تفسير سورة الشعراء

1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سور الطواسين الثلاث في ليلة الجمعة كان من أولياء الله وفى جواره وكنفه، ولم يصبه في الدنيا بؤس أبدا وأعطى في الآخرة من الجنة حتى يرضى وفوق رضاه، وزوجه الله مأة زوجة من الحور العين.

2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ سورة الشعراء كان له من الاجر عشر حسنات بعدد كل من صدق بنوح وكذب به، وهود وشعيب وصالح وإبراهيم، وبعدد كل من كذب بعيسى وصدق بمحمد صلى الله عليه وآله.

3 - وروى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ الطواسين الثلاث في ليلة الجمعة وذكر مثل ما نقلنا.

4 - عن كتاب ثواب الأعمال وزاد بعد قوله من الحور العين وأسكنه الله في جنة عدن وسط الجنة مع النبيين والمرسلين والوصيين الراشدين وعن ابن عباس قال: قال رسول الله وذكر حديثا طويلا وفيه: وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى.

5 - وروى عن ابن الحنفية عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله لما نزلت طسم قال: الطاء طور سيناء والسين الإسكندرية والميم مكة وقال: الطاء شجرة طوبى والسين سدرة المنتهى والميم محمد المصطفى صلى الله عليه وآله.

6 - في تفسير علي بن إبراهيم طسم تلك آيات الكتاب المبين قال: طسم هو حروف من حروف اسم الله الأعظم.

7 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واما طسم فمعناه انا الطالب السميع المبدئ المعيد.

8 - في ارشاد المفيد رحمه الله وهب بن حفص عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قوله تعالى: ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين قال: سيفعل الله ذلك بهم قلت: من هم قال: بنو أمية وشيعتهم، قلت: وما الآية؟قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، وذلك في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه.

9 - في الكافي وروى أن أمير المؤمنين (ع) قال في خطبة له: ولو أراد الله جل ثناؤه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذهبان ومعادن البلدان ومغارس الجنان، وأن يحشر طير السماء ووحش الأرض معهم لفعل، ولو فعل لسقط البلاء وبطل الجزاء واضمحل الابتلاء، ولما وجب للقائلين أجور المبتلين، ولا لحق المؤمنين ثواب المحسنين ولا لزمت الأسماء أهاليها على معنى مبين، ولذلك لو انزل الله من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين، ولو فعل لسقط البلوى عن الناس أجمعين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

10 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي ابن الحكم عن أبي أيوب الخزاز عن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة والسفياني والخسفة وقتل النفس الزكية و اليماني، فقلت: جعلت فداك ان خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟قال: لا فلما كان من الغد تلوت هذه الآية: (ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) فقلت له: أهي الصيحة فقال: أما لو كانت خضعت أعناق أعداء الله عز وجل.

11 - في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة رحمه الله باسناده إلى الحسن بن زياد الصيقل قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: إن القائم لا يقوم حتى ينادى مناد من السماء يسمع الفتاة في خدرها ويسمع أهل المشرق والمغرب، وفيه نزلت هذه الآية: (ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين).

12 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: (ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تخضع رقابهم يعنى بنى أمية، وهي الصيحة من السماء باسم صاحب الامر صلوات الله عليه.

13 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين ابن خالد قال: قال علي بن موسى الرضا عليه السلام لا دين لمن لا ورع له، ولا أمان لمن لا تقية له، وان أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية. فقيل له: يا بن رسول الله إلى متى؟قال: إلى يوم الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمنا، فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا فقيل له: يا ابن رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت؟قال: الرابع من ولدى ابن سيدة الإماء يطهر والله به الأرض من كل جور، ويقدسها من كل ظلم، و هو الذي يشك الناس في ولادته وهو صاحب الغيبة قبل خروجه فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحد أحدا، وهو الذي تطوى له الأرض ولا يكون له ظل، وهو الذي ينادى مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول: الا ان حجة الله قد ظهرت عند بيت الله فاتبعوه، فان الحق معه وفيه، وهو قول الله عز وجل: (ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين).

14 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: وإذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين فإنه حدثني أبي عن الحسن بن علي بن فضال عن أبان بن عثمان عن أبي - عبد الله عليه السلام قال: لما بعث الله عز وجل موسى عليه السلام إلى فرعون فأتى بابه فأستأذن عليه فلم يؤذن له، فضرب بعصاه الباب فاصطكت الأبواب ففتحت، ثم دخل على فرعون فأخبره انه رسول الله وسأله أن يرسل معه بني إسرائيل فقال له فرعون كما حكى الله عز وجل: (ألم نربك فينا وليدا) إلى آخره.

15 - في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر عليه السلام قال: فلما رجع موسى إلى امرأته قالت: من أين جئت؟قال: من عند رب تلك النار، قال: فغدا إلى فرعون فوالله لكأني انظر إليه طويل الباع (1) ذو شعر ادم، عليه جبة من صوف عصاه في كفه مربوط حقوه بشريط (2) نعله من جلد حمار شراكها من ليف، فقيل لفرعون: ان على الباب فتى يزعم أنه رسول رب العالمين فقال فرعون لصاحب الأسد: خل سلاسلها وكان إذا غضب على رجل خلاها فقطعته، فخلاها فقرع موسى الباب الأول وكانت تسعة أبواب فلما قرع الباب الأول انفتحت له الأبواب التسعة، فلما دخل جعلن يبصبصن تحت رجليه كأنهن جراء (3) فقال فرعون لجلسائه: رأيتم مثل هذا قط؟فلما أقبل إليه قال: ألم نربك فينا وليدا إلى قوله: وانا من الضالين فقال فرعون لرجل من أصحابه: قم فخذ بيده وقال للاخر: اضرب عنقه، فضرب جبرئيل السيف حتى قتل ستة من أصحابه فقال: خلوا عنه، قال: فأخرج يده فإذا هي بيضاء قد حال شعاعها بينه وبين وجهه والقى العصا فإذا هي حية فالتقمت الأبواب بلحييها، فدعاه ان يا موسى: أقلني إلى غد ثم كان من أمره ما كان.

16 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم السلام باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يا ابن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون قال: بلى قال: فما معنى قول الله عز وجل إلى أن قال: فما معنى قول موسى لفرعون: فعلتها إذا وانا من الضالين؟قال الرضا عليه السلام: ان فرعون قال لموسى لما اتاه: وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين قال موسى فعلتها وانا من الضالين عن الطريق بوقوعي إلى المدينة من مدائنك ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربى حكما وجعلني من المرسلين وقد قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله (ألم يجدك يتيما فآوى) يقول: ألم يجدك وحيدا فآوى إليك الناس (ووجدك ضالا) يعنى عند قومك (فهدى) أي فهداهم إلى معرفتك (ووجدك عائلا فأغنى) يقول: أغناك بان جعل دعاك مستجابا قال المأمون: بارك الله فيك يا ابن رسول الله.

17 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام عن أبيه محمد قال: إذا قام القائم قال: ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربى حكما وجعلني من المرسلين.

18 - في كتاب علل الشرائع باسناده إلى ابن مسعود قال: احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا: ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعائشة و معاوية؟فبلغ ذلك عليا عليه السلام فامر أن ينادى الصلاة الجامعة، فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا؟قالوا: صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك، قال: إن لي بسنة الأنبياء أسوة فيما فعلت، قال الله تعالى في محكم كتابه: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) قالوا: ومن هم يا أمير - المؤمنين؟قال: أولهم إبراهيم عليه السلام إلى أن قال: ولى بموسى عليه السلام أسوة إذ قال (ففررت منكم لما خفتكم) فان قلتم ان موسى فر من قومه بلا خوف كان له منهم فقد كفرتم، و ان قلتم: ان موسى خاف منهم فالوصي أعذر.


1. فلان طويل الباع أي كريم واسع الخلق .

2. الحقو: موضع الإزار وهو الحفر. والشريط: الخوص المفتول يشرط به. .

3. بصبص الكلب: تحرك ذنبه والجراء جمع الجرو: أولاد السباع .