قال عز من قائل: ﴿الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا منا ولا أذى﴾
قال عز من قائل: ﴿الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا منا ولا أذى﴾
1109 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الله كره لكم أيتها الأمة أربعا وعشرين خصلة ونهاكم عنها إلى قوله عليه السلام وكره المن في الصدقة.
1110 - عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ثلاثة لا يكلمهم الله: المنان الذي لا يعطى شيئا الا بمنة والمسبل ازاره، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر.
1111 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان الله تعالى كره لي ست خصال وكرههن للأوصياء من ولدى واتباعهم من بعدى، العبث في الصلاة والرفث في الصوم، والمن بعد الصدقة (الحديث).
1112 - في مجمع البيان في قوله: قول معروف ومغفرة خير من صدقة الآية وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إذا سأل السائل فلا تقطعوا عليه مسألته حتى يفرغ منها، ثم ردوا عليه بوقار ولين، اما ببذل يسيرا ورد جميل فإنه قد يأتيكم من ليس بأنس ولا جان ينظرون كيف صنيعكم فيما خولكم الله تعالى.
1113 - وفيه روى عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أسدى إلى مؤمن (1) معروفا ثم أذاه بالكلام أو من عليه فقد أبطل الله صدقته.
1114 - في تفسير العياشي عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن جعفر بن محمد أو أبى جعفر عليهما السلام في قول الله يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى إلى آخر الآية قال نزلت في عثمان وجرت في معاوية وأتباعهما.
1115 - عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) لمحمد وآل محمد عليهم السلام هذا تأويل؟قال: أنزلت في عثمان.
1116 - عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) إلى قوله (لا يقدرون على شئ مما كسبوا) قال صفوان حجر (2) والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس فلان وفلان ومعاوية وأشياعهم.
1117 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ضرب الله فيه مثلا فقال كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شئ مما كسبوا والله لا يهدى القوم الكافرين) وقال: من كثر امتنانه وأذاه لمن يتصدق عليه بطلت صدقته كما يبطل التراب الذي يكون على الصفوان، والصفوان الصخرة الكبيرة التي يكون في مفازة فيجئ المطر فيغسل التراب عنها ويذهب به فضرب الله هذا المثل لمن اصطنع معروفا ثم أتبعه بالمن والأذى.
وقال الصادق عليه السلام: مامن شئ أحب إلى من رجل سلفت منى إليه يد أتبعتها أختها وأحسنت بها له، لانى رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل.
1118 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله قال: على أمير المؤمنين أفضلهم وهو ممن ينفق ماله ابتغاء مرضات الله.
1119 - عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام قال في قوله: (والذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله) قال: أنزلت في علي عليه السلام (3) ثم ضرب مثل المؤمنين لذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم عن المن والأذى قال: ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت اكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير قال: مثلهم كمثل جنة أي بستان في موضع مرتفع أصابها وابل أي مطر فلت اكلها ضعفين، أي يتضاعف ثمرتها كما يتضاعف اجر من أنفق ماله ابتغاء مرضات الله، والطل ما يقع بالليل على الشجر والنبات.
1120 - وقال أبو عبد الله عليه السلام: والله يضاعف لمن يشاء ممن أنفق ماله ابتغاء مرضات الله، قال فمن أنفق ماله ابتغاء مرضات الله ثم امتن على من تصديق عليه كان كما قال الله أيود أحدكم أن يكون له جنة من نخيل وأعناب تجرى من تحتها الأنهار وله فيها من كل الثمرات واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها اعصار فيه نار فاحترقت قال: الاعصار الرياح، فمن امتن على من تصدق عليه كانت كمن كان له جنة كثيرة الثمار.
وهو شيخ ضعيف له أولاد ضعفاء فتجئ ريح أو نار فتحرق ماله كله.
1121 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام: اعصار فيه نار قال: ريح.
1122 - في الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن ابان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول عز وجل: يا أيها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أمر بالنخل ان يزكى يجئ قوم بألوان من التمر وهو من أردء التمر يؤدونه من زكاتهم تمر يقال له الجعرور والمعافاراة، قليلة اللحاء عظيمة النوى، وكان بعضهم يجئ بها عن التمر الجيد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تخرصوا هاتين التمرتين ولا تجيئوا منهما بشئ وفى ذلك نزل: (ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه الا ان تغمضوا فيه) والاغماض ان يأخذ هاتين التمرتين.
1123 - وفى رواية أخرى عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى (انفقوا من طيباب ما كسبتم) فقال: كان القوم قد كسبوا مكاسب سوء في الجاهلية، فلما أسلموا أرادوا أن يخرجوها من أموالهم ليتصدقوا بها فأبى الله تبارك وتعالى الا أن يخرجوا من أطيب ما كسبوا.
1124 - في تفسير العياشي عن إسحاق بن عمار عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال كان أهل المدينة يأتون بصدقة الفطر إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وفيه عرق يسمى الجعرور وعرق يسمى معافارة، كانا عظيم نواهما، رقيق لحاهما في طعمهما مرارة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للخارص لا تخرص عليهم هذين اللونين لعلهم يستحيون لا يأتون بهما، فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم) إلى قوله (تنفقون).
1125 - في مجمع البيان وقيل إنها نزلت في قوم كانوا يأتون بالحشف فيدخلونه في تمر الصدق عن علي عليه السلام وفيه وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال إن الله يقبل الصدقات ولا يقبل منها الا الطيب.
1126 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن داود: قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان؟قال: فقال هو مثل قول الله عز وجل (ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون) ثم قال: غير هذا أبين منه، ذلك قول الله عز وجل (وأيدهم بروح منه) هو الذي فارقه.
1127 - في كتاب علل الشرايع أبى رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال: حدثنا الحسن بن علي عن عباس عن أسباط عن أبي عبد الرحمن قال: قلت لأبي عبد الله انى ربما حزنت فلا اعرف في أهل ولامال ولا ولد، وربما فرحت فلا أعرف في أهل ولامال ولا ولد، فقال: انه ليس من أحد الا ومعه ملك وشيطان، فإذا كان فرحه كان دنو الملك منه وإذا كان حزنه كان دنو الشيطان منه، وذلك قول الله تبارك وتعالى: الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم.
1128 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء) قال: الشيطان يقول: لا ينفق مالك فإنك تفتقر، (والله يعدكم مغفرة منه وفضلا) أي يغفر لكم ان أنفقتم لله و (فضلا) قال: يخلف عليكم.
1129 - في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ان الله ذكر أولى الألباب بأحسن الذكر و حلاهم بأحسن الحلية فقال يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر الا أولوا الألباب.
1130 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أيوب بن الحر عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) فقال طاعة الله ومعرفة الامام.
1131 - يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول (ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا) قال: معرفة الامام واجتناب الكبائر التي أوجب الله عليها النار.
1132 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - وقد ذكر القرآن - لا تحصى عجايبه، ولاتبلى غرايبه.
مصابيح الهدى ومنار الحكمة.
1133 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله (يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا قال: الخير الكثيرة معرفة أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام
1134 - وفيه خطبة له صلى الله عليه وآله وفيها ورأس الحكمة مخافة الله.
1135 - في تفسير العياشي عن سليمان بن خالد قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا فقال إن الحكمة المعرفة والتفقه في الدين فمن فقه منكم فهو حكيم، وما أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من فقيه.
1136 - في محاسن البرقي عن أبيه عن النضر بن سويد عن الحلبي عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى و (من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) فقال: هي طاعة الله ومعرفة الاسلام.
1137 - في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن الله آتاني القرآن وآتاني من الحكمة مثل القرآن، وما من بيت ليس فيه شئ من الحكمة الا كان خرابا.
ألا فتفقهوا وتعلموا ولا تموتوا جهالا.
1138 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: الحكمة ضياء المعرفة و ميزان التقوى وثمرة الصدق، ولو قلت: ما أنعم الله على عباده بنعمة أنعم وأنظم وأرفع وأجزل وأبهى من الحكمة لقلت قال الله عز وجل: (يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وما يذكر الا أولوا الألباب) أي لا يعلم ما أودعت وهيأت في الحكمة الامن استخلصته لنفسي: وخصصته بها والحكمة هي النجاة وصفة الحكمة الثبات عند أوايل الأمور والوقوف عند عواقبها، وهو هادي خلق الله إلى الله.
1139 - في كتاب الخصال عن الزهري عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: كان آخر ما أوصى بالخضر موسى بن عمران عليهما السلام ان قال له: لا تعيرن أحدا إلى قوله: ورأس الحكمة مخافة الله تبارك وتعالى.
1140 - عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال أبو الحسن عليهما السلام: من علامات الفقه الحلم والصمت، ان الصمت باب من أبواب الحكمة، ان الصمت يكسب المحبة انه دليل على كل خير.
1141 - عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم في بعض أسفاره إذا لقيه ركب فقالوا: السلام عليك يا رسول الله.
فالتفت إليهم وقال: من أنتم؟فقالوا مؤمنون، قال فما حقيقة ايمانكم؟قالوا الرضا بقضاء الله والتسليم لأمر الله والتفويض إلى الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله علماء حكماء، كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء، فان كنتم صادقين فلا تبنوا مالا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون
1142 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي المغرا عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ان تبدوا الصدقات فنعما هي وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم قال: ليس من الزكاة، و صلتك قرابتك ليس من الزكاة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
1143 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إسحاق بن عمار عن أبي - عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) قال: هي سوى الزكاة ان الزكاة علانية غير سر.
1144 - علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن عبد الله بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كل ما فرض الله عليك فاعلانه أفضل من اسراره وكل ما كان توعا فاسراره أفضل من اعلانه، ولو أن رجلا حمل زكاة ماله على عاتقه فقسمها علانية كان ذلك حسنا جميلا.
1145 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن أبي بكير عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: (ان تبدوا الصدقات فنعما هي) قال: يعنى الزكاة المفروضة قلت: (وان تخفوها وتؤتوها الفقراء) قال: يعنى النافلة، انهم كانوا يستحبون اظهار الفرايض وكتمان النوافل.
1146 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن مرداس عن صفوان ابن يحيى والحسن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا عمار الصدقة والله في السر أفضل من الصدقة في العلانية وكذلك والله العبادة في السر أفضل منها في العلانية.
1147 - في تفسير العياشي عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) قال: ليس تلك الزكاة، ولكنه الرجل يتصدق لنفسه الزكاة علانية ليس بسر.
1148 - في تفسير علي بن إبراهيم قال العالم عليه السلام: الفقراء هم الذين لا يسئلون لقول الله تعالى في سورة البقرة.
للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسئلون الناس الحافا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
1149 - في مجمع البيان (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله... اه) الآية قال أبو جعفر عليه السلام.
نزلت الآية في أصحاب الصفة.
1150 - وفيه وفى الحديث.
ان الله يحب ان يرى اثر نعمته على عبده، ويكره البؤس والتبأوس (4) ويحب الحليم المتعفف من عباده ويبغض الفاحش البذي (5) السؤال الملحف.
1151 - وعنه عليه السلام قال إن الله كره لكم ثلاثا قيل: وماهن؟(6) قال.
كثرة ال وإضاعة المال ونهى عن عقوق الأمهات ووأد البنات (7).
1152 - وقال عليه السلام: الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا ويد المعطى التي تليها، ويد السائل السفلى إلى يوم القيامة، ومن سأل وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة كدوحا أو خموشا أو خدوشا في وجهه (8) قيل: وما غناء؟قال: خمسون درهما أو عدلها من الذهب.
1153 - في تفسير العياشي عن أبي إسحاق قال: كان لعلي بن أبي طالب عليه السلام أربعة دراهم لم يملك غيرها فتصدق بدرهم ليلا، وبدرهم نهارا، وبدرهم سرا، وبدرهم علانية.
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا علي ما حملك على ما صنعت؟قال: انجاز موعود الله، فأنزل الله: الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية إلى آخر الآية.
1154 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي المغرا عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له قوله عز وجل (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) قال ليس من الزكاة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
1155 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن الوليد الوصافي عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى.
1156 - في من لا يحضره الفقيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله تعالى (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون) قال نزلت في النفقة على الخيل.
قال مصنف هذا الكتاب (ره) روى أنها نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وكان سبب نزولها انه كان معه أربعة دراهم فتصدق بدرهم منها بالليل، وبدرهم بالنهار، وبدرهم في السر وبدرهم في العلانية، فنزلت فيه هذه الآية، والآية إذا نزلت في شئ فهي منزلة في كل ما يجرى فيه فالاعتقاد في تفسيرها أنها نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام وجرت في النفقة على الخيل وأشباه ذلك (انتهى).
1157 - علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى السماء رأيت قوما يريد أحدهم ان يقوم فلا يقدران يقوم من عظم بطنه، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون الربوا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.
1158 - في تفسير العياشي عن شهاب بن عبد ربه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: آكل الربوا لا يخرج من الدنيا حتى بتخبطه الشيطان.
1159 - عن زرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يكون الربوا الا فيما يوزن ويكال.1- قال المحدث الحر العاملي (ره) في كتاب اثبات الهداة بعد ذكر الحديث: أقول: هؤلاء السبعة من جملة الاثني عشر وليس فيه اشعار بالحصر كما هو واضح، ولعل المراد السابع من الصادق (ع) لأنه هو المتكلم بهذا الكلام.
2- أسدى إليه: أحسن.
3- أي ان الصفوان في قوله تعالى: (كمثل صفوان عليه تراب.. اه) هو حجر.
4- إلى هنا ينتهى حديث العياشي (ره) وقوله: (ثم ضرب مثل المؤمنين.. اه) من كلام علي بن إبراهيم (ره) في تفسيره وقد أسقط النساخ من هذا الموضع شيئا ولكن النسخ اتفقت على ما ترى فتركناه بحاله.
5- التباؤس: التفاقر.
6- البذي: الفحاش.
7- كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: (ان الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وكثرة السؤل، وإضاعة المال). ثم قال: ونهى عن عقوق الأمهات ووأد البنات وعن منع وهات والظاهر أن ما في المصدر هو الصحيح من جهة السياق.
8- أي قتلهن.