سورة التوبة
شأن نزولها:
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة الأنفال وسورة البراءة في كل شهر لم يدخله نفاق ابدا، وكان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام.
2 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول من قرأ براءة والأنفال في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا، وكان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام حقا، ويأكل يوم القيامة من موائد الجنة مع شيعته حتى يفرغ الناس من الحساب.
3 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من قرأ سورة الأنفال والبراءة فأنا شفيع له وشاهد يوم القيمة، انه برئ من النفاق، وأعطى من الاجر بعدد كل منافق ومنافقة في دار الدنيا عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان العرش وحملته يصلون عليه أيام حياته في الدنيا.
4 - وقد روى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: الأنفال والبراءة واحد.
5 - 6 - ترك البسملة في أولها قراءة وكتابة وفيه أقوال: إلى قوله " وثانيها " انه لم ينزل بسم الله الرحمن الرحيم على رأس سورة براءة لان بسم الله الرحمن الرحيم للأمان والرحمة ونزلت براءة لدفع الأمان والسيف عن علي بن أبي طالب عليه السلام.
" وإذا قيل ": كيف يجوز ان ينقض النبي ذلك العهد؟" فالقول فيه " انه يجوز ان ينقض صلى الله عليه وآله ذلك على ثلاثة أوجه " أحدها ".
أن يكون العهد مشروطا بان يبقى إلى أن يرفعه الله تعالى بوحي، واما يكون قد ظهر من المشركين خيانة، واما أن يكون مؤجلا إلى مدة، وقد وردت الرواية بان النبي صلى الله عليه وآله شرط عليهم ما ذكرناه، وروى أيضا ان المشركين كانوا قد نقضوا العهد وهموا بذلك، فأمر الله سبحانه ان ينقض عهدهم.
7 - في تفسير العياشي عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان الفتح في سنة ثمان وبرائة في سنة تسع، وحجة الوداع في سنة عشر.
8 - عن أبي العباس عن أحدهما عليهما السلام قال: الأنفال وسورة براءة واحدة.
9 - في كتاب الخصال عن الحارث بن ثعلبة قال: قلت لسعد: أشهدت شيئا من مناقب علي عليه السلام؟قال: نعم شهدت له أربع مناقب، والخامسة شهدتها لان يكون لي منهن واحدة أحب إلي من حمر النعم (1) بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر ببراءة ثم أرسل عليا عليه السلام فأخذها منه، فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله أنزل في شئ؟قال: لا الا انه لا يبلغ عني الا رجل مني.
10 - وفي احتجاج علي عليه السلام يوم الشورى على الناس قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أمر الله عز وجل رسوله أن يبعث ببراءة فبعث بها مع أبي بكر فأتاه جبرئيل فقال: يا محمد انه لا يؤدي عنك الا أنت أو رجل منك، فبعثني رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذتها من أبي بكر فمضيت فأديتها عن رسول الله صلى الله عليه وآله فأثبت الله على لسان رسول الله اني منه، غيري؟قالوا: لا.
11 - وفي مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام: واما الخمسون فان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث ببراءة مع أبي بكر فلما مضى اتى جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد لا يؤدي عنك الا أنت أو رجل منك فوجهني على ناقته العضباء، فلحقته بذي الحليفة (2) فأخذتها منه فخصني الله بذلك.
12 - عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عن أمير المؤمنين عليه السلام وقد سأله رأس - اليهود كم: تمتحن الأوصياء في حياة الأنبياء وبعد وفاتهم؟قال: يا أخا اليهود ان الله تعالى امتحنني في حياة نبينا صلى الله عليه وآله في سبعة مواطن، فوجدني فيها من غير تزكية لنفسي بنعمة الله له مطيعا قال: فيم وفيم يا أمير المؤمنين قال: اما أوليهن إلى أن قال: واما السابعة يا أخا اليهود: فان رسول الله صلى الله عليه وآله لما توجه لفتح مكة أحب ان يعذر إليهم ويدعوهم إلى الله آخرا كما دعاهم أولا، فكتب إليهم كتابا يحذرهم فيه وينذرهم عذاب ربهم، ويعدهم الصفح (3) وينذرهم ونسخ لهم في آخره سورة براءة لتقرأ عليهم، ثم عرض على جميع أصحابه المضي به إليهم. فكل منهم يرى التثاقل فيه، فلما رأى ذلك ندب منهم رجل فوجهه فيه. فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد انه لا يؤدي عنك الا أنت أو رجل منك، فأنبأني رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك ووجهني بكتابه ورسالته إلى أهل مكة، فأتيت مكة وأهلها من قد عرفتم ليس منهم أحد الا ولو قدر أن يضع على كل جبل مني إربا (4) لفعل، ولو أن يبذل في ذلك نفسه وماله وأهله وولده فبلغتهم رسالة النبي صلى الله عليه وآله وقرأت عليهم كتابه، فكل تلقاني بالتهديد والوعيد ويبدي البغضاء ويظهر لي الشحناء (5) من رجالهم ونسائهم، فكان مني في ذلك ما قد رأيتم، ثم التفت إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟فقالوا: بلى يا أمير المؤمنين.
13 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جميع بن عمر (6) قال: صليت في المسجد الجامع فرأيت ابن عمر جالسا فجلست إليه فقلت: حدثني عن علي عليه السلام، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر ببراءة، فلما أتى بها ذا الحليفة اتبعه علي عليه السلام فأخذها منه قال أبو بكر: يا علي مالي أنزل في شئ؟قال: لا ولكن رسول الله قال: لا يؤدي عني الا انا أو رجل من أهل بيتي، قال: فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله أنزل في شئ؟قال: لا ولكن لا يؤدي عني الا انا أو رجل من أهل بيتي. قال كثير: قلت لجميع: استشهد (7) علي بن عمر بهذا؟قال: نعم ثلثا.
14 - وباسناده إلى ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث أبا بكر ببراءة ثم اتبعه علي عليه السلام فاخذها منه، فقال أبو بكر: يا رسول الله خيف في شئ؟قال: لا، الا انه لا يؤدي عني الا أنا أو علي وكان الذي بعث به علي عليه السلام لا يدخل الجنة الا نفس في مؤمن مسلمة (8) ولا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله عهد فهو إلى مدته.
15 - وباسناده إلى الحارث بن مالك قال: خرجت إلى مكة فلقيت سعد بن مالك فقلت له: هل سمعت لعلي عليه السلام منقبة؟قال: قد شهدت له أربعة لئن تكون لي إحديهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها عمر نوح، إحديهما ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوما وليلة، ثم قال لعلي عليه السلام: اتبع أبا بكر فبلغها ورد أبا بكر، فقال: يا رسول الله انزل في شئ؟قال: لا الا انه لا يبلغ عنى الا انا أو رجل مني.
16 - وباسناده إلى أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وآله بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر فبعث عليا عليه السلام وقال: لا يبلغها الا رجل من أهل بيتي.
17 - في تفسير العياشي عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث أبا بكر مع براءة إلى الموسم ليقرأها على الناس فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: لا يبلغ عنك الا علي عليه السلام، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا فأمره أن يركب ناقته العضباء وأمره ان يلحق أبا بكر فيأخذ منه براءة ويقرأه على الناس بمكة، فقال أبو بكر: اسخطة؟فقال لا الا انه انزل عليه ان لا يبلغ الا رجل منك، فلما قدم علي عليه السلام مكة وكان يوم النحر بعد الظهر وهو اليوم الحج الأكبر، قام ثم قال: اني رسول (9) رسول الله إليكم فقرأها عليهم براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر عشرين من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع - الأول، وعشرين من شهر ربيع الاخر، وقال: لا يطوف بالبيت عريان ولا عريانة. ولا مشرك الا من كان له عهد عند رسول الله صلى الله عليه وآله فمدته إلى هذه الأربعة الأشهر (10).
18 - وفي خبر محمد بن مسلم فقال: يا علي هل نزل في شئ منذ فارقت رسول الله صلى الله عليه وآله؟قال: لا ولكن أبى الله أن يبلغ عن محمد الا رجل منه فوافي الموسم فبلغ عن الله وعن رسوله بعرفة والمزدلفة ويوم النحر عند الجمار وفي أيام التشريق (11) كلها ينادي: " براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر " ولا يطوفن بالبيت عريان.
19 - عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لا والله ما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر ببراءة أهو كان يبعث بها معه ثم يأخذها منه؟ولكنه استعمله على الموسم، وبعث بها عليا بعدما فصل أبو بكر عن الموسم، فقال صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام حين بعثه: انه لا يؤدي عني الا أنا وأنت (12).
20 - في تفسير علي بن إبراهيم " براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين " قال: حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الآية بعد ما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من غزوة تبوك في سنة تسع من الهجرة، قال: وكان رسول الله لما فتح مكة لم يمنع المشركين الحج في تلك السنة وكان سنة من العرب في الحج انه من دخل مكة وطاف بالبيت في ثيابه لم يحل له امساكها، وكانوا يتصدقون بها ولا يلبسونها بعد الطواف، فكان من وافى مكة يستعير ثوبا ويطوف فيه ثم يرده، ومن لم يجد عارية اكترى ثيابا، ومن لم يجد عارية ولا كرى ولم يكن له الا ثوب واحد طاف بالبيت عريانا فجاءت امرأة من العرب وسيمة جميلة وطلبت عارية وكرى فلم تجده، فقالوا لها: ان طفت في ثيابك احتجت ان تتصدقي بها، فقالت: وكيف أتصدق وليس لي غيرها؟فطافت بالبيت عريانة، وأشرف لها الناس فوضعت إحدى يديها على قبلها والأخرى على دبرها وقالت: اليوم يبدو بعضه أو كله * فما بدا منه فلا أحله فلما فرغت من الطواف خطبها جماعة فقالت: ان لي زوجا.
وكانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله قبل نزول سورة براءة ان لا يقاتل الا من قاتله ولا يحارب الا من حاربه وأراده وقد كان نزل عليه في ذلك من الله عز وجل: " فان اعتزلوكم ولم يقاتلوكم والقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا " وكان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يقاتل أحدا قد تنحى عنه واعتزله حتى نزلت عليه سورة براءة وأمره بقتل المشركين من اعتزله ومن لم يعتزله، الا الذين قد كان عاهدهم رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة إلى مدة، منهم صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو، فقال الله عز وجل: " براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ثم يقتلون حيث ما وجدوا، فهذه أشهر السياحة عشرين من ذي الحجة الحرام والمحرم وصفر وربيع الأول وعشرين من ربيع الآخر، فلما نزلت الآيات من أول براءة دفعها رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أبي بكر وأمره أن يخرج إلى مكة ويقرأها على الناس بمنى يوم النحر فلما خرج أبو بكر نزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد لا يؤدي عنك الا رجل منك، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام في طلبه فلحقه بالروحا فأخذ منه الآيات فرجع أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله أنزل في شئ؟فقال: لا ان الله أمرني ان لا يؤدي عني الا أنا أو رجل مني.
21 - قال وحدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني عن الله ان لا يطوف بالبيت عريان ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد هذا العام، وقرأ عليهم: " براءة من الله ورسوله الا الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر " فأجل الله المشركين الذين حجوا تلك السنة أربعة أشهر حتى يرجعوا إلى مأمنهم ثم يقتلون حيث وجدوا.
22 - في مجمع البيان وروى أصحابنا ان النبي صلى الله عليه وآله ولاه أيضا الموسم. وانه حين أخذ براءة من أبي بكر رجع.
23 - وروى عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: خطب علي عليه السلام واخترط سيفه (13) فقال: لا يطوفن بالبيت عريان، ولا يحجن البيت مشرك و من كانت له مدة فهو إلى مدته ومن لم تكن له مدة فمدته أربعة أشهر، وكان خطب يوم النحر فكان عشرون من ذي الحجة ومحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشر من ربيع الآخر.
24 - وروى أنه عليه السلام قام عند جمرة العقبة وقال: يا أيها الناس اني رسول الله إليكم بأن لا يدخل كافر ولا يحج البيت مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عهد عند رسول الله صلى الله عليه وآله فله عهده إلى أربعة أشهر ومن لا عهد له فله بقية الأشهر الحرم، وقرأ عليهم سورة براءة وقيل. قرأ عليهم ثلاثة عشرة آية من أول براءة.
25 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الحسين بن خالد قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام لأي شئ صار الحاج لا يكتب عليه الذنب أربعة أشهر؟قال: إن الله عز وجل أباح المشركين الحرم في أربعة أشهر إذ يقول: فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ثم وهب لمن يحج من المؤمنين البيت الذنوب أربعة أشهر.
26 - علي بن إبراهيم باسناده قال: أشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة وأشهر السياحة عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول و عشر من شهر ربيع الآخر.
27 - في تفسير العياشي جعفر بن أحمد عن علي بن محمد بن شجاع قال: روى أصحابنا لأبي عبد الله عليه السلام (!) بم صار الحاج لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر؟قال: إن الله جل ذكره أمر المشركين فقال فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ولم يكن يقصر بوفده عن ذلك.
28 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام عن قول الله: " فسيحوا في الأرض أربعة أشهر " قال: عشرون من ذي الحجة والمحرم و صفر وشهر ربيع الأول وعشر من ربيع الآخر.
29 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي أيوب عن سعد الإسكاف قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الحاج إذا اخذ في جهازه إلى قوله: وكان ذا الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول أربعة أشهر تكتب له الحسنات، ولا تكتب عليه السيئات، الا ان يأتي بموجبه فإذا مضت الأربعة الأشهر خلط بالناس.
30 - في تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين عليهما السلام في قوله: واذان من الله ورسوله قال: الاذان أمير المؤمنين عليه السلام.
31 - وفي حديث آخر قال أمير المؤمنين عليه السلام: كنت انا الاذان في الناس.
32 - في أمالي شيخ الطايفة " قدس سره " باسناده إلى عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: قال أبي: قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام في كلام طويل: أنت الذي انزل الله فيه: " واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ".
33 - في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على أبي بكر قال: فأنشدك بالله انا الاذان لأهل الموسم ولجميع الأمة بسورة براءة أم أنت؟قال: بل أنت.
34 - في كتاب معاني الأخبار خطبة لعلي عليه السلام يذكر فيها نعم الله عز وجل عليه وفيها يقول عليه السلام: ألا واني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، انا المؤذن في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: " فأذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين "، انا ذلك المؤذن، وقال: " وأذان من الله ورسوله " وأنا ذلك الاذان.
35 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن أسباط عن سيف بن عميرة عن الحارث بن مغيرة النصرى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر " فقال: اسم نحله الله عز وجل عليا عليه السلام من السماء، لأنه الذي أدى عن رسوله براءة، وقد كان بعث بها مع أبي بكر أولا فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ان الله يقول لك: لا يبلغ عنك الا أنت أو رجل منك، فبعث رسول الله عند ذلك عليا عليه السلام فلحق أبا بكر واخذ الصحيفة من يده، ومضى إلى مكة فسماه الله تعالى " اذان من الله " انه اسم نحله الله من السماء لعلي.
36 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه لعلي: وقال عز وجل: " واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر " وكنت أنت المبلغ عن الله عز وجل ورسوله.
37 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حفص بن غياث النخعي القاشي قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله عز وجل: " واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر " قال: فقال أمير المؤمنين كنت انا الاذان في الناس، قلت فما معنى هذه اللفظة: الحج الأكبر؟قال: انما سمى الأكبر لأنها كانت سنة حج فيها المسلمون و المشركون، ولم يحج المشركون بعد تلك السنة.
38 - في تفسير العياشي عن جابر عن جعفر بن محمد وأبي جعفر (ع) في قول الله: " واذان من الله ورسوله إلى الناس، يوم الحج الأكبر " قال: خروج القائم، واذان: دعوته إلى نفسه.
39 - عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في الاذان هو اسم في كتاب الله لا يعلم ذلك أحد غيري.
40 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا أبي " رحمة الله عليه " قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن فضيل بن عياض (14) عن أبي عبد الله عليه السلام قال، سألته عن الحج الأكبر؟فقال: أعندك فيه شئ؟فقلت: نعم كان ابن عباس يقول: الحج الأكبر يوم عرفة، يعني انه من أدرك يوم عرفة إلى طلوع الشمس (الفجر خ ل) من يوم النحر فقد أدرك الحج، ومن فاته ذلك فقد فاته الحج فجعل ليلة عرفة لما قبلها ولما بعدها والدليل على ذلك ان من أدرك ليلة النحر إلى طلوع الشمس فقد أدرك الحج وأجزأ عنه من عرفة فقال أبو عبد الله: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الحج الأكبر يوم النحر، واحتج بقول الله: عز وجل: " فسيحوا في الأرض أربعة أشهر " فهي عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وربيع الأول وعشر من شهر ربيع الاخر، ولو كان الحج الأكبر يوم عرفة لكان أربعة (15) أشهر ويوما، واحتج بقول الله عز وجل: " واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر؟وكنت انا الاذان في الناس، فقلت له: فما معنى هذه اللفظة: " الحج الأكبر "؟فقال: انما سمى الأكبر لأنها كانت سنة حج فيها المسلمون والمشركون، ولم يحج المشركون بعد تلك السنة.
41 - أبي " رحمه الله " قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن صفوان بن يحيى عن ذريح المحاربي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحج الأكبر يوم النحر.
42 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن يوم الحج الأكبر؟فقال: هو يوم النحر، والأصغر العمرة.
43 - أبي " رحمه الله " قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد الله ابن المغيرة عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحج الأكبر يوم الأضحى.
حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى بن عبيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام مثل ذلك.
44 - أبي " رحمه الله " قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن الحسين عن حماد بن عيسى عن شعيب عن أبي بصير، والنضر عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحج الأكبر يوم الأضحى.
45 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن يوم الحج الأكبر؟فقال: هو يوم النحر و الأصغر العمرة.
46 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن ذريح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الأكبر يوم النحر.
47 - في تفسير العياشي عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يوم الحج الأكبر يوم النحر، والحج الأصغر العمرة.
48 - وفي رواية ابن سرحان عنه عليه السلام قال: الحج الأكبر يوم عرفة وجمع (16) ورمى الجمار بمنى والحج الأصغر العمرة.
49 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة قال: كتبت إلى أبي عبد الله عليه السلام بمسائل إلى قوله: وسألته عن قول الله تعالى: " الحج الأكبر " ما يعني بالحج الأكبر؟فقال: الحج الأكبر الوقوف بعرفة ورمى الجمار، والحج الأصغر العمرة.
50 - في مجمع البيان قال: وقد روى عن أمير المؤمنين عليه السلام حديثا طويلا وروى أنه (ع) لما نادى فيهم ان الله برئ من المشركين ورسوله قال المشركون: نحن نبرأ من عهدك وعهد ابن عمك.
51 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم قال: هي يوم النحر إلى عشر مضين من شهر ربيع الاخر.
52 - في كتاب الخصال عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه " منها أربعة حرم " رجب مضر الذي بين جمادي وشعبان، وذو القعدة وذو الحجة والمحرم.
53 - وعن محمد بن أبي عمير حديث يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام وفيه منها أربعة حرم عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشر من شهر ربيع الاخر، و ستقف على هذين الحديثين عند قوله تعالى: ان عدة الشهور عند الله الآية انشاء الله تعالى.
54 - في تهذيب الأحكام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأل رجل أبي عن حروب أمير المؤمنين عليه السلام وكان السائل من محبينا فقال له أبي: ان الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله بخمسة أسياف، ثلاثة منها شاهرة لا تغمد إلى أن تضع الحرب أوزارها ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم، فيومئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا، وسيف منها ملفوف وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا وحكمه إلينا، فاما السيوف الثلاثة الشاهرة فسيف على مشركي العرب قال الله تبارك وتعالى: " اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا " يعني فان آمنوا " فاخوانكم في الدين فهؤلاء لا يقبل منهم الا السيف و القتل أو الدخول في الاسلام وما لهم في ذراريهم سبى على ما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله، فإنه سبى وعفا، وقيل: الفداء.
55 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار قال: أظنه عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أراد ان يبعث سرية دعاهم فأجلسهم بين يديه ثم يقول: سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله و على ملة رسول الله صلى الله عليه وآله، لا تغلوا ولا تمثلوا (17) ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخا فانيا و لا صبيا ولا امرأة ولا تقطعوا شجرا الا ان تضطروا إليها، وأيما رجل من أدنى المسلمين أو أفضلهم نظر إلى رجل من المشركين فهو جار (18) يسمع كلام الله، فان تبعكم فاخوكم في الدين وان أبى فأبلغوه مأمنه واستعينوا بالله عليه (19).
56 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال: وان أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه قال: اقرأ عليه وعرفه ثم لا تتعرض له حتى يرجع إلى مأمنه.
57 - في نهج البلاغة وانما كلامه سبحانه فعل منه، أنشأه ومثله لم يكن من قبل ذلك كاينا، ولو كان قديما لكان لها ثانيا.
58 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله: وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم الآية فإنها نزلت في أصحاب الجمل وقال أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل: ما قاتلت هذه الفئة الناكثة الا بآية من كتاب الله يقول الله: " وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون ".
59 - في مجمع البيان قرأ ابن عامر لا ايمان بكسر الهمزة ورواه ابن عقدة باسناده عن جعفر بن محمد عليهما السلام.
60 - في قرب الإسناد للحميري حدثني محمد بن عبد الحميد وعبد الصمد بن محمد جميعا عن حنان بن سدير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: دخل علي أناس من أهل البصرة فسألوني عن طلحة والزبير؟فقلت لهم: كانا من أئمة الكفر، ان عليا يوم البصرة لما صف الخيول قال لأصحابه: لا تعجلوا على القوم حتى أعذر فيما بيني وبين الله عز وجل وبينهم، فقام إليهم فقال: يا أهل البصرة هل تجدون علي جورا في حكم الله؟قالوا: لا، قال: فحيفا في قسم (20) قالوا: لا قال: فرغبت في دنيا اخذتها لي و لأهل بيتي دونكم فنقمتم علي فنكثتم بيعتي؟قالوا: لا، قال: فأقمت فيكم الحدود وعطلتها عن غيركم؟قالوا: لا، قال فما بال بيعتي تنكث وبيعة غيري لا تنكث؟اني ضربت الامر انفه وعينه فلم أجد الا الكفر أو السيف ثم ثنى إلى أصحابه فقال: ان الله تبارك و تعالى يقول في كتابه: " وان نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون " فقال أمير المؤمنين عليه السلام والذي فلق الحبة وبرئ النسمة واصطفى محمدا بالنبوة انهم لأصحاب هذه الآية وما قوتلوا منذ نزلت.
61 - في أمالي شيخ الطايفة " قدس سره " باسناده إلى أبي عثمان البجلي مؤذن بني أقصى قال بكير اذن لنا أربعين سنة، قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: " وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون " ثم حلف حين قرأها انه ما قوتل أهلها منذ نزلت حتى اليوم، قال بكير: فسألت عنها أبا جعفر عليهما السلام؟فقال: صدق الشيخ هكذا قال علي عليه السلام هكذا كان.
62 - في تفسير العياشي عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا عليه السلام يوم الجمل وهو يحض الناس على قتالهم يقول: والله ما رمى أهل هذه الآية بكنانة قبل اليوم: قاتلوا أئمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون فقلت لأبي الطفيل: ما الكنانة قال: السهم يكون موضع الحديد فيه عظم تسميه بعض العرب الكنانة.
63 - عن الحسن البصري قال: خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام على هذا المنبر و ذلك بعدما فرغ من أمر طلحة والزبير وعايشة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: يا أيها الناس والله ما قاتلت هؤلاء الا بآية تركتها في كتاب الله، ان الله يقول: " وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون " اما والله لقد عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: يا علي لتقاتلن الفئة الباغية والفئة الناكثة والفئة المارقة.
64 - عن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من طعن في دينكم هذا فقد كفر قال الله " وطعنوا في دينكم " إلى قوله " ينتهون ".
65 - عن الشعبي قال: قرأ عبد الله " وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم " إلى آخر الآية ثم قال: ما قوتل أهلها بعد، فلما كان يوم الجمل قرأها علي عليه السلام ثم قال: ما قوتل أهلها منذ يوم نزلت حتى كان اليوم.
66 - عن أبي عثمان مولى بني أقصى (21) قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: عذرني الله من طلحة والزبير بايعاني طائعين غير مكرهين ثم نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته، والله ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت حتى قاتلتهم " وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم " الآية.
67 - عن علي بن عقبة عن أبيه قال: دخلت انا والمعلى على أبي عبد الله عليه السلام فقال: أبشروا أنتم (22) على إحدى الحسنين شفى الله صدوركم وأذهب غيظ قلوبكم، وأنا لكم على عدوكم، وهو قول الله: ويشف صدور قوم مؤمنين وان مضيتم قبل ان ان يروا ذلك مضيتم على دين الله الذي رضيه لنبيه صلى الله عليه وآله ولعلي عليه السلام.
68 - عن أبي الأغر اليمنى قال: اني لواقف يوم صفين إذا نظرت إلى العباس ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب شاك في السلاح (23) على رأسه مغفر وبيده صفيحة يمانية وهو على فرس أدهم (24) إذ هتف به هاتف من أهل الشام يقال له عرار بن أدهم يا عباس هلم إلى البراز قال: ثم تكافحا بسيفيهما مليا (25) من نهارهما لا يصل واحد منهما إلى صاحبه لكمال لامته إلى أن لاحظ العباس وهيأ (26) في درع الشامي فأهوى إليه بالسيف فانتظم به جوانح الشامي (27) وخر الشامي صريعا بخده وأم في الناس وكبر الناس تكبيرة ارتجت لها الأرض (28) فسمعت قائلا يقول: " قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء " فالتفت فإذا هو أمير المؤمنين عليه السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
69 - عن ابن ابان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يا معشر الاحداث اتقوا الله ولا تأتوا الرؤساء، دعوهم حتى يصيروا أذنابا، لا تتخذوا الرجال ولايج (29) من دون الله انا والله خير لكم منهم، ثم ضرب بيده إلى صدره.
70 - عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إياكم والولايج فان كل وليجة دوننا فهي طاغوت - أو قال: ند.
71 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان، فأنشدكم الله عز وجل أتعلمون حيث نزلت: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " وحيث نزلت: " انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة وهم راكعون " وحيث نزلت " ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة قال الناس: يا رسول الله هذه خاصة لبعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟فأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله ان يعلمهم ولاة أمرهم، وان يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم فنصبني للناس بغدير خم إلى قوله: فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الآيات خاصة لعلي؟قال: بلى فيه (30) وفي أوصيائي إلى يوم القيامة، قالا: يا رسول الله بينهم لنا: قال: علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين، ثم تسعة من ولد الحسين عليهم السلام واحد بعد واحد القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على حوضي؟قالوا: اللهم نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء، والحديث بتمامه مذكور في النساء والمائدة عند الآيتين.
72 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن مثنى عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: " أم حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة " يعني بالمؤمنين الأئمة عليهم السلام لم يتخذوا الولايج من دونهم.
73 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد مرسلا قال: قال أبو جعفر عليه السلام: لا تتخذوا من دون الله وليجة فلا تكونوا مؤمنين، فان كل سبب ونسب وقرابة ووليجة وبدعة وشبهة منقطع الا ما أثبته القرآن.
74 - علي بن محمد ومحمد بن أبي عبد الله عن إسحاق بن محمد النخعي قال: حدثني سفيان بن محمد الضبعي قال: كتبت إلى أبي محمد أسأله عن الوليجة وهو قول الله: " ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة " وقلت في نفسي لا في الكتاب: من يرى المؤمنين هيهنا فرجع الجواب: الوليجة الذي يقام دون ولي الأمر، وحدثتك نفسك عن المؤمنين من هم في هذا الموضع، فهم الأئمة الذين يؤمنون على الله فيجيز أمانهم.
75 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة " يعني بالمؤمنين آل محمد صلى الله عليه وآله والوليجة البطانة قوله: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله فإنه حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزلت في علي وعباس وشيبة (31) قال العباس: أنا أفضل لان سقاية الحاج بيدي، وقال شيبة أنا أفضل لان حجابة البيت بيدي وقال علي (ع): أنا أفضل فاني آمنت قبلكما ثم هاجرت وجاهدت، فرضوا برسول الله صلى الله عليه وآله، فأنزل الله: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله " إلى قوله " ان الله عنده اجر عظيم ".
76 - وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) قال: نزلت هذه الآية في علي ابن أبي طالب (ع) قوله: " كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين ".
77 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي - طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال: في وصية له: يا علي ان عبد المطلب سن في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الاسلام، إلى قوله: ولما حفر زمزم سماه سقاية الحاج، فأنزل الله تعالى: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر ".
78 - في روضة الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان ابن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عز وجل: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر " نزلت في حمزة وعلي وجعفر والعباس وشيبة انهم فخروا بالسقاية والحجابة فأنزل الله عز ذكره: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وكان علي و حمزة وجعفر (ع) الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله لا يستوون عند الله.
79 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله تعالى فيه: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله " غيري؟قالوا: لا.
80 - في مجمع البيان قرأ محمد بن علي الباقر عليه السلام: سقاة الحاج وعمرة المسجد الحرام قيل: إن عليا عليه السلام قال للعباس: يا عم ألا تهاجر؟الا تلحق برسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ألست في أعظم من الهجرة؟أعمر المسجد الحرام وأسقى حاج بيت الله، فنزل: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ".
81 - وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده عن ابن بريدة عن أبيه قال: بينا شيبة والعباس يتفاخران إذ مر بهما علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: بماذا تتفاخران؟فقال العباس: لقد أوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد سقاية الحاج، وقال شيبة: أوتيت عمارة المسجد الحرام، فقال علي عليه السلام: استحييت لكما فقد أوتيت على صغري ما لم تؤتيا فقالا: وما أوتيت يا علي؟فقال: ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله، فقام العباس مغضبا يجر ذيله حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: أما ترى إلى ما استقبلني به علي؟فقال: ادعوا لي عليا، فدعي له فقال: ما دعاك إلى ما استقبلت به عمك؟فقال يا رسول الله صدمته (32) بالحق فمن شاء فليغضب ومن شاء فليرض، فنزل جبرئيل وقال: يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول: أتل عليهم: " أجعلتم سقاية الحاج " الآيات، فقال العباس: انا قد رضينا، ثلث مرات.
82 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: يا أمير المؤمنين أخبرنا بأفضل مناقبك، قال: نعم كنت انا وعباس وعثمان بن أبي شيبة في المسجد الحرام، قال عثمان بن أبي شيبة: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله الخزانة يعني مفاتيح الكعبة، وقال العباس: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله السقاية وهي زمزم ولم يعطك شيئا يا علي، قال: فأنزل الله: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله ".
83 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية في قول الله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم واخوانكم أولياء إلى قوله: " الفاسقين " فاما " لا تتخذوا آبائكم واخوانكم أولياء ان استحبوا الكفر على الايمان " فان الكفر في الباطن في هذه الآية ولاية الأول والثاني وهو كفر، وقوله على الايمان فالايمان ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون.
84 - في مجمع البيان " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم واخوانكم " الآية روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام انها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة حيث كتب إلى قريش يخبرهم بخبر النبي صلى الله عليه اله لما أراد فتح مكة.
85 - في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله ولما نزلت هذه الآية: " واتقوا فتنة لا تصبين الذين ظلموا منكم خاصة " قال النبي صلى الله عليه وآله: من ظلم عليا مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء عليهم السلام قبلي، ومن تولى ظالما فهو ظالم، قال الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم واخوانكم أولياء ان استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون ".
86 - في نهج البلاغة ولقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله نقتل آبائنا وأبنائنا واخواننا وأعمامنا ما يزيدنا ذلك الا ايمانا وتسليما ومضيا على اللقم، وصبرا على مضض الألم (33) وجدا على جهاد العدد (34).
87 - في تفسير العياشي يوسف بن السخت قال: اشتكى المتوكل شكاة شديدة فنذر الله ان شافاه الله يتصدق بمال كثير، فعوفي من علته فسأل أصحابه عن ذلك فأعلموه ان أباه تصدق بثمانية ألف ألف درهم وان أراه تصدق بخمسة ألف ألف درهم، فاستكثر ذلك فقال يحيى بن أبي منصور المنجم: لو كتبت إلى ابن عمك يعنى أبا الحسن عليه السلام؟فامر أن يكتب له فيسأله، فكتب أبو الحسن: تصدق بثمانين درهما فقالوا: هذا غلط سلوه من أين قال هذا؟فكتب: قال الله لرسوله: لقد نصركم الله في مواطن كثيرة والمواطن التي نصر الله رسوله عليه وآله السلام ثمانون موطنا، فثمانون درهما من حله مال كثير.
88 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في رجل نذر أن يتصدق بمال كثير فقال: الكثير ثمانون فما زاد، لقول الله تبارك وتعالى: " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة " وكانت ثمانين موطنا.
89 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني محمد بن عمير (عمر و خ ل) قال: كان المتوكل اعتل علة شديدة، فنذر ان عافاه الله ان يتصدق بدنانير كثيرة أو قال: بدراهم كثيرة، فعوفي فجمع العلماء فسألهم عن ذلك فاختلفوا عليه، قال أحدهم: عشرة آلاف، وقال بعضهم مأة فلما اختلفوا قال له عياده: ابعث إلى ابن عمك محمد بن علي الرضا عليه السلام، فاسأله فبعث إليه فسأله فقال: الكثير ثمانون، فقالوا: رد إليه الرسول فقل: من أين قلت ذلك؟فقال: من قول الله تبارك وتعالى: " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة " وكانت المواطن ثمانين موطنا.
90 - في الكافي علي بن إبراهيم عن بعض أصحابه ذكره قال: لما سم المتوكل نذر: ان عوفي أن يتصدق بمال كثير، فلما عوفي سأل الفقهاء عن حد المال الكثير فاختلفوا عليه، فقال بعضهم: مأة الف وقال بعضهم: عشرة آلاف فقالوا فيه أقاويل مختلفة فاشتبه عليه الامر، فقال رجل من ندمائه يقال له صنعان: الا تبعث إلى هذا الأسود فتسأل منه؟فقال له المتوكل: فمن تعني ويحك؟فقال له ابن ابن الرضا عليه السلام؟فقال له: وهو يحسن من هذا شيئا؟فقال له: ان أخرجك من هذا فلى عليك كذا وكذا، والا فاضربني مأة مقرعة (35) فقال المتوكل: قد رضيت، يا جعفر بن محمود صر إليه وسل عن حد المال الكثير، وصار جعفر بن محمود إلى أبي الحسن علي بن محمد (ع) فسأله عن حد المال الكثير فقال له: الكثير ثمانون فقال له جعفر: يا سيدي انه يسئلني عن العلة فيه؟فقال أبو الحسن عليه السلام ان الله عز وجل يقول: " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة " فعددنا المواطن فكانت ثمانين.
91 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين فإنه كان سبب غزوة حنين انه لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى فتح مكة أظهر انه يريد هوازن وبلغ الخبر هوازن فتهيأوا وجمعوا الجموع والسلاح واجتمعوا واجتمع رؤساء هوازن إلى مالك بن عوف النضري فرأسوه عليهم (36) و خرجوا وساقوا معهم أموالهم ونسائهم وذراريهم ومروا حتى نزلوا بأوطاس (37) وكان دريد بن الصمة الخيثمي في القوم وكان شيخا كبيرا قد ذهب بصره من الكبر فلمس الأرض بيده فقال: في أي واد أنتم؟قالوا: بوادي أوطاس، قال: نعم مجال الخيل! لا حزن ضرس ولا سهل دهس (38) مالي اسمع رغاء البعير ونهيق الحمار و خوار البقر وثغاء الشاة وبكاء الصبي؟فقالوا له: ان مالك بن عوف ساق مع الناس أموالهم ونسائهم وذراريهم ليقاتل كل امرء عن نفسه وماله وأهله، فقال دريد: راعي ضأن ورب الكعبة ماله وللحرب؟ثم قال: ادعوا لي مالكا، فلما جاء قال له: يا مالك ما فعلت؟قال: سقت مع الناس أموالهم ونسائهم وأبناءهم ليجعل كل رجل أهله وماله وراء ظهره فيكون أشد لحربه، فقال: يا مالك انك أصبحت رئيس قومك وانك تقاتل رجلا كريما، وهذا اليوم لما بعده ولم تصنع في تقدمة بيضة (39) هوازن إلى نحور الخيل شيئا ويحك وهل يلوى المنهزم على شئ؟(40) أردد بيضة هوازن إلى عليا بلادهم وممتنع محالهم، فألق الرجال على متون الخيل، فإنه لا ينفعك الا رجل بسيفه وفرسه، فإن كان لك لحق بك من ورائك، وإن كان عليك لا تكون قد فضحت في أهلك وعيالك، فقال له مالك: انك قد كبرت وكبر علمك وعقلك فلم يقبل من دريد، فقال دريد: ما فعلت كعب وكلاب؟قالوا: لم يحضر منهم أحد، قال: غاب الحد والحزم لو كان يوم علاء وسعادة ما كانت تغيب كعب ولا كلاب، فمن حضرها من هوازن؟قالوا: عمرو بن عامر وعوف بن عامر، قال: ذانك الجذعان (41) لا ينفعان ولا يضران، ثم تنفس دريد وقال: حرب عوان (42).
يا ليتني فيها جذع * أخب فيها وأضع أقود وطفاء الزمع * كأنها شاة صدع (43) وبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله اجتماع هوازن بأوطاس فجمع القبايل ورغبهم في الجهاد ووعدهم النصر، وان الله قد وعده ان يغنمه أموالهم ونساءهم وذراريهم، فرغب الناس وخرجوا على راياتهم، وعقد اللواء الأكبر ودفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام وكل من دخل مكة براية أمره ان يحملها، وخرج في اثني عشر الف رجل، عشرة آلاف ممن كانوا معه وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام وكان معه من بني سليم الف رجل رئيسهم عباس بن مرداس السلمي، ومن مزينة الف رجل.
رجع الحديث إلى علي بن إبراهيم قال: فمضوا حتى كان من القوم على مسيرة ليلة قال: وقال مالك بن عوف لقومه: ليصير كل رجل منكم أهله وماله خلف ظهره، واكسروا جفون سيوفكم واكمنوا في شعاب هذا الوادي وفي الشجر فإذا كان في غلس الصبح (44) فاحملوا حملة رجل واحد وهدوا القوم (45) فان محمدا لم يلق أحدا يحسن الحرب فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وآله الغداة انحدر في وادي حنين وهو واد له انحدار بعيد و كانت بنو سليم على مقدمته، فخرج عليهم كتائب هوازن من كل ناحية فانهزمت بنو سليم وانهزم من ورائهم ولم يبق أحد الا انهزم، وبقى أمير المؤمنين عليه السلام يقاتلهم في نفر قليل ومر المنهزمين برسول الله صلى الله عليه وآله لا يلوون على شئ (46) وكان العباس اخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله عن يمينه وأبو سفيان بن حارث بن عبد المطلب عن يساره، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله ينادي: يا معشر الأنصار إلى أين المفر انا رسول الله فلم يلو أحد عليه، وكانت نسيبة بنت كعب المازنية تحثو في وجوه المنهزمين التراب وتقول: إلى أين تفرون عن الله وعن رسوله؟ومر بها عمر فقالت له: ويلك ما هذا الذي صنعت؟فقال لها هذا من الله، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله الهزيمة ركض نحوم (47) على بغلته وقد شهر سيفه فقال: يا عباس اصعد هذا الظرب (48) وناد: يا أصحاب البقرة ويا أصحاب الشجرة (49) إلى أين تفرون؟هذا رسول الله، ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وآله يده فقال: اللهم لك الحمد واليك المشتكى وأنت المستعان، فنزل إليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا رسول الله دعوت بما دعى به موسى حين فلق الله له البحر ونجا من فرعون، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي سفيان بن الحارث: ناولني كفا من حصى فناوله فرماه وجوه المشركين ثم قال: شاهت الوجوه (50) ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: اللهم ان تهلك هذه العصابة لم تعبد و ان شئت ان لا تعبد لا تعبد، فلما سمعت الأنصار نداء العباس عطفوا وكسروا جفون (51) سيوفهم وهم يقولون: لبيك، ومروا برسول الله صلى الله عليه وآله واستحيوا ان يرجعوا إليه ولحقوا بالراية، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للعباس: من هؤلاء يا أبا الفضل، فقال: يا رسول الله هؤلاء الأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الآن حمى الوطيس (52) ونزل النصر من السماء وانهزمت هوازن، وكانوا يسمعون قعقعة السلاح (53) في الجو وانهزموا في كل وجه وغنم الله رسوله أموالهم ونسائهم وذراريهم، وهو قول الله: " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين ".
92 - في تفسير العياشي عن عجلان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: " ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم " إلى: " ثم وليتم مدبرين " فقال: أبو فلان.
93 - عن الحسن بن علي بن فضال قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام للحسن ابن أحمد: اي شئ السكينة عندكم؟قال: لا أدري جعلت فداك أي شئ هو؟فقال: ريح من الجنة تخرج طيبة لها صورة كصورة وجه الانسان، فتكون مع الأنبياء.
94 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن أبي الحسن الرضا عليه السلام حديث طويل وفي آخره قال علي بن أسباط: وسألته فقلت: جعلت فداك ما السكينة؟قال: ريح من الجنة لها وجه كوجه الانسان أطيب ريحها من المسك و هي التي أنزلها الله على رسوله صلى الله عليه وآله بحنين فهزم المشركين.
95 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وهو القتل وذلك جزاء الكافرين قال: وقال رجل من بني نضر بن معاوية يقال له شجرة بن ربيعة للمؤمنين وهو أسير في أيديهم: أين الخيل البلق والرجال عليهم الثياب البيض فإنما كان قتلنا بأيديهم وما كنا نراكم فيهم الا كهيئة الشامة (54) قالوا: تلك الملائكة.
96 - في روضة الكافي حميد بن زياد عن عبد بن أحمد الدهقان عن علي بن الحسن الطاطري عن محمد بن زياد بياع السابري عن أبان عن عجلان أبي صالح قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قتل علي بن أبي طالب عليه السلام بيده يوم حنين أربعين.
97 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن الفضيل بن عياض إلى أن قال: و باسناده عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأل رجل أبي عن حروب أمير المؤمنين عليه السلام وكان السائل من محبينا فقال له أبو جعفر عليه السلام: بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة فلا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها، ولن تضع الحرب أوزارها. حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم في ذلك اليوم إلى قوله عليه السلام والسيف الثاني على أهل الذمة لشمس قال الله تعالى: " وقولوا للناس حسنا " ثم نسخها قوله تعالى: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون فمن كان منهم في دار الاسلام فلن يقبل منهم الا الجزية أو القتل وما لهم في ذراريهم سبى فإذا قبلوا الجزية على أنفسهم حرم علينا سبيهم وحرمت أموالهم وحلت لنا مناكحتهم، ومن كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم وأموالهم، ولم تحل لنا مناكحتهم ولم يقبل منهم الا الدخول في دار الاسلام أو الجزية أو القتل.
98 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن المجوس أكان لهم نبي؟فقال: نعم أما بلغك كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أهل مكة ان أسلموا والا فأذنوا بحرب من الله، فكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أن خذ منا الجزية ودعنا على عبادة الأوثان، فكتب إليهم النبي: اني لست آخذ الجزية الا من أهل الكتاب، فكتبوا إليه - يريدون بذلك تكذيبه -: زعمت أنك لا تأخذ الجزية الا من أهل الكتاب ثم أخذت الجزية من مجوس هجر (55) فكتب إليهم النبي صلى الله عليه وآله: ان المجوس كان لهم نبي فقتلوه وكتاب احرقوه، اتاهم نبيهم بكتابهم في اثنى عشر الف جلد ثور.
99 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الزهري عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: سألته عن النساء كيف سقطت الجزية ورفعت عنهن؟فقال: لان رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عن قتل النساء والولدان في دار الحرب الا ان تقاتل، وان قاتلت أيضا فامسك عنها ما أمكنك ولم تخف خللا فلما نهى عن قتلهن في دار الحرب كان ذلك في دار الاسلام أولى، وان امتنعت ان تؤدي الجزية لم يمكن قتلها، فلما لم يمكن قتلها، رفعت الجزية عنها، ولو منع الرجال وأبوا ان يؤدوا الجزية كانوا ناقضين للعهد وحلت دمائهم وقتلهم، لان قتل الرجال مباح في دار الشرك، وكذلك المقعد من أهل الشرك والذمة والأعمى والشيخ الفاني والمرأة والولدان في ارض الحرب فمن أجل ذلك رفعت عنهم الجزية.
100 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى جميعا عن عبد الله بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جرت السنة ألا تؤخذ الجزية من المعتوه (56) ولا من المغلوب على عقله.
101 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما حد الجزية على أهل الكتاب وهل عليهم في ذلك شئ موظف لا ينبغي ان يجوزوا إلى غيره؟فقال: ذلك إلى الامام يأخذ من كل انسان منهم ما شاء على قدر ماله بما يطيق انما هم قوم فدوا أنفسهم من أن يستعبدوا أو يقتلوا، فالجزية تؤخذ منهم على قدر ما يطيقون له ان يأخذهم به حتى يسلموا، فان الله تبارك وتعالى قال: " حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " وكيف يكون صاغرا وهو لا يكترث (57) لما يؤخذ منه، حتى يجد ذلا لما اخذ منه، فيألم لذلك فيسلم.
102 - قال وقال ابن مسلم: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أرأيت ما يأخذ هؤلاء من هذا الخمس (58) من ارض الجزية ويأخذ من الدهاقين جزية رؤسهم اما عليهم في ذلك شئ موظف؟فقال: كان عليهم ما أجازوا على أنفسهم، وليس للامام أكثر من الجزية ان شاء الامام وضع ذلك على رؤسهم وليس على أموالهم شئ، وان شاء فعلى أموالهم وليس على رؤسهم شئ، فقلت: فهذا الخمس؟فقال: انما هذا شئ كان صالحهم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله (59) 103 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في أهل الجزية يؤخذ من أموالهم ومواشيهم شئ سوى الجزية؟قال: لا.
104 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله قال أبو محمد العسكري: قال الصادق عليهما السلام: ولقد حدثني أبي عن جدي علي بن الحسين زين العابدين عليهم السلام عن الحسين بن علي سيد الشهداء عن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليهم انه اجتمع يوما عند رسول الله صلى الله عليه وآله أهل خمسة أديان: اليهود والنصارى والدهرية والثنوية ومشركوا العرب. فقالت اليهود: نحن نقول: عزير ابن الله وقد جئناك يا محمد للنظر ما تقول فان أتبعتنا فنحن أسبق إلى الصواب منك وأفضل، وان خالفتنا خصمناك، وقالت النصارى: نحن نقول: إن المسيح ابن الله اتحد به وقد جئناك للنظر ما تقول؟فان أتبعتنا فنحن أسبق إلى الصواب منك وأفضل، وان خالفتنا خصمناك. ثم قال صلى الله عليه وآله لليهود: أجئتموني لاقبل قولكم بغير حجة؟قالوا: لا قال: فما الذي دعاكم إلى القول بان عزيرا ابن الله؟قالوا لأنه أحيا لبني إسرائيل التورية بعد ما ذهبت ولم يفعل بها هذا الا لأنه ابنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كيف صار عزير ابن الله دون موسى وهو الذي جائهم بالتورية ورأوا منه من المعجزات ما قد علمتم؟فإن كان عزيرا ابن الله لما ظهر من الكرامة من احياء (60) التورية فلقد كان موسى بالنبوة أحق وأولى، ولئن كان هذا المقدار من اكرامه لعزير يوجب انه ابنه فاضعاف هذه الكرامة لموسى توجب له منزلة أجل من النبوة، وان كنتم انما تريدون بالنبوة الدلالة (61) على سبيل ما تشاهدون في دنياكم هذه من ولادة الأمهات الأولاد بوطي آبائهم لهن فقد كفرتم بالله وشبهتموه بخلقه، وأوجبتم فيه صفات المحدثين، ووجب عندكم أن يكون محدثا مخلوقا، وأن يكون له خالق صنعه وابتدعه قالوا: لسنا نعني هذا فان هذا كفر كما ذكرت ولكنا نعني انه ابنه على معنى الكرامة وان لم يكن هناك ولادة، كما قد يقول بعض علمائنا لمن يريد اكرامه وابانته بالمنزلة عن غيره: يا بني، وانه ابني لا على اثبات ولادته منه. ولأنه قد يقول ذلك لمن هو أجنبي لانسب بينه وبينه وكذلك لما فعل الله بعزير ما فعل كان قد اتخذه ابنا على الكرامة لا على الولادة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فهذا ما قلته لكم: انه ان وجب على هذا الوجه أن يكون عزير ابنه فان هذه المنزلة لموسى أولى وان الله يفضح كل مبطل باقراره ويقلب عليه حجته، لان ما احتججتم به يؤديكم إلى ما هو أكبر مما ذكرته لكم. لأنكم قلتم: ان عظيما من عظمائكم قد يقول لأجنبي لا نسب بينه وبينه: يا بني وهذا ابني لا على طريق الولادة فقد تجدون أيضا هذا العظيم يقول لأجنبي آخر، هذا اخى ولآخر: هذا شيخي وأبي، ولآخر: هذا سيدي ويا سيدي على سبيل الاكرام، وان من زاده في الكرامة زاده في مثل هذا القول فإذا يجوز عندكم أن يكون موسى أخا الله أو شيخا له أو أبا أو سيدا، لأنه قد زاده في الاكرام مما لعزير، كما أن من زاد رجلا في الاكرام قال له: يا سيدي ويا شيخي ويا عمي ويا رئيسي على طريق الاكرام وان من زاده في الكرامة زاده في مثل هذا القول أفيجوز عندكم أن يكون موسى أخا الله أو شيخا أو عما أو رئيسا أو سيدا أو أميرا لأنه قد زاده في الاكرام على من قال له: يا شيخي أو يا سيدي أو يا أميري أو يا عمي أو يا رئيسي، قال: فبهت القوم وتحيروا وقالوا: يا محمد أجلنا نفكر فيما قلته لنا، فقال: انظروا فيه بقلوب معتقدة للانصاف يهدكم الله ثم اقبل صلى الله عليه وآله على النصارى فقال: وأنتم قلتم: ان القديم عز وجل اتحد بالمسيح عليه السلام ابنه، فما الذي أردتموه بهذا القول؟أردتم ان القديم صار محدثا لوجود هذا المحدث الذي هو عيسى؟أو المحدث الذي هو عيسى عليه السلام صار قديما لوجود القديم الذي هو الله؟أو معنى قولكم: انه اتحد به انه اختصه بكرامة لم يكرم بها أحدا سواه؟فان أردتم ان القديم صار محدثا فقد أبطلتم، لان القديم محال ان ينقلب فيصير محدثا، وان أردتم ان المحدث صار قديما فقد احلتم لان المحدث أيضا محال ان يصير قديما وان أردتم انه تحد به بان اختصه واصطفاه على ساير عباده فقد أقررتم بحدوث عيسى وبحدوث المعنى الذي اتحد به من اجله، لأنه إذا كان عيسى محدثا وكان الله قد اتحد به بان أحدث به معنى صار به أكرم الخلق عنده فقد صار عيسى وذلك المعنى محدثين، وهذا خلاف ما بدأتم تقولونه، فقالت النصارى: يا محمد ان الله لما أظهر على يد عيسى من الأشياء العجيبة ما أظهر فقد اتخذه ولدا على جهة الكرامة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: فقد سمعتم ما قلته لليهود في هذا المعنى الذي ذكرتموه: ثم أعاد صلى الله عليه وآله ذلك كله فسكتوا الا رجلا واحدا منهم قال له: يا محمد أولستم تقولون: ان إبراهيم خليل الله؟قال: قد قلنا ذلك، فقال: إذا قلتم ذلك فلم منعتمونا ان نقول: إن عيسى ابن الله؟فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انهما لن يشتبها (62) لان قولنا ان إبراهيم خليل الله فإنما هو مشتق من الخلة (63) والخلة انما معناها الفقر والفاقة وقد كان خليلا إلى ربه فقيرا، واليه منقطعا وعن غيره متعففا معرضا مستغنيا، وذلك لما أريد قذفه في النار فرمى به في المنجنيق فبعث الله تعالى جبرئيل عليه السلام فقال له: أدرك عبدي، فجائه فلقيه في الهواء فقال: كلمني ما بدالك فقد بعثني الله لنصرتك، فقال: بل حسبي الله ونعم الوكيل اني لا أسئل غيره ولا حاجة لي الا إليه فسمى خليله اي فقيره ومحتاجه والمنقطع إليه عمن سواه، وإذا جعل معنى ذلك من الخلة (64) وهو انه قد تخلل معانيه ووقف على أسرار لم يقف عليها غيره، كان الخليل معناه العالم به وبأموره ولا يوجب ذلك تشبيه الله بخلقه، الا ترون انه إذا لم ينقطع إليه لم يكن خليله، وإذا لم يعلم باسراره لم يكن خليله، وان من يلده الرجل وان أهانه وأقصاه (65) لم يخرج عن أن يكون ولده، لان معنى الولادة قائم، ثم إن وجب لأنه قال لإبراهيم خليلي (66) أن تقيسوا أنتم كذلك فتقولوا: ان عيسى ابنه وجب أيضا أن تقولوا له لموسى ابنه، فان الذي معه من المعجزات لم يكن بدون ما كان مع عيسى فقولوا إن موسى أيضا ابنه (67) وانه يجوز أن تقولوا على هذا المعنى انه شيخه وسيده وعمه ورئيسه وأميره كما قد ذكرته لليهود، فقال بعضهم لبعض: وفي الكتب المنزلة ان عيسى قال: أذهب إلى أبي؟فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان كنتم بذلك الكتاب تعلمون فان فيه: أذهب إلى أبي وأبيكم فقولوا: ان جميع الذين خاطبهم عيسى كانوا أبناء الله كما كان عيسى ابنه من الوجه الذي كان عيسى ابنه: ثم إن ما في هذا الكتاب يبطل عليكم هذا الذي زعمتم ان عيسى من جهة الاختصاص كان ابنا له، لأنكم قلتم انما قلنا إنه ابنه لأنه اختصه بما لم يختص به غيره، وأنتم تعلمون ان الذي خص به عيسى لم يخص به هؤلاء القوم الذين قال لهم عيسى: أذهب إلى أبي وأبيكم، فبطل أن يكون الاختصاص بعيسى لأنه قد ثبت عندكم بقول عيسى لمن لم يكن له مثل اختصاص عيسى، وأنتم انما حكيتم لفظة عيسى وتأولتموها على غير وجهها، لأنه إذا قال: أبي وأبيكم فقد أراد غير ما ذهبتم إليه ونحلتموه (68) وما يدريكم لعله عنى: أذهب إلى آدم أبي وأبيكم أو إلى نوح ان الله يرفعني إليهم ويجمعني معهم، وآدم أبي وأبيكم وكذلك نوح، بل ما أراد غير هذا، قال: فكست النصارى وقالوا: ما رأينا كاليوم مجادلا و لا مخاصما وسننظر في أمورنا.
والحديث طويل اتخذنا منه موضع الحاجة وتتمته وهي الرد على الفرق الثلاثة الباقية مضى أول سورة الأنعام وفي آخر الحديث وقال الصادق عليه السلام: فوالذي بعثه بالحق نبيا ما أتت على جماعتهم الا ثلاثة أيام حتى اتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فأسلموا وكانوا خمسة وعشرين رجلا من كل فرقة خمسة وقالوا: ما رأينا مثل حجتك يا محمد نشهد انك رسول الله صلى الله عليه وآله.
105 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن الحسين ابن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا سئل علي بن أبي طالب عليه السلام قال: اخبرني عما ليس لله، وعما ليس عند الله: وعما لا يعلمه الله؟فقال علي عليه السلام: اما ما لا يعلمه الله فذاك قولكم يا معشر اليهود ان عزيرا ابن الله والله لا يعلم له ولد، واما قولك ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعباد، واما قولك ما ليس لله فليس لله شريك، فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله.
106 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن إسحاق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام أنه قال: إن الشجر لم يزل حصيدا كله حتى دعى للرحمان ولد، عز الرحمان وجل أن يكون له ولد، فعند ذلك اقشعر الشجر (69) وصار له شوك حذارا ان ينزل به العذاب.
107 - في تفسير العياشي عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا: عزير ابن الله، واشتد غضب الله على النصارى حين قالوا: المسيح ابن الله، واشتد غضب الله على من أراق دمي وآذاني في عترتي.
108 - عن يزيد بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لن يغضب الله شئ كغضب الطلح (70) والسدر ان الطلح كانت كالأترج والسدر كالبطيخ فلما قالت اليهود: يد الله مغلولة تقبض حملها فصغر فصار له عجم واشتد العجم، فلما ان قالت النصارى: المسيح بن الله خرج لهما هذا الشوك وتقبض حملهما وصار النبق (71) إلى هذا الحمل وذهب حمل الطلح فلا يحمل حتى يقوم قائمنا، ثم قال: من سقى طلحة أو سدرة فكأنما سقى مؤمنا من ظمأ.
109 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وقال: قاتلهم الله انى يؤفكون اي لعنهم الله انى يؤفكون فسمى اللعنة قتالا.
110 - في مجمع البيان وروى الثعلبي باسناده عن عدي بن حاتم قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وفي عنقي صليب، فقال، يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك قال: فطرحته ثم أتيت إليه وهو يقرء من سورة براءة هذه الآية: اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا حتى فرغ منها فقلت له: انا لسنا نعبدهم، قال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتستحلونه؟قال: فقلت: بلى، قال: فتلك عبادتهم.
111 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " فقال: اما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم لما أجابوهم، ولكن أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا، فعبدوهم من حيث لا يشعرون.
112 - علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أطاع رجلا في معصية الله فقد عبده.
113 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " قال: اما والله ما صاموا لهم ولا صلوا ولكنهم أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فاتبعوهم.
114 - وقال في خبر آخر عنه: ولكنهم أطاعوهم في معصية الله.
115 - عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " قال: اما انهم لم يتخذوهم آلهة الا انهم أحلوا حلالا و أخذوا به وحرموا حراما فاخذوا به (72) فكانوا أربابهم من دون الله.
116 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم " اما المسيح فعصوه وعظموه في أنفسهم حتى زعموا انه اله وانه ابن الله، وطائفة منهم قالوا: ثالث ثلثه، وطائفة منهم قالوا: هو الله، واما أحبارهم ورهبانهم فإنهم أطاعوا واخذوا بقولهم واتبعوه ما أمروهم به، ودانوا بما دعوهم إليه، فاتخذوهم أربابا بطاعتهم لهم وتركهم أمر الله وكتبه ورسله فنبذوه وراء ظهورهم، وما أمرهم به الأحبار والرهبان اتبعوه و أطاعوهم وعصوا الله ورسوله، وانما ذكر هذا في كتابنا لكي نتعظ بهم، فعير الله تبارك وتعالى بني إسرائيل بما صنعوا، يقول الله تبارك وتعالى: " وما أمروا الا ليعبدوا الها واحدا لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يشركون ".
117 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وقد بين الله تعالى قصص المغيرين بقوله: يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره يعني انهم أثبتوا في الكتاب ما لم يقله الله ليلبسوا على الخليقة فأعمى الله قلوبهم حتى تركوا فيه ما دل على ما أحدثوه فيه وحرفوا منه.
وفيه وجعل أهل الكتاب المقيمين به والعالمين بظاهره وباطنه من " شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها " اي يظهر مثل هذا العلم المحتملة في الوقت بعد الوقت وجعل أعداءها أهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا اطفاء نور الله بأفواههم فأبى الله الا أن يتم نوره.
118 - في كتاب الغيبة لشيخ الطايفة " قدس سره " وروى محمد بن أحمد بن يحيى عن بعض أصحابنا عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن سنان قال: ذكر علي بن أبي حمزة (73) عند الرضا عليه السلام فلعنه، ثم قال: إن علي بن أبي حمزة أراد ان لا يعبد الله في سمائه وارضه، ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره المشركون، ولو كره اللعين المشرك، قلت: المشرك! قال: نعم والله وان رغم انفه كذلك هو في كتاب الله: " يريدون ان يطفؤا نور الله بأفواههم " وقد جرت فيه وفي أمثاله أنه أراد ان يطفئ نور الله.
119 - وباسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد ذكر شق فرعون بطون الحوامل في طلب موسى عليه السلام كذلك بنو أمية وبنو العباس لما أن وقفوا على أن زوال ملكة الامر والجبابرة منهم على يدي القائم عليه السلام ناصبونا العداوة، ووضعوا سيوفهم في قتل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وابادة نسله (74) طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم عليه السلام، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون.
في كتاب كمال الدين وتمام النعمة مثله سواء.
120 - في تفسير العياشي عن أحمد بن محمد قال: وقف علي أبو الحسن الثاني عليه السلام في بني زريق فقال لي وهو رافع صوته: يا أحمد! قلت: لبيك، قال: إنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله جهد الناس على اطفاء نور الله فأبى الله الا أن يتم نوره بأمير المؤمنين.
121 - في قرب الإسناد للحميري معاوية بن حكيم عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: وعدنا أبو الحسن الرضا عليه السلام ليلة إلى مسجد دار معاوية فجاء فسلم فقال: ان الناس قد جهدوا على اطفاء نور الله حين قبض الله تبارك وتعالى رسول الله صلى الله عليه وآله و أبى الله الا أن يتم نوره وقد جهد علي بن أبي حمزة على اطفاء نور الله حين قبض أبو الحسن فأبى الله الا ان يتم نوره، وقد هداكم الله لأمر جهله الناس فاحمدوا الله على ما من عليكم به.
122 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون فقال: والله ما نزل تأويلها بعد ولا ينزل تأويلها حتى يخرج القائم عليه السلام، فإذا خرج القائم لم يبق كافر بالله العظيم ولا مشرك بالامام الا كره خروجه، حتى لو كان كافر أو مشرك في بطن صخرة لقالت: يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله.
123 - وباسناده إلى سليط قال: قال الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام: منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وآخرهم التاسع من ولدي وهو القائم بالحق، يحيى الله به الأرض بعد موتها، ويظهر به الدين الحق على الدين كله ولو كره المشركون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
124 - وباسناده إلى محمد بن مسلم الثقفي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام يقول: القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر، تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله عز وجل دينه على الدين كله ولو كره المشركون، فلا يبقى في الأرض خراب الا عمر، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
125 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: " هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق " قال: هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيه، والولاية هي دين الحق، قلت: " ليظهره على الدين كله " قال: يظهر على جميع الأديان عند قيام القائم قال: يقول الله: " والله متم " ولاية القايم " ولو كره الكافرون " بولاية علي قلت هذا تنزيل؟قال: نعم اما هذا الحرف فتنزيل، واما غيره فتأويل والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
126 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وغاب صاحب هذا الامر بايضاح العذر له في ذلك، لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له، وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها، و يظهر دين نبيه صلى الله عليه وآله على يديه على الدين كله ولو كره المشركون.
127 - في تفسير العياشي عن أبي المقدام عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: " ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " يكون أن لا يبقى أحد، الا أقر بمحمد صلى الله عليه وآله.
128 - في مجمع البيان قال المقداد بن الأسود: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا يبقى على وجه الأرض بيت مدر ولا وبر الا أدخله الله كلمة الاسلام، اما بعز عزيز أو بذل ذليل اما يعزهم فيجعلهم الله من أهله فيقروا به واما يذلهم فيدينون له.
129 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن معاذ بن كثير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: موسع على شيعتنا أن ينفقوا مما في أيديهم بالمعروف، فإذا قام قائمنا حرم على كل ذي كنز كنزه حتى يأتيه به، فيستعين به على عدوه وهو قول الله عز وجل في كتابه: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم.
130 - في أمالي شيخ الطائفة " قدس سره " باسناده لما نزلت هذه الآية " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل مال تؤدي زكاته فليس بكنز وإن كان تحت سبع أرضين، وكل مال لا تؤدي زكاته فهو كنز وإن كان فوق الأرض.
131 - في مجمع البيان وروى عن علي عليه السلام ما زاد على أربعة آلاف فهو كنز أدى زكاته أو لم يؤدها وما دونها فهي نفقة فبشرهم بعذاب اليم.
132 - وروى سالم بن أبي الجعد ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما نزلت هذه الآية قال: تبا للذهب، تبا للفضة يكررها ثلثا فشق ذلك على أصحابه، فسأله عمر فقال: يا رسول الله اي المال نتخذ فقال: لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على دينه.
133 - في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل وفيه: نظر عثمان بن عفان إلى كعب الأحبار فقال له: يا أبا إسحاق ما تقول في رجل أدى زكاة ماله المفروضة هل يجب عليه فيما بعد ذلك شئ؟فقال: لا، ولو اتخذ لبنة من ذهب ولبنة من فضة ما وجب عليه شئ فرفع أبو ذر رضي الله عنه عصاه فضرب بها رأس كعب ثم قال له: يا بن اليهودية الكافرة ما أنت والنظر في احكام المسلمين؟قول الله: أصدق من قولك حيث قال: " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم " الآية.
134 - وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم " فان الله حرم كنز الذهب و الفضة وأمر بانفاقه في سبيل الله.
وقوله: يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون قال: كان أبو ذر الغفاري يغدو كل يوم وهو بالشام فينادي بأعلى صوته: بشر أهل الكنوز بكي في الجباه (75) وكي بالجنوب وكي بالظهور ابدا حتى يتردد الحر في أجوافهم.
135 - في من لا يحضره الفقيه عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه الكباير وفيه: ومنع الزكاة المفروضة لان الله عز وجل يقول: " يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ".
136 - في كتاب الخصال عن الحارث قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الدينار والدرهم اهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم.
137 - عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران رفع الحديث قال: الذهب والفضة حجران ممسوخان فمن أحبهما كان معهما.
138 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمرو الشامي عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض فغرة الشهور شهر الله عز ذكره وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان فاستقبل الشهر بالقرآن.
139 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة قال: كنت قاعدا إلى جنب أبي جعفر عليه السلام وهو محتب (76) مستقبل الكعبة فقال: اما ان النظر إليها عبادة، فجائه رجل من بجيلة (77) يقال له عاصم بن عمر، فقال لأبي جعفر عليه السلام: ان كعب الأحبار كان يقول إن الكعبة تسجد لبيت المقدس في كل غداة، فقال أبو جعفر عليه السلام: فما تقول فيما قال كعب؟فقال: صدق، القول ما قال كعب، فقال أبو جعفر عليه السلام: كذبت وكذب كعب الأحبار معك وغضب، قال زرارة: ما رأيته استقبل أحدا يقول كذبت غيره، ثم قال: ما خلق الله بقعة في الأرض أحب إليه منها، ثم اومى بيده نحو الكعبة - ولا أكرم على الله تعالى منها، لها حرم الله لأشهر الحرم في كتابه يوم خلق السماوات و الأرض ثلاثة متوالية للحج: شوال وذو القعدة وذو الحجة وشهر مفرد للعمرة رجب.
140 - في كتاب الغيبة لشيخ الطايفة " قدس سره " روى جابر الجعفي قال: سئلت أبا جعفر عليه السلام عن تأويل قول الله عز وجل: " ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم " قال: فتنفس سيدي الصعداء (78) فقال: يا جابر اما السنة فهي جدي رسول الله صلى الله عليه وآله، وشهورها اثنى عشر شهرا فهو أمير المؤمنين عليه السلام إلي والى ابني جعفر وابنه موسى، وابنه علي، وابنه محمد، وابنه علي، والى ابنه الحسن، والى ابنه محمد الهادي المهدي اثنا عشر إماما حجج الله في خلقه وامناؤه على وحيه وعلمه، والأربعة الحرم الذين هم الدين القيم أربعة منهم يخرجون باسم واحد، علي أمير المؤمنين عليه السلام، وأبي علي بن الحسين، وعلي بن موسى، وعلي بن محمد، فالاقرار بهؤلاء هو الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم، اي قولوا بهم جميعا تهتدوا.
141 - في تفسير العياشي عن أبي خالد الواسطي عن أبي جعفر عليه السلام قال: حدثني أبي علي بن الحسين عن أمير المؤمنين عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما ثقل في مرضه قال: أيها الناس ان السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، ثم قال بيده: رجب مفرد، وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ثلث متواليات، الا وهذا الشهر المفروض رمضان، فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإذا خفى الشهر فأتموا العدة: شعبان ثلثين و صوموا الواحد والثلثين، وقال بيده: الواحد والاثنين والثلاثة، ثم ثنى ابهامه ثم قال: إنها (79) شهر كذا وشهر كذا.
142 - في كتاب الخصال عن محمد بن أبي عمير يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض " قال: المحرم وصفر وربيع الأول وربيع الاخر وجمادي الأول وجمادي الاخر. ورجب وشعبان ورمضان وشوال وذو القعدة وذو الحجة، منها أربعة حرم، عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشر من شهر ربيع الاخر.
143 - عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تعالى خلق الشهور اثنى عشر شهر وهي ثلاثمائة وستون يوما، فحجز منها ستة أيام خلق فيها السماوات والأرض فمن ثم تقاصرت الشهور.
144 - عن عبد الله بن عمر قال: نزلت هذه السورة " إذا جاء نصر الله " على رسول الله صلى الله عليه وآله في أوسط أيام التشريق فعرف انه الوداع فركب راحلته العضباء فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس إلى قوله عليه السلام: و " ان عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم " رجب مضر (80) الذي بين جمادي و شعبان، وذو القعدة وذو الحجة والمحرم، فلا تظلموا فيهن أنفسكم.
145 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: قاتلوا المشركين كافة يقول: جميعا كما يقاتلونكم كافة.
146 - وقال علي بن إبراهيم " رحمه الله ": في قوله عز وجل: انما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فإنه كان سبب نزولها ان رجلا من كنانة كان يقف في المواسم فيقول: قد أحللت دماء المحلين طي وخثعم في شهر المحرم وأنسأته وحرمت بدله صفر، فإذا كان العام القابل يقول: قد أحللت صفرا وأنسأته وحرمت بدله شهر المحرم، فأنزل الله عز وجل: " انما النسئ زيادة في الكفر " إلى قوله تعالى: " زين لهم سوء أعمالهم ".
147 - في كتاب الخصال عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله كلام من خطبة له نقلناه قريبا ويتصل بآخره أعني: " فلا تظلموا فيهن أنفسكم " فان النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله، وكانوا يحرمون المحرم عاما ويستحلون صفر عاما ويحرمون صفر عاما ويستحلون المحرم، أيها الناس ان الشيطان قد يئس ان يعبد في بلادكم.
148 - في مجمع البيان وقرأ أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام النسئ يخفف على وزن الهدى، وقال مجاهد: كان المشركون يحجون في كل شهر عامين فحجوا في ذي الحجة عامين، ثم حجوا في المحرم عامين ثم حجوا في صفر عامين وكذلك في الشهور حتى وافقت الحجة التي قبل حجة الوداع في ذي القعدة، ثم حج النبي صلى الله عليه وآله في العام القابل حجة الوداع، فوافقت ذا الحجة فذلك حين قال النبي صلى الله عليه وآله في خطبته: الا ان الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنى عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان، أراد عليه السلام بذلك ان الأشهر الحرم رجعت إلى مواضعها وعاد الحج إلى ذي الحجة وبطل النسئ.
149 - في نهج البلاغة قال عليه السلام انفروا رحمكم الله إلى قتال عدوكم ولا تثاقلوا إلى الأرض فتقروا بالخسف، وتبوؤا بالذل (81) ويكون نصيبكم الأخس، ان أخا الحرب الارق (82) ومن نام لم ينم عنه.
150 - في كتاب الخصال عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عن علي عليهم السلام أنه قال: وقد سأله رأس اليهود عما امتحن الله به الأوصياء في حياة الأنبياء وبعد وفاتهم: يا أخا اليهود ان الله تعالى امتحنني في حياة نبينا صلى الله عليه وآله في سبعة مواطن فوجدني فيها من غير تزكية لنفسي - بنعمة الله له مطيعا، قال: فيم وفيم يا أمير المؤمنين؟قال: اما أولهن إلى أن قال: واما الثانية يا أخا اليهود فان قريشا لم تزل تجيل الآراء وتعمل الحيل في قتل النبي صلى الله عليه وآله حتى كان آخر ما اجتمعت في ذلك في يوم الدار دار الندوة، وإبليس الملعون حاضر في صورة أعور ثقيف فلم تزل تضرب أمرها ظهرا وبطنا حتى اجتمعت آراؤها على أن ينتدب (83) من كل فخذ من قريش رجل، ثم يأخذ كل رجل منهم سيفه ثم يأتي النبي صلى الله عليه وآله وهو نائم على فراشه فيضربونه جميعا بأسيافهم ضربة رجل واحد فيقتلونه، فإذا قتلوه منعت قريش رجالها ولم تسلمها فيمضي دمه هدرا فهبط جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فأنبأه بذلك وأخبره بالليلة التي يجتمعون فيها وأمره بالخروج في الوقت الذي خرج فيه إلى الغار فأنبأني رسول الله صلى الله عليه وآله بالخبر، وأمرني ان اضطجع في مضجعه وأقيه بنفسي فأسرعت إلى ذلك مطيعا له مسرورا لنفسي ان اقتل دونه فمضى عليه السلام لوجهه واضطجعت في مضجعه وأقبلت رجال من قريش موقنة في أنفسها بقتل النبي صلى الله عليه وآله فلما استووا في البيت (84) الذي انا فيه ناهضتهم بسيفي فدفعتهم عن نفسي بما قد علمه الله والله (85) ثم قبل على أصحابه فقال: أليس كذلك؟قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.
151 - وفي احتجاجه عليه السلام على أبي بكر قال: فأنشدك بالله انا وقيت رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسي يوم الغار أم أنت؟قال: بل أنت.
152 - وفي احتجاجه عليه السلام على الناس يوم الشورى قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد وقى رسول الله صلى الله عليه وآله حيث جاء المشركون يريدون قتله فاضطجعت في مضجعه وذهب رسول الله صلى الله عليه وآله نحو الغار، وهم يرون اني انا هو، فقالوا: أين ابن عمك؟فقلت: لا أدري فضربوني حتى كادوا يقتلونني غيري؟قالوا: اللهم لا.
153 - وفي مناقبه عليه السلام وتعدادها قال: واما السابعة ان رسول الله صلى الله عليه وآله أنامني على فراشه حيث ذهب إلى الغار، وسجاني ببرده فلما جاء المشركون ظنوني محمدا فأيقظوني وقالوا: ما فعل صاحبك؟فقلت: ذهب في حاجة فقالوا: لو كان هرب لهرب هذا معه.
154 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد كان يبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله الطعام وهو في الغار ويخبره الاخبار غيري؟قالوا: لا.
155 - وروى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام ان عليا قال ليهودي في أثناء كلام طويل: ولئن كان يوسف ألقى في الجب فلقد حبس محمد نفسه مخافة عدوه في الغار، حتى قال لصاحبه: لا تحزن ان الله معنا، ومدحه الله في كتابه.
156 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن مروان عن أبي عبد الله قال: إن أبا طالب أظهر الكفر وستر الايمان، فلما حضرته الوفاة أوحى الله عز وجل إلى الرسول: أخرج منها فليس لك بها ناصر.
157 - في روضة الكافي حميد بن زياد عن محمد بن أيوب عن علي بن أسباط عن الحكم بن مسكين عن يوسف بن صهيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أقبل يقول لأبي بكر في الغار: أسكن فان الله معنا وقد أخذته الرعدة وهو لا يسكن، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله حاله قال له: تريد ان أريك أصحابي من الأنصار في مجالسهم يتحدثون، فأريك جعفر وأصحابه في البحر يغوصون؟قال: نعم فمسح رسول الله صلى الله عليه وآله بيده على وجهه فنظر إلى الأنصار يتحدثون ونظر إلى جعفر وأصحابه في البحر يغوصون، فأضمر تلك الساعة انه ساحر.
158 - محمد بن أحمد عن ابن فضال عن الرضا عليه السلام فأنزل الله سكينته على رسوله وأيده بجنود لم تروها قلت: هكذا؟قال: هكذا نقرأها وهكذا تنزيلها.
159 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن بعض رجاله رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله في الغار قال لأبي بكر: كأني انظر إلى سفينة جعفر وأصحابه تقوم في البحر، وأنظر إلى الأنصار محتبين في أفنيتهم (86) فقال أبو بكر: وتريهم يا رسول الله؟قال: نعم قال: فأرنيهم، فمسح على عينه فرآهم، فقال في نفسه: الان صدقت انك ساحر، فقال له رسول الله: أنت الصديق وهو قول الله عز وجل: وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا قول رسول الله صلى الله عليه وآله والله عزيز حكيم.
160 - في تفسير العياشي عن عبد الله بن محمد الحجال قال: كنت عند أبي الحسن الثاني عليه السلام ومعي الحسن بن الجهم، فقال له الحسن: انهم يحتجون علينا بقول الله تبارك وتعالى: ثاني اثنين إذ هما في الغار قال: وما لهم في ذلك فوالله لقد قال الله فأنزل الله سكينته على رسوله وما ذكره فيها بخير قال: قلت له انا: جعلت فداك وهكذا تقرؤنها؟قال: هكذا قد قرأتها.
161 - قال زرارة: قال أبو جعفر عليه السلام: فأنزل الله سكينته على رسوله الا ترى ان السكينة انما نزلت على رسوله وجعل كلمة الذين كفروا السفلى قال: هو الكلام الذي يتكلم به عتيق رواه الحلبي عنه.
162 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبد الله القمي عن الحجة القائم عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: يا سعد وحين ادعى خصمك ان رسول الله صلى الله عليه وآله ما أخرج مع نفسه مختار هذه الأمة إلى الغار الا علما منه ان الخلافة له من بعده، وانه هو المقلد أمور التأويل، والملقى إليه أزمة الأمة وعليه المعول في لم الشعث وسد الخلل، وإقامة الحدود وتسرية الجيوش لفتح بلاد الكفر، فلما أشفق على نبوته أشفق على خلافته، وإذ لم يكن من حكم الاستتار والتواري ان يروم الهارب من الشر مساعدة من غيره إلى مكان يستخفي فيه، وانما أبات عليا عليه السلام على فراشه لما لم يكترث له ولم يحفل به (87) به لاستثقاله إياه وعلمه انه ان قتل لم يتعذر عليه نصب غيره مكانه للخطوب التي كان يصلح لها، فهلا نقضت دعواه بقولك: أليس قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الخلافة بعدي ثلثون سنة، فجعل هذه موقوفة على أعمار الأربعة الذين هم الخلفاء الراشدون في مذهبكم، وكان لا يجد بدا من قوله لك: بلى، قلت له حينئذ: أليس كما علم رسول الله صلى الله عليه وآله ان الخلافة من بعده لأبي بكر علم أنها من بعد أبي بكر لعمر: ومن بعد عمر لعثمان ومن بعد عثمان لعلي عليه السلام فكان أيضا لا يجد بدا من قوله لك: نعم، ثم كنت تقول له: فكان الواجب على رسول الله صلى الله عليه وآله أن يخرجهم جميعا على الترتيب إلى الغار ويشفق عليهم كما أشفق على أبي بكر ولا يستخف بقدر هؤلاء الثلاثة بتركه إياهم، وتخصيصه أبا بكر واخراجه مع نفسه دونهم.
163 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن مسعود قال: احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا: ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة و الزبير وعايشة ومعاوية؟فبلغ ذلك عليا عليه السلام فأمر ان ينادي: الصلاة الجامعة، فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا معشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا؟قالوا: صدق أمير المؤمنين عليه السلام قد قلنا ذلك، قال: إن لي بسنة الأنبياء قبلي أسوة فيما فعلت، قال الله تعالى في محكم كتابه: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " قالوا: ومن هم يا أمير المؤمنين؟قال: أولهم إبراهيم عليه السلام إلى أن قال: ولي بمحمد صلى الله عليه وآله أسوة حين فر من قومه ولحق بالغار من خوفهم وأنامني على فراشه، فان قلتم فر من قومه بغير خوف منهم فقد كفرتم وان قلتم: خافهم وأنامني على فراشه ولحق بالغار من خوفهم فالوصي اعذر.
164 - في تفسير علي بن إبراهيم انفروا خفافا وثقالا قال شبانا وشيوخا يعني إلى غزوة تبوك.
165 - في كتاب التوحيد حدثني أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن محمد الحجال الأسدي عن ثعلبة بن ميمون عن عبد الاعلى بن أعين عن أبي عبد الله عليه السلام في هذه الآية لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم أنهم لكاذبون انهم كانوا يستطيعون وقد كان في العلم انه لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لفعلوا.
166 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن عبد الله عن أحمد بن محمد البرقي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم أنهم لكاذبون " قال: أكذبهم الله عز وجل في قولهم: " لو استطعنا لخرجنا معكم " وقد كانوا مستطيعين للخروج.
167 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام في قول الله: " لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك " الآية انهم يستطيعون وقد كان في علم الله لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لفعلوا.
168 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود في قوله: " لو كان عرضا قريبا " يقول: غنيمة قريبة لاتبعوك.
169 - وقال علي بن إبراهيم: في قوله: " ولكن بعدت عليهم الشقة " يعني إلى تبوك وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يسافر سفرا أبعد منه ولا أشد منه، وكان سبب ذلك ان الضيافة كانوا يقدمون المدينة من الشام معهم الدرموك والطعام وهم الأنباط (88) فأشاعوا بالمدينة ان الروم قد اجتمعوا يريدون غزو رسول الله صلى الله عليه وآله في عسكر عظيم، وان هرقل قد سار في جنوده وجلب معهم غسان وجذام وبهراء وعاملة (89) وقد قدم عساكره البلقاء ونزل هو حمص (90) فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله التهيؤ إلى تبوك وهي من بلاد البلقاء وبعث إلى القبائل حوله والى مكة والى من أسلم من خزاعة ومزينة وجهينة وحثهم على الجهاد، وامر رسول الله صلى الله عليه وآله بعسكره فضرب في ثنية الوداع، وامر أهل الجدة ان يعينوا من لا قوة به ومن كان عنده شئ أخرجه، وحملوا وقووا وحثوا على ذلك، وخطب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: أيها الناس ان أصدق الحديث كتاب الله وذكر الخطبة بتمامها، قال: فرغب الناس لما سمعوا هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وقدمت القبايل من العرب من استنفرهم وقعد عنه قوم من المنافقين وغيرهم، ولقى رسول الله صلى الله عليه وآله الجد بن قيس فقال له: يا أبا وهب الا تنفر معنا في هذه الغزاة لعلك ان تحتفد من بنات الأصفر؟(91) فقال: يا رسول الله ان قومي ليعلمون انه ليس فيهم أحد أشد عجبا بالنساء مني، وأخاف ان خرجت معك ان لا أصبر إذا رأيت بنات الأصفر فلا تفتني وائذن لي أن أقيم، وقال لجماعة من قومه: لا تخرجوا في الحر، فقال ابنه: ترد على رسول الله صلى الله عليه وآله وتقول ما تقول؟ثم تقول لقومك لا تنفروا في الحر؟والله لينزلن الله في هذا قرآنا يقرؤه الناس إلى يوم القيمة، فأنزل الله على رسوله في ذلك: ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين ثم قال الجد بن قيس أيطمع محمد ان حرب الروم مثل حرب غيرهم؟لا يرجع من هؤلاء أحد أبدا.
170 - في عيون الأخبار باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يا بن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون؟قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عز وجل إلى أن قال فأخبرني عن قول الله عز وجل: عفا الله عنك لم أذنت لهم قال الرضا عليه السلام: هذا مما نزل بإياك أعني واسمعي يا جاره (92) خاطب الله تعالى بذلك نبيه صلى الله عليه وآله وأراد به أمته، و كذلك قول الله عز وجل: " لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " و قوله: " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا " قال: صدقت يا بن رسول الله.
171 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: " عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا ويعلم الكاذبين " يقول: لتعرف أهل العذر والذين جلسوا بغير عذر.
172 - وفي رواية علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل: لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ان يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين إلى قوله تعالى ولا وضعوا خلالكم اي لهربوا عنكم.
1. وفي المصدر " حين أفضت " مكان " حتى أفضت ". .
2. حمر النعم - بضم الحاء وسكون الميم -: الإبل الحمر وهي أنفس أموال العرب و أقواها وأجلاها فجعلت كناية عن خير الدنيا كله. .
3. ذو الحليفة: موضع بينها وبين المدينة ستة أميال ومنها ميقات أهل المدينة وهي المعروفة عندنا بمسجد الشجرة وفي وجه تسميتها خلاف ذكره الطريحي (ره) في المجمع. .
4. الصفح: الاعراض عن الذنب وفي المصدر " ويعدهم الصفح ويمنيهم مغفرة ربهم وينسخ لهم في آخره سورة براءة. اه ". .
5. الإرب - بالكسر -: العضو. .
6. الشحناء: عداوة امتلأت منها النفس. .
7. والظاهر " عمير " كما في رجال العامة. .
8. والظاهر " أتشهد " كما في بعض نسخ المصدر. .
9. وفي المصدر " الأنفس مسلمة ". .
10. ما بين العلامتين انما هو في المصدر دون النسخ وسيأتي عن كتاب مجمع البيان نظير الحديث مثل ما في نسخ الكتاب. .
11. " في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) حديث طويل وفيه: ومن كانت له مدة فهو إلى مدته، ومن لم يكن له مدة فمدته أربعة أشهر وهو الصواب: منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). .
12. أيام التشريق أيام منى وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد يوم النحر واختلف في وجه التسمية على أقوال ذكره الطريحي (ره) في المجمع وفي بعض النسخ " ويوم النحر عند الجمار بأيام التشريق " والظاهر هو المختار. .
13. " في مجمع البيان: أجمع المفسرون ونقلة الاخبار انه لما نزلت براءة دفعها رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أبي بكر ثم أخذها منه ودفعها إلى علي (ع). انتهى منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). .
14. اخترط السيف: استله وأخرجه من غمده. .
15. وفي نسخة " فضيل بن غياث " لكن الظاهر هو المختار كما في المصدر. .
16. وفي المصدر " لكان السيح أربعة أشهر ويوما ". .
17. قال الطريحي (ره) جمع - بالفتح فالسكون - المشعر الحرام، وهو أقرب الموقفين إلى مكة المشرفة، ومنه حديث آدم (ع) ثم انتهى إلى جمع فجمع فيها بين المغرب و العشاء، قيل: سمى به لان الناس يجتمعون فيه ويزدلفون إلى الله تعالى اي يتقربون إليه بالعبادة والخير والطاعة، وقيل لان آدم اجتمع فيها مع حواء فازدلف ودنا منها، وقيل لأنه يجمع فيها المغرب والعشاء. .
18. الغلول: الخيانة، وأكثر ما يستعمل في الخيانة في الغنيمة، والتمثيل: قطع الاذن والأنف وما أشبه ذلك. .
19. قوله عليه السلام: نظر إلى رجل من المشركين اي نظر اشفاق ورحمة. والجوار - بالكسر -: أن تعطي الرجل ذمة فيكون بها جارك فتجيره اي تنقذه وتعيذه. .
20. قال الفيض (ره): اي على ايمانه أو قتله. .
21. قسم - كعنب -: جمع القسمة. .
22. وفي المصدر " بنى قصي " بدل " بني أقصى " ولم أقف على اسمه ولا حاله في كتب الرجال وقد مر عنه نظير هذه الرواية أيضا عن أمالي الشيخ. .
23. وفي المصدر " انكم " .
24. رجل شاك السلاح اي ذو شوكة وحدة في سلاحه. .
25. الصفيحة: السيف العريض. والأدهم الأسود. .
26. تكافحا اي تضاربا. والملئ: الساعة الطويلة من النهار. الزمان الطويل .
27. اللامة الدرع والوهى: الشق في الشئ .
28. الجوانح جمع الجانحة: الأضلاع تحت الترائب مما يلي الصدر كالضلوع مما يلي الظهر .
29. ارتج البحر وغيره: اضطرب. .
30. الولايج جمع الوليجة: البطانة وخاصتك من الرجال أو من تتخذه معتمدا عليه من غير أهلك. .
31. وفي نسخة هكذا: " فقالا: يا رسول الله هذه الآيات خاصة؟قال: بلى في وفي أوصيائي.. اه ": .
32. وفي المصدر " نزلت في علي (ع) وحمزة وعباس وشيبة.. اه " .
33. صدمه: دفعه وضربه. .
34. لقم الطريق: الجادة الواضحة: والمضض، لذع الألم وحرقته. .
35. وهذه الخطبة من عجائب خطبه (ع) حيث قال بعد طرف من الكلام: " فلما رأى الله صدقنا انزل بعدونا الكبت وانزل علينا النصر. اه " فمنه يعلم أن نصر الله عز وجل بعد المجاهدة الصادقة وان الفتح عقيب الصبر على اللاواء والشدائد والصدق في الايمان الاستقامة حتى أنه لو اقتضى الذب عن الدين وترويج الشريعة إلى قتل الآباء والأبناء لفعل ثم لا يزيده ذلك الا ايمانا وتسليما، قال المحقق البحراني (ره) وقوله: " فلما رأى الله صدقنا، إلى قوله: النصر " * فيه تنبيه على أن الجود الإلهي لا بخل فيه ولا منع من جهته وانما هو عام الفيض على كل قابل استعد لرحمته وأشار برؤية الله صدقهم إلى علمه باستحقاقهم واستعدادهم بالصبر الذي أعدهم به، وبانزال النصر عليهم والكبت لعدوهم إلى افاضته على كل منهم ما استعد له " انتهى " رزقنا الله وجميع المؤمنين الثبات في الدين والاستقامة في ترويج شريعة سيد المرسلين وطريقة الأئمة المعصومين وجعلنا من المستعدين لانزال مواهبه آمين يا رب العالمين. .
36. المقرعة: السوط. .
37. اي جعلوه رئيسا. .
38. أوطاس: واد في ديار هوازن، كانت فيه وقعة حنين وفيها قال النبي (ص): الان حمى الوطيس وذلك حين استعرت الحرب وهي من الكلم التي لم يسبق النبي (ص) إليها. .
39. الحزن: المرتفع من الأرض. والضرس: الذي فيه حجارة محددة. والدهس: اللين الكثير التراب. .
40. بيضة هوازن: جماعتهم. .
41. وفي السيرة لابن هشام " وهل يرد المنهزم شئ؟" .
42. الجذع من البهائم: الشاب الحدث. يريد انهما ضعيفان في الحرب، بمنزلة الجذع في سنه. .
43. الحرب العوان: أشد الحروب. .
44. الجذع: الشاب، والخبب والوضع: ضربان من السير. والوطفاء: الطويلة الشعر. والزمع: الشعر الذي فوق مربط قيد الدابة، يريد فرسا صفتها هكذا، وهو محمود في وصف الخيل والشاة هنا: الوعل وصدع اي وعل بين الوعلين ليس بالعظيم ولا بالحقير. .
45. الغلس: ظلمة آخر الليل. .
46. هد الشئ: كسره .
47. اي لا يلتفتون ولا يعطفون عليه. .
48. كذا في النسخ وفي نسخة " بحرم " وفي المصدر " ركض نحو على بغلته " وهو أيضا غير صحيح والكل مصحف ويمكن أن يكون صحيح اللفظة " بجذم " والجذم: بقية السوط بعد ذهاب طرفه وركض اي ضرب قال الله تعالى " اركض برجلك " والمعنى: ضرب بسوط على بغلته. .
49. الظرب: التل من الرمل. .
50. وفي مجمع البيان " يا أصحاب سورة البقرة، ويا أهل بيعة الشجرة ". .
51. شاه وجهه: قبح. .
52. جمع الجفن: غمد السيف. .
53. الوطيس. وحمى الوطيس اي اشتد الحرب. .
54. القعقعة: حكاية صوت السلاح. .
55. الشامة: بمعنى الخال. .
56. هجر - محركة -: بلدة باليمن واسم لجميع أرض البحرين. .
57. المعتوه: الذي ذهب عقله من غير جنون. .
58. اي لا يبالي. .
59. قال المجلسي (ره) في مرآة العقول، اي من الذي وضع عمر على نصارى تغلب من تضعيف الزكاة ورفع الجزية. .
60. وقال (ره) في بيان هذا الكلام: الظاهر أنه عليه السلام بين أولا ان الخمس من البدع، فلما لم يفهم السائل وأعاد السؤال غير عليه السلام الكلام تقية، أو يكون هذا إشارة إلى ما مر سابقا من أمر الجزية. .
61. في المصدر وكذا في المنقول عن تفسير الامام " باحياء التوراة ". .
62. وفي المنقول عن تفسير الامام " الولادة " بدل " الدلالة ". .
63. وفي المنقول عن تفسير الامام " لم يشتبها ". .
64. وفي المنقول عن تفسير الامام " من الخلة أو الخلة " اي بالفتح أو بالضم وهو الصحيح لما سيأتي في كلام الإمام عليه السلام من التفصيل. .
65. اي بالضم. .
66. اي ابعده. .
67. هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في أكثر النسخ هكذا: " ثم إن من أوجب أن يقول على قول إبراهيم خليله.. اه ". .
68. بين العلامتين انما هو في المصدر دون النسخ. .
69. نحل فلانا القول: أضاف إليه قولا قاله غيره وادعاه عليه. .
70. اقشعر النبات: لم يصب ريا وتخشن وتغير لونه. .
71. لطلح: شجر حجازية ومنابتها بطون الأودية ولها شوك كثير ويقال لها أم غيلان أيضا تأكل الإبل منها اكلا كثيرا. .
72. كذا في النسخ وفي المصدر " وصار الشوك إلى هذا الحمل " وهو الظاهر والنبق: حمل شجر السدر. .
73. كذا في النسخ وفي بعض نسخ المصدر كرواية الكليني (ره) في الكافي " أحلوا حراما فأخذوا به وحرموا حلال فأخذوا به " ولعله الأصح وان لا يخلوا ما في النسخ أيضا من وجه صحيح كما لا يخفى. .
74. هو علي بن أبي حمزة سالم البطائني من أصحاب الكاظم عليه السلام ثم وقف بعد وفاته عليه السلام وهو أحد عمد الواقفة، ذكر ترجمته وما ورد في ذمه من الروايات الكثيرة وما يمكن ان يدفع به عنها وغير ذلك في تنقيح المقال فراجع. .
75. الإبادة بمعنى الاهلاك. .
76. الكي: احراق الجلد بحديدة ونحوها. .
77. الاحتباء: هو أن يضم الانسان رجليه إلى بطنه يجمعهما به مع ظهره ويشده عليهما وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب. .
78. بجيلة: حي من اليمن. .
79. الصعداء: تنفس طويل من هم أو حزن. .
80. وفي المصدر " أيها الناس " بدل " انها ". .
81. مضر: اسم قبيلة. قال ابن الأثير: ومنه الحديث: رجب مضر الذي بين جمادي وشعبان، أضاف رجبا إلى مضر لأنهم كانوا يعظمونه خلاف غيرهم، وقوله بين جمادي وشعبان تأكيد للبيان وايضاح لأنهم كانوا ينسئونه ويؤخرونه من شهر إلى شهر فيتحول عن موضعه المختص به فبين لهم انه الشهر الذي بين جمادي وشعبان لا ما كانوا يسمونه على حساب النسئ. .
82. الخسف: الاذلال والضيم. فتقروا بالخسف اي تعترفوا بالضيم وتصبروا له. و تبوؤا بالذل اي ترجعوا به. .
83. الارق: الذي لا ينام. .
84. انتدبه لأمر: اي دعاه له. .
85. وفي المصدر فلما استوى بي وبهم البيت. اه ". .
86. وفي المصدر " والناس " بدل " والله " .
87. الأفنية جمع الفناء: الصيد وهو ساحة امام البيت. .
88. فلان لا يكترث لهذا الامر: لا يعبأ به وكذا قولهم " ما أحفل بفلان " اي ما أبالي به. .
89. الدرموك: الدقيق الخالص. والأنباط جمع النبط: جيل ينزلون بالبطائح بين العراقين أو السواد على خلاف ذكره ابن منظور في اللسان. .
90. أسماء قبائل .
91. قال الحموي: البلقاء: كورة من اعمال دمشق بين الشام ووادي القرى. وحمص: بلد معروف بالشام. .
92. حفد فلانا: خدمه واحتفد بمعنى حفد. وبنو الأصفر: الروم وقيل: سموا بذلك لان أباهم الأول كان اصفر اللون، وهو روم بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم. .