قال عز من قائل: ﴿وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ﴾
35 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أسباط ومحمد بن أحمد عن موسى ابن القاسم البجلي عن أبي الحسن عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فان اضطرب بك البحر فاتك على جانبك الأيمن وقل: بسم الله أسكن بسكينة الله وقر بوقار الله واهدأ (1) بإذن الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
36 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال أمير المؤمنين عليه السلام في كتابه الذي كتب إلى شيعته ويذكر فيه خروج عايشة إلى البصرة وعظم خطأ طلحة والزبير فقال: وأي خطيئة أعظم مما أتيا: أخرجا زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله من بيتها، وكشفا عنها حجابا ستره الله عليها وصانا حلائلهما في بيوتهما، ما انصفا لا لله ولا لرسوله من أنفسهما ثلث خصال مرجعها على الناس في كتاب الله: البغي والمكر والنكث، قال الله يا أيها الناس انما بغيكم على أنفسكم وقال: " ومن نكث فإنما ينكث على نفسه " وقال: " ولا يحيق المكر السيئ الا باهله " وقد بغيا علينا ونكثا بيعتي ومكرا بي.
37 - في تفسير العياشي عن منصور بن يونس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلث يرجعن على صاحبهن: النكث والبغي والمكر قال الله: " يا أيها الناس انما بغيكم على أنفسكم ".
38 - في روضة الكافي كلام لعلي بن الحسين عليهما السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه السلام: فازهدوا فيما زهدكم الله عز وجل فيه من عاجل الدنيا، فان الله عز وجل يقول وقوله الحق: انما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والانعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها انهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون فكونوا عباد الله من القوم الذين يتفكرون.
39 - وفيها خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وفيها: فاجعلوا عباد الله اجتهادكم في هذه التزود من يومها القصير ليوم الآخرة الطويل، فإنها دار عمل والآخرة دار القرار والجزاء فتجافوا عنها، فان المغتر من اغتر بها، لن تعدو الدنيا إذا تناهت إليه أمنية أهل الرغبة فيها المحبين لها المطمئنين إليها المفتونين بها أن تكون كما قال الله عز وجل: كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والانعام.
40 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك بلغنا ان لآل جعفر راية ولآل العباس رايتين فهل انتهى إليك من علم ذلك شئ؟قال: اما آل جعفر فليس بشئ ولا إلى شئ واما آل العباس فان لهم ملكا مبطيا يقربون فيه البعيد ويبعدون فيه القريب وسلطانهم عسر ليس فيه يسر حتى إذا أمنوا مكر الله وأمنوا عقابه صيح فيهم صيحة لا يبقى لهم منال يجمعهم ولا آذان يسمعهم وهو قول الله عز وجل: " حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت " الآية.
41 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد ابن موسى بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام قال: وجدت في كتاب أبي رضي الله عنه: قال حدثنا محمد بن أحمد الطوال عن أبيه عن الحسين (الحسن خ ل) بن علي الطبرسي عن أبي جعفر محمد بن علي بن إبراهيم بن مهزيار قال: سمعت أبي يقول: سمعت جدي علي بن إبراهيم (2) يقول: قال لي صاحب الزمان يا بن مهزيار كيف خلفت اخوانك في العراق؟قلت في ضنك عيش وهناة (3) قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان (4) فقال: قاتلهم الله أنى يؤفكون، كأني بالقوم قد قتلوا في ديارهم وأخذهم أمر ربهم ليلا ونهارا، قلت: متى يكون ذلك يا بن رسول الله؟قال: إذا حيل بينكم وبين الكعبة بأقوام لا خلاق لهم والله ورسوله منهم براء، وظهرت الحمرة في السماء ثلثا فيها أعمدة كأعمدة اللجين يتلألأ نورا ويخرج الشروسي من إرمينة وآذربيجان يريدون الجبل الأسود المتلاحم (5) بالجبل الأحمر لزيق جبال طالقان، فيكون بينه وبين المروزي وقعة صليمانية (6) يشيب فيها الصغير ويهرم منها الكبير، ويظهر القتل بينهما فعندها توقعوا خروجه إلى الزوراء فلا يلبث بها حتى يوافي ماهان (7) ثم يوافي واسط العراق فيقيم بها سنة أو دونها، ثم يخرج إلى كوفان فتكون بينهم وقعة من النجف إلى الحيرة إلى الغري وقعة شديدة تذهل منها العقول، فعندها يكون بوار الفئتين وعلى الله حصاد الباقين ثم تلا: " بسم الله الرحمن الرحيم أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالأمس " فقلت: سيدي يا بن رسول الله فما الامر؟قال: نحن أمر الله عز وجل وجنوده قلت: سيدي يا بن رسول الله حان الوقت؟قال: " واقتربت الساعة وانشق القمر " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
42 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى العلا بن عبد الكريم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله عز وجل: والله يدعو إلى دار السلام قال: إن السلام هو الله عز وجل وداره التي خلقها لعباده ولأوليائه الجنة.
43 - وباسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: والسلام اسم من أسماء الله عز وجل.
44 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فأخبر انه تبارك وتعالى أول من دعا إلى نفسه، ودعا إلى طاعته واتباع امره، فبدأ بنفسه فقال: " والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ".
45 - في مجمع البيان: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ذكر في ذلك وجوه إلى قوله: وثالثها: ان الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب عن علي بن أبي طالب عليه السلام.
46 - في أمالي شيخ الطائفة " قدس سره " باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: قال الله تعالى: " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " والحسنى هي الجنة والزيادة هي الدنيا.
47 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " قال: النظر إلى رحمة الله تعالى (8) وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " قال: اما الحسنى فالجنة، واما الزيادة فالدنيا ما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة ويجمع لهم ثواب الدنيا والآخرة.
يقول الله: ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون.
48 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن ابان ابن ميمون القداح قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: اقرأ قلت: من اي شئ أقرأ؟قال: من السورة التاسعة، قال: قال، فجعلت التمسهما، فقال: اقرأ من سورة يونس، قال: فقرأت: " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة " قال حسبك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اني لاعجب كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن.
49 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن يونس عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من شئ الا وله كيل ووزن الا الدموع، فان القطرة تطفي بحارا من نار، فإذا اغرورقت العين بمائها لم يرهق وجهها قتر ولا ذلة (9) فإذا فاضت حرمه الله على النار، ولو أن باكيا بكى في أمة لرحموا.
50 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن أبي جميلة ومنصور بن يونس عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل: ولا فاضت عين على خده فرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة.
51 - في مجمع البيان وروى الفضيل بن يسار عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من عين ترقرقت (10) بمائها الا حرم الله ذلك الجسد على النار فان فاضت من خشية الله لم يلحق ذلك الوجه قتر ولا ذلة، وفي تفسير العياشي نحوه.
52 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل: " ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة " قال: القتر الجوع والفقر، والذلة الخوف.
53 - وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم قال: هؤلاء أهل البدع والشبهات والشهوات يسود الله وجوههم ثم يلقونه، يقول الله تبارك وتعالى: كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما يسود الله وجوههم يقوم القيمة ويلبسهم الذلة والصغار يقول الله عز وجل: أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.
54 - في روضة الكافي يحيى الحلبي عن المثنى عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: " كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما " قال: أما ترى البيت إذا كان الليل كان أشد سوادا من خارج، فكذلك هم يزدادون سوادا.
55 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم قال: يبعث الله عز وجل نارا تزيل بين الكفار والمؤمنين.
56 - في نهج البلاغة: فكيف لو تناهت بكم الأمور بعثرت القبور، هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا إلى الله موليهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون.
57 - في روضة الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال والحجال جميعا عن ثعلبة عن عبد الرحمان بن مسلمة الجريري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام يوبخونا ويكذبونا انا نقول إن صبيحتين تكونان يقولون: من أين تعرف المحقة من المبطلة إذا كانتا؟قال: فماذا تردون عليهم؟قلت ما نرد عليهم شيئا، قال: قولوا يصدق بها إذا كانت من كان يؤمن بها من قبل ان الله عز وجل يقول: أفمن يهدى إلى الحق أحق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون.
58 - عنه عن محمد عن ابن فضال والحجال عن داود بن فرقد: قال سمع رجل من العجلية (11) هذا الحديث قوله: ينادي مناد الا ان فلان بن فلان وشيعته هم الفائزون أول النهار، وينادي آخر النهار: الا ان عثمان وشيعته هم الفائزون، قال: وينادي أول النهار منادى آخر النهار، فقال الرجل فما يدرينا أيما الصادق من الكاذب؟فقال: يصدقه عليها من كان يؤمن بها قبل ان ينادي ان الله عز وجل يقول: " أفمن يهدى إلى الحق أحق ان يتبع أمن لا يهدى الا ان يهدى " الآية.
59 - في كشف المحجة لابن طاوس " رحمه الله " عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: اسمعوا قولي يهدكم الله إذا قلت وأطيعوا أمري إذا أمرت فوالله لئن أطعتموني لا تغووا، وان عصيتموني لا ترشدوا، قال الله تعالى: " أفمن يهدى إلى الحق أحق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون ".
60 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في وصف الإمامة والامام وذكر فضل الامام ورتبته حديث طويل يقول فيه الرضا عليه السلام: ان الأنبياء والأئمة يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق كل علم أهل زمانهم في قوله عز وجل " أفمن يهدى إلى الحق أحق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
61 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " أفمن يهدى إلى الحق أحق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى " فمالكم كيف تحكمون " فاما من يهدى إلى الحق فهو محمد آل محمد من بعده واما " من لا يهدى فهو من خالف من قريش وغيرهم أهل بيته.
62 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن عمرو بن عثمان عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لقد قضى أمير المؤمنين عليه السلام بقضية ما قضى بها أحد كان قبله، وكانت أول قضية قضى بها بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وذلك أنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وأفضى الامر إلى أبي بكر اتى رجل قد شرب الخمر، فقال له أبو بكر: أشربت الخمر؟فقال الرجل: نعم، فقال: ولم شربتها وهي محرمة؟فقال: انني أسلمت ومنزلي بين ظهراني قوم (12) يشربون الخمر ويستحلونها، ولو أعلم انه حرام اجتنبتها، قال فأتلفت أبو بكر إلى عمر فقال: ما تقول يا أبا حفص في أمر هذا الرجل؟فقال معضلة وأبو الحسن لها! فقال أبو بكر: يا غلام ادع لنا عليا فقال عمر: بل يؤتى الحكم في منزله فأتوه ومعه سلمان الفارسي فأخبروه بقضية الرجل، فاقتص عليه قصته فقال علي عليه السلام لأبي بكر: ابعث من يدور به على مجالس المهاجرين والأنصار، فمن كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه، ففعل أبو بكر ما قال علي عليه السلام، فلم يشهد عليه أحد فخلا سبيله، فقال سلمان لعلي عليه السلام، لقد أرشدتهم، فقال علي عليه السلام: انما أردت ان أجدد تأكيد هذه الآية في وفيهم " أفمن يهدى إلى الحق أحق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون ".
63 - في تفسير العياشي عن عمرو بن القاسم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام و ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ثم قرأ " أفمن يهدى إلى الحق أحق ان يتبع " إلى قوله: " تحكمون " فقلنا: من هو أصلحك الله؟فقال: بلغنا ان ذلك علي عليه السلام.
64 - عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عن الأمور العظام التي تكون مما لم تكن فقال: لم يأن أوان كشفها بعد، وذلك قوله: بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله.
65 - عن حمران قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الأمور العظام من الرجعة وغيرها؟ فقال: ان هذا الذي تسألوني عنه لم يأت أوانه قال الله: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله ".
66 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن يونس عن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله خص عباده بآيتين من كتابه أن لا يقولوا حتى يعلموا ولا يردوا ما لم يعلموا وقال عز وجل: " ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله الا الحق " وقال: بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله ".
67 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم " قال: نزلت في الرجعة كذبوا بها اي انها لا تكون.
68 - في أمالي شيخ الطائفة باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: قلت: أربع انزل الله تعالى تصديقي بها في كتابه إلى قوله: قلت فمن شيئا عاداه (13) فأنزل الله " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ".
69 - في تفسير العياشي عن إسحاق بن عبد العزيز قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: خص الله هذه الأمة بآيتين من كتابه الا يقولوا ما لا يعلمون ثم قرأ: " ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب " الآية وقوله: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله " إلى قوله " الظالمين ".
70 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ومنهم من لا يؤمن به فهم أعداء محمد وآل محمد من بعده وربك اعلم بالمفسدين والفساد المعصية لله ولرسوله.
71 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون قال: تفسيرها في البطن ان لكل قرن من هذه الأمة رسولا من آل محمد يخرج إلى القرن الذي هو إليهم رسول، وهم الأولياء وهم الرسل، واما قوله: " فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط " فان معناه ان رسل الله يقضون بالقسط وهم لا يظلمون كما قال الله.
72 - عن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: إذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون قال: هو الذي سمى لملك الموت عليه (14) في ليلة القدر.
73 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام: في قوله قل أرأيتم ان أتاكم عذابه بياتا يعني ليلا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون فهذا عذاب ينزل في آخر الزمان على فسقة أهل القبلة وهم يجحدون نزول العذاب عليهم.
74 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد الجوهري عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ويستنبؤنك أحق هو ما يقول محمد في علي عليه السلام قل اي وربي انه الحق وما أنتم بمعجزين.
75 - في أمالي الصدوق " رحمه الله حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن علي بن محمد القاساني عن سليمان بن داود المنقري عن يحيى بن سعيد عن أبي عبد الله الصادق عن أبيه عليهما السلام في قول الله تبارك وتعالى: " ويستنبؤنك أحق هو قل اي وربي انه لحق " قال: يستنبئك يا محمد أهل مكة عن علي بن أبي طالب أإمام هو؟قل اي وربي انه لحق.
76 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال ولو أن لكل نفس ظلمت آل محمد صلوات الله عليهم حقهم ما في الأرض جميعا لافتدت به في ذلك الوقت يعني الرجعة.
77 - وحدثني محمد بن جعفر قال: حدثني محمد بن أحمد عن أحمد بن الحسين عن صالح بن أبي حماد عن الحسن بن موسى الخشاب عن رجل عن حماد بن عيسى عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل عن قوله: وأسروا الندامة لما رأوا العذاب قال: قيل له ما ينفعهم اسرار الندامة وهم في العذاب؟قال كرهوا شماتة الأعداء.
78 - في روضة الكافي باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه وآله: وشر الندامة ندامة يوم القيمة.
79 - في كتاب الإهليلجة قال الصادق عليه السلام: وأنزل عليكم كتابا فيه شفاء لما في الصدور من أمراض الخواطر ومشتبهات الأمور.
80 - في أصول الكافي علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال: شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وجعا في صدره، فقال: استشف بالقرآن فان الله عز وجل يقول: وشفاء لما في الصدور.
81 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: إن موسى عليه السلام ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى لا يطول في الدنيا أملك وذكر حديثا قدسيا طويلا يقول فيه عز من قائل - وقد ذكر محمدا صلى الله عليه وآله -: ولا نزلن عليه قرآنا فرقانا شفاء لما في الصدور من نفث الشيطان.
82 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: وتعلموا القرآن فإنه ربيع القلوب واستشفوا بنوره فإنه شفاء لما في الصدور.
83 - في تفسير علي بن إبراهيم رجع إلى رواية علي بن إبراهيم بن هاشم قال: ثم قال جل ذكره: " يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والقرآن ثم قال: قل لهم يا محمد بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون قال: الفضل رسول الله صلى الله عليه وآله ورحمته أمير المؤمنين عليه السلام: وبذلك فليفرحوا، قال: فليفرح شيعتنا هو خير مما أعطوا أعدائنا من الذهب والفضة.
84 - في مجمع البيان وروى أنس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من هداه الله للاسلام وعلمه القرآن ثم شكى الفاقة كتب الله الفاقة بين عينيه إلى يوم القيمة، ثم تلا " قل بفضل الله وبرحمته " الآية وقال أبو جعفر عليه السلام فضل الله رسوله ورحمته علي بن أبي طالب.
85 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " قال: بولاية محمد وآل محمد عليهم السلام هو خير مما يجمع هؤلاء من دنياهم.
86 - في أمالي الصدوق (رحمه الله) باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه يقول صلى الله عليه وآله لعلي: عليه السلام: والذي بعث محمدا بالحق نبيا ما آمن بي من أنكرك، ولا أقر بي من جحدك، ولا آمن بالله من كفر بك وان فضلك لمن فضلي وان فضلي لفضل الله وهو قول الله عز وجل " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " ففضل الله نبوة نبيكم ورحمته ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام " فبذلك " قال: بالنبوة والولاية " فليفرحوا " يعني الشيعة " هو خير مما يجمعون " يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا.
87 - في تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله: " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا " قال: فليفرح شيعتنا هو خير مما اعطى عدونا من الذهب والفضة.
88 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: " بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " قال: الاقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وآله والايتمام بأمير المؤمنين عليه السلام هو خير مما يجمع هؤلاء في دنياهم.
89 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن مخاطبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وما تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا قرأ هذه الآية بكى بكاءا شديدا (15).
90 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: واما قوله: وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض في ولا في السماء كذلك ربنا لا يعزب عنه شئ وكيف يكون من خلق الأشياء لا يعلم ما خلق وهو الخلاق العليم.
91 - في تفسير العياشي عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن بعض الفقهاء قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ثم قال: تدرون من أولياء الله؟قالوا: من هم يا أمير المؤمنين؟فقال: هم نحن وأتباعنا ممن تبعنا من بعدنا، طوبى لنا وطوبى لهم أفضل من طوبى لنا، قالوا: يا أمير المؤمنين ما شأن طوبى لهم أفضل من طوبى لنا؟ألسنا نحن وهم على أمر؟قال: لا، انهم حملوا ما لم تحملوا عليه وأطاقوا ما لم تطيقوا.
92 - عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي بن الحسين عليهما السلام: " ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " إذا أدوا فرايض الله، واخذوا بسنن رسول الله صلى الله عليه وآله، وتورعوا عن محارم الله، وزهدوا في عاجل زهرة الدنيا، ورغبوا فيما عند الله، واكتسبوا الطيب من رزق الله، لا يريدون التفاخر والتكاثر، ثم انفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة، فأولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا و يثابون على ما قدموا لآخرتهم.
93 - في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى اخفى أربعة في أربعة اخفى وليه في عباده (16) فلا تستصغرن عبدا من عبيد الله فربما يكون وليه وأنت لا تعلم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
94 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبي بصير قال: قال الصادق عليه السلام: يا أبا بصير طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
95 - في من لا يحضره الفقيه واتى رسول الله صلى الله عليه وآله رجل من أهل البادية له جسم وجمال، فقال: يا رسول الله اخبرني عن قول الله عز وجل: الذين آمنوا و كانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة فقال: اما قوله: " لهم البشرى في الحياة الدنيا " فهي الرؤيا الحسنة يراها المؤمن فيبشر بها في دنياه، واما قوله عز وجل: " في الآخرة " فإنها بشارة المؤمن يبشر بها عند موته ان الله عز وجل قد غفر لك ولمن يحملك إلى قبرك.
96 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد ابن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في قوله تعالى: " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " الامام يبشرهم بقيام القائم وبظهوره وبقتل أعدائهم وبالنجاة في الآخرة والورود على محمد صلى الله عليه وآله الصادقين على الحوض، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
97 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبيه قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة الا هذا الامر الذي أنتم عليه وما بين أحدكم وبين ان يرى ما تقر به عينه (17) الا ان تبلغ نفسه إلى هذه ثم اهوى بيده إلى الوريد (18) ثم اتكى وكان معي المعلى فغمزني (19) ان سله، فقلت يا بن رسول الله فإذا بلغت نفسه هذه اي شئ يرى؟فقلت له بضعة عشرة مرة: أي شئ؟فقال في كلها: يرى لا يزيد عليها، ثم جلس في آخرها فقال يا عقبة فقلت: لبيك وسعديك، فقال: أبيت الا أن تعلم، فقلت: نعم يا بن رسول الله انما ديني مع دينك فإذا ذهب ديني كان ذلك (20) كيف لي بك يا بن رسول الله كل ساعة، وبكيت فرق لي فقال: يراهما والله، قلت: بأبي وأمي من هما؟قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام، يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة ابدا حتى تراهما، قلت فإذا نظر إليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا؟فقال: لا يمضي امامه إذا نظر إليهما مضى امامه فقلت له: يقولان شيئا؟قال: نعم يدخلان جميعا على المؤمن فيجلس رسول الله صلى الله عليه وآله عند رأسه وعلي عليه السلام عند رجله، فيكب (21) عليه رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول يا ولي الله أبشر أنا رسول الله اني خير لك مما تركت من الدنيا، ثم ينهض رسول الله صلى الله عليه وآله فيقوم علي عليه السلام حتى يكب عليه فيقول: يا ولي الله أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبه اما لانفعتك، ثم قال: إن هذا في كتاب الله عز وجل، فقلت: أين جعلني الله فداك هذا من كتاب الله؟قال في يونس قول الله عز وجل هيهنا " الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ".
98 - أبان بن عثمان عن عقبة انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الرجل إذا وقعت نفسه في صدره يرى، قلت: جعلت فداك وما يرى؟قال: يرى رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول له رسول الله صلى الله عليه وآله: انا رسول الله أبشر، ثم يرى علي بن أبي طالب عليه السلام فيقول له: أنا علي ابن أبي طالب الذي كنت تحبه تحب ان أنفعك اليوم؟قال: قلت له: أيكون أحد من الناس يرى هذا ثم يرجع إلى الدنيا؟قال: إذا رأى هذا أبدا مات وأعظم ذلك (22) قال: وذلك في القرآن قول الله عز وجل: " الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ".
99 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن أبي المستهل عن محمد بن حنظلة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك حديث سمعته من بعض شيعتك ومواليك يرويه عن أبيك؟قال: وما هو؟قلت: زعموا انه كان يقول: أغبط ما يكون امرء بما نحن عليه إذا كانت النفس في هذه، فقال: نعم إذا كان ذلك اتاه نبي الله وأتاه علي وأتاه جبرئيل وأتاه ملك الموت عليهم السلام فيقول ذلك الملك لعلي عليه السلام يا علي ان فلانا كان مواليا لك ولأهل بيتك، فيقول: نعم كان يتوالانا ويتبرء من عدونا فيقول ذلك نبي الله لجبرئيل عليه السلام، فيرفع ذلك جبرئيل إلى الله عز وجل.
100 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن ابن أبي يعفور قال: كان خطاب الجهني خليطا لنا وكان شديد النصب لآل محمد وكان يصحب نجدة الحروري (23) قال: فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقية فإذا هو مغمى عليه في حد الموت، فسمعته يقول: مالي ولك يا علي؟فأخبرت بذلك أبا عبد الله عليه السلام فقال أبو عبد الله عليه السلام: رآه ورب الكعبة رآه ورب الكعبة.
101 - سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن عبد الحميد بن عواض قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا بلغت نفس أحدكم هذه قيل له: اما ما كنت تحذر من هم الدنيا وحزنها فقد امنت منه، ويقال له: رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة عليهما السلام امامك.
102 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد عن الرضا عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أصبح قال لأصحابه: هل من مبشرات يعني به الرؤيا.
103 - عنه عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله عز وجل: " لهم البشرى في الحياة الدنيا " قال هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشر بها في دنياه.
104 - في تفسير العياشي عن عبد الرحيم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: انما أحدكم حين تبلغ نفسه هيهنا ينزل عليه ملك الموت فيقول: اما ما كنت ترجو فقد أعطيته، واما ما كنت تخافه فقد أمنت منه ويفتح له باب إلى منزله من الجنة ويقال له: انظر إلى مسكنك من الجنة وانظر هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي والحسن والحسين عليهم السلام رفقاؤك وهو قول الله: " الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ".
105 - عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما يصنع بأحد عند الموت؟قال: اما والله يا أبا حمزة ما بين أحدكم وبين أن يرى مكانه من الله ومكانه منا الا ان تبلغ نفسه هيهنا، ثم أهوى يده إلى نحره، الا أبشرك يا أبا حمزة؟فقلت: بلى جعلت فداك، فقال: إذا كان ذلك أتاه رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام معه قعد عند رأسه فقال له إذا كان ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله أما تعرفني؟أنا رسول الله هلم إلينا فما امامك خير لك مما خلفت اما ما كنت تخاف فقد أمنته، واما ما كنت ترجو فقد هجمت عليه أيتها الروح أخرجي إلى روح الله ورضوانه، فيقول له علي عليه السلام مثل قول رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم قال: يا أبا حمزة ألا أخبرك بذلك في كتاب الله قول الله: " الذين آمنوا وكانوا يتقون " الآية.
106 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن عبد الله بن محمد الجعفي وعقبة جميعا عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل خلق الخلق، فخلق من أحب مما أحب، فكان ما أحب ان خلقه من طينة الجنة، وخلق من أبغض مما أبغض فكان ما أبغض ان خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال فقلت: وأي شئ الظلال؟فقال: ألم تر إلى ظلك في الشمس شيئا وليس بشئ ثم بعث منهم النبيين فدعوهم إلى الاقرار بالله عز وجل وهو قوله عز وجل: " ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله " ثم دعوهم إلى الاقرار بالنبيين فأقر بعضهم ثم دعوهم إلى ولايتنا فاقر بها والله من أحب وأنكرها من أبغض، وهو قوله: ما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ثم قال أبو جعفر عليه السلام: كان التكذيب ثم.
107 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قال: إن الله خلق الخلق وهم أظلة فأرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وآله فمنهم من آمن به ومنهم من كذبه، ثم بعثه في الخلق الاخر فآمن به من كان آمن به في الأظلة وجحده من جحد به يومئذ، فقال: " ما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ".
108 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم " إلى قوله: " كذبوا من قبل " قال: بعث الله الرسل إلى الخلق وهم في أصلاب الرجال وارحام النساء، فمن صدق حينئذ صدق بعد ذلك، ومن كذب حينئذ كذب بعد ذلك.
109 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: وقال موسى لقومه يا قوم ان كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين وقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين فان قوم موسى استعبدهم آل فرعون وقالوا: لو كان لهؤلاء على الله كرامة كما يقولون ما سلطنا عليهم فقال موسى لقومه: " يا قوم ان كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين " إلى قوله: " من القوم الكافرين ".
110 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم في قوله: " ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين " قال: لا تسلطهم علينا فتفتنهم بنا.
111 - في تهذيب الأحكام في دعاء مروى عنهم عليهم السلام ودعاك المؤمنون فقالوا: " ربنا لا تجعلنا فتنه للقوم الظالمين ".
112 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة حديث طويل وفيه: قالت العلماء فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك قوله عز وجل إلى أن قال عليه السلام: واما الرابعة فاخراجه صلى الله عليه وآله الناس من مسجده ما خلا العترة حتى تكلم الناس في ذلك وتكلم العباس فقال: يا رسول الله تركت عليا وأخرجتنا؟فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما تركته وأخرجتكم ولكن الله عز وجل تركه وأخرجكم، وفي هذا تبيان قوله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، قالت العلماء: وأين هذا من القرآن؟قال أبو الحسن عليه السلام: أوجدكم في ذلك قرآنا وأقرأه عليكم، قالوا: هات قال قول الله عز وجل وأوحينا إلى موسى وأخيه ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى، وفيها أيضا منزلة علي عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا دليل ظاهر في قول رسول الله صلى الله عليه وآله حين قال: الا ان هذا المسجد لا يحل لجنب الا لمحمد وآله، قالت العلماء: يا أبا الحسن هذا الشرح وهذا البيان لا يوجد الا عندكم معشر أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: ومن ينكر لنا ذلك و رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: انا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره معاند، ولله تعالى الحمد على ذلك فهذه الرابعة.
113 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي رافع قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله خطب الناس فقال: أيها الناس ان الله عز وجل أمر موسى وهارون ان يبنيا لقومهما بمصر بيوتا وأمرهما ان لا يبيت في مسجدهما جنب ولا يقرب فيه النساء الا هارون و ذريته، وان عليا عليه السلام مني بمنزلة هارون من موسى فلا يحل لاحد أن يقرب النساء في مسجدي ولا يبيت فيه جنبا الا علي وذريته فمن ساءه ذلك فهيهنا وضرب بيده نحو الشام.
114 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك عن عباد بن يعقوب عن محمد بن يعقوب عن جعفر الأحول عن منصور عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: لما خافت بنو إسرائيل جبابرتها أوحى الله تعالى إلى موسى و هارون عليهما السلام " ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة " قال: أمروا أن يصلوا في بيوتهم.
115 - حدثنا أبي عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: فكان هارون أخا موسى لأبيه وأمه؟قال: نعم، إلى قوله: قلت: وكان الوحي ينزل عليهما جميعا؟قال: كان الوحي ينزل على موسى وموسى يوحيه إلى هارون.
116 - في كتاب الخصال عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: أملى الله (24) تعالى لفرعون ما بين الكلمتين أربعين سنة ثم اخذه الله نكال الآخرة والأولى، وكان بين ان قال الله عز وجل لموسى وهارون: " قد أجيبت دعوتكما " وبين ان عرفه الإجابة أربعون ثم قال: قال جبرئيل عليه السلام: نازلت ربي في فرعون منازلة شديدة، فقلت: يا رب تدعه وقد قال: انا ربكم الاعلى؟فقال: انما يقول مثل هذا عبد مثلك.
117 - في أصول الكافي ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بين قول الله عز وجل: " قد أجيبت دعوتكما " وبين اخذ فرعون، أربعين عاما.
118 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: دعى موسى وأمن هارون عليهما السلام وأمنت الملائكة فقال الله تعالى: " قد أجيبت دعوتكما فاستقيما " ومن غزا في سبيل الله استجبت له كما استجبت لكما يوم القيمة.
119 - في عيون الأخبار باسناده إلى إبراهيم بن محمد الهمداني قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: لأي علة غرق الله تعالى فرعون وقد آمن به وأقر بتوحيده قال: لأنه آمن عند رؤية البأس، والايمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف، قال الله تعالى: " فلما رأوا باسنا قالوا آمنا بالله وحده و كفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا باسنا " وقال عز وجل: " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا " وهكذا فرعون لما أدركه الغرق قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو إسرائيل وانا من المسلمين فقيل له الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية.
وقد كان فرعون من قرنه إلى قدمه في الحديد قد لبسه على بدنه فلما غرق ألقاه الله تعالى على نجوة (25) من الأرض ببدنه ليكون لمن بعده علامة فيرونه مع تثقله بالحديد على مرتفع من الأرض، وسبيل الثقل أن يرسب ولا يرتفع، فكان ذلك آية وعلامة، ولعلة أخرى أغرقه الله تعالى وهي انه استغاث بموسى لما أدركه الغرق و لم يستغث بالله، فأوحى الله عز وجل إليه يا موسى لم تغث فرعون لأنك لم تخلقه ولو استغاث بي لأغثته.
120 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن أبي عمير عن موسى بن جعفر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: اما قوله: " لعله يتذكر أو يخشى " فإنما قال ليكون أحرص لموسى على الذهاب، وقد علم الله عز وجل ان فرعون لا يتذكر ولا يخشى الا عند رؤية البأس، ألا تسمع الله عز وجل يقول: " حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو إسرائيل وانا من المسلمين " فلم يقبل الله ايمانه وقال: " الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ".
121 - في مجمع البيان " الآن وقد عصيت " الآية وروى عن أبي جعفر عليه السلام " ألان " بالقاء حركة الهمزة على اللام وحذف الهمزة.
122 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا إلى قوله: " وانا من المسلمين " فان بني إسرائيل قالوا: يا موسى ادع الله تعالى ان يجعل لنا مما نحن فيه فرجا فدعى فأوحى الله إليه: ان سر بهم قال: يا رب البحر امامهم؟قال: امض فاني آمره ان يطيعك فينفرج لك فخرج موسى ببني إسرائيل واتبعهم فرعون حتى إذا كاد أن يلحقهم ونظروا إليه قد أظلهم، قال موسى للبحر: انفرج لي قال: ما كنت لافعل، وقالت بنو إسرائيل لموسى: غررتنا وأهلكتنا فليتك تركتنا يستعبدنا آل فرعون ولم نخرج الان نقتل قتلة؟" قال كلا ان معي ربي سيهدين " واشتد على موسى ما كان يصنع به عامة قومه، " وقالوا يا موسى انا لمدركون " زعمت أن البحر ينفرج لنا حتى نمضى ونذهب وقد رهقنا (26) فرعون وقومه وهم هؤلاء تريهم قد دنوا منا، فدعا موسى ربه فأوحى الله إليه: ان اضرب بعصاك البحر فضربه فانفلق البحر، فمضى موسى وأصحابه حتى قطعوا البحر وادركهم آل فرعون فلما نظروا إلى البحر قالوا لفرعون: ما تعجب مما ترى؟قال انا فعلت هذا فمروا وامضوا فيه، فلما توسط فرعون ومن معه أمر الله البحر فاطبق عليهم فغرقهم أجمعين، فلما أدرك فرعون الغرق " قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو إسرائيل وانا من المسلمين " يقول الله عز وجل: " ألآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين " يقول: كنت من العاصين " فاليوم ننجيك ببدنك " قال: إن قوم فرعون ذهبوا أجمعين في البحر فلم ير منهم أحد في البحر هووا إلى النار فاما فرعون فنبذه الله عز وجل وحده فألقاه بالساحل لينظروا إليه ليعرفوه ليكون لمن خلفه آية ولئلا يشك أحد في هلاكه، انهم كانوا اتخذوه ربا فأراهم الله عز وجل إياه جيفة ملقاة بالساحل ليكون لمن خلفه عبرة وعظة، يقول الله " وان كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون ".
123 - قال علي بن إبراهيم قال الصادق عليه السلام: ما اتى جبرئيل رسول الله صلى الله عليه وآله الا كئيبا حزينا ولم يزل كذلك منذ أهلك الله فرعون، فلما أمره الله بنزول هذه الآية " الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين " نزل عليه وهو ضاحك مستبشر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أتيتني يا جبرئيل الا وتبينت الحزن في وجهك حتى الساعة؟قال: نعم يا محمد لما غرق الله فرعون " قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو إسرائيل وانا من المسلمين " فأخذت حمأة (27) فوضعتها في فيه، ثم قلت له: " الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين " وعملت ذلك من غير أمر الله عز وجل خفت أن يلحقه الرحمة من الله عز وجل ويعذبني الله على ما فعلت، فلما كان الان وأمرني الله عز وجل ان أؤدي إليك ما قلته انا لفرعون أمنت وعلمت ان ذلك كان لله تعالى رضا.
124 - في تفسير العياشي عن أبي عمرو عن بعض أصحابنا يرفعه قال: لما صار موسى في البحر، اتبعه فرعون وجنوده، قال: فتهيب فرس فرعون ان يدخل البحر، فتمثل له جبرئيل عليه السلام على رمكة (28) فلما رأى فرس فرعون الرمكة اتبعها، فدخل البحر هو وأصحابه فغرقوا.
125 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: " فاليوم ننجيك ببدنك " فان موسى عليه السلام أخبر بني إسرائيل ان الله عز وجل قد أغرق فرعون فلم يصدقوه، فأمر الله عز وجل البحر فلفظ به على ساحل البحر حتى رأوه ميتا، وقوله عز وجل: ولقد بؤنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم قال: ردهم إلى مصر وغرق فرعون.
126 - في كتاب علل الشرايع حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال: حدثنا علي بن عبد الله عن بكر بن صالح عن أبي الخير عن محمد بن حسان عن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل الدارمي عن محمد بن سعيد الأذخري وكان ممن يصحب موسى بن محمد بن علي الرضا ان موسى اخبره ان يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل فيها: وأخبرني عن قول الله عز وجل: فان كنت في شك مما نزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك من المخاطب بالآية؟فإن كان المخاطب به النبي صلى الله عليه وآله ليس قد شك فيما انزل الله عز وجل إليه، وإن كان المخاطب به غيره فعلى غيره إذا انزل الكتاب؟قال موسى: فسألت أخي علي بن محمد عليه السلام عن ذلك قال: اما قوله: " فان كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك " فان المخاطب بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يكن في شك مما انزل الله عز وجل، ولكن قالت الجهلة: كيف لا يبعث إلينا نبيا من الملائكة انه لم يفرق بينه وبين غيره في الاستغناء عن المأكل والمشرب والمشي في الأسواق، فأوحى الله عز وجل إلى نبيه صلى الله عليه وآله: فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك بمحضر من الجهلة هل بعث الله رسولا قبلك الا وهو يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ولك بهم أسوة وانما قال: " وان كنت في شك " ولم يكن ولكن ليتبعهم كما قال له عليه السلام: " فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " ولو قال تعالى نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا يجيبون للمباهلة وقد عرف ان نبيه عليه السلام مؤد عنه رسالته وما هو من الكاذبين، و كذلك عرف النبي صلى الله عليه وآله انه صادق فيما يقول، ولكن أحب ان ينصف من نفسه.
127 - وباسناده إلى إبراهيم بن عمير رفعه إلى أحدهما عليهما السلام في قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله: " فان كنت في شك مما نزلنا إليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا شك ولا أشك (29).
128 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن عمرو بن سعيد الراشدي عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله إلى السماء وأوحى إليه في علي ما أوحى من شرفه ومن عظمته عند الله، ورد إلى البيت المعمور وجمع له النبيين وصلوا خلفه عرض في نفس رسول الله صلى الله عليه وآله من عظم ما أوحى إليه في علي عليه السلام، فأنزل الله: " فان كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك " يعني الأنبياء فقد أنزلنا إليهم في كتبهم من فضله ما أنزلنا في كتابك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين فقال الصادق عليه السلام: فوالله ما شك وما سأل.
129 - في تفسير العياشي عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: " فان كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك " قال: لما اسرى بالنبي صلى الله عليه وآله ففرغ من مناجاة ربه رد إلى البيت المعمور وهو بيت في السماء الرابعة بحذاء الكعبة، فجمع الله له النبيين والمرسلين والملائكة، ثم أمر جبرئيل فاذن وأقام الصلاة، وتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله فصلى بهم، فلما فرغ التفت إليهم فقال له: " فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك لقد جائك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين " فسألهم يومئذ النبي صلى الله عليه وآله ثم نزل (30).
130 - في الخرايج والجرايح في روايات الخاصة ان أبا جعفر عليه السلام قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لما اسرى بي نزل جبرئيل بالبراق وهو أصغر من البغل وأكبر من الحمار مضطرب الاذنين عيناه في حوافره خطاه مد البصر، وله جناحان يجريان به من خلفه عليه سرج من ياقوت فيه من كل لون أهدب العرف الأيمن (31) فوقفه على باب خديجة و دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله فمرح البراق (32) فخرج إليه جبرئيل وقال: أسكن فإنما يركبك أحب خلق الله إليه، فسكن فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله فركب ليلا فتوجه نحو بيت المقدس فاستقبله شيخ فقال جبرئيل: هذا أبوك إبراهيم فثنى رجله وهم بالنزول فقال جبرئيل: كما أنت فجمع ما شاء من الأنبياء في بيت المقدس، فأذن جبرئيل وتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله فصلى بهم ثم قال أبو جعفر عليه السلام: في قوله تعالى: " فان كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك " هؤلاء الأنبياء الذين جمعوا " فلا تكونن من الممترين " قال فلم يشك رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يسأل.
131 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم قال: الذين جحدوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقوله تعالى: " ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون " قال: عرضت عليهم الولاية وقد فرض الله تعالى عليهم الايمان بها فلم يؤمنوا.
132 - في تفسير العياشي عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام كتب أمير المؤمنين عليه السلام قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله ان جبرئيل عليه السلام حدثه ان يونس ابن متى بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلثين سنة وكان رجلا تعتريه الحدة (33) وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوقار النبوة واعلامها وانه تفسخ تحتها كما يتفسخ الجذع تحت حمله (34) وانه أقام فيهم يدعوهم إلى الايمان بالله والتصديق به واتباعه ثلثا وثلثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه الا رجلان اسم أحدهما روبيل والآخر تنوخا، وكان روبيل من أهل بيت العلم والنبوة والحكمة و كان قديم الصحبة ليونس بن متي من قبل ان يبعثه الله بالنبوة، وكان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا منهمكا في العبادة (35) وليس له علم ولا حكم.
وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها، وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه و يأكل من كسبه، وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل و حكمته وقديم صحبته، فلما رأى يونس ان قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر وعرف من نفسه قلة الصبر فشكى ذلك إلى ربه، وكان فيما شكى ان قال: يا رب انك بعثتني إلى قومي ولي ثلثون سنة، فلبثت فيهم ادعوهم إلى الايمان بك والتصديق برسالتي وأخوفهم عذابك ونقمتك ثلثا وثلثين سنة فكذبوني ولم يؤمنوا بي وجحدوا نبوتي واستخفوا برسالتي وقد تواعدوني وخفت ان يقتلوني فأنزل عليهم عذابك فإنهم قوم لا يؤمنون. قال: فأوحى الله إلى يونس ان فيهم الحمل والجنين والطفل والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين، وانا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبي لا أعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، وهم يا يونس عبادي وخلقي وبريتي في بلادي وفي عيلتي أحب ان اتأناهم (36) وارفق بهم وانتظر توبتهم، وانما بعثتك إلى قومك لتكون حيطا عليهم تعطف عليهم سخاء الرحمة الماسة منهم وتأناهم برأفة النبوة فاصبر معهم بأحلام الرسالة وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوي العالم بمداواة الدواء فخرجت بهم ولم تستعمل قلوبهم بالرفق ولم تسهم بسياسه المرسلين، ثم سألتني مع سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك، وعبدي نوح كان أصبر منك على قومه، وأحسن صحبة وأشد تأنيا في الصبر عندي وأبلغ في العذر، فغضبت له حين غضب لي وأجبته حين دعاني. فقال يونس: يا رب انما غضبت عليهم فيك، وانما دعوت عليهم حين غضبوك، فوعزتك لا انعطف عليهم برأفة ابدا ولا انظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم وتكذيبهم إياي وجحد نبوتي، فأنزل عليهم عذابك فإنهم لا يؤمنون ابدا، فقال الله: يا يونس انهم مأة الف أو يزيدون من خلقي يعمرون بلادي ويلدون عبادي، ومحبتي ان أتاناهم للذي سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير علمك وتقديرك، وأنت المرسل وانا الرب الحكيم، وعلمي فيهم يا يونس باطن في الغيب عندي لا يعلم ما منتهاه، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له يا يونس قد أجبتك إلى ما سألت من انزال العذاب عليهم، وما ذلك يا يونس بأوفر لحظك عندي ولا أحمد لشأنك وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الأربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس فأعلمهم ذلك. قال: فمر يونس ولم يسؤه ولم يدر ما عاقبته فانطلق يونس إلى تنوخا العابد فأخبره بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم وقال له: انطلق حتى اعلمهم بما أوحى الله إلي من نزول العذاب، فقال تنوخا: فدعهم في غمرتهم ومعصيتهم حتى يعذبهم الله فقال له يونس: بل نلقى روبيل فنشاوره فإنه رجل عالم حكيم من أهل بيت النبوة فانطلقا إلى روبيل فأخبره يونس بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الأربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فقال له: ما ترى انطلق بنا حتى اعلمهم ذلك؟فقال له روبيل: ارجع إلى ربك رجعة نبي حكيم ورسول كريم و أسأله ان يصرف عنهم العذاب فإنه غنى عن عذابهم وهو يحب الرفق بعباده، وما ذلك، بأضر لك عنده ولا أسوء لمنزلتك لديه ولعل قومك بعد ما سمعت ورأيت من كفرهم و جحودهم يؤمنون يوما فصابرهم وتأناهم، فقال له تنوخا: ويحك ياروبيل ما أشرت على يونس وأمرته به بعد كفرهم بالله وجحدهم لنبيه وتكذيبهم إياه، واخراجهم إياه من مساكنه وما هموا به من رجمه فقال روبيل لتنوخا: اسكت فإنك رجل عابد لا علم لك ثم اقبل على يونس فقال: أرأيت يا يونس إذا انزل الله العذاب على قومك أنزله فيهلكهم جميعا أو يهلك بعضا ويبقى بعض؟فقال له يونس: بل يهلكهم جميعا وكذلك سألته، ما دخلتني لهم رحمة تعطف فأراجع الله فيهم واسأله ان يصرف عنهم، فقال له روبيل: أتدري يا يونس لعل الله إذا انزل عليهم العذاب فأحسوا به ان يتوبوا إليه ويستغفروه فيرحمهم، فإنه ارحم الراحمين ويكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن الله انه ينزل عليهم العذاب يوم الأربعاء فتكون بذلك عندهم كذابا؟فقال له تنوخا: ويحك ياروبيل لقد قلت عظيما يخبرك النبي المرسل ان الله أوحى إليه ان العذاب ينزل عليهم فترد قول الله وتشك فيه وفي قول رسوله، اذهب فقد حبط عملك، فقال روبيل لتنوخا: لقد فسد رأيك ثم اقبل على يونس فقال: أنزل الوحي والامر من الله فيهم على ما أنزل عليك فيهم من انزال العذاب عليهم وقوله الحق، أرأيت إذا كان ذلك فهلك قومك كلهم وخربت قريتهم أليس يمحو الله اسمك من النبوة وتبطل رسالتك وتكون كبعض ضعفاء الناس ويهلك على يدك مأة ألف من الناس.
فأبى يونس أن يقبل وصيته فانطلق ومعه تنوخا إلى قومه فأخبرهم ان الله أوحى إليه انه منزل العذاب عليهم يوم الأربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فردوا عليه قوله وكذبوه وأخرجوه من قريتهم اخراجا عنيفا (37) فخرج يونس و معه تنوخا من القرية وتنحيا عنهم غير بعيد وأقاما ينتظران العذاب.
وأقام روبيل مع قومه في قريتهم حتى إذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل (38) بأعلى صوته في رأس الجبل إلى القوم: انا روبيل الشفيق عليكم الرحيم بكم إلى ربه، قد أنكرتم عذاب الله هذا شوال قد دخل عليكم وقد أخبركم يونس نبيكم ورسول ربكم ان الله أوحى إليه: ان العذاب ينزل عليكم في شوال في وسط الشهر يوم الأربعاء بعد طلوع الشمس ولن يخلف الله وعده رسله فانظروا ماذا أنتم صانعون؟فأفزعهم كلامه فوقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب فأجفلوا (39) نحو روبيل وقالوا له: ماذا أنت مشير به علينا يا روبيل؟فإنك رجل عالم حكيم لم نزل نعرفك بالرقة علينا والرحمة لنا وقد بلغنا ما أشرت به على يونس فمرنا بأمرك وأشر علينا برأيك؟فقال لهم روبيل: فاني أرى لكم وأشير عليكم ان تنظروا وتعمدوا إذا طلع الفجر يوم الأربعاء في وسط الشهر أن تعزلوا الأطفال عن الأمهات في أسفل الجبل في طريق الأودية، وتقفوا النساء في سفح الجبل (40) ويكون هذا كله قبل طلوع الشمس، فعجوا عجيج الكبير منكم والصغير بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله والتوبة إليه والاستغفار له، وارفعوا رؤسكم إلى السماء وقولوا: ربنا ظلمنا وكذبنا نبيك وتبنا إليك من ذنوبنا وان لا تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين المعذبين فاقبل توبتنا وارحمنا يا أرحم الراحمين، ثم لا تملوا من البكاء والصراخ والتضرع إلى الله والتوبة إليه حتى توارى الشمس بالحجاب أو يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك.
فاجمع رأي القوم جميعا على أن يفعلوا ما أشار به عليهم روبيل، فلما كان يوم الأربعاء الذي توقعوا العذاب تنحى روبيل عن القرية حيث يسمع صراخهم ويرى العذاب إذا نزل، فلما طلع الفجر يوم الأربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل به فلما بزغت الشمس (41) أقبلت ريح صفراء مظلمة مسرعة لها صرير وحفيف (42) فلما رأوها عجوا جميعا بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله وتابوا إليه واستغفروه وصرخت الأطفال بأصواتها تطلب أمهاتهم، وعجت سخال البهائم (43) تطلب الثدي وعجت الانعام تطلب الرعا، فلم يزالوا بذلك ويونس وتنوخا يسمعان صيحتهم و صراخهم ويدعوان الله عليهم بتغليظ العذاب عليهم وروبيل في موضعه يسمع صراخهم وعجيجهم ويرى ما نزل وهو يدعو الله بكشف العذاب عنهم.
فلما أن زالت الشمس وفتحت أبواب السماء وسكن غضب الرب تعالى رحمهم الرحمن فاستجاب دعاؤهم وقبل توبتهم وأقالهم عثرتهم، وأوحى إلى إسرافيل عليه السلام ان اهبط إلى قوم يونس فإنهم قد عجوا إلي بالبكاء والتضرع وتابوا إلي و استغفروني فرحمتهم وتبت عليهم، وانا الله التواب الرحيم أسرع إلى قبول توبة عبدي التائب من الذنوب، وقد كان عبدي يونس ورسولي سألني نزول العذاب على قومه وقد أنزلته عليهم وأنا الله أحق من وفى بعهده وقد أنزلته عليهم ولم يكن اشترط يونس حين سألني أن أنزل عليهم العذاب ان أهلكهم فاهبط إليهم فاصرف عنهم ما قد نزل بهم من عذابي، فقال إسرافيل: يا رب ان عذابك قد بلغ أكتافهم وكاد ان يهلكهم وما أراه الا وقد نزل بساحتهم فإلى أين اصرفه؟فقال الله: كلا اني قد أمرت ملائكتي ان يصرفوه ولا ينزلوه عليهم حتى يأتيهم أمري فيهم وعزيمتي، فأهبط يا إسرافيل عليهم واصرفه عنهم، واصرف به إلى الجبال بناحية مفاوض العيون ومجاري السيول في الجبال العاتية (44) العادية المستطيلة على الجبال، فأذلها به ولينها حتى تصير ملتئمة حديدا جامدا، فهبط إسرافيل فنشر أجنحته فاستاق بها (45) ذلك العذاب حتى ضرب بها تلك الجبال التي أوحى الله إليه ان يصرفه إليها، قال أبو جعفر عليه السلام: وهي الجبال التي بناحية الموصل اليوم فصارت حديدا إلى يوم القيمة.
فلما رأى قوم يونس ان العذاب قد صرف عنهم هبطوا إلى منازلهم من رؤس الجبال وضموا إليهم نساءهم وأولادهم وأموالهم وحمدوا الله على ما صرف عنهم، و أصبح يونس وتنوخا يوم الخميس في موضعهما الذي كانا فيه لا يشكان ان العذاب قد نزل بهم وأهلكهم جميعا لما خفيت أصواتهم عنهما، فاقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس ينظران إلى ما صار إليه القوم فلما دنوا من القوم و استقبلتهم الحطابون والحماة والرعاة بأعناقهم ونظروا إلى أهل القرية مطمئنين قال يونس لتنوخا: يا تنوخا كذبني الوحي (46) وكذبت وعدي لقومي لا وعزة ربي لا يرون لي وجها ابدا بعد ما كذبني الوحي، فانطلق يونس هاربا على وجهه مغاضبا لربه ناحية بحر أيلة (47) مستنكرا فرارا من أن يراه أحد من قومه فيقول له: يا كذاب، فلذلك قال الله: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه " الآية و رجع تنوخا إلى القرية، فلقى روبيل فقال له يا تنوخا: اي الرأيين كان أصوب وأحق؟أرأيي أو رأيك؟فقال له تنوخا: بل رأيك كان أصوب ولقد كنت أشرت برأي العلماء والحكماء، وقال له تنوخا: اما اني لم أزل أرى اني أفضل منك لزهدي وفضل عبادتي حتى استبان فضلك لفضل علمك، وما أعطاك الله ربك من الحكمة مع التقوى أفضل من الزهد والعبادة بلا علم، فاصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما ومضى يونس على وجهه مغاضبا لربه، فكان من قصته ما أخبر الله في كتابه إلى قوله: " فآمنوا فمتعناهم إلى حين ". قال أبو عبيدة: قلت لأبي جعفر عليه السلام كم كان غاب يونس عن قومه حتى رجع إليهم بالنبوة والرسالة فآمنوا به وصدقوه؟قال: أربعة أسابيع سبعا منها في ذهابه إلى البحر، وسبعا في بطن الحوت، وسبعا تحت الشجرة بالعراء وسبعا منها في رجوعه إلى قومه فقلت له: وما هذه الأسابيع شهورا وأيام أو ساعات فقال: يا أبا عبيدة ان العذاب اتاهم يوم الأربعاء في النصف من شوال، وصرف عنهم من يومهم ذلك، فانطلق يونس مغاضبا فمضى يوم الخميس سبعة أيام في مسيره إلى البحر، وسبعة أيام في بطن الحوت، وسبعة أيام تحت الشجرة بالعراء وسبعة أيام في رجوعه إلى قومه، فكان ذهابه ورجوعه ثمانية وعشرين يوما، ثم أتاهم فآمنوا به وصدقوه واتبعوه فلذلك قال: فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم.
133 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أظل قوم يونس العذاب دعوا الله فصرفه عنهم، قلت: كيف ذلك؟قال: كان في العلم انه يصرف عنهم.
134 - عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن يونس لما آذاه قومه دعى الله عليهم فأصبحوا أول يوم صفر، وأصبحوا اليوم الثاني ووجوههم سود، قال: وكان الله أوعدهم أن يأتيهم العذاب حتى نالوه برماحهم، ففرقوا بين النساء وأولادهن، والبقر وأولادها ولبسوا المسوح (48) والصوف ووضعوا الحبال في أعناقهم، والرماد على رؤسهم، وضجوا ضجة واحدة إلى ربهم، وقالوا: آمنا باله يونس، قال: فصرف الله عنهم العذاب إلى جبال آمد (49) قال: وأصبح يونس وهو يظن أنهم هلكوا، فوجدهم في عافية.
135 - عن معمر قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: ان يونس لما أمره الله بما أمره فأعلم قومه فأظلهم العذاب فرقوا بينهم وبين أولادهم وبين البهايم وأولادها، ثم عجوا إلى الله وضجوا فكشف الله العذاب عنهم.
وهذان الحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.
136 - في تهذيب الأحكام علي بن الحسن عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان الأحمر عن كثير النوا عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال وقد ذكر يوم عاشورا: وهذا اليوم الذي تاب الله فيه على قوم يونس.
137 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن سالم عن أبيه عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: لأي علة صرف الله عز وجل العذاب عن قوم يونس وقد أظلهم ولم يفعل ذلك بغيرهم من الأمم؟فقال: لأنه كان في علم الله عز وجل انه سيصرفه عنهم لتوبتهم وانما ترك اخبار يونس بذلك لأنه عز وجل أراد ان يفرغه لعبادته في بطن الحوت فيستوجب بذلك ثوابه وكرامته.
138 - وباسناده إلى سماعة انه سمعه عليه السلام وهو يقول: ما رد الله العذاب عن قوم قد أظلهم الا قوم يونس، فقلت: أكان قد أظلهم؟فقال: نعم حتى نالوه بأكفهم، قلت: فكيف كان ذلك؟قال: كان في العلم المثبت عند الله عز وجل الذي لم يطلع عليه أحد انه سيصرفه عنهم.
139 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما رد الله عز وجل العذاب الا عن قوم يونس وكان يونس عليه السلام يدعوهم إلى الاسلام فيأبوا ذلك، فهم ان يدعوا عليهم وكان فيهم رجلان: عابد وعالم.
وكان اسم أحدهما مليخا والآخر اسمه روبيل، وكان العابد يشير على يونس بالدعاء عليهم وكان العالم ينهاه، ويقول: لا تدعو عليهم فان الله يستجيب لك ولا يحب هلاك عباده، فقبل قول العابد ولم يقبل قول العالم، فدعى عليهم فأوحى الله إليه: يأتيهم العذاب في سنة كذا وكذا في شهر كذا وكذا في يوم كذا وكذا، فلما قرب الوقت خرج يونس من بينهم مع العابد وبقى العالم فيهم، فلما كان ذلك اليوم نزل العذاب فقال العالم لهم: يا قوم افزعوا إلى الله عز وجل فلعله يرحمكم فيرد العذاب عنكم، فقالوا: كيف نصنع؟قال اجتمعوا وأخرجوا إلى المفازة وفرقوا بين النساء والأولاد وبين الإبل وأولادها، وبين البقر وأولادها وبين الغنم وأولادها ثم ابكوا وادعوا، فذهبوا وفعلوا ذلك وضجوا وبكوا، فرحمهم الله وصرف عنهم العذاب وفرق العذاب على الجبال وقد كان نزل وقرب منهم، فاقبل يونس لينظر كيف أهلكهم الله فرأى الزارعون يزرعون في أرضهم، قال لهم ما فعل قوم يونس؟فقالوا له ولم يعرفوه: ان يونس دعا عليهم فاستجاب الله عز وجل له ونزل العذاب عليهم فاجتمعوا وبكوا ودعوا فرحمهم الله وصرف ذلك عنهم وفرق العذاب على الجبال، فهم اذن يطلبون يونس ليؤمنوا به فغضب يونس ومر على وجهه مغاضبا لله كما حكى الله تعالى والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
140 - وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: لبث يونس في بطن حوت ثلاثة أيام ونادى في الظلمات ظلمة بطن الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر: " لا إله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين " فاستجاب الله له فأخرجه الحوت إلى الساحل ثم قذفه فألقاه إلى الساحل وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهو القرع، فكان يمصه ويستظل به و بورقه، وكان تساقط شعره ورق جلده، وكان يونس يسبح ويذكر الله بالليل والنهار فلما ان قوى واشتد بعث الله دودة فأكلت أسفل القرع فذبلت القرعة ثم يبست، فشق ذلك على يونس فظل حزينا، فأوحى الله إليه: مالك حزينا يا يونس؟قال: يا رب هذه الشجرة التي كانت تنفعني سلطت عليها دودة فيبست؟قال: يا يونس أحزنت بشجرة لم تزرعها ولم تسقها ولم تعن بها أن يبست حين استغنيت عنها، ولم تحزن لأهل نينوى أكثر من مأة ألف أردت ان ينزل عليهم العذاب، ان أهل نينوى آمنوا واتقوا فارجع إليهم، فانطلق يونس إلى قومه فلما دنى من نينوى استحيى أن يدخل، فقال لراع لقيه: إئت أهل نينوى فقل لهم: ان يونس قد جاء، قال الراعي: أتكذب أما تستحيي ويونس قد غرق في البحر وذهب؟قال له يونس: اللهم ان هذه الشاة تشهد لك أني يونس، فأنطقت الشاة له بأنه يونس، فلما أتى الراعي قومه وأخبرهم أخذوه وهموا بضربه، فقال: لي بينة بما أقول، قالوا: من يشهد؟قال: هذه الشاة تشهد، فشهدت انه صادق وان يونس قد رده الله إليهم، فخرجوا يطلبونه فوجدوه فجاؤوا به وآمنوا وحسن ايمانهم فمتعهم الله إلى حين وهو الموت وأجارهم من ذلك العذاب.
141 - وعن علي عليه السلام حديث طويل يقول في آخره: وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهي الدبا فأظلته من الشمس فسكن، ثم أمر الشجرة فتنحت عنه ووقع الشمس عليه فجزع، فأوحى الله إليه: يا يونس لم لم ترحم مأة ألف أو يزيدون وأنت تجزع ساعة؟فقال: رب عفوك عفوك، فرد الله بدنه ورجع إلى قومه وآمنوا به وهو قوله: " فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ".
142 - في الكافي باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان جبرئيل استثنى في هلاك قوم يونس ولم يسمعه يونس.
143 - في روضة الكافي عنه عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله ابن سنان عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل رياح رحمة ورياح عذاب، فان شاء ان يجعل الرياح من العذاب رحمة فعل، قال: ولن يجعل الرحمة من الريح عذابا قال: وذلك أنه لم يرحم قوما قط أطاعوه فكانت طاعتهم إياه وبالا عليهم الا من بعد تحولهم عن طاعته، قال: وكذلك فعل بقوم يونس لما آمنوا رحمهم الله بعد ما قد كان قدر عليهم العذاب وقضاه، ثم تداركهم برحمته فجعل العذاب المقدر عليهم رحمة، فصرفه عنهم وقد أنزله عليهم وغشيهم، وذلك لما آمنوا به وتضرعوا إليه.
144 - فيمن لا يحضره الفقيه وفي العلل التي ذكرها الفضل بن شاذان " رحمه الله " عن الرضا عليه السلام قال: انما جعل للكسوف صلاة لأنه من آيات الله عز وجل لا يدري الرحمة ظهرت أم لعذاب؟فأحب النبي صلى الله عليه وآله ان تفزع أمته إلى خالقها و راحمها عند ذلك ليصرف عنهم شرها ويقيهم مكروهها كما صرف عن قوم يونس حين تضرعوا إلى الله عز وجل.
145 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد حدثنا عبد الله بن تميم القرشي قال حدثنا أبي عن أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال: سأل المأمون أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن قول الله جل ثناؤه: ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وما كان لنفس ان تؤمن الا بإذن الله فقال الرضا عليه السلام: حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: إن المسلمين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس على الاسلام لكثر عددنا وقوتنا على عدونا؟فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما كنت لألقى الله تعالى ببدعة لم يحدث إلي فيها شيئا وما انا من المتكلفين، فأنزل الله تبارك وتعالى عليه يا محمد ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا على سبيل الالجاء والاضطرار في الدنيا كما يؤمن عند المعاينة ورؤية البأس وفي الآخرة ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقوا مني ثوابا ولا مدحا ولكني أريد منهم ان يؤمنوا مختارين غير مضطرين ليستحقوا مني الزلفى والكرامة ودوام الخلود في جنة الخلد " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " واما قوله: " وما كان لنفس ان تؤمن الا بإذن الله " فليس ذلك على سبيل تحريم الايمان عليها، ولكن على معنى انها ما كانت لتؤمن الا بإذن الله واذنه امره لها بالايمان ما كانت مكلفة متعبدة، وإلجاؤه إياها إلى الايمان عند زوال التكليف والتعبد عنها فقال المأمون: فرجت عني فرج الله عنك.
146 - في كتاب التوحيد أبي رحمه الله قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اجعلوا أمركم لله ولا تجعلوه للناس فإنه ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله، لا تخاصموا الناس لدينكم، فان المخاصمة ممرضة للقلب، ان الله عز وجل قال لنبيه: " انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " وقال: " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " ذروا الناس فان الناس أخذوا عن الناس وانكم أخذتم عن رسول الله صلى الله عليه وآله، واني سمعت أبي يقول: إن الله عز وجل إذا كتب على عبد ان يدخل في هذا الامر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره (50).
147 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي عن داود الرقي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون قال: الآيات هم الأئمة والنذر هم الأنبياء عليهم السلام.
148 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون " قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله اتاه جبرئيل بالبراق فركبها، فأتى بيت المقدس فلقى من لقى من اخوانه من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين ثم رجع، فحدث أصحابه اني أتيت بيت المقدس ورجعت من الليلة وقد جاءني جبرئيل بالبراق فركبتها، وآية ذلك اني مررت بعير لأبي سفيان على ماء لبني فلان، وقد أضلوا جملا لهم أحمر، وقد هم القوم في طلبه فقال بعضهم لبعض: انما جاء الشام وهو راكب سريع، ولكنكم قد أتيتم الشام وعرفتموها فاسئلوه عن أسواقها وأبوابها وتجارها، فقالوا: يا رسول الله كيف الشام وكيف أسواقها؟قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا سئل عن الشئ لا يعرفه شق عليه حتى يرى ذلك في وجهه، قال: فبينما هو كذلك إذ أتاه جبرئيل عليه السلام فقال: يا رسول الله هذه الشام قد رفعت لك فالتفت رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا هو بالشام بأبوابها وأسواقها وتجارها، فقال: أين السائل عن الشام؟فقال له: فلان وفلان، فأجابهم رسول الله صلى الله عليه وآله في كل ما سألوه عنه فلم يؤمن منهم الا قليل: وهو قول الله تبارك وتعالى: " وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون " ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: نعوذ بالله ان لا نؤمن بالله.
149 - في تفسير العياشي عن محمد بن الفضل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن شئ في الفرج؟فقال: أوليس تعلم أن انتظار الفرج من الفرج؟ان الله يقول: انتظروا اني معكم من المنتظرين.
150 - عن مصقلة الطحان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما يمنعكم ان تشهدوا على من مات منكم على هذا الامر انه من أهل الجنة ان الله يقول: كذلك حقا علينا ننج المؤمنين.
1. وفي المصدر " لم يزل رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: اني أخاف.. " ومرجع المعنى واحد. .
2. اي أسكن. .
3. كذا في النسخ وفي البحار: علي بن مهزيار وفي المصدر هكذا: " سمعت جدي إبراهيم بن مهزيار.. " وقال المجلسي (ره) في بيان الحديث: الأظهر ان علي بن مهزيار هو علي بن إبراهيم بن مهزيار نسب إلى جده وهو ابن أخي علي بن مهزيار المشهور إذ يبعد ادراكه لهذا الزمان ويؤيده ما في سند هذا الخبر من نسبة محمد إلى جده ان لم يسقط الابن بين الكنية والاسم. أقول: وروى الشيخ (ره) في كتاب الغيبة عند ذكر من رآه عليه السلام مثله عن علي بن إبراهيم بن مهزيار. .
4. الضنك: الضيق. والهناة: الداهية. .
5. كناية عن بني عباس كما ذكره غير واحد من شراح الحديث. .
6. تلاحم الشئ: تلائم بعد إن كان متباينا. .
7. الصيلم: الامر الشديد ووقعة صيلمة: مستأصلة. .
8. ماهان: الدينور ونهاوند. قاله المجلسي (ره) في البحار. .
9. وفي المصدر وجه الله " عوض " رحمة الله ". .
10. اغرورقت عيناه: دمعتا كأنهما غرقتا في دمعهما ولم يفضا ورهق بمعنى لحق وغشى. والقتر: الغبار، وفي الغريب: ترهقها قترة: يعلوها سواد كالدخان. .
11. ترقرق عينه: دمعت. .
12. عجل: قبيلة من ربيعة وهو عجل بن لجيم بن صعب، والعجلية من ينسب إلى عجل " مجمع البحرين. .
13. يقال هو نازل بين ظهرانيهم وبين أظهرهم اي وسطهم ومعظمهم. .
14. كذا في النسخ ولم أظفر على الحديث فيما عندي من نسخة الأمالي. .
15. وفي نسخة: " عليه السلام ". .
16. " في مجمع البيان: قال الصادق عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا قرأ هذه الآية بكا بكاءا شديدا. منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). .
17. هذا موافق للمصدر وفي نسخة " في عداوه " وهو مصحف. .
18. قرة العين: برودتها وانقطاع بكائها ورؤيتها ما كانت مشتاقة إليه، والقر - بالضم -: ضد الحر، والعرب تزعم أن دمع الباكي من شدة السرور بارد ودمع الباكي من الحزن حار فقرة العين كناية عن الفرح والسرور والظفر بالمطلوب. .
19. الوريد: عرق في الفتق ويقال له حبل الوريد. .
20. غمزه: عصره وكبسه بيده. .
21. قال في الوافي: " كان " تامة اي إذا ذهب ديني تحقق تخلفي عنك ومفارقتي إياك وعدم اكتراثي بالجهل بما تعلم " انتهى " وفي تفسير العياشي والمنقول عن المحاسن " انما ديني مع دمي فإذا ذهب ديني كان ذلك " وعليه فالمعنى ان ديني مقرون بحياتي فمع عدم الدين فكأني لست بحي. .
22. أكب عليه: أقبل إليه ولزمه. .
23. قال في الوافي اي مات موتا دائما لا رجعة بعده، أو المعنى ما رأى هذا قط الا مات " وأعظم " اي عد سؤالي عظيما، ولنا أن نجعل قوله: " وأعظم ذلك " عطفا على قوله " مات " يعني مات وعد ما رأى وما بشر به عظيما لم يرد معهما رجوعا إلى الدنيا. .
24. الحرورية طائفة من الخوارج منسوبة إلى حروراء وهي قرية بالكوفة، ونجدة: رئيسهم. .
25. اي أمهله. .
26. النجوة: ما ارتفع من الأرض. .
27. اي لحقنا. .
28. الحمأة: الطين الأسود المنتن .
29. الرمكة: لاثني من البراذين والفرس تتخذ للنسل. .
30. كذا في النسخ وفي المصدر " لا شك ولا أشك " وفي المنقول عن كتاب العلل في تفسير * * الصافي " لا أشك ولا اسئل " وهو الظاهر كما استظهره في هامش العلل أيضا زميلنا الفاضل المحقق دامت توفيقاته. وسيأتي نظيره في الحديث الآتي. .
31. كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا " فلما فرغ التفت إليه فقال: " فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك " إلى قوله " مهتدين " ثم ذكر الحديث الآتي عن أبي عبيدة الحذاء. .
32. العرف - بالضم -: شعر عنق الفرس. وأهدب العرف اي طويله وكثيره مرسلا من الجانب الأيمن. .
33. المرح: شدة النشاط والفرح. .
34. اي يصيبه البأس والغضب. .
35. تفسخ الربع تحت الحمل: ضعف وعجز ولم يطقه. .
36. انهمك في الامر: جد فيه ولج. .
37. من التأني اي الرفق والمداراة. .
38. العنف: ضد الرفق والعنيف: الشديد من القول والسير. .
39. صراخ صراخا: صاح شديدا. .
40. اي أسرعوا نحوه بالذهاب. .
41. السفح: أسفل الجبل. .
42. بزغت الشمس: طلعت. .
43. الصرير: الصوت الشديد. وحفيف الريح: صوتها في كل ما مرت به. .
44. السخال: جمع السخلة: ولد الشاة. .
45. الجبال العاتية: الكبيرة الطويلة. .
46. استاق الماشية: حثها على السير من خلف، عكس قادها. .
47. اي باعتقاد القوم. .
48. قال المجلسي (ره): قوله " مغاضبا لربه " اي على قومه لربه تعالى، اي كان غضبه لله تعالى لا للهوى، أو خائفا عن تكذيب قومه لما تخلف عنه من وعد ربه " انتهى " وايلة: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل آخر الحجاز وأول الشام. .
49. المسوح جمع المسح - بالكسر -: الكساء من شعر. .
50. قال الحموي: آمد - بكسر الميم - أعظم ديار بكر. .