قال عز من قائل: ﴿ولو شاء ربك ما فعلوه﴾

249 - في كتاب الخصال مرفوع إلى علي عليه السلام قال الأعمال على ثلاثة أحوال، فرايض وفضائل، ومعاصي، إلى قوله عليه السلام، واما المعاصي فليست بأمر الله ولكن بقضاء الله وبقدره وبمشيته وعلمه ثم يعاقب عليها.

قال مصنف هذا الكتاب (ره): المعاصي بقضاء الله معناه بنهي الله لان حكم الله تعالى فيها على عباده الانتهاء عنها، ومعنى قوله بقدر الله أي يعلم الله بمبلغها وتقديرها مقدارها، ومعنى قوله: وبمشيته فإنه عز وجل شاء الا يمنع العاصي من المعاصي الا بالزجر والقول والنهى، دون الجبر والمنع بالقوة والدفع بالقدرة انتهى كلامه أعلى الله مقامه.

250 - في أصول الكافي علي بن محمد عن عبد الله بن إسحاق العلوي عن محمد بن زيد الرزامي عن محمد بن سليمان الديلمي عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه مواليد الأئمة ومبدء النطفة التي يكونون منها و أحوالهم وفيه يقول عليه السلام: وان نطفة الامام مما أخبرتك، وإذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر وأنشئ فيها الروح بعث الله تبارك وتعالى ملكا يقال له حيوان فكتب على عضده الأيمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم.

251 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن الحسن بن راشد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى إذا أحب أن يخلق الامام أمر ملكا فأخذ شربة من ماء تحت العرش فيسقيها إياه، فمن ذلك يخلق الامام فيمكث أربعين يوما وليلة في بطن أمه لا يسمع الصوت، ثم يسمع بعد ذلك الكلام، فإذا ولد بعث ذلك الملك فيكتب بين عينيه: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) فإذا مضى الامام الذي كان قبله رفع لهذا منار من نور ينظر به إلى أعمال الخلايق، فبهذا يحتج الله على خلقه.

252 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن منصور بن يونس عن يونس بن ظبيان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله عز وجل إذا أراد أن يخلق الامام من الامام بعث ملكا فأخذ شربة من تحت العرش ثم أوقفها أو دفعها إلى الامام فشربها، فتمكث في الرحم أربعين يوما لا يسمع الكلام ثم يسمع الكلام بعد ذلك، فإذا وضعته أمه بعث إليه ذلك الملك الذي أخذ الشربة فكتب على عضده الأيمن: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته) فإذا قام بهذا الامر رفع الله له في كل بلدة منارا ينظر به إلى أعمال العباد.

253 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الربيع بن محمد المسلى عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الامام ليسمع في بطن أمه فإذا ولد خط بين كتفيه: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) فإذا صار الامر إليه جعل الله له عمودا من نور يبصر به ما يعمل أهل كل بلدة.

254 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن محمد بن مروان قال: تلا أبو عبد الله عليه السلام (وتمت كلمة ربك الحسنى صدقا وعدلا) فقلت: جعلت فداك انا نقرأها: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا) فقال: ان فيها الحسنى.

255 - في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ثم ذم الله الكثرة، فقال: وان تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله.

256 - في من لا يحضره الفقيه وروى أبو بكر الحضرمي عن الورد بن زيد قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: حدثني حديثا وأمله على حتى اكتبه، قال: أين حفظتكم يا أهل الكوفة؟قلت: حتى لا يرده (1) على أحد ما تقول في مجوسي قال بسم الله وذبح؟فقال: كل، فقلت: مسلم ذبح ولم يسم؟فقال: لا تأكل، ان الله تعالى يقول: فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ويقول: ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه.

257 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: وذروا ظاهر لاثم وباطنه ان الذين يكسبون الاثم سيجزون بما كانوا يقترفون قال: الظاهر من الاثم المعاصي، و الباطن، الشرك والشك في القلب، وقوله: (بما كانوا يقترفون) أي يعملون.

258 - في روضة الكافي رسالة طويلة لأبي عبد الله عليه السلام يقول فيها: واعلموا ان الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين الا ذكره بخير، فأعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته فان الله لا يدرك شئ من الخير عنده الا بطاعته واجتناب محارمه التي حرم الله في ظاهر القرآن وباطنه، فان الله تبارك وتعالى قال في كتابه وقوله الحق: (وذروا ظاهر الاثم وباطنه) (2)

259 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) قال: من ذبايح اليهود والنصارى وما يذبح على غير الاسلام.

260 - وفيه أيضا وقوله: (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم) قال: طعامهم ههنا الحبوب والفاكهة غير الذبايح التي يذبحونها، فإنهم لا يذكرون اسم الله خالصا على ذبايحهم.

261 - في الكافي علي بن إبراهيم عن حنان بن سدير قال: دخلنا على أبى - عبد الله عليه السلام انا و أبى فقلنا له: فديناك ان لنا خلطاء من النصارى وانا نأتيهم فيذبحون لنا الدجاج والفراخ والجدي فنأكلها؟قال: فقال: لا تأكلوها ولا تقربوها فإنهم يقولون على ذبايحهم مالا أحب لكم اكلها قال: فلما قدمت الكوفة دعانا بعضهم فأبينا ان نذهب، فقال: ما بالكم كنتم تأتونا ثم تركتموه اليوم؟قال: فقلنا: ان عالما لنا عليه السلام نهانا وزعم انكم تقولون على ذبايحكم شيئا لا يحب لنا اكلها، فقال: من هذا العالم؟هذا والله أعلم الناس واعلم من خلق الله، صدق والله انا لنقول: باسم المسيح عليه السلام.

262 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبي المعزا عن سماعة عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: سألته عن ذبيحة اليهودي والنصراني؟فقال: لاتقربها

263 - عنه عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن قتيبة قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام وانا عنده فقال: الغنم يرسل معها اليهودي والنصراني فتعرض فيها العارضة فتذبح أنأكل ذبيحته؟فقال له أبو عبد الله عليه السلام: لا تدخل ثمنها مالك ولا تأكل فإنما هو الاسم، ولا يؤمن عليها الا المسلم، فقال له الرجل: (اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم)؟فقال: كان أبى عليه السلام يقول: انما هي الحبوب وأشباهها.

264 - محمد بن أحمد بن يحيى عن سهل بن زياد عن أحمد بن بشير عن ابن أبي عقيلة الحسن بن أيوب عن داود بن كثير الرقي عن بشير بن أبي عقيلان الشيباني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ذبايح اليهود والنصارى؟قال: فلوى شدقه وقال: كلها إلى يوم ما.

265 - الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم قال: سألته عن رجل ذبح فسبح أو كبر أو هلل أو حمد الله؟فقال.

هذا كله من أسماء الله ولا بأس به.

266 - في مجمع البيان (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) وقيل: يحل أكلها إذا ترك التسمية ناسيا بعد أن يكون معتقدا لوجوبها، ويحرم أكلها إذا تركها متعمدا عن أبي حنيفة وأصحابه وهو المروى عن أئمتنا عليهم السلام.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: للأصحاب رضوان الله عليهم في ذبايح أهل الكتاب اختلاف وبيانه وبيان الأظهر من المذهب مبين في محله.

267 - في كتاب تلخيص الأقوال في تحقيق أحوال الرجال وفى الكشي محمد بن مسعود قال: حدثني عبد الله بن محمد قال: حدثني الوشاء عن علي بن عقبة عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك أصلى عند القبر وإذا رجل خلفي يقول: (أتهدون من أضل الله والله أركسهم بما كسبوا قال: فالتفت إليه وقد تأول على هذه الآية وما أدرى من هو وأنا أقول: وان الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وان أطعتموهم انكم لمشركون فإذا هو هارون بن سعد قال: فضحك أبو عبد الله عليه السلام ثم قال أصبت الجواب قبل الكلام بإذن الله.

268 - حمدويه قال: حدثني أيوب قال: حدثني صفوان عن داود بن فرقد قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان رجلا خلفي حين صليت المغرب في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (ما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم إلى أوليائهم ليجادلوكم) وذكر مثله إلى آخر الحديث.

269 - في مجمع البيان أو من كان ميتا فأحييناه إلى آخر الآية قيل: إنها نزلت في عمار ابن ياسر حين آمن وأبى جهل عن عكرمة وهو المروى عن أبي - جعفر عليه السلام.

270 - في أصول الكافي محمد بن يصيي عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن بريد قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله تبارك وتعالى (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به في الناس) فقال ميتا لا يعرف (وشيئا نورا يمشى به في الناس) إماما يؤتم به (كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها قال: الذي لا يعرف الامام.

271 - علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحسين بن يزيد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل وقال الله عز وجل (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) فالحي المؤمن الذي تخرج طينته من طينة الكافر، والميت الذي يخرج من الحي هو الكافر الذي يخرج من طينة المؤمن، فالحي المؤمن والميت الكافر، وذلك قوله عز وجل (أو من كان ميتا فأحييناه) فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر وكان حياته حين فرق الله عز وجل بينهما بكلمته، كذلك يخرج الله جل وعز المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها إلى النور، ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور وذلك قوله عز وجل (لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين)

272 - في تفسير العياشي عن بريد العجلي قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلناه نورا يمشى به في الناس) قال: الميت الذي لا يعرف هذا الشأن يعنى هذا الامر، (وجعلنا له نورا) إماما يأتم به؟يعنى علي بن أبي طالب، قال: فقوله (كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها فقال بيده هكذا هذا الخلق الذي لا يعرف شيئا.

273 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب قال الصادق عليه السلام (أومن كان ميتا فأحييناه) كان ميتا عنا فأحييناه بنا.

274 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (أو من كان ميتا فأحييناه) قال: جاهلا عن الحق والولاية فهديناه إليها (وجعلنا له نورا يمشى به في الناس) قال: النور الولاية (كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) يعنى في ولاية غير الأئمة عليهم السلام، قوله: وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله قال: قال الأكابر: لا نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي الرسل من الوحي والتنزيل، فقال الله تبارك وتعالى: الله اعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون أي يعصون الله في السر.

275 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الحميد ابن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نور، فأضاء لها سمعه وقلبه حتى يكون احرص على ما في أيديكم منكم، وإذا أراد بعبد سوءا نكت في قلبه نكتة سوداء فاظلم لها سمعه وقلبه، ثم تلا هذه الآية: فمن يرد الله يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يردان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء.

276 - في كتاب الخصال حدثنا أبي (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة عن عبد الخالق بن عبد ربه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (ومن بردان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا) فقال: قد يكون ضيقا وله منفذ يسمع منه ويبصر، والحرج هو اللثام الذي لا منفذ له يسمع به ولا يبصر منه.

277 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري عن حمدان بن سليمان النيسابوري قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يردان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا) قال: من يرد الله ان يهديه بايمانه في الدنيا إلى جنته ودار كرامته في الآخرة يشرح صدره للتسليم لله والثقة به والسكون إلى ما وعده من ثوابه.

حتى يطمئن إليه، ومن يردان يضله عن جنته ودار كرامته في الآخرة لكفره به وعصيانه له في الدنيا يجعل صدره ضيقا حرجا حتى يشك في كفره و يضطرب من اعتقاده قلبه حتى يصير كأنما يصعد في السماء (كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون).

278 - في كتاب التوحيد حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نور، وفتح مسامع قلبه، ووكل به ملكا يسدده، وإذا أراد بعبد سوءا نكت في قلبه نكتة سوداء وسد مسامع قلبه، ووكل به شيطانا يضله، ثم تلا هذه الآية: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) وفى الكافي مثله سواء.

279 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جهينة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن القلب ينقلب من موضعه إلى حنجرته ما لم يصب الحق، فإذا أصاب الحق قر ثم ضم أصابعه ثم قرأ هذه الآية: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا).

280 - قال: وقال أبو عبد الله عليه السلام لموسى بن أشيم: أتدري ما الحرج؟قال: قلت: لا، فقال: بيده وضم أصابعه كالشئ المصمت الذي لا يدخل فيه شئ، ولا يخرج منه شئ.

281 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن القلب ليتجلجل في الجوف يطلب الحق فإذا أصابه اطمأن وقر ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام هذه الآية: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام) إلى قوله: (كأنما يصعد في السماء).

282 - في روضة الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: واعلموا أن الله إذا أراد بعبد خيرا شرح الله صدره للاسلام، فإذا أعطاه ذلك نطق لسانه بالحق وعقد قلبه عليه فعمل به، فإذا جمع الله له ذلك تم له اسلامه، وكان عند الله ان مات على ذلك الحال من المسلمين حقا، وإذا لم يرد الله بعبد خيرا وكله إلى نفسه وكان صدره ضيقا حرجا، فان جرى على لسانه حق لم يعقد قلبه عليه، فإذا لم - يعقد قلبه عليه لم يعطه الله العمل به، فإذا اجتمع ذلك عليه حتى يموت وهو على تلك الحال كان عند الله من المنافقين، وصار ما جرى على لسانه من الحق الذي لم يعطه الله ان يعقد قلبه ولم يعطه العمل به حجة عليه، فاتقوا الله وسلوه ان يشرح صدوركم للاسلام وان يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتى يتوفاكم وأنتم على ذلك.

283 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: ثم إن الله جل ذكره لسعة رحمته ورأفته بخلقه وعلمه بما يحدثه المبدلون من تغيير كلامه قسم كلامه ثلاثة أقسام: فجعل قسما منه يعرفه العالم والجاهل، وقسما لا يعرفه الامن صفا ذهنه ولطف حسه وصح تمييزه ممن شرح - الله صدره للاسلام.

284 - في مجمع البيان وقد وردت الرواية الصحيحة انه لما نزلت هذه الآية سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من شرح الصدر ما هو؟فقال: نور يقذفه الله في قلب المؤمن، يشرح له صدره وينفسخ قالوا: فهل لذلك امارة يعرف بها؟قال عليه السلام: نعم، الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزول الموت.

285 - وروى العياشي باسناده عن أبي بصير عن خثيمة قال، سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول، ان القلب تنقلب من لدن موضعه إلى حجة ما لم يصب الحق، فإذا أصاب الحق قر ثم قرأ هذه الآية.

286 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) في قوله كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون قال: هو الشك.

287 - في تفسير علي بن إبراهيم - ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن فد استكثر تم من الانس وقال أولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض قال: كل من والى قوما فهو منهم، وان لم يكن من جنسهم، قوله: وبلغنا اجلنا الذي أجلت لنا يعنى القيامة، قوله: وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما - كانوا يكسبون قال نولي كل من تولى أولياءهم فيكونون معهم.

288 - في أصول الكافي باسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر عليهما السلام قال.

ما انتصر الله من ظالم الا بظالم، وذلك قوله عز وجل.

(وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا)

1- وفى بعض النسخ: حتى لا يراه).

2- وفى بعض النسخ: (فاجتنبوا ظاهر الاثم وباطنه) ولعله قراءة.