قال عز من قائل ﴿ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون﴾

6 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عاصم ابن حميد عن أبي حمزة عن يحيى بن عقيل قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: انما أخاف عليكم اثنتين: اتباع الهوى وطول الأمل، اما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق، واما طول الأمل فينسى الآخرة.

7 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عمر بن عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: فيما ناجى الله عز وجل موسى عليه السلام: يا موسى لا يطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك، والقاسي القلب منى بعيد.

8 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن داود بن فرقد عن أبي شبيبة الزهري عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا استحقت ولاية الله والسعادة جاء الاجل بين العينين، وذهب الأمل وراء الظهر، وإذا استحقت ولاية الشيطان والشقاوة جاء الأمل بين العينين و ذهب الاجل وراء الظهر، قال: وسئل رسول الله صلى الله عليه وآله أي المؤمنين أكيس؟ فقال أكثرهم ذكرا للموت وأشدهم له استعدادا.

9 - محمد بن يحيى عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن فضالة عن إسماعيل ابن أبي زياد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أنزل الموت حق منزلته من عد غدا من اجله، قال: وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أطال عبد الأمل الا ساء العمل، وكان يقول: لو رأى العبد أجله وسرعته إليه لأبغض العمل من طلب الدنيا.

10 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: واعلموا ان الأمل يسهى القلب وينسى الذكر، فأكذبوا الأمل فإنه غرور وصاحبه مغرور.

11 - في كتاب الخصال عن عبد الله بن حسن بن علي عن أمه بنت الحسين عن أبيها عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، وهلاك آخرها بالشح والأمل.

12 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب بعد أن ذكر قوله تعالى: " فاسئلوا أهل الذكر " ثم قوله: تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون: تفسير يوسف القطان ووكيع بن الجراح وإسماعيل السرى وسفيان الثوري أنه قال الحارث: سألت أمير المؤمنين عليه السلام عن هذه؟ قال: والله انا لنحن أهل الذكر، نحن أهل العلم، نحن معدن التأويل والتنزيل.

13 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ولقد جعلنا في السماء بروجا قال: منازل الشمس والقمر وزيناها للناظرين بالكواكب.

14 - في مجمع البيان وزيناها بالكواكب النيرة عن أبي عبد الله عليه السلام وهي في اثنى عشر برجا.

15 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه آيات الرسول صلى الله عليه وآله يقول فيه مخاطبا لنفر من اليهود: اما أول ذلك فإنكم أنتم تقرؤن ان الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه فمنعت في أوان رسالته بالرجوم وانقضاض النجوم وبطلان الكهنة والسحرة.

16 - في تفسير العياشي عن بكر بن محمد الأزدي عن عمه عبد السلام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال يا عبد السلام: احذر الناس ونفسك، فقلت: بأبي أنت و أمي اما الناس فقد أقدر على أن أحذرهم، فاما نفسي فكيف؟ قال: إن الخبيث المسترق السمع يجيئك فيسترق ثم يخرج في صورة آدمي، فقال عبد السلام: فقلت: بأبي و أمي هذا ما لا حيلة له قال: هو ذاك.

17 - في أمالي الصدوق (ره) حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: كان إبليس لعنه الله يخترق السماوات السبع، فلما ولد عيسى عليه السلام حجب من ثلث سماوات وكان يخترق أربع سماوات، فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله حجب من السبع كلها ورميت الشياطين بالنجوم، وقالت قريش: هذا قيام الساعة التي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه، وقال عمرو بن أمية وكان من أزجر أهل الجاهلية: أنظروا هذه النجوم التي يهتدى بها ويعرف بها أزمان الشتاء والصيف، فإن كان رمى بها فهو هلاك كل شئ، وإن كانت ثبتت ورمى بغيرها فهو أمر حدث، وأصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبي صلى الله عليه وآله ليس منها صنم الا وهو منكب على وجهه، وارتجس في تلك الليلة إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة (1) وغاضت بحيرة ساوة (2) وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، ورأى المؤبد ان (3) في تلك الليلة في المنام إبلا صعابا تقود خيلا عرابا، قد قطعت دجلة وانسربت في بلادهم، وانقصم طاق الملك كسرى من وسطه، وانخرقت عليه دجلة العوراء (4) وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق ولم يبق سرير ملك من ملوك الدنيا الا أصبح منكوسا والملك مخرسا لا يتكلم يومه ذلك، وانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة، ولم تبق كاهنة في العرب الا حجبت عن صاحبها، وعظمت قريش في العرب وسموا آل الله عز وجل، قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: انما سموا آل الله لأنهم في بيت الله الحرام وقالت آمنة: ان ابني والله سقط فاتقى الأرض بيديه ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ثم خرج منى نور أضاء له كل شئ، وسمعت في الضوء قائلا يقول: انك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا، وأتى به عبد المطلب لينظر إليه و قد بلغه ما قالت أمه فأخذه فوضعه في حجره ثم قال: الحمد لله الذي أعطاني * هذا الغلام الطيب الأردان * قد ساد في المهد على الغلمان ثم عوذه بأركان الكعبة وقال فيه أشعارا، قال: وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته، فاجتمعوا إليه فقالوا: ما الذي أفزعك يا سيدنا؟ فقال لهم: ويلكم لقد أنكرت السماوات والأرض منذ الليلة، لقد حدث في الأرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث، فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا: ما وجدنا شيئا، فقال إبليس لعنه الله: أنا لهذا الامر ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم، فوجد الحرم محفوظا بالملائكة فذهب ليدخل فصاحوا به فرجع، ثم صار مثل الصرد وهو العصفور فدخل من قبل حراء، فقال له جبرئيل: وراك لعنك الله فقال له: حرف أسألك عنه يا جبرئيل ما هذا الحدث منذ الليلة في الأرض؟ فقال له: ولد محمد صلى الله عليه وآله فقال: هل لي فيه نصيب؟ قال: لا، قال: ففي أمته؟ قال: نعم، قال: رضيت.

18 - في تفسير علي بن إبراهيم: وحفظناها من كل شيطان رجيم الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين فلم تزل الشياطين تصعد إلى السماء وتتجسس حتى ولد النبي صلى الله عليه وآله قوله: والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي أي جبالا وأنبتنا فيها من كل شئ موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين قال: لكل ضرب من الحيوان قدرنا شيئا مقدرا.

وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " و أنبتنا فيها من كل شئ موزون " فان الله تبارك وتعالى أنبت في الجبال الذهب والفضة و الجوهر والصفر والنحاس والحديد والرصاص والكحل والزرنيخ وأشباه هذه لا يباع الا وزنا.

وقال علي بن إبراهيم في قوله: وان من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم قال: الخزانة الماء الذي ينزل من السماء فينبت لكل حزب من الحيوان ما قدر الله لها من الفداء.

19 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) وروى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليه السلام أنه قال: في العرش تمثال جميع ما خلق الله من البر والبحر، قال: وهذا تأويل قوله: " وان من شئ الا عندنا خزائنه ".

20 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله وأرسلنا الرياح لواقح قال: التي تلقح الأشجار.

21 - في تفسير العياشي عن ابن وكيع عن رجل عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تسبوا الريح فإنها بشر، وانها نذر وانها لواقح فاسئلوا الله من خيرها وتعوذوا من شرها.

22 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين قال: هم المؤمنون من هذه الأمة.

23 - في تفسير علي بن إبراهيم: ولقد خلقنا الانسان من صلصال قال: الماء المتصلصل بالطين من حمأ مسنون قال حمأ متغير (5).

24 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: طينة الناصب من حمأ مسنون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

25 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في هاروت وماروت حديث طويل وفيه بعد أن مدح عليه السلام الملائكة وقال: معاذ الله من ذلك ان الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبايح بألطاف الله تعالى، قالا: قلنا له: فعلى هذا لم يكن إبليس أيضا ملكا؟ فقال: لا بل كان من الجن، أما تسمعان الله يقول: " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا إبليس كان من الجن " فأخبر عز وجل انه كان من الجن، وهو الذي قال الله تعالى " والجان خلقناه من قبل من نار السموم ".

26 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الاباء ثلاثة: آدم ولد مؤمنا والجان ولد كافرا: وإبليس ولد كافرا، وليس فيهم نتاج انما يبيض ويفرخ، وولده ذكور ليس فيهم إناث.

27 - في تفسير علي بن إبراهيم: والجان خلقناه من قبل من نار السموم قال: أبو إبليس وقال: الجان من ولد الجان منهم مؤمنون وكافرون ويهود ونصارى وتختلف أديانهم، والشياطين من ولد إبليس وليس فيهم مؤمن الا واحدا اسمه هام بن هيم بن لا قيس بن إبليس، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فرآه جسيما عظيما وأمرا مهولا، فقال له: من أنت؟ قال: انا هام بن هيم بن لاقيس بن إبليس، كنت يوم قتل قابيل هابيل غلاما ابن أعوام أنهى عن الاعتصام وآمر بافساد الطعام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بئس لعمري الشاب المؤمل، والكهل المؤمر، فقال: دع عنك هذا يا محمد فقد جرت توبتي على يد نوح، ولقد كنت معه في السفينة فعاتبته على دعائه على قومه، ولقد كنت مع إبراهيم حين القى في النار فجعلها الله عليه بردا وسلاما، ولقد كنت مع موسى حين غرق الله فرعون و نجى بني إسرائيل، ولقد كنت مع هود حين دعا على قومه فعاتبته، ولقد كنت مع صالح فعاتبته على دعائه على قومه، ولقد قرأت الكتب تبشرني بك ويقرؤنك السلام ويقولون: أنت أفضل الأنبياء وأكرمهم، فعلمني مما أنزل الله عليك شيئا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين صلوات الله عليه: علمه، فقال هام: يا محمد انا لا نطيع الا نبيا أو وصى نبي، فمن هذا؟ قال: هذا أخي ووصى ووزيري ووارثي علي بن أبي طالب، قال: نعم نجد اسمه في الكتب اليا، فعلمه أمير المؤمنين عليه السلام، فلما كانت ليلة الهرير بصفين جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام.


1. الشح: البخل. .

2. قال في البحار: الظاهر أن المراد به ما تلفظ به من معايب الناس وغيرها من الأمور التي يريد اخفاؤها فيكون مبالغة في التقية، ويحتمل شموله لما يخطر بالبال، فيكون الغرض رفع الاستبعاد عما يخفيه الانسان عن غيره ثم يسمعه من الناس وهذا كثير، والمراد بالخبيث الشيطان. .

3. الشرفة من القصر: ما أشرف من بنائه والجمع شرف. .

4. غاض الماء: نقص وغار في الأرض. .

5. المؤبد ان: فقيه الفرس وحاكم المجوس وهو للمجوس كقاضي القضاة للمسلمين. .