قال عز من قائل: ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ إلى قوله: ﴿إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾
19 - في أصول الكافي في باب جوامع التوحيد خطبة لأمير المؤمنين وفيها يقول عليه السلام: الذي سئلت الأنبياء عنه فلم تصفه بحد ولا ببعض، بل وصفته بفعاله ودلت عليه بآياته.
20 - في تفسير علي بن إبراهيم قال موسى: أولو جئتك بشئ مبين قال فرعون فأت به ان كنت من الصادقين فالقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين فلم يبق أحد من جلساء فرعون الا هرب، ودخل فرعون من الرعب ما لم يملك نفسه، فقال فرعون: يا موسى أنشدك بالله وبالرضاع الا ما كففتها عنى ثم نزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين فلما اخذ موسى عليه السلام العصا رجعت إلى فرعون نفسه وهم بتصديقه فقام إليه هامان فقال له: بينما أنت اله تعبد إذ صرت تابعا لعبد.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد سبق قريبا فيما نقلنا من مجمع البيان عن أبي جعفر عليه السلام بيان لقوله عز وجل (فالقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين).
21 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلي عليه السلام: فان موسى قد اعطى اليد البيضاء فهل فعل لمحمد شئ من هذا؟قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، ان نورا كان يضئ عن يمينه حيثما جلس وعن يساره أينما جلس، وكان يراه الناس كلهم، قال له اليهودي: فان هذا موسى بن عمران قد أعطى العصا وكانت تحول ثعبانا؟قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، ان رجلا كان يطالب أبا جهل بن هشام بدين ثمن جزور (1) قد اشتراه فاشتغل عنه وجلس يشرب، فطلبه الرجل فلم يقدر عليه فقال له بعض المستهزئين: من تطلب؟قال: عمرو بن هشام يعنى أبا جهل لي عليه دين، قال فأدلك على من يستخرج الحقوق؟قال: نعم فدله على النبي صلى الله عليه وآله و كان أبو جهل يقول: ليت لمحمد إلي حاجة فأسخر به وأرده؟فاتى الرجل النبي صلى الله عليه وآله فقال له: يا محمد بلغني ان بينك وبين عمرو بن هشام حسن (2) وانا استشفع بك إليه، فقام معه رسول الله صلى الله عليه وآله فأتى به فقال له: قم يا أبا جهل فاد إلى الرجل حقه وانما كنى أبا جهل ذلك اليوم، فقام مسرعا فأدى إليه حقه، فلما رجع إلى مجلسه قال له بعض أصحابه: فعلت ذلك فرقا من محمد؟قال: ويحكم أعذروني انه لما أقبل رأيت عن يمينه رجالا بأيديهم حراب تتلألأ، وعن يساره ثعبانين تصطك بأسنانهما وتلمع النيران من أبصارهما، لو امتنعت لم آمن أن يبعجوا (3) بالحراب بطني ويقضمني الثعبانان، هذا أكبر مما اعطى موسى ثعبان بثعبان موسى، وزاد الله محمدا صلى الله عليه وآله ثعبانا وثمانية أملاك معهم الحراب.
22 - في مجمع البيان ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين إليها أي اخرج من كمه أو جيبه عاما على ما روى.
23 - في أصول الكافي أحمد بن مهران رحمه الله عن محمد بن علي عن الحسن بن منصور عن أخيه قال: دخلت على الرضا عليه السلام في بيت داخل في جوف بيت ليلا، فرفع يده فكانت كأن في البيت عشرة مصابيح، واستأذن عليه رجل فخلا يده ثم اذن له.
24 - في تفسير علي بن إبراهيم: ثم قال فرعون للملاء حوله ان هذا الساحر عليم يريد ان يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون إلى قوله تعالى: لميقات يوم معلوم فكان فرعون وهامان قد تعلما السحر، وانما غلبا الناس بالسحر، وادعى فرعون الربوبية بالسحر. فلما أصبح بعث في المدائن حاشرين، مدائن مصر كلها و جمعوا الف ساحر، واختار من الف، مأة ومن المأة ثمانين، فقال السحرة لفرعون قد علمت أنه ليس في الدنيا أسحر منا، فان غلبنا موسى فما يكون لنا عندك؟قال إنكم إذا لمن المقربين عندي أشارككم في ملكي قالوا: فان غلبنا موسى وأبطل سحرنا علمنا أن ما جاء به ليس من قبل السحر ولا من قبل الحيلة آمنا به وصدقناه، قال فرعون: ان غلبكم موسى صدقته انا أيضا معكم، ولكن اجمعوا كيدكم أي حيلتكم قال: و كان موعدهم يوم عيد لهم، فلما ارتفع النهار من ذلك اليوم وجمع فرعون الخلق والسحرة وكانت له قبة طولها في السماء ثمانون ذراعا، وقد كانت لبست الحديد و الفولاذ المصقول. فكانت إذا وقعت الشمس عليها لم يقدر أحد أن ينظر إليها من لمع الحديد ووهج الشمس (4) وجاء فرعون وهامان وقعدا عليها ينظران، وأقبل موسى عليه السلام ينظر إلى السماء فقالت السحرة لفرعون: انا نرى رجلا ينظر إلى السماء ولن يبلغ سحرنا إلى السماء، وضمنت السحرة من في الأرض، فقالوا لموسى: اما ان تلقى واما ان نكون نحن الملقين * قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فالقوا حبالهم وعصيهم فأقبلت تضرب وسالت مثل الحيات وهاجت فقالوا بعزة فرعون انا لنحن الغالبون.
25 - في جوامع الجامع (وقالوا بعزة فرعون) اقسموا بعزة فرعون وهي من أقسام الجاهلية، وفى الاسلام لا يصح الحلف الا بالله تعالى أو بعض أسمائه وصفاته، وفى الحديث: لا تحلفوا الا بالله ولا تحلفوا بالله الا وأنتم صادقون.
26 - في أصول الكافي باسناده إلى محمد بن زيد الطبري قال: كنت قائما على رأس الرضا عليه السلام بخراسان وعنده عدة من بني هاشم وفيهم إسحاق بن موسى بن عيسى العباسي، فقال: يا اسحق بلغني ان الناس يقولون انا نزعم ان الناس عبيد لنا، وقرابتي من رسول الله ما قلته قط ولا سمعته من أحد من آبائي قاله، ولا بلغني أحد من آبائي قاله ولكني أقول: الناس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين، فليبلغ الشاهد الغائب.
27 - في تفسير علي بن إبراهيم، فالقى موسى عصاه فذابت في الأرض مثل الرصاص، ثم طلع رأسها وفتحت فاها ووضعت شدقها (5) العليا على رأس قبة فرعون ثم دارت وأرخت شفتها السفلى، والتقمت عصى السحرة وحبالهم وغلب كلهم، وانهزم الناس حين رأوها وعظمها وهولها مما لم تر العين ولا وصف الواصفون مثله، قيل: فقتل في الهزيمة من وطئ الناس بعضهم بعضا عشرة آلاف رجل وامرأة وصبي، ودارت على قبة فرعون قال: فأحدث فرعون وهامان في ثيابهما وشاب رأسهما وغشى عليهما من الفزع ومر موسى عليه السلام في الهزيمة مع الناس فناداه الله عز وجل: خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى فرجع موسى عليه السلام ولف على يده عباء كانت عليه ثم أدخل يده في فمها فإذا هي عصا كما كانت، فكان كما قال الله عز وجل: فالقى السحرة ساجدين لما رأو ذلك قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون فغضب فرعون عند ذلك غضبا شديدا و قال آمنتم له قبل ان آذن لكم انه لكبيركم يعنى موسى (ع) الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لاقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين فقالوا له كما حكى الله عز وجل: لا ضيرانا إلى ربنا لمنقلبون انا نطمع ان يغفر لنا ربنا خطايانا ان كنا أول المؤمنين فحبس فرعون من آمن بموسى عليه السلام في السجن حتى انزل الله عز وجل عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم فأطلق عنهم، فأوحى الله عز وجل إلى موسى (ان أسر بعبادي انكم متبعون) فخرج موسى ببنى إسرائيل ليقطع بهم البحر وجمع فرعون أصحابه وبعث في المدائن حاشرين، وحشر الناس وقدم مقدمته في ستمأة ألف وركب هو في ألف الف، وخرج كما حكى الله عز وجل.
28 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: لشرذمة قليلون يقول: عصبة قليلة.
29 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول عليه السلام في آخره: ان الله خلق أقواما لجهنم والنار، فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم واشمأز من ذلك، ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به، وقالوا: ساحر كذاب فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك، ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق فهم ينطقون وقلوبهم منكرة ليكون ذلك دفعا عن أوليائه وأهل طاعته ولولا ذلك ما عبد الله في أرضه، فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان فاكتموا عمن أمر الله بالكف عنه واستروا عمن أمر الله بالستر والكتمان عنه، قال: ثم رفع يده وبكى وقال: اللهم ان هؤلاء لشرذمة قليلون، فاجعل محيانا محياهم. ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم، فإنك ان فجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك وصلى الله على محمد وآله وسلم.
30 - في الخرائج والجرائح ان عليا عليه السلام قال: لما خرجنا إلى خيبر فإذا نحن بواد ملان ماء فقدرناه فإذا هو أربعة عشر قامة فقال الناس: يا رسول الله العدو من ورائنا والوادي أمامنا فكان كما قال أصحاب موسى انا لمدركون فنزل عليه السلام ثم قال اللهم انك جعلت لكل مرسل علامة فأرنا قدرتك، ثم ركب وعبرت الخيل والإبل لا تندى حوافرها ولا أخفافها.
31 - في تفسير علي بن إبراهيم فلما قرب موسى عليه السلام من البحر وقرب فرعون من موسى (قال أصحاب موسى انا لمدركون) قال موسى كلا ان معي ربى سيهدين أي سينجين فدنا موسى عليه السلام من البحر فقال له ان أفرق فقال البحر له: استكبرت يا موسى ان تقول لي ان أنفرق لك ولم أعص الله عز وجل طرفة عين، وقد كان فيكم العاصي، فقال له موسى عليه السلام: فاحذر أن تعصى وقد علمت أن آدم عليه السلام اخرج من الجنة بمعصية وانما لعن إبليس بمعصيته، فقال البحر: ربى عظيم مطاع أمره و لا ينبغي لشئ ان يعصيه، فقام يوشع بن نون فقال لموسى عليهما السلام: يا نبي الله ما أمر ربك قال: بعبور البحر فاقحم يوشع فرسه في الماء وأوحى الله عز وجل إلى موسى ان اضرب بعصاك الحجر فضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم أي كالجبل العظيم، فضرب له في البحر اثنى عشر طريقا فاخذ كل سبط منهم في طريق فكان الماء قد ارتفع وبقيت الأرض يابسة طلعت فيها الشمس فليبست كما حكى الله عز وجل: فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ودخل موسى عليه السلام وأصحابه البحر وكان أصحابه اثنى عشر سبطا فضرب الله عز وجل لهم في البحر اثنى عشر طريقا فأخذ كل سبط في طريق، وكان الماء قد ارتفع على رؤسهم مثل الجبال، فجزعت الفرقة التي كانت مع موسى عليه السلام في طريقه، فقالوا يا موسى أين اخواننا؟فقال لهم: معكم في البحر فلم يصدقوه، فأمر الله عز وجل البحر فصار طاقات حتى كان ينظر بعضهم إلى بعض ويتحدثون، وأقبل فرعون وجنوده فلما انتهى إلى البحر قال لأصحابه: الا تعلمون انى ربكم الاعلى قد فرج لي البحر فلم يجسر أحد أن يدخل البحر وامتنعت الخيل منه لهول الماء، فتقدم فرعون حتى جاء إلى ساحل البحر فقال له منجمه: لا تدخل البحر وعارضه فلم يقبل منه، وأقبل على فرس حصان (6) فامتنع الحصان أن يدخل فعطف عليه جبرئيل عليه السلام وهو على ما ديانة، فتقدمه ودخل فنظر الفرس إلى الرمكة (7) فطلبها ودخل البحر واقتحم أصحابه خلفه، فلما دخلوا كلهم حتى كان آخر من دخل من أصحابه وآخر من خرج من أصحاب موسى عليه السلام، أمر الله عز وجل الرياح فضربت البحر بعضه ببعض فأقبل الماء يقع عليهم مثل الجبال.
32 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن محمد بن هشام عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن قوما ممن آمن بموسى قالوا: لو أتينا عسكر فرعون وكنا فيه ونلنا من دنياه فإذا كان الذي نرجوه من ظهور موسى عليه السلام صرنا إليه ففعلوا، فلما توجه موسى ومن معه هاربين من فرعون ركبوا دوابهم وأسرعوا في السير ليلحقوا بموسى وعسكره فيكونوا معهم، فبعث الله عز وجل ملكا فضرب وجوه دوابهم فردهم إلى عسكر فرعون فكانوا فيمن غرق مع فرعون.
33 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب إبراهيم بن أدهم وفتح الموصلي قال كل واحد منهما: كنت أسيح في البادية مع القافلة فعرضت لي حاجة فتنحيت عن القافلة وإذا انا بصبي يمشى، فدنوت منه وسلمت عليه فرد على السلام فقلت له: إلى أين؟قال: أريد بيت ربى، فقلت: حبيبي انك صغير ليس عليك فرض ولا سنة، فقال: يا شيخ ما رأيت من هو أصغر منى سنا مات، فقلت: أين الزاد والراحلة؟فقال: زادي تقواي وراحلتي رجلاي وقصدي مولاي، فقلت: ما أدرى معك شيئا من الطعام؟فقال يا شيخ هل تستحسن ان يدعوك انسان إلى دعوة فتحمل من بيتك الطعام؟قلت: لا قال: الذي دعاني إلى بيته هو يطعمني ويسقين.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: هذا الكلام طويل وقد ذكر في أواسطه ان الصبي كان علي بن الحسين عليهما السلام.
34 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ظهرت صحته على سقمه فتعالج بشئ فمات فانا إلى الله منه برئ.
35 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن مسعود أنه قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ تبسم فقلت له: مالك يا رسول الله؟قال: عجبت من المؤمن و جزعه من السقم، ولو يعلم ماله في السقم من الثواب لأحب الا يزال سقيما حتى يلقى ربه عز وجل.
36 - في الكافي باسناده إلى جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عز وجل: من مرض ثلاثا فلم يشك إلى أحد من عواده أبدلته لحما خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه، فان عافيته ولا ذنب له، وان قبضته قبضته إلى رحمتي.
37 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: ما من عبد ابتليته ببلاء فلم يشك إلى عواده الا أبدلته لحما خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه، فان قبضته قبضته إلى رحمتي، وان عاش عاش وليس له ذنب.
38 - وباسناده عن بشير الدهان عن أبي عبد الله قال: قال الله عز وجل: أيما عبد ابتليته ببلية فكتم ذلك عواده ثلاثا أبدلته لحما خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه وبشرا خيرا من بشره فان أبقيته أبقيته ولا ذنب له، وان مات مات إلى رحمتي.
39 - وباسناده إلى الحسن الميثمي عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من مرض ليلة فقبلها بقبولها كتب الله له عبادة ستين سنة، قلت: ما معنى قبولها؟قال: لا يشكو ما أصابه فيها إلى أحد.
40 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن العرزمي عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وادى إلى الله شكرها كانت كعبادة ستين سنة، قال أبى: فقلت له: ما قبولها؟قال: يصبر عليها ولا يخبر بما كان فيها، فإذا أصبح حمد الله على ما كان.
41 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من مرض ثلاثة أيام فكتمه ولم يخبر به أحدا أبدل الله عز وجل له لحما خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه، وبشرة خيرا من بشرته، وشعرا خيرا من شعره، قال: قلت: جعلت فداك وكيف يبدله؟قال: يبدله لحما وشعرا ودما وبشرة لم يذنب فيها.
42 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل عن حد الشكاة للمريض، فقال: ان الرجل يقول: حممت اليوم وسهرت البارحة وقد صدق وليس هذا شكاة، وانما الشكوى أن يقول: إبتيلت بما لم يبتل به أحد، ويقول: لقد أصابني ما لم يصب أحدا وليس الشكوى أن يقول: سهرت البارحة وحممت اليوم ونحو هذا.
43 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: الا وان اللسان الصالح يجعله الله للمرء في الناس خير له من المال يورثه من لا يحمده.
44 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل واجعل لي لسان صدق في الآخرين قال هو أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
45 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن يحيى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ولسان الصدق للمرء يجعله الله في الناس خيرا من المال يأكله ويورثه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
46 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل في بيان ما جرى منه عليه السلام أيام تزويج فاطمة من على عليهما السلام وفيه: فسأل عليا كيف وجدت أهلك؟قال: نعم العون على طاعة الله وسأل فاطمة؟فقالت: خير بعل، فقال: اللهم أجمع شملهما واجعلهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم.
47 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة قال: سألته عن قول الله عز وجل: الا من اتى الله بقلب سليم قال: السليم الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه، قال: وكل قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط، وانما أراد بالزهد في الدنيا لتفزع قلوبهم إلى الآخرة.
48 - وباسناده إلى الحسن بن الجهم عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال: التواضع أن تعطى الناس ما تحب أن تعطاه.
49 - وفى آخر قال: قلت: ما حد التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعا؟فقال: التواضع درجات، منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم لا يحب أن يأتي إلى أحد الا مثل ما يؤتى إليه، ان رأى سيئة درأها بالحسنة، كاظم الغيظ عاف عن الناس والله يحب المحسنين.
50 - في مجمع البيان وروى عن الصادق عليه السلام أنه قال: هو القلب الذي سلم من حب الدنيا، ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وآله: حب الدنيا رأس كل خطيئة.
51 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام صاحب النية الصادقة صاحب القلب السليم، لان سلامة القلب من هواجس المذكورات. تخلص النية لله في الأمور كلها قال الله تعالى: يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.
52 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانزل في طسم وبرزت الجحيم للغاوين وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون جنود إبليس ذريته من الشياطين وما أضلنا الا المجرمون يعنى المشركين الذين اقتدوا بهم هؤلاء فاتبعوهم على شركهم، وهو قوم محمد صلى الله عيله واله ليس فيهم من اليهود والنصارى أحد، وتصديق ذلك قول الله عز وجل: (كذبت قبلهم قوم نوح. كذب أصحاب الأيكة. كذبت قوم لوط) ليس هم اليهود الذين قالوا: عزير ابن الله، و لا النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله، سيدخل الله اليهود والنصارى النار، ويدخل كل قوم بأعمالهم، وقولهم: (وما أضلنا الا المجرمون) إذ دعونا إلى سبيلهم ذلك قول الله عز وجل فيهم حين جمعهم إلى النار (قالت أوليهم لأخراهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار) وقوله: (كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا) برئ بعضهم من بعض، ولعن بعضهم بعضا يريد بعضهم ان يحج بعضا رجاء الفلج فيفلتوا جميعا من عظم ما نزل بهم، وليس بأوان بلوى ولا اختبار، ولا قبول معذرة ولا حين نجاة.
53 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر ابن سويد عن يحيى الحلبي عن أبي سعيد المكارى عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) قال: هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره.
54 - محمد بن يحيى عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن عبد الله بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال في قول الله عز وجل: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) قال: يا أبا بصير هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره.
55 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) قال الصادق عليه السلام: نزلت في قوم وصفوا عدلا ثم خالفوه إلى غيره، وفى خبر آخر قال: هم بنو أمية والغاوون بنو العباس (8).
56 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب أبو ذر في خبر النبي صلى الله عليه وآله يا أبا ذر يؤتى بجاحد على أعمى أبكم يتكبكب في ظلمات يوم القيامة، ينادى: يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وفى عنقه طوق من النار.
57 - في محاسن البرقي وفى رواية عثمان بن عيسى وغيره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) قال: من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره.
58 - في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: أيها السائل اعلم أن من شبه ربنا الجليل بتباين أعضاء خلقه، وبتلاحم أحقاق (9) مفاصله المحتجبة بتدبير حكمته، انه لم يعقد غيب ضميره على معرفته، ولم يشاهد قلبه اليقين بأنه لا ند له، وكأنه لم يسمع بتبري التابعين من المتبوعين وهم يقولون: تالله ان كنا لفى ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين فمن ساوى ربنا بشئ فقد عدل به، والعادل به كافر بما تنزلت به محكمات آياته ونطقت به شواهد حجج بيناته، لأنه الله الذي لم يتناه في العقول فيكون في مهب فكرها مكيفا، وفى حواصل هويات همم النفوس محدودا مصرفا، المنشئ أصناف الأشياء بلا روية احتاج إليها، ولا قريحة غريزة أضمر عليها، ولا تجربة أفادها من موجودات الدهور، ولا شريك أعانه على ابتداع عجائب الأمور.
59 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي أسامة عن أبي عبد الله وأبى جعفر عليهما السلام انهما قالا: والله لنشفعن في المذنبين من شيعتنا حتى يقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم.
60 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن عقبة عن عمر بن أبان عن عبد الحميد الوابشي عن أبي جعفر عليه السلام قال في حديث طويل: وان الشفاعة لمقبولة وما تقبل في ناصب، وان المؤمن ليشفع لجاره و ماله حسنة، فيقول: يا رب جارى كان يكف عنى الأذى فيشفع فيه، فيقول الله تبارك و تعالى: انا ربك وأنا أحق من كافى عنك فيدخله الله الجنة وماله من حسنة، وان أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين انسانا، فعند ذلك يقول أهل النار: (فمالنا من شافعين ولا صديق حميم).
61 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى الحسن بن صالح بن حي قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: لقد عظمت منزلة الصديق حتى أهل النار ليستغيثون به و يدعون به في النار قبل القريب الحميم قال الله مخبرا عنهم: (فمالنا من شافعين ولا صديق حميم).
62 - وباسناده إلى الفضل بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: يا فضل لا تزهدوا في فقراء شيعتنا، فان الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر، ثم قال: يا فضل انما سمى المؤمن مؤمنا لأنه يؤمن على الله فيجبر ايمانه، ثم قال: أما سمعت الله تعالى يقول في أعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيامة: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم).
63 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في دعاء يوم المباهلة المروى عن أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلام اللهم انا قد تمسكنا بكتابك وبعترة نبيك محمد صلواتك عليه وعليهم الذين أقمتهم لنا دليلا وعلما امرتنا باتباعهم، اللهم فانا قد تمسكنا بهم فارزقنا شفاعتهم حين يقول الخائبون: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم.
64 - في محاسن البرقي عنه عن عمر بن عبد العزيز عن مفضل أو غيره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) قال: الشافعون الأئمة والصديق من المؤمنين.
65 - في مجمع البيان وفى الخبر المأثور عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول إن الرجل يقول في الجنة: ما فعل صديقي فلان وصديقه في الجحيم؟فيقول الله: أخرجوا له صديقه إلى الجنة فيقول من بقي في النار: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم).
66 - وروى بالاسناد عن حمران بن أعين عن أبي عبد الله عليه السلام قال: والله لنشفعن لشيعتنا ثلاث مرات حتى يقول الناس: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) إلى قوله فنكون من المؤمنين.
67 - وفى رواية أخرى حتى يقول عدونا.
68 - وعن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن المؤمن ليشفع يوم القيامة لأهل بيته فيشفع فيهم حتى يبقى خادمه، فيقول ويرفع سبابتيه: خويدمي كان يقيني الحر والبرد فيشفع فيه.
69 - وفى خبر آخر عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن المؤمن ليشفع لجاره وماله حسنة فيقول: يا رب جارى كان يكف عنى الأذى فيشفع فيه وان أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين انسانا.
70 - في تفسير علي بن إبراهيم (فلو ان لنا كرة فنكون من المؤمنين) قال: من المهتدين قال: لان الايمان قد لزمهم بالاقرار.
71 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فمكث نوح ألف سنة الا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته أحد، ولكنه قدم على قوم مكذبين للأنبياء الذين كانوا بينه وبين آدم وذلك قوله عز وجل: كذبت قوم نوح المرسلين يعنى من كان بينه وبين آدم عليهما السلام إلى أن انتهى إلى قوله: وان ربك لهو العزيز الرحيم وقال فيه أيضا: فكان بين آدم وبين نوح عليهما السلام عشرة آباء كلهم أنبياء في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
72 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: وقالوا أنؤمن لك يا نوح و اتبعك الأرذلون قال: الفقراء.
وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: الفلك المشحون المجهز الذي قد فرغ منه ولم يبق الا دفعة.
73 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقال نوح: ان الله تبارك وتعالى باعث نبيا يقال له: هود، وانه يدعو قومه إلى الله عز وجل فيكذبونه وان الله عز وجل يهلكهم بالريح فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه فان الله تبارك وتعالى ينجيه من عذاب الريح، وأمر نوح ابنه سام ان يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة ويكون يوم عيد لهم فيتعاهدون فيه بعث هود، وزمانه الذي يخرج فيه، فلما بعث الله تبارك وتعالى هودا نظروا فيما عندهم من العلم والايمان وميراث العلم والاسم الأكبر وآثار علم النبوة فوجدوا هودا نبيا، وقد بشرهم أبوهم نوح به، فآمنوا به وصدقوه واتبعوه، فنجوا من عذاب الريح وهو قول الله عز وجل: والى عاد أخاهم هودا وقوله: كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود الا تتقون في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
74 - في مجمع البيان - آية تعبثون أي ما لا تحتاجون إليه لسكناكم وانما تريدون العبث بذلك واللعب واللهو كأنه جعل بناهم ما يستغنون عنه عبثا منهم عن ابن عباس في رواية عطاء ويؤيده الخبر المأثور عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وآله خرج فرأى قبة فقال: ما هذه؟فقالوا له أصحابه: هذا الرجل من الأنصار فمكث حتى إذا جاء صاحبها فسلم في الناس أعرض عنه وصنع ذلك مرارا حتى عرف الرجل الغضب به والاعراض عنه، فشكى ذلك إلى أصحابه وقال: والله إلى لأنكر رسول الله صلى الله عليه وآله ما أدرى ما حدث في وما صنعت؟قالوا: خرج رسول الله فرأى قبتك فقال: لمن هذه؟فأخبرناه فرجع إلى قبته فسواها بالأرض، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم فلم ير القبة فقال: ما فعلت القبة التي كانت هيهنا؟قالوا: شكى إلينا صاحبها اعراضك عنه فأخبرناه فهدمها، فقال: ان كل ما يبنى وبال على صاحبه يوم القيامة الا ما لا بد منه.
75 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله بكل ربع قال الإمام أبو جعفر عليه السلام يعنى لكل طريق آية والآية علي عليه وقوله عز وجل: وإذا بطشتم بطشتم جبارين قال: تقتلون بالغضب من غير استحقاق.
76 - في مجمع البيان - وروى عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال: إنه أول عين نبعت في الأرض هي التي فجرها الله عز وجل لصالح فقال: لها شرب ولكم شرب يوم معلوم.
77 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: أيها الناس انما يجمع الناس الرضا والسخط، وانما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا، فقال سبحانه: فعقروها فأصبحوا نادمين فما كان الا أن خارت أرضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في الأرض الخوارة (10).
78 - في جوامع الجامع - كذب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب وفى الحديث ان شعيبا أخا مدين أرسل إليهم والى أصحاب الأيكة.
79 - في تفسير علي بن إبراهيم واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين قال: الخلق الأولين وقوله عز وجل: (فكذبوه) قال قوم شعيب فاخذهم عذاب يوم الظلة قال: يوم حر وسمائم.
80 - وفيه واما قوله عز وجل (عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم) فبلغنا والله أعلم انه أصابهم حر وهم في بيوتهم، فخرجوا يلتمسون الروح من قبل السحابة التي بعث الله عز وجل فيها العذاب، فلما غشيهم أخذتهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين وهم قوم شعيب.
81 - في بصائر الدرجات محمد بن أحمد عن العباس بن معروف عن الحسن بن محبوب عن حنان بن سدير عن سالم عن أبي محمد قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أخبرني عن الولاية نزل بها جبرئيل من عند رب العالمين يوم الغدير؟فقال: نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وانه لفى زبر الأولين قال: هي الولاية لأمير المؤمنين.
82 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: (وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين) قال: الولاية التي نزلت لأمير المؤمنين صلوات الله عليه يوم الغدير.
83 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن حنان بن سدير عن سالم الحناط قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أخبرني عن قول الله تبارك وتعالى.
(نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) قال: هي الولاية لأمير المؤمنين عليه السلام.
84 - علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحجال عمن ذكره عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: (بلسان عربي مبين) قال: يبين الألسن ولا تبينه الألسن.
85 - في كتاب علل الشرائع باسناده إلى مسلم بن خالد المكي عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا الا بالعربية فكان يقع في مسامع الأنبياء عليهم السلام بألسنة قومهم، وكان يقع في مسامع نبينا صلى الله عليه وآله بالعربية، فإذا كلم به قومه كلمهم بالعربية فيقع في مسامعهم بلسانهم فكان أحد لا يخاطب رسول الله صلى الله عليه وآله بأي لسان خاطبه الا وقع في مسامعه بالعربية، كل ذلك يترجم جبرئيل عنه تشريفا من الله عز وجل له صلى الله عليه وآله.
86 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: (ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين) قال الصادق عليه السلام: لو نزلنا القرآن على العجم ما آمنت به العرب وقد نزل على العرب فآمنت به العجم فهذه فضيلة العجم.
87 - في الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحسين عن محمد بن الوليد و محمد بن أحمد عن يونس بن يعقوب عن علي بن عيسى القماط عن عمه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أرى رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه بنى أمية يصعدون على منبره من بعده و يضلون الناس عن الصراط القهقرى، فأصبح كئيبا حزينا قال: فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا رسول الله مالي أراك كئيبا حزينا قال: يا جبرئيل انى رأيت بنى أمية في ليلتي هذه يصعدون منبرى من بعدى يضلون الناس عن الصراط القهقرى فقال: و الذي بعثك بالحق نبيا انى ما اطلعت عليه.
فعرج إلى السماء فلم يلبث ان نزل عليه بآي من القرآن يؤنسه بها قال: (أفرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون (ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون) وانزل عليه: (انا أنزلناه في ليلة القدر وما ادريك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر) جعل الله عز وجل ليلة القدر لنبيه صلى الله عليه وآله خيرا من الف شهر ملك بنى أمية.
88 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: (وانذر عشيرتك الأقربين) قال: نزلت: (ورهطك منهم المخلصين) قال: نزلت بمكة فجمع رسول الله صلى الله عليه وآله بني هاشم وهم أربعون رجلا كل واحد منهم يأكل الجذع ويشرب القربة (11) فاتخذ لهم طعاما يسيرا بحسب ما أمكن، فأكلوا حتى شبعوا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من يكون وصيي ووزيري وخليفتي؟فقال أبو لهب: جزما (12) سحركم محمد، فتفرقوا فلما كان اليوم الثاني أمر رسول الله صلى الله عليه وآله ففعل بهم مثل ذلك، ثم سقاهم اللبن حتى رووا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيكم يكون وصيي ووزيري وخليفتي؟فقال أبو لهب: جزما سحركم محمد فتفرقوا، فلما كان اليوم الثالث أمر رسول الله صلى الله عليه وآله ففعل بهم مثل ذلك ثم سقاهم اللبن فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: أيكم يكون وصيي ووزيري وينجز عداتي ويقضى ديني؟فقام على صلوات الله عليه وكان أصغرهم سنا وأحمشهم (13) ساقا وأقلهم مالا فقال: أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت هو.
89 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن الحارث بن نوفل عن علي ابن أبي طالب عليهما السلام قال: لما نزلت (وانذر عشيرتك الأقربين) أي رهطك المخلصين دعا رسول الله صلى الله عليه وآله بنى عبد المطلب وهم إذ ذاك أربعون رجلا يزيدون رجلا وينقصون رجلا، فقال: أيكم يكون أخي ووارثي ووزيري ووصيي وخليفتي فيكم بعدى؟فعرض عليهم ذلك رجلا رجلا كلهم يأبى ذلك حتى اتى على فقلت: أنا يا رسول الله فقال: يا بنى عبد المطلب هذا وارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدى، فقام القوم يضحك بعضهم إلى بعض ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام.
90 - في مجمع البيان (وانذر عشيرتك الأقربين) وفى الخبر المأثور عن براء بن عازب أنه قال: لما نزلت هذه الآية جمع رسول الله صلى الله عليه وآله بنى عبد المطلب و هم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس (14) فامر عليا عليه السلام برجل شاة فأدمها (15) ثم قال: ادنوا بسم الله فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب (16) من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم: اشربوا بسم الله، فشربوا حتى رووا فبدرهم أبو لهب فقال: هذا ما سحركم به الرجل، فسكت صلى الله عليه وآله يومئذ ولم يتكلم ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ثم أنذرهم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا بنى عبد المطلب انى أنا النذير إليكم من الله عز وجل فأسلموا وأطيعوني تهتدوا، ثم قال: من يواخيني ويوازرني ويكون وليي ووصيي بعدى وخليفتي في أهلي ويقضى ديني؟فسكت القوم فأعادها ثلاثا كل ذلك يسكت القوم ويقول على: أنا، فقال في المرة الثالثة أنت، فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: اطع ابنك فقد أمر عليك.
أورده الثعلبي في تفسيره، وروى عن أبي رافع هذه القصة وانه جمعهم في الشعب فصنع لهم رجل شاة فأكلوا حتى تضلعوا وسقاهم (17) عسا فشربوا كلهم حتى رووا، ثم قال: إن الله أمرني ان أنذر عشيرتي ورهطي وان الله لم يبعث نبيا الا جعل له من أهله أخا ووزيرا ووارثا ووصيا وخليفة في أهله، فأيكم يقوم فيبايعني على أنه أخي ووارثي ووزيري ووصيي ويكون منى بمنزلة هارون من موسى؟فقال على: أنا فقال: ادن منى ففتح فاه ومج في فيه من ريقه وتفل بين كتفيه وثدييه فقال أبو لهب: بئس ما حبوت به (18) ابن عمك أن أجابك فملأت فاه ووجهه بزاقا؟فقال صلى الله عليه وآله ملاءته حكمة وعلما.
91 - وعن ابن عباس قال: لما نزلت الآية صعد رسول الله صلى الله عليه وآله على الصفا فقال يا صباحاه (19) فاجتمعت إليه قريش فقالوا له: مالك؟فقال: أرأيتكم أن أخبرتكم ان العدو مصبحكم، أو ممسيكم ما كنتم تصدقوني؟قالوا: بلى، قال: فانى نذير لكم بين يدي عذاب شديد، قال أبو لهب: تبا لك ألهذا دعوتنا جميعا؟فأنزل الله عز وجل: (تبت يدا أبى لهب وتب) إلى آخر السورة.
92 - وفى قراءة عبد الله كعب (وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين) وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.
93 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة حديث طويل وفيه قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موضعا، فأول ذلك قوله عز وجل: (وانذر عشيرتك الأقربين ورهطك المخلصين) هكذا في قراءة أبي بن كعب، وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود و هذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الال، فذكره صلى الله عليه وآله فهذه واحدة وفى الأمالي مثله سواء.
94 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: (ورهطك منهم المخلصون) قال على ابن أبي طالب صلوات الله عليه وحمزة وجعفر والحسن والحسين والأئمة من آل محمد صلوات الله عليه.
95 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: وقد أمر الله أعز خلقه وسيد بريته محمدا صلى الله عليه وآله بالتواضع فقال عز وجل: واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين والتواضع مزرعة الخشوع والخشيه والحياء، وأنهن لا تتبين الا منها و فيها، ولا يسلم الشرف التام الحقيقي الا للمتواضع في ذات الله تعالى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
96 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال: ومن اتبعك من المؤمنين فان عصوك يعنى من بعدك في ولاية على والأئمة صلوات الله عليهم فقل انى برئ مما تعملون ومعصية رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ميت كمعصيته وهو حي.
97 - قوله عز وجل: الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين قال: حدثني محمد بن الوليد عن محمد بن الفرات عن أبي جعفر عليه السلام قال: (الذي يراك حين تقوم) في النبوة (وتقلبك في الساجدين) قال: في أصلاب النبيين صلوات الله عليهم.
98 - في مجمع البيان وقيل: معناه: وتقلبك في الساجدين الموحدين من نبي إلى نبي حتى أخرجك نبيا عن ابن عباس في رواية عطا وعكرمة، وهو المروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قالا: في أصلاب النبيين نبي بعد نبي حتى أخرجه من صلب أبيه عن نكاح غير سفاح من لدن آدم.
99 - وروى جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا ترفعوا قبلي ولا تضعوا قبلي، فانى أراكم من خلفي كما أراكم من امامي ثم تلا هذه الآية.
100 - في كتاب الخصال عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: هل أنبئكم على من تنزل الشياطين، تنزل على كل أفاك أثيم قال: هم سبعة: المغيرة وبنان وصايد وحمزة بن عمارة البربري والحارث الشامي وعبد الله بن الحارث وأبو الخطاب.
101 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: والشعراء يتبعهم الغاوون قال نزلت في الذين غير وأدين الله وخالفوا أمر الله عز وجل هل شاعرا قط يتبعه أحد؟انما عنى بذلك الذين وضعوا دينهم بآرائهم فيتبعهم الناس على ذلك.
102 - في أصول الكافي عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: انه ليس من يوم وليلة الا وجميع الجن والشياطين تزور أئمة الضلال، ويزور امام الهدى عددهم من الملائكة، حتى إذا أتت ليلة القدر فهبط فيها من الملائكة إلى ولى الامر خلق الله، أو قال قبض الله، عز وجل من الشياطين بعددهم ثم زاروا ولى الضلالة فأتوه بالإفك والكذب حتى لعله يصبح، فيقول: رأيت كذا وكذا فلو سأل ولى الامر عن ذلك لقال: رأيت شيطانا أخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيرا، ويعلمه الضلالة التي هو عليها.
103 - في كتاب معاني الأخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن حماد بن عيسى عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: (والشعراء يتبعهم الغاوون) قال: هل رأيت شاعرا يتبعه أحد؟انما هم قوم تفقهوا لغير الدين فضلوا وأضلوا.
104 - في مجمع البيان (والشعراء يتبعهم الغاوون) وروى العياشي بالاسناد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: هم قوم تعلموا أو تفقهوا بغير علم فضلوا وأضلوا.
105 - وفى الحديث عن الزهري قال: حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك ان كعب بن مالك قال: يا رسول الله ماذا تقول في الشعراء؟قال: إن المؤمن مجاهد بسيفه و لسانه، والذي نفسي بيده لكأنما ينضحونهم بالنبل (20) 106 - وقال النبي صلى الله عليه وآله لحسان بن ثابت: اهجهم أو هاجهم وروح القدس معك رواه البخاري ومسلم في الصحيحين.
107 - في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل: (والشعراء يتبعهم الغاوون) قال: هم القصاص.
108 - في جوامع الجامع قال عليه السلام لكعب بن مالك: اهجهم فوالذي نفسي بيده لهو أشد عليهم من النبل.
109 - وقال لحسان بن ثابت: قل وروح القدس معك.
110 - في كتاب تلخيص الأقوال في أحوال الرجال روى الكشي من طريق ضعيف عن الصادق عليه السلام أنه قال: علموا أولادكم شعر العبدي يشير إلى الشيعة.
111 - وفي كتاب الكشي في حديث آخر باسناده إلى سماعة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا معشر الشيعة علموا أولادكم شعر العبدي فإنه على دين الله.
112 - وباسناده إلى محمد بن مروان قال: كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليه السلام و معروف بن خربوذ، فكان ينشدنى الشعر وأنشده ويسألني وأسئله وأبو عبد الله يسمع فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لان يمتلى جوف الرجل قيحا خير له من أن يمتلى شعرا، فقال معروف: انما يعنى ذلك الذي يقول الشعر؟فقال: ويحك أو ويلك، قد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله.
113 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان صاحبتي هلكت فكانت لي موافقة وقد هممت ان أتزوج، فقال: انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك وأمانتك، فان كنت لابد فاعلا فبكرا تنسب إلى الخير والى حسن الخلق.
واعلم أن النساء خلقن شتى * فمنهن الغنيمة والغرام ومنهن الهلال إذا تجلى * لصاحبه ومنهن الظلام فمن يظفر بصالحهن يسعد * ومن يغبن فليس له انتقام.
114 - في الكافي بعض أصحابنا عن علي بن الحسين عن علي بن حسان عن عبد - الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله ان يتزوج خديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش إلى أن قال عليه السلام: ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله بأهله، وقال رجل من قريش يقال له عبد الله بن غنم: هنيئا مريئا يا خديجة قد جرت * لك الطير فيما كان منك بأسعد تزوجت من خير البرية كلها * ومن ذا الذي في الناس مثل محمد وبشر به البران عيسى بن مريم * وموسى بن عمران فيا قرب موعد أقرت به الكتاب قدما بأنه * رسول من البطحاء هاد ومهتد.
115 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن أبي الأصبغ عن بندار بن عاصم رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال: ما توسل إلى أحد، بوسيلة ولا تذرع بذريعة أقرب له إلى ما يريده منى، من رجل سلف إليه منى يدا تبعتها أختها، وأحسنت ربها، فانى رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل، ولا سخت نفسي برد بكر الحوائج (21) و قد قال الشاعر: وإذا بليت ببذل وجهك سائلا * فابذله للمتكرم المفضال ان الجواد إذا حباك بموعد * أعطاكه سلسا بغير مطال وإذا السؤال مع النوال وزنته * رجح السؤال وخف كل نوال.
116 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بقوله: فيتبعهم الناس على ذلك آخر ما نقلناه عنه سابقا: ويؤكد قوله جل ذكره: ألم تر انهم في كل واد يهيمون يعنى يناظرون بالأباطيل ويجادلون بالحجج المضلين وفى كل مذهب يذهبون وانهم يقولون ما لا يفعلون قال: يعظون الناس ولا يتعظون وينهون عن المنكر ولا ينتهون، ويأمرون بالمعروف ولا يعملون، وهم الذين قال الله عز وجل فيهم: (ألم تر انهم في كل واد يهيمون) أي في كل مذهب يذهبون (وانهم يقولون ما لا يفعلون) وهم الذين غصبوا آل محمد صلوات الله عليهم حقهم ثم ذكر آل محمد صلوات الله عليهم وشيعتهم المهتدين، فقال جل ذكره: الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا.
117 - في كتاب معاني الأخبار وقد روى في خبر آخر عن الصادق عليه السلام أنه يقول قول الله عز وجل: (وذكروا الله كثيرا) ما هذا الذكر الكثير؟قال: من سبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام فقد ذكر الله الذكر الكثير.
118 - في أصول الكافي على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أشد ما فرض الله على خلقه ذكر الله كثيرا، ثم قال: لا أعنى سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وإن كان منه، ولكن ذكر الله عندما أحل وحرم، فإن كان طاعة عمل بها وإن كان معصية تركها.
119 - ابن محبوب عن أبي أسامة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما ابتلى المؤمن بشئ أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها، قيل وما هن؟قال: المواساة في ذات يده، والانصاف من نفسه، وذكر الله كثيرا، أما انى لا أقول سبحان الله والحمد لله ولكن ذكر الله عندما أحل له وذكر الله عندما حرم عليه.
120 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن سليمان بن عمرو عن أبي المغرا الخصاف رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من ذكر الله عز وجل في السر فقد ذكر الله كثيرا، ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر فقال الله عز وجل: (يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا).
121 - في جوامع الجامع وقرء الصادق عليه السلام وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم.
122 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر أعداءهم ومن ظلمهم فقال جل ذكره: (وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب منقلبون) هكذا والله نزلت.
123 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وفى أثر: انهم لما صلبوا رأس الحسين عليه السلام على الشجرة سمع منه: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
1. الجزور: الناقة التي تنحر. .
2. كذا في النسخ وكذا في البحار وفى المصدر (حسن صداقة) واستظهر في هامش البحار ان الأصل (خشن) بالشين. .
3. بعج بطنه بالسكين: شقه. .
4. وهج الشمس: حرها. .
5. الشدق: جانب الفم. .
6. الحصان: الفرس العتيق ثم كثر حتى سمى به كل ذكر من الخيل .
7. الرمكة: الفرس والبرذونة تتخذ للنسل. .
8. وفى بعض النسخ (بنو فلان) .
9. الاحقاق جمع الحق - بالضم -: النقرة في رأس الكتف. .
10. قال الشارح المعتزلي: خارت أرضهم أي صوتت كما يخور الثور وشبه عليه السلام ذلك بصوت السكة المحماة في الأرض الخوارة وهي اللينة، وانما جعلها محماة لتكون أبلغ في ذهابها في الأرض، ومن كلامه (ع) يوم خيبر بقوله لرسول الله صلى الله عليه وآله وقد بعثه بالراية: أكون في امرك كالسكة المحماة في الأرض إلى آخر ما ذكره وقد اعقب كلامه بعلة طبيعية لذلك فراجع ان شئت ج 2 ص 589 ط مصر. .
11. الجذع محركة: من البهائم: ما قبل الثنى، والقربة: الوطب يستقى به الماء. وبالفارسية (مشك). .
12. وفى نسخة البحار كما سيأتي عن مجمع البيان (هذا ما سحركم.. اه) وكذا فيما يأنى. .
13. حمشت الساق: دقت. .
14. المسنة من أولاد المعز: ما بلغ أربعة أشهر وفصل عن أمه وأخذ في الرعى. والمسن: لقدح الكبير. .
15. أدم الخبز: خلطه بالادام. .
16. القعب: القدح الضخم الغليظ. .
17. تضلع الرجل، امتلأ شبعا وريا. .
18. أي أعطيت به. .
19. قال ابن منظور في اللسان: والعرب تقول إذ نذرت الغارة من الخيل تفجؤهم صباحا: يا صباحاه! ينذرون الحي أجمع بالنداء العالي وفى الحديث: لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) صعد على الصفا وقال: يا صباحاه! هذه كلمة تقولها العرب إذا صاحوا للغارة لأنهم أكثر ما يغيرون عند الصباح ويسمون يوم الغارة يوم الصباح. .
20. نضح فلانا بالنبل: رماه به. .
21. اليد: النعمة. والبكر: الابتداء قال الفيض (ره) في الوافي: وإضافة المنع والشكر إلى الأواخر والأوائل إضافة إلى المفعول، والمعنى ان أحسن الوسائل إلى السؤال تقدم العهد بالسؤال فان المسؤول ثانيا لا يرد السائل الأول لئلا يقطع شكره على الأول. .