتداره عليه السلام على ما يريد من المعاني لان كلامه كله في ذم الدنيا وهو الان يمدحها وهو صادق في ذاك وفى هذا. .
5. كذا في النسخ لكن في المصدر والنهج (أم بمضاجع أمهاتك) وهو الظاهر المناسب لإسلوب الكلام من جهة الفصاحة، ولا يخلو النسخ عن التصحيف. .
6. وفى المصدر (قد مثلت لك الدنيا بهم مصرعك...) .
7. مر الحديث مع ما ذيلناه في صفحة 95. .
8. مات الشئ في الماء: اذابه فيه. .