الحديث عن حالة إنسانية

ونلفت الانتباه إلى أن الله تعالى قد تحدّث هنا عن خصوص الحالة الإنسانية، ولم يتحدّث عن الاندفاع إلى مساعدة المسكين بدافع التقرّب إلى الله سبحانه، ربما لأنه يفقد هذا الدافع؛ لأنه لا يخاف الله، وإنما يخاف من العصا، وإذا كان لا يؤمن بجزاء ولا بحساب ولا بعقاب ولا بيوم دين، فليس ثمة من عصا يخافها.

وربما كان هذا هو السبب في أنه تعالى قد أبرز الصفة الأشد سوءًا لديه وهي كونه يفقد العاطفة الإنسانية، والمشاعر النبيلة التي لا يخلو منها بشر ? بحسب العادة ? حتى ولو لم يكن مؤمنًا، إلاّ أن المكذّب بالدين هو الذي يفقدها.