قال عز من قائل: ﴿ واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء﴾
1195 - في الكافي أحمد بن محمد العاصمي عن علي بن الحسن التيمي عن ابن بقاح عن أبي - عبد الله المؤمن عن عمار بن أبي عاصم قال: قال أبو عبد الله عليه السلم.
أربعة لا يستجاب لهم، فذكر الرابع رجل كان له مال فأدانه بغير بينة فيقول الله عز وجل: ألم آمرك بالشهادة؟.
1196 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن عمران ابن أبي عاصم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أربعة لا تستجاب لهم دعوة، أحدهم رجل كان له مال فأدانه بغير بينة، يقول الله عز وجل ألم آمرك بالشهادة؟.
1197 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال من ذهب حقه على غير بينة لم يوجر.
محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
1198 - في تهذيب الأحكام سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد وعلي بن حديد عن علي بن النعمان عن داود بن الحصين عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن شهادة النساء في النكاح بلا رجل معهن إذا كانت المرأة منكرة، فقال لا باس به إلى قوله وكان أمير المؤمنين عليه السلام يجيز شهادة امرأتين في النكاح عند الانكار، ولا يجيز في الطلاق الا شاهدين عدلين، قلت فانى ذكر الله تعالى قوله (فرجل وامرأتان)؟فقال ذلك في الدين إذا لم يكن رجلان فرجل وامرأتان، ورجل واحد ويمين المدعى إذا لم يكن امرأتان قضى بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام بعده عندكم.
1199 - في الكافي عن أحمد بن أبي عبد الله عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل ولا يأبى الشهداء إذا ما دعوا قال لا ينبغي لاحد إذا دعى إلى شهادة يشهد عليها أن يقول لا أشهد لكم.
1200 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن أبي - الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليه السلام مثله وقال فذلك قبل الكتاب.
1201 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام في قوله عز وجل: (ولا يأبى الشهداء إذا ما دعوا) فقال إذا دعاك الرجل تشهد له على دين أو حق لم ينبغ لك أن تقاعس عنه.(1).
1202 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل (ولا يأبى الشهداء إذا ما دعوا) قال قبل الشهادة.
1203 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله عليه السلام قال لا يأبى الشهداء أن يجيب حين يدعى قبل الكتاب.
1204 - في تفسير العياشي عن محمد بن عيسى عن أبي جعفر عليه السلام قال: لارهن الا مقبوض.
1205 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: ومن يكتمها فإنه آثم قلبة قال بعد الشهادة.
1206 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي نجران ومحمد بن علي عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كتم شهادة أو شهد بها ليهدر بها دم امرء مسلم أو ليزوى (2) مال امرء مسلم اتى يوم القيامة ولوجهه ظلمة مد البصر وفى وجهه كدوح (3) تعرفه الخلايق باسمه ونسبه.
1207 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: في قول الله عز وجل (ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) قال كافر قلبه.
1208 - في أمالي الصدوق في مناهى النبي صلى الله عليه وآله ونهى صلى الله عليه وآله عن كتمان الشهادة وقال: من كتمها أطعمه الله لحمه رؤس الخلايق، وهو قول الله عز وجل: (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه).
1209 - فيمن لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد ابن الحنفية وفرض على القلب وهو أمير الجوارح الذي به يعقل ويفهم وتصدر عن أمره ورأيه، فقال عز وجل إلى قوله إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء.
1210 - في نهج البلاغة قال عليه السلام وبما في الصدور يجازى العباد.
1211 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال، فاما ما فرض الله على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا.
والتسليم بان لا إله إلا الله وحده لا شريك له الها واحدا لم تخذ صاحبة ولا ولدا، وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله والاقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله، وهو قول الله عز وجل (الامن أكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا) وقال (الا بذكر الله تطمئن القلوب) وقال: (الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) وقال (ان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) فذلك ما فرض الله عز وجل على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله.
وهو رأس الايمان والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
1212 - في تفسير العياشي عن سعدان عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) قال: حقيق على الله ان لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من حبهما.
1213 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حريز بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، رفع عن أمتي تسعة أشياء، الخطأ، والنسيان، وما اكرهوا عليه وما لا يطيقون، وما لا يعلمون، وما اضطروا إليه، والحسد، والطيرة والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لا ينطق بشفة.
1214 - وباسناده إلى حمزة بن حمران قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الاستطاعة فلم يجبني فدخلت عليه دخلة أخرى فقلت أصلحك الله انه قد وقع في قلبي منها شئ ولا - يخرجه الا شئ أسمعه منك، قال فإنه لا يضرك ما كان في قلبك وسنكتب تمام الحديث إن شاء الله قريبا.
1215 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديثا طويلا وفيه يقول عليه السلام وقد ذكر مناقب رسول الله صلى الله عليه وآله فدنى بالعلم فتدلى فدلى له من الجنة رفرف اخضر وغشى النور بصره، فرأى عظمة ربه عز وجل بفؤاده ولم يرها بعينه، فكان كقاب قوسين بينه وبينها أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، فكان فيما أوحى إليه الآية التي في سورة البقرة قوله تعالى لله ما في السماوات وما في الأرض وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير وكانت الآية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدم عليه السلام إلى أن بعث الله تبارك وتعالى محمدا صلى الله عليه وآله، وعرضت على الأمم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها وقبلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعرضها على أمته فقبلوها فلما رأى الله تبارك وتعالى منهم القبول علم أنهم لا يطيقونها فلما أن صار إلى ساق العرش كرر عليه الكلام ليفهمه، فقال آمن الرسول بما انزل إليه من ربه فأجاب صلى الله عليه وآله وسلم مجيبا عنه وعن أمته والمؤمنون كل آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله فقال جل ذكره لهم الجنة والمغفرة على أن فعلوا ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وآله اما إذا ما فعلت ذلك بنا (فغفر انك ربنا واليك المصير) يعنى المرجع في الآخرة، قال فاجابه الله جل ثناؤه وقد فعلت ذلك بك وبأمتك ثم قال عز وجل اما إذا قبلت الآية بتشديدها وعظم ما فيها وقد عرضتها على الأمم فأبوا أن يقبلوها وقبلتها أمتك فحق على أن أرفعها عن أمتك وقال لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت من خير وعليها ما اكتسبت من شر.
1216 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الصمد بن بشير قال ذكر أبو عبد الله عليه السلام بدو الأذان وقصة الاذان في اسراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى انتهى إلى سدرة المنتهى قال فقالت السدرة ما جازني مخلوق قبل: قال، ثم (دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى) قال فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وفتحه فنظر إليه فإذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبايلهم، قال فقال له: (آمن الرسول بما انزل إليه من ربه) قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله والمؤمنون كل آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا) فقال الله: قد فعلت: فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا) قال الله: قد فعلت، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا) إلى آخر السورة، كل ذلك يقول الله تبارك وتعالى: قد فعلت قال: وثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه وفتح صحيفة أصحاب الشمال فإذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم.
1217 - في كتاب الغيبة لشيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى سلام قال: سمعت أبا سلمى راعى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ليلة اسرى بي إلى السماء قال العزيز جل ثناؤه: (آمن الرسول بما انزل عليه من ربه) قلت: (والمؤمنون) قال، صدقت يا محمد.
1218 - في تفسير علي بن إبراهيم اما قوله: (آمن الرسول بما انزل إليه من ربه) فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام ان هذه الآية مشافهة الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم لما اسرى به إلى السماء قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم انتهيت إلى محل سدره المنتهى وادا الورقة منها تظل أمة من الأمم، فكنت من ربى كقاب قوسين أو أدنى كما حكى الله عز وجل، فناداني ربى تبارك وتعالى: (آمن الرسول بما انزل إليه من ربه) فقلت: انا مجيبه عنى وعن أمتي: (والمؤمنون كل آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله) فقلت: (سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير) فقال الله لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) فقلت: (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا) فقال الله: لا أو اخذك، فقلت: (ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا) فقال الله: لا أحملك، فقلت: (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولينا فانصرنا على القوم الكافرين) فقال الله تبارك وتعالى: قد أعطيتك ذلك لك ولامتك.
فقال الصادق صلوات الله عليه: ما وفد إلى الله تبارك وتعالى أحد أكرم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين سأل لامته هذه الخصال.
1219 - في تفسير العياشي عن عبد الصمد بن شيبة عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه نحو ما في تفسير علي بن إبراهيم معنى الا قوله فقال الصادق عليه السلام الخ.
1220 - عن قتادة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا قرأ هذه الآية (آمن الرسول بما انزل إليه من ربه) حتى يختمها قال، وحق الله ان لله كتابا قبل ان يخلق السماوات و الأرض بألفي سنة، فوضعه عنده فوق العرش، فأنزل آيتين فختم بهما البقرة، فأيما بيت قرئتا فيه لم يدخله شيطان.
1221 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها معاشر الناس قولوا الذي قلت لكم وسلموا على على بإمرة المؤمنين وقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير.
1222 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى جميلة المفضل بن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أمر العباد الا بدون سعتهم وكل شئ أمر الناس بأخذه فهم متسعون له، ومالا يتسعون له فهو موضوع عنهم، ولكن الناس لاخير فيهم
1223 - وباسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى ابن جعفر عليهم السلام يقول: من قال بالجبر فلا تعطوه من الزكاة ولا تقبلوا له شهادة، ان الله تبارك وتعالى لا يكلف نفسا الا وسعها ولا يحملها فوق طاقتها ولا تكسب كل نفس الا عليها، ولا تزر وازرة وزر أخرى.
1224 - وباسناده إلى حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الاستطاعة إلى قوله.
قلت أصلحك الله فانى أقول إن الله تبارك وتعالى لم يكلف العباد الا ما يستطيعون، والا ما يطيقون، فإنهم لا يصنعون شيئا من ذلك الا بإرادة الله و ومشيته وقضائه وقدره، قال.
هذا دين الله الذي انا عليه وآبائي، أو كما قال: وهذا ما وعدناه من التتمة سابقا.
1225 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما عليهم السلام قال: في آخر البقرة لما دعوا أجيبوا: (لا يكلف الله نفسا الا وسعها) قال، ما افترض الله عليها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت وقوله، (لا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا).
1226 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أبي داود المسترق قال حدثني عمرو بن مروان قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رفع عن أمتي أربع خصال، خطأها، ونسيانها، وما اكرهوا عليه وما لم يطيقوا، وذلك قول الله عز وجل: (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) وقوله: (الامن أكره وقلبه مطمئن بالايمان.
)
1227 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) متصل بآخر ما نقلناه عنه آنفا أعني قوله: (وعليها ما اكتسبت) من شر.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع ذلك: اما إذا فعلت ذلك بي وبأمتي فزدني قال: سل، قال: (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا) قال الله عز وجل لست أؤاخذ منك بالنسيان والخطأ لكرامتك على، و كانت الأمم السالفة إذا نسوا ما ذكروا به فتحت عليهم أبواب العذاب، وقد رفعت ذلك عن أمتك، وكانت الأمم السالفة إذا أخطأوا أخذوا بالخطأ وعوقبوا عليه، وقد رفعت ذلك عن أمتك لكرامتك على.
فقال النبي صلى الله عليه وآله، إذا أعطيتني ذلك فزدني، فقال الله تعالى له: سل، قال: (ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا) يعنى بالإصر الشدائد التي كانت على من كان قبلنا، فأجابه الله إلى ذلك، فقال تبارك اسمه! قد رفعت عن أمتك الآصار التي كانت على الأمم السالفة كنت لا أقبل صلاتهم الا في بقاع معلومة من الأرض اخترتها لهم وان بعدت، وقد جعلت الأرض كلها لامتك مسجدا وطهورا، فهذه من الآصار التي كانت على الأمم قبلك فرفعتها عن أمتك: وكانت الأمة السالفة إذا أصابهم اذى من نجاسة قرضوه من أجسادهم.
وقد جعلت الماء لامتك طهورا، فهذا من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك، وكانت الأمم السالفة تحمل قرابينها (4) على أعناقها إلى بيت المقدس، فمن قبلت ذلك منه أرسلت عليه نارا فأكلته فرجع مسرورا، ومن لم أقبل ذلك منه رجع مثبورا (5) وقد جعلت قربان أمتك في بطون فقرائها ومساكينها، فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك له اضعافا مضاعفة ومن لم اقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا، وقد رفعت ذلك عن أمتك وهي من الآصار التي كانت على الأمم قبلك، وكانت الأمم السالفة صلاتها مفروضة عليها في ظلم الليل وانصاف النهار، وهي من الشدائد التي كانت عليهم، فرفعتها عن أمتك وفرضت عليهم صلواتهم في أطراف الليل والنهار، وفى أوقات نشاطهم، وكانت الأمم السالفة قد فرضت عليهم خمسين صلاة في خمسين وقتا وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك، وجعلتها خمسا في خمسة أوقات، وهي إحدى وخمسون ركعة، وجعلت لهم اجر خمسين صلاة، وكانت الأمم السالفة حسنتهم بحسنة وسيئتهم بسيئة، وهي من الآصار التي كانت عليهم، فرفعتها عن أمتك وجعلت الحسنة بعشر، والسيئة بواحدة، وكانت الأمم السالفة إذا نوى أحدهم حسنة ثم لم يعملها لم تكتب له، وان عملها كتبت له حسنة، وان أمتك اذاهم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة وان عملها كتبت له عشرا، وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك، وكانت الأمم السالفة اذاهم أحدهم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه، وان عملها كتبت عليه سيئة وان أمتك اذاهم أحدهم بسيئة ثم لم يعملها كتبت له حسنة، وهذه من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك، وكانت الأمم السالفة إذا أذنبوا كتبت ذنوبهم على أبوابهم، وجعلت توبتهم من الذنوب ان حرمت عليهم بعد التوبة أحب الطعام إليهم، وقد رفعت ذلك عن أمتك، وجعلت ذنوبهم فيما بيني وبينهم.
وجعلت عليهم ستورا كثيفة وقبلت توبتهم بلا عقوبة ولا أعاقبهم بان أحرم عليهم أحب الطعام إليهم، وكانت الأمم السالفة يتوب أحدهم من الذنب الواحد مائة سنة أو ثمانين سنة أو خمسين سنة ثم لا أقبل توبته دون ان أعاقبه في الدنيا بعقوبة، وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك، وان الرجل من أمتك ليذنب عشرين سنة أو ثلثين سنة أو أربعين سنة أو مائة سنة ثم يتوب ويندم طرفة عين فاغفر ذلك كله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أعطيتني ذلك كله فزدني قال: سل، قال: (ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به) قال تبارك اسمه: قد فعلت ذلك بأمتك وقد رفعت عنهم عظم بلايا الأمم وذلك حكمي في جميع الأمم ان لا أكلف خلقا فوق طاقتهم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولينا) قال الله عز وجل، قد فعلت ذلك بتائبي أمتك ثم قال صلى الله عليه وآله: (فانصرنا على القوم الكافرين) قال الله جل اسمه ان أمتك في الأرض كالشامة البيضاء في الثور الأسود، وهم القادرون، وهم القاهرون، يستخدمون ولا يستخدمون لكرامتك على، وحق على أن أظهر دينك على الأديان حتى لا يبقى في شرق الأرض وغربها دين الا دينك.
أو يؤدون إلى أهل دينك الجزية.
1228 - في كتاب ثواب الأعمال عن عمرو بن جميع رفعه إلى علي بن الحسين عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قرأ أربع آيات من أول البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها، وثلاث آيات من آخرها، لم ير في نفسه وماله شيئا يكرهه، ولم يقربه شيطان ولا ينسى القرآن.
1229 - عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول عليه السلام فيه: قال لي الله تعالى وأعطيت لك ولامتك كنزا من كنوز عرشي، فاتحة الكتاب، وخاتمة سورة البقرة.
1- الصك: كتاب الاقرار بالمال أو غيره.
2- تقاعس عن الامر: تأخر ولم يتقدم فيه.
3- زوى الشئ: منعه. قبضه.
4- الكدوح: الخدوش وكل اثر من خدش أو عض فهو كدح.
5- جمع القربان.