تفسير سورة هود
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي محمد بن علي عليهما السلام قال: من قرأ سورة هود في كل جمعة بعثه الله عز وجل يوم القيمة في زمرة النبيين ولم يعرف له خطيئة عملها يوم القيمة.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله من قرأها اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق بنوح وكذب به وهود وصالح وشعيب ولوط وإبراهيم و موسى، وكان يوم القيمة من السعداء.
3 - وروى الثعلبي باسناده عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة قال: قيل: يا رسول الله قد أسرع إليك الشيب؟قال: - شيبتني هود وأخواتها.
4 - في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يا رسول الله قد أسرع إليك الشيب؟قال شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون.
5 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام: الر كتاب أحكمت آياته قال: هو القرآن من لدن حكيم خبير قال: من عند حكيم خبير وان استغفروا ربكم يعنى المؤمنين وقوله تعالى: ويؤت كل ذي فضل فضله فهو علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وقوله عز وجل: وان تولوا فاني أخاف عليكم عذاب يوم كبير قال: الدخان والصيحة قوله عز وجل: الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه يقول: يكتمون ما في صدورهم من بغض علي عليه السلام وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان آية المنافق بغض علي عليه السلام وكان قوم يظهرون المودة لعلي عند النبي ويسرون بغضه فقال جل ذكره: الا حين يستغشون ثيابهم فإنه كان إذا حدث بشئ من فضل علي صلوات الله عليه أو تلا عليهم ما انزل الله فيه نفضوا ثيابهم ثم قاموا، يقول الله عز وجل: يعلم ما يسرون وما يعلنون حين قاموا انه عليم بذات الصدور.
6 - في روضة الكافي ابن محبوب عن جميل بن صالح عن سدير عن أبي جعفر عليه السلام قال أخبرني جابر بن عبد الله ان المشركين كانوا إذا مروا برسول الله صلى الله عليه وآله حول البيت طأطأ أحدهم ظهره ورأسه هكذا، وغطى رأسه بثوبه حتى لا يراه رسول الله صلى الله عليه وآله، فأنزل الله عز وجل: " الا انهم يثنون صدورهم لستخفوا منه الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون ".
7 - في مجمع البيان روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر محمد بن علي و جعفر بن محمد " يثنوني صدورهم " على يفعوعل.
8 - في تفسير العياشي عن محمد بن الفضيل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: اتى رسول الله صلى الله عليه وآله رجل من أهل البادية فقال: يا رسول الله ان لي بنين وبنات واخوة و أخوات وبني بنين وبني بنات وبني اخوة وبني أخوات، والمعيشة علينا خفيفة (1) فان رأيت يا رسول الله ان تدعو الله أن يوسع علينا؟قال: وبكى، فرق له المسلمون فقال رسول الله: ما من دابة في الأرض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين من كفل بهذه الأفواه المضمونة على الله رزقها صب الله عليه الرزق صبا كالماء المنهمر ان قليل فقليلا وان كثير فكثيرا، قال: ثم دعى رسول الله صلى الله عليه وآله وأمن له المسلمون قال: قال أبو جعفر عليه السلام فحدثني من رأى الرجل في زمن عمر فسأله عن حاله فقال: من أحسن من حوله (2) حالا وأكثرهم مالا.
9 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: قسم أرزاقهم وأحصى آثارهم وأعمالهم وعدد أنفاسهم وخائنة أعينهم وما تخفى صدورهم من الضمير ومستقرهم ومستودعهم من الأرحام والظهور إلى أن تتناهى بهم الغايات.
10 - في عيون الأخبار حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي قال: حدثنا أبي عن أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت عبد الله بن صالح الهروي قال: سئل المأمون أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا فقال: ان الله تعالى خلق العرش والماء والملائكة قبل خلق السماوات والأرض فكانت الملائكة تستدل بأنفسها وبالعرش والماء على الله تعالى، ثم جعل عرشه على الماء ليظهر بذلك قدرته للملائكة فتعلم انه على كل شئ قدير، ثم رفع العرش بقدرته ونقله فجعله فوق السماوات السبع ثم خلق السماوات السبع والأرض في ستة أيام وهو مستول على عرشه وكان قادرا على أن يخلقها في طرفة عين ولكنه عز وجل خلقها في ستة أيام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئا بعد شئ فيستدل بحدوث ما يحدث على الله تعالى مرة بعد مرة، ولم يخلق الله العرش لحاجة به إليه، لأنه غني عن العرش وعن جميع ما خلق لا يوصف بالكون على العرش، لأنه ليس بجسم تعالى عن صفة خلقه علوا كبيرا، واما قوله عز وجل: " ليبلوكم أيكم أحسن عملا " فإنه عز وجل خلق خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته على سبيل الاحتمال والتجربة، لأنه لم يزل عليما بكل شئ، فقال المأمون: فرجت عني يا أبا الحسن فرج الله عنك.
11 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن إسماعيل عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تعالى خلق الدنيا في ستة أيام ثم اختزلها (3) عن أيام السنة والسنة ثلاثمائة وأربع وخمسون يوما.
12 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: واما قوله: " انما أعظكم بواحدة " فان الله جل ذكره أنزل عزايم الشرايع وآيات الفرائض في أوقات مختلفة، كما خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ولو شاء أن يخلقها في أقل من لمح البصر لخلق، ولكنه جعل الأناة والمداراة مثالا لأمنائه وايجابا للحجة على خلقه.
13 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: " وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء " وذلك في مبدأ الخلق، ان الرب تبارك و تعالى خلق الهواء ثم خلق القلم فأمره أن يجري، فقال: يا رب بما أجري؟فقال: بما هو كائن، ثم خلق الظلمة من الهواء وخلق النور من الهواء وخلق الماء من الهواء وخلق العرش من الهواء وخلق العقيم من الهواء وهو الريح الشديد. وخلق النار من الهواء، وخلق الخلق كلهم من هذه الستة التي خلقت من الهواء، فسلط العقيم على الماء فضربته فأكثرت الموج والزبد وجعل يثور دخانه في الهواء، فلما بلغ الوقت الذي أراد قال للزبد: اجمد فجمد، وقال للموج: اجمد فجمد، فجعل الزبد أرضا وجعل الموج جبالا رواس للأرض، فلما أجمدها قال للروح والقدرة: سويا عرشي إلى السماء، فسويا عرشه إلى السماء، وقال للدخان: اجمد فجمد ثم قال له: ازفر (4) فزفر فناداها " والأرض جميعا ائتيا طوعا أو كرها قالتا آتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين ومن الأرض مثلهن " فلما اخذ في رزق خلقه خلق السماء وجنانها والملائكة يوم الخميس، وخلق الأرض يوم الأحد، وخلق دواب البر والبحر يوم الاثنين، وهما اليومان اللذان يقول الله عز وجل: " أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين " وخلق الشجر ونبات الأرض وأنهارها وما فيها والهوام في يوم الثلاثاء وخلق الجان وهو أبو الجن يوم السبت (5) وخلق الطير في يوم الأربعاء، وخلق آدم في ست ساعات في يوم الجمعة، ففي هذه الستة الأيام خلق الله السماوات والأرض وما بينهما.
14 - في روضة الكافي عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله خلق الخير يوم الأحد، وما كان ليخلق الشر قبل الخير وفي يوم الأحد والاثنين خلق الأرضين، وخلق أقواتها يوم الثلاثاء، وخلق السماوات يوم الأربعاء ويوم الخميس وخلق أقواتها يوم الجمعة، وذلك قول الله عز وجل " خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ".
15 - في كتاب التوحيد حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن إسماعيل البرمكي: قال: حدثنا جذعان بن نصر أبو نصر الكندي قال: حدثنا سهل بن زياد الادمي عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن كثير عن داود الرقي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " وكان عرشه على الماء " فقال لي: ما يقولون؟قلت: يقولون إن العرش كان على الماء والرب فوقه، فقال: كذبوا، من زعم هذا فقد صير الله محمولا ووصفه بصفة المخلوقين ولزمه ان الشئ الذي يحمله أقوى منه، قلت: بين لي جعلت فداك، فقال: ان الله عز وجل حمل علمه ودينه الماء قبل أن يكون سماء أو ارض أو انس أو جن أو شمس أو قمر فلما أراد ان يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم: من ربكم؟فكان أول من نطق رسول الله وأمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم، فقالوا: أنت ربنا فحملهم العلم والدين، ثم قال للملائكة: هؤلاء حملة علمي وديني وأمنائي في خلقي وهم المسؤولون، ثم قيل لبني آدم: أقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالطاعة فقالوا: نعم ربنا أقررنا فقال للملائكة: اشهدوا، فقالت الملائكة: " شهدنا على أن لا يقولوا انا كنا عن هذا غافلين * أو يقولوا انما أشرك آبائنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون " ان ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق.
16 - في أصول الكافي محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الرحمن بن كثير عن داود الرقي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله عز وجل: " وكان عرشه على الماء " فقال: ما يقولون؟قلت: يقولون: ان العرش كان على الماء والرب فوقه، فقال: كذبوا، من زعم هذا فقد صير الله محمولا ووصفه بصفة المخلوق ولزمه ان الشئ الذي يحمله أقوى، قلت: بين لي جعلت فداك، فقال: ان الله حمل دينه وعلمه الماء قبل أن يكون سماء أو ارض، أو جن أو انس أو شمس أو قمر.
17 - محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن سدير الصيرفي قال: سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: " بديع السماوات " فقال أبو جعفر عليه السلام: ان الله عز وجل ابتدع الأشياء كلها بعلمه على غير مثال كان قبله، فابتدع السماوات والأرضين ولم يكن قبلهن سماوات ولا أرضون، اما تسمع لقوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
18 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن محمد بن عمران العجلي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أي شئ كان موضع البيت حيث كان الماء في قول الله تعالى: " وكان عرشه على الماء "؟قال: كان مهاة بيضاء يعني درة.
19 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج هشام بن عبد الملك حاجا و معه الأبرش الكلبي (6) فلقيا أبا عبد الله عليه السلام في المسجد الحرام، فقال هشام للأبرش تعرف هذا؟قال: لا، قال: هذا الذي تزعم الشيعة انه نبي من كثرة علمه، فقال الأبرش: لأسألنه عن مسألة لا يجيبني فيها الا نبي أو وصي نبي، فقال هشام: وددت انك فعلت ذلك، فلقى الأبرش أبا عبد الله عليه السلام فقال: يا أبا عبد الله أخبرني عن قول الله: " أو لم ير الذين كفروا ان السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما " بما كان رتقهما و بما كان فتقهما؟فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبرش هو كما وصف نفسه، كان عرشه على الماء، والماء على الهواء والهواء لا يحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء عذب فرات، فلما أراد أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحى الأرض من تحته، فقال الله تبارك وتعالى: " ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا " ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها، فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار، فخلق منه السماء، وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر، وأجراها في الفلك وكانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر، وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وستقف عليه بتمامه عند قوله تعالى: " أولم ير الذين كفروا " الآية انشاء الله تعالى.
20 - حدثني أبي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام أنه قال: وقد ارسل إليه ابن عباس يسأله عن مسائل: واما ما سئل عنه من العرش مم خلقه الله؟فان الله خلقه أرباعا لم يخلق قبله الا ثلاثة أشياء: الهواء والقلم والنور ثم خلقه الله ألوانا مختلفة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
21 - حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الأحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبي فاختة وذكر حديثا طويلا ستقف عليه آخر الزمر انشاء الله تعالى وفيه يقول عليه السلام: " وتبدل الأرض غير الأرض " يعني بأرض لم تكسب عليها الذنوب، بارزة ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة، ويعيد عرشه على الماء كما كان أول مرة مستقلا بعظمته وقدرته.
22 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " ليبلوكم أيكم أحسن عملا " قال: ليس يعني أكثركم عملا ولكن أصوبكم عملا، وانما الإصابة خشية الله والنية الصادقة والخشية، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
23 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: الا ان الله قد كشف الخلق كشفة لا انه جهل ما اخفوه من مضمون اسرارهم ومكنون ضمائرهم، ولكن ليبلوهم أيهم أحسن عملا فيكون الثواب جزاء والعقاب بواء (7).
24 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى عن علي بن محمد العسكري عليهما السلام ان أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: إن الله خلق الخلق فعلم ما هم إليه صائرون، فأمرهم ونهاهم فما أمرهم به من شئ فقد جعل لهم السبيل إلى الاخذ به، وما نهاهم عنه من شئ فقد جعل لهم السبيل إلى تركه، ولا يكونون آخذين ولا تاركين الا باذنه، وما جبر الله أحدا من خلقه على معصيته بل اختبرهم بالبلوى كما قال: " ليبلوكم أيكم أحسن عملا ".
قوله عليه السلام: ولا يكونون آخذين ولا تاركين الا باذنه " اي بتخليته وعلمه " انتهى " قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق عن الرضا عليه السلام في كتاب عيون الأخبار بيان لقوله عز وجل " ليبلوكم أيكم أحسن عملا " فليراجع (8).
25 - في تفسير العياشي عن أبان بن مسافر عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة يعني عدة كعدة بدر ليقولن ما يحبسه الا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم قال: العذاب.
26 - عن عبد الاعلى الحلبي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: أصحاب القائم عليه السلام الثلثمأة والبضعة عشر رجلا، هم والله الأمة المعدودة التي قال الله في كتابه: " ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة " قال: يجتمعون له في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف (9).
27 - عن الحسين عن الخزاز عن أبي عبد الله عليه السلام: " ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة " قال: هو القائم وأصحابه.
28 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن إسماعيل بن جابر عن أبي خالد عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا " قال: الخيرات الولاية وقوله تبارك وتعالى: " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا " يعني أصحاب القايم الثلثمأة و البضعة عشر رجلا، قال: وهم والله الأمة المعدودة، قال: يجتمعون والله في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف.
29 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة " قال: إن متعناهم في هذه الدنيا إلى خروج القائم عليه السلام فنردهم ونعذبهم " ليقولن ما يحبسه " اي يقولوا لا يقوم القائم ولا يخرج على حد الاستهزاء، فقال الله: " الا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن "، أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن حسان عن هشام بن عمار عن أبيه وكان من أصحاب علي عليه السلام عن علي عليه السلام في قوله: " ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه " قال: الأمة المعدودة أصحاب القائم الثلثمأة والبضعة عشر، وقوله ولئن أذقنا الانسان منا رحمة ثم نزعناها منه انه ليؤس كفور ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني انه لفرح فخور. قال إذا اغنى الله العبد ثم افتقر اصابه الأياس والجزع والهلع (10) وإذا كشف عنه فرح، وقال: " ذهب السيئات عني انه لفرح فخور " ثم قال: الا الذين صبروا وعملوا الصالحات قال: صبروا في الشدة، وعملوا الصالحات في الرخاء.
30 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن عمار بن سويد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في هذه الآية: فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أم يقولوا لولا انزل عليه كنزا وجاء معه ملك فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما نزل قديد (11) لعلي عليه السلام: يا علي اني سألت ربي أن يوالي بيني وبينك ففعل، وسألت ربي أن يواخي بيني وبينك ففعل، وسألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل، فقال رجلان من قريش: والله لصاع من تمر في شن بال (12) أحب إلينا مما سئل محمد ربه، فهلا سئل ربه ملكا يعضده على عدوه أو كنزا يستغنى به عن فاقته؟والله ما دعاه إلى حق ولا باطل الا اجابه إليه (13) فأنزل الله تبارك وتعالى: " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك " إلى آخر الآية.
31 - في تفسير العياشي عن جابر بن أرقم عن أخيه زيد بن أرقم قال: إن جبرئيل الروح الأمين نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام عشية عرفة فضاق بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله مخافة تكذيب أهل الإفك والنفاق، فدعى قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم فلم ندر ما نقول له، وبكى صلى الله عليه وآله فقال له جبرئيل عليه السلام: يا محمد أجزعت من أمر الله؟فقال: كلا يا جبرئيل ولكن قد علم ربي ما لقيت من قريش، إذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادهم وأهبط إلي جنودا من السماء فنصروني فكيف يقرون لعلي من بعدي؟فانصرف عنه جبرئيل فنزل عليه: " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك ".
32 - عن عمار بن سويد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في هذه الآية: " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك " وذكر نحو ما نقلنا عن روضة الكافي وبعد تمامه قال: ودعا رسول الله لأمير المؤمنين عليه السلام في آخر صلاته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول: اللهم هب لعلي المودة في صدور المؤمنين والهيبة والعظمة في صدور المنافقين فأنزل الله: " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا " بني أمية، قال ركع (14) والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأل محمد ربه، أفلا سأله ملكا يعضده أو كنزا يستظهر به على فاقته؟فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها: " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك " إلى " أم يقولون افتراه ولاية علي قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات " إلى: " فإن لم يستجيبوا لك في ولاية علي فاعلم أنه انما انزل إليك بعلم الله وان لا اله الا هو فهل أنتم مسلمون لعلي ولاية من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها " يعني فلان وفلان وفلان " نوف إليهم أعمالهم فيها "، " أفمن كان على بينة من ربه " رسول الله صلى الله عليه وآله " ويتلوه شاهد منه " أمير المؤمنين عليه السلام ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة " قال: كان ولاية علي عليه السلام في كتاب موسى " أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه في ولاية علي انه الحق من ربك " إلى قوله " ويقول الاشهاد " وهم الأئمة عليهم السلام " هؤلاء الذين كذبوا على ربهم " إلى قوله: " هل يستويان مثلا أفلا تذكرون ".
33 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأل رجل أبي بعد منصرفه من الموقف فقال: أترى يخيب الله هذا الخلق كله؟فقال أبي: ما وقف أحد الا غفر له مؤمنا كان أو كافرا، الا انهم في مغفرتهم على ثلث منازل: مؤمن غفر الله له إلى أن قال: وكافر وقف هذا الموقف يريد زينة الحياة الدنيا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ان تاب من الشرك فيما بقي من عمره، وان لم يتب وفاه أجره ولم يحرمه اجر هذا الموقف، وذلك قوله عز وجل: من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون.
34 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك " الآية قال: من عمل الخير على أن يعطيه الله ثوابه في الدنيا أعطاه الله ثوابه في الدنيا وكان له في الآخرة النار.
35 - في مجمع البيان وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وآله قال: بشر أمتي بالسناء والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عملا للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب.
36 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي عن أحمد بن عمر الحلال قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله عز وجل: أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه فقال: أمير المؤمنين الشاهد على رسول الله، ورسول الله صلى الله عليه وآله على بينة من ربه.
37 - في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن عبد الله بن حماد عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين: والله ما نزلت آية في كتاب الله في ليل أو نهار الا وقد علمت فيمن أنزلت ولامر على رأسه المواسي (15) الا وقد أنزلت عليه آية من كتاب الله تسوقه إلى الجنة أو إلى النار، فقام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين ما الآية التي نزلت فيك؟قال له: أما سمعت الله يقول: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه " فرسول الله صلى الله عليه وآله على بينة من ربه وانا الشاهد له فيه وأتلوه معه.
38 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة " فقال الصادق عليه السلام: انما انزل " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه امام ورحمة ومن قبله كتاب موسى ".
39 - حدثني أبي عن يحيى بن عمران عن يونس عن أبي بصير والفضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال: انما أنزلت " أفمن كان على بينة من ربه " يعني رسول الله صلى الله عليه وآله " ويتلوه شاهد منه إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به " فقدموا و أخروا في التأليف.
40 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام انه إذا كان يوم الجمعة يخطب على المنبر فقال: والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواثيق الا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله عز وجل أعرفها كما أعرفه فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين ما آيتك التي نزلت فيك؟فقال: إذا سألت فافهم ولا عليك الا تسأل عنها غيري، أقرأت سورة هود؟قال: نعم يا أمير المؤمنين قال أفسمعت الله عز وجل يقول: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه "؟قال نعم (قال ظ): فالذي على بينة من ربه محمد صلى الله عليه وآله والذي يتلوه شاهد منه وهو الشاهد وهو منه وأنا علي بن أبي طالب وأنا الشاهد، وانا منه صلى الله عليه وآله.
41 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام لبعض الزنادقة وقد قال: وأجده يخبرانه يتلو نبيه شاهد منه وكان الذي تلاه عبد الأصنام برهة من دهره، واما قوله: " ويتلوه شاهد منه " فذلك حجة الله أقامها الله على خلقه وعرفهم انه لا يستحق مجلس النبي صلى الله عليه وآله الا من يقوم مقامه، ولا يتلوه الا من يكون في الطهارة مثله بمنزلته لئلا يتسع لمن ماسه رجس الكفر في وفت من الأوقات انتحال الاستحقاق لمقام الرسول، وليضيق العذر على من يعينه على إثمه وظلمه إذ كان الله قد حظر على من مسه الكفر تقلد ما فوضه إلى أنبيائه وأوليائه بقوله لإبراهيم: " لا ينال عهدي الظالمين " اي المشركين لأنه سمى الشرك ظلما بقوله: " ان الشرك لظلم عظيم " فلما علم إبراهيم عليه السلام ان عهد الله تبارك وتعالى اسمه بالإمامة لا ينال عبدة الأصنام قال: " واجنبني وبني أن نعبد الأصنام " واعلم أن من آثر المنافقين على الصادقين. والكفار على الأبرار فقد افترى على الله اثما عظيما، إذ كان قد بين في كتابه الفرق بين المحق والمبطل، والطاهر والنجس، والمؤمن والكافر، وانه لا يتلو النبي عند فقده الا من حل محله صدقا وعدلا وطهارة وفضلا.
42 - وقال سليم بن قيس: سأل رجل، علي بن أبي طالب عليه السلام فقال وأنا اسمع: اخبرني بأفضل منقبة لك؟قال: ما انزل الله في كتابه، قال: وما انزل الله فيك؟قال: أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه " انا الشاهد من رسول الله صلى الله عليه وآله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
43 - في تفسير العياشي عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال: الذي على بينة من ربه رسول الله صلى الله عليه وآله، والذي تلاه من بعده الشاهد منه أمير المؤمنين عليه السلام ثم أوصياؤه واحد بعد واحد.
44 - عن جابر عن عبد الله بن يحيى قال: سمعت عليا عليه السلام وهو يقول: ما من رجل من قريش الا وقد أنزل فيه آية أو آيتان من كتاب الله، فقال له رجل من القوم: فما نزل فيك يا أمير المؤمنين؟فقال: أما تقرء الآية التي في هود: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه " محمد صلى الله عليه وآله وسلم على بينة من ربه وأنا الشاهد.
45 - في مجمع البيان وقيل، شاهد من الله تعالى محمد صلى الله عليه وآله روى ذلك عن الحسين بن علي عليهما السلام.
46 - وقيل الشاهد منه علي بن أبي طالب عليه السلام يشهد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو منه وهو المروى عن أبي جعفر وعلي بن موسى الرضا عليهم السلام ورواه الطبري باسناده عن جابر بن عبد الله عن علي عليه السلام.
47 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيها بعد أن ذكر النبي صلى الله عليه وآله: وفي التولي عنه والاعراض محادة الله وغضبه وسخطه والبعد منه مسكن النار وذلك قوله: ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده يعني الجحود والعصيان له.
48 - في مجمع البيان " ومن يكفر به " الآية وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وآله قال: لا يسمع بي أحد من الأمة لا يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بي الا كان من أهل النار.
49 - في تفسير علي بن إبراهيم عن أبي عبيدة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم إلى قوله: ويبغونها عوجا فقال: هم أربعة ملوك من قريش يتبع بعضهم بعضا.
50 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم " يعني بالاشهاد الأئمة عليهم السلام " الا لعنة الله على الظالمين آل محمد حقهم ".
51 - في كتاب المناقب لأبي شهرآشوب عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى: ويقول الاشهاد قال: نحن الاشهاد.
52 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا يعني يصدون عن طريق الله وهي الإمامة " ويبغونها عوجا " يعني حرفوها إلى غيره، قوله: ما كانوا يستطيعون السمع قال: ما قدروا ان يسمعوا بذكر أمير المؤمنين (ع) أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم اي بطل عنهم ما كانوا يفترون يعني يوم القيمة بطل الذي دعوه غير أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
53 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ان عندنا رجلا يقال له كليب فلا يجئ عنكم شئ الا قال: انا أسلم، فسميناه كليب تسليم، قال: فترحم عليه ثم قال: أتدرون ما التسليم؟فسكتنا فقال: هو والله الاخبات قول الله عز وجل الذين آمنوا وعملوا الصالحات واخبتوا إلى ربهم.
54 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى عهد إلى آدم وذكر حديثا طويلا يذكر فيه وصية آدم إلى هبة الله وأشياء كثيرة وفيه: وبشر آدم بنوح عليهما السلام فقال: ان الله تبارك وتعالى باعث نبيا اسمه نوح وانه يدعو إلى الله عن ذكره ويكذبه قومه فيهلكهم الله بالطوفان، وكان بين آدم وبين نوح عليه السلام عشرة آباء أنبياء وأوصياء كلهم، وأوصى آدم عليه السلام إلى هبة الله ان من أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه وليصدق به، فإنه ينجو من الغرق، إلى أن قال: فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والايمان والاسم الأكبر ميراث النبوة وآثار علم النبوة حتى بعث الله نوحا صلى الله عليه وآله، وظهرت وصية هبة الله حين نظروا في وصية آدم فوجدوا نوحا صلى الله عليه نبيا قد بشر به آدم عليه السلام فآمنوا به واتبعوه وصدقوه، وقد كان آدم وصى هبة الله ان يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يوم عيدهم ويتعاهدون نوحا وزمانه الذي يخرج فيه وكذلك جاء في وصية كل نبي حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله، وانما عرفوا نوحا بالعلم الذي عندهم وهو قول الله عز وجل: ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إلى آخر الآية.
55 - في تفسير علي بن إبراهيم وروى في الخبر ان اسم نوح عبد الغفار، و انما سمى نوحا لأنه كان ينوح على نفسه.
56 - في تفسير العياشي عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: كانت شريعة نوح أن يعبد الله بالتوحيد والاخلاص وخلع الأنداد، وهي الفطرة التي فطر الناس عليها، وأخذ ميثاقه على نوح عليه السلام والنبيين ان يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وأمر بالصلاة والأمر والنهي والحرام والحلال ولم يفرض عليه احكام حدود ولا فرض مواريث فهذه شريعته وفي روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد ابن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام نحوه، الا ان فيها والامر بالمعروف والنهي عن المنكر صريحا.
57 - في تفسير العياشي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه: يا مفضل وكان منزل نوح وقومه في قرية على متن الفرات مما يلي غربي الكوفة.
58 - عن سلمان الفارسي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام في حديث له في فضل مسجد الكوفة: فيه نجر نوح سفينته وفيه فار التنور وبه كان بيت نوح ومسجده.
59 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أيوب بن راشد عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كانت أعمار قوم نوح عليه السلام ثلاثمائة سنة.
60 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة حديث طويل وفيه قالت العلماء له: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك قوله عز وجل إلى أن قال: والآية السادسة قول الله عز وجل: " قل لا أسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى " وهذه خصوصية للنبي صلى الله عليه وآله إلى يوم القيمة و خصوصية للآل دون غيرهم - وذلك أن الله تعالى حكى ذكر نوح عليه السلام في كتابه: يا قوم لا أسئلكم عليه مالا ان أجري الا على الله وما انا بطارد الذين آمنوا انهم ملاقوا ربهم ولكني أريكم قوما تجهلون وحكى عز وجل عن هود صلى الله عليه أنه قال: " لا أسألكم عليه أجرا ان أجري الا على الذي فطرني أفلا تعقلون " وقال عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وآله: " قل " يا محمد " لا أسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى " ولم يفترض الله مودتهم الا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين ابدا ولا يرجعون إلى الضلالة أبدا.
61 - في قرب الإسناد للحميري أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: وقال نوح عليه السلام: ولا ينفعكم نصحي ان أردت ان انصح لكم إن كان الله يريد ان يغويكم قال: الامر إلى الله يهدي من يشاء.
62 - في تفسير العياشي عن ابن أبي نصر البزنطي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال الله في نوح: " ولا ينفعكم نصحي ان أردت ان انصح لكم إن كان الله يريد ان يغويكم " قال: الامر إلى الله يهدي ويضل.
63 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام أنه قال: وقد ذكر عبد الله بن عباس: واما قوله: " ولا ينفعكم نصحي " الآية نزلت في أبيه وفي تفسير العياشي نحوه الا ان فيه بدل أبيه العباس صريحا.
64 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال أوحى الله عز وجل إليه انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يعملون فلذلك قال نوح عليه السلام: " ولا يلدوا الا فاجرا كفارا " فأوحى الله عز وجل إليه: " ان اصنع الفلك " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
65 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا أحمد بن محمد بن موسى قال: حدثنا محمد بن حماد عن علي بن إسماعيل التيمي عن فضيل الرسان عن صالح بن ميثم قال قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما كان علم نوح حين دعى على قومه انهم لا يلدوا الا فاجرا كفارا؟فقال: أما سمعت قول الله لنوح: " انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن ".
66 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حنان بن سدير عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أرأيت نوحا حين دعى على قومه فقال: " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا " قال عليه السلام: لا ينجب من بينهم أحد، قال: قلت: وكيف علم ذلك؟قال: أوحى الله إليه: " انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن " فعند ذلك دعى عليهم بهذا الدعاء.
67 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بقي نوح في قومه ثلاثمائة سنة يدعوهم إلى الله عز وجل فلم يجيبوه فهم ان يدعو عليهم فوافاه عند طلوع الشمس اثنا عشر الف قبيل من قبايل ملائكة السماء الدنيا و هم العظماء من الملائكة فقال لهم نوح: ما أنتم؟فقالوا: نحن اثنا عشر الف قبيل من قبائل السماء الدنيا وان غلظ مسيرة السماء الدنيا خمسمأة عام، ومن السماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمأة عام وخرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك في هذا الوقت فنسألك ان لا تدعو على قومك، فقال نوح عليه السلام قد أجلتهم ثلاثمائة سنة فلما أتى عليهم ستمأة سنة ولم يؤمنوا هم أن يدعو عليهم فوافاه اثنى عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية فقال نوح: من أنتم؟قالوا: نحن اثنى عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية وغلظ السماء الثانية مسيرة خمسمأة عام، ومن السماء الثانية إلى السماء الدنيا مسيرة خمسمأة عام، وغلظ السماء الدنيا مسيرة خمسمأة عام، ومن السماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمأة عام، خرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك ضحوة نسألك أن لا تدعو على قومك، فقال نوح عليه السلام: قد أجلتهم ثلاثمائة سنة، فلما أتى عليهم تسعمأة سنة ولم يؤمنوا هم ان يدعو عليهم فأنزل الله عز وجل: " انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون " فقال نوح عليه السلام: " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا " فأمره الله عز وجل أن يغرس النخل فأقبل يغرس النخل، فكان قومه يمرون به ويسخرون منه ويستهزؤن به ويقولون: شيخ قد اتى له تسعمأة سنة يغرس النخل، وكانوا يرمونه بالحجارة.
فلما أتى لذلك خمسون سنة وبلغ النخل واستحكم أمر بقطعه، فسخروا منه وقالوا: بلغ النخل مبلغه وهو قوله عز وجل: وكلما مر عليه ملاء من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون فأمره الله أن يتخذ السفينة وامر جبرئيل عليه السلام أن ينزل عليه ويعلمه كيف يتخذها، فقدر طولها في الأرض ألفا ومأتي ذراع، وعرضها ثمانمائة ذراع، وطولها في السماء ثمانون ذراعا فقال: يا رب من يعينني على اتخاذها، فأوحى الله عز وجل إليه: ناد في قومك: من أعانني عليها ونجر منها شيئا صار ما ينجره ذهبا وفضة، فنادى نوح عليه السلام فيهم بذلك فأعانوه عليه وكانوا يسخرون منه ويقولون: يتخذ سفينة في البر.
68 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سدير الصيرفي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: واما ابطاء نوح عليه السلام فإنه لما استنزل العقوبة على قومه من السماء بعث الله تبارك وتعالى جبرئيل الروح الأمين معه سبع نوايات (16) فقال: يا نبي الله ان الله تبارك وتعالى يقول لك: ان هؤلاء خلايقي و عبادي لست أبيدهم (17) بصاعقة من صواعقي الا بعد تأكيد الدعوة والزام الحجة فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فاني مثيبك عليه، واغرس هذا النوى فان لك في نباتها وبلوغها وادراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص، فبشر بذلك من اتبعك من المؤمنين، فلما نبتت الأشجار وتأزرت وتسوقت وأغصنت وزهى الثمر على ما كان (18) بعد زمان طويل استنجز من الله العدة، فأمره الله تبارك وتعالى أن يغرس نوى تلك الأشجار ويعاود الصبر والاجتهاد ويؤكد الحجة على قومه فامر بذلك الطوايف التي آمنت به، فارتد منهم ثلاثمائة رجل وقالوا: لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف، ثم إن الله تبارك وتعالى لم يزل يأمره عند كل مرة بان يغرسها مرة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات، فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين يرتد منهم طائفة بعد طائفة إلى أن عاد إلى نيف وسبعين رجلا، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه عند ذلك وقال: يا نوح الان أسفر الصبح عن الليل يعينك عن صرح الحق محضه (19) وصفا الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة، فلو اني أهلكت الكفار وأبقيت من قد ارتد من الطوايف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك، واعتصموا بحبل نبوتك، فاني استخلفهم في الأرض وأمكن لهم دينهم وأبدلهم خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشرك من قلوبهم، وكيف يكون الاستخلاف والتمكين وبدل الخوف بالأمن مني لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا وخبث طينتهم وسوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق وشيوخ الضلالة (20) فلو انهم تنسموا من الملك الذي أرى المؤمنين وقت الاستخلاص إذا أهلكت أعداءهم لنشقوا روائح صفاته (21) ولاستحكمت سرائر نفاقهم وثارت جبال ملالة قلوبهم (22) ولكاشفوا اخوانهم بالعداوة وحاربوهم على طلب الرياسة والتفرد بالأمر والنهي (23) وكيف يكون التمكين في الدين وانتشار الامر في المؤمنين مع إثارة الفتن وايقاع الحروب، كلا " فاصنع الفلك بأعيننا ووحينا ".
69 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن هشام الخراساني عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك في كم عمل نوح عليه السلام سفينته حتى فرغ منها؟قال: في دورين، قلت: وكم الدور؟قال: ثمانين سنة، قلت: ان العامة يقولون: عملها في خمسمأة عام؟فقال: كلا كيف كان؟والله يقول: " ووحينا " (24).
70 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن الحسن بن صالح الثوري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان طول سفينة نوح ألف ذراع ومأتي ذراع، و عرضها ثمانمأة ذراع، وطولها في السماء ثمانين.
71 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سئل عنه أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وسأله عن سفينة نوح عليه السلام ما كان عرضها و طولها؟فقال: كان طولها ثمانمأة ذراع، وعرضها خمسمأة ذراع، وارتفاعها في السماء ثمانين ذراعا.
72 - في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد إلى المأة قال: فما التسعون؟قال: الفلك المشحون، اتخذه نوح عليه السلام فيه تسعين بيتا للبهايم.
73 - في مجمع البيان وروى أبو عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: مسجد كوفان روضة من رياض الجنة الصلاة فيه تسعين صلاة: صلى فيه ألف نبي وسبعون نبيا، فيه فار التنور ونجرت السفينة وهو سرة بابل (25) ومجمع الأنبياء.
74 - في تفسير العياشي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وان نوحا لبث في قومه ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم إلى الهدى، فيمرون به ويسخرون منه فلما رأى ذلك منهم دعا عليهم فقال: " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا " إلى قوله: " الا فاجرا كفارا " قال: فأوحى الله إليه: يا نوح " ان اصنع الفلك " وأوسعها وعجل عملها " بأعيننا ووحينا " فعمل نوح سفينته في مسجد الكوفة بيده يأتي بالخشب من بعد حتى فرغ منها.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد سبق في تفسير علي بن إبراهيم عند قوله تعالى: " انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن " بيان لصنعة الفلك فليراجع.
1. الوكر: عش الطائر. .
2. لعله مصحف " ضيقة ". .
3. في المصدر " خوله " بالخاء المعجمة. و " حلالا " بدل " حالا " وهو من خوله الله المال: أعطاه إياه متفضلا وملكه إياه. .
4. اختزل الشئ: حذفه وقطعه. .
5. زفر النار: سمع صوت لتوقدها. .
6. قال المجلسي (ره): " يوم السبت " ليس في بعض النسخ وهو أظهر، ثم ذكر وجوها على تقديره فراجع البحار ج 14: 17 ان شئت. .
7. قال المحدث القمي (ره) في الكنى والألقاب: الأبرش الكلبي أبو مجاشع بن الوليد القضاعي الذي ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق كان في عصر هشام بن عبد الملك وبقى إلى عصر المنصور، ويظهر من الروايات والتواريخ انه كان من خواص هشام، ثم ذكر له قصة طريفة مع منصور فراجع ان شئت. .
8. البواء: المكافاة. .
9. اي في الحديث العاشر من هذه السورة. .
10. القزع - محركة - قطع من السحاب متفرقة صغار، قيل: " وانما خص الخريف لأنه أول الشتاء، والسحاب فيه يكون متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض. .
11. الهلع أيضا بمعنى الجزع. .
12. قديد: اسم موضع قرب مكة. .
13. الشن: القربة البالية. .
14. " هذه الرواية في تفسير علي بن إبراهيم وفيها: فوالله ما دعا عليا قط إلى حق أو باطل الا اجابه. منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). .
15. كذا في النسخ لكن في المصدر والبحار والبرهان " رمع " بالميم وهو اسم مقلوب كما ذكرناه في ذيل العياشي، ولم أجد لركع هيهنا معنى يناسب المقام. .
16. المواسى جمع الموسى: الآلة التي يحلق بها. واللفظ كناية. .
17. النواة: عجمة التمر ونحوه اي حبه والجمع نويات ولعل الألف زائدة. .
18. أباده الله: أهلكه. .
19. تأزر الزرع: قوى بعضه بعضا فالتف وتلاصق واشتد وسوق الشجر: صار ذا ساق. وأغصنت الشجرة: نبتت أغصانها. وزهى الثمر: ظهر وفي البحار " عليها " مكان " على ما كان ". .
20. كذا في النسخ وفي البحار " الان أسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه.. ". .
21. وفي نسخة " سنوح " وفي البحار " شبوح " قال المجلسي (ره) شبوح الضلالة جمع شبح - بالتحريك - وهو الشخص، أو بالسين المهملة والنون بمعنى الظهور، أو بالخاء المعجمة جمع سنخ - بالكسر - بمعنى الأصل أو بمعنى الرسوخ وفي بعض النسخ " شيوخ " جمع الشيخ وعلى التقادير لا يخلو من تكلف. .
22. تنسم النسيم: تشممه. ونشقه: شمه. .
23. وفي البحار " وتأبد خبال ضلالة قلوبهم ". .
24. قال المجلسي (ره): والحاصل ان هذه الفتن لتخليص المؤمنين عن المنافقين و ظهور ما كتموه من الشرك والفساد لكي لا يفسدوا في الأرض بعد ظهور دولة الحق باختلاطهم بالمؤمنين. .
25. لعل المراد ان ما أوحاه الله تعالى وأمره لا يناسب هذا التأخير (عن هامش الروضة). وقد ذكرنا أيضا في ذيل العياشي ج 2: 145 أقوال الشراح فراجع. .