قال عز من قائل: ﴿الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا﴾

277 - في أصول الكافي علي بن محمد بن عبد الرحمان عن أحمد بن محمد ابن خالد عن عثمان بن عيسى عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: تفقهوا في الدين فإنه من لم يتفقه في الدين فهو اعرابي (1) ان الله يقول في كتابه: " ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ".

278 - الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن الربيع عن المفضل ابن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عليكم بالتفقه في دين الله، ولا تكونوا اعرابا فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيمة ولم يزك له عملا.

279 - في روضة الكافي سهل عن يحيى بن المبارك عن عبد الرحمان بن جبلة عن إسحاق بن عمار أو غيره قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: نحن بنو هاشم وشيعتنا العرب، وساير الناس الاعراب.

280 - في تفسير العياشي عن داود بن الحصين عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قوله: ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله أيثيبهم عليه؟قال: نعم.

281 - وفي رواية أخرى عنه: يثابون عليه؟قال: نعم.

282 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ان للايمان درجات ومنازل يتفاضل المؤمنون فيها عند الله؟قال: نعم قلت: صف لي رحمك الله حتى افهمه، قال: إن الله سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم الرهان (2) ثم فضلهم على درجاتهم في السبق إليه: فجعل كل امرء منهم على درجة سبقه لا ينقصه فيها من حقه، ولا يتقدم مسبوق سابقا، ولا مفضول فاضلا، تفاضل بذلك أوائل هذه الأمة وأواخرها و لو لم يكن للسابق إلى الايمان فضل على المسبوق إذا للحق أواخر هذه الأمة أولها نعم ولتقدموهم إذا لم يكن لمن سبق إلى الايمان الفضل على من ابطأ عنه ولكن بدرجات الايمان قدم الله السابقين وبالابطاء عن الايمان أخر الله المقصرين لأنا نجد من المؤمنين من الآخرين من هو أكثر عملا من الأولين وأكثرهم صلاة وصوما وحجا وزكاة وجهادا وانفاقا ولو لم يكن سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا عند الله لكان الآخرون بكثرة العمل مقدمين على الأولين ولكن أبى الله عز وجل ان يدرك آخر درجات الايمان أولها ويقدم فيها من آخر الله أو يؤخر فيها من قدم الله قلت: أخبرني عما ندب الله عز وجل المؤمنين إليه من الاستباق إلى الايمان؟فقال: قول الله عز وجل: والسابقون الأولون من المهاجرون والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه فبدأ بالمهاجرين الأولين والأنصار على درجة سبقهم، ثم ثنى بالأنصار، ثم ثلث بالتابعين لهم باحسان، فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

283 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان: فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت: " والسابقون الأولون من المهاجرون والأنصار والسابقون السابقون أولئك المقربون " سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله؟فقال: أنزلها الله تعالى في الأنبياء وأوصيائهم، فانا أفضل أنبياء الله ورسله و علي بن أبي طالب أفضل الأوصياء؟قالوا: اللهم نعم.

284 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر السابقين فقال: " والسابقون الأولون من المهاجرون والأنصار " وهم النقباء أبو ذر والمقداد وسلمان وعمار ومن آمن وصدق وثبت على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.

285 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن عمرو بن أبي المقدام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: خرجت انا وأبي حتى إذا كنا بين القبر والمنبر إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم ثم قال: اني والله لأحب رياحكم و أرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد، واعلموا ان ولايتنا لا تنال الا بالورع والاجتهاد، ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله، أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله، وأنتم السابقون الأولون والسابقون الآخرون السابقون في الدنيا والسابقون في الآخرة إلى الجنة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

286 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: لا يقع اسم الهجرة على أحد الا بمعرفة الحجة في الأرض، فمن عرفها وأقر بها فهو مهاجر.

287 - في مجمع البيان واختلف في أول من أسلم من المهاجرين فقيل: ان أول من أسلم خديجة بنت خويلد ثم علي بن أبي طالب وهو قول ابن عباس وجابر بن عبد الله وأنس وزيد بن أرقم ومجاهد وقتادة وابن اسحق وغيرهم، قال أنس: بعث النبي صلى الله عليه وآله يوم الاثنين وصلى علي وأسلم يوم الثلاثاء وقال مجاهد وابن اسحق: انه أسلم و هو ابن عشر سنين وكان مع رسول الله صلى الله عليه وآله اخذه من أبي طالب وضمه إلى نفسه يربيه في حجره، وكان معه حتى بعث نبيا وروى أن أبا طالب قال لعلي عليه السلام اي بني ما هذا الدين؟ما هذا الذي أنت عليه؟قال: يا أبه آمنت بالله وبرسوله وصدقته فيما جاء به وصليت معه لله، فقال له: الا ان محمدا لا يدعو الا إلى خير فالزمه.

288 - وروى عبد الله بن موسى عن العلا بن صالح عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: انا عبد الله وأخو رسوله، وانا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي الا كذاب مفتر، صليت قبل الناس بسبع سنين.

289 - وفي مسند السيد أبي طالب الهروي مرفوعا إلى أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: صلت الملائكة علي وعلى علي عليه السلام سبع سنين وذلك أنه لم يصل فيها أحد غيري وغيره.

290 - وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده مرفوعا إلى عبد الرحمان بن عوف في قوله سبحانه: " والسابقون الأولون " قال: هم عشرة من قريش أولهم اسلاما علي بن أبي طالب عليه السلام.

291 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن سليم مولى طربال قال: حدثني هشام عن حمزة بن الطيار قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: الناس على ستة أصناف، قال: قلت: تأذن ان اكتبها؟قال: نعم، قلت: ما اكتب؟قال: اكتب وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا قال: من هؤلاء؟قال وحشي منهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

292 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن حسان عن موسى بكر عن رجل قال قال أبو جعفر عليه السلام: " الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا " فأولئك قوم مؤمنون يحدثون في ايمانهم من الذنوب التي يعيبها المؤمنون ويكرهونها، فأولئك عس الله ان يتوب عليهم.

293 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وقال الحسن عليه السلام لحبيب بن مسلمة الفهري: رب مسير لك في غير طاعة قال: اما مسيري إلى أبيك فلا، قال: بلى و لكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة، فلئن كان قام بك في دنياك لقد قعد بك في آخرتك فلو كنت إذا فعلت شرا قلت خيرا كنت كما قال الله عز وجل: " خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا " ولكنك كما قال: " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ".

294 - في تفسير العياشي عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخي عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة قال قال أبو جعفر عليه السلام في قول الله: " خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا " (3) قال: قوم اجترحوا ذنوبا (4) مثل قتل حمزة وجعفر الطيار ثم تابوا ثم قال: ومن قتل مؤمنا لم يوفق للتوبة الا ان الله لا يقطع طمع العباد فيه ورجاهم منه وقال هو أ وغيره ان عسى من الله واجب.

295 - عن أبي بكر الحضرمي قال: قال محمد بن سعيد: سل أبا عبد الله عليه السلام: فاعرض عليه كلامي وقل له: اني أتولاكم وابرأ من عدوكم وأقول بالقدر وقولي فيه قولك؟ قال: فعرضت كلامه على أبي عبد الله عليه السلام فحرك يده ثم قال: " خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم " قال: ما اعرفه من موالي أمير المؤمنين.

296 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام عن قول الله: " وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا " قال: أولئك قوم مذنبون يحدثون في ايمانهم من الذنوب التي يعيبها المؤمنون ويكرهها، " فأولئك عسى الله ان يتوب عليهم ".

297 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: من وافقنا من علوي أو غيره توليناه ومن خالفنا برئنا منه من علوي أو غيره؟قال: يا زرارة قول الله أصدق من قولك، أين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا.

298 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله عز وجل: " وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم " نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر وكان رسول الله صلى الله عليه وآله لما حاصر بني قريضة قالوا له: ابعث إلينا أبا لبابة نستشيره في أمرنا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ايت حلفاءك ومواليك فأتاهم فقالوا له: يا أبا لبابة ما ترى أننزل على ما حكم محمد؟فقال: أنزلوا واعلموا ان حكمه فيكم هو الذبح وأشار إلى حلقه، ثم ندم على ذلك فقال: خنت الله ورسوله، ونزل من حصنهم ولم يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، ومر إلى المسجد وشد في عنقه حبلا ثم شده إلى الأسطوانة التي تسمى أسطوانة التوبة، وقال: لا أحله حتى أموت أو يتوب الله علي، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك فقال: اما لو أتانا لاستغفرنا له الله، فاما إذا قصد إلى ربه فالله أولى به، وكان أبو لبابة يصوم النهار ويأكل بالليل ما يمسك به نفسه، فكانت بنته تأتيه بعشائه وتحله عند قضاء الحاجة، فلما كان بعد ذلك ورسول الله صلى الله عليه وآله في بيت أم سلمة نزلت توبته، فقال: يا أم سلمة قد تاب الله على أبي لبابة، فقالت: يا رسول الله أفأؤذنه بذلك؟فقال: لتفعلن، فأخرجت رأسها من الحجرة فقالت: يا أبا لبابة أبشر فقد تاب الله عليك، فقال: الحمد لله فوثب المسلمون ليحلوه، فقال: لا والله حتى يحلني رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء رسول الله فقال: يا أبا لبابة قد تاب الله عليك توبة لو ولدت من أمك يومك هذا لكفاك فقال: يا رسول الله أفأتصدق بمالي كله؟قال: لا، قال: فبثلثيه؟قال: لا قال فبنصفه؟قال: لا، قال فبثلثه؟قال: نعم، فأنزل الله: " وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم ان الله غفور رحيم * خذ من أموالهم صدقة إلى قوله: ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم ".

299 - في مجمع البيان روى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام انها نزلت في أبي لبابة ولم يذكر معه غيره، وسبب نزولها فيه ما جرى في بني قريضة حين قال: إن نزلتم على حكمه فهو الذبح.

300 - في عوالي اللئالي وروى أن الثلاثة الذين تخلفوا في غزوة تبوك لما نزل في حقهم: " وعلى الثلاثة الذين خلفوا " الآية وتاب الله عليهم قالوا: خذ من أموالنا صدقة يا رسول الله وتصدق بها وطهرنا من الذنوب، فقال عليه السلام: ما أمرت ان آخذ من أموالكم شيئا، فنزل: " خذ من أموالهم صدقة " فأخذ منهم الزكاة المقررة شرعا.

301 - في تهذيب الأحكام محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد وعبد الله ابن محمد عن علي بن مهزيار قال: كتب إليه أبو جعفر عليه السلام وقرأت انا كتابه إليه في طريق مكة قال: الذي أوجبت في سنتي هذه، وهذه سنة عشرين ومأتين فقط، لمعنى من المعاني أكره تفسير المعنى كله خوفا من الانتشار وسأفسر لك بعضه انشاء الله، ان موالي - اسأل الله صلاحهم أو بعضهم - قصروا فيما يجب عليهم، فعلمت ذلك فأحببت ان أطهرهم وأزكيهم بما فعلت في عامي هذا من أمر الخمس، قال الله تعالى: " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم والله سميع عليم * ألم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم * وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

302 - في تفسير العياشي عن علي بن حسان الواسطي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " جارية هي في الامام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله؟قال: نعم.

303 - عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له قوله: " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " أهو قوله: " وآتوا الزكاة "؟قال قال: الصدقات في النبات والحيوان، والزكاة في الذهب والفضة وزكاة الصوم.

304 - في أصول الكافي الحسين بن محمد بن عامر باسناده رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من زعم أن الامام يحتاج إلى ما في أيدي الناس فهو كافر، انما الناس يحتاجون أن يقبل منهم الإمام قال الله عز وجل: " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ".

305 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اني لاخذ من أحدكم الدرهم، واني لأكثر أهل المدينة مالا أريد بذلك الا ان تطهروا.

306 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما نزلت آية الزكاة: " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " وأنزلت في شهر رمضان، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله مناديه في الناس: ان الله فرض عليكم الزكاة كما فرض عليكم الصلاة ففرض الله عز وجل عليهم من الذهب والفضة، وفرض عليهم الصدقة من الإبل والبقر والغنم ومن الحنطة والشعير والتمر والزبيب، فنادى بهم بذلك في شهر رمضان وعفى لهم عما سوى ذلك، قال: ثم لم يعرض بشئ من أموالهم حتى حال عليهم الحول من قابل، فصاموا وأفطروا فأمر مناديه فنادى في المسلمين: أيها المسلمون زكوا أموالكم تقبل صلاتكم، قال: ثم وجه عمال الصدقة وعمال الطسوق (5).

307 - في مجمع البيان: " وصل عليهم " وروى عن النبي صلى الله واله انه كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: اللهم صلى عليهم، قال عبد الله بن أبي أوفى وكان من أصحاب الشجرة فأتاه أبي بصدقته، فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى أورده البخاري ومسلم في الصحيح.

308 - في كتاب الخصال عن حفص بن غياث النخعي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا خير في الدنيا الا لاحد رجلين رجل يزداد في كل يوم احسانا، ورجل يتدارك ذنبه بالتوبة، وأنى له بالتوبة والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله منه الا بولايتنا أهل البيت.

309 - عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وإذا ناولتم السائل شيئا فسلوه أن يدعو لكم، فإنه يجاب له فيكم ولا يجاب في نفسه، لأنهم يكذبون وليرد الذي يناوله يده إلى فيه فيقبلها، فان الله عز وجل يأخذها قبل أن تقع في يده كما قال عز وجل: ألم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات.

310 - في كتاب التوحيد باسناده إلى سليمان بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: والقبض منه عز وجل في وجه آخر الاخذ، والاخذ في وجه القبول منه كما قال: " ويأخذ الصدقات " اي يقبلها من أهلها ويثيب عليها.

311 - في كتاب ثواب الأعمال وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: تصدقت يوما بدينار فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما علمت يا علي ان الصدقة لا تخرج من يده حتى تفك عنها من لحيى (6) سبعين شيطانا كلهم يأمره بأن لا يفعل وما تقع في يد السائل حتى تقع في يد الرب جل جلاله، ثم تلا هذه الآية: " ألم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم ".

312 - في تهذيب الأحكام محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد ابن محمد بن خالد عن سعدان بن مسلم عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله لم يخلق شيئا الا وله خازن يخزنه الا الصدقة، فان الرب يليها بنفسه وكان أبي إذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ثم ارتده منه فقبله وشمه ثم رده في يد السائل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

313 - في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خصلتان لا أحب أن يشاركني فيهما أحد: وضوئي فإنه من صلوتي وصدقتي من يدي إلى يد السائل فإنها تقع في يد الرب.

314 - عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما إذا أعطى السائل قبل يد السائل فقيل له: لم تفعل ذلك؟قال: لأنها تقع في يد الله قبل يد العبد، وقال: ليس من شئ الا وكل به ملك الا الصدقة فإنها تقع في يد الله، قال الفضل: أظنه يقبل الخبز والدرهم.

315 - عن مالك بن عطية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: علي بن الحسين صلوات الله عليه: ضمنت على ربي ان الصدقة لا تقع في يد العبد حتى تقع في يد الرب، وهو قوله: " وهو يقبل الصدقات ".

316 - عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: سئل عن الأعمال هل تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله؟فقال: ما فيه شك، قيل له: أرأيت قول الله: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون قال: الله شهد في أرضه (7).

317 - عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "؟قال تريد ان يروون علي هو الذي في نفسك.

318 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام ان أبا الخطاب كان يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله تعرض عليه اعمال أمته كل خميس، فقال أبو عبد الله عليه السلام: هو هكذا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله تعرض عليه أعمال أمته كل صباح ومساء ابرارها وفجارها فاحذروا، وهو قول الله تبارك وتعالى: " فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " قال: تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله أعمال أمته كل صباح ابرارها وفجارها فاحذروا.

319 - عن زرارة عن بريد العجلي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام في قول الله " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " فقال: ما من مؤمن يموت ولا كافر يوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي فهلم إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد.

320 - وقال أبو عبد الله عليه السلام: والمؤمنون هم الأئمة.

321 - عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله قال: إن لله شاهدا في ارضه وان اعمال العباد تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله.

322 - عن محمد بن حسان الكوفي عن محمد بن جعفر عن أبيه جعفر عن أبيه (ع) قال: إذا كان يوم القيمة نصب منبر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة، ويجئ علي بن أبي طالب عليه السلام وبيده لواء الحمد، فيرتقيه ويذكره (8) ويعرض الخلايق عليه، فمن عرفه دخل الجنة ومن أنكره دخل النار وتفسير ذلك في كتاب الله: " قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ".

323 - في أمالي شيخ الطائفة " قدس سره " باسناده إلى عمر بن أذينة قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: جعلت فداك قوله عز وجل: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " قال: إيانا عنى.

324 - في أصول الكافي احمد عن عبد العظيم عن الحسين بن صباح عمن اخبره قال: قرأ رجل عند أبي عبد الله عليه السلام: " قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " فقال: ليس هكذا هي، انما هي " والمأمونون " فنحن المأمونون.

325 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تعرض الأعمال على رسول الله صلى الله عليه وآله اعمال العباد كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروها، وهو قول الله عز وجل: " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله " وسكت.

326 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد الطائي عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله والمؤمنون " قال: هم الأئمة.

327 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: مالكم تسوؤن رسول الله صلى الله عليه وآله؟فقال له رجل: كيف نسوئه فقال: أما تعلمون ان أعمالكم تعرض عليه؟فإذا رأى فيها معصية سائه ذلك فلا تسوؤا رسول الله صلى الله عليه وآله وسروه.

328 - علي عن أبيه عن القاسم بن محمد الزيات عن عبد الله بن ابان الزيات وكان مكينا عند الرضا عليه السلام قال: قلت للرضا عليه السلام: ادع الله لي ولأهل بيتي، فقال: أولست أفعل؟والله ان أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة، قال: فاستعظمت ذلك فقال: اما تقرء كتاب الله عز وجل: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " قال: هو والله علي بن أبي طالب عليه السلام (9).

329 - أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن أبي عبد الله الصامت عن يحيى بن مساور عن أبي جعفر عليه السلام انه ذكر هذه الآية " فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " قال: هو والله علي بن أبي طالب عليه السلام.

330 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: إن الأعمال تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله ابرارها وفجارها.

331 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مقامي بين أظهركم خير لكم، فان الله يقول " وما كان ليعذبهم وأنت فيهم " ومفارقتي إياكم خير لكم، فقالوا: يا رسول الله مقامك بين أظهرنا خير لنا فكيف يكون مفارقتك خير لنا؟فقال: اما مفارقتي إياكم خير لكم فلانه يعرض علي كل خميس واثنين أعمالكم، فما كان من حسنة حمدت الله عليها، وما كان من سيئة استغفرت لكم.

332 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: يا أبا ذر تعرض اعمال أهل الدنيا على الله من الجمعة إلى الجمعة في يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن الا عبدا كانت بينه وبين أخيه شحناء (10).

333 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن ابان عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن حجر بن زايدة عن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل " الا المستضعفين " قال: هم أهل الولاية. قلت: وأي ولاية؟قال: إنها ليست بولاية في الدين، لكنها الولاية في المناكحة والموارثة والمخالطة، وهم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار وهم المرجون لأمر الله.

334 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر بن ابان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المستضعفين؟فقال: هم أهل الولاية فقلت: وأي ولاية؟قال: اما انها ليست بالولاية في الدين، و لكنها الولاية في المناكحة والموارثة والمخالطة وهم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار ومنهم المرجون لأمر الله عز وجل.

335 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى: وآخرون مرجون لأمر الله قال: قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنين ثم إنهم دخلوا في الاسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك ولم يعرفوا الايمان بقلوبهم، فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار فهم على تلك الحال إما يعذبهم واما يتوب عليهم.

336 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن يحيى بن عمران عن يونس عن أبي الطيار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: المرجون لأمر الله قوم كانوا مشركين قتلوا حمزة، وذكر كما قلنا عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام سواء.

337 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن حسان عن موسى بن بكر الواسطي عن رجل قال: قال أبو جعفر عليه السلام: المرجون قوم مشركون فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنين، ثم إنهم بعد دخلوا في الاسلام فوحدوا وتركوا الشرك ولم يكونوا يؤمنون فيكونوا من المؤمنين ولم يؤمنوا فتجب لهم الجنة ولم يكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال مرجون لأمر الله.

338 - في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: " و آخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا " وبعد: " وآخرون مرجون لأمر الله " قال: هم قوم من المشركين أصابوا دماء من المسلمين ثم أسلموا فهم المرجون لأمر الله.

339 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: المرجون هم قوم قاتلوا يوم بدر واحد ويوم حنين وسلوا المشركون ثم أسلموا بعد تأخره فاما يعذبهم واما يتوب عليهم.

340 - قال حمران: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المستضعفين؟قال: هم ليسوا بالمؤمن ولا بالكافر وهم المرجون لأمر الله.

341 - وعن ابن الطيار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الناس على ست فرق يؤلون إلى ثلث فرق: الايمان والكفر والضلال وهم أهل الوعد الذين وعدوا الجنة والنار، وهم المؤمنون والكافرون والمستضعفون والمرجون لأمر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم، والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، وأهل الأعراف.

342 - عن الحارث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته بين الايمان والكفر منزلة؟فقال: نعم ومنازل لو يجحد شيئا منها أكبه الله في النار، وبينهما آخرون مرجون لأمر الله، وبينهما المستضعفون وبينهما آخرون خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وبينهما قوله: وعلى الأعراف رجال.

343 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: المرجون لأمر الله قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما، ثم دخلوا بعد في الاسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك، ولم يعرفوا الايمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة، ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال إما يعذبهم و إما يتوب عليهم، قال أبو عبد الله عليه السلام: يرى فيهم رأيه؟قال: قلت: جعلت فداك من أين يرزقون؟قال: من حيث شاء الله وقال أبو إبراهيم عليه السلام: هؤلاء قوم يوقفهم حتى يتبين فيهم رأيه.

344 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: والذين اتخذوا مسجدا ضرارا و كفرا فلانه كان سبب نزولها انه جاء قوم من المنافقين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يا رسول الله أتأذن لنا فبنى مسجدا في بني سالم للعليل والليلة المطيرة (11) والشيخ الفاني فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على الخروج إلى تبوك، فقالوا: يا رسول الله لو أتيتنا فصليت فيه؟فقال: انا على جناح الطير فإذا وافيت انشاء الله أتيته فصليت فيه، فلما اقبل رسول الله صلى الله عليه وآله من تبوك نزلت هذه الآية في شأن المسجد وأبي عامر الراهب وقد كانوا حلفوا لرسول الله صلى الله عليه وآله انهم يبنون ذلك للصلاح والحسنى، فأنزل الله عز وجل على رسوله: " والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل " يعني أبا عامر الراهب كان يأتيهم فيذكر رسول الله صلى الله عليه وآله، وليحلفن ان أردنا الا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون * لا تقم فيه ابدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم يعني مسجد قبا أحب ان تقوم فيه، فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المتطهرين قال كانوا يتطهرون بالماء.

345 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عيسى عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المسجد الذي أسس على التقوى؟قال: مسجد قبا.

346 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام عن قوله: " لمسجد أسس على التقوى من أول يوم " قال: مسجد قبا، واما قوله: " أحق ان تقوم فيه " قال: يعني من مسجد النفاق فسألته: هل كان النبي صلى الله عليه وآله يصلي في مسجد قبا؟قال: منزله على سعد بن خيثمة الأنصاري، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

347 - في مجمع البيان " لمسجد أسس على التقوى " الآية وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: هو مسجدي هذا، " فيه رجال، يحبون ان يتطهروا " قيل يحبون ان يتطهروا بالماء من الغايط والبول وهو المروى عن السيدين الباقر والصادق عليهما السلام.

348 - وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لأهل قبا: ماذا تفعلون في طهركم فان الله عز وجل قد أحسن عليكم الثناء؟قالوا: نغسل أثر الغائط، فقال: أنزل الله فيكم: " والله يحب المتطهرين ".

349 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: مسجد الضرار الذي أسس على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم.

350 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام وكل عبادة مؤسسة على غير التقوى فهي هباء منثور، قال الله عز وجل: أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم الآية وتفسير التقوى ترك ما ليس بأخذه باس حذرا عما به بأس.

351 - في أمالي شيخ الطائفة باسناده إلى حبش بن المعتمر قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله كيف أمسيت؟قال أمسيت محبا لمحبنا مبغضا لمبغضنا و أمسي محبنا مغتبطا برحمة من الله كان منتظرها، و أمسي عدونا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار فكان ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم.

352 - وباسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: ليس عبد من عباد الله ممن امتحن الله قلبه بالايمان الا وهو يجد مودتنا على قلبه فهو محبنا، وليس عبد من عباد الله ممن سخط لله عليه الا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو مبغضنا، فأصبح محبنا ينتظر الرحمة وكان أبواب الرحمة قد فتحت له، وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم، فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم وهنيئا (12) لأهل النار مثواهم.

353 - وباسناده إلى صالح بن ميثم التمار رحمة الله عليه السلام، قال: وجدت في كتاب ميثم رضي الله عنه يقول: تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال لنا: ليس من عبد امتحن الله قلبه بالايمان الا أصبح يجد مودتنا على قلبه، ولا أصبح عبد سخط الله عليه الا يجد بغضنا على قلبه فأصبحنا نفرح بحب المحب لنا ونعرف بغض المبغض لنا، وأصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من الله ينتظرها كل يوم، و أصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار، فكان ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم، وكان أبواب الرحمة قد فتحت لأهل أصحاب الرحمة فهنيئا لأصحاب الرحمة رحمتهم وتعسا لأهل النار مثواهم.

354 - في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم: قوله عز وجل: لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم الا ان تقطع قلوبهم الا في موضع حتى يعني حتى يتقطع قلوبهم والله عليم حكيم فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله مالك بن دخشم الخزاعي وعامر بن عدي أخا بني عمرو بن عوف على أن يهدموه ويحرقوه فجاء مالك فقال لعامر: انتظرني حتى أخرج نارا من منزلي، فدخل و جاء بنار واشتعل في سعف النخل (13) ثم اشتعله في المسجد وتفرقوا، فقعد زيد بن حارثة حتى احترقت البنية ثم أمر بهدم حائطه.

355 - في مجمع البيان وقراءة يعقوب وسهل " إلى أن " على أنه حرف الجر وهو قراءة الحسن ورواه البرقي عن أبي عبد الله عليه السلام وروى أنه ارسل عمار بن ياسر و وحشيا فحرقاه أمر بان يتخذ كناسة يلقى فيها الزبل والجيف.

356 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن بعض أصحابه قال: كتب أبو جعفر عليه السلام في رسالة إلى بعض خلفاء بني أمية ومن ذلك من ضيع الجهاد الذي فضله الله تعالى على الأعمال وفضل عامله على العمال تفضيلا في الدرجات والمغفرة والرحمة، لأنه ظهر به الدين وبه يدفع عن الدين، وبه اشترى الله من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بالجنة بيعا مفلحا منجحا اشترط عليهم فيه حفظ الحدود، وأول ذلك الدعاء إلى طاعة الله عز وجل من طاعة العباد و إلى عبادة الله من عبادة العباد، والى ولاية الله من ولاية العباد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

357 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: اخبرني عن الدعاء إلى الله والجهاد في سبيل الله أهو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الا من كان منهم أم هو مباح لكل من وحد الله عز وجل وآمن برسوله صلى الله عليه وآله، ومن كان كذا فله أن يدعو إلى الله عز وجل والى طاعته، وان يجاهد في سبيله؟فقال: ذلك لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم بذلك الا من كان منهم، قلت: من أولئك؟قال: من قام بشرايط الله تعالى في القتال والجهاد على المجاهدين فهو المأذون له في الدعاء إلى الله تعالى ومن لم يكن قائما بشرايط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا إلى الدعاء إلى الله حتى يحكم في نفسه ما اخذ الله عليه من شرايط الجهاد، قلت فبين لي يرحمك الله قال: إن الله تبارك وتعالى أخبر في كتابه الدعاء إليه ووصف الدعاة إليه فجعل ذلك لهم درجات يعرف بعضها بعضا ويستدل ببعضها على بعض فأخبر انه تبارك وتعالى أول من دعا إلى نفسه ودعا إلى طاعته واتباع أمره إلى قوله: ثم ذكر من اذن له في الدعاء إليه بعده وبعد رسوله في كتابه فقال: " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون " ثم أخبر عن هذه الأمة وممن هي وانها من ذرية إبراهيم ومن ذرية إسماعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط، الذين وجبت لهم دعوة إبراهيم وإسماعيل من أهل المسجد، الذين أخبر عنهم في كتابه انه أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا الذين وصفناهم قبل هذا في صفة إبراهيم عليه السلام (14) الذين عناهم الله تبارك وتعالى في قوله: " ادعوا إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني " يعني أول من اتبعه على الايمان به والتصديق له وبما جاء به من عند الله عز وجل من الأمة التي بعث فيها ومنها واليها قبل الخلق ممن لم يشرك بالله قط، ولم يلبس ايمانه بظلم وهو الشرك، ثم ذكر اتباع نبيه صلى الله عليه وآله واتباع هذه الأمة التي وصفها في كتابه بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعلها داعية إليه، واذن له في الدعاء إليه فقال: " يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين " ثم وصف اتباع نبيه صلى الله عليه وآله من المؤمنين فقال: " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التورية و مثلهم في الإنجيل " وقال: " يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبايمانهم " يعني أولئك المؤمنين وقال: " قد أفلح المؤمنون " ثم حلاهم و وصفهم كيلا يطمع في اللحاق بهم الا من كان منهم فقال فيما حلاهم به ووصفهم: " الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون " إلى قوله: " أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون " وقال في صفتهم وحليتهم أيضا: " الذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيمة ويخلد فيه مهانا " ثم أخبر انه اشترى من هؤلاء المؤمنين ومن كان على مثل صفتهم " أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التورية والإنجيل والقرآن " ثم ذكر وفاهم له بعهده ومبايعته فقال: " ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " فلما نزلت هذه الآية ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال يا نبي الله أرأيتك الرجل يأخذ سيفه فيقاتل حتى يقتل الا انه يقترف من هذه المحارم أشهيد هو؟فأنزل الله عز وجل على رسوله: التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ففسر النبي صلى الله عليه وآله المجاهدين من المؤمنين الذين هذه صفتهم وحليتهم بالشهادة و الجنة، وقال: " التائبون " من الذنوب " العابدون " الذين لا يعبدون الا الله ولا يشركون به شيئا " الحامدون " الذين يحمدون الله على كل حال في الشدة والرخاء و " السائحون " الصائمون " الراكعون الساجدون " الذين يواظبون على الصلوات الخمس الحافظون لها والمحافظون عليها بركوعها وسجودها والخشوع فيها وفي أوقاتها " الآمرون بالمعروف " بعد ذلك والعاملون به " والناهون عن المنكر " والمنتهون عنه، قال: فبشر من قتل وهو قائم بهذه الشرائط بالشهادة والجنة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

358 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لقى عباد البصري علي بن الحسين عليهما السلام في طريق مكة فقال له: يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج ولينته ان الله تعالى يقول: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التورية والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم فقال له علي بن الحسين صلوات الله عليهما: أتم الآية فقال: " التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين " فقال علي بن الحسين عليهما السلام إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج.

359 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبيه الميمون عن أبي عبد الله عليه السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام كان إذا أراد القتال قال هذه الدعوات: اللهم انك أعلمت سبيلا من سبلك جعلت فيه رضاك وندبت إليه أوليائك و جعلته أشرف سبلك عندك ثوابا وأكرمها لديك مآبا وأحبها إليك مسلكا ثم اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليك حقا فاجعلني ممن اشترى فيه منك نفسه ثم وفى لك ببيعه الذي بايعك عليه غير ناكث ولا ناقض عهدا ولا مبدلا تبديلا، والدعاء طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

360 - في نهج البلاغة قال عليه السلام ألا حر يدع هذه اللماظة لأهلها (15) انه ليس لأنفسكم ثمن الا الجنة فلا تبيعوها الا بها.

361 - وفيه فلا أموال بذلتموها للذي رزقها ولا أنفس خاطرتم بها للذي خلقها (16).

362 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " الآية قال: يعني في الميثاق: ثم قرأت عليه: " التائبون العابدون " فقال أبو جعفر: لا ولكن اقرأها التائبين العابدين إلى آخر الآية، وقال: إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء اشترى منهم أنفسهم وأموالهم يعني في الرجعة.

363 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: " ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة " قال: نزلت في الأئمة صلوات الله عليهم.

364 - حدثني أبي عن بعض رجاله قال: لقى الزهري علي بن الحسين عليهما السلام في طريق الحج فقال له: يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج و لينته ان الله تبارك وتعالى يقول: " ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التورية والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: انما هم الأئمة صلوات الله عليهم، فقال: " التائبون العابدون الحامدون السائحون " إلى قوله: " وبشر المؤمنين " فقال له علي بن الحسين صلوات الله عليهما: إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج.

365 - في مجمع البيان " أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " انما اشترى من المؤمنين أنفسهم يبذلونها بالجهاد في سبيل الله، والجهاد قد يكون بالسيف وقد يكون باللسان وربما كان جهاد اللسان أبلغ لان سبيل الله دينه والدعاء إلى الدين يكون أولا باللسان وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لئن يهدى الله على يديك نسمة خير مما طلعت عليه الشمس وكان الصادق عليه السلام يقول: يامن ليست له همة انه ليست لأبدانكم ثمن الا الجنة فلا تبيعوها الا بها (17).

366 - " السائحون " روى مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: سياحة أمتي الصيام.

367 - وفي قراءة أبي وعبد الله بن مسعود والأعمش " التائبين العابدين " بالياء إلى آخرها وروى ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.

368 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهما السلام قال: تلوت: " التائبون العابدون "، فقال: لا، اقرأ " التائبين العابدين " إلى آخرها فسئل عن العلة في ذلك؟فقال: اشترى من المؤمنين التائبين العابدين.

369 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من اخذ سارقا فعفى عنه فذاك له فان رفعه إلى الامام قطعه، فان قال الذي سرق له: انا أهب له لم يدعه الامام حتى يقطعه إذا رفعه إليه، وانما الهبة قبل أن يرفع إلى الامام، وذلك قول الله عز وجل: والحافظون لحدود الله فان انتهى الحد إلى الامام فليس لأحد ان يتركه.

370 - في تفسير العياشي عن إبراهيم بن أبي البلاد عن بعض أصحابه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يقول الناس في قول الله عز وجل: وما كان استغفار إبراهيم لأبيه الا عن موعدة وعدها إياه قلت: يقولون: إبراهيم وعد أباه ليستغفر له، قال: ليس هو هكذا وان إبراهيم وعده ان يسلم فاستغفر له فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه.

371 - أبو إسحاق الهمداني عن الخليل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: صلى رجل إلى جنبي فاستغفر لأبويه وكانا ماتا في الجاهلية فقلت: تستغفر لأبويك وقد ماتا في الجاهلية؟قال: فقد استغفر إبراهيم لأبيه فلم ادر ما أرد عليه، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله فأنزل الله: " وما كان استغفار إبراهيم لأبيه الا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له انه عدو لله تبرء منه " قال: لما مات تبين انه عدو لله فلم يستغفر له.

372 - عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: " ربنا اغفر لي ولوالدي " قال: هذه كلمة صحفها الكتاب انما كان استغفاره لأبيه عن موعدة وعدها إياه، و انما كان: " ربنا اغفر لي ولوالدي " يعني إسماعيل واسحق، والحسن والحسين والله ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله.

373 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " وما كان استغفار إبراهيم لأبيه الا عن موعدة وعدها إياه " قال: قال إبراهيم لأبيه: ان لم تعبد الأصنام استغفرت لك. فلما لم يدع الأصنام تبرأ منه إبراهيم، ان إبراهيم لأواه حليم اي دعاء.

374 - وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: الأواه المتضرع إلى الله في صلاته وإذا خلا في قفرة (18) من الأرض وفي الخلوات.

375 - في مجمع البيان ثم بين سبحانه الوجه في استغفار إبراهيم لأبيه مع كونه كافرا سواء كان أباه الذي ولده أو جده لامه أو عمه على ما رواه أصحابنا " ان إبراهيم لأواه " اي دعاء كثير الدعاء وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام، وقيل: هو الخاشع المتذلل رواه ابن شداد عن النبي صلى الله عليه وآله.

وقيل هو المتأوه شفقا وفرقا المتضرع يقينا بالإجابة ولزوما للطاعة عن أبي عبيدة، قال الزجاج وقد انتظم قول أبي عبيدة أكثر ما روى في الأواه.

376 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قلت: " ان إبراهيم لأواه حليم " قال: الأواه هو الدعاء.

377 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام: أرأيت ان احتجت إلى متطبب (19) وهو نصراني ان أسلم عليه أو ادعوا له؟قال: نعم لا ينفعه دعائك.

378 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: أرأيت ان احتجت إلى الطبيب وهو نصراني أسلم إليه وأدعوا له؟قال: نعم لا ينفعه دعاؤك.

379 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن عرفة عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام: كيف أدعو لليهودي والنصراني؟قال: تقول له: بارك الله لك في دنياك.

380 - علي بن محمد عن إسحاق بن محمد عن شاهويه بن عبد الله الجلاب قال: كتب إلي أبو الحسن في كتاب: أردت ان تسأل عن الخلف بعد أبي جعفر عليه السلام وقلقت لذلك، فلا تغتم فان الله عز وجل لا يضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون، وصاحبكم بعدي أبو محمد ابني، وعنده ما تحتاجون إليه يقدم ما يشاء الله ويؤخر ما يشاء، ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها، قد كتبت بما فيه بيان وقناع لذي عقل يقظان.

381 - في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن حمزة بن الطيار عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون قال: حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه.

في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن حمزة بن محمد الطيار عن أبي عبد الله عليه السلام مثله سواء.

382 - في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرار عن يونس بن عبد الرحمن عن حماد بن عبد الأعلى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون "؟قال: حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه.

383 - في قرب الإسناد للحميري أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول إلى أن قال: وعنه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: دخلت عليه بالقادسية فقلت له: جعلت فداك اني أريد ان أسئلك عن شئ وانا اجلك (20) والخطب فيه جليل، وانما أريد فكاك رقبتي من النار فرآني وقد زمعت (21) وقال: لا تدع شيئا تريد ان تسألني عنه الا سألتني عنه، قلت: جعلت فداك اني سئلت أباك وهو نازل في هذا الموضع عن خليفته من بعده، فدلني عليك، وقد سألتك مرة منذ سنين وليس لك ولد عن الإمامة فيمن يكون من بعدك؟فقلت: في ولدي، وقد وهب الله لك ابنين فأيهما عندك بمنزلتك التي كانت عند أبيك؟فقال لي: هذا الذي سألت عنه ليس هذا وقته، فقلت له: جعلت فداك قد رأيت ما ابتلينا به في أبيك ولست آمن الاحداث فقال: كلا انشاء الله لو كان الذي تخاف كان مني في ذلك حجة احتج بها عليك وعلى غيرك، اما علمت أن الامام الفرض عليه والواجب من الله إذا خاف الفوت على نفسه ان يحتج في الامام من بعده، والحجة معروفة مبينة، ان الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: " وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون " فطب نفسا وطيب نفس أصحابك، فان الامر يجئ على غير ما تحذرون انشاء الله.

384 - في تفسير العياشي علي بن أبي حمزة قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: ان أباك أخبرنا بالخلف من بعده فلو خبرتنا به؟قال: فأخذ بيدي فهزها ثم قال: " ما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون ".

385 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله عز وجل: " لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة " قال الصادق عليه السلام: هكذا نزلت، وهو أبو ذر وأبو خيثمة وعميرة بن وهب الذين تخلفوا ثم لحقوا برسول الله صلى الله عليه وآله.

386 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام انه قرأ: " لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار " قال ابان: فقلت له: يا بن عم رسول الله ان العامة لا تقرأ كما عندك؟قال: وكيف تقرأ يا ابان؟قال: قلت: انها تقرأ: " لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار " فقال: ويلهم وأي ذنب كان لرسول الله صلى الله عليه وآله حتى تاب الله عليه منه انما تاب الله به على أمته والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

387 - في مجمع البيان وقد روى عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام انه قرأ: " ولقد تاب الله بالنبي على المهاجرين وعلى الثلاثة الذين خلفوا " وقراءة علي بن الحسين زين العابدين وأبي جعفر محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق " خالفوا ".

388 - في تفسير العياشي عن فيض بن المختار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كيف تقرأ هذه الآية في التوبة: وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم قال: قلت " خلفوا " قال لو خلفوا لكانوا في حال طاعة، وزاد الحسين بن المختار عنه: لو كان خلفوا ما كان عليهم من سبيل ولكنهم خالفوا عثمان وصاحباه، اما والله ما سمعوا صوت كافر ولا قعقعة حجر (22) الا قالوا أتانا فسلط الله عليهم الخوف حتى أصبحوا، قال صفوان: قال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبو لبابة أحدهم، يعني في " وعلى الثلاثة الذين خلفوا ".

389 - عن سلام عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ثم تاب عليهم ليتوبوا قال: أقالهم فوالله ما تابوا.

390 - في تفسير علي بن إبراهيم في قصة غزوة تبوك وقد كان تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوم من المنافقين وقوم من المؤمنين مستبصرين لم يعثر عليهم في نفاق: منهم كعب بن مالك الشاعر، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية الواقفي، فلما تاب الله عز وجل عليهم قال كعب: ما كنت قط أقوى مني في ذلك الوقت الذي خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى تبوك وما اجتمعت لي راحلتان قط الا في ذلك اليوم، فكنت أقول: أخرج غدا، أخرج بعد غد، فاني مقوى وتوانيت وبقيت بعد خروج النبي صلى الله عليه وآله أياما ادخل السوق فلا أقضي حاجة، فلقيت هلال بن أمية ومرارة بن الربيع وقد كانا تخلفا أيضا فتوافقنا أن نبكر إلى السوق ولم نقض حاجة، فما زلنا نقول: نخرج غدا وبعد غد حتى بلغنا اقبال رسول الله صلى الله عليه وآله، فندمنا فلما وافى رسول الله استقبلناه نهنيه بالسلامة فسلمنا عليه فلم يرد علينا السلام وأعرض عنا، وسلمنا على اخواننا فلم يردوا علينا السلام، فبلغ ذلك أهلونا فقطعوا كلامنا، وكنا نحضر المسجد فلا يسلم علينا أحد ولم يكلمنا فجاءت نساؤنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقلن: قد بلغنا سخطك على أزواجنا أفنعتزلهم؟فقال رسول الله: لا تعتزلوهم ولكن لا يقربوكن، فلما رأى كعب بن مالك وصاحباه ما قد حل لهم، قال: ما يقعدنا بالمدينة ولا يكلمنا رسول الله صلى الله عليه وآله ولا اخواننا ولا أهلونا؟فهلموا نخرج إلى هذا الجبل فلا نزال فيه حتى يتوب الله علينا أو نموت، فخرجوا إلى ذناب جبل بالمدينة وقد كانوا يصومون وكان أهلوهم يأتونهم بالطعام فيضعونه ناحية.

ثم يولون عنهم فلا يكلمونهم، فبقوا على هذه الحالة أياما كثيرة يبكون بالليل والنهار ويدعون الله عز وجل أن يغفر لهم، فلما طال عليهم الامر قال لهم كعب: قد سخط الله عز وجل علينا ورسوله صلى الله عليه وآله قد سخط علينا، واخواننا قد سخطوا علينا، وأهلونا قد سخطوا علينا فلا يكلمنا أحد، فلم لا يسخط بعضنا على بعض؟فتفرقوا في الليل وحلفوا أن لا يكلم أحد منهم صاحبه حتى يموت أو يتوب الله عز وجل عليه، فبقوا على هذه ثلاثة أيام كل واحد منهم في ناحية من الجبل لا يرى أحد منهم صاحبه ولا يكلمه، فلما كان في الليلة الثالثة ورسول الله صلى الله عليه وآله في بيت أم سلمة نزلت توبتهم على رسول الله صلى الله عليه وآله. ثم قال في هؤلاء الثلاثة: " وعلى الثلاثة الذين خلفوا " فقال العالم عليه السلام: انما أنزل الله: " وعلى الثلاثة الذين خالفوا " ولو خلفوا لم يكن عليهم عتب " حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت " حيث لم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وآله ولا اخوانهم ولا أهلوهم، فضاقت المدينة عليهم حتى خرجوا منها " وضاقت عليهم أنفسهم " حتى حلفوا ان لا يكلم بعضهم بعضنا، فتفرقوا وتاب الله عليهم لما عرف من صدق نياتهم.

391 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى علي بن عقبة عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: عز وجل " ثم تاب عليهم " قال: هي الإقالة.

392 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب جابر الأنصاري عن الباقر عليه السلام في قوله: " وكونوا مع الصادقين " اي آل محمد.

393 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال: سئلت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال: إيانا عنى.

394 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سئلته عن قول الله عز وجل " واتقوا الله وكونوا مع الصادقين " قال: الصادقون هم الأئمة والصديقون بطاعتهم(23).

395 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وقد جعل الله للعلم أهلا وفرض الله طاعتهم بقوله: " واتقوا الله وكونوا مع الصادقين ".

396 - في مجمع البيان في مصحف عبد الله وقراءة ابن عباس " من الصادقين " وروى ذلك أيضا عن أبي عبد الله عليه السلام.

397 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين و الأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان: أسألكم بالله أتعلمون ان الله عز وجل لما انزل: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " فقال سلمان: يا رسول الله عامة هذه الآية أم خاصة؟فقال عليه السلام: اما المأمورون فعامة المؤمنين أمروا بذلك، واما الصادقون فخاصة لأخي علي عليه السلام وأوصيائي من بعده إلى يوم القيمة؟قالوا: اللهم نعم.

398 - في كتاب معاني الأخبار خطبة لعلي عليه السلام يذكر فيها نعم الله عز وجل عليه وفيها يقول عليه السلام: الا واني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، يقول الله عز وجل: " ان الله مع الصادقين " ان ذلك الصادق.

399 - في أمالي شيخ الطائفة " قدس سره " باسناده إلى جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " قال: مع علي ابن أبي طالب عليه السلام.

400 - في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلاة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام: ربنا انك امرتنا بطاعة ولاة امرك وامرتنا ان تكونوا مع الصادقين فقلت: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم " وقلت: " واتقوا الله وكونوا مع الصادقين " فسمعنا وأطعنا ربنا فثبت أقدامنا وتوفنا مسلمين مصدقين لأوليائك، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب.

401 - في تفسير العياشي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: أصلحك الله اي شئ إذا أنا عملته استكملت حقيقة الايمان؟قال: توالي أولياء الله محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ثم انتهى الامر إلينا ثم ابني جعفر وأومى إلى جعفر وهو جالس، فمن والى هؤلاء فقد والى أولياء الله وكان مع الصادقين كما امره الله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (24).

402 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم رحمه الله: وقوله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " قال: هم الأئمة عليهم السلام، وقوله ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا الا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون قال: كلما فعلوا من ذلك جازاهم الله عليه.

403 - في أصول الكافي علي بن محمد بن عبد الله ن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: تفقهوا في الدين فإنه من لم يتفقه منكم في الدين فهو اعرابي، ان الله يقول في كتابه: ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون.

404 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إذا حدث على الامام حدث كيف يصنع الناس؟قال: أين قول الله عز وجل: " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون "؟قال: هم في عذر ما داموا في الطلب، وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم أصحابهم.

405 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن قال: حدثنا حماد عن عبد الاعلى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول العامة: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من مات وليس له امام مات ميتة جاهلية؟قال: الحق والله، قلت: فان امام هلك و رجل بخراسان لا يعلم من وصيه لم يسعه ذلك؟قال: لا يسعه ان الامام إذا هلك وقعت حجة وصيه على من هو معه في البلد، وحق النفر على من ليس بحضرته إذا بلغهم ان الله عز وجل يقول: " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

406 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أصلحك الله بلغنا شكواك واشفقنا فلو أعلمتنا أو علمتنا من؟فقال: ان عليا عليه السلام كان عالما والعلم يتوارث، فلا يهلك عالم الا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله، قلت: أفيسع الناس إذا مات العالم ان لا يعرفوا الذي بعده فقال اما أهل هذه البلدة فلا، يعني المدينة، واما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم ان الله عز وجل يقول: " وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

407 - في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها من الرضا عليه السلام فان قال: فلم أمر بالحج؟قيل: لعلة لوفادة وطلب الزيادة إلى أن قال: مع ما فيه من النفقة ونقل اخبار الأئمة عليهم السلام إلى كل صقع وناحية (25) كما قال الله عز وجل: " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون * وليشهدوا منافع لهم ".

408 - في كتاب علل الشرايع حدثنا علي بن أحمد " رحمه الله " قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن أبي الخير صالح بن أبي حماد عن أحمد بن هلال عن محمد بن أبي عمير عن عبد الله بن المؤمن الأنصاري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان قوما يروون ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اختلاف أمتي رحمة؟فقال: صدقوا، فقلت: إن كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب؟قال: ليس حيث تذهب وذهبوا، انما أراد قول الله عز وجل: " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " فأمرهم ان ينفروا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ويختلفوا إليه فيتعلموا ثم يرجعوا إلى قومهم فيعلموهم، انما أراد اختلافهم من البلدان لا اختلافا في دين الله انما الدين واحد.

409 - وباسناده إلى عبد الجبار عمن ذكره عن يونس بن يعقوب عن عبد الاعلى قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: ان بلغنا وفات الامام كيف نصنع؟قال: عليكم النفير قلت: النفير جميعا؟قال: إن الله يقول: " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين " الآية، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

410 - في تفسير العياشي عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: إذا حدث للامام حدث كيف يصنع الناس؟قال: يكونون كما قال الله: " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين " إلى قوله: " يحذرون " قال: قلت: فما حالهم؟قال: هم في عذر.

411 - وعنه أيضا في رواية أخرى ما تقول في قوم هلك امامهم كيف يصنعون؟قال فقال لي: أما تقرأ كتاب الله: " فلولا نفر من كل فرقة " إلى قوله: " يحذرون "؟قلت: جعلت فداك فما حال المنتظرين حتى يرجع المتفقهون؟قال فقال لي: رحمك الله أما علمت أنه كان بين محمد وعيسى صلى الله عليهما وآلهما خمسون ومأتا سنة، فمات قوم على دين عيسى انتظارا لدين محمد فأتاهم الله أجرهم مرتين.

412 - عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كتب إلي: انما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، فإذا خفنا خاف، وإذا أمنا امن، قال الله: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة " الآية فقد فرضت عليكم المسألة والرد إلينا ولم يفرض علينا الجواب.

413 - عن عبد الاعلى قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام؟بلغنا وفاة الامام؟قال: عليكم النفر قلت: جميعا؟قال إن الله يقول: " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا " الآية قلت: نفر فمات بعضنا في الطريق؟قال: فقال: " ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله " إلى قوله: " اجره على الله " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

414 - عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: تفقهوا فإنه من لم يتفقه منكم فإنه أعرابي، ان الله يقول في كتابه " ليتفقهوا في الدين " إلى قوله: " يحذرون ".

415 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن الربيع عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عليكم بالتفقه في دين الله ولا تكونوا أعرابا فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيمة ولم يزك له عملا.

416 - محمد بن إسماعيل عن المفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لوددت ان أصحابي ضربت رؤسهم بالسياط حتى يتفقهوا.

417 - علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال له رجل: جعلت فداك رجل عرف هذا الامر لزم بيته ولم يتعرف إلى أحد من اخوانه: قال: فقال: وكيف يتفقه هذا في دينه؟.

418 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن إسماعيل عن الفضل ابن شاذان النيسابوري جميعا عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: إن من علامات الفقه الحلم والصمت.

419 - في كتاب الخصال عن موسى بن أكيل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا يكون الرجل فقيها حتى لا يبالي أي ثوبيه ابتذل وبما سد فروة الجوع.

420 - عن الحارث الأعور قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ثلث بهن يكمل المسلم: التفقه في الدين والتقدير في المعيشة والصبر على النوائب (26).

421 - في تفسير العياشي عن عمران بن عبد الله التيمي عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قول الله تبارك وتعالى: قاتلوا الذين يلونكم من الكفار قال: الديلم.

422 - في تفسير علي بن إبراهيم " يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة " قال: يجب على كل قوم أن يقاتلوا ممن يليهم ممن يقرب من بلادهم ولا يجوزوا ذلك الموضع، والغلظة اي غلظوا لهم القول والقتل.

423 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال: حدثنا أبو عمر والزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفيه بعد أن قال عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها وبين ذلك قلت قد فهمت نقصان الايمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته؟قال: قول الله عز وجل: وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه ايمانا فاما الذين آمنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون * واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وقال: " نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى " ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لاحد منهم فضل على أخيه ولاستوت النعم فيه، ولا استوى الناس وبطل التفضيل، ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمن بالدرجات عند الله، وبالنقصان دخل المفرطون النار.

424 - في نهج البلاغة ومن حديثه عليه السلام: ان الايمان يبدو لمظة (27) في القلب كلما ازداد الايمان ازدادت اللمظة.

425 - في تفسير العياشي عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام: " واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم " يقول: شكا إلى شكهم.

426 - عن ثعلبة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى لقد جائكم رسول من أنفسكم قال فينا عزيز عليه ما عنتم قال: فينا حريص عليكم قال فينا بالمؤمنين رؤوف رحيم قال: شركنا المؤمنين في هذه الرابعة وثلاثة لنا.

427 - عن عبد الله بن سليمان عن أبي جعفر عليه السلام قال: تلا هذه الآية " لقد جاءكم رسول من أنفسكم " قال: من أنفسنا قال: " عزيز عليه ما عنتم " قال: ما عنتنا (28) قال: " حريص عليكم " علينا " بالمؤمنين رؤوف رحيم " قال: بشيعتنا رؤوف رحيم فلنا ثلاثة أرباعها ولشيعتنا ربعها.

428 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السياري عن محمد بن بكر عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين ان أرضي ارض مسبعة وان السباع تغشى منزلي ولا تجوز حتى تأخذ فريستها (29) فقال: اقرأ: " لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " فقرأها الرجل فاجتنبته السباع، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

429 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن مبارك عن عبد الله بن جبلة عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: هكذا انزل الله عز وجل: " لقد جاءنا رسول من أنفسنا عزيز عليه ما عنتنا حريص علينا بالمؤمنين رؤوف رحيم ".

430 - في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي: عليه السلام: يا علي من خاف من السباع فليقرأ: " لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم " إلى آخر السورة.

431 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن معمر بن شداد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثم وصفني الله تعالى بالرأفة والرحمة وذكر في كتابه: " لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

432 - في مجمع البيان: " لقد جائكم رسول من أنفسكم " قيل: معناه انه من نكاح لم يصبه شئ من ولادة الجاهلية عن الصادق عليه السلام.

433 - وقرأ ابن عباس وابن علية وابن محيصن والزهري " أنفسكم " بفتح الفاء وقيل: إنها قراءة فاطمة عليها السلام.

434 - في جوامع الجامع وقرء من " أنفسكم " اي من أشرفكم وأفضلكم و قيل: هي قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وفاطمة عليهما السلام.

435 - في تفسير علي بن إبراهيم ويقرأ: من أنفسكم " اي من أشرفكم.

436 - في كتاب التوحيد حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق " رحمه الله " قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا الحسين بن الحسن قال: حدثني أبي عن حنان بن سدير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن العرش والكرسي فقال: ان للعرش صفات كثيرة مختلفة، له في كل سبب وضع (30) في القرآن صفة على حدة.

فقوله: رب العرش العظيم يقول: الملك العظيم، وقوله: " الرحمان على العرش استوى " يقول: على الملك احتوى وهذا ملك الكيفوفية في الأشياء، ثم العرش في الوصل منفرد من الكرسي لأنهما بابان من أكبر أبواب الغيوب، وهما جميعا غيبان وهما في الغيب مقرونان، لان الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع ومنه الأشياء كلها والعرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف والكون والحمد والقدر والأين والمشية وصفة الإرادة وعلم الألفاظ والحركات والترك وعلم العود والبدأ. فهما في العلم بابان مقرونان، لان ملك العرش سوى ملك الكرسي، وعلمه أغيب من علم الكرسي، فمن ذلك قال: " رب العرش العظيم " اي صفته أعظم من صفة الكرسي وهما في ذلك مقرونان.

437 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد " رحمه الله " قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن علي بن إسماعيل عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: إن الله عز وجل خلق العرش أرباعا لم يخلق قبله الا ثلاثة أشياء الهوا والقلم والنور، ثم خلقه من أنوار مختلفة فمن ذلك النور نور اخضر اخضرت منه الخضرة، ونور اصفر اصفرت منه الصفرة، ونور احمر احمرت منه الحمرة، ونور أبيض وهو نور الأنوار، ومنه ضوء النهار، ثم جعله سبعين الف طبق: غلظ كل طبق كأول العرش إلى أسفل السافلين ليس من ذلك طبق الا يسبح بحمد ربه ويقدسه بأصوات مختلفة، والسنة غير مشتبهة، ولو اذن للسان منها فأسمع شيئا مما تحته لهدم الجبال والمداين والحصون، ولخسف البحار ولأهلك ما دونه، له ثمانية أركان على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم الا الله عز وجل، يسبحون الليل والنهار لا يفترون، ولو حس شئ مما فوقه ما قام لذلك طرفة عين بينه و بين الاحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة والعلم، وليس وراء هذا مقال (31).


1. كذا في النسخ لكن الصحيح " بديل " بدل " يزيد " ويمكن التصحيف أيضا وهو عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي من التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم وهو من أجلاء أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقتل بصفين وكان أمير الرجالة رضوان الله تعالى عليه. .

2. الاعرابي منسوب إلى الاعراب ولا واحد له نص عليه الجوهري والمراد الذين يسكنون البادية ولا يتعلمون الأحكام الشرعية. .

3. الرهان: المسابقة على الخيل. .

4. وفي المصدر بعد قوله تعالى: وآخر سيئا هكذا: " عسى الله أن يتوب عليهم وعسى من الله واجب وانما نزلت في شيعتنا المذنبين (المؤمنين خ ل) عن أحمد بن محمد بن أبي نصر رفعه إلى الشيخ في قوله عملا تعالى: خلطوا صالحا وآخر سيئا، قال قوم. اه ". .

5. اجترح: اكتسب. .

6. الطسق - كفلس -: الوظيفة من اخراج الأرض المقررة عليها فارسي معرب. .

7. اللحيان " العظمان اللذان تنبت اللحية على بشرتهما ويلتقيان لملتقاها الذقن. .

8. وفي المصدر " قال: لله شهداء في أرضه ". .

9. وفي المصدر " ويركبه ". .

10. يعني عليا وأولاده الأئمة عليهم السلام قاله الفيض (ره) في الوافي .

11. الشحناء: البغض والعداوة. .

12. اي التي فيها مطر. .

13. لعله تصحيف " تعسا " كما في الحديث الآتي ويمكن أن يكون من باب قوله تعالى: فبشرهم بعذاب اليم. .

14. السعف: جريد النخل. .

15. وفي بعض النسخ " في صفة أمة محمد ". .

16. هذا هو الصحيح الموافق لنسخ نهج البلاغة لكن في نسخ الكتاب " المماطلة " و اللماظة - بفتح اللام -: ما تبقى في الفم من الطعام ولمظ الرجل: إذا تتبع بلسانه بقية الطعام في فمه وأخرج لسانه فمسح به شفتيه وكذلك التلمظ. .

17. قال ابن أبي الحديد: انتصاب الأموال بفعل مقدر دل عليه بذلتموها وكذلك أنفس، يقول: لم تبذلوا أموالكم في رضا من رزقكم إياها، ولم تخاطروا بأنفسكم في رضا الخالق لها، والأولى بكم أن تبذلوا المال في رضا رازقه، والنفس في رضا خالقها لأنه ليس أحد أحق منه بالمال والنفس وبذلهما في رضاه. .

18. وذكر الطبرسي (ره) ان الأصمعي أنشد للصادق عليه السلام هذه الأبيات: اتأمن بالنفس النفيسة ربها * فليس لها في الخلق كلهم ثمن بها نشترى الجنات ان أنا بعتها * بشئ سواها ان ذلكم غبن إذا ذهبت نفسي بدنيا أصبتها * فقد ذهب الدنيا وقد ذهب الثمن .

19. القفرة: الخلاء من الأرض لا ماء به ولا نبات. .

20. المتطبب: المتعاطي علم الطب. .

21. أجله اجلالا: عظمه. .

22. زمع بمعنى دهش. وفي هامش المصدر " دمعت خ ل ". .

23. الققعة: حكاية صوت السلاح وصوت الرعد والترسة ونحوها وفي تفسير البرهان و كذا في رواية الكليني " حافر " بدل " كافر ". وفي بعض النسخ " حجة " مكان " حجر " والظاهر أنه تصحيف. .

24. قال الفيض (ره): لعل المراد ان الصادقين صنفان صنف منهم الأئمة المعصومون صلوات الله عليهم، والاخر المصدقون بان طاعتهم مفترضة من الله تعالى كمال التصديق، أو كل من صدق بالحق غاية التصديق بطاعة لربه أو بطاعته إياهم. .

25. " في كتاب سعد السعود لابن طاووس رحمه الله، فصل فيما نذكره من مجلد قالب الثمن عتيق عليه مكتوب: الأول من تفسير أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين صلوات الله عليه رواية أبي الجارود عنه، وقال بعد هذا: فصل فيما نذكره من الجزء الثالث من تفسير الباقر عليه السلام من وجهة ثانية من ثاني سطر بلفظه: وأما قوله: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين "، يقول: كونوا مع علي بن أبي طالب وآل محمد، قال الله: " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه - وهو حمزة بن عبد المطلب - ومنهم من ينتظر - وهو علي بن أبي طالب - يقول الله: وما بدلوا تبديلا " وقال الله: " اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " وهم هيهنا آل محمد، منه عفى عنه " كذا في هامش بعض النسخ وكتاب سعد السعود غير موجود عندي والعبارة لا تخلو من التصحيف. .

26. الصقع - بالضم - بمعنى الناحية أيضا. .

27. النوائب: المصائب. .

28. اللمظة النقطة من البياض. .

29. هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل " ما عندنا " وهو مصحف .

30. ارض مسبعة: تكثر فيها السباع وفريسة الأسد: التي تكسرها. .

31. وفي المصدر " وصنع " بدل " وضع ". .