قال عز من قائل: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾
128 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن الهيثم بن واقد الجزري قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله عز وجل بعث نبيا من أنبيائه إلى قومه وأوحى إليه ان قل لقومك انه ليس من أهل قرية ولا ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سراء فتحولوا عما أحب إلى ما اكره الا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون، وليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحولوا عما اكره إلى ما أحب الا تحولت لهم عما يكرهون إلى ما يحبون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
129 - محمد بن يحيى وأبو علي الأشعري عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن حماد بن عيسى عن أبي عمرو المدايني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: كان أبي عليه السلام يقول: إن الله قضى قضاءا حتما الا ينعم على العبد فيسلبها إياه حتى يحدث العبد ذنبا يستحق بذلك النقمة.
130 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن سماعة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما أنعم الله على عبد بنعمة فسلبها إياه حتى يذنب ذنبا يستحق بذلك السلب.
131 - في نهج البلاغة قال عليه السلام، وليس شئ ادعى إلى تغيير نعم الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم فان الله سميع دعوة المظلومين (1) وهو للظالمين بالمرصاد وقال عليه السلام أيضا (2): إياك والدماء وسفكها بغير حلها، فإنه ليس شئ أدعى لنقمة ولا أعظم لتبعة ولا أحرى بزوال نعمة وانقطاع مدة من سفك الدماء بغير حقها.
132 - في تفسير علي بن إبراهيم: حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ان شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون قال أبو جعفر عليه السلام: نزلت في بني أمية فهم أشر خلق الله، هم الذين كفروا في باطن القرآن.
133 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه - الآية " ان شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون " قال: نزلت في بني أمية هم شر خلق الله هم الذين كفروا في بطن القرآن، وهم الذين لا يؤمنون هم شر خلق الله.
134 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: واما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء قال: نزلت في معاوية لما خان أمير المؤمنين عليه السلام.
135 - في كشف المحجة لابن طاوس (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: فقدمت البصرة وقد اتسقت إلي الوجوه كلها الا الشام، فأحببت ان اتخذ الحجة واقضى العذر، وأخذت بقول الله: " واما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء " فبعثت جرير بن عبد الله إلى معاوية معذرا إليه متخذا للحجة عليه، فرد كتابي وجحد حقي في دفع بيعتي.
136 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابه عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلث من كن فيه كان منافقا وان صام وصلى وزعم أنه مسلم، من إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا وعد اخلف، ان الله عز وجل قال في كتابه: ان الله لا يحب الخائنين وقال: " ان لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين " وفي قوله تعالى: " واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا ".
137 - في الكافي محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن الحسن بن طريف عن عبد الله بن المغيرة رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله عز وجل: واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل قال: الرمي.
138 - في من لا يحضره الفقيه وقال عليه السلام في قول الله عز وجل " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة " قال: منه الخضاب بالسواد.
139 - في تفسير العياشي عن محمد بن عيسى عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة " قال: سيف ونرس.
140 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة " قال السلاح.
141 - في مجمع البيان وروى عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وآله ان القوة رمى.
142 - وروى عن النبي صلى الله عليه وآله: وارتبطوا الخيل فان ظهورها لكم عز و أجوافها كنز.
143 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن صفوان عن ابن مسكان عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل وان جنحوا للسلم فاجنح لها قلت: ما السلم؟قال: الدخول في أمرنا.
قال مؤلف هذا الكتاب " عفى عنه ": قد سبق لهذه الآية بيان عن علي بن إبراهيم في القصة في أوايل هذه السورة.
144 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " وان جنحوا للسلم فاجنح لها " قال: هي منسوخة بقوله: " ولا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم " وقوله: وان يريدوا ان يخدعوك فان حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين والف بين قلوبهم، لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم قال: نزلت في الأوس والخزرج.
145 - وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن هؤلاء قوم كانوا معه من قريش، فقال الله: " فان حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين والف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم انه عزيز حكيم " فهم الأنصار كان بين الأوس والخزرج حرب شديد وعداوة في الجاهلية، فألف الله بين قلوبهم ونصر بهم نبيه فالذين ألف بين قلوبهم فهم الأنصار خاصة.
146 - في مجمع البيان " هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين " وأراد بالمؤمنين الأنصار وهم الأوس والخزرج عن أبي جعفر عليه السلام.
147 - في أمالي شيخ الطائفة باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: المؤمن غر كريم، والفاجر خبث لئيم، وخير المؤمنين من كان تألفه للمؤمنين، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.
148 - قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: شرار الناس من يبغض المؤمنين وتبغضه قلوبهم المشاؤن بالنميمة المفرقون بين الأحبة، الباغون للناس العيب أولئك لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم يوم القيمة، ثم تلا صلى الله عليه وآله: " هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم ".
149 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: وبلغ رسالات ربه فلم به الصدع، ورتق به الفتق، والف به الشمل بين ذوي الأرحام بعد العداوة الواغرة في الصدور، و الضغاين القادحة في القلوب (3).
150 - في تفسير العياشي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول في آخره: وقد أكره على بيعة أبي بكر مغضبا: اللهم انك تعلم أن النبي صلى الله عليه وآله قد قال لي: ان تموا عشرين فجاهدهم، وهو قولك في كتابك ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مأتين قال: وسمعته يقول: اللهم فإنهم لم يتموا عشرين حتى قالها ثلثا ثم انصرف.
151 - عن فرات بن أحنف عن بعض أصحابه عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: ما نزل بالناس أزمة (4) قط الا كان شيعتي فيه أحسن حالا، وهو قول الله: الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا.
152 - عن الحسين بن صالح قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان علي صلوات الله عليه يقول: من فر من رجلين في القتال من الزحف فقد فر من الزحف، و من فر من ثلاثة رجال في القتال من الزحف فلم يفر.
153 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: أما علمتم ان الله عز وجل قد فرض على المؤمنين في أول الأمر ان يقاتل الرجل منهم عشرة من المشركين، ليس له ان يولي وجهه عنهم، ومن ولاهم يومئذ دبره فقد تبوء مقعده من النار، ثم حولهم رحمة منه لهم، فصار الرجل منهم عليه ان يقاتل رجلين من المشركين تخفيفا من الله عز وجل للمؤمنين ففسح الرجلان العشرة.
154 - في مجمع البيان وعن ابن عباس قال: لما امسى رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر والناس محبوسون بالوثاق بات ساهرا أول الليل، فقال له أصحابه: مالك لا تنام؟قال: سمعت أنين عمي عباس في وثاقه فأطلقوه فسكت فنام رسول الله صلى الله عليه وآله.
155 - وروى عبيدة السلماني (5) عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال لأصحابه يوم بدر في الأسارى: ان شئتم قتلتموهم وان شئتم فاديتموهم واستشهد منكم بعدتهم، وكانت الأسارى سبعين، فقالوا: بل نأخذ الفداء ونتمتع به ونتقوى به على عدونا ويستشهد منا بعدتهم، قال عبيدة: طلبوا الخيرتين كلتيهما، فقتل منهم يوم أحد سبعون.
156 - وقال أبو جعفر عليه السلام: كان الفداء يوم بدر عن كل رجل من المشركين بأربعين أوقية والأوقية أربعون مثقالا الا العباس، فان فدائه مائة أوقية، وكان أخذ منه حين أسر عشرون أوقية ذهبا، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ذلك غنيمة ففاد نفسك وابنى أخيك نوفلا وعقيلا فقال: ليس معي شئ، فقال أين الذهب الذي سلمته إلى أم الفضل وقلت لها: ان حدث بي حدث فهو لك وللفضل وعبد الله وقثم؟فقال: من أخبرك بهذا؟قال: الله تعالى، فقال: اشهد انك رسول الله، ما اطلع على هذا أحد الا الله تعالى قال مؤلف هذا الكتاب " عفى عنه " قوله عز وجل: ما كان لنبي أن يكون له اسرى الآية نقلنا عن علي بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى: " كما أخرجك ربك " له زيادة بيان فليطلب هناك.
157 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول في هذه الآية: يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الاسرى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما اخذ منكم ويغفر لكم قال: نزلت في العباس وعقيل ونوفل، وقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله نهى يوم بدر ان يقتل أحد من بني هاشم وأبو البختري، فاسروا فأرسل عليا عليه السلام فقال انظر من هيهنا من بني هاشم، قال: فمر علي عليه السلام على عقيل بن أبي طالب كرم الله وجهه فحاد عنه (6) فقال له: يا بن أم علي اما والله لقد رأيت مكاني، قال: فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: هذا أبو الفضل في يد فلان، وهذا عقيل في يد فلان وهذا نوفل بن حارث في يد فلان، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله حتى انتهى إلى عقيل، فقال له: يا أبا يزيد قتل أبو جهل؟قال: اذن لا تنازعون في تهامة (7) فقال: ان كنتم أثخنتم القوم والا فاركبوا أكتافهم، قال: فجئ بالعباس فقيل له: أفد نفسك وافد ابن أخيك، فقال: يا محمد تتركني أسأل قريشا في كفي؟فقال: اعط ما خلفت عند أم الفضل وقلت لها: ان أصابني في وجهي هذا شئ فأنفقيه على ولدك ونفسك، فقال له: يا بن أخي من أخبرك بهذا؟فقال: اتاني جبرئيل من عند الله عز ذكره، فقال ومحلوفه (8) ما علم بهذا أحد الا انا وهي، اشهد انك رسول الله، قال: فرجع الأسارى كلهم مشركين الا العباس وعقيل و نوفل كرم الله وجوههم، وفيهم نزلت هذه الآية " قل لمن في أيديكم من الاسرى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا " إلى آخر الآية.
158 - في قرب الإسناد للحميري باسناده عن أبي جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: اتى النبي صلى الله عليه وآله بمال، فقال للعباس: يا عباس ابسط رداءك وخذ من هذا المال طرفا (9) فبسط ردائه فأخذ منه طائفة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا من الذي قال الله تبارك وتعالى: " يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الاسرى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم " (10) قال مؤلف هذا الكتاب " عفى عنه " قوله عز وجل وان يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم الآية قد سبق فيما نقلنا عن علي بن إبراهيم من تفسير قوله عز وجل: " كما أخرجك ربك من بيتك ".
159 - في عيون الأخبار في باب جمل من اخبار موسى بن جعفر عليه السلام مع هارون الرشيد ومع موسى بن المهدي حديث طويل بينه وبين هارون وفيه قال: فلم ادعيتم انكم ورثتم النبي صلى الله عليه وآله والعم يحجب ابن العم وقبض رسول الله صلى الله عليه وآله وقد توفى أبو طالب عليه السلام قبله، والعباس عمه حي؟فقلت له: ان رأى أمير المؤمنين ان يعفيني من هذه المسألة ويسألني عن كل باب سواه يريد، فقال: لا أو تجيب فقلت: فآمني قال: قد آمنتك قبل الكلام فقلت: ان في قول علي بن أبي طالب عليه السلام انه ليس مع ولد الصلب ذكرا كان أو أنثى لاحد سهم الا للأبوين والزوج والزوجة، ولم يثبت للعم مع ولد الصلب ميراث، ولم ينطق به الكتاب الا ان تيما وعديا (11) وبني أمية قالوا: العم والد، رأيا منهم بلا حقيقة ولا اثر عن الرسول صلى الله عليه وآله إلى أن قال عليه السلام قال: زدني يا موسى، قلت: المجالس بالأمانات وخاصة مجلسك؟فقال: لا بأس عليك، فقلت: ان النبي صلى الله عليه وآله لم يورث من لم يهاجر، ولا أثبت له ولاية حتى يهاجر، فقال: ما حجتك فيه؟فقلت قول الله تعالى: والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا وان عمي العباس لم يهاجر، فقال: أسئلك يا موسى هل أفتيت بذلك أحدا من أعدائنا أم أخبرت أحدا من الفقهاء في هذه المسألة شئ؟فقلت: اللهم لا، وما سألني عنها الا أمير المؤمنين.
160 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) قال: سألتهما عن قوله: " والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكهم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا "؟قال: إن أهل مكة لا يولون (12) أهل المدينة.
161 - في مجمع البيان " ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا وروى عن أبي جعفر عليه السلام: انهم كانوا يتوارثون بالمواخاة الأولى.
162 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر الا على قوم بينكم وبينهم ميثاق " فإنها نزلت في الاعراب، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله صالحهم على أن يدعهم في ديارهم ولا يهاجروا إلى المدينة وعلى انه إذا أرادهم رسول الله صلى الله عليه وآله غزا بهم، وليس لهم في الغنيمة شئ وأوجبوا على النبي صلى الله عليه وآله ان أرادهم الاعراب من غيرهم أو دهاهم دهم (13) من عدوهم ان ينصرهم الا على قوم بينهم وبين الرسول عهد وميثاق إلى مدة.
163 - في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن الوليد عن الحسين بن بشار قال كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام في رجل خطب إلي؟فكتب: من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته كاينا من كان فزوجوه والا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.
164 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحسين بن ثوير بن أبي فاخته عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين ابدا، انما جرت من علي بن الحسين كما قال الله تبارك وتعالى وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله فلا تكون بعد علي بن الحسين الا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب.
165 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس وعلي بن محمد عن سهل بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فلما مضى علي عليه السلام كان الحسن أولى بها لكبره، فلما توفى لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك، والله عز وجل يقول: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين عليه السلام أمر الله بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك، وبلغ في رسول الله صلى الله عليه وآله كما بلغ فيك وفي أبيك، وأذهب الله عنى الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك، فلما صارت إلى الحسين لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعى عليه كما كان هو يدعى على أخيه وعلى أبيه، ولو أراد أن يصرفا الامر عنه ولم يكونا ليفعلا، ثم صارت حتى أفضت (14) إلى الحسين عليه السلام فجرى تأويل هذه الآية " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين، ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي، وقال: الرجس هو الشك والله لا نشك بربنا أبدا.
166 - محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن صباح الأزرق عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ان رجلا من المختارية لقيني فزعم أن محمد بن الحنفية امام، فغضب أبو جعفر عليه السلام ثم قال أفلا قلت له: قال: قلت لا والله ما دريت ما أقول، قال: أفلا قلت له: ان رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى إلى علي والحسن والحسين عليهما السلام، فلما مضى علي أوصى إلى الحسن والحسين عليهم السلام، ولو ذهب يزويها عنهما لقالا له: نحن وصيان مثلك ولم يكن ليفعل ذلك، وأوصى الحسن إلى الحسين ولو ذهب يزويها عنه لقال له: انا وصي مثلك من رسول الله صلى الله عليه وآله ومن أبى ولم يكن ليفعل ذلك قال الله عز وجل: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض " هي فينا وفي أبنائنا.
167 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن قيس عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال فينا نزلت هذه الآية: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ".
168 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الرحمان بن كثير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما عنى الله عز وجل بقوله تعالى " يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " قال: نزلت هذه الآية في النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام، فلما قبض الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله كان أمير المؤمنين عليه السلام ثم الحسن ثم الحسين عليهم السلام، ثم وقع تأويل هذه الآية: " و أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " وكان علي بن الحسين عليه السلام، ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء عليهم السلام، فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله عز وجل.
169 - وباسناده إلى عبد الاعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله عز وجل خص عليا عليه السلام بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وما يصيبه له، فاقر الحسن و الحسين بذلك، ثم وصيته للحسن وتسليم الحسين ذلك حتى أفض الامر إلى الحسين لا ينازعه فيه أحد، لأنه ليس لأحد من السابقة مثل ما له، واستحقها علي بن الحسين عليه السلام لقول الله عز وجل: " وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " فلا يكون بعد علي بن الحسين عليهما السلام الا في الأعقاب واعقاب الأعقاب.
170 - في نهج البلاغة من كتاب له عليه السلام إلى معاوية: وكتاب الله يجمع لنا ما شذ عنا وهو قوله سبحانه: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " وقوله تعالى: " ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين " فنحن مرة أولى بالقرابة، وتارة أولى بالطاعة.
171 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " وروى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائه عليهم السلام انه لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة فدك، و بلغها ذلك جاءت إليه وقالت: يا بن أبي قحافة أفي كتاب الله ان ترث أباك ولا ارث أبي لقد جئت شيئا فريا؟افعلى عمد تركتم كتاب الله وراء ظهوركم إذ يقول: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
172 - وفيه خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وفيها قال الله عز وجل، " ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي " وقال عز وجل: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " فنحن أولى الناس بإبراهيم، ونحن ورثناه ونحن أولوا الأرحام الذين ورثنا الكعبة ونحن آل إبراهيم.
173 - في تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: دخل علي عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه وقد أغمي عليه و رأسه في حجر جبرئيل عليه السلام، وجبرئيل علي صورة دحية الكلبي، فلما دخل علي عليه السلام قال له جبرئيل: دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به مني. لان الله يقول في كتابه: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " فجلس علي عليه السلام واخذ رأس رسول الله صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره، فلم يزل رأس رسول الله صلى الله عليه وآله في حجره حتى غابت الشمس وان رسول الله صلى الله عليه وآله افاق فرفع رأسه، فنظر إلى علي عليه السلام فقال: يا علي أين جبرئيل؟فقال: يا رسول الله ما رأيت الا دحية الكلبي دفع إلي رأسك وقال: يا علي دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به مني، لان الله تعالى يقول: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " فجلست واخذت رأسك فلم يزل في حجري حتى غابت الشمس، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أفصليت العصر؟قال: لا، قال: فما منعك ان تصلي؟فقال: قد أغمي عليك وكان رأسك في حجري فكرهت ان أشق عليك يا رسول الله، وكرهت ان أقوم وأصلي وأضع رأسك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله اللهم ان عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك حتى فاتته صلاة العصر، اللهم فرد عليه الشمس حتى يصلي العصر في وقتها قال: فطلعت الشمس فصارت في وقت العصر بيضاء نقية، ونظر إليها أهل المدينة " وان عليا قام وصلى، فلما انصرف غابت الشمس وصلوا المغرب.
174 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال: " والذين آمنوا من بعد وهاجروا و جاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " قال: نسخت قوله: " والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم ".
175 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام قال: قضى أمير المؤمنين عليه السلام في خالة جاءت تخاصم في مولى رجل، فقرأ هذه الآية: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " فدفع الميراث إلى الخالة ولم يعط المولى.
176 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان علي عليه السلام إذا مات مولى له وترك قرابة له يأخذ من ميراثه شيئا ويقول: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ".
177 - في من لا يحضره الفقيه وروى أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سهل عن الحسن بن الحكم عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال في رجل ترك خالتيه ومواليه قال: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض " المال بين الخالتين.
178 - وروى أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الحسن بن موسى الخياط عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لا والله ما ورث رسول الله صلى الله عليه وآله العباس ولا علي ولا ورثته الا فاطمة عليها السلام، وما كان اخذ علي عليه السلام السلاح و غيره الا لأنه قضى عنه دينه، ثم قال: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ".
179 - في الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: الخال والخالة يرثان إذا لم يكن معهما أحد، ان الله يقول: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ".
180 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهيب عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: الخال والخالة يرثان إذا لم يكن معهما أحد يرث غيرهما، ان الله يقول: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ".
181 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: الخال والخالة يرثون إذا لم يكن معهم أحد غيرهم، ان الله يقول: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " إذا التقت القرابات فالسابق أحق بالميراث من قرابته.
182 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قول الله عز وجل: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " ان بعضهم أولى بالميراث من بعض، لان أقربهم إليه أولى به.
183 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اختلف علي بن أبي طالب عليه السلام و عثمان بن عفان في الرجل يموت وليس له عصبة يرثونه وله ذو قرابة لا يرثونه ليس له سهم مفروض؟فقال علي عليه السلام: ميراثه لذوي قرابته لان الله تعالى يقول: " و أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " وقال عثمان: اجعل ميراثه في بيت مال المسلمين، ولا يرثه أحد من قرابته.
184 - عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان علي عليه السلام لا يعطي الموالي شيئا مع ذي رحم سميت له فريضة أم لم تسم له فريضة وكان يقول: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ان الله بكل شئ عليم " قد علم مكانهم فلم يجعل لهم مع أولى الأرحام حيث قال: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ".
1. ندر الشئ: سقط .
2. وفي المصدر " فان الله يسمع دعوة المضطهدين ". .
3. هذا وما قبله من جملة ما كتبه عليه السلام إلى الأشتر النخعي رحمه الله لما ولاه على مصر و هو أطول عهد لكتبه وأجمعه للمحاسن. .
4. لم به: جمع. والصدع: الشق والعداوة الواغرة: ذات الوغرة وهي شدة الحر: والضغائن: الأحقاد. والقادحة في القلوب كأنها تقدح النار فيها. .
5. الأزمة: الشدة. القحط. .
6. وفي جملة من النسخ " أبو عبيدة " ولكن الصحيح ما اخترناه قال ابن حجر في تهذيب التهذيب عبيدة بن عمرو السلماني المرادي وذكر وفاته سنة 73 وقيل 74. " انتهى " و عن لب اللباب ان السلماني نسبة إلى سلمان مدينة بآذربيجان. .
7. حاد عنه: مال. .
8. من أسماء مكة المعظمة. .
9. ومحلوفه اي أقسم بالذي يقسم به في شرع محمد (ص) وحاصله " والله ". .
10. الطرف - محركة -: طائفة من الشئ. .
11. " في تفسير العياشي عن علي بن أسباط انه سمع أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: قال أبو عبد الله عليه السلام: أتى النبي (ص) بمال وذكر إلى آخر ما في قرب الإسناد سواء. منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). .
12. المراد من التيم والعدي أبو بكر وعمر. .
13. وفي المصدر " لا يرثون " بدل " لا يولون " ومرجع المعنى واحد. .
14. دهاه: أصابه. والدهم: الغائلة من أمر عظيم. والجماعة الكثيرة. ولعل الصحيح " أو دهمهم دهم ". .